راسمالية الكوارث كيف تجنى الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة 7 من ويلات الحروب ومصائب البشرية ار تأليف: أنتوت لوينشتاين 0 ترجمة: أحمد عبدالحميد للأفاقة, والفنون والآداب

آي سنئسلة كتب تثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب - الكويت

صدرت السلسلة في يناير 1978 أسسها أحمد مشاري العدواقيٍ (1990-1923) ود. فؤاد زكريا (2010-1927)

رأسمالية الكوارث كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة

من ويلات الحروب ومصائب البشرية

تأليف: أنتونٍ لوينشتاين ترجمة: أحمد عبد الحميد

نوفمبر 2019 48

ستسلة شهرية نصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب اسسها أحمد مشاري العدواني

د. فُؤاد زكريسا

المشرف العام أ. كامل العبدالجليل

مستشار التحرير

أ. د. محمد غانم لز هيحي تمء.لتفصسع هع سنطلته سسا

هيئة التحرير أ. جاسم خالد السعدون أ. خليل علي حيدر د. سعداء سعد الدعاس د. علي زيد الزعبي أ. د. عيسى محمد الأنصاري أ. د. طارق عبدالمحسن الدويسان أ. منصور صالح العنزي أ. د. ناجي سعود الزيد

مدير ةا لحر سر عالية مجيد الصراف مرو اللوءعء طه امم سلقة

سكرتيرة التحرير هتل فوزي المجيبل

ترسل الاقتراحات على العنوان التالي:

السيد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ص. ب: 28613 - الصفاة الرمز البريدي 13147 دولة الكويت هاتف: 22431704 (965)

تم دهع نح 1 ناء كله التحاما. بابي التنضيد والإخراج والتنفيذ

وحدة الإنتاج ف ايلجلس الوطني

151311 978 - 99906 - 0- 650 - 8

العنوان الأصلي للكتاب

1م32 0153516 عطمه:2)25)2ن) كه غ0 وستللت] 2 عصنلد81

/اذا ا 41110117

موعع7ا

5 ,لاع أقتطء؟لا0.,آ تإلزماممة ©

طبع من هذا ا لكتاب ثلاثة وأربعون ألف نسخة

ربيع الأول 1441 ه - نوفمبر 2019

المواد المنشورة في هذه السلسلة تعبر عن رأى كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى المجلس

المقدمة:

اقتصاد «ماد ماكس» الجزء الأول

الفصل الأول: باكستان وأفغانستان:

«البحث عن الحرب الجديدة»

الفصل الثاي:

اليونان: «تحن مجرد أرقام ولسنا بشرا»

الفصل الثانث: هايتي: «إن فال أحد هنا إنهم حضلوا

على مساعدة. فثلك أكذوبة»

31

33

55

133

الفصل الرابع:

بابوا غينيا الجديدة: «اكسروا عظامنا ولكنكم لن تحطموا أرواحنا أندا»

الجزء الثاف

الفصل الخامسن:

الولايات المتحدة:

«أرض الأحرار صارت دولة السجون» الفصل السادس:

المملكة المتحدة:

«إنها الأنستعانة بمصادر خارجية للعنف» الفصل السابع:

أستراليا: «إن كان قلبك ينبض.

فلديك وظيفة في سيركو»

لم فى ري

2315

7س27

303

الخائمة:

فك التعويذة 307 الهوامش 315

سليوغرافيا 419

«إن فهم السبب وراء ما يحدث في القرن الحادي والعشرين يتطلب تحديا لمعتقدات راسخة في الأذهان بخصوص امْعونة والتنمية. والحرب والدموقراطية؛ وبنحو خاص طبيعة الرأسمالية الحديثة آلتى لا تعترف بالحدود الجغرافية» 2

اقتصاد «ماد ماكسن»

«أحيانا ننتصر في المناوشات. لكن الحرب تستمر»

في العام 1972 نشر يورغن راندرز معع92[ 5 أستاذ استراتيجية المناخ بكلية التجارة النرويجية ددع داعبا سداوءجمول8 عط اومطء5 حالياء كتابا بعنوان «حدود النمو» طثهزت وأنسنا عط1. وف كتابه هذا حذر راندرز من التأثير المدمر للنمو السكاني والاقتصادي في عام محدود المصادر. وبالرجوع إلى التكهن ذاته في مقال كتبه في العام 22004 وجد أن تنبؤاته كانت صحيحةء وأن زعماء العالم أخطأوا حينما تجاهلوا الحاجة الُلحة إلى التصدي للشكلة التنمية غير المستدامة.

11

راسمالية الكوارت

كانت الحجة الأساسية لدى راندرز تمثل تحديا للقواعد المتأصلة للرأسمالية. وبحلول العام 2015: بات راندرز متشائما بشأن قدرة النظام المالي الحالي على الحد من الآثار المدمرة لظاهرة التغير المناخيء أو حتى بشأن ما إذا كان لدى هذا النظام أي اهتمام بذلك الأمر. وعن ذلك كتب قائلا: «إرجاء اتخاذ إجراء عالمي حيال التغير المناخي ينطوي على تكلفة فعالة».

من المربح أن ندع العام يذهب إلى الجحيم. أعتقد أن الطغيان قصير الأجل سوف يسود العقود المقبلة. ونتيجة لهذاء فإن عددا من المشكلات طويلة الأجل لن تَحَلء حتى إذا كان من الممكن حلها؛ و حتى وهي تسبب

زيادة في الصعوبات لدى جميع الناخبين بشكل تدريجي”".

وفي محاولة تهدف إلى تشجيع دولة مثل النرويج على فرض ضريبة على كل مواطن. اقترح راندرز حلا يقضي بأن يدفع الناس مبلغا إضافيا قدره 250 يورو كل عام لجيل واحدء لكي يؤدي ذلك إلى خفض الانبعاثات الغازية للاحتباس الحراري» ويوفر مثالا تقتدي به دول صناعية أخرى. بيد أن هذه الفكرة لم تخرج إلى حيز التطبيق العملي.

وفسر راندرز ذلك بقوله: «النظام الرأسمالي لا يُعين على ذلك».

الرأسمالية مصمّمة بعناية بحيث تخصّص حصص رأس امال للمشروعات

الأكثر ربحية» وهذا هو بالضبط ما لا نحتاج إليه اليوم؛ فنحن في حاجة إلى

ضخ استثمارات في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الأكثر تكلفة,

وليس في مجالات الفحم والغاز الرخيصة. والسوق الرأسمالية لن تفعل هذا

من تلقاء نفسها. إنها تحتاج إلى شروط إطارية مختلفة. وذلك من قبيل

الأسعار البديلة أو لوائح تنظيمية جديدة.

وعلى رغم أن راندرز حث بشدة على تبني فكرة «الديكتاتورية المستنيرة» امثيرة للقلق «لفترة زمنية محددة في مجالات حرجة للسياسة». فإن فكرته هذه أصابت كبد الحقيقة» لكونها تفسر السبب وراء تركز الثروة في أيدي حفنة من الأشخاص في عام اليوم؛ فثمة حافز قليل للمناداة بكوكب أكثر إنصافا. نظام السوق وآلياته هي التي تضمن عدم الإنصاف وتكافئ الجشع.

مثل هذه المناقشات بدأت في الظهور حتى في الطبقة التي يحقق أفرادها أقصى استفادة من عدم المساواة. ففي أثناء المؤتمر الاقتصادي السنوي الذي عُقد في

12

المقدمة

دافوس 103905 في سويسرا في العام 22015 حيث يتجمع زعماء السياسة وأقطاب امال والأعمال في العام لتبادل التهاني فيما بينهم» خلصت بعض جلسات المؤتمر إلى نتيجة مُفادها أن انعدام المساواة كان مشكلة خطيرة تواجه العام بأسره. وهي مشكلة أبدى المشاركون في المؤتمر تشاؤما إزاء حلها.

حديث كهذا كان بمنزلة بداية, بيد أنه كان بصعوبة كافيا عندما قوبل زعيم ديكتاتور لإحدى دول الشرق الأوسط - يصفه البعض بأنه شديد الاستبداد حيال شعبه - بترحاب شديد في مؤتمر دافوسء وسمح له بطرح رؤيته بشأن تحقيق «تنمية مستدامة». يجب ألا تكون حقوق الإنسان والحرية الاقتصادية مفاهيم حصرية على نحو متبادل.

الأرقام تتحدث عن نفسها؛ فحصة الثروة في الولايات المتحدة الأمريكية المملوكة لدى نسبة ال 0.01 في المائة الأكثر ثراء بها قد تضاعفت أربع مرات منذ عشية ثورة ريخان*. وتمتلك نسبة الواحد في المائة الأكثر ثراء بين سكان العالم ما يصل إلى 46 في المائة من مجموع الأصول العاطية. والتخفيضات التي أجرتها الولايات المتحدة على طوابع الطعام قد تركت أكبر بنك للطعام في نيويورك وهو يصارع من أجل مسايرة الطلب عليه؛ لاسيما أن نحو 16.5 في المائة من سكان هذه الولاية يحتاجون إلى هذه المساعدة الطارئة من الطعام. وفي العام 2013, وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية. كان ما يقرب من 14 في امائة من سكان البلاد «يعجزون عن الوصول إلى الطعام الكافي اللازم لحياة نشطة وصحية لجميع أفراد الأسرة»» أي بزيادة نسبتها 30 في اللائة منذ العام 2007*. والطبقة المتوسطة الأمريكية» التي طاما كانت تُعتبر - لزمن طويل - الأكثر نجاحا في العالم. باتت تعاني الآن عدم المساواة في الدخول على نحو متزايد. وثمة عامل حاسم في هذا التراجع كان يتمثل في الفشل في تحصيل التعليم بما يحقق التقدم بالقدر نفسه من النجاحء وكما هي الحال في بلدان صناعية أخرى©.

النظام متلاعب به؛ ففي أثناء الأزمة المالية العالمية. واجه بنك أمريكا الانهيار تقريبا. ولأنه يعد واحدا من أكبر المؤسسات امالية في البلادء أصدر الرئيس الأمريي باراك أوباماء على رغم هذاء قرارا بمنحه 45 مليار جنيه إسترليني من أجل الحيلولة دون انهياره. ومنذ ذلك الحينء يشرح مات تايبي أططنة1 8426 الكاتبٌ في موقع «رولينغ ستون» الإلكتروني ذلك بقوله:

رأسمالية الكوارن لقد تغاضت إدارة أوباما عن المسألة تماما بينما كان البنك يرتكب مجموعة من الجرائم العجيبة... من بينها الاحتيال والتلاعب بعيدا عن أعين الجميع تقريبا ممن كانت تربطهم علاقة عمل مهمة مع البنك. وخداع ا مستثمرين, وشركات التأمين, والمودعين» وأصحاب امنازل» وحملة الأسهم, والمتقاعدين, ودافعي الضرائب. كما كان البنك السببٌ وراء مثول عشرات الآلاف من الأمريكيين أمام المحكمة المختصة بالحجز على الرهونات العقارية, باستخدام أدلة مزورة لمستندات «تحمل توقيعات آلية» من دون قراءة وفهم ومراجعة ما تحويه هذه المستندات من معلومات. وهو نوع من التزوير الجماعي الذي كان للبنك السبق في تأسيسه. كما باع البنك رهونات عقارية لا قيمة لها للعشرات من صناديق معاشات التقاعد والنقابات العمالية» وهو ما سبب استنزاف قيمتها بمئات الملايين من الدولارات5. هذا هو التعريف الحديث للرأسمالية؛ فعندما شارك تايبي في «تظاهرة يوم العمل» الاحتجاجية. التي نظمتها «حركة احتلوا وول ستريت» 18211 تزمناهء0© غ566 المناهضة للرأسمالية في العام 2012, قال في كلمته للمتظاهرين: «هذه المؤسسة المالية العملاقة تَعّد الرمرّ المطلق لنوع جديد من الفساد على أعلى ا لمستويات في المجتمع الأمريي: فهذا الفساد ميل إلى خلق مصاهرة بين السلطة التي تكاد تكون بلا حدود للحكومة الفدرالية والمصالح المالية الخاصة التي يتنامى تركرُها وباتت غير مسؤولة على نحو متزايد»©. وكان المصرفيون العاملون في وول ستريت سعداء؛ ذلك أن المبلغ الإجمالي لجميع علاوات المسؤولين التنفيذيين في العام 4, والتي بلغ متوسطها قرابة 173 آلف دولار لكل منهم, قفز إلى نحو ضعف مكاسب جميع الأمريكيين من العاملين دواما كاملا على أساس الأجر الأدلى. إنها أيديولوجيا تزدهر على الرغم من أنها تضمن عدم التناغم الاجتماعي. والنموذج الأمريكيء الذي يرمي إلى تقليص دور الحكومة بينما يسعى إلى زيادة نفوذ القوة لدى القطاع الخاص إلى حد كبير. لم يكن قط بهذا القدر من الجشع والضراوة: على رغم أن المشكلة عالية. وبالنسبة إلى الكليات الجامعية التي تستهدف الربح, فإنها تثقل كاهل الطلاب بديون ضخمة وأوراق اعتماد عدهمة القيمة: بينما تتلقى معونة طلابية من الحكومة الأمريكية. ويستثمر «غولدمان ساكس» 282:ة1ه6©

14

المقدمة وطاعة:. وهو أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة لديه قدر كبير من المسؤولية إزاء تداعيات الأزمة ايلالية للعام 2008, يستثمر الآن في سندات التكامل الاجتماعيء وهو نظام من شأنه إثراء الشركة في حال بقاء السجناء السابقين خارج السجن, ولكنه يقلل من المساءلة أو المحاسبة القانونية للحكومات. ويحدد أولويات الربح الخاص. فضلا على ذلكء يحقق غولدمان ساكس أرباحا من الاستثمار في التعليم العاليء ومن ثم يكره الطلاب الفقراء على الاستدانة» في حين يولي قدرا ضئيلا من الاهتمام بمستوى التعليم ومعاييرة.

لقد دفع نواب الكونغرس من الجمهوريين في ولاية ميشيغان في اتجاه خصخصة معلمي المدارس الحكومية. وذلك باستخدام منطق ملتو يدافع عن تقليص وجود المدارس الحكومية وبيع منشآتها بكاملها وبأدنى الأمعار. وهنالك العديد من رسوم ال مرور التي تفرض على عبور الطرق العادية والطرق السريعة العامة في الولايات المتحدة. تخدم الدخول الصافية للشركات المحلية ومتعددة الجنسيات. كما أأمندت المكتباث العامة إلى شركات خارجية؛ وهو ما أدى إلى خفض رواتب العاملين أو إلغاء وظائف.

في أوروبا تعمد كثير من الشركات ولمحامينء بلا حياء» إلى استغلال صفقات الاستثمار الدولية بغية تحقيق أرباح من وراء رفع دعاوى قضائية ضد دول تعصف بها الأزمات. وممارس مضاربو الأسواق الطالية ضغوطا على دول هشة مثل اليونان. والتي اضطر مواطنوهاء للبقاء على قيد الحياة, إلى الاعتماد على قدر أقل من الخدمات العامة". والمواطنون البريطانيون الذين يعيشون على هامش الحياة يواجهون الطرد أو زيادات تصاعدية في القيم الإيجارية, لأن مديري صناديق عاطية. مثل صندوق «ويستبروك» >7865]56:001 - الذي يوجد مقره في الولايات المتحدة - يشترون المنازل بوصفها أصولا من أجل الاستفادة منها في تحقيق الأرباح 9"

ويجوب صندوق النقد الدولي كل بقاع العالم, بمؤازرة من النخبويين الغربيين والدول ذات التسليح القوي» سعيا وراء خصخصة مواردها وحثها على فتح أسواقها أمام الشركات متعددة الجنسيات. والحقيقة أن المقاومة لهذا الدواء المر هي السبب الوحيد الذي أدى إلى أن تصبح مساحات كبيرة من أمريكا اللاتينية أكثر استقلالية منذ العام 2000. والخصخصة الجماعية التي تنشأ نتيجة لذلك - وهي ما

15

راسمالية الكوارت

تعد حجر زاوية في السياسة الخارجية الأمريكية - تضمن تفشي الفساد في أنظمة الحكم الأوتوقراطية. وتعرض برقيات ووثائق وزارة الخارجية الأمريكية. التي سربها موقع «ويكيليكس». أمثلة لا حصر لها في هذا الشأنء من بينها تلك التسريبلت ا متعلقة بمصر إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك17'. والبنك الدولي متورط في ذلك بالقدر نفسه. وهو بالمثل فوق المحاسبة؛ ففي العام 2015: اعترف البنك بأنه م تكن لديه أدنى فكرة عن أعداد هؤلاء الأشخاص الذين أجبروا على ترك أراضيهم حول العالم من جراء سياساته الخاصة بإعادة التوطين. هذه القصة م تحتل عناوين الأخبار بالقدر الكافي وم يحرك أحد ساكنا.

إحدى مدن ولاية كاليفورنياء وهي مايوود 2243720004 أخذت مذكرة الخصخصة على محمل الجد. إلى حد ماء حيث أقدمت حرفيا على التعاقد الخارجي للأعمال لكل شيء في العام 2011: واستغنت عن خدمات جميع العاملين المحليين, يمن فيهم عناصر إدارة الشرطة, وذلك بسبب ضغط اميزانية. وعن ذلك قالت أنجيلا سباسيا 13ع82م5 828613: امطديرة المؤقتة لمجلس بلدية المدينة: «سنصبح مدينة متعاقدة خارجيا بنسبة مائة في المائة».

إن عقودا من الخطب السياسية البلاغية المناهضة للحكومة التي تزعم أن أموال دافعي الضرائب مصيرها الضياع دائما قد أقنعت كثيرا من الناخبين بأن الشركة هي التي لديها معرفة أفضلء وهو السبب الذي يفسر مدى صعوبة الإبقاء على حملة مستدامة ضد الرأسمالية المفترسة وإمكان استمراريتهاء لاسيما أنها لا تحظى بأي عون في ضوء حقيقة مؤداها أن 90 في المائة من الأمريكيين يعتمدون في الحصول على المعلومات من وسائل الإعلام على ست فقط من الشركات الإعلامية متعددة الجنسيات. من بينها «نيوز كوربوريشن» 01221008م002) 5م216 و«كومكاست» 2002235 ود«فياكوم» مسمعولا. ولو أن روبرت ميردوخ طع مس3 اعمج * نجح في محاولته الاستحواذ على شركة «تايم وورنر» #عصعة8! عدصذ]' في العام 2014

لكانت السوق قد شهدت مزيدا من الانكماش. وفي ظل هذه البيئة. فإن حقيقة أن

حركات من قبيل «احتلوا وول ستريت» تولد وتزدهرء حتى لو لفترة وجيزة» تعد

(*) إمبراطور الإعلام الأسترالي. [المترجم].

16

المقدمة

إنجازا رائعا في حد ذاتها. وفي خطاب ألقته في جامعة الشعب. في ساحة حديقة واشنطن 29516 عتقناقو5 ماع دتطوة/18 بنيويورك في نوفمبر من العام أشادت الكاتبة الهندية أروندهاتي روي بقوة هذه الحركة قائلة: «ما أنجزتموه... هو تقديم خيال جديد, ولغة سياسية جديدة في قلب الإمبراطورية. لقد أعدتم تقديم الحق في الحلم في نظام سعى إلى تحويل الجميع إلى أموات أحياء مفتونين بمساواة نزعة استهلاكية بلهاء بمفاهيم السعادة والاكتفاء».

وعلى رغم أن العديد من العاملين في بورصة وول ستريت ووسائل إعلام الشركات قد رفضوا حركة «احتلوا وول ستريت». باعتبارها حركة غير ذات صلة ومزعحة, فإن الشرطة قد أطلقت العنان لعملية مراقبة متطورة للغاية لإيقاع الفوضى بين المتظاهرين؛ فقد أدرك هؤلاء الخطر الذي ممثله التهديد الكامن في فكرة جيدة. وكان التحدي الذي واجه معارضي الرأسمالية المتضخمة هو كيف يصبون جام غضبهم بشكل متماسك ضد قوى آخذة في الانتشار على نحو متزايد. ولذا تتزايد دراسة الرأسمالية بوتيرة متسارعة في الجامعات في أنحاء أمريكاء وهو ما يشير إلى الرغبة من جانب خريجي الغد من هذه الجامعات في فهم ذلك الرابط الهش بين الدموقراطية والاقتصاد الرأسمالي!2'".

إن النجاح الاستثنائي الذي حققه كتاب الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي بزماع 211 مقحصمط1: بعنوان «رأس اال في القرن الحادي والعشرين» ه12 1)81م2© لاضع أومل وعمسا" عطق والذي يجادل فيه المؤلف بأن الخلاف الاجتماعي هو النتيجة المحتملة لازدياد عدم المساواة المالية» يشير إلى أن عموم الناس يعرفون أنه توجد مشكلة» وأنهم يبحثون عن تفسيرات واضحة لها. ويتصدى بيكيتي للدفاع عن نظام ضريبي عالمي بشأن ال ممتلكات الخاصة. فقد نقلت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية عنه قوله: «هذا هو الحل المتحضر الوحيد»02. ْ

وفي العام 2014, نجد أنه حتى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الاع مم ه1عناع10 220 5601:0111 101 م2200 1أمةعم01): وهي إحدى المؤسسات البحثية الاقتصادية البارزة في العام ومقرها باريس» حثت على فرض ضرائب أعلى على الأثرياء من أجل مساعدة ما نسبته 40 في المائة من السكان الفقراء. وحين تنشر مجلة «السياسة الخارجية» تإءعناه2 مواع+:80, المرتبطة بمنظومة

17

رأسمالية الكوارث

القوة. مقالا كتبته الأمريكية جيليان تيت )16 111135©.: مديرة التحرير لصحيفة «فايننشيال تامز» وأء2صة1' ءصدصةظ الاقتصادية البريطانية البارزة. والذي تكاد تعرب فيه عن الرغبة في «مناقشة صادقة» حول «إعادة توزيع الثروة»» يصبح من الواضح أن العام قد أصابه الجنون قليلا". والحقيقة أن الكاتبة الصحافية الكندية نعومي كلاين صاءع1ل1 1م:ه12<

كانت أول من صاغ مصطلح «رأسمالية الكوارث»», وذلك في كتابها الأفضل مبيعا في العام 2007: والذي حمل عنوان «عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث» سكعتل تمدن 6غ01525آ عون عط1' :عصتنءه12 عكمطاذ عط1؛ ففي هذا الكتاب ترى كلاين أن برامج الخصخصة. وتخفيف الرقابة الحكومية أو إلغاءهاء والاستقطاعات العميقة في الإنفاق الاجتماعي غالبا ما تفرّض بعد وقوع كوارث ضخمة. سواء كانت هذه الكوارث طبيعية أو من صنع الإنسان. حيث «يحدث هذا كله قبل أن يتمكن ضحايا الحرب أو الكارثة الطبيعية من تجميع أنفسهم وامطالبة بما هو لهم».

لقد ظل هدف خصخصة الحكومة نفسها قانما عقودا طويلة؛ بيد أن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر من العام 2001 أدت إلى تسارع وتيرة هذه العملية في البلاد؛ لأن إدارة الرئيس بوش الابن كانت تعتبر أن «حربها على الإرهاب» منزلة هبة للقطاع الخاص. وتحاحجج كلاين بقولها: «الآنء صارت الحروب والاستجابات للكوارث مخصخصة تماماء إلى حد أنها باتت هي السوق الجديد: فليس ثمة حاجة إلى الانتظار رلا بعد الحرب من أجل ازدهار السوق وانتعاشه - فالوسيط هو الرسالة»!05.

مثل هذه التغيرات الأيديولوجية تنفذ بالقوةء وذلك على الرغم من المعارضة الروتينية التي تلقاها من قبل السكان في أنحاء العام إذا كانوا أصلا على دراية بشؤون السياسات. وتحدث القاومة لأن انعدام الكفاءة, والانتهاكات؛ والفساد. والموتء كلها تلقي بسحب غائمة على الخطب البلاغية الساطعة التي يلقيها أقوى المدافعين عن الخصخصة»©". مع ذلك. وفي كثير من الأحيانء قوة الشركات هي التي تنتصر. التكاليف الاجتماعية والبيئية لهذه الظاهرة هي ما أسعى إلى توثيقه في هذه الصفحات.

18

المقدمة

الرأسمالية المفترسة تتجاوز نطاق استغلال الكارثة؛ فالعديد من الأزمات المستمرة حاليا يبدو أن الشركات هي التي أبقت عليها وأطالت أمدها؛ بهدف دعم وتشغيل صناعات لديها حصة مالية فيها. هذه الشركات شبيهة بالطيور الجارحة التي تتغذى على جثة حكومة ضعيفة, والتي بدورها لا بد من أن تعتمد - على نحو متزايد - على القطاع الخاص لتوفير الخدمات العامة. ومن المؤكد أنه يمكن المجادلة بأن الشركة باتت الآن على نحو أساسي أكثر قوة من «الدولة - الأمة». وأنها صارت في أغلب الأحوال هي التي تملي إرادتها وتفرض شروطها على الأخيرة. ويمثل هذا الأمر تحولا عميقا في السلطة حدث خلال نصف القرن الفائت. هنالك وضع منافس تعتمد في إطاره الدولة والشركات متعددة الجنسيات كل منها على الأخرى بنحو متساوء والذي يُسمّح فيه للشركات بأن تنمو لتصبح كبيرة فقط بتكرم من السياسيين الانتهازيين. كما أن رقابة الدولة ضعيفة للغاية الآنء بل إنها رقابة غير موجودة في أغلب الأحيان في العالم الغربي والدول النامية. حيث يمكن القول بأن سلطة الشركات هي التي فازت بالفعل.

دأبتٌ على قراءة مؤلفات كلاين منذ أن صدر لها في العام 1999 كتابها ذائع الصيت الذي حقق نجاحا باهراء وعنوانه «لا شعار» معه.آ ه2027 وهو الكتاب الذي تحدى فكرة الرأسمالية العالمية المحرّرة من القيود. ووثق المقاومة امتنامية لها. وتحدثت كلاين في أستراليا في مطلع العام 2000, حيث وجدت الحجج التي ساقتها صداها في نفسي. فقد فضحت كاين المظاط العالمية, ولكن بدلا من مجرد هجومها على ال مخطئين من الأفراد والجماعات, أخذت انتقادها إلى مدى أكثر عمقا ليشمل المنظومة الاقتصادية ذاتها. وجادلت بقولها إن علينا ملاحقة النقود.

وإثر تداعيات الإعصار ساندي الذي ضرب ولاية نيويورك في العام 2012 مخلّفا فيها الفوضى والدمارء كتبت كلاين عن كيفية «حماية الأغنياء أنفسهم من الآثار الأقل لذة للنموذج الاقتصادي الذي جعلهم في هذه الحالة من الثراء الفاحش»7". وأنحت باللائمة على ما سمّتهم «أطباء العلاج بالصدمة» الذينء كما قالت: «يُعدُون العدة لاستغلال أزمة المناخ». وبعد أن شق الإعصار ساندي طريقه متجها صوب

(*#) «لا شعار: أتخاذ موقف من تنمر العلامات التجارية», [المترجم].

19

رأسمانية الكوارن

الساحل الشرقي لأمريكاء أشارت صحيفة «نيويورك تاهمز» د5عصة1' علدملا بوعلة إلى «اقتصاد ماد ماكس الذي يُقصَّد به حصيلة مقدارها عدة مليارات من الدولارات في السنة. جمعتها الصناعات التي ازدهرت عندما ساءت الأمور بالفعل»120.

في كتابها ا لمنشور في العام 2014 بعنوان «هذا يغير كل شيء: الرأسمالية مقابل امناخ»عغةصصتان) عط .5 ددذنلهاتصدن :وسصتطاتضعء87 وعوصقطنت ولط1. تجادل كلاين بأنه من دون اتخاذ إجراء جاد من شأنه الحد من الانبعاثات الغازية العامية, فلن يعود ثمة وجود للعام الذي نعرفه ونحبه. هنالك قوى هائلة تدفع في اتجاه الحفاظ على الوضع الراهنء وهي تلك القوى التي تجني امال من ضخ الاستثمارات في الطاقة؛ إذ إن التكسير الهيدروليكي الخطير يباع باعتباره الإجابة» وذلك على الرغم من الدليل الواضح على المخاطر التي يسببها بالنسبة إلى الأرض واطياه والهواء. كما أجبرت وزارة خارجية هيلاري كلينتون الدول على اعتناق الغاز الصخري وتوظيف شركات أمريكية في استغلاله”". كما أن النجاح المتزايد للحملات الداعية إلى سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري يُعَد علامة مؤكدة على أن عبارة «الأعمال كا معتاد» باتت تخيف رأسماليي الكوارث.

وكتبت كلاين أنه «في جوهرها هي أزمة ولدت من رحم الاستهلاك المفرط لدى الأثرياء نسبياء وهو ما يعني أن أكثر المستهلكين هوسا في العام سوف يتعين عليهم الاستهلاك بقدر أقل»07©. الصفحات التالية في هذا الكتاب تعج بالحكايات عن الجشع الغربي الذي تنعكس آثاره المدمرة على دول وأشخاص تعتبرهم وسائل الإعلام العامة غير مرئيين.

وبالنسبة إلى الشركات التي تسبب الأضرار البيئية العالمية» لعل من الحيوي إظهارها للعيان» كما نبه لذلك بيل مكبين هءع6كاء84 8111: عام البيئة الأمريي البارز في معرض تأكيده أننا «في حاجة إلى رؤية صناعة الوقود الأحفوري في ضوء مختلف. فقد أصبحت هذه الصناعة مارقة, ومتهورة على نحو مغاير عن أي قوة أخرى على الأرض»7©. ومع ذلك فقد توسعتٌ في فرضية كلاين» وركزت ليس فقط على الكارثة البيئية. والحرب, والتكاليف الخفية للمعونة الأجنبية. بل أيضا على ما يحدث لدى خصخصة قطاع الوارد ومراكز الاعتقال. فهاتان الصناعتان تنتعشان في القرن الحادي والعشرينء وتعملان في ظل تجاهل تام مفزع لحقوق الإنسان.

20

المقدمة ووفقا ما ذكره جورج مونبيوت 2402106 ع66018. وهو كاتب عمود في صحيفة ال «جارديان» 5وذ01120: ليس غمة شيء أقل مطلوب غير «تعبئة دمموقراطية ضد حكومة الأثرياء»2©.

بطبيعة الحال هنالك مال ليُحِنَى من التخريب اللمتعمّد للبيئة. وكما تحدث باستفاضة الصحافي الأمريكي مكنزي فانك علهد8 ءنعمعكاء24 في كتابه الذي صدر في العام 2014 بعنوان «الربح المفاجئ» 01421مة18. فإن شركات التأمين: ورجال الأعمال. وشركات التنقيب عن النفط في منطقة القطب الشماليء والشركات الخاصة لإطفاء الحرائق» وأصحاب المشاريع الحرة والريادية. كل هؤلاء يجدون نماذج أعمال في الوقت الراهن. لا بد من الإشارة إلى أن المؤلف لديه من الفطنة ما يكفي لإدراك أنه «حين تكون واقفا على أرض مرتفعة - ثريا بما يكفيء وشماليا بما يكفي» وبعيدا بما يكفي فوق البحر - عندئذء فإن الاحتباس الحراري العالمي لن يمثل تهديدا وجوديا كما هي الحال بالنسبة إلى مصري أو أحد سكان جمهورية جزر مارشال أو ستاتين آيلاند»3©.

إن تعريفي لكلمة «كارثة» قد اتسع لكي يتضمن شركات ترسخ أزمة ما وتحصنها, ثم تسعى إلى ترويج نفسها باعتبارها الوحيدة التي لديها الحل لهذه الأزمة. وعلى ذلك نجد أن قطاعات مثل الموارد ومراكز الاعتقال ما هي إلا أحدث حلقة ضمن سلسلة طويلة من الأصول والمؤسسات التي قد أمكن استخدامها كأدوات للقوة الخاصة غير الخاضعة للمساءلة. وسواء وصفنا هذا برأسمالية الكوارث. أو مجرد نتاج للتجاوزات الحتمية وعدم المساواة الناجمة عن الرأسمالية نفسهاء فإن النتيجة النهائية ستظل عاما محكوما بأسواق لا تخضع للمساءلة.

وليس من الغرابة في شيء تخيِّلُ أن تكون نقطة النهاية لهذه العملية هي خصخصة العام الطبيعي ذاته.

وإبّان السنوات العشر الماضية. وجدتٌ نفسي في بعض أكثر الأماكن تحديا على كوكب الأرضء وأقنعتني الأدلة التي رأيتها بأم عيني بأن أضطلع بهذا المشروع: أن أزور مجموعة من الدول التي قد كانت مواقع للخصخصة الجامحة والتمييز الصارخ. وبصفتي صحافيا وناشطاء أؤمن بأن الشهادة ما أراه. وإعطاء اللاعبين غير المتكافئين الحق في الردء من شأنهما الإسهام في تحقيق بعض التوازن في النقاش

21

رأسمالية الكوارن الدائر حول الخصخصة. وذلك بدلا من البنية الزائفة ل «التوازن» التي تتغلغل في صحافة الشركات. والتي تراهن على مصلحة قوية مقابل أخرىء لا غير. وقد كان شغلي الشاغل المتكرر في كتبي السابقة - ومنها «ثورة المدونات» عصذوعه81 عط 26011 ودأر باح الملوت» ه120 01 20865 - هو إماطة اللثام عن القصص غير المحكية التي تكمن وراء أجندة الأربع والعشرين ساعة الإخبارية. في هذا الكتاب أعكف على تفحص وتقصي حقيقة نظام اقتصادي ينتعش ويزدهر على فوضى منظمة وأوتوقراطية.

قليلون هم الصحافيون الذين يطالبون بالشفافية أو يتصدون للرأسمالية, مفضلين بدلا من ذلك العمل بشكل مريح في إطار منظومتها. بيد أن ما يطلق عليه الصحافة المدمجة يجعل الرؤية فيما وراء معلوماتها الضيقة أقرب ما تكون إلى المستحيلء ولطاءلا كنت أعارض مثل هذه الممارسة. وهذا النوع من الصحافة, الذي دفعت به الحكومات والمؤسسة العسكرية بعد هجمات 11 سبتمبر تمكن من زرع إعلام ينظر إلى زعماء الأعمال والسياسة على أنهم أكثر أهمية بكثير من الأفراد والمجتمعات المتأثرة بهم. هذا الكتاب ترياق للثل هذا التفكير» فهو مساهمتي في المعركة المستمرة ضد الصمت والتواطؤ في عاطنا لما بعد 11 سبتمبر. لأن وراء القصص الصادمة حول ممارسات التعذيبء وتسليم المتهمين. والحروب» وهجمات الطائرات من دون طيارء وعمليات الاختفاء التي تشغل وسائل الإعلام العامة بين الفينة والأخرى - قبل أن تختفي لتعطي مساحة لأخبار آخر برامج تلفزيون الواقع - ترقد سرديات أخرى يُعمّد إلى تجاهلها على نحو روتيني. إن آثار السياسات التي تصاغ في العواصم الغربية لها تداعيات واضحة بالنسبة إلى المواطنين في جميع أرجاء العام ولكن فقط إذا ما أعرنا اهتمامنا بالنظر إلى ذلك الأمر. هذا الكتاب يتناول وجهة النظر من الأسفلء وتجارب الناس الذين غالبا ما تتجاهلهم نشرات الأخبار اليومية باعتبارهم أناسا غير مرئيين.

في مقدمة كتابه الذي يحمل عنوان «أيطال» 695 يكتب جون بيلغر 0812[ 8181 أن المواطتين في العام النامي يؤطرون - غالبا في الغرب - ك «شياطين أو ضحايا», وهو وصف ربما يستبعد آليا أقذر كلمة في اللغة الإنجليزية الحديثة: الإمبريالية. فما من دولة زرتها من أجل تأليف هذا الكتاب إلا وترك إرث الإمبريالية ندوبا في مشهدها

22

المقدمة

الطبيعي وفي شعبهاء وهي جروح يمكن أن تضاف إليها إهانة التجاهل في تقارير الإعلام الغربي على نحو روتيني. غير أن ما يبعث على الارتياح هو تخيل أن هذه الأيديولوجيا قد اختفت من الوجود مع اختفاء العصر الإدوارديء ولكن القضية ليست كذلك. لقد باتت الدعاية ببساطة أكثر تطوراء كما صار أنصارها أكثر وقاحة. ٠‏

إضافة إلى ذلك. لمم يكن هنالك قط مزيد من الال لجمعه كما هي الحال الآن؛ ففي كتابه الذي صدر في العام 2014, والموسوم ب «ادفع أي ثمن: الجشع. القوة, والحرب الأبدية»عة18 ووعللصظ لصة ععنزوط ,لءع02 :عماءط تزمرة تروط يقول جيمس ريزن 8215682 2065و1, الحائز جائزة بوليتزرء والذي يعمل صحافيا لدى جريدة «نيويورك تاهز». إن «أربعة تريليونات من الدولارات هو أفضل تقدير للتكلفة الإجمالية للحرب على الإرهاب. بما فيها الحرب في العراق وأفغانستانء كان الجزء الأكبر من هذه التكلفة من نصيب شركات مقاولات وهمية. ويعد هذا واحدا من أكبر تحويلات الثروة في التاريخ الأمريي. ومع ذلك لم يفطن أحد على الإطلاق إلى هذا الأمر»22). هذا الكتاب يهدف إلى تصحيح هذا التجاهل.

والحقيقة أن نكبات الرأسمالية المفترسة لا تصيب العام النامي وحده؛ ففي كثير من الأحيان نجد أن السياسات التي جُرْبت ومُنيت بالفشل في أمم فقيرة تطبق في أمم أكثر ثراء في أوقات الضعف الشديد؛ ففي أعقاب الزلزال وإعصار تسونامي اللذين ضربا اليابان في العام 2011: لم يمر وقت طويل لكي يبدأ معلقون في الدعوة إلى «الإصلاح». وهو شفرة تشير إلى تنفيذ برنامج خصخصة جماعية من شأنها أن تطلق يد قطاع الأعمال الكبيرة في إعادة تنمية المناطق المدمرة وإعمارها بمساعدة تخفيضات ضريبية سخية. وحاجج سفير أستراليا السابق في اليابان» موراي مكلين دنم ]74 نزة«تنالةء بأن تحرير التجارة كان أحد الحلول الملائمة القابلة للاستمرار ولكنه كان قلقا من أن يظل الزعماء «مغروسين في توعك صنع القرار»51”.

وعلى رغم أن اقتراحات مكلين بدت حميدة. فإنها كانت مماثلة - إلى حد كبير - للوصفات التي أتت كلاين على وصفها في كتابها «عقيدة الصدمة» فيما يتعلق بإعصار تسونامي الذي تعرضت له سريلاتكاء من بين دول أخرى» في 26 ديسمبر من العام 4. تضمنت هذه الوصفات «شراكات بين القطاعين العام والخاص». و«قوانين عمل مرنة»» وانفتاح الاقتصاد على الخصخصة20.

03

رأسمالية الكوارث

من أجل هذا الكتاب زرتٌ أماكن توفر رؤى فريدة يمكن أن أدلف من خلالها إلى عام متخم با مال يهيمن عليه انتهازيون يجنون أرباحا فاحشة من استغلال الكوارث. كما يحكمه صيادو المواردء ومقاولو الحروبء والطفيليون المستفيدون من المساعدات. يبدو أن السرد المتعلق بالتقدم المفترض لا يمكن إيقافه. بل هو خارج نطاق النقد. فبعد هذا كلهء من لا يريد مساعدة شعب بابوا غينيا الجديدة على الاستقلال من خلال صناعة التعدينء إن كان هذا هو طريقها إلى النيرفانا؟ بيد أن الحقائق على أرض الواقع تخبرنا بقصة مختلفة.

هذا الكتاب يشتمل على جزأين؛ إذ يعرض الجزء الأول أكثر الأمثلة فضحا للاستغلال: باكستان وأفغانستان. واليونان» وهايتي؛ وبابوا غينيا الجديدة. هذه الدول قد تحملت صعابا جمة بسبب إصرار فصائل معينة على فرض سياسات تهدف إلى إثراء نخبة محلية وكيانات أجنبية فقط.

منذ هجمات 11 سبتمبر, كان القلب الجغرافي «للحرب على الإرهاب» التي شنها الغرب يتمركز في باكستان وأفغانستان. والواقع أن الدور الذي تضطلع به المؤسسات العسكرية والأجهزة الاستخباراتية المخصخصة في هاتين الدولتين, الأجنبية والمحلية على حد سواء. هو الذي شجعني على زيارتهماء فهذا عالم مظلم أبعد ما يكون عن البيانات البلاغية الحذقة المستخدمة في لندن وواشنطن وكانبيرا. حيث التقيت مقاولين مفتولي العضلات يعكفون على جمع رزم من النقود. في السعي وراء حافز للربح لا علاقة له بالديموقراطية أو الحرية. هذه القوى تفسر بشكل جزثي حركات التمرد والعصيان الناجحة ضد الغربيين في هاتين الدولتين وفي العراق.

أما اليونان. فقد عانت تحت وطأة سياسات اقتصادية قاسية أكثر من معظم الدول الغربية. وكان بزوغ نجم الحزب النازي الجديد (الفجر الذهبي) 0162© هو النتيجة المنطقية لهذا النموذج الاقتصادي الفاشل؛ فالفقراء واللاجئون هم من يعانون بشكل خاصء وهنا أورد محنتهم. هذا يقودني إلى اكتشاف تواطؤ الاتحاد الأوروبي في الأزمة, والنجاح الذي حققه حزب «سيريزا» 92122 المناهض لسياسة التقشف.

وفيمها يخص هايتيء التي تعد أفقر دولة في النصف الغربي من الكرة الأرضية, فإنها لاتزال تتعافى من آثار الزلزال المدمر الذي ضربها في يناير من العام 2010.

24

المقدمة وهناك رصدتٌ التآمر بين الشركات متعددة الجنسيات. والمنظمات غير الحكومية. ومسؤولي الحكومة, وقوات الأمم المتحدة المسلحةء وجماعات ال معونةء والمتبرعين» وكلها تعتبر التعاقدات الخارجية مع شركات ربحية لتنفيذ المهام الضرورية بممنزلة تقدم. وفي رحلتين إلى هايتي. كنت شاهذ عيان على ما يعنيه هذا للمجتمع المحلي. يجب أن تكون أفريقيا جرس إنذار لهايتيء لاسيما أن هنالك مليارات الدولارات من أموال المساعدات التي تتدفق على القارة السوداءء وهي أموال تفوق في حجمها تلك الملغاة في صورة مليارات أكثر تخرج من القارة عبر حيل التهرب الضريبي وأرباح الشركات متعددة الجنسيات277.

في بابوا غينيا الجديدة. وهي إحدى أكبر الدول المتلقية للمساعدات من أسترالياء تقصيت حول ما إذا كانت طفرة الازدهار في قطاع التعدين قد ساعدت البلاد أو أنها أعاقتهاء لاسيما في إقليم بوغينفيل ©11ف«دنههناه80. وشأن كثير من الدول الفقيرة الأخرى التي حبتها الطبيعة موارد وفيرة. اجتاحت بابوا غينيا الجديدة شركاتٌ متعددة الجنسيات عملت هناك طوال عقود من الزمنء واستثمرت مليارات الدولارات في استغلال الثروات الطبيعية الكامنة تحت الأرضء في حين يحصل السكان على النزر اليسير من الفوائد الملموسة: ويرون تحسنا قليلا في مستوياتهم المعيشية. في الوقت نفسه كانت التكاليف البيئية هائلة. والفساد متفشيا. خلاصة القول تبين أن ما يسمى بلعنة الموارد هو أمر على قيد الحياة وبصحة جيدة.

أما الجزء الثاني من هذا الكتاب فيركز على الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا. هذه الدول الغربية الغنية الثلاث تمي شروطها الاقتصادية التي خلقتها بنفسها على العالم بل تعاقب هؤلاء الأكثر ضعفا وغير المحصنين في مجتمعاتهم ممن يتجرأون على السعي إلى الحصول على قطعة من الكعكة, وأيضا هؤلاء الذين يعارضون الأنظمة الاقتصادية لهذه الدول.

لقد صارت الولايات المتحدة وبريطانيا من الدول الرائدة في العالم في صناعات خصخصة السجون ومراكز الاعتقالء والتي قد مر من خلالها ملايين الأشخاص من دون أي تأثير رادع على الجريمة. غني عن الذكر أن هذا النظام قد أثرى شركات محاباة» مثل شركة «سيركو» 5650 و«جي فور إس» 45)» و«كوريكشنز

كوربوريشين أوف أمريكا» هعء موعدم ممنغه:0م001 5ممءء00). تقصيت

25

رأسمالية الكوارت في كلتا الدولتين كيف أن سياسات الضغط والأيديولوجيات وروح المعاقبة قد تآمرت لإنتاج واحدة من أكثر التجارب تدميرا في العصور الحديثة: السجن الجماعي.

وقد خصخصت أستراليا جميع مراكز الاحتجاز الخاصة بطالبي اللجوءء والتي تديرها الآن شركات متعددة الجنسيات. وهنالك دول قليلة أخرى تعاقدت مع جهات خارجية؛ وأسندت إلى مثل هذه المجموعة الصغيرة من الشركات, وبنحو شامل تماماء إدارة هذه المرافق» وفي ظل قدر قليل من الرقابة الحكومية أو تفحص من جائب وسائل الإعلام. وفي المواقع النائية لهذه المرافق تحريتٌ وتحققت من واقع هذا العام المخصخص وآثاره في اللاجئين والعاملين فية» وما يقوله ذلك عما يفترض أنه أمة متحضرة.

تلك هي إذن أمثلة صارخة على نظام رأسمالي خرج عن مساره الصحيح, ولكنها للأسف ليست غير قابلة للتعميم. ويجادل البعض بأن الرأسمالية مفترسة بطبيعتها. ويمثل هذا الكتاب حالة إثبات لهذه الفرضية. وكان ثمة إمكان لأن أزور غينيا الاستوائية, وهي دولة أفريقية غنية بالنفط يكتنفها الفساد والعنفء أو جنوب السودان: وهي أحدث دول العالم, والتي تشهد صراعا حول مواردهاء وصراعا عرقيا وتحفها مصالح الشركات الغربية والصينية. وفي العراق كان في وسعي إجراء بحث عن الشركات الغربية التي حققت ثروة بعد إبرام صفقات للموارد مع نظام بغداد الوحشي المدعوم من الولايات المتحدة وإيران. كما كان في استطاعتي تقصي الشهية الصينية المتنامية الساعية إلى افتراس الفرس البورمي منهك القوى, ما كان سببا وراء إدمان المخدرات والصعاب للسكان ال محليين في ولاية كاشين 56246 صلطءة!1. صعود نجم الصين إلى وضع القوة الكبرى من شأنه أن يسلط الضوء على أفعالها. لاسيما أنها ليس لديها نقص في عدد الشركات الحكومية والخاصة اليائسة في سعيها إلى جني ثروة غير أخلاقية. في الوقت نفسه تسهم الشركات متعددة الجنسيات الغربية العاملة في إنتاج الأغذية والمشروبات في المعدلات المتزايدة للإصابة بأمراض السكريء والسمنة, وأمراض القلب28.

في العام 2000, حين كنت في منغوليا - وهي أسرع الدول نموا في العالم» بسبب ودائعها من النحاس والذهب - لم تكن طفرة الازدهار قد بدأت بعد. وكل ما رأيته هناك هو شعب صامد ويسعى جاهدا إلى الخروج من عقود سياسات قمعية فرضتها عليه بكين وموسكو. واليوم ينظر أعضاء جماعات الضغط (اللوبي) الأمريكية

26

المقدمة

إلى منغوليا على أنها تشهد موجة اندفاع بالنسبة إلى مواردهاء لكن واقعا هذا هو الوقت اطلائم لبدء ا موسم المفتوح للرأسماليين الجشعين الذين مكنهم مجددا نهب جبهة جديدة, في حين يتركون الأغلبية العظمى من السكان المحليين بلا شيء من منجم الثراء هذا. وحتى في سورية - وهي الآن منطقة حرب مروعة - يجادل نقاد بأن البعض من منظمات المساعدات وشركات المقاولات تعمد إلى إطالة أمد الصراع من خلال العملء من كثبء مع مجرمي الحرب من كل الجوانب7.

كل مكان أعكف على تقصي الحقيقة فيه هنا له خاصيته التي تميزه من النواحي الثقافية والسياسية والاجتماعية» بيد أن ما يربط بين هذه الأماكن مجتمعة هو أنها خاضعة لأيديولوجية مدمرة لشركات تستهدف جني امال على نطاق عامي. ولهذا يتطلب فهم السبب وراء ما يحدث في القرن الحادي والعشرين تحديا لمعتقدات راسخة في الأذهان بخصوص المعونة والتنمية. والحرب والديموقراطية» وعلى نحو خاص طبيعة الرأسمالية الحديثة التي لا تعترف بالحدود الجغرافية.

ذلك أن أكثر أتباع الرأسمالية والخصخصة إخلاصا يسعون. بنحو محموم. إلى تطبيق مبادئ منطقية للسوق في مناطق الكوارث, والأمم الفقيرة, والدول المتقدمة التي تتدفق عليها أعداد كبيرة من اللاجئين. ومع ذلك أخفق هؤلاء. مرارا وتكراراء في إثراء أحد غير تلك الحفنة من الأفراد الذين لديهم الفطنة الكافية للقفز على متن قطار الكسب غير المشروع المجهز جيدا.

هذا الكتاب نتاج لبيئة ما بعد هجمات 11 سبتمبر؛ فالتوسع الشامل لدولة المراقبة المخصخصة كان محصورا في مجال الخيال العلمي قبل ذلك اليوم المصيري وا مشؤوم من سبتمير من العام 2001. واليوم, هناك أربعة ملايين مواطن أمريكي يحملون تصاريح أمنية سرية للغاية. من بينهم نصف مليون مقاول!'*). فقد ذكر روبرت غراينر +6هاء © 805:2 الذي كان يشغل منصب رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) 014 في العاصمة الباكستانية: إسلام اباد إبان هجمات 11 سبتمبرء ذكر في 2010 أنه يعتقد أن ما لا يقل عن نصف طاقم العاملين في مركز مكافحة الإرهاب التابع ل «سي آي أيه» كانوا من مقاولي القطاع الخاص2). إدوارد سنودين 5200682 503:54: الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي (إن إس أيه) 254, كشف عن أخطار المراقبة الجماعية التي

27

رأسمالية الكوارث تديرها الشركات الخاصة عندما سرب وثائق في العام 2013 تثبت كيف أنه كان من السهل لشركات مثل شركة «بوز آلين هاملتون» صهغ1نصدةآ دء1لف 8002 رؤية وتخزين معلومات عن مواطنين. هذا لا يقل عن كونه جهاز أمن الدولة (ستاسي) زوه:75*) مخصخصا في العصر الحديث.

إن الادعاء القائل بأن «العالم ساحة معارك» يعكس أيديولوجية عسكرية سلك نهجها كل من الإدارات الدموقراطية والجمهورية» وهو الادعاء الذي تحدث عنه بالتفصيل الصحافي الاستقصائي جيريمي سكاهيل النطهء5 'إدرعم»1[. وتعززت وجهة النظر هذه فقط من خلال وثائق ويكيليكس التي نشرت في العام 2010, والتي كشفت النقاب عن عدد كبير من عمليات قتل وقعت في السابق وم يُبلغ عنهاء وقد ارتكبتها قوات مخصخصة تابعة لأجهزة مخابراتية وأمنية كانت تعمل في مناطق الصراع في أفغانستان والعراق). ومثل هؤلاء الأشخاص الأشباح يعملون في الظل في عشرات الدولء حيث يرتكبون عمليات الخطف,. والاستجواب, والقتل لأشخاص يشتبه فيهم ومن دون أي مراقبة). إن شركات المرتزقة في العصر الحديث؛ المبررة من قبل الدولة بحجة أنها ضرورية في مكافحة الإرهاب؛ قد أدمجت تماما في حرب أمريكا التي لا نهاية لها.

لقد جلبت الحرب على الإرهاب ثروات طائلة لا يمكن حصرها لشركات سعت إلى الاستفادة من الخوف: شركة «سي أيه سي آي» 0401 الأمريكية التي تخصصت في توفير المحققين لسجن أبو غريب في العراق» كانت متواطئة في ممارسات تعذيب العراقيينء كما أن شركة «بوينغ» عداءه8, أكبر شركة لصناعة الطيران في العالم, كانت متورطة في تسيير رحلات «التسليم الاستثنائي» لنقل أشخاص مشتيه فيهم من أجل تعذيبهم237. وتبين أيضا أن «مجموعة لويدز المصرفية» دده © وصنلاصد8 1.1005 قد استثمرت في شركة اضطلعت بتسيير رحلات جوية لنقل أفراد إلى «مواقع سوداء» حول العام9. وغالبا ما تتسم دولة الشركات بالوقاحة حيال مثل هذا الاستغلال وكذلك هي الحال بالنسبة إلى شركاء حكومتها؛ ففي العام 2011, أخبر وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند 0«دمهتصصةة] «نلنطط الشركات أن «تحزم حقائبها»

(*) الذي كان موجودا في جمهورية أطانيا الديموقراطية السابقة. [المترجم].

28

المقدمة استعدادا لحيازة عقود البناء في نهاية الحملة التي شنها حلف الناتو ضد معمر القذافي في ليبيا'7. الدولة الآن مغمورة في الحرب الأهلية. لقد انتقل الغربيون المؤيدون للتدخل إلى الصراع التالي.

إنه من الصعب إغفال استنتاج يمكن أن نخلص إليه مُفاده أن الحروب غالبا ما تندلع للسبب الرئيس ذاته المتمثل في تحرير أسواق جديدة وطيعة. ومع احتمال أن تستمر الحرب على الإرهاب عقوداء فلن يكون ثمة نقص ف الأعمال التي يمكن تأمينها. وحتى الأمم المتحدة ذاتها تعتمد بنحو متزايد على شركات مرتزقة غير خاضعة للمساءلة. مثل شركة «دين كورب» م1([82001: وشركة «جي فور إس»». وهما شركتان لديهما سجلات مريبة*". وفي أفغانستان توظف وزارة الدفاع الأمريكية ما يقرب من 40 ألف مقاول. الحرب هناك لا يلوح لها أفق نهاية3©.

بالفعل, المعركة لا تنتهي أبدا. عندما أعلنت واشنطن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العام 2014 برزت المصالح الخاصة باعتبارها الفائز الأكبر, برغم تجاهل هذا الأمر إلى حد كبير. كان المقاولون «يبحثون عن التذكرة التالية لالتهام الوجبة الكبيرة» ومن الممكن أن تكون هذه هي». كما قال شين مكفيت 111 صدءة. وهو موظف سابق في شركة «دين كورب»7. ومن جانبه. حث إيريك برينس ءعءدفءظ2 ع81:11, مؤسس شركة «بلاك ووتر» 8121302167 الذي يدير الآن «فرونتير سيرفيسيز غروب» منا20 5عع562016 800)167 التي تساعد الصين في أفريقياء حث الولايات المتحدة على أن «تدع القطاع الخاص ينهي المهمة» ضد المقاتلين الإسلاميينء ربما على أمل ألا يتذكر أحد كم كانت كارثية تلك الآثار التي تمخضت عنها أنشطة المرتزقة الغربيين منذ هجمات 11 سبتمبر!!4).

في الوقت نفسه يقابل تآكل الدهموقراطية بصعوبة بتذمر من قبل المؤسسات السياسية والإعلامية. عمليات بيع الأصول القيمة: والاستعانة بمصادر خارجية لتوفير خدمات حكومية حيوية تحدث لأنها لا تلقى سوى قدر قليل من اللقاومة العامة على الرغم من أن هذه المقاومة أقوى - إلى حد بعيد - في دول تتعرض فيها حياة الناس للخطر بالفعل. هذا الكتاب يهدف إلى إحداث صدمة. واستفزازء وإماطة اللثام عن عام قد تطور خلسة: ولكنه يهدف أيضا إلى الإصرار على أن البدائل ممكنة.

29

الجزء الأول

«هذه هي البيئة. فضلا عن الحد الأدنى من التدقيق والتحقق من مانب وسائل الإعلام والمعرفة العامة المحدودة عن الشركات العسكرية الخاصة. التي سمحت لهذا الجانب من رأسمالية الكوارث بالازدهار في »ناطق الحرب الأمريكية في السنوات

المانبية»

جك ... حكن العم 3 اث

- 5-5

ببح مي ماهو قا يا

يو لاع و 7

0 5

1 زا‎ ١

59 5

م

22-277

١ تجبيج‎

ص -

صر

باكستان وأفغانستان:

«بصراحة. أود رؤية الحكومة وقد انسحبت من الحرب تماماء على أن تترك العداوة برمتها إلى الصناعة الخاصة» ال ميجور ميلو ميندربندر 18/1110 :113[0 503 1طءء150 81 من رواية «الخدعة - 22» (5-22ع086)), للكاتب جوزيف هيلر معلل1 طترعوه[

تساقط المطر بغزارة على الزجاج الأمامي للسيارة بينما انطلقنا بسرعة عبر شوارع كابول, التي بدت بحرا من الوحل. وكلما علقنا في الزحام, بسط صبية صغار من المتسولين أيديهم استجداء للنقود أو الطعام. ورأيت بعض الأطفال وهم

33

رأسمانية الكوارث

يدفعون عربات يد محملة بالطوبء في حين انشغل أخرون باللعب بجانب الطريق» وكانت أصوات شاحنات كبيرة تدوي مرورا بجانبنا وهي تطلق أبواقها.

كنت على بعد نصف الساعة من مركز العاصمة الأفغانية. على طريق جلال آباد. المحفوف ممبان كبيرة مملوكة لشركات الخدمات اللوجيستية ويضطلع بحمايتها حراسء: وخلف أحد الأسوار التي يصعب وصفهاء كانت تقع مباني شركة أمنية خاصة. أما التحدث إلى كبار اللاعبين في صناعة الأمن الخاصة في أفغانستان فكان أمرا بالغ الصعوبة نظرا إلى أن العمل الأمني ينطوي أصلا على طبيعة سرية» بيد أنني حصلت على وعد بمقابلة أحد كبار المديرين بالشركة.

توقف سائق السيارة بالقرب من حاجز خرساني» وم تكد تمر بضع ثوان قبل أن يظهر اثنان من الحراس المسلحين ا محليين لسؤالنا عما كنا نفعله هناء وكان كل واحد منهما يحمل بندقية 41-47 ويرتدي غطاء رأس مزركشا بشعار الشركة الأمنية. اصطحيني الرجلان إلى مكتب صغير بالقرب من البوابة الرئيسة» وقدما لي مقعدا وكوبا من الشاي. وتغلغلت قطرات المطر عبر صدع صغير في السقف الخشبي» وغمرت الأرض القذرة أسفلها. وأخذ أحد الحارسين يتجاذب أطراف الحديث معي بينما كان يفتش حقيبتي. كان هذا الرجل قد أمضى عددا من السنين في كراتشي. العاصمة اطالية لباكستانء ولكنه انتقل إلى العمل في هذه الشركة في كابول منذ سنتينء وقال لي: «إنها شركة جيدة». ولقد أحب عمله هذا لأنه يوفر له دخلا ثابتا.

دُعيت إلى دخول المبنى. كانت هنالك ساحة كبيرة توقفت فيها مركبات رباعية الدفع. كما كانت هذه الساحة محاطة بمبان متعددة الطوابق: من النوع القابل للنقل. وتجمع نحو عشرين من جنود الجورخا'* الذين انضموا إلى الخدمة حديثا في أحد أركان المبنى. اقترب مدير إدارة الشركة وقدم نفسه إليء جاك 2[. وهو رجل دمث الخلق في الستينيات من عمره كان يرتدي بنطالا «تشينو» ترابي اللون وقميصا أزرق. وسترة صوفية داكنة الزرقة. أخبرني أنه قد قاتل باعتباره جنديا بريطانيا في بعض أشد الحروب ضراوة من تلك التي نشبت في العقود الماضيةء من بينها تلك التي تفجَّرت في العراق وأفغانستان وأمريكا الوسطىء ولكنه قال إنه جمع

(*) هم من أصول نيبالية ويخدمون في الجيوش البريطانية والهندية والنيبالية.

34

باكستان وأفغانستان...

أموالا آكثر من عمله الحالي. وفي معرض إشارته إلى الشركات العسكرية الخاصة. قال جاك: «يجب أن تدفع الجيوش الغربية أموالا أكثر إلى جنودهاء وإلا فسيواصلون الانتقال إلى الشركات العسكرية الخاصة» (وقال لي فيما بعد: «نحن لا نطلق على أنفسنا وصف مرتزقة». إن شركته تعتقد أن هذه الكلمة ذات دلالة سيئة).

اصطحبني جاك إلى مكتبه. وهو عبارة عن غرفة صغيرة بها إضاءة خافتة. ونافذة واحدة. فضلا على مكتب وأريكة من الجلد الأسود. وعلى الجدران علقت خريطة لكابول تحدد المناطق التي تعمل فيها شركته. إضافة إلى خريطة أخرى لأفغانستان. وصورة لسلسلة جبال الهندوكوش. وبينما دلفنا إلى مكتبه, أخيرني دهدوء بأن شركته «تبقى على قيد الحياة بفضل الفوضى».

لقد قدمت شركة جاك إلى أفغانستان في العام 2002 باعتبارها أول شركة عسكرية . خاصة تصل إلى هنا بعد الغزو الذي قادته أمريكا في أكتوبر من العام 2001. أما الآن فيوجد مزيد من الشركات العسكرية الخاصة. 75 في المائة منها ممدارة من قبل أفغان. وحتى ذلك الوقت الذي قد بدأت فيه المقاومة الجادة ضد الغزاة في العام 2004, كانت أحداث العنف في أدنى مستوياتها نسبيا. وقدمت هذه الشركة «المساعدة للجميع» - بمن فيهم الصحافيونء والمنظمات غير الحكومية. وموظفو الأمم المتحدة - مقابل رسوم ضخمة. حيث يحقق العاملون فيها مكاسب لا تقل عن ألف دولار في اليوم. ولكن ابتداء من العام 2002 وما بعده. عملت الشركة مع الحكومة الأفغانية لأنها أدركت بنحو صحيح أن وزارة الداخلية لم تستطع تأمين الشركات والأفراد كما ينبغي.

وكان هذا الأمر إيذانا بميلاد الحاجة الضرورية والواضحة إلى أمن خاص في أفغانستان. كان التفكير ينصب على أن حربا ضارية تتطلب توظيف أفضل العناصر الأمنية. وهو ما كان يعني في الأغلب استخدام جنود سابقين يسعون إلى الثراء السريع. وم تكن الاعتبارات المرتبطة بالحساسية الثقافية أو الاجتماعية ومعرفة بلد «عينه من المتطلبات الأساسية.

ومع ذلك تغيرت نظرة كابول تجاه الشركات العسكرية الخاصة ممرور السنين من النحيب بهذه الشركات في البداية إلى النظر إليها بعين الريبة الآن. ذلك أن الأمريكيين «الأجانب مازالوا يستخدمون تلك الشركات لحماية قواعدهم العسكرية؛ نحو 3 آلاف

35

رأسمالية الكوارث

منها تستعين بموظفين ينتمون إلى ما يعرف باسم دول «العيون الخمس» التي تتشارك في المعلومات المخابراتية (الولايات المتحدة الأمريكية» بريطانياء كنداء نيوزيلنداء وأستراليا) وحلف الناتو'"). يقول جاك: «إنها الفوضى». وذلك في معرض شرحه بأن القوانين الأفغانية المناهضة للشركات العسكرية الخاصة مطبقة بطريقة غير متساوية, مشيرا إلى أن هذا يرقى إلى الظلمء وأخبرني أنه «في أي دولة متحضرة: لا يُعتبر الناس مذنبين قبل المثول أمام محكمة. أما هنا فأنت مذنبء ويُقبض عليك أولا».

وبنبرة تنم عن الشعور بالأسفء قال جاك: «مع تغير اللوائح والقوانين هنا بنحو مستمرء تصبح الحياة صعبة». واستذكر أنه في العام 2002, كانت هنالك وفرة من الذخيرة والبنادق. و«كان من السهل العمل». وتركز اهتمام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة آنذاك على مطاردة أسامة بن لادن وعناصر حركة طالبانء لذلك أمكن للشركات العسكرية الخاصة شراء الأسلحة بسهولة. و«تنفيذ مهمات عملها» من دون الحاجة إلى القلق حيال أي رقابة رسمية مزعجة. بيد أنه الآن» على حد قول جاك. حاولت الحكومة الأفغانية تفكيك الشركات العسكرية الخاصة الأجنبية واستبدالها بأخرى تدار من قبل جهات محلية وقوة الحماية الأفغانية العامة التي تخضع لسيطرة الدولة (والتي خلت في العام 2014 وصارت تابعة لوزارة الداخلية). قال إن هذه الجماعات كانت غير قادرة على أداء واجباتها بكفاءة. ولكن شركته كانت تخسر عقودا تجارية رسيت على هذه الجماعات.

ومع ذلكء وفي العاصمة كابولء كانت شركة جاك لاتزال تدير أر بعة مبان لسفارات دولء. فضلا على مقر الأمم المتحدة. وبضعة بنوك - وهو ما وصفه ب «العمل الثابت». وتفادوا عمليات مرافقة القوافلء» وهي مهمة محفوفة بالمخاطر تتطلب نقل سلع القوات الأجنبية عبر أراض غالبا ما تكون ساحات للعداوات بين القبائل. قال جاك إنه من ال ممكن الدخول إلى مثل هذه المناطق فقط إذا ما سُلمت «أظرف بنية اللون» (رشا) - على حد قوله. «الدولار له مفعول السحر هنا». وبطبيعة الحالء لم يكن مسموحا للشركات الأجنبية بدفع رشاء فمن الناحية النظرية تمكن مقاضاة هذه الشركات في الوطن الأم. غير أن جاك اصطنع ابتسامة عندما سألته عما إذا كان أي من الشركات يفعل هذا.

36

ناكستان وافغانستال...

وم يستطع جاك أن يفهم السبب الذي جعل كثيرا من النشطاء في الغرب «مهووسين» بفرض قيود وقوانين أشد صرامة على الشركات العسكرية الخاصة. وتفاخر بالطريقة التي تقدم بها شركته خدماتها. وكانت لدى جاك عقلية غير سياسية - وإن كانت متعالية - فهو لم يعر اهتماما بالاستغلال الذي يحدث في منطقة الحرب ال مخصخصة هذه. وبدلا من ذلك كان ينظر إليها باعتبارها مهمة تتضمن اتخاذ بعض المخاطر. وعندما تحديته بسبب افتقاره إلى الفضول حيال مشكلات تتعلق بالتعاقد الخارجي لأعمال الأمن خلال نزاع ماء أجاب بأنه ما من شيء غير أخلاقي أصلا بشأن توفير خدمة آمنة في حينها. وكان أيضا متعجرفا للغاية في اعتقاده أن لديه القدرة على إنجاز العمل حيثما أراد.

ويعمل لدى شركة جاك ستة من الموظفين الدوليينء وعدد من جنود الجورخاء و1200 من الأفغان. وتحدث جاك بفخر عن توظيفه عديدا من الأفراد المحليين» قائلا إن عديدا من هؤلاء أرسلوا إلى «مدرسة ليلية لتعلم مهارات الحاسوب لاستخدامها في مكتب شؤون الموارد البشرية وقسم التأشيرات في شركتنا». وقال إن ذلك كان إحدى الطرق التي يمكن أن تسهم بها شركة أجنبية في تقديم شيء ما ملموس إلى المجتمع الأفغاني. وأردف قائلا: «العاملون الشبان لدي من الرجال والنساء هم الأشخاص الذين يمكن أن يتولوا قيادة البلاد. وحزمة أجور هذا العدد من العاملينء وقوامه 1200 شخصء تطعم 2 ألفا في أسرهم. وما لم أوظفهم, فأين يممكن أن يعملوا؟».

وفي رده على فكرة أن السيادة الأفغانية تقوضت حين دخلت الشركات العسكرية الخاصة إلى سوق العملء قال جاك: «الولايات المتحدة غير قادرة على إدارة إمبراطوريات». وأشار إلى أن واشنطن احتلت هذا البلد بطريقة سيئة للغاية إلى درجة أنه كان حتميا أن تدخل قوى خارجية إلى حلبة الصراع لجمع المال. فضلا على ذلكء. كما ذكر جاكء كان من الأرخص بالنسبة إلى الدول في نهاية المطاف توظيف الشركات العسكرية الخاصة بدلا من «إرسال جنود لغزوها عسكريا». لأن الشركات العسكرية تعتني بتأمينها. ووفرت المركبات» وتولت شؤون الإدارة. وبالنسبة إلى أي شيء آخر تحتاج إلى شركة عسكرية خاصة» بعد وجودها في البلاد سنوات؛ استطاع جاك أن يقهم كيف يعمل النظام ومن الشخص الذي يتعين عليك

37

راسمالية الكوارث

التواصل معه في كابول عند الحاجة إلى أشياء مثل الحصول على تصريح لتسجيل الأملحة؛ وقال: «أنا حكومتي».

وواصل جاك سرد تبريراته قائلا: «أمريكا وبريطانياء والقوات الأجنبية الأخرى في كل من أفغانستان والعراق» ليست كبيرة بما يكفي لإعادة بناء أمم: إن ثمة حاجة إلى الشركات العسكرية الخاصة لملء هذا الفراغ» إذ توفر الحماية للمقاولين وتبني السجون والمدارس. فهي قد باتت الآن جزءا أساسيا من الحرب»2 (واعترف بأنه كان من المرجح ألا يكون هذا هو الحال في أفغانستان لو أن الولايات المتحدة قد استخدمت عددا أكبر من القوات في البداية).

ليس أن جاك كان يرى أن لشركته مستقبلا طويل الأجل في أفغانستانء فهو يعتقد أنه حينما تغادر معظم القوات الغربية البلاد في نهاية المطاف, سوف يتبعهم ومعه أفراد طاقم العمل بشركته. «سنخفي بعض الأسلحة في الكهوف». هذا ما أخبرني به جاك بشكل غامضء مضيفا: «ولكنني لا أرى أي شركات عسكرية خاصة هنا حينها»0. وعلى رغم ذلك عملت شركته في عدة أماكن حول العام وتوقع اندلاع مزيد من الحروب في إيرانء وشبه الجزيرة الكورية وأفريقيا. وقال: «إذا كنا نستطيع أن نجني أموالاء فسوف نشد الرحال إلى هناك».

ومن وجهة نظر جاك م تكن هنالك سلبيات في عمل الشركات العسكرية الخاصة. فهذا عمل بكل معنى الكلمة «يوفر وظائف للأولاد الذين يتركون الجيش ويمكنهم الاستمرار في مهنتهم». واستفاض في الحديث عن كيف أن لديه مشاعر إيجابية تجاه هذا العملء وقال: «المال ليس الحافز الوحيد بالنسبة إليء وكل ما هنالك هو أنني أريد أن تكون لدي وظيفة... فالبقاء في المنزل يصيبني بالملل. أشعر بأنني آمن. ليس لدي دور ذو علاقة بالعمليات» ولدينا نظام جيد للمعلومات الاستخباراتية في أنحاء البلاد. وهو نظام أفضل بالفعل من مثيله في الجيش البريطاني لأنه يأ مباشرة من الأقاليم والأفغان المحليين» ونبلغ بدورنا الجيش البريطاني إن كانت المعلومات المخابراتية لها صلة بهم. نحن نتحدث مع [شركة الأمن البريطانية] «جي فور أس»», والتي تمرر المعلومات إليناء والعكس صحيح. نحن جميعا زملاء. [نحن] تدرينا معاء وخضنا معارك معا عبر العام على مر السنين. إننا نتنافس في الواقع على العقود فقط». الأمر يبدو أشبه بناد مريح جدا للشركات العسكرية الخاصة.

38

باكستان وأفغانستان .. وفي حديثه. أق جاك على ذكر قضية لطاما سمعت عنها في أثناء إقامتي في هذا البلد. ألا وهي طفرة محتملة في مجال التعدين الأفغاني. وشرح ذلك بقوله «توجد موارد معدنية هائلة هنا». مضيفا أنه «ما لم تل مشكلة الفساد. فستكون الغلبة للجشع». وقال: «الشركات الغربية لن تأتي إلى هنا للاستثمارء ولكن الهند والصين بدأتا بالفعل في شراء أراض ذات مواردء وهما تنتظران ريثما يتحسن الوضع الأمني». وقال إن شركات تعدين متعددة الجنسيات قد تواصلت مع شركته, بيد أن هذه الشركات «ستحتاج إلى تصريح ديبلوماسي للعمل بشكل قانوني هنا». وبحلول العام 4, راح وزراء أفغان يروجون لوارد البلاد باعتبارها أفضل سبيل لتحقيق الاستقرار والعائدات بعد مغادرة الأمريكيين. لقد اشترت «مجموعة شركات المعادن الصينية» (8/100) صه20:ه0م002 صنده20© لوعتع الماع1ة مصتطت عطلن حقوقا للتنقيب في منجم ضخم للنحاس في منطقة «مس عينك» ممحافظة لوكر في العام 2008, وبعد العثور على آثار بوذية نادرة وقدهة في المنطقة, قال الملاك الجدد إنهم سيستخرجون هذه الآثار أو يحطمونها. وفي الوقت الذي كنت أكتب فيه هذه السطور. لم تكن هناك أي أخبار حتى عن افتتاح المنجمء وذلك على رغم ما أعلنته الحكومة الأفغانية بأنها عززت الأمن حول هذا الموقع في العام 2014, في محاولة للتحفيز على بدء أعمال التعدين. ا مزاعم القائلة بتوفير 75 ألف وظيفة: إلى جانب تحقيق عائدات سنوية بقيمة ربع مليار دولار. يجب النظر إليها بعين الشك. في العام زرت مجتمعا محليا بالقرب من منجم «عينك» فوجدت كبار السن من سكان القرية غاضبين بسبب إخراجهم عنوة من بيوتهم: ليجدوا أنفسهم محاصرين بين سندان تأجج حركة طالبان ومطرقة تمرد الدولة الإسلامية في المنطقة, وكذلك جيش أفغاني مستعد للضغط على الزناد. يتقاضى أجورا مقابل دفاعه عن مصالح المنجم. وقد اتهمت منظمة «مراقبة نزاهة أفغانستان» صةاىتممطوكة ه18 بانموءاس1 جهات فاعلة محلية بأنها شحنت» بطريقة غير قانونية» ما قيمته مئات الملايين من الدولار ات من المعادنء والنفطء والغاز سنويا إلى إيران وباكستان). وقد روجت الحكومة الأفغانية لمواقع أخرى عبر أفغانستان بوصفها فرصا مثالية للمستثمرين الأجانب» بيد أن انعدام الأمن» وتفشي الفساد, والضرائب الهزيلة أو العائدات الضعيفة أثارت انزعاج

39

رأسمالية الكوارث

القرويين الذين نقلوا بسبب المناجم القاحلة والعقود الفاشلة. واستمر عدم الاستقرار في إعاقة التقدم. وفي العام 2010, قدر علماء جيولوجيا أمريكيون أن البلاد ترقد على ثروات معدنية قيمتها على أقل تقدير تريليون دولار من الليثيوم والحديد والنحاس.

بعد قرابة ساعة ونصف الساعة. انتهى هذا الحوار الوديء المتدفق بسرعة. وبينما تبادلت وجاك عبارات الوداع» كان في وسعي سماع جنود الجورخا وهم يمارسون تدريباتهم في الخارج وسط المطر الخفيف. وقبل أن أهم بالمغادرة, نظرت إلى الخارج من نافذة جاك. أولا إلى الأفق حيث كانت تلوح سحب غائمة متوعدة, ثم تحولت ببصري إلى مجمعات الباني المتماثلة التي لا حصر لها من حولي والتي اصطفت على طول الطريق الرئيس. وكان واضحا أن عديدا من الشركات العسكرية الخاصة استفادت من الحرب. مم تكن هذه الشركات تريد للصراع أن ينتهي أبدا.

وقبل غزو أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة. كانت حركة طالبان هي التي تحكم البلاد: كانت تنفذ أحكام الإعدام في أشخاص في ملاعب كرة القدم؛ وكان الاستماع للموسيقى محظورا بنحو رسميء كما مُنعت الفتيات من الذهاب إلى المدارس. وكان نظام طالبان همجياء ولكنه م يصل في همجيته إلى الحد الذي بمنعه من التفاوض مع شركة الطاقة الأمريكية «أونوكال» (21ع0ه7)) بشأن إدارة خط أنابيب تركمانستان - باكستان والذي بر عبر البلاد؟ فقلما كان التطرف حجر عثرة أمام رأسمالية الكوارث. وبعد الغزو باتت أفغانستان هي المكان المثالي لازدهار اقتصاد الحرب. والواقع أن خط الأنابيب العابر لأفغانستان (وا معروف أيضا باسم خط تركمانستان - أفغانستان - باكستان - الهند, أو «تابي» 1421): والمقرر افتتاحه في العام 2018, كان القصد من إنشائه نقل الغازات من بحر قزوين في نطاق استمرارية حديثة لطريق الحرير.

وفرت أحداث الشرق الأوسط السابقة موادٌ مفيدة لتوظيفها في دعاية الحرب فيما بعد هجمات 11 سبتمير؛ فقد اضطلعت شركة العلاقات العامة الأمريكية «هيل + نولتون» 11111110 بتوظيف بعض تلك الأحداث من أجل الترويج للتصورات التي تخدم المصالح الأمريكية بقطع النظر عن قرب هذه التصورات أو بعدها عن الحقيقة الواقعة.

40

باكسنان وأفغانستان... واستمر استخدام العاملين في حقل العلاقات العامة عندما أعلنت إدارة الرئيس الأمريي جورج دبليو بوش «الحرب على الإرهاب» في العام 2001. وصارت أعداد لا حصر لها من العاملين في شركة «هيل+نولتون» ضمن هيئة الموظفين لدى الحكومة للمساعدة في الترويج للحرب» ومبدئيا ضد حركة طالبان. وهكذاء تركت فيكتوريا كلارك عكاة0[1 2نءهء1؟. مديرة مكتب الشركة في واشنطنء. وظيفتها بالشركة لتصبح المتحدثة الصحافية لوزير الدفاع دونالد رمسفيلد 614:ةتصنتظ 1202310 حيث قادت مهمة إدراج الصحافيين وإلحاقهم بالوحدات العسكرية الأمريكية, وهو الأمر الذي ساعد في ضمان تغطية صديقة للجيش. وكان أحد أشد منتقدي هذه العملية هو الصحافى الراحل مايكل هاستينغس 11351285 [ع80112: والذي تحدى فكرة العلاقة الوثيقة بين الصحافة والمؤسسة العسكرية في كتابه الصادر في العام 2011, بعنوان «المشغلون» 02622015 ع15”. كثير من الزملاء عابوا عليه جرأته على كشف فكرة عملية إلحاق الصحافيين بوحدات الجيش. جيف رالي ع1 166 موظف آخر كان يعمل لدى «هيل+نولتون»: أصبح عضوا في مجموعة إعادة إعمار أفغانستان. وهو ساعد السفير الأمريكي في كابول على تشجيع الدعم العام للحكومة الأفغانية الفاسدة. وعمل رالي لدى مجموعة ريندون «ناه+© 50608ع8: وهي شركة دفعت لها الحكومة الأمريكية عشرات الملايين من الدولارات للترويج لحملة دعائية للحرب في أفغانستان والعراق في أعقاب هجمات 11 سبتمبرء وأيضا لإعداد «حملة معلوماتية لمكافحة ال مخدرات» في كابول. وحدث هذا على رغم ذلك القدر القليل من الاهتمام الذي أبدته الحكومة المركزية إزاء خبرة الحملة الدعائية لمكافحة المخدرات والتي قال مؤسس الشركة جون ريندون 2865002 صطه[ إنه قد اكتسبها بينما كان يشغل منصبه باعتباره مسؤولا حكوميا في ولاية ماساشوستس7. وفي العام 2006, دُفعت أربعة ملايين دولار للشركة لإقناع الأفغان بعدم زراعة خشخاش الأفيونء وبالتالي الحيلولة دون دعم تجارة الهيروين العالمية. وقد مُنيت هذه الحملة بفشل ذريع'". وم تكن «هيل +نولتون» سوى مثال واحد لشركة ركبت الموجة في عوام الأعمال التجارية الكبيرة والحكومة العلياء وحين فعلت ذلكء استفادت ماليا من الحرب". وثمة شركة أخرى هي «دين كورب» (م177500): وهي إحدى الشركات التي

41

رأسمالية الكوارث

اعتمدت عليها الولابات المتحدة في إجراء التدريبات اللازمة لقواتها العسكرية عبر العالم. وتضمنت السيرة الذاتية لهذه الشركة توفيرها الحراس الشخصيين لحماية الرئيس الهايتي جان برتراند أريستيد 4715006 لصدءء8-صةع[ إبان التسعينيات, وتقديم خدمات إلى القوات العسكرية الأمريكية في الصومال وكوسوفو وبوليفياء والمساعدة في حملة التنظيف لا بعد إعصار كاترينا. ولكن الطلب على خدمات هذه الشركة شهد زيادة كبيرة بعد هجمات 11 سبتمير.ء حين شرعت الحكومة الأمريكية في إبرام تعاقدات مع جهات خارجية للمساعدة في حربها على الإرهاب.

وقد أسندت وزارة الخارجية الأمريكية إلى شركة «دين كورب» عقودا تربو قيمتها على المليار دولار. لكي يضطلع «مستشارو الشرطة» بمهمة مساعدة الجهود الأمريكية في تعزيز قوات الأمن الأفغانية. بيد أن النتائج كانت مخيّبة للآمال على أقل تقدير. تفشت ادعاءات خطيرة حول الإهدارء وسوء الإدارة» والمغالاة في زيادة أسعار الخدمات. فضلا عن أن الفعالية والثقة بقوات الأمن الأفغانية ظلتا موضع شك. فقد وجد تقرير للأمم المتحدة في العام 2009 أن نصف قوات الشرطة الأفغانية على الأقلء والذين تلقوا تدريبات على أيدي الأمريكيينء كانوا فاسدينء في حين أشار إحصاء مثير للقلق بنحو خاص إلى وجود عدد متزايد ما يسمى بهجمات «الأخضر على الأزرق»» والتي ثار خلالها المجندون الأفغان على مدربيهم9". ومع ذلك. في العام 2012, وبعد سنوات من الفشل الدائم الذي منيت به «دين كورب» في أفغانستان. وبعد مضي أسبوع تقريبا على وصف المفتش العام الأمريي الخاص لإعادة الإعمار بأن عمل الشركة في قاعدة الجيش في قندوز «غير مقبول», استطاعت الشركة تأمين عقود بقيمة 72.8 مليون دولار لتدريب طيارين في القوات الجوية الأمريكية!!0. وقدمت وزارة الخارجية الأمريكية ما يقرب من 4 مليارات دولار لدعم إعادة الإعمار في أفغانستان في الفترة من العام 2002 إلى العام 2013: كان نصيب «دين كورب» منها 2.7 مليار دولار2".

وكان لشركة «دين كورب» حضور كبير في أفغانستان والعراق. حيث استحوذت على نسبة 96 ف المائة من عائداتها السنوية البالغة 3 مليارات دولار من الحكومة الأمريكية. وحدث هذا على الرغم من إخفاق الشركة في تنفيذ أي آليات جادة بشأن التشاور مع السكان المحليين الذين كانوا يعملون لديهاء واعتمدت. بدلا من ذلك»

42

باكستان وافغانستان... على إقامة علاقات خاصة والتي ضمنت تقريبا استمرار المحسوبية والمحاباة”". لقد باتت الخصخصة راسخة للغاية في الدولتين اللتين سبقت الإشارة إليهما إلى درجة أن موضوع إعادة إسناد الخدمات العامة المتأثرة إلى مؤسسات عامة نادرا ما يُطرح حتى للمناقشة في دوائر الحكومات الغربية.

«جلبت [دين كورب] في أثناء فترة الذروة التي شهدت براءتنا». هكذا قال أشرف غانيء الرئيس الحالي لأفغانستانء والذي شغل في السابق منصب وزير المالية ومستشار الرئيس السابق حامد كرزاي في العام 42012". وقبل ذلك بعام, نقل الصحافي تشالز غلاس وو 2165:قط© من كابول أن دين كورب «كانت تدفع أقل أجور ووظفت أشخاصا لا تقبلهم شركات أخرى»!*''. وهو ما سمعته أنا أيضا في أثناء زيارق.

لاعب آخر كان في ساحة اقتصاد الحرب هو شركة «ي بي آر» (2)188 وهي فرع سابق لشركة هاليبيرتون ده]«داط511[1. والتي تولى إدارتها يوما ما ديك تشيني لإعضعط0 عاء1, نائب الرئيس الأمريكي الأسق. ومنذ بداية الحرب الأفغانية في العام 2001, كانت يي بي آر/ هاليبيرتون تفوز بعقود لإعداد قواعد عسكرية للقوات الأمريكية الآتية. وكانت الأرقام في ذاك الوقت مذهلة - فقد تلقت الشركات مئات الملايين من الدولارات لتوفير خدمات أساسية مثل الطعام. وغسل الملابسء وأعمال الصيانة بالقاعدة. وخدمات اللمهابط الجوية. وبحلول العام 2008: قالت «كي بي آر» إنها قدمت أكثر من 720 مليون وجبة طعام. وقطعت قوافلها من ا مركبات مسافة تزيد على 643 مليون كيلومتر في أثناء العملء وعالجت 45 مليار لتر من اطاءء كما أنتجت أكثر من 242 مليون طن من الثلج في الحرب على الإرهاب9؟".

وهناك عديد من الشركات الأخرى التي قد وجدت موطئ قدم لها في طابور التعاقدات الخارجية ضمن هذا الصراع المسلح. ففي العام 2003,. كتب المراسل العسكري لوزارة الدفاع الأمريكية خبرا دار حول ممثلي ثلاثة مقاولين بتحدثون عن كيف أنهم استوردوا خضراوات وفواكه إلى أفغانستان من أطانيا. ومشروبات غازية من البحرين والسعودية, ولحوما من الولايات المتحدة. وقال أحد العاملين بالشركة: «كثير من الرجال الذين يعملون هنا كانوا يخدمون من قبل في الجيش. لقد كنا هناك وفعلنا ذلك أيضاء لذا كان الأمر أشبه برد

43

راسمالية الكوارن

الجميل من جانبنا. أتذكر ما الذي يمر به ويعانيه [الجنود]»77). الرسالة كانت واضحة: ما من نفقات يمكن ادخارها لتوفير وسائل الراحة المتاحة في الوطن, وأن المقاولين جمعوا ثروة خلال هذه العملية.

وفي أغلب الأحوال. كان عدد المقاولين يفوق مثيله من الجنود في أفغانستان. وهو اتجاه كان من ال مرجح أن يستمر سنوات مقبلة, كما كان الحال في العراق وفي خليج غوانتانامو. وفي الربع الأخير من العام 2012, كان هنالك ما يزيد على 109 آلاف من اللمقاولين في أفغانستان. وهو ضعف عدد القوات الأمريكية تقريبا!#". كذلك في العام 22012 حصلت الشركة الأمريكية «ميشن إيسنشال بيرسونيل» اعصصهوء2 لقلغصءوو8 14159108 على عقد بقيمة 2.3 مليار دولار لتوفير ما يربو على 8 آلاف مترجم في 200 قاعدة في أفغانستان”*. كما حصل عدد لا حصر له من الشركات مثل شركة «إنترناشيونال ريليف آند ديفيلوممنت»1216202010021 510]) أمعصطمه1ء106 أكصة إعذاء1). وهي شركة مسيحية الإلهام, على ما يزيد على ملياري دولار من الدعم من «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» ((115411) في الفترة ما بين 2007 و2013. وعلى الرغم من ذلك. كان سجل هذه الشركة مفككا وغير منهجي”"). لقد أوقفت الوكالة العمل مع الشركة في العام 2015, مشيرة إلى «سوء سلوك خطير» في أنشطتها.

في الوقت نفسه. حددت شركة «سوبريم فودسيرفس أيه جي» 511016126 أءانازء80005, ومقرها سويسراء أسعارا مرتفعة للغاية مقابل توفير الطعام واطياه للقوات الأمريكية. ومن ثم اتهمت وكالة الخدمات اللوجيستية الدفاعية التابعة للحكومة الأمريكية الشركة بالمغالاة في الفواتير بما يبلغ 757 مليون دولار. وفي أواخر العام 2014, اعترفت شركة «سوبريم» بأنها مذنبة عند مثولها أمام محكمة أمريكية وأقرت بأنها بالغت في فواتيرها المستحقة لدى الجيش الأمريي نظير توريد الطعام واطياه له. ووافقت الشركة على دفع غرامة قدرها 389 مليون دولارء وهي غرامة تعد صغيرة جدا إذا ما قورنت بمبلغ 8.8 مليار دولار يمثل إجمالي عقد أمُنته الشركة للفترة من العام 2005 إلى العام 2013.

هذا كله كان يحدث على الرغم من المشكلات التي صارت معروفة على نطاق عام وعلى مدى سنوات. فعلى سبيل المثال. كان يوجد في أفغانستان

4

باكستان وأفغانستان...

ومسارح أمريكية أخرى للحربء. نظام من مستويين للتوظيف ال مخصخص: أحدهما كان يفيد الغربيين في حين كان الآخر يستغل السكان المحليين. ففي التحقيق الذي أجرته الصحافية سارة ستيلمان صهدم!ا5)1 53:8 في العام 2011 عن هذا التوجه؛ كتبت عن: وجود جيش خفي... يتألف أساسا من أفراد من جنوب آسيا وأفريقيا

[يعيشون] في الأغلب في مجمعات سكنية محاطة بأسلاك شائكة توجد

داخل قواعد أمريكيةء ويتناولون وجبات الطعام في قاعات هزيلة.

ويستضيفون حفلات للرقص تقدم فيها الأغاني الشعبية النيبالية الرومانسية

وأغاني الكنيسة الأوغندية. عدد كبير من هؤلاء يوظفون عن طريق

مقاولين فرعيين غير موثوق بهم والذين يمولون عن طريق دافعي الضرائب

الأمريكيين ولكنهم يعملون غالبا خارج نطاق القانون!'".

كما كشف تحقيق صحافي لقناة «الجزيرة الأمريكية» في العام 2014: أن هذه امشكلة لاتزال قائمة, حيث باتت ممارسات الإساءة إلى العاملين «متفشية» داخل قواعد أمريكية في أفغانستان. بل إن شركة «إيكولوج إنترناشيونال» (5860108 101 اتهمت بالاتجار في الث 220

وبطبيعة الحال. كانت العبارة الرسمية تتمثل في أن التعاقدات الخارجية قد شهدت نموا متسارعا بعد هجمات 2001 على نيويورك وواشنطن باعتبارها طريقة لجأت إليها إدارة بوش لمواصلة الحد من الإسراف امالي وزيادة الكفاءة. وفي اليوم السابق لوقوع هذه الهجمات ألقى وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد خطابا هيأ المشهد لما سيحدث. حيث بدأه قائلا: «الموضوع الذي نحن بصدده اليوم هو عدو يشكل تهديداء وهو تهديد خطير, لأمن الولايات المتحدة الأمريكية». وتبين أن هذا لا علاقة له بالإرهاب. بل ب«البيروقراطية في وزارة الدفاع (البنتاغون)». زعم رامسفيلد أن البنتاغون كانت تهدر 3 مليارات دولار سنويا على الأقل, وأن الرد المنطقي على هذا كان الخصخصة. وواصل رامسفيلد حديته فقال: «عندما توجد صناعة برمتها تدير مستودعات بكفاءة, فلماذا نمتلك ونشغل العديد من تلك التي لدينا؟ وفي قواعدنا المنتشرة حول العام لماذا نجمع قمامتنا ونمسح أرضياتناء بدلا من إبرام تعاقدات خارجية

45

راسمالية الكوارث

لتقديم هذه الخدماتء كما يفعل كثير من الشركات؟»2©. وتكشفت أحداث في اليوم التالي أعطت رامفسيلد عذرا مثاليا للإسراع في تنفيذ ومتابعة خطته. وهي الخطة المتمثلة في خصخصة عدة خدمات لدعم الحرب والتي أدت إلى تخفيضات ضخمة في الوظائف في وزارة الدفاع الأمريكية. إن إجراء خفض على نطاق واسع في الميزانية ا لمتضخمة لوزارة الدفاع من شأنه أن يساهم., بلا شكء في إيجاد مجتمع أكثر إنصافا ونزاهة في حال إنفاق ال مال على خدمات عامة: غير أن التعاقد الخارجي للأعمال لم يفعل شيئا لمعالجة المشكلة.

إن الإرث المشترك لرامسفيلد وتشيني له تأثير عميق وطويل الأمد. إذ إن تفضيل شركات استفادت من الصراع كان الآن النهج الذي سلكته الولايات المتحدة لخوض حروبها. فقد شهدت الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي في العام 2012 انفجارا لاندفاع شركات مقاولات خاصة في خليط خطير. مع اعتماد وزارة الخارجية على شركة «بلو ماونتين غروب» 2015© «ذه]2 2400 عنااظء وهي شركة بريطانية غير معروفة على نطاق واسع. لحماية مقر السفارة الأمريكية في بنغازي في العام 2012. واكتشفت وكالة «رويترز» للأنباء أن العاملين في هذه الشركة لم تكن لديهم خبرة في مجال الأمنء أو لديهم القليل من هذه الخبرة!04.

كانت واشنطن ترى على نحو متزايد أن الأمن الخاص القائم على التعاقد الخارجي للأعمال هو السبيل الذي يضمن حماية أصولها في الشرق الأوسطء وأفريقياء وفيما وراء هاتين المنطقتين. وتكفل مكتب الأمن الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية بحماية 275 سفارة وقنصلية. ووظف أكثر من 36 ألف شخص, منهم نسبة 90 في المائة من مقاولي القطاع الخاصء وفقا لتقرير نشرته في العام 2013 «مؤسسة أبحاث الكونغرس».

م تكن تلك هي الطريقة التي يفكر بها الجمهوريون فقط. فالديموقراطيون مثل هيلاري كلينتون دمغصتنآات نقة!18111 وجون كيري 27مع! صطمز قد حاججوا أيضا لمصلحة هذا النظام: وقالوا إنه أكثر فعالية. وأصابت عدوى هذا المرض نفسه الذراعين الرئيسين للسياسة الأمريكية. ونتيجة لذلك م تظهر دعوات للمطالبة بقدر كاف من المحاسبة والمسؤولية, من قبيل آليات الرقابة ملتابعة مسار الأموال أو قياس الكفاءة. ومن ثم أهدرت مليارات الدولارات.

236

باكسنان وأفغانستان...

وكان هناك تأييد عارمي تقريبا للغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر (على الرغم من أن البعض في معسكر اليسار, وأنا واحد منهم» عارضوا الحرب لأنهم جادلوا بأن هدف أمريكا لم يكن خلق دولة ديموقراطية تحترم جميع مواطنيهاء كما ادعت واشنطنء بل السعي إلى الانتقام). فنظام طالبان الذي كان قد استضاف تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن سرعان ما أطيحَ به من قبل «عملية الحرية الدائمة». بيد أن العديد من كبار قادته لاذوا بالفرار إلى باكستان المجاورة, وحافظت الجماعة على سيطرتها على مساحات شاسعة من أفغانستان.

وأصبح هذا الصراع أطول حرب أدارتها أمريكا على الإطلاق. وفي العام 2014 سحب الجزء الأكبر من القوات الغربية في أفغانستان. وذلك على رغم أن الرئيس بار 5 أوباما هدصدط0 822 أبطل قرارا سابقا بشأن إجراء خفض واسع النطاق ف أعداد القوات الأمريكية والمدربين العسكريين» وقرر استمرار مشاركة واشنطن في الحرب حتى العام 2015 وما بعده. وفي ديسمبر 2014 أغلق أوباما سجن باغرام: وهو موقع ممارسات التعذيب والاحتجاز غير محدد المدة من دون محاكمة. حيث تقل السحناء إلى الحكومة الأفغانية.

بيد أن الاحتلال لم يكن قد انتهى. إن الحضور الكبير للمقاولين سوف يستمر سنوات مقبلة. فقد كشفت وثيقة سربتها في العام 2013 شركة المقاولات الأمريكية البارزة «سايك» (©541) خطةً شاملة في أفغانستان, أشارت إلى استخدام مئات من امقاولين الفرعيينء من بينهم شركة «لوكهيد مارتن» صناتة/ة 4ععطلءمط, وشركة «حترال أتوميكس» وءنتدمكة 0606221 المصنعة لطائرات من دون طيار”). وكانت البعثة الديبلوماسية الأمريكية مرتبطة ارتباطا حميما بهذه القوى غير الخاضعة للمساءلة.

لقد أحدث الاحتلال الغربي لأفغانستان تغيرا عميقا في البلاد. وكان في معظمه نغيرا إلى الأسوأ. ففي مدينة قندهار اليوم نخبة أفغانية أثرت بفعل الاحتلال الأمريي, وتتوجس خيفة من المستقبل. ذلك أن مولدات الطاقة التي لا يمكن الاعتماد عليهاء والمدعومة بالديزل الممول أمريكياء كانت مظهرا خارجيا عاما للاختلال79.

الصورة الأكبر كانت تتمثل في أن حامد كرزاي قد نضَّب رئيسا لأفغانستان في العام 2004 من خلال انتخايات غير ديموقراطية» ثم أعيد انتخابه في تصويت صوري

47

راسمالية الكوارت

زائف في العام 2009 مقوض بعمليات تزوير لأصوات الناخبين» وهو ما ثبت عبر أدلة ذائعة وواسعة الانتشار. وكان انتخاب المرشح الرئاسي البديل لكرزاي في العام 4 عملية ملتوية أدت إلى حالة من عدم اليقينء على الرغم من انتصار الزعيم المؤيد لأمريكاء أشرف غاني, والذي رتبت له الولايات المتحدة.

وم يحدث فورا تمرد ضد القوات الغربية نظرا إلى أن العديد من الأفغانء وعلى رغم معارضتهم للاحتلال الأجنبي» أبدوا ترحيبهم في بادئ الأمر بسقوط حركة طالبان. ولكن في العام 2003 شرع مقاتلون في شن هجمات ضد كابول وعناصر «قوة المساعدة الأمنية الدولية» (إيساف) (15417) التي يديرها حلف الناتو. وقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان في غضون العقد الماضي - وبدأت الأمم المتحدة فقط في نشر تقديراتها بشأن الضحايا في العام 22009 وبحلول العام 2014 كان الرقم الإجمالي للقتلى والجرحى قد وصل إلى 47 ألفا على الأقل. ووفق الأمم المتحدة كان 2014 هو أكثر الأعوام دموية على الإطلاق. حيث ارتفعت أعداد الضحايا من القتلى والمصابين بأكثر من 10500 شخص. فضلا عن ذلك فإن أكثر من 3350 من الجنود الأجانب. من بينهم 2200 جندي أمريكي على الأقل, قد لقوا حتفهم من جراء هذا الصراع. وأفادت تقديرات بحدوث وفيات وصلت إلى الآلاف بين المقاولين الأمريكيين منذ العام 2001, على الرغم من أنه لم يُبلغ عن العديد من هذه الوفيات. في العام 1 أعلن مقتل 0 على الأقل من العاملين التابعين لشركات مقاولات أمريكية في أفغانستان7©.

وبصورة مروعة كشف تقرير للحكومة الأمريكية بعنوان «شركة وورلورد» 180 ,(ل11883:08: في العام 2010: أن عددا كبيرا من المقاولين الذين يتقاضون أموالا من أمريكاء كانوا في الحقيقة يساعدون التمرد الذي حاربه الغرب. وذلك عن طريق دفع أموال إلى شركات أمنية يسيطر عليها أمراء حرب محليون مقابل توفير الحماية لشحنات البضائع التي تحتاج إليها قوات «إيساف». وأدى هذا إلى تمكين «أمراء الحرب بتزويدهم بالمالء والشرعية؛ وإعطائهم مسوغا لوجود جيوشهم الخاصة»**. وفي العام 2009 قدْر مسؤولون أمريكيون في كابول أن نسبة 10 في المائة على الأقل من ميزانية الخدمات اللوجيستية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كانت تستخدم لسداد مديونيات مستحقة للمتمردين2. وفي العام 2012 أصدرت «اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان» تقريرا من 800 صفحة بعنوان «رسم

48

باكستان وافغانستان... خريطة للصراع في أفغانستان منذ العام 1978» وق لعشرات الممارسات الوحشية والفظائع التي قد حدثت في البلاد في العقود الماضية» والتي ارتكب معظمّها أمراء الحرب أنفسهم المدعومون من الغرب اليوه09.

إن أفضل تقرير لهذا الاتفاق الخسيس ظهر في ذلك الكتاب الرائع الذي كتبه الصحافي أناند جوبال [همه© مدص في العام 2014 بعنوان «هع381 6004 210 سنآ عط؛ عدمصسة» (لا رجال صالحين بين الأحياء). ففي هذا الكتاب يروي جوبال الطرق التي لا تحصى والتي استخدمتها واشنطن بعد 11 سبتمبر وكذلك الأفغان للقتال في معارك محلية. والقضاء على أعداء في حين خلق أعداء جدد. وضمان انبعاث حركة طالبان المهزومة وعودة الروح إليها. ويكتب جوبال: «صارت الدولة متورطة في الجريمة. وتحولت إلى واحدة من أكثر الدول فسادا في العالم, فاسدة تماما مثل أمراء الحرب الذين سعت إلى تطويقهم وإجهاضهم».

وكانت أفغانستان عرضة للأمن المخصخص من بداية حرب ما بعد 11 سبتمبر. كانت الدولة صفحة بيضاء في الحقيقة: يممكن رسم مجتمع جديد عليها لمجرد إفادة الحدود الأدنى لهامش الربح للشركات التي روجت نفسها باعتبارها ضرورية لمجهود الحرب. وم تضع مثل هذه الشركات الكثير من الوقت لتحقيق ذلك.

ولكن هذه العملية لها جذور تاريخية أعمق. فقد أسفرت نهاية الحرب الباردة عن انفجار في العمالة المسرّحة التي تبحث عن فرص عملء وهو الانفجار الذي أدى إلى نمو الشركات العسكرية الخاصة بسرعة. وقال العقيد تيم سبايسر 2ع16م5 21112 مؤسس «أيجيس لخدمات الدفاع» (وعع؟2ء5 ععمع»12 وزوعة). إن الشركات العسكرية الخاصة في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفييتي قد «سدت الفجوة». حيث كانت الحكومات مترددة في المشاركة010.

ثم وقعت هجمات 11 سبتمبرء ورأت أمريكا أن ثئمة فرصة سانحة لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط عبر استخدام قوة ساحقة. وكان ذلك بمنزلة منجم ذهب للشركات العسكرية الخاصة. وفي كتابه المؤثر «محاربو الشركات» (ع0:726م:0) 225 يقول بي دبليو سنجر 28615ا5 ./10 8:

«الحرب لم تعد مسألة تتعلق بشكل حصري بجنود يقاتلون دفاعا عن قضايا سياسية لدولتهم. بدلا من ذلكء وكما كان الحال في كثير من الأحيان في الماضيء

49

راسمالية الكوارث صارت الحرب مسألة متعددة الجوانب. تتضمن رجالا ونساء. من داخل وخارج المؤسسة العسكرية العامة يقاتلون من أجل مجموعة متنوعة من القضايا - السياسية: والاقتصادية. والدينية, والاجتماعية» والثقافية - وهي قضايا لا تمت في الغالب بصلة إلى الدولة»62.

كما أن جيمس دي روش 5عطء10 1065 ومع مول وهو مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية, م يصطنع الكلمات أيضا في حديثه عن عام الشركات العسكرية الخاصة حينما قال: «الحرب على الإرهاب هي العمل الخاص بالتوظيف الكامل لهؤلاء الرجال... الكثير من الأشخاص قالوا: هيا بنا نركب قطار الكسب السهل!»(33.

هذه هي البيئة. فضلا عن الحد الأدنى من التدقيق والتحقق من جانب وسائل الإعلام والمعرفة العامة المحدودة عن الشركات العسكرية الخاصة, التي سمحت لهذا الجانب من رأسمالية الكوارث بالازدهار في مناطق الحرب الأمريكية في السنوات الماضية. وما ضاعف من هذا الوضع هو حقيقة أن الأنظمة القانونية العالمية المتعلقة بالأمن الخاص كانت محدودة وغامضة. ففي العام 2000 أخير معلق في مجتمع الشركات العسكرية الخاصة سنجر أن أي شخص مَثْل أمام المحكمة بموجب قوانين جنيشق يستحق «الإعدام رميا بالرصاص هو ومحاميه بجانبه». وكان يشير بذلك إلى حقيقة أن القوانين كانت ضعيفة إلى الحد الذي جعل من السهل التحايل عليها©”. الشركات الأمنية كانت تتمركز غالبا في الدول الغربية» بيد أن عملياتها حدثت في أرجاء العالم. ولهذا أبرمت العقود في سلطات قضائية لا تعد ولا تحصى.

وكان العمل خارج نطاق السيطرة الفعالة للدولة هو الهدف الأمثل لهذه الشركات. وم يكن جمع الثروة حكرا على الشركات العسكرية الخاصة وحدها. لنأخذ مثالا على ذلك شركات الطيران الخاصة التي تنقل بهدوء قوات الجيش, وعناصر وكالة المخابرات اكد ية الأمرد يكية (4آن). والقوات الاستخباراتية الأخرى إلى داخل وخارج أفغانستان وحول العام. إذ قذمت شركات مثل «وورلد إيرلاينز» (5ع2 أنه 4+؛» و«إيفرجرين إيفييشن» (صم هلتق معءويع؟8), و«تيير إيفييشن»(2100ذبتمر )2 خدمات لتلبية احتياجات الترحيل السري التي لا نهاية لها لدى الحكومة الأمريكية359.

50

باكستان وأفغانستان. .

وتحدث سنجر بوضوح عن بيئة ما بعد 11 سبتمبر باعتبارها «الطريقة المتراخية والعشوائية والتي قد أمكن للحكومات من خلالها خصخصة خدماتها العسكرية في العقد الماضي. الحقيقة البسيطة أن في استطاعة المرء الاستعانة بمصادر وتعاقدات خارجية لا تعني دائما أنه يتعين عليه فعل ذلك»©". وربما كان الجانب الأروع في عمليات التعاقدات الخارجية الأخيرة الخاصة بالحرب هو أن العديد من تقارير الحكومة الأمريكية قد وجدت أن هذه الممارسة متهورة وغير مسؤولة, ومع ذلك فإن هذا الأمر لم يكن له أي تأثير على منح عقود هائلة للمستغلين المتربحين. فقد أصدرت «لجنة التعاقدات في زمن الحرب»». التي تضم ممثلين عن الحزبين الجمهوري والدمموقراطيء تقريرا في العام 22011 أفاد بأن ما تتراوح قيمته بين 31 و61 مليار دولار من مشروعات البنتاغون ف العراق وأفغانستان لم تحقق شيئا بسبب الاحتيال وإهدار اممال. وفي العام نفسه خلص «مركز النزاهة العامة» إلى أن نظام عدم المزايدة على العقود المتبع في البنتاغون قد تضخم من 50 مليار دولار في العام 2003 إلى 140 مليار دولار في العام راسك

وفور تقلده مهام منصبه في العام 2009 أعلن الرئيس باراك أوباما أنه سيخوض حربا ضد الإنفاق المتضخم في البنتاغون قائلا:

«في العام الماضي عكف مكتب المحاسبة الحكومي (080) على فحص 95 من مشروعات الدفاع الرئيسة. ووجد تجاوزات في التكلفة بلغت قيمتها 295 مليار دولار. دعوني أكرر: 295 مليار دولار من الإنفاق المسرف. وهذا الإسراف في الإنفاق له مصادر متعددة. فهو يأق من الاستثمارات في تقنيات غير مؤكدة. وهو يأتٍ من الافتقار إلى الرقابة, كما يأقي من نظام عدم المزايدة على العقود غير القابل للتسويغ: الذي يسمح باستغلال النفوذ والذي قد كلف دافعي الضرائب الأمريكيين مليارات الدولارات. سنوقف التعاقدات الخارجية لخدمات يجب أن تؤديها الحكومة. ونحدث انفتاحا في عملية التعاقد أمام الشركات الصغيرة. سننهي عدم المزايدة على العقود لكونه غير ضروري ويزيد من التكلفة التي يتحمل دفع فاتورتها الشعب الأمريكي. كما سنعزز الرقابة لتحقيق أقصصى قدر من الشفافية والمحاسبة»!8.

هذا كلام فارغ لأن تشالز تيفر 1161# 0531165).: عضو «لجنة التعاقدات في زمن الحرب»». قال في لقاء بثه برنامج «الدموقراطية الآن» +810 تإعهمممء2آ1

51

رأسمائية الكوارث

في العام 2011, إن العديد من المشروعات الأمريكية في أفغانستان والعراق وأماكن أخرىء مثل خدمات الطعام والتشييد, لم يُنتة منها قطء أو أن العمل فيها كان رديئا. وقال أيضا إن البنتاغون أرست عقودا على شركة فرعية تابعة لشركة «بلاك ووتر» المثيرة للجدل من دون أن تدرك هذا الأمرء وأن لوبي الشركات الذي يضم أعضاء من الكونغرس كان السبب الرئيس وراء عدم كبح جماح رأسمالية الكوارث09. كما وجد تقرير أصدره في العام 2015 المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (51247) أن شركة «بلاك ووتر /أكاديمي» (تمعلهعه عند مساعة81) كانت ثاني أكبر المتلقين للأموال من البنتاغون إبان الفترة من 2002 إلى 2014 مقابل برنامجها لتقديم تدريبات لقوات الأمن الأفغانية. أما شركة الصناعات الدفاعية «نورثروب جرومان» (مهصصنمت «معط)ءه]2) فكانت أكبر المتلقين لهذه الأموال. وقد حصلت كلتا الشركتين على مئات الملايين من الدولارات. اليش

كانت رحلتي بالطائرة إلى كابول طريقة مذهلة لدخولي إلى البلاد محفوفا بالمناظر الطبيعية الخلابة. معظم الفترة الزمنية المخصصة للرحلة انطلاقا من دبي مضى وأنا جالس فوق السحاب مباشرة. لكن قبل عشرين دقيقة من هبوط الطائرة. ظهرت سلسلة جبال الهندوكوشء وشق الطيار طريقه بحذر شديد وهو يقود الطائرة بين هذه الجبال ونهر كابول. كانت الثلوج تغطي القمم الجبلية غير المأهولة والتي بدت كأنها تلامس تقريبا قاع الطائرة. وبينما اقتربت العاصمة رأيت قرى صغيرة بُنيت بيوتها من الطمي والتي ميزت المشهد الطبيعي.

ولكن على الأرض في أفغانستان وجدتٌ أمة دمرها احتلال وحشيء ومقاومة شرسة من حركة طالبانء وعدد وفير من شركات تجمع ثروة وسط البؤس وامعاناة. وبدا واضحا لي على الفور أن البلاد قد عانت أهوال مجزرة استثنائية. بفعل قوى خارجية مختلفة: وأن الأم كان متبادلا. ؤصفت أفغانستان بأنها «مقبرة الإمبراطوريات» لسبب معقولء وهو أنه ما من أمة قد نجحت في أي وقت في احتلالها أو السيطرة عليها تماما. وحين زرت منطقة المقابر البريطانية في كابول» رأيت مدافن لا حصر لهاء وهي شاهدة على العديد من المحاولات البريطانية لترويض المكان بداية من القرن التاسع عشر فصاعدا. كما أن هذا المكان الهادئ والمعتنى به جيدا به لافتات تتضمن

52

باكستان وافغانستان... تفاصيل الوفيات من بين قوات حلف الناتو وقوة المساعدة الدولية (إيساف) منذ العام 2001, مما في ذلك وفيات جنود من أطانيا وإسبانيا وهولندا.

إحدى هذه المحاولات الفاشلة للإمبريالية البريطانية. بين العامين 1839 و1842: جرى وصفها وصفا تصويريا في كتاب رائع صدر في العام 2013 مؤلفه وليام دالرمبل “اصصحع لآ مصدنلاة16 بعنوان «عودة ملك» (قمتا ج صمداع8). ففي هذا الكتاب روى دالريمبل وقائع الحرب بين شركة الهند الشرقية البريطانية وأفغانستان, وما أسفرت عنه من شبه دمار كامل للقوات الغازية. وظلت هذه الحرب واحدة من أسوأ الهزائم في العصر الفيكتوري. ومن ثم فإن صداها في العصر الحديث كان يكشف الغطرسة الإمبريالية نفسها ضد قوات محلية عرضتها بريطانيا في القرن التاسع عشرء واستمرت في القرن الحادي والعشرين. ول يتغير شيء.

إن عقم كل هذه الصراعات الماضية قد تكشف لي: فقد جاءت عدة دول إلى هنا وفي جعبتها ما يفترض أنها أهداف نبيلة» فقط لتجد أن هذه الدولة عصية على الاحتلال. إن أقوى أمم هذا العام في القرن الماضي قد مُنيت كلها بالهزيمة هناء ومع ذلك مازالت تواصل العودة إليها. وما كان يدعو إلى الشعور بالأسى هو التفكير في أن قوى كبرى أخرى ستحذو حتما حذو الولايات المتحدة في العقود المقبلة. إذ كانت الصين هي القوة العالمية الجديدة الصاعدة التي عقدت العزم على ممارسة نفوذها على كابولء فشرعت في تدريب ديبلوماسيين أفغان. وفتحت خط اتصال مع حركة طالبان. وشاركت واشنطن مخاوفها حيال مقاتلين باكستانيين وآخرين من اليوغور””"". وتعهدت بكين التي م يوجد لديها حتى جندي واحد في البلاد بتقديم مليارات الدولارات إلى أفغانستان في صورة مساعدات لدعم اقتصادها.

وقد كانت هناك أيضا تكاليف اجتماعية رهيبة. فغالبا ما سمعت ف الميدان أن استخدام المخدرات المنتشر قد ازداد سوءا بشكل تدريجي منذ الغزو الأمريي في العام 2001. إن الأفغان قد دأبوا على استخدام الأفيون لأغراض طبية على مدى قرونء بيد أنه منذ الغزو السوفييتي للبلاد في العام 1979 صار إنتاج الأفيون مصدرا رئيسا من مصادر الدخل لأمراء الحرب الذين يقاتلون المحتلين للبلاد على اختلاف دولهم. وحتى حركة طالبان قد استفادت من تجارة الأفيونء فيما عدا الحظر القصير الذي فرضته عليه في العام 2000. واليوم باتت تجارة الأفيون واسعة الانتشار

53

رأسمالية الكوارث

وموجودة في كل مكان عبر البلاد. بلا أي جهود جادة من قبل القوات الأجنبية أو كابول لاستئصالها من جذورها.

وقد أفادت تقارير بأن عدة آلاف من الجنود الأمريكيين كانوا يتعاطون المخدرات في أفغانستان. بما في ذلك استخدام الهيروين والأفيون والاتجار فيهماء وهو ما لا يختلف عن تفشي مشكلة المخدرات إبان حرب فيتنام, لكن الأقغان هم من كانوا يعانون أساسا من جراء ذلك». كان من المستحيل العثور على أرقام دقيقة: غير أن مكتب الأمم المتحدة الممعني با مخدرات والجريمة زعم أن نسبة 8 في المائة على الأقل من السكان ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما أدمنوا تعاطي الأفيون» مع وجود القليل من البرامج الحكومية التي تستهدف المساعدة في معالجة هذا الوباء2*. وتمثل هذه النسبة نحو مليون مستخدم من مجموع سكان أفغانستان البالغ 35 مليون نسمة. وتشكل النساء والأطفال ما يرقى إلى 40 في المائة من نسبة المدمنين.

إن الحرب التي قادتها قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) هي التي شجعت على انتعاش تجارة المخدرات7©. ومن ثم ازدهر اقتصاد ال مخدرات في أفغانستان. وم يتدهور إلا بعد أن غادر معظم القوات الغربية البلاد في العام 4. والواقع أن ما يصل إلى 90 في المائة من الهيروين في العالم يأقي أصلا من هناك, كما أن عددا لا حصر له من الحملات الأمريكية والبريطانية لمكافحة المخدرات التي بدأت منذ العام 2001 قد أخفقت في تقليص هذه التجارة. وأخبر أحد مزارعي خشخاش الأفيون في إقليم تأرين كوت صحيفة «نيويورك تاهز» في العام 2012 أن هذه التجارة تستحق تحمل المخاطرة: وقال: «نبات الخشخاش حيد داتماء مكنك بيعه في أي وقت. إنه مثل الذهب»9*, ْ

والحقيقة أن ال مخدرات كانت جانبا رئيسا في اقتصاد الحرب الذي فرضته الآثار المدمرة للاحتلال الغربي. ففي العام 2014 بثت الإذاعة الوطنية العامة 112400521 0 عْناطنا5 تقريرا حول مدينة هرات الأفغانية أشار إلى أن بها أكثر من 70 ألف مدمنء من بينهم طفل في الرابعة من عمره. كما وجد المكتب الأمريكي أملعني بالمخدرات والجريمة!* أنه في العام 2014 وصلت زراعة خشخاش نبات الأفيون

(*) يبدو أن المقصود هو مكتب الأمم المتحدة المعني بالخدرات والجريمة: تماشيا مع ما هو مذكور سابقاء حيث لا وجود للمكتب المذكور في متن النص الأصلي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وهو على الأرجح نتيجة خطأ مطبعي. [المترجم].

54

باكستان وأفغانستان...

المخدر إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق» على الرغم من المحاولات العقيمة التي استمرت سنوات للحد منها. خضعت واشنطن ومسؤولون أفغان, بعد العام 22001 مستفيدين ماليا من تجارة المخدرات. وفي تعليقه على ذلك كتب توماس شفايش طعاءمخط5 مقسصرمط 1 وهو مسؤول أمريي كبير في مكافحة ال مخدرات في أفغانستان في الفترة من العام 2006 إلى العام 2008, قائلا: «فساد المخدرات وصل إلى القمة في الحكومة الأفغانية»57.

قررت أن أرى مدى الأزمة بنفسي من خلال زيارة «بول سوخته». وهي منطقة تقع في العاصمة كابول بها كثافة سكانية عالية» وتتناثر فيها القمامة» واشتهرت بسمعتها السيئة في تعاطي المخدرات. وكانت الطريقة الوحيدة الآمنة نسبيا لهذه الزيارة هي أن يرافقني شرطي مسلح. وهكذا في يوم زيارقٍ لهذه المنطقة اقترب مدبر شؤوني» ويدعى زبيرء من حفنة من رجال الشرطة الشبان الجالسين على كراسي معدنية موضوعة بشكل مرتب في صفوف وسط الغبار بالقرب من دوار. وم يعرض زبير على هؤلاء رشوة مباشرةء بل قال إننا في حاجة إلى مساعدة شخص ما للسير أسفل جسر سيئ السمعة, وكان مبلغ 20 دولارا هو السعر المطلوب للحصول على مرافقة «دليل» لناء وهو مصطلح آخر مرادف لكلمة الرشوة.

شرطي ودود في أوائل العشرينيات من عمرهء كان يحمل بندقية 416-47 ويرتدي قناعا لحماية وجهه من الغبار, أخذنا بلطف إلى أسفل جسر شيدته حديثا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (175815). وقال زبير: «هذا الجسر هو الأفضل في كابول»6. كانت الرائحة عفنة, وكان نهر كابول يتدفق في مكان قريبء وكانت هناك أكياس بلاستيكية ملقاة في كل مكان. ومن المعروف أن مئات من اللدمنين يتجمعون في هذا المكانء لكنه يقع جزئيا تحت الاءء وكان به عدد قليل نسبيا من متعاطي المخدرات. وتجمع خمسة عشر رجلا معا وهم يغطون أنفسهم بالشالات بينما كانوا يدخنون الهيروين. غير أن عددا قليلا منهم تفرقوا بمجرد وصولناء وبدوا متخوفين من الكاميرا الخاصة بي ومن رؤية الشرطي معنا. كان حضور هذا الشرطي المسلح يحقق الغرض المطلوب.

كان هذا المشهد مؤسفا حقا. فالزجاجات الفارغة الملقاة بعد استعمالهاء والملابس الممزقة, والأطعمة العفنة كانت ترقد أسفل الجسر. وكان الرجال في حالة

55

رأسمالية الكوارث

غيبوبة جماعية. وبدت أعينهم محتقنة بالدم. وهم يربضون وسط القاذورات للحصول على جرعة من المخدرات. أحد الرجالء ولديه لحية بنية كثيفة في منطقة الذقن قال إنه قد فقد وظيفته وألقي به بعد ذلك في أحد السجون في إيرانء حيث أصبح مدمنا للهيروينء فهناك كثير من الأفغان صاروا مدمنين في باكستان وإيران المجاورتين لأفغانستانء ثم عادوا إلى وطنهمء وهو ما أدى إلى تضخم هائل في عدد مستخدمي المخدرات من السكان المحليين. ولم يحاول الشرطيء على رغم أنه محاط بالكثير من الاستخدام غير القانوني للمخدراتء إلقاء القبض على أحد منهم.

في وقت لاحق غادرنا كابول واتجهنا بالسيارة صوب الشرق على طول طريق متعرج باتجاه مدينتي جلال آباد وساروبيء» حيث استبدلنا بتلوث العاصمة هواء منعشا ونقيا في أنحاء الريف. لكي نرى نباتات الأفيون على مقربة منا. ورأيت عددا لا يحصى من حقول الخشخاش التي بقيت كما هي من دون أن تعبث بها قوات أفغانية أو أجنبية. وقد أقامت قوات أمن محلية نقاط تفتيش بجانب دبابات سوفييتية صدئة مغطاة بزخارف وكتابات حرافيتية ملونة. وما كدنا نمر عبر نقاط التفتيش هذه حتى لوح لنا رجال الأمن بأيديهم وبادرونا بابتساماتهم. وسرعان ما أفسحت الجبال الضيقة المجال لظهور امتداد أوسعء والذي تضمن بعض أكثر المشاهد الطبيعية الخلابة إذهالا مما رأيت. وكانت حقول الخشخاش الخضراء الوفيرة. والبحيرات تتخللها القرى التي بُنيت بيوتها من الطميء والنصب التذكارية ذات الأعلام الملونة التي شيدت لتخليد ذكرى مقاتلين سقطوا في امعارك التي خاضوها ضد القوات السوفييتية أو عناصر طالبان. كما رأيت صخورا مطلية باللون الأبيض تشير إلى المناطق التي قد طهّرت من الألغام الأرضية. مرت بجانبنا شاحنات على الطريق محملة عن آخرها وهي تنقل عائلات بأكملها من منطقة من مناطق البلاد إلى أخرىء وكان بعض هؤلاء من البدو الرحل الذين اعتادوا التنقل مع تغير فصول السنة.

تناولت ومعي زبير وجبة الغداء. وكانت عبارة عن سمك طازج؛ في فندق صغير عتيق آيل للسقوطء وكان جاثما بشكل غير مستقر فوق أحد الأودية. كان الطاهي شابا وكانء بمساعدة اثنين من أبناء عمه يصغرانه سناء يكسب قوت يومه له ولأسرته من بيع السمك الذي اعتاد صيده في بحيرة تبعد بضعة كيلومترات عن الفندق. وقد

536

باكستان وأفغانستان...

اعتادت حركة طالبان على ترويع سكان هذه المنطقةء ولكنها اليوم تنعم بوهم الهدوء. حيث بممكن رؤية السحب وهي تطفو بهدوء في السماءء في حين يمكن فقط سماع أزيز الطائرات المروحية لحلف الناتو من بعيد. ا ماد عاد

في كابول حرصتٌ في البداية على عدم التحدث مع أي من مسؤولي حلف الناتو أو الحكومة الأفغانية, لأنني عرفت أنهم سيعرضون القدر القليل من ال معلومات الجديرة بالاهتمام, بالإضافة إلى كون هذه المعلومات جزءا من حملة دورية للعلاقات العامة. غير أنني قررت في النهاية أن لدي الرغبة في أن أسمع مباشرة السبب الذي دفع أصحاب السلطة لأن يحدوا من نفوذ الشركات العسكرية الخاصة في أفغانستان, ولذا رتبت لإجراء مقابلة مع مسؤول كبير في وزارة الداخلية.

وصلت إلى مبنى الوزارة سيرا على الأقدام نظرا إلى أن معظم السيارات منعت من طريق الدخول المؤدي إلى المبنى بسبب حدوث هجمات انتحارية وتفجيرات بصورة متكررة. وما كدت أعرف هذا الأمر حتى توترت أعصابي بينما كنت أنتظر ومعي زبير عند أول نقطة تفتيش للزائرين» في حين بادر مسؤولو أمن أفغانيون مسلحون بالتحدث إلى رؤسائهم عبر أجهزة اللاسلكي لتأكيد حضورنا. طال وقت انتظارناء وحاولت البقاء هادئا. وم أرَ من حولنا أي غربيين آخرين. وبعد انقضاء نحو خمس عشرة دقيقة, سمح لنا رجال الأمن با مرورء حيث جرى تفتيش حقيبة الظهر التي كنت أحملها كما قُنّضْتُ بدقة بحثا عن أي سلاح. وما كدنا نصل إلى نقطة التفتيش التالية حتى تكررت العملية نفسها.

وكان انتحاريٌ قد اخترق الحواجز الأمنية وقتل ستة من رجال الشرطة بالقرب من مبنى وزارة الداخلية في أبريل من العام 2014, وأصبح الغربيون أهدافا مباشرة من قبل حركة طالبان والمقاتلين اعتبارا من العام 2013. وكان أبرز هذه الاعتداءات المميتة ذلك الذي وقع ف مطعم لبناني شهير في كابول في يناير 2014 وأمطر فيه مسلحون من طالبان مَنْ كانوا يتناولون الغداء وابلا من الأعيرة النارية. وهو ما أسفر عن مقتل واحد وعشرين شخصا. إذ كان الهجوم على الأجانب ضمن الخطة الرئيسة لطالبان» وكما صرح متحدث لمجلة «رولينغ ستون» (ع56082 عوهذااه8) في أغسطس 2014 قائلا: «إنهم جزء من خطتنا وسوف نستهدفهم ونقتلهم»#7.

57

رأسمالية الكوارث

وصلنا أخيرا إلى المبنى الرئيس لوزارة الداخليةء حيث طلب مني أحد الحراس أن أشغل كاميرق التصوير والفيديو اللتين بحوزتي للتأكد من خلوهما من أي مواد متفجرة. وفي داخل المبنى» كان الجو العام فوضوياء وأظهرثٌ بطاقتي الصحافية لحارس آخرء بينما كان عدد لا حصر له من الرحال المسلحين يهمون بالدخول إلى ا مبنى والخروج منه. وفي السابقء كان متمردون قد اخترقوا الدفاعات الخارجية للوزارة. وبلغوا هذه النقطة لإشاعة الفوضىء لذلك بدت الإجراءات الأمنية ضريا من الوهم نوعا ما.

بعد ذلك اندفعنا عبر بابين مبطنين كبيرين وصعدنا عدة طوابق من السلم. وكان يجلس في منطقة النزول: بين كل طابقينء رجل مسلح يحمل سلاحا كبيرا. وابنتسمت لأحد هؤلاء الحراس ونحن مر أمامهمء لكنه لم يرد على مجاملتي. وبعدئذء انتظرنا في غرفة بينما انهمك أحد موظفي الوزارة في طبع وتدبيس مستنداتء. وعرض التلفزيون قناة «تولو» (101:0) الإخبارية المؤيدة للولايات المتحدة: والتي أطلقها أسترالي من أصل أفغاني ومولها جزثيا روبرت ميردوخ. وأخيرا سمح لنا بالدخول للبدء في إجراء المقابلة الصحافية.

كان صديق صديقي نووؤنلء5 ونل»5 هو «المتحدث ومدير الاتصال/ العلاقات العامة» في وزارة الداخلية. وهو قد بقي في المنصب نفسه في العام 5. وكان صديقي حليق الذقن ويرتدي بذلة رمادية أنيقة. وتحدث الرجل الإنجليزية بطلاقة. ولكنه كان أكثر طلاقة حين يتحدث إلى صحافي زائر. وقال لي إن الحكومة كانت ملتزمة باستئصال شأفة الشركات الأمنية الخاصة في البلاد. وأضاف: «قبل سنوات, كنا في حاجة إليها قبل إنشاء القوات الأفغانية وتعزيزهاء ولكن لم تعد ثمة حاجة إليها الآن». ومع وجود 350 ألفا من قوات الأمن الأفغانية» زعم صديقي أن البلاد ستقف قريبا على قدميهاء ولن تكون في حاجة إلى شركات لا تخضع للمساءلة لإدارة البلاد. ولم يبد صديقي تخوفا من انهيار الجيش الوطنيء كما حدث في العراق في العام 2014 ضد جماعة «داعش» الإرهابية. وقال أيضا إن نظام كرزاي قد قرر إزالة الشركات العسكرية الخاصة. لأنه «قد تلقى معلومات» تفيد بأنها «تسبب مشكلات» مع السكان المحليين» ولم تساعد الدولة على النمو.

58

ناكنسننا) وافغانسدال...

مالم يناقشه صديقي هو أن هذه الشركات كان يديرها أقارب حميد كرزاي نفسهء ومن بينهم أشقاؤه. إن أحد أشقاء الرئيس الأفغاني السابق» وهو أحمد والي كرزاي الذي قتل في قندهار في العام 2011, كان أحد أمراء الحرب سيئي السمعة ممن تاجروا في المخدرات. ألمحت وثائق سربها موقع «ويكيليكس» (1011316215): في العام 2010 إلى أن أحد أنشطته الرئيسة كانت تتمثل في السيطرة على الشاحنات التي تمر عبر الطريق الرئيس الرقم 1, وهو الطريق الدائري القومي لأفغانستان, وذلك من خلال المطالبة بالرشا.

وأبدى صديقي قلقه حيال المسلك المزعزع للاستقرار الذي يتبعه المقاتلون ممن وجدوا مأوى لهم في باكستانء بمن في ذلك عناصر طالبان» الذين شنوا هجمات على أفغانستان من هناك. وبدا أنه لم يكن متفائلا البتة بأن يتغير ذلك في المستقبل القريب. كما اعترف بوجود مشكلات بشأن حقوق الإنسان والفساد في بلاده» على الرغم من اعتقاده أن هذه المشكلات تعالج ببطء. ولكن عندما سألته عما إذا كان فكر في مغادرة كابول قبل أن تنسحب منها جميع القوات الغربية. وجدت أنه م يتنصل من الرد. وراح يعرض دفاعا قويا عن مستقبل أكثر إشراقا لأفغانستان. ولم أصدق كلامه هذا لأنه. شأن كثير من الأفغان الذين يشكلون صفوة المجتمع. لا بد من أنه حرص على حيازة جواز سفر ثانء قد يضطر إلى استخدامه عند انسحاب القوات الغربية.

أردت أيضا سماع وجهة النظر الرسمية عن الاحتلال الغربي للبلاد. لذلك زرت مبنى آخر في كابول للتحدث إلى «أم». أشرف حيدري الذي كان يشغل منصب نائب مساعد مستشار أفغانستان للأمن القومي وكبير مستشاري السياسة والرقابة للرئيس حامد كرزاي (انتقل إلى الهند - فيما بعد - حيث عمل نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الأفغانية). ودرس حيدريء. وهو شخص دمث الخلق» في جامعة جورج تاون في واشنطنء ثم عمل مدة سبع سنوات في مقر السفارة الأفغانية بالعاصمة الأمريكية. وحين التقيته كان يرتدي بذلة غربية. وكان شعره الأسود أملس ومسرّحا إلى الخلف.

وأعطاني حيدري الخط النمطي عن مجموعة متنوعة من القضاياء وقال إن الشركات العسكرية الخاصة كانت تمثل مشكلة. وإن الحكومة كانت تحاول التخلص من هذه الشركات, وأراد أن أعرف أنه «يقدر الدعم الأسترالي ومشاركة

53

رأسمائية الكوارث

قوات أسترالية في الحرب» (على الرغم من أنه تمنى أن تعامل كانبيرا لاجئي القوارب الأفغان بطريقة أفضل). كما أخبرني أنه قد أمكن «تحقيق تقدم كبير في أفغانستان منذ العام 2001, لأنه لم تكن هناك دولة حقيقية حين بدأت الحرب بعد 11 سبتمبر». كما كان مهتما بنحو خاص بالإشارة إلى أن وجود القوات الغربية في البلاد سيكون مطلوباء بقدر ماء في المستقبل المنظور*. وقال أيضا إن المشاركة العسكرية الغربية المستمرة إلى الآن كانت ضرورية لأن «الإرهابيين» مازالوا موجودين في البلاد. ولا بد من دحرهم «حتى إذا كان أسامة بن لادن ميتا».

حاولت عدة مرات مقارعة الحجة بالحجة بشأن ما أدلى به من بيانات. ولكن من دون جدوى؛ فهو كان على دراية جيدة بحيل وألاعيب وسائل الإعلام, وكان يعرف كذلك أن العمل يجري في أفغانستان على قدم وساقء وأن الفساد مازال موجوذاء ولكنه أصر على أن الأمة تسير على الطريق الصحيح. كما رفض الاعتراف بأي من مزاعم الفساد الرئيسة التي كانت قد ظهرت ضد أعضاء أسرة كرزاي.

وربما كان الجزء الأصعب من هذه المقابلة على أي حالء عندما أكد حيدري أن الغارات الليلية التي قادتها الولايات المتحدة - وهي تكتيك لمكافحة التمرد أدى ببساطة إلى إيجاد مزيد من الأعداء من خلال اعتقال أو قتل «مقاتلين» مشتبه فيهم في منتصف الليل... - كانت غارات «فعالة»9"). واعترف فترة وجيزة بأن المخاوف إزاء اقتحام القوات الأمريكية منازل السكان الأفغان من المحتمل أن تقنع الناس بأن الأمريكيين كانوا «محتلينء وليسوا محرّرين» (إذ إن كثيرين كانوا يعتقدون بالفعل أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون غير ذلك وحتى رايان مي. كروكر 02066 .0 تهتر8؛ السفير الأمريي السابق لدى أفغانستان والعراقء جادل بأن واشنطن لا يمكن لها إلا أن تكون غريبة على أرض أجنبية)52.

بيد أنه ليس ثمة ما يدعو إلى القلق» على حد قول حيدريء لأن هناك قواعد جديدة من شأنها السماح لأفغانستان بقيادة الغارات الليلية» وبالتالي معالجة هذه المشكلات؟ فقد أمكن استعادة السيادة, كما زعم, وذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة مازالت تمارس هذه الأفعال. علاوة على ذلك. فإن غياب المساءلة القانونية عن الجرائم الأمريكية في البلاد. منذ العام 2001, ومن بينها عمليات التعذيب. من الممكن أن يتغيره خصوصا بعد إعلان المحكمة الجنائية الدولية (100). في العام

60

باكستان وأفغانستان...

4, أنه يتعين محاسبة الجنود الأمريكيين على تصرفاتهم. وهذا الأمر بدا بديهيا وواضحاء غير أن واشنطن رفضت الاعتراف باختصاص المحكمة الجنائية في الفصل في هذه المسألة62.

وكان من السهل العثور - في أفغانستان - على مدافعين عن الاحتلال مثل حيدريء ومشاركين راضين في العملية التي تقودها واشنطن؛ فمن دون هؤلاء كان هذا ا مشروع سيكون مصيره الفشل الذريع منذ البداية. وبدلا من ذلك كنا وجدنا أن عملية سياسية زائفة قد استمرت ما يزيد على عشر سنوات. وهي عملية أدت إلى تسليح وتمكين أمراء الحرب أنفسهم الذين وصفهم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بأنهم «أشرار».

أما المحطة الثانية في زيارق فكانت الجامعة الأمريكية في أفغانستان. وهي غير ربحية ويديرها القطاع الخاصء وافتّتحت في العام 2006: وتقع خلف أسوار خرسانية عالية, وجدران مقاومة للانفجار. وهذه الجامعة التي يخيم عليها الهدوء. بدت كأنها تبعد ملايين الأميال عن الفوضى التي اجتاحت البلاد. وقد أتيت إلى هنا لي أتحدث إلى مؤيد طليق اللسان لحامد كرزايء ولأسمع لاذاء بالنسبة إليهء كان الرئيس السابق ورؤيته للعالم هما اللعبة الوحيدة الجديرة بالاهتمام في المدينة. تلقى داوود موراديان تعليمه في بريطانياء ولكنه عاد إلى عاصمة موطنه لتدريس العلوم السياسية في جامعتها بإلحاح من كرزاي الذي كان قد قابله قبل بضع سنوات. وكان موراديان قد شغل منصب كبير مستشاري وزير خارجية أفغانستان. وهو يتولى الآن منصب مدير المعهد الأفغاني للدراسات الإستراتيجية. ودارت وقائع المحادثة بيننا على العشب الأخضر لأرض الجامعة. حيث يختلط الرجال والنساء بحرية» على الرغم من أن جميع النساء كن يرتدين الحجاب.

وبعد أن مكث عدة سنوات في الغربء. بدا موراديان مؤيدا بنحو عام للوجود الأمريكي في بلاده. وفي جوانب عدة كان الوجه المثالي للولايات المتحدة هناك لأنه كان أفغانياء ومعتادا ارتداءَ الملابس الحديثة. كما كان يتحدث بنحو إيجابي عن الحاجة إلى استمرار المساعدة الغربية. ومع ذلك قال موراديان إن أمريكا أخطأت في عدم فهمها أفغانستانء على الرغم من اعتقاده أنه كانت لديها «نوايا سليمة» في تقديم العون للبلاد. كما أنحى باللائمة على واشنطن بسبب تمكينها أمراء الحرب

61

رالسواللهة الكوارب

ا محليين. م تكن لديه سوى بضع كلمات سيئة قالها عن كرزاي وحكمه. رافضا المزاعم المستمرة عن الفساد (أخيرني بعدما فرغنا من المقابلة أن «مسؤوليته تحتم عليه عدم الاستخفاف بأفغانستان والتقليل من شأنها حين تكون في حاجة إلى كثير من ال مساعدة»).

وكان موراديان أكثر صراحة عندما سألته عن وجود الشركات العسكرية الخاصة وشركات جمع المعلومات في أفغانستان. وقال إنه حين يصبح «حافز الربح هدفا أسمى». ستكون هناك حتما نتائج سلبية. وألقى باللوم على أشخاص في واشنطن لأنهم سمحوا لهذا النظام بالازدهار بعد أحداث 11 سبتمبر, قائلا إن الشركات التي استفادت منه يجب ألا تعمل في أفغانستان. ومرة أخرى, رفض بإصرار لوم كرزاي أو أقاربه على هذا الاتجاه. 1

كما سألتٌ موراديان عما إذا كان يرى أن ثمة مستقبلا له في أفغانستان في حال استيلاء طالبان على السلطة مجدداء فأجاب بنحو غير مباشر بأن لديه اعتقادا بأن الناس «لن يقبلوا ذلك أبدا. وأن من الضروري للشركاء الغربيين مواصلة دعم الدولة وتدريب جيشها وتمويله»؛ فإذا لمم يفعل هؤلاء ذلك. كما يعتقد. ستندلع حرب إقليمية تجتاح العديد من الأمم.

مثل هذه المخاوف إزاء ما سيحدث في أفغانستان بعد أن تغادر الولايات المتحدة البلاد في نهاية المطاف ظلت هما مشتركا بين النخبة الحضرية في البلادء والتي عادت بعد سقوط نظام طالبان في العام 2001 وساعدت في زيادة سكان كابول من 1.2 مليون نسمة إلى أكثر من خمسة ملايين نسمة في غضون اثنتي عشرة سنة؛ فهؤلاء الذين يعيشون حاليا في ظل مناخ آمن نسبيا وراء أسوار أمنية عالية سيكونون أكبر الخاسرين عندما يتلاثى هذا الفيض من السخاء المدعوم من الولايات المتحدة؛ فالعديد من هؤلاء كانوا يمتلكون بيوتا ثانية في إمارة دي(63.

وكان من الصعب أخذ التفاؤل الهزيل الذي أبداه موراديان حيال مستقبل البلاد على محمل الجد تماماء وتساءلت في نفسي عن عدد الأفغان الذين يشاطرونه رغبته في الاحتفاظ بوجود غربي هنا إلى أجل غير مسمى. وحتى وقت قريب من أكتوبر كتب مقالا في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية «فورين بوليسي» (دع1©:ه8آ تإهناه) جاء فيه أنه «مازال في استطاعة الولايات المتحدة والأفغان تحقيق الانتصار

6

معا»59). الانتصار بماذاء بالضبط؟ ففكرة رفض استقلال حقيقي بدت تماما بالنسبة إيّ مثل السير في الطريق الخطأ لفطام أمة خانعة وذليلة من حلمة الثدي الغربية. مثل هذه النزعة الاتكالية إزاء الغرب استمرت ما يربو على عشر سنواتء اعتمدت خلالها أفغانستان على مئات اللابين من الدولارات المعبأة في الحقائب وأكياس التسوقء والتي أعطتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) لحكومة كرزاي. ولكن هذا الال اشترى النفوذ. وتعمقت جذور الفساد/”. وكان الرئيس الحالي أشرف غاني قد تعهد في أواخر العام 2014 بمحاربة الفساد مادام الغرب يواصل تقديم الدعم امالي والعسكري. ولكنه اعترف فى العام 2015 بأن «المعونة الأمريكية لن تساعد اقتصادنا وبنيتنا التحتية». معترفا بالحاجة إلى صناعات محلية.

من جانبهاء جعلت واشنطن مساندة حربها أمرا مستحيلا بنحو متزايد؛ ففي العام وبعد سنوات من عرض تفاصيل تبين كيف أنفقت دولارات دافع الضرائب الأمريكي في البلاد. 65 مليار دولار على الأقل» على الجيش والشرطة وحدهماء أعلنت إدارة أوباما أن هذه المعلومات «سرية». ورفضت حتى تقديم تفسير بشأن التكلفة التي خصصت لتعليم القوات الأفغانية كيفية القراءة والكتابة؛ إذ كانت الدواعي الأمنية هي السبب الذي يستشهد به بنحو مزعجء على الرغم من إلغاء القرار بعد تفجر غضب شعبي عارم/0".

ومع ذلك اتفقتٌ - من أعماق قلبي - مع تفكير موراديان بالنسبة إلى الأمن الخاص الذي قارنه بالعلقة التي تتغذى على الحربء وهو «الجانب اللظلم للعوطة». وفي أثناء زيارق» سمعت الغضب الذي عبر عنه - بنحو صريح - السكان المحليون الذين عانوا الواقع المميت للأمن المخصخص. ْ

وفي إحدى المناسبات. كنت متكثا على وسائد ملونة في غرفة هادئة تقع فوق مطعم في وسط كابولء فتجاذيتٌ أطراف الحديث مع رجلين أفغانيين في الثلاثينيات من العمرء وكانا كلاهما من إقليم وارداك. حكى لي الرجلان قصصا عن عناصر من الأمن الأفغاني يمارسون أعمال البلطجة: وكانوا يثيرون الفوضى في المناطق التي بقيمان بهاء في الماضي وإلى اليوم!”©.

من بين الذين التقيتهم أيضاء خلال زيارقء الصحافي الأفغاني حبيب الرحمن, وهو صاحب لحية طويلة. وكان يرتدي زيا تقليديا: سروالا وقميصا لونهما أزرق

63

راأاسمالية الكوارت

فاتح. كما التقيت شخصا يُدعى فهيمء وهو مهندس عاطل عن العملء كانت لديه أيضا لحية طويلة ويرتدي سترة ذات لون أخضر جيشي. وقال الرجلان إنهما قبل انتقالهما إلى كابولء واجها تهديداتء ليست فقط من حركة طالبان والقوات الأمريكية - إذ كانت الغارات الجوية الليلية شيئا مألوفاء وغالبا ما كانت تؤدي إلى قتل رجال أبرياء من قريتيهماء أو أَسْرهم أو احتجازهم عدة أشهر من دون توجيه اتهامات إليهم» وقبل إطلاق سراحهم - بل واجها أيضا تهديدات من شركات الأمن الخاصة. وأخبرني فهيم بأن وظيفة هذه الشركات كانت تتمثل في حراسة قوافل المركبات. غير أنها دأبت على إنشاء ما يسمى بمحيطات خارجية أمنية حول أفراد الجيشء ولدى قيامها بهذه العملية. كانت تشتبك غالبا في معارك تتبادل فيها إطلاق النار مع مقاتلي طالبان. وقال إن مدنيين أبرياء كانوا يُعتقلون بصورة منتظمة في أثناء التراشق بالنيران؛ فشركة «إدارة مخاطر الوطن» 8351 صهغة18 24 وهي شركة بارزة في هذا المجال من العملء كانت على ما يبدو سيئة السمعة بنحو خاص58.

وقال فهيم إن ابن عمه. وهو صاحب متجر, قد أردي قنيلا بإطلاق النار عليه على يبد حارس أمني خاص قبل بضع سنواتء» وذلك لمجرد وجوده في المكان الخطأء وفي الوقت الخطأ. واعترفت الشركة التي كان يعمل لديها الحارس بالخطأ. وعرضت تعويضا قدره 20 ألف دولار. ولكن فهيم قال إن الأسرة مازالت في انتظار صرف مبلغ التعويضء مشيرا إلى أن زوجة القتيل وأطفاله يعانون بشدة الآن متاعب مالية على الرغم من مساعدة الأسرة. وأردف فهيم أن عمليات القتل هذه من جانب الشركات العسكرية الخاصة كانت شيئا روتينيا عبر البلاد؛ ما أدى إلى تأجيج المقاومة ضد قوات الاحتلال الأجنبية التي استخدمت تلك الشركات. وفي كتابه الذي يحمل عنوان «لا رجال صالحين بين الأحياء». قال الصحافي أناند غوبال إنه في العام 2013 كان يوجد ما بين 60 ألفا و80 ألفا من موظفي الشركات الأمنية الخاصة الذين يعمل الجزء الأكبر منهم لدى أمراء الحرب الأفغان. وكانت توجد أيضا عشرات الآلاف من رجال الميليشيات الخاصة الذين توظفهم الحكومة الأفغانية. وأشار تقرير أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش». في العام 2015 إلى ارتكاب مسؤولين أفغان مدعومين من الغرب أعمال قتل واختطاف واغتصاب في مختلف أنحاء البلاد.

034

باكستان وأفغانستان...

ومع إحضار الشاي الذي تبعه وعاء كبير من اللحم وصحن من الخبز والطماطم والبصل والخيارء واصل فهيم وحبيب الرحمن الحديث بذهن صاف عن الموقف في بلديهماء من دون اللجوء إلى مقارنة مُبالغ فيها. وأكد فهيم مجددا وجهة نظره بأن الشركات العسكرية الخاصة «مم تجلب معها سوى البؤس والعنف». ويدا من الواضح أيضا أن الحقيقة القائلة إن الرجال الذين يخدمون في الجيش الأفغاني كانوا يتقاضون أجورا أقل بكثير من نظرائهم في الشركات العسكرية الخاصة. أدت إلى ازدياد الشعور بالاستياء.

وم يصدق أي من الرجلينء في أي وقتء ما تعهد به كرزاي بشأن حل هذه الشركات تماماء وأكدا أنها كانت تخضع لسيطرة أشخاص «أقوياء» على صلة وثيقة بالحكومة. وقال لي حبيب الرحمن: «إن هؤلاء سيخسرون كثيرا إذا أغلقت هذه الشركات أبوابها». ولكن فهيم كان يعتقد أيضا أن الشركات العسكرية الخاصة التي «لا يواجه موظفوها العدالة أبدا لقتل وتشويه المدئيين» لن تصبح ضرورية منذ العام 2014؛ لأنه لن توجد أي قوافل في حاجة إلى الحماية.ء حيث ستكون الولايات المتحدة قد غادرت البلاد». هذا لم يحدث قط. وفي نبرة تنم عن الصدقء قال فهيم - بعد ذلك - إنه لم يكن قلقا بالمرة إزاء انسحاب القوات الغربية. لأن حركة طالبان التي توقع أن تستولي على الحكم «من المأمول أن تجلب بعض الاستقرار والسلام إلى البلاد. كما حدث قبل الغزو في العام 2001».

وجهة نظر فهيم الأخيرة هذه من المرجح ألا يشاركه فيها كثير من النساء في أفغانستان؛ ذلك أن الشريحة النسائية من السكان الأفغان تحملت كثيرا من القيود الصارمة تحت حكم طالبان”"). وقد تباطأت وتيرة التغيير منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. ولكن جوانب تحسن قد حدثت بالنسبة إلى النساء. وعلى نحو خاص في بعض مناطق كابول؛ ففي أثناء جولتنا بالسيارة حول المدينة, رأيت متاجر تبيع جميع أنواع الملايس النسائية: بما في ذلك ملابس على النمط الغربي» كما شاهدت فتيات يرتدين الحجاب الأبيضء بدلا من البرقع؛ وهن يمشين إلى المدرسة. ولكن ومثلما ذكرت ذلك تفصيليا وبانتظام «هيومان رايتس ووتش»». فإن الأغلبية العظمى من النساء الأفغانيات لايزلن غارقات في مستنقع القمع حين يتعلق الأمر بالتعليم. وتنظيم النسلء وحرية الحركة: والعدالة!60.

65

راسمالية الكوارث

سنحت لي الفرصة لإثارة بعض هذه القضايا حين زرت ضاحية في كابول كانت تعج بمجمعات سكنية خرسانية مشيّدة على الطراز السوفييتي. وكانت المباني مفعمة بالحيوية ال مستمدة من ألوان قليلة ازدانت بهاء فيما عدا الملابس ال مغسولة المعلقة على أحبال النوافذ. ورؤية الأطفال وهم يلعبون حول مداخلها. تخيلثٌ المباني التي هي بلا روح قد بقيت من دون تغيير إلى حد كبير في العقود التي مرت منذ أن شيدها الروس. قرعت باب شقة ملطخا بكتابات غرافيتية ففتحته امرأة ترتدي حجابا أسود.

هذه المرأةء وهي عضو في البرمان الأفغاني تدعى سيما خوجيانيء وتتحدر من إقليم ننكرهار, أبدت ترحيبها بمجيئي, فبادرث إلى خلع حذائي للدخول إلى الشقة التي مم يكن يحرسها أي من رجال الأمن. كانت أرضية المدخل المؤدي إلى الصالة من الخرسانة. وشعرت ببرودة تحت قدمي. قادئني مضيفتي إلى غرفة معيشة صغيرة كانت بها أرائك خضراء وقليل من صور لأطفال معلقة على الجدران التي بدا طلاؤها مقشراء كما كانت الغرفة شديدة الرطوبة ومضاءة بمصباح وحيد يتدلى من السقف. وكانت توجد أيضا امرأتان أخريان ظلتا صامتتين معظم الوقت في أثناء الحوار الذي أعقب ذلك.

وعلى الرغم من أنها كانت قلقة حيال ما سيحدث عند مغادرة الجزء الأكبر من القوات الأجنبية بلادّهاء م تؤيد خوجياني الوجود المستمر لهذه القوات في أفغانستان!!6, ولكنها كانت براغماتية إزاء الشركات العسكرية الخاصة. وأخبرتني أنها وفرت وظائف للعديد من الرجال الأفغانء وأن هذا بدوره ساعد زوجات هؤلاء الرجالء وبناتهم. وشقيقاتهم. وكانت على دراية بممارسات انتهاك حقوق الإنسان التي ارتكبتها هذه الشركات, غير أنها أكدت أنه «في دولة فقيرة مثل أفغانستان» فإن فرص العمل ضرورية».

البراغماتية تدى خوجياني كانت عميقة؛ إذ كان يتعين عليها أن تتوخى الحذر البالغ إزاء ما تقولء لأن إبداء أي تعليق يمكن تفسيره على أنه بمنزلة انتقاد للشركات العسكرية الخاصة: أو لأمراء حربهم: أو مؤيديهم السياسيين قد يكون سببا في قتلها... الأمر بهذه البساطة.

وفي معرض الحديث عن المشكلات التي تواجه نساء أفغانستانء قالت خوجياني إن لدى الرجال الأفغان ميلا إلى النظر إلى هؤلاء النسوة باعتبارهن في حاجة إلى الحماية والاحترام. وقالت: «إنهم يبدون ردة فعلهم في حال إساءة معاملة النساء أو

66

باكستان وأفغانستان...

عدم احترامهن». بيد أنها لم تكن متخوفة من شرح واقع الحياة الذي تعيشه المرأة, حتى إن كانت نائبة في البرلمان» فقالت: «أن تكون امرأة في أفغانستان لأمر صعب. في الغالب لا أستطيع أن أتكلم في البرلمان لأنني امرأة. أنا لا أحصل على الحماية الملامة لأنني امرأة. ولدي خوف على مستقبل البلاد لأنني امرأة». وفي نهاية الفترة الرئاسية لكرزايء قالت خوجياني إن أحد «أعظم موروثاته» كان السماح للمرأة بالتحدث على نحو علني. وتابعت بقولها: «نحن هناء وفي وسعنا قول ما نريد. ويمكننا قوله له. ما إذا كان يفعل ما نطلبه هو شيء آخرء ولكنه يستمع إلينا».

انتقل حديثنا بعد ذلك إلى تنمية صناعة التعدين في أفغانستان» وهي الصناعة التي كانت خوجياني معنية بها؛ فهي كانت زارت أستراليا بدعوة من الحكومة في كانبيرا حيث توقعت رؤية كيف «تمكنتم من إدارة الثروة المعدنية بنحو جيد»2. وسألتٌ خوجياني عما إذا كانت على دراية باستغلال الموارد في دول فقيرة أخرى (كنت أفكر في بابوا غينيا الجديدة وهايتي)» من قبل شركات متعددة الجنسيات ومسؤولين فاسدين م يكن لديهم اهتمام بالتخطيط لاستدامة طويلة الأجل. وأجابت بقولها إن العقود التي وَقعت حتى الآن في أفغانستان كان الهدف منها هو حماية مواردهاء وإن السكان ال محليين سيجنون الفوائد.

والحقيقة أن لدى أفغانستان احتياطيات هائلة من الوارد ال معدنية غير المستغلة. وقد كشف النقاب عن ذلك في العام 2011 موقع المستثمر الإلكتروني «ماني مورنينغ» (عمنصءه384 بإعده84) (يعرض فقط الأخبار التي يمكن الاستفادة منها)؛ فقد جاء في تقرير لهذا الموقع: «فكر في أسترالياء وكنداء وأمريكا اللاتينية. فهي باهتة بالمقارنة مع منجم الذهب الذي تجلس عليه أفغانستان»67. بل إن الجمعية الجيولوجية الأمريكية أكدت التوقعات بشأن هذه الثروة عن طريق رسم خريطة للموارد المعدنية في البلاد في العام 2010, وقالت إن الدولة لديها ما قيمته تريليونات الدولارات من الموارد الطبيعية. ومنذ ذلك الحينء والاندفاع للمطالبة بحصة في هذه اموارد لايزال مستمراء ويجري على قدم وساق. ومن ثم, فإن الشركات الأجنبية التي لا تعد ولا تحصىء والتي كافحت حتى الآن لتأمين مناطق غنية بالمعادن أبدت ترحيبها بالقوانين الجديدة: التي وافق عليها مجلس الوزراء الأفغاني في العام 2013, حتى يمكن مساعدتها في القيام بذلك.

67

راسمالية الكوارث

وقد انضمت دول أخرى إلى نوبة التغذية المحمومة هذه؛ فالصين كانت ضحت استثمارات ضخمة في مناجم أفغانية». في حين أن إيران أنفقت أيضا أموالا طائلة في البلاد في سعيها إلى بسط نفوذها من خلال مشروعات المساعدة9. وأعلنت بريطانيا تمويلا بقيمة عشرة ملايين جنيه إسترليني لدعم وزارة المناجم الأفغانية عندما استضاف رئيس الوزراء. ديفيد كاميرون 03226702 210837104 مستثمري ومقاولي التعدين في بريطانيا في مارس 2013. كثير من الأفراد رنوا بأبصارهم نحو المستقبل أيضا؛ ففي العام 2012 انضم زطاي خليل زاد. وهو سفير سابق للولايات المتحدة في أفغانستان, إلى مجلس إدارة «تيثيس بتروليوم» تطتاعلمماء2 وتزطاء21 وهي شركة مكرسة لاستغلال النفط والغاز في آسيا الوسطى.

وكان قليل من السياسيين الغربيين يحثون على توخي أي قدر من الحذر في هذه البيئة» غير أن واحدة ممن فعلوا ذلك كانت السيناتور لي ريانون «#مصصفنط] ععل وهي تنتمي إلى «حزب الخضر الأسترالي» قصعع01 سدتلهمادددةء: والتي قالت في العام 2012 إن الحكومة الأسترالية يجب ألا تحدد أولويات لأموال المعونة من أجل «انفتاح أفغانستان أمام مصالح التعدين الخارجية». وأضافت أن «أفغانستان لديها قدرة قليلة للتفاوض حول أفضل صفقة للمصالح المحلية»0©). وأعجبتني روح الشجاعة التي تتحلى بها خوجياني؛ ففي دولة مارست مثل هذه الكراهية الصارخة ضد النساءء لا بد من وجود شجاعة كافية للوقوف علنا والمطالبة بأشياء أفضل لجميع ال مواطنينء يمن فيهم النساء.

في ذلك المساءء التقيت مريم كوفيء وهي عضو آخر من النساء في البرمان الأفغانيء وهي من إقليم تخار. مكتبها في بيتها مزود بكاميرات مراقبة أمنية» ويقف أمام البيت حراس مسلحون. في أثناء المقابلة, لم يتوقف رنين هواتفها المحمولة الثلاثة. وقالت إن الناخبين من الضاحية التي تقطن فيها يحتاجون دائما إلى النصيحة والمساعدة. وقد نجت من محاولة غير ناجحة لاغتيالها في كابول في العام 2014. وعززت كوفي ما علمته من خوجياني؛ فهيء مثل زميلتها في البرلمان» لا تجرؤ على توجيه سهام النقد الصريح إلى الشركات العسكرية الخاصة. مستندة في ذلك إلى العامل الإيجابي المتمثل في أنها توفر وظائف للرجال الأفغان» وهو ما يساعدهم على أن يعولوا أسرهم ماليا. كما اعترفت بترددها في أن تقول جهارا أمورا تتعلق بهذه

6

باكستان وأفغانستان...

الشركات. لاسيما تلك التي تربطها علاقة بالأسر ذات النفوذ القويء لأنها لو فعلت ذلك: لكانت واجهت تهديدات أكثر من المعتاد. وقالت لي كوفي: «أواجه تهديدات حادة كامرأة نائبة في البرلمان» ولكنني أحاول أن أفعل الخير في إقليمي لإعادة تأهيل مقاتلي طالبان السابقين [بمساعدتهم في إيجاد] طرق سلمية لكسب أقواتهم والابتعاد عن استخدام السلاح».

وبعد أن فرغنا من المقابلة, أظهرت لي عدد اليوم من الصحيفة ال محلية. رأيت صورتها التي نشرت مع مقالة تتحدث عنهاء والتي جاء فيها أنها واحدة من أكثر النساء تأثيرا في البلاد. ما يجعل التهديدات ضدها أكثر بروزا ووضوحا.

وف كابول يمكن مشاهدة بالون هيدروجين كبير وهو قابع على نحو ينم عن الإهمال داخل مجمع مبانء والذي كانت الولايات المتحدة أهدت الحكومة الأفغانية إياه لرصد أنشطة المتمردين. وكان هذا البالون يُشاهد في الغالب وهو يحلق في السماء فوق المدينةء حيث ذكرت تقارير إعلامية أنه كان نافعا في القبض على مقاتلين إثر هجوم شنوهء فهو عين في السماء. ولكن بالنسبة إلى الاستعانة بمصادر خارجية في البلاد. م تكن هنالك حدودء فحتى جمع المعلومات المخابراتية قد حرت خصخصته.

«إنهم إما يختلقون وإما يبالغون عن التهديدات؛ لأنهم أنفسهم ليست لديهم معلومات سرية موثوقة, ويخبرون العملاء في كل مكان أن المسألة خطيرة, وأنه يجب عليهم البقاء آمنين في مجمع مبان». هذا ما قاله رئيس شركة خاصة للمعلومات المخابراتية في كابول. والذي فسر كيف خدم معظم منافسيه عملاء أجانب عن طريق الكذبي66.

محدثي كلايف01106 , وهو ليس اسمه الحقيقيء. لأنه طلب عدم الإفصاح عن هويته. كان سويديا في منتصف الثلاثينيات من عمره. وكان شعر رأسه قصيرا ومقصوصا بعناية شديدة. وكنا نتحدث في أحد مقاهي كابول. وصفت شركته نفسها بأنها «شركة استشارية لإدارة المعلومات»»: وكانت تقدم «حقائق مستمدة من التجربة الملموسة» لي تتمكن الشركات «من العمل بفعالية» في أفغانستان. وكانت هذه الشركة مجرد واحدة من ذلك العدد الكبير من الشركات التي نشأت في البلاد في العقد الماضيء حيث تعرض ذلك النوع من خدمات المعلومات التي يفترض

69

رأسمالية الكوارن

أن الجيش نفسه لا يستطيع الوصول إليهاء ومن ثم يتعين دفع المال إلى شركة ما مقابل تزويده بتلك المعلومات.

وكان كلايف متعمدا في استخدامه كلمة «معلومات». فقد قال إن شركته لم تجمع «معلومات مخابراتية». معللا ذلك بأن تلك الكلمة قد أسيء استخدامهاء وم ثفهم على نحو صحيح في غضون العقد الماضي. وقال إن عبارة المحلومات المخابراتية أصبحت تعني تلك التي تستخدم لأغراض عسكرية؛ وهو شيء لم تتعامل فيه شركته قطء على حد علمه. وفي الواقع, كان من بين عملائه الرئيسين السفاراثُ والشركات الأجنبية في كابول. والتي كانت في حاجة إلى معلومات محدّثة أولا فأولاء وموثوقة تتعلق بالأقاليم المختلفة للبلاد. وكذلك التقلبات التي تشهدها في أي وقت محدد. وأخبرني كلايف أن «هؤلاء العملاء يتفادون المخاطرة بطبيعة الحال»». مشيرا إلى «أنهم لم يتجاهلوا قط نصيحتناء وزاروا إحدى المناطق لأنهم كانوا في حاجة إلى الحصول على تصريح من رؤسائهم في الوطن الأم» وذلك على الرغم من أنني سُئلت ذات مرة أن أعيد كتابة بضعة أسطر في [شكل نصيحة] لأحد العملاء... [الذي] قال ببساطة إنه كان مضطرا إلى زيارة المنطقة. وإن رؤساءه اعتمدوا على نصيحتي».

ووظفت الشركة حفنة من الوافدين لتحليل المعلومات الخام التي أرسلت عن طريق عشرين جهة اتصال من مواطنين أفغان في أنحاء البلاد. وسألت عما إذا كانت هناك مخاطرة من أن يكون هؤلاء الأفغان يرسلون معلومات زائفة بوصفها نوعا من الانتقام من أعداء محليين. خصوصا أن هذا قد حدث للأمريكيين الذين كانوا يتلقون معلومات مخابراتية كاذبة بنحو منتظم والتي تؤدي بعدئذ إلى شن غارات ليلية أو عمليات قصف لدنيين أبرياءء وذلك كله لأن أحد شيوخ القبائل أو شخص متضرر آخر أراد استخدام الجيش الأمريي كأداة لتصفية حسابات معينة. وقال كلايف: «هذا أمر ممكن. ولكنني لا أعتقد [أنه يحدث] كثيرا». ومع ذلك. اعترف كلايف بأن الأغلبية العظمى من ال معلومات التي تلقتها شركته م يُتحقق منها بنحو مستقل. وقلت إن عملا كهذا بدا مملاء ولكن كلايف قال إنه لمم يتضمن ببساطة قراءة مطبوعات محلية وإرسال تقارير إلى عملاء تواقين إلى ال معلومات, ويوجدون في أماكن بعيدة. وبدلا من ذلك على حد قوله. تضمن هذا العمل اكتشاف حقائق الأمور في أقاليم مختلفة, وبنحو يومي إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك.

ناكيسيتان وافشانستالن..

وقال كلايف إن مثل هذا العمل تضطلع بهء على نحو متزايدء شركات خاصة بدلا من وكالات حكومية, لأن «حروب اليوم لا تندلع بين جانبين متساويين. فالجيوش م تعد تتقاتل كما اعتادت أن تفعل». وقال إنه لطاما أصيب بالصدمة من جراء القدر الكبير من الجهل لدى القوات الأمريكية والغربية الأخرى عندما كان الأمر يتعلق بمحاولة فهم الثقافات المحلية. وهو الشيء الذي أرجعه إلى الوقت المفرط الذي أمضاه أفراد الجيش في «فقاعة معززة من قبل العسكر, حيث كانوا يتحدثون بالكاد إلى سكان محليين. والتمرد عملية معقدة ولا تسمح بتفسيرات مبسطة للخير ضد الشر».

هذا الجهل بالأمور بدا واضحا في كيفية عدم استطاعة القوات الغربية. على ما يبدوء أن تفهم ماذا تصاعدت حدة المقاومة لاحتلال أفغانستان. وكيف أن هذه القوات عززت من جهلها هذا من خلال دفع ملايين الدولارات إلى شركات مجرد إخبارهم سبب كراهية الأفغان لهم. وتضمنت استراتيجية مكافحة التمرد لدى واشنطن محاولة فهم الأنماط الحياتية للأفغان. لذلك صدرت تعليمات الجنرال ديفيد بيتريوس و5ناعة]ع2 102910 إلى جنوده في العام بشأن «قضاء بعض الوقت» مع السكان المحليين» من أجل «الاستماع, والتشاور, وتناول الكثير من الشاي معهم». فضلا على تطوير أساليب تعامل من قبيل «نظام التضاريس البشرية» (10ع]5ز5 16+12312: 111232) الذي استخدم علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) وعلم الاجتماع لمحاولة فهم السكان المحليين بطريقة أفضل67. وكتب مدير مركز مكافحة التمرد في كابول رسالة بريد إلكترونية في أواخر العام ١‏ والتي قال فيها إنه يأمل تعليم طلابه شيئا عن «البنية القبلية/القروية». وأيضا تعليم «ما يجب فعله لتأسيس علاقات تقوم على الاحترام المتبادل». غير أن هذه كانت خطة عقيمة لأنها افترضت أن الولايات المتحدة ممكنها قصف الناس والتودد إليهم في الوقت نفسه. وكان هذا هو السبب في أن شخصا واسع الانتشار هو ديفيد كيلكولن ضع11ده101 103510 وهو خبير أسترالي في مكافحة التمرد والذي عمل مع بيتريوس على هذه الاستراتيجيات. يجب ألا يؤخذ على محمل الجد بعد أن كان الوجه العام لاستراتيجية فاشلة جَرّبت في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى.

/1

رأسمالية الكوارث

وتمكنت من الوصول إلى بعض ال معلومات المخابراتية التي جمعتها لهذه الغاية شركة الاستشارات الأمريكية «إيكوم» 48001234: والتي وظفها حلف الناتو في العام 2011 للتجسس على المساجد والجامعات والمجتمع العام في كل مكان في أفغانستان7©. وكانت تقارير هذه الشركة تقدم بشكل صحيفة بيانات جدولية تتضمن أعمدة تحت عناوين مثل «قيمة الشعور العام». «المقاطعة». «الإقليم» والتي اشتملت غالبا على حوارات غير مثيرة للاهتمام بين أشخاص كانوا يشكون من طالبان أو القوات الأجنبية, أو الفساد في الحكومة الأفغانية. ولنأخذ مثالا على ذلك البيان التالي المسجل في 12 مارس 2012:

«سمع 450-504 حوارا دار بين رجلين من جمهورية أوزبكستان يتراوح عمراهما بين 40 و45 عاما في سوق يقع في مدينة شبرغان: قال أحد الرجلين: في اليوم السابق كنت أستقل حافلة عندما صار الطقس عاصفا وهبت الريح بشدة. وبدت الأجواء كأن السماء تمطر غبارا. وقال الناس إن من الممكن أن يكون هذا علامة [على] غضب إلهي. وهذا يحدث لنا لأن الأمريكيين قد حرقوا القرآنء بيد أننا نجلس خاملين في هدوء. يجب علينا أن ننتفض ضد الأمريكيين لما قد فعلوه. إننا نعاقب لأننا لا نفعل شيئا. ورد الرجل الآخر قائلا: لا أعرف. ولكن هذا الأمر قد يكون ممكنا».

وفي 16 مارس 2012, جاء ما ياي:

41810-0 850 سمع رجلا في الخمسين من عمره. وهو من الهزارة0*, ورجلا آخر عمره خمسة وستون من الطاجيك. وقد دار بينهما الحديث التالي في إقليم قندهار:

قال الرجل الخمسيني: «تستمر قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في ارتكاب أخطاء. إنني أعدك بأن الشعب الأفغاني لن يعود يقبل الأعذار. فبين كل أسبوعينء يقتل هؤلاء أشخاصا أبرياء ويهينون ديننا. إنني أريد من المجتمع الأفغاني كله أن يصبح متحدا...».

وقال الرجل الستيني: «أعتقد أن الأمريكيين صاروا مثل السوفييت. فقد قتل

ني #لينت

الأمريكيون الآلاف من الأشخاص الأبرياء في العراقء وهم يفعلون الشيء نفسه الآن

(*) طائفة أقلية يعيش معظمها في وسط أفغانستان. [المترجم].

72

باكنستان وأفغانستان... في أفغانستان. إنهم يقتلون أناسا أبرياء حتى يبمكنهم الثأر لأفرادهم من العسكريين الذين قتلوا في أفغانستان».

وا مشكلة هنا تكمن في أن هذه البيانات يمكن أن تكون كافية لتشجيع عناصر داخل الجيش الأمريي على أسر واستجواب الأشخاص المعنيين بهاء بسبب إبداء تعاطف ملحوظ مع حركات التمرد”. كما كان من الصعب إيجاد صلة حاسمة بين مثل هذه المعلومات المخابراتية والتصرفات الفعلية لقوات حلف الناتو. غير أنني حين قابلت كارول 08701.: وهي كبيرة المحللين في واحدة من أكثر المؤسسات البحثية احتراما في أفغانستان: هي «شبكة محللي أفغانستان» (2ةؤة1سمقطولة 1667016 5ؤوتولددرة). أخبرتني أنه كانت توجد أدلة كافية ووافرة على أن القوات الغربية شنت غارات ليلية بنحو منتظم لمجرد الشك في أقل شيء.

وقالت كارول إن من النادر الآن بالنسبة إلى حكومة أجنبية ألا تستخدم خدمات جمع ال معلومات المخصخصة. وشرحت ذلك بقولها إنه قبل العام 2006, كان يحصل أساسا على المعلومات المخابراتية لتحقيق أهداف تتعلق بمكافحة الإرهاب. بيد أن واشنطن سرعان ما أدركت أن ثمة حاجة أوسع إلى المعرفة. وذلك من قبيل فهم النظام القبليء أو حتى معرفة من كان يتزوج من في مناطق استراتيجية محددة. وقالت كارول إن الحرب على الإرهاب قد أسفرت عن مزج ما أسمته «بناء السلام» مع تكتيكات عسكرية. وأردفت: «إن عسكرة التنمية هي التي تفسح المجال أمام ا معلومات المخابراتية المخصخصة طلء الفراغ. لأن المانحين الغربيين مستميتون لفهم البلاد». وكانت هذه استراتيجية قصيرة الأجل تجاهلت وقائع معينة. مثل حقيقة أن عديدا من الأفغان كانت تربطهم اتصالات مستمرة مع طالبان. ومن وجهة نظر الناتوى كانت هذه أسبابا تدعو إلى الشكء» غير أن طالبان ستصبح حتما جزءا من أي تسوية سلام في المستقبل.

أخبرتني كارول كيف أنها التقت أخيرا أفغانيا كانت القوات الخاصة الأمريكية قد ألقت القبض عليه في غارة ليلية: «لم يكن يعرف قط سبب القبض عليه وتحدث عن عمليات استجواب أمريكية تنم عن الجهلء مشيرا إلى أنه لم تكن لديهم فكرة حقيقية عن ال منطقة أو ثقافتها». كما يبدوء فإن الأمريكيين كانوا يتتبعون الهاتف المحمول لدى هذا الرجلء ومن ثم قرروا أن «أشخاصا مشبوهين [كانوا] يتكلمون

73

رأسمالية الكوارث

يعضهم مع بعض». وقالت كارول إن ال معلومات المخابراتية المخصخصة ببساطة «تضيف مستوى آخر من الالتباس».

كنت قد سمعت من قبل عن كيف كان الأثر العميق لهذا الالتباس حين التقيت مترجما أفغانيا كان قد عاد في الآونة الأخيرة من العمل مع أمريكيين في قندهار في أثناء الغارات الليلية. فقد كره هذا المترجم عمله وقال إن الولايات المتحدة نادرا ما تعرف ما كانت تفعل. وقال: «إنهم يفهمون لغة القوة فقط». كما ذكر أن المعلومات الاستخباراتية التي اعتمدوا عليها كانت غير صحيحة في الأغلبء وأنه خلال الغارات سعى جاهدا إلى فهم الفوضى التي يطلق الجنود الأمريكيون العنان لها عندما يقتحمون بيوت الأفغان في وقت يكون فيه الرجال والنساء والأطفال نائمين.

وانتقدت كارول بشدة وجود القوات الخاصة الأمريكية: واصفة إياها بأنهم مجرد «صيادي طالبان». وحاججت بقولها: «كونك عضوا في طالبان أو على صلة بأعضاء طالبان هو أمر ليس بالضرورة ضد المستقبل الإيجابي للبلاد. ولكن يبدو أن الولايات المتحدة تنظر إلى الجميع في طالبان باعتبارهم عدوا». وهذا الأمر مم يبشر بالخير بالنسبة إلى السلام المستقبلي في أفغانستان. إذ كشفت وثائق نشرها إدوارد سنودين» مفشي الأسرار السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية, أن قوات الناتو لم تقتل قادة طالبان فقطء بل قتلت أيضا عدد! لا حصر له من الأفغان من المستويين الأدنى والمتوسطء وكذلك تجار المخدرات. وكانت نمة حاجة إلى قليل من الأدلة لقتل هؤلاء الأفراد. هذا النمط من التفكير فسره مايكل تي. فلين صمر]8 :1' اعهدكء3/1, رئيس شعبة المعلومات الاستخباراتية التابعة لقوات (إيساف) في أفغانستان, بقوله: «العضو الصالح الوحيد في طالبان هو شخص ميت»7.

ثمة نتيجة أخرى لخصخصة ال معلومات الاستخبارية كانت تتمثل في أن أصحاب مشاريع الأمن المحليين قد أصبحوا النخبة الأفغانية الجديدة. الصعود الحتمي للمحليين وبروزهم لاستغلال سذاجة المحتلين للبلاد. فقد نمت طبقة صغيرة من أصحاب الأعمال الأفغان والذين غالبا ما تفاخروا بإنفاق ثرواتهم في شراء السيارات والمنازل» وتكوين ثروة من خلال العقود الأمريكية والرعاية» والنفوذء والفساد!!”. وقالت كارول إن هذه الممارسات جِسّدت الاستغلال بهدف التربح والذي لاحظته منذ اللحظة الأولى لوصولها إلى البلاد. وتقول كارول: «إذا كان لديك عقد مع

074

باكستان وأفغانستان... الولايات المتحدة باعتبارك أحد السكان المحليين. فإنك تخلق اختلالا في التوازن بين من يملكون ومن لا يملكون». والشيء نفسه كان ينسحب على ذلك التفاوت الاقتصادي الذي قد شهدته في بابوا غينيا الجديدة وهايتي.

رأسمالية الكوارث هذه قد ازدهرت أيضا في باكستان, جارة أفغانستان.ء حيث سافرت إلى العاصمة إسلام أبادء وأيضا إلى مدينتي بيشاور وكراتشي. فهنا أيضاء كانت الأعمال المتعلقة بالأمن الخاص وال معلومات الاستخباراتية قد توسعت بنحو كبير منذ هجمات 11 سبتمبرء لاسيما أن الصراع الداخلي العنيف كان يغذي الوحش الكامن في الشركات العسكرية الخاصة. وقد ساعد على ذلك التقاطع ال مألوف حاليا بين الحكومة, وا مؤسسات العسكرية. والمتربحين. فقد أطلعني صحافي بارز في كراتشي على قائمة تضم اثنين وستين من كبار الشخصيات السابقين في الجيش الباكستاني ممن يعملون الآن لدى الشركات العسكرية الخاصةء ولكنهم حافظوا على صلات وثيقة مع زملائهم القدامى.

والحقيقة أن الحكومة المدنية لم تبسط سيطرتها على باكستانء وبدلا من ذلك. كانت منظمة الأمن الوطني للبلاد. والتي تسمى «وكالة استخبارات الخدمات البينية» (ععمعم1[اءغ)م1 وعع51ع1265-5): هي التي لديها السلطة ومارستها بلا رحمة: بما في ذلك مساندة القتال والإرهاب: بينما تدعي أنها حليف للولايات المتحدة. وأخذني صحافي باكستاني بارز تربطه صلات وثيقة بجيش البلاد إلى ضاحية سهراب جوثء والتي تقع على أطراف مدينة كراتشي. وهناك. رأيت مباني سكنية خرسانية متهدمة وتقع بعيدا جدا عن الطريق وسط دوامات من الغبار. حيث عاش عديد من الأعضاء ال مهمين في طالبان والقاعدة منذ 11 سبتمير, في ظل حماية الدولة والدعم من متعاطفين محليين.

م أذهب قط إلى بلد حيث كانت الدولة نفسهاء في كثير من الأحيانء غائبة, وعاجزة. أو مجرمة. كما لم أقصد في أي وقت دولة. حيث نظريات ال مؤامرة متفشية جدا. إذ كانت الصحف اليومية ممتلئة باتهامات فظيعة. ففي أثناء زيارق» ذكر كاتب عمود صحافي في صحيفة «نيشن» (778]150) أنه كان يوجد 15 ألفا من جنود المارينز [الأمريكيين] في العاصمة». على رغم كونها حقيقة لم يأخذها أحد ممن تحدثت إليهم على محمل الجد2). ولكنء في بعض الأحيان» يكون هناك بعض

75

رأسمالية الكوارث

أساس من الصحة للشكوك المبهمة. وفي العام 2011, قتل جندي أمريي سابق يدعى رمموند ديفيس 10515 7020حروة2 رجلين باكستانيين في مدينة لاهور بينما كانا يعملان لدى شركة عسكرية خاصة:. والتي تساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) في تعقب مقاتلين. وعلى الرغم من دعوات طالبت مُثول القاتل أمام العدالة في باكستان» نقل جوا بالطائرة إلى أمريكا ليحظى بالحماية هناك72. وقد استطاعت الشركات العسكرية الخاصة أن تنمو في باكستان لأنها كانت خاضعة بالكاد للنظم والقوانين. إذ نشرت صحيفة «إكسبرس تريبيون» (عصتاطء1' ووعم:ا) عنوانا رئيسا مدويا يقول «الشركات الأمنية الخاصة تعمل بموجب قانون الغابة» حيث زعمت الصحيفة أن ما لا يقل عن 500 من هذه الشركات كانت تعمل في باكستان72. كما أفادت تقديرات بأنه كان يوجد ما يصل إلى 300 ألف من الأفراد العاملين في مجال الأمن الخاص هناك77. لكن كان لدى الشركات الأمنية أنفسها وجهة نظر مختلفة جدا بخصوص وجودها في ال منطقة.

في إسلام آباد. قابلت أحد كبار مديري شركة «جي فور إس» 645 الأمنية متعددة الجنسيات (في أواخر العام 2012, اشترت شركة «الأمن وخدمات الإدارة» وع 5611 امعصيعع 2م312 لصه زاترناءع5 الباكستانية جميع أسهم هذه الشركة, على رغم أن نفوذ مالكيها السابقين ظل موجودا). محمد عالمجير خان والذي قد عمل يوما ما في سلاح الطيران الباكستاني. أخبرني أن الشركة كانت تحرس مكاتب البنك الوطني الباكستاني (صهوفك1ة2 علصد8 1هه5]2805): ووكالات الأمم المتحدة, ومكاتب شركة موتورولا (2)840:02018 ودبي بي ياكستآن» (صذاوتكله 82)), وشيفرون (05268+02)).: وكالتكس («02116): والسفارة الأمريكية. ثم شرح أهمية الشركات العسكرية الخاصة في باكستان قائلا: «ما لم تأت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى باكستان. فسوف ينهار الاقتصاد. لهذاء يساعد الأمن الخاص في حماية هذه الاستثمارات». وفي وقت لاحق في كراتشيء في مكتب رئيس آخر لشركة «جي فور إس» 745): حيثٌ وجدت نفسي محاطا بصور له وهو يقف إلى جانب شخصيات شهيرة مثل الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرفء قيل لي إن عمل الشركة كان «ينتمي بنحو طبيعي» في باكستان الحديثة. «حيث توفر الحماية للمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة».

016

باكستان وأفغانستان... زرت أيضا بيشاورء وهي مدينة متوترة ومغيرة تقع بالقرب من الحدود الأفغانية والتي شهدت تفجيرات وأعمال عنف أخرى لا حصر لها في السنوات الأخيرة. وفي أواخر الثمانينيات, كان هذا المكان يعج بالمقاولين الأجانب الذين كانوا يشاركون في الحرب ضد السوفييت في أفغانستان, كان «النادي الأمريكي» (طننان) هدء ممة) هو الملتقى ا لمفضل للصحافيينء والجواسيس. وامرتزقة - ولكن يوجد هنا اليوم عدد قليل من غير الأفغان797. وكان جميع النساء يرتدين البرقع, في حين كان جميع الرجال لديهم لحى طويلة وكثيفة الشعر. وبالنسبة إليء كنت أرتدي سروالا وقميصاء فكنت أبدو وكأنني أحد رجال البشتون التقليديين» واندمجت مع السكان ال محليين. كنت قد نصحت بألا أمضي كثيرا من الوقت في السير في شوارع المدينة بسبب مخاطر التعرض للاختطاف أو الاعتداء علي لكن الجلوس داخل سيارة عالقة في اختناق مروريء حيث كان من المحتمل وقوع هجوم انتحاريء لم يساعد بالضبط في أن يهدئ من روعي.

وفي بيشاور, التقيت شخصا يُدعى محمدء وهو من كبار المديرين في الحكومة الإقليمية. والذي أخبرني عن العلاقات بين الجيش الأمريكيء والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 1754172 والشركات الخاصة77. وقال إن الشركات قد أعدت خرائط بيانية للمجتمعات ال محلية التي تقع في المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الفدراليةء وأن هذه المعلومات كان يستخدمها الجيش الأمريكي في وضع خطط عمل ضد مقاتلين مشتبه فيهم. وفسر محمد ذلك بقوله: «توجه أسئلة شخصية إلى قرويين بشأن أطفالهم: وتتضمن أرقام بطاقات الهوية» والأسرء وعدد الأشخاص الذين ينامون في المنزل. وتوظف شركات باكستانيين محليين لإجراء هذه المقابلات, لأن هؤلاء يتحدثون اللغة الأم بطلاقة, ولكن لا يُخبر السكان المحليون بالجهة التي قد تذهب إليها المعلومات أو بالغرض المحتمل من وراء استخدامها». وأعطى محمد مثالا على ذلك بشركة خدمات استشارية تسمى «شركاء الخليج» (5012165ق4 21014). والتي قد أجرت دراسة مسحية للمواطنين في بيشاور حول «إمداد وتصريف الياه». فقد سئلت كل أسرة عن عدد أفرادها و«قيل لهم إنهم في حاجة إلى تقديم هذه التفاصيل للحصول على اطياه».

ولسوء الحظء تبين أن الهدف من وراء التركيز على رسم خرائط المجتمعات هذه كان الهيمنة العسكريةء والتي كانت لها أولويةء في حين جاء المدنيون باعتبارهم

77

رأسمالية الكوارث

فكرة ثانوية. ومن المؤكد أن السكان الذين تحدثت إليهم كانوا يعتقدون أن وضع هذه الخرائط لمم يكن القصد منه مساعدتهمء بل كان للضغط على الجيش الباكستاني لشن حملة لقمع مقاتلين ممن أجروا عمليات ضد مصالح غربية هناك وف أفغانستان.

كما زرت مجمع مباني «مكتب خيير للأنباء» (تتهععن8 وبمعلة موطترط]) مترامي الأطراف. وهو شركة إعلام محلية, وقد أكد صحافيون فيها شكوي بأن العمل العسكري وكذلك العمل الإنساني قد انصهرا في الأغلب معا في عام ما بعد 1 سبتمبر. وأخبرني الصحافيون أن المنظمات غير الحكومية الأجنبية» وعلى الأخص المنظمات الأمريكية, غالبا ما كانت تعمل كواجهات لأنشطة التجسس الآخذة في الازدياد لدى واشنطن. وكان قد زعم أن مكتب مجمع الباني هذا قد استخدمته شركة «بلاك ووتر» ذات مرة بوصفه قاعدة للمرتزقة العاملين لديها. وقد جمعت هذه الشركة معلومات سرية كانت تغذي مباشرة برنامج الطائرات من دون طيار للجيش الأمريي. وقد عملت الشركة لمصلحة وكالة «سي آي أيه». و«جيه أس أو سي» 1500 (قوة مكافحة الإرهاب البارزة في أمريكا)» والدولة الباكستانية!72,

وجميع الأشخاص الذين تحدثت إليهم قالوا إنهم يشعرون كأن بلادهم محتلة من قبل قوى خارجية.

وكان أحد الأهداف من وراء زيارق لأفغانستان هو فهم نمط التفكير لدى مقاولي الأمن الخاص الذين عملوا هناك ملعرفة السبب الذي يجعل شخصا ما ينضم إلى شركة كانتء وبا معنى الحرفي للكلمة: تقع على خط إطلاق النار.

وبعد وقت قصير من وصولي إلى كابولء ذهبت إلى إحدى البؤر القليلة شبه القانونية لشرب الخمر في المدينة. وهي حانة جانداماك عءةتصهلسصهة0 (أغلقت في العام 2014). وكانت حانة بلا تهوية وجدرانها مغطاة بصور الإمبراطورية البريطانيةء مثل سفن تبحر بعيدا في أعالي البحار لتحرير سكان محليين. كان المكان يعج بالأمريكيين والآسيويين والروس والجنوب أفريقيين والذين كانوا يشربون الخمر على أنغام أغنية «النهاية» (4مظ عط1) لفرقة «ذا دورز» (25مه12 عط1). وأغنية «المدينة غير التقليدية الباردة» للمطرب تون لوك. وكان دخان السجائر يتطاير في الهواء.

18

باكستان وأفغانستان... تحدثت إلى ثلاثة رجال من جنوب أفريقيا كانوا في الخمسينيات من العمر وجميعهم قد أتوا إلى أفغانستان منذ نحو سبع سنوات حيث يساعدون القوات الأمريكية بتقديم خدمات لوجيستية وأمنية. كان أحدهم يرتدي سترة «بومبر» نقشت على ظهرها عبارة: «عملية الحرية العراقية». إلى جانب عدد لا يحصى من أعلام دول العام مرتبة في شكل دائرة. وقال أكثر هؤلاء الثلاثة ثرثرة» ويدعى بيتر: «إنني هنا من أجل النقود فقطء وهي وفيرة». وأضاف أن الوضع الأمني في البلاد قد ساء منذ وصولهء عندما كانت الأمور أصلا جامحة وخارج نطاق السيطرة77. ووافقه في الرأي الرجلان الآخران. وم تكن ثمة رغبة لدى هذه المجموعة في العودة إلى جنوب أفريقيا. وقال بيتر إنه يتصور أنه قبل مغادرة معظم القوات الغربية لأفغانستان.ء سوف يرحل بنفسه؛ حيث «يذهب إلى مكان آخر مثل هذا المكانء ربما السودان». إنهم سيتبعون النقود أينما كانت. وفي ليلة أخرىء ساقتني قدماي إلى حانة أفغانية بائسة ورديئة السمعة. فعند مدخل هذه الحانة. طلب رجل أمن إلى جميع الزبائن إزالة ما يحملونه من سكاكين وأسلحة نارية ووضعها في خزائن صغيرة. وفي الداخل وجدت نفسي محاطا برجال مفتولي العضلات يرتدون قمصانا فوقية قصيرة الأكمام وضيقة (تي شيرتات)» في الأغلب كانت أذرعهم العارية مغطاة بأوشامء في حين بدا العدد القليل من النساء بين الحشد الموجود يستمتعن بجذب انتباههم إليهن. وفيما بعد أخبرني بعض الرجال بأنهم يتعاطون منشطات الستيرويد. وهنا تذكرت تعليقا لأحد المدافعين عن حقوق الإنسان في كابولء جاء فيه أنه إذا ما ذهبت إلى حفلة في المدينة» «فإن ربع الرجال هناك ليس لديهم رقاب». والتقيت أيضا جوش 05[. وهو رجل ضخم ولطيف وموشوم, في أواخر العشرينيات من عمرهء وهو من مدينة تاونزفيل في أستراليا. وقد خدم جوش من قبل في الجيش الأسترالي في العراق» ولكنه كان في أفغانستان حاليا منذ ستة أشهر. «أنا هنا من أجل المال». قال جوش ذلك بطريقة واقعية. مؤكدا اتجاها بات مألوفا الآن. إن المقاولين الأستراليين مارسوا دورا مهما في طفرة الخصخصة في أفغانستان, كما فعلوا في العراقء ولكن التجربة م تكن دانما سعيدة. ذلك أن اثني عشر مقاولا

79

رأنسمالية الكوارث على الأقل قد لقوا حتفهم هناك في غضون العقد الماضيء على رغم أن أسماءهم نادرا ما كانت تسجل*!*. وئمة جندي أسترالي سابق يدعى روبرت لانجدون26ء100 6 ولذي حاولت بلا جدوى زيارته في سجن بوليشاري سيئ السمعة, قد أدين بتهمة قتل زميل أفغاني في العام 2008 بينما كان يعمل لدى شركة «فور هورسمان إنترناشيونال» ([121622261022 <ندطء11025 «باه) العسكرية الخاصة., وقد حكم عليه بالسجن عشرين عاماء ومن ثم, نجا من عقوبة الإعدام62.

بعدما فرغت من الحديث إلى جوشء أجريت حوارا طويلا مع جريج 6:68: وهو جندي بريطاني سابق في الثلاثينيات من عمره. ويعمل الآن في إحدى الشركات العسكرية الخاصة. كان الحديث ودياء على الرغم من اختلافنا حول معظم الأشياء («أنت ليبرالي». هذا ما قاله لي). وشارك جريج في حرب العراق في العام 2003: وعلى رغم أنه لم يشكك في السبب المنطقي الذي كان وراء اندلاع الحرب في ذلك الوقتء فإنه يشير الآن إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ب «الوغد». بسبب الأكاذيب التي قالها عن امتلاك العراق أسلحة للدمار الشامل. واليوم يتولى جريج مهمات تنسيق الأمن في قواعد أمريكية حول أفغانستان.

كان جريج صادقا «إننا نبحث عن الحرب الجديدة». هذا ما قاله. مشيرا إلى ما كانت تفعله الشركات العسكرية الخاصة بينما هدأت حدة الصراعات في العراق وأفغانستان بالنسبة إلى الغرب. ولكنء أضاف: «لسنا قتلة أطفال», مفترضا على ما يبدو أنني كنت أعتقد أن هذه الشركات كانت تعج برجال متهورين بفعل فورة أدرينالين جماعية. وفسر ذلك بقوله إن شركات مثل (أكاديمي) قد وظفت فيما مضى جنودا سابقين «لم يعرفوا سوى القتل». وإن ذلك كان يفسر من أين جاءت سمعة الشركات العسكرية الخاصة بأنها تطلق النار أولا ثم تطرح الأسئلة لاحقا. أما اليوم, على حد قول جريج. فقد بات النظام أكثر تنظيما إلى حد بعيدء حيث صارت ممارسات التوظيف لدى الشركات العسكرية الخاصة أكثر صرامة. وادعى جريج أن «العناصر ال مارقة» صارت غائية الآن إلى حد بعيد.

وقال جريج: «إنني أفعل هذا من أجل المال فقط». مضيفا أنه يضع مخاوف الصحة العقلية المرتبطة بالعمل جانبا'. لديه في موطنه أيرلندا زوجة وثلاثة أطفالء وكان يمضي تسعة أسابيع في أفغانستان ثم يقضي ثلاثة أسابيع في وطنه.

50

باكستان وأفغانستان...

وقال: «زوجتي كانت تعلم بما كانت تقدم عليه حين تزوجنا. فأنا من أسرة عسكرية. وأَرسلتٌ إلى مدرسة داخلية في سن الحادية عشرة». وتصور جريج أداء هذا العمل مادامت لديه القدرة البدنية على ذلكء وأردف: «لن أتمكن قط من كسب هذا القدر من المال في أيرلندا».

مع حلول الليلء صارت الحانة صاخبة بنحو متزايد. وراح ذلك العدد القليل من النساءء. واللائي ارتدت بعضهن ملابس بلا أكمام - وهو أمر مستحيل خارج هذه الغرفة الممتلئة بالدخان - يرقصن مع رجال من مختلف الأعمار على إيقاع سريع لموسيقى رديئة. وبدأ رجال أقوياء البنية في دفع بعضهم بعضا ويتبادلون السباب والكلمات البذيئة - وهو التصرف الغريب النمطي نفسه للسكارى من الأشخاص الذين كانت لديهم فرصة قليلة لإقامة صداقات مع الآخرين28,

عام الخيال الجامح هذا بدأ ينهار وتتفكك خيوطه في العام 2014, مع إغلاق عديد من منشآت تقديم المشروبات الكحولية أبوابها بسبب مخاوف أمنية» ومغادرة الأجانبء وتخفيض ال معونات, وانفجار الفقاعة الاقتصادية. كانت الشركات الأفغانية تعتمد إلى حد كبير على الدعم الدوليء وأصبحت تكافح الآن من أجل البقاء. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «وول ستريت جورنال» (لهسهتناه[ غ56526 11811) في العام 4 قال خان أفضل هادوال ج82 لدعم مقطكا النائب الأول لمحافظ البنك المركزي ف البلاد «دا أفغانستان بنك» (علصه8 صماكتصهطوكة 001): «إنه اقتصاد زائف»659. وكان هذا أحد موروثات الولايات المتحدة هنا - طفرة قصيرة أدت إلى إثراء بضعة أشخاص في أفغانستان, ولكنها تركت الأغلبية العظمى من السكان فقراء وغاضبين.

والحقيقة أن باكستان وأفغانستان مم تكونا دولتين مستقلتين قبل 11 سبتمبر 1, ولكن منذ أن تعرضت نيويورك وواشنطن للهجمات في ذلك اليوم. أصبحت الدولتان أبعد بكثير عن التمتع بالسيادة. ومن ثم تحولتا إلى مجرد كيانين يعملان على دعم الشركات الأجنبية والحفاظ عليها.

وقد غادر الجزء الأكبر من القوات الغربية أفغانستان في العام 6292014. غير أن الوضع امالي للبلاد سيكون محفوفا بالمخاطر من دون الدعم الدولي المستمرء خصوصا أن الشركات العسكرية الخاصة وظفت ما يربو على مائة ألف شخص في

81

رأسمالية الكوارث العام 2011 وحده. والأغلبية من هؤلاء كانوا من الأفغان. وفي مؤتمر عقد في لندن في ديسمبر من العام 2014, والذي حضره الرئيس الأفغاني أشرف غانيء ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون» ووزير الخارجية الأمريكي جون كيريء تعهد هؤلاء بعدم التخلي عن أفغانستان في «عقد التحول». ولكن سرعان ما أفلست أفغانستان. ومن دون المساعدة الأجنبية». سوف تنهارء فهي كانت دولة زائفة.

وفي خطاب ألقاه في واشنطن في العام 2014, حدد جون سوبكو مكامه5 صطمل, المفتش العام الخاص المسؤول عن إعادة إعمار أفغانستان. الخطوط العريضة للتحديات في هذا البلد. فبعد تذكير جمهور الحاضرين بأن الاستثمارات الأمريكية في أفغانستان «كانت تفوق بكثير الأموال التي أنفقناها على أعمال التشييد لأي دولة في تاريخ أمتنا برمته» - أكثر من 104 مليارات دولار - أعلن أنه كان لايزال هناك نحو 16 مليار دولار «في خط الأنابيب» م تنفق بعد0©.

إن رحيل القوات الأجنبية من شأنه أن يترك فراغا ضخما والذي يجب أن يسده السياسيون الأفغان وسماسرة السلطة العازمون على الاعتماد أساسا على شعبهم بدلا من الاعتماد على ا مساعدات التي تأتي من الخارج. وفي العام 2010. تسلمت أفغانستان نحو 15.7 مليار دولار في شكل دعم للتنمية. وهو ما يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي للدولة. ولكن هذا الرقم سيتناقص حتما مع انسحاب القوات الغربية من البلاد"*». فقد حذر صندوق النقد الدولي من أن أفغانستان واجهت عجزا سنويا بقيمة 7.7 مليارات دولار حتى العام 2018. والمفارقة المأساوية هنا تكمن في أن المشروع الغربي الفاشل في البلاد كان يتمثل في أن دولا أجنبية قد أمضت سنوات وهي تدعم حكومة فاسدة, تاركة كابول وهي عاجزة عن البقاء على قيد الحياة إذا ما أغلق هذا الصنبور 69

أما عن حجم وجود القوات الأجنبية في أفغانستان. وعتادها الحريء فقد كان هائلا. إذ قدر حلف الناتو أن إزالة جميع معدات قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) بحلول نهاية العام 2014 سوف تتطلب مغادرة حاوية شحن للبلاد كل سبع دقائق”". غير أن اقتصاد الحرب لن ينتهي. بدلا من ذلك. وكما حاول الناتو ولكنه أخفق في العراقء سوف يستمر برنامج توجيه وتدريب القوات الأفغانية. صحيح أن صورة الاحتلال تغيرت وأعيد وسمه بوجه أكثر لطفاء بيد أن المعركة

82

باكستان وأفغانستان... البغيضة للكافحة التمردء والتي غالبا ما كانت تستهدف مدنيينء كانت مستمرة!!”. مع ذلك سوف تحمل القوات الأفغانية, بعدما اجتازت البرنامج التوجيهي الأمريكي, وعلى رغم ما ارتكبته من انتهاكات تساهل حيالها أو تجاهلها الأمريكيون: القدر الأكبر من المسؤولية وحدها. وبحلول العام 2015 قد أصبحت حركة طالبان» التي باتت أكثر تفتتا إلى حد كبير من حالة التجسد التي كانت عليها في التسعينيات» أقل أيديولوجية بكثير في عديد من المناطق أقل أيديولوجية بكثير. التفاوض مع قائد مركزي واحد م يعد ممكنا. ولا بد من صياغة مستقبل مختلف لأفغانستان - وهو مستقبل لا تقترن فيه المساعدات بالسيادة. وينبغي التخلي عن مشاريع الغنائم اماليةء واحترام إرادة الشعب الأفغاني بات ضروريا. كما أن بناء مؤسسات مدنية وسياسية, من دون أن تشارك في هذه العملية شركات أجنبية تستهدف الربح: يعد مسألة ضرورية. فبعد أكثر من ثلاثة عقود من الصراعء يستحق السكان أن يتحرروا من التدخل الأجنبي في شؤون بلادهم. ذلك أن الغرب م يكنء وكما قد ادعى» طوق النجاة المنقذ لأفغانستان أو القوة التي تحررها. فنحن خلقنا الفوضىء والشعب الأفغاني أحوج ما يكون الآن إلى الدعم والوقت والمساحة؛ حتى يتسنى له أن يتعاق من حالة الاضطراب الناتجة عن هذه الفوضى.

03

اليونان: «نحن مجرد أرقام

«اليونانيون أغبياء. إنهم يضعون أسلاكا شائكة على شمسهم» لاجئ جزائري مقيم في مركز احتجاز كورنث. 2013

كنت أسافر مع شامان 1312812): وهو لاجئ أفغاني ضرير. كان يوما حارا إلى حد مزعج عندما وصلنا إلى مدينة كورنث اليونانية بالقطار آتين من أثينا. وكان مركز الاحتجاز بالقرب من

«إن منطق التقغة أعطى تفويضا محطة القطارات», وبينما كنا بلتحذدب قٍِ امسية بشيطنة أقلية كانت عاجزة عن 0000 ع 8 لات الدفاع عن نفسها. وأكملت رأسمالية هادئة من يوم الأحد على طول الشوارع الخالية, الكوارث المهمةء حيث أفسدت كلا م يكن بوسعي سوى التفكير في كم كنا نبدو من المهمشين وهؤلاء الذين يسعون 2 ) 0" 1

إلى ظلمهم» غير عاديين - صحافي استرالي يمسك بذراع رجل

85

رأسمالية الكوارث

شاب وهو يرشده في أثناء السيرء وهو رجل ثرثار يرتدي نظارات شمسية من نوع الأفياتور 45120. وتعد كورنث مدينة صناعية بها عدد لا حصر له من الشركات التي تتنافس من أجل البقاء والخروج من أوقات اقتصادية قاتمة. مررنا بالقرب من محطة لتوليد الطاقة الكهربائية ومشينا المسافة القصيرة وصولا إلى المنشأة التي كان يُحتجز فيها اللاجئون.

كان بحوزة شامان قائمة بأسماء بعض المحتجزين. كنا نأمل زيارتهم وفهم محنتهم. وصلنا إلى خارج المبنى ونحن نحمل أكياس الشاي والسكر - كهدية (أو رشوة. وهو أمر يعتمد على وجهة نظرك) - كان شامان يعرف أنها من الأشياء المطلوبة لجعل الحراس اليونانيين أحلى وأهدأء وهم من في استطاعتهم السماح لنا بالدخول. وكان هناك عدد من البنغاليين» والتاميل؛ والباكستانيين يحومون حول المدخل الرئيسء وهم كان لديهم أيضا أكياس بها أطعمة ومشروبات لكل من الحراس والمحتجزين.

وقد ثبت أنه من المتعذر تأمين تصريح رسمي لزيارة مراكز الاعتقال اليونانية. فقبل بضعة أشهر من وصولي تقدمت بطلب للحصول على تصريح عبر قنوات رسمية فتلقيت رفضا قاطعا وإن كان مهذباء إذ كان من النادر - وإن حدث - الموافقة على منح تصاريح للصحافيين. فقد أردت الاستماع إلى قصص هؤلاء الذين زج بهم في السجن في وقت استمرت فيه موجة عنف عنصري ضد آتين جدد من اللاجئين.

دخلت ومعي شامان إلى المنشأة بعد بدء فترة الزيارة مباشرة, أي عند الساعة الرابعة مساء. وطلب منا الحراس تسليم بطاقات هوياتناء فما كان مني إلا أن قدمت رخصة القيادة الأسترالية في حين قدم شامان بطاقة هويته اليونانية. وتملك الفضول الحراس للعرفة السبب الذي دفع شخصا أستراليا للمجيء إلى هناك. شرحت له السبب قائلا إنني كنت أزور صديقي الأفغاني محمدي بينما قال أحد الحراسء بلغة إنجليزية ركيكة, إنه قد زار مدينة ملبورن الأسترالية ذات مرة.

وبغض النظر عن طلب نوع من بطاقات الهوية لمم يوجه رجال الشرطة أي أسئلة إليناء ولم يفتشوا حقائبنا أو يسألوا كيف عرفت «محمدي». وعلى الرغم من أن كل من التقيتهم من المنظمات غير الحكومية والصحافيين أخبروني أنه من الصعوبة الدخول إلى منشآت احتجاز المعتقلين (داخل المركز نفسه - الغرف حيث

56

اليونان... كان الرجال ينامونء» ويأكلون» ويستحمون - كانت من الأماكن المحظور دخولها) غير أنني فوجئت كيف كان الأمر بسيطا نسبيا فور وصولنا.

رأيت أسوارا عالية على مسافة بعيدة تعلوها أسلاك شائكة, كما رأيت مباني مطلية باللون الأبيض. وصلت شاحنة شرطة صغيرة وظهر بضعة حراس كانوا يرتدون ملابس زرقاء. وكل واحد منهم مزود بمسدس يضعه على جانبه. وسألنا هؤلاء باليونانية أين كان مكان المعتقلين الذين نريد زيارتهم - في أي جزء من المعسكر. قبل وصولنا كان شامان قد اتصل هاتفيا بأحد الرجال لسؤاله عن رقم مجمع المْباني. وتكدس جميع الزائرين في شاحنة صغيرة شديدة الحرارة انطلقت بنا مسافة مائتي متر عبر سلسلة من الأسوار الشاهقة التي كان كل واحد منها يُفتح لنا عند الدخول. ورأيت عددا من المحتجزين يتجمعون خلف أحد هذه الأسوار. وكان معظم هؤلاء الرجال يرتدون قمصانا فوقية بيضاء بأكمام قصيرة (تي شيرتات)» وسراويل بيضاءء مع أن بعضهم كانوا يرتدون أيضا قمصانا عادية ذات أكمام» وسراويل قصيرة.

توقفت الشاحنة الصغيرة» وارتدى الحراس قفازاتهم. ترجلنا من الشاحنة وسرنا مسافة قصيرة ثم توقفنا أمام سور عال تعلوه أسلاك شائكة. وأحاط بنا عدد من رجال الشرطة, وراحوا يراقبون كل حركة من حركاتناء ويسألوننا مرة أخرى عما كان بداخل الحقائب البلاستيكية التي كنا نحملها - والتي كانت تحوي الشاي والسكر فقطء كما طلبوا باستمرار من اللاجئين الابتعاد عن السور حتى لا نستطيع أن نمرر أي شيء إليهم. وكنت مُمسكا بيد شامان حتى يمكنه أن يعرف أين يقف.

وكان المحتجزون في حاجة ماسة إلى التحدث إلينا. وكانوا جميعا من الرجال الأفغان دون الثلاثين من العمرء ومعظمهم ينتمون إلى جماعة الهزارة العرقية, لكنني رأيت عددا قليلا من الرجال الأكبر سنا من أصحاب اللحى الرمادية يقفون وراء الآخرين. وكانت الشرطة قد اعتقلت كل هؤلاء في أثيناء بعد أن عاشوا أحرارا .وسط المجتمع اليوناني فترات زمنية مختلفة. أخبرني بعض هؤلاء أنهم كانوا داخل مراكز الاحتجاز ما يزيد على ثمانية عشر شهرا - وهو الحد الأقصى من الوقت المسموح به للاحتجازء حتى تغير القانون في العام 2014, والذي نص على أن في استطاعة الدولة اليونانية احتجاز اللاجئ إلى أجل غير مسمى. إن البعض كان قيد الاحتجاز أكثر من عامين.

567

رأسمالية الكوارن

وجادل المجلس اليوناني للاجثين 5ععع دقع 501 اأعصتاه0 عاءء:0 عط1 بأن هذه التعليمات الجديدة تشكل انتهاكا للقوانين اليونانية» والأوروبية, والدولية0. وفي مثل هذا المناخ السياسي السام تركت لهذه الجماعة مهمة إدارة العبء الضخم الملقى على عاتق النظام اليوناني. وأبدت المتحدثة باسم الجماعة: إيلينا سارانتو 401 1811113 غضبها حيال ال موقف الذي تتبناه بلادها تجاه اللاجئين. كما أن صندوق اللاجئين الأوروبي لصد8 ءعودقع2 صوءمه ىدا فضلا عن منظمات محلية ودولية» أيد جماعتها. ومع وجود نحو ستين من العاملين لديها وقليل من الثقة العامة في المنظمات غير الحكومية بعد تفجر بعض الفضائح رفيعة المستوى. باتت مكانة هذه الجماعة صغيرة وصارت مواردها المالية محدودة. ونتيجة لذلك وجد المجلس نفسه غارقا من جراء الطلب المتزايد عليه. فقد كان لديه اثنا عشر محاميا فقط وعدد ممائثل من الأخصائيين الاجتماعيين في بلد كان في حاجة إلى آلاف أكثر من العاملين - إذ اعتاد هؤلاء التعامل مع ما يربو على ثمانية آلاف لاحن سنويا. وقالت سارانتو: «إننا ندير برامج دعم قانوني لضحايا العنف العنصري من جانب الشرطة. وبلطجية اليمين المتطرف, وآخرينء على رغم أن نسبة 80 في المائة من هؤلاء الضحايا ليست بحوزتهم أوراق قانونية» ولذا يخشون إحالة هذه القضايا إلى ا محكمة».

هذا العدد الهائل من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى الشواطئ اليونانية قد أعطى اليونان فرصة لاستخدام كل من العقل والعاطفة. وشرحت سارانتو كيف بدأت الحكومة «خدمة لجوء» 5627166 دمداتزوة في العام 2013؛ وهي خطوة صغيرة وإيجابية باتجاه معالجة الانتهاكات التي تحدث من جراء الاحتجاز التعسفي. وأشادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 17211101 بهذه الخطوة. وقالت سارانتو إنه على الرغم من هذا مازالت الشرطة تنظر إلى طالبي اللجوء باعتبارهم «سريين». حيث مازال لدى الشرطة «إدارة للأجانب». وهذه الخدمة كانت مول في معظمها من الأمم المتحدة. وهي لاتزال في حاجة إلى مزيد من الدعم. أما وكالة إدارة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) مم8 - التي أدانتها منظمة «هيومان رايتس ووتش» في العام 2011 بسبب «تعرض المهاجرين لظروف معيشية غير إنسانية ومُهينة»2 - فقد قالت إن ثمانية من كل عشرة لاجئين يأتون إلى أوروبا يتخذون من اليونان بوابة عبور لهم.

68

اليونان... أما البنية التحتية اليونانية الخاصة بالسيطرة على طالبي اللجوء فقد تضمنت مركز استقبال أولا في منطقة إيفروس, والتي تقع على الحدود البرية مع تركياء وهو المركز الذي مولته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوروبي. وأقصى مدة لإقامة طالب اللجوء في هذا المركز كانت خمسة وعشرين يوما حيث تقيّم في ذلك الوقت طلبات اللجوء إذا ما أمكن. وقالت سارانتو: «إنه مكان لائقء على رغم أنه مازال يشبه السجنء كما لا يمكنك مغادرته. ونحن نعارض هذه المرافق لأن هناك القليل من الحقوق. ولدى الدولة قوانين تنص على توفير الوظائف لليونانيين أولا ثم يأتي طالبو اللجوء آخر القلئمة. ويجب أن يوفر هؤلاء الحماية للأشخاص الذين يحتاجون إليها - وبنحو خاص القاصرينء والأسر ذات العائل الوحيد. وأولئك الذين يعانون مشاكل صحية ونفسية». بدلا من ذلك أعلنت أثينا في العام 2012 أنها قد افتتحت ثلاثين مخيما جديدا للمهاجرين في مواقع مهجورة كانت تابعة للجيش. ومع وجود عدد لا حصر له من اللاجئين يعيشون وسط القاذورات في أثينا وحولها - رأيت بنفسي العديد من هؤلاء ينامون بطريقة غير مريحة ويحتاجون إلى وجبة جيدة والاستحمام - لم يكن من قبيل المفاجأة أن أعلنت الحكومة هذا القرار لكونه جاء ردا على المستويات المتزايدة لجرائم العنف. ومع تصاعد البطالة ووصول نسبة العاطلين من الشباب إلى أكثر من 50 في المائة. كان رد فعل الدولة يأق وفقا لتقليد الاندفاع. حيث كان يفتقر إلى أي خطة طويلة الأجل. وقال ميكاليس كريسوهويديس 01015ط0وت10ط0 وتلهط241 وزير حماية المواطنين السابق: «هناك مئات الآلاف من الأشخاص يتجولون في الشوارع بلا هدف. مُكرّهين على انتهاك القانون» ومتعرضين للاستغلال من جانب شبكات إجرامية, فضلا عن ردعهم مهاجرين شرعيين عن الإقامة في البلاد». وأعلنت السلطات أن ا مهاجرين سيُنقلون إلى «مراكز ضيافة مغلقة» مُزرية لإبعادهم عن الشوارع. وحتى يكونوا أيضا بعيدين عن أنظار الناخبين اليونانيين الغاضبين”. وفي منتصف العام 2014 أصدر «مشروع الاحتجاز العالمي» غ©6زه2,0 دمنامء)»2 10521 قائمة شاملة بالمرافق اليونانية أدرجت بشكل تفصيلي أكثر من ثلاثين من المواقع المركزية

059

رأسمالية الكوارث

والنائية التي كان معظم العاملين فيها من رجال الشرطة - وهؤلاء يمثلون جماعة لديها تاريخ طويل في اليونان في الاعتداء على اللاجئين2.

كانت تجربة غريبة ومحزنةء ونحن واقفان على جانب واحد من سور كورنث» تحت وهج الشمس الحارقة, غير قادرين على الولوج إلى داخل المركزء وأنا أتبادل الكلمات بلغة ركيكة مع أناس محبوسين. كان الجميع يريدون التحدث إلينا - لكي يشاركونا قصصهم.ء ويشرحوا آلامهم؛ ويحتجوا على احتجازهم. وقال لنا هؤلاء: «نحن نعاني هنا». وفي يونيو من العام 2014 حدث إضراب جماعي عن الطعام احتجاجا على أمر وزاري جديد يسمح باحتجاز اللاجئين إلى أجل غير مسمى» دعمته بصورة غير رسمية تلك التعليمات القاسية التي أصدرها الاتحاد الأوروبي/. كما شهد المرفق أحداث شغب في العام 2013. وجاء في جزء من بيان أصدره اللاجئون ما يلي: «مع استمرار الاحتجاز المنهجي والمفتوح» نحن نتعرض للذبح على يد الحكومة اليونانية. إنهم يُضيعون حياتناء ويغتالون أحلامنا وآمالنا داخل السجون. وهذا كله يحدث بينما لم يرتكب أي واحد منا أي جريمة»©.

كان شامان يتولى مهمة الترجمة لي. ما من أحد من هؤلاء الرجال أراد العودة إلى أفغانستان. لأنهم كانوا يخشون تعرضهم للاضطهاد أو مواجهة ما هو أسوأ من ذلك. وكان ثمة إجماع بين هؤلاء على كراهية اليونان بسبب طريقة معاملتها للاجئين. ولذا كانوا يأملون الذهاب إلى أطانياء أو إلى دول أوروبية أخرى بها أوضاع أفضل. أظهر لي أحد هؤلاء الرجال رصاصة استقرت في قدمه منذ أن أطلق الحراس النار عليه بينما كان يحاول الهرب. وقد طلب الرجل إجراء جراحة لإزالة الرصاصة غير أن طلبه قوبل بالرفض. وأوضح جميع الرجال أن الشرطة توسعهم ضربا بشكل منتظم» وأن الأوضاع في الداخل كانت فظيعة. وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد أدانت الأوضاع داخل مراكز الاحتجاز في اليونان إحدى عشرة مرة. كما فعل العديد من المحاكم اليونانية عندما نظرت قضايا تتعلق بمدد الاحتجاز المفرطة. كما عارضت الأمم المتحدة تمديد فترات الاعتقال الإداري باعتباره «ممارسة نمطية استهدفت إحباط الدخول غير المنتظم أو البقاء في البلاد»7.

وبعد مرور دقيقة واحدة طلب منا الحراس مغادرة المكان. غير أننا رفضنا طلبهم, وقلنا إننا في حاجة إلى مزيد من الوقت. ومرّرتٌ الشاي والسكر إلى المحتجزينء وبعد

50

اليونان... عشر دقائق طُلبت منا المغادرة. وأغلق السور بإحكام شديد. وكانت رائحة العرق تفوح في الهواء وهي تنبعث من رجال محبوسين في الحرارة الحارقة. وقال لي شامان إنه كان يشعر بأنه ملتزم بمساعدة رفقائه الأفغان وزيارتهم في مركز الاحتجاز وأخذهم إلى محامين وأطباء في أثينا حين يُطلق سراحهم. وقال: «هذا جزء من مهمتي».

المهاجرون الأقغان كشامان يعانون حالة القلق هذه كل يوم. وفي أثناء الوقت الذي كنا نمضيه معاء كان يروي حكايات لا تحصى تتضمن تفاصيل عن الآثار العملية للتقشف المفرط في حياته. وم يكن هذا مجرد قسوة اقتصاديةء بل ثقافة استطاعت أن تتسامح مع عملية إقصاء الآخرين وتحتفي بهذا الإقصاء. وكانت قصته تذكرة مفيدة للسبب الذي جعل اليونان ترتكب خطأ جوهريا بإقدامها على تجنب وسجن مثل هؤلاء الأشخاص بدافع الخوف والملاءمة السياسية. فهو كان مستعدا لأن يصبح عضوا منتجا في ا مجتمع, ولكنه شعر بالسأم وأصبح مشككا.

كان شامان في الرابعة والعشرين من عمره. وحين كان في السادسة انتقلت أسرثه إلى إيران آتية من أفغانستان حيث ؤلد. على إثر تهديد حركة طالبان لوالده الذي ينتمي إلى طائفة الهزارة. وقال شامان إنه بالقرب من طهرانء كانت الحياة جيدة بالنسبة إليه بوصفه طفلاء وم تكن قاسية جداء ولكن عندما بلغ شامان السادسة عشرة من عمره عرضته آراؤه الجدلية لسجن السلطة 14 يوما على قيد الامتجواب. وم يمر وقت طويل حتى أدخل السجن مرة أخرىء حيث أمضى شهرا كاملاء ثم ظلب منه مجددا تقديم تفسير للسبب الذي جعله يتبنى هذه الآراء المثيرة للجدلء حيث خشيت السلطات من احتمال أن يصبح مصدر فتنة لمواطنين آخرين فيتجرأوا على تحدي الدولة.

وأمضى شامان في المدرسة أربع سنوات فقطء وفي سن السادسة عشرة بدأ العمل من دون أجر مع ميكانيكي من أجل تعلم مهارات جديدة. وسرعان ما أصبح بارعا جدا وبدأ في تأسيس عمله الخاص في منزل أسرته حيث كان يُصلح الدراجات النارية. ولكن في غضون بضع سنوات بدأ يفقد بصره. وحين ذهب إلى الأطباء وا مستشفى تبين من تشخيص حالته أنه مصاب بإعتام عدسة العين 5اعة:ة8ء. وخضع لاحقا لعملية جراحية أجريت بطريقة خرقاء مما سبب مزيدا من التدهور لبصره. وفي أواخر سنوات مرحلة المراهقة كان لا يكاد يرى أي شيء.

91

رأسمالية الكوارث

وهكذا صارت الحياة صعبة على نحو متزايد بالنسبة إلى شامان في إيران. ولكن بمساعدة من أحد مهربي البشر وبعض امال الذي اقترضه شرع في رحلته إلى أوروباء تاركا وراءه والديه وإخوته الأربعة. وصل إلى اليونان ودخل في المجتمع: ولكن سرعان ما اعتقلته الشرطة وثقل إلى مركز الاحتجاز. وتمكن شامان من الهرب وطلب منحه حق اللجوء» زاعما أن حياته ستكون معرضة للخطر إذا ما عاش في أفغانستان أو إيران باعتباره رجلا من الهزارة.

أحد أشقاء شامان هو الآخر في اليونان يسعى إلى طلب اللجوء. وقد رفضت السلطات اليونانية حالته وأعادته إلى أفغانستانء وهي دولة لم يكن يعرف عنها شيئا. وقد اختفى هذا الأخ ولمم يكن لدى أسرته أي فكرة عن مكانه أو ما حدث له. وقال لي شامان: «أرقد على فراشي مستيقظا في الليل وأنا قلق عليه».

ويعيش شامان اليوم في شقة صغيرة مع رجال أفغان آخرين. أما غرفته التي يشاركه فيها رجل هزاري آخر فتوجد بها مرتبة واحدة على الأرض وسرير في الزاوية. كان المكان يعطي الإحساس بالراحة» بالكاد مؤثثء وكان في غرفة المعيشة جهاز تلفزيون ضبط على قناة «بي بي سي» الناطقة بالفارسية صهذورء 880. وذات ليلة عندما زرته راح يعزف على آلة الغيتار التي صنعها بنفسه في بيته. وذلك باستخدام قبعة صلبة وقطعة طويلة من الخشب والأوتار. كانت تلك وسيلة تحقق له قدرا من السلام الداخلي قصير الأمد.

أخبرني شامان أنه يكره وجوده في اليونان. فهو كان سيفضل عليها أطانيا أو إنجلتراء لأنهم في اليونان كانوا يعاملون اللاجئين بتجاهل قاس. ففي أواخر العام 4 تظاهر مئات من اللاجئين السوريين في وسط ميدان سينتاجما 5726938128 عتهني5 مطالبين بالسماح لهم بمغادرة اليونان إلى دول أوروبية أخرى. وكان شامان يعمل مترجما نظرا إلى أنه كان يتحدث الإنجليزية والدارية واليونانية والفارسية ولغات أخرى. وكانت لغته الإنجليزية ممتازة لأنه قد عمل مرشدا للمبشرين المسيحيين الأمريكيين ممن قد مروا عبر اليونان. كان شامان طيب القلب ومرحاء بيد أنه كان يعتريه الخوف مما سيحدث له عندما تنتهي صلاحية أوراق هوية إقامته اليونانية المؤقتة في نهاية العام 2015. وقال إنه يأمل تمديد تأشيرة إقامته. لكن كان من المتعذر معرفة ما إذا كان ذلك سيحدث. كان يعيش في حالة من عدم اليقين.

592

اليونان...

وقال شامان إن الهجمات التي تعرض لها هو وأصدقاؤه الأفغان من قبل الحزب النازي الجديد «الفجر الذهبي» 1870 01065 كانت أسوأ قبل بضع سنواتء عندما كانت قيادة الحزب حرة وجال أتباعها خارج نطاق الملاحقة السياسية أو ملاحقة الشرطة. ففي العام 2012 تعرض عدد لا يُحصى من المهاجرين للطعن, والضرب المبرح» أو القتل على أيدي عناصر إجرامية تنتمي إلى اليمين المتطرف. وقال مرشح «الفجر الذهبي» آنذاك. إلياس باناجيوتاروس 2810]8505هة2 95ذا1: «إذا وصل الفجر الذهبي إلى البرمان.ء فسنشن غارات على المستشفيات ودور الحضانة, وسنلقي المهاجرين وأطفالهم إلى الخارج في الشوارع حتى يأخذ اليونانيون مكانهم».

وأخبرني سكان محليون أن قوة «الفجر الذهبي» في الشوارع قد تضاءلتء وأنه قلما بات يستخدم العنف سلاحا. بدلا من ذلك اكتسب هذا الحزب قوة سياسية - ربما كانت أكثر خطورة. ففي انتخابات العام 2015 عزز الحزب مكانته بوصفه ثالث أكبر حزب في البرمان اليوناني. لم يعد هذا الحزب مصدرا صغيرا للإزعاج - فقد استجابت أقلية لا بأس بها من السكان للأجندة الفاشية لدى الحزب.

وقد أصدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تقارير وبيانات لا حصر لها أعربت فيها عن يأسها من غياب مساءلة رسمية عند حدوث عنف تحركه دوافع عنصرية في اليونان©. غير أن عدم التطبيق القانوني أو السيامي لقوانين كانت ضعيفة أساسا جعل المهاجرين وال معرضين للخطر لا يثقون بأن الشرطة ستلاحق المهاجمين. وسرد شامان قصة حول مبادرة عناصر فاسدة وعنصرية من الشرطة إلى سجنه بطريقة غير قانونية ساعات وتحذيره بالابتعاد عن ضواح سكنية معينة في أثينا. وكان ذلك من أعمال البلطجة التي أقرها صمت رسمي. '

كما أفضى إل شامان بالخوف الدائم الذي شعر به كثير من طالبي اللجوء في اليونان. ففي حين صعّدت السلطات ممارساتها الوحشية ضدهم؛ عاش العديد من هؤلاء في طي النسيانء والتوتر الدائم»ء وهم غير متأكدين متى ستعتقلهم الشرطة وتلقي بهم في مركز للاعتقال.

إن المناخ السياسي الذي مكن وتطلب عملا وحشيا ضد الغرباء كان أساسا نتيجة لأزمة ديون هائلة وفساد النخبة. فقد تراكم كلاهما على مدار عقود من الزمن. وذلك في ظل حكومات محافظة متعاقبة لم تكن مستعدة لإنهاء سيطرة حكم

53

رأسمالية الكوارث

الأقلية غير الرسمي في البلاد. إن كبرى الشركات العاملة في مجالات الشحنء وأعمال البناء» والطاقة, وكرة القدم كانت تدفع ضرائب قليلة. وأدت الأزمة امالية العاطية في العام 2008 إلى دفع البلاد على الحافة. وفي محاولة فاشلة لحل الأزمة امالية طالبت مجموعة «ترويكا» 8[أ0:). مكونة من صندوق النقد الدولي 11266228610221 (31]) لصدظ بإمماعم310 والمفوضية الأوروبية 5108ولتصتطه0 توءممعتاظاء والبنك المركزي الأوروبي علصدظ لودع سدعمهتناظ بتنفيذ سياسة تقشف صارمة من خلال قروض هائلة لا بمكن أن يتحملها سكان اليونان. ونْفُذْ برنامج للخصخصة الجماعية» وتضاءل الاقتصاد إلى الربع» فضلا عن تسريح موظفي الحكومة بأعداد كبيرة. وفي العام 2010 أصدرت الترويكا توقعات خاطئة بأن هذه الإجراءات التقشفية سيكون لها تأثير ضئيل على التوظيف والنمو. وكان ثمة اعتقاد راسخ بأن هنالك حاجة إلى معاقبة اليونان على الإنفاق العالي بنحو مفرط.

بيد أن النتائج كانت كارثية. وأدت إلى تفجر اضطرابات اجتماعية حادة؛ والفقر. وتعاطي المخدرات, والدعارة. حالة الإحباط الشعبي هذه نُفْس عنها على أكثر جماعة مهمشة في المجتمع: اللاجئين. فلم يكن المهاجرون وحدهم الذين عانوا غضب التقشف الشديدء بل شعب كامل طبقت عليه التجربة الفاشلة التي صممها الاتحاد الأوروبي. فتقريبا كل جماعة اجتماعية-اقتصادية ذاقت اللمعاناة. وهي واحدة من المشكلات القليلة التي اتفق بشأنها تيار أقصى اليسار وتيار أقصى اليمين. ومن ثم باتت حلول الشركات والخصخصة هي الدواءَ الوحيد الذي تصفه مجموعة الترويكاء وهو ما كشف عن قلة الرؤية داخل النظام البيروقراطي الأوروبي.

ووحجدت الدولة اليونانية أفضل الأعذار لتهدئة مخاوف تيار أقصى اليمين» واسترضاء النجاح الذي حققه حزب الفجر الذهبيء وذلك من خلال شن حملات قمع ودهم استهدفت الهجرة غير الموثقة بدلا من حل المشكلة. ببساطة سجنوا اللاجئين على أمل أن يكون هذا العقاب رادعا فعالا. لكنء وهو ما لا يدعو إلى الغرابة» ثم يتوقف تدفق المهاجرينء مع الوضع في الاعتبار الوقائع القاتمة التي تشهدها سورية: وليبياء والعراقء وباكستان. وأفغانستان. ففي العام 2015 تدفق مزيد من عشرات الآلاف من اللاجئين على اليونان وإيطالياء ومات منهم آلاف في أثناء الرحلة الطميتة عبر البحر الأبيض المتوسط.

54

اليونان...

بيد أن رياح التغيير هبت في الهواء. إذ إن الفوز الساحق وغير المسبوق الذي حققه حزب «سيريزا» 5(:128 من تيار اليسار في انتخابات العام 2015 الذي جعل أليكسيس تسيبراس 185م151' 416:15 رئيسا للوزراء كان بمنزلة توبيخ لسنوات سياسة التقشف الملهمة من الاتحاد الأوروبيء في حين تعثرت الأحزاب القديمة. ومن بينها حزب «باسوك» عاهوة5, وحزب «الدموقراطية الجديدة» برإعوءه0ء1 «عل2. وفي ليلة الانتخابات نشر حزب «بودمموس» 20465205 اليساري الإسباني تغريدة جاء فيها: «أخيراء أصبح لدى اليونانيين حكومة؛ لا مبعوث [للمستشارة الأطانية أنجيلا] ميركل». فقد كانت الانتخابات نقطة تحول هائل بالنسبة إلى بلد مم يحدث قط أن اختار سكائه, وبنحو جادء سياسة تقدميةً بمثل هذه الأعداد الضخمة. فبعد عقود تجوهلت فيها مصالحهم؛ استطاع حزب «سيريزا» الاستفادة من موجة الاستياء في أوساط الشباب - الذين وصل معدل البطالة بينهم إلى 60 في المائة - واستثمار هذا الاستياء ضد الفساد والتهرب الضريبي من جانب الأقلية الحاكمة. لكن الحزبء ولعدم حصوله بالكاد على أغلبية مطلقة. لجأ إلى تشكيل تحالف مع حزب «اليونانيين المستقلين» غمء0مءم1506 ,4.0151 65 اليميني العنصريء وهي الخطوة التي انتقدها العديد من اليساريين.

وبعد الفوز الذي حققه حزب «سيريزا» جادل بول ماسون هه5ة81 1ناوظ, امحرر الاقتصادي في «القناة الإخبارية الرابعة» البريطانية 5م51 4 [عصصهطت. بقوله: «ما يكمن تحت صعود اليسار الراديكالي هو بزوغ قيم إيجابية جديدة - بين طبقة من الشبان أوسع بكثير من قاعدة التأييد الطبيعية لسيريزا. وهذه هي القيم الكلاسيكية لجيل شبكات التواصلء والتي تتمثل في: الاعتماد على الذاتء والإبداع, والاستعداد للتعامل مع الحياة باعتبارها تجربة اجتماعية: والمنظور العالمي»”. إن انتصار حزب سيريزا كان يشير إلى تحول جيل كامل بعيدا عن سياسة أدارت دفتها النخبة فقط. كما أن نجاحه كان نتيجة مباشرة لحالة اليأس التي انتابت شعب عقد العزم على استعادة الكرامة في حياته اليومية.

وخضع حزب سيريزا للضغوط لحمله على مواصلة الخضوع للعلاج الذي وصفته «الترويكا» بعد انتخابات العام 292015. حتى بعد الانتصار الذي حققه الحزب حثت المفوضية الأوروبية اليونان على مواصلة متابعة «الإصلاحات» - وهو تعبير ملظّف كناية عن الخصخصة وإجراءات لتخفيض الخدمات الاجتماعية - وهي

955

رأنسمالية الكوارث

الإجراءات التي كان قد بدأها أسلاف سيريزا. كما أن الهوة الأيديولوجية بين هؤلاء الذين يعانون في ظل سياسة التقشف وهؤلاء الذين ينادون بهذه السياسة لم تكن قط أعمق مما كانت عليه الآن.

ووعد تسيبراس بإعادة التفاوض حول الشروط ال مجحفة التي وضعتها «الترويكا». ورفع الأجورء وخلق وظائفء واستعادة الشعور باستقلال اليونان بين سكان قد أمضوا سنوات وهم يعرفون أن مصير بلادهم يتقرر في بروكسل وبرلين. بيد أن أسئلة عميقة ظلت بخصوص جدوى أو مرغوبية دعم دولة يونانية متخمة أساسا بالموظفين الحكوميين - وهو ما يعد جزءا رئيسا من رؤية حزب سيريزا. وفي أثناء أول خطبه بشأن السياسة العامة أمام البرمان في العام 2015 تعهد تسييراس بزيادة الرواتبء وتوفير الكهرباء مجانا لهؤلاء المحرومين منهاء وتجميد تخفيضات المعاشات التقاعدية.

في الإطار نفسه تعهد وزير اطالية اليوناني يانئيس فاروفاكيس 5نصهلا 5م011 بتدمير الأوليجاركيين!*! في البلاد ورعاتهم: «الذين يمتصون بشراسة الطاقة والقوة الاقتصادية من كل شخص آخر». ووصف شروط الإنقاذ مالي التي وضعتها «الترويكا» بأنها «إيهام مالي بالغرق»0**,

أما الكثير من المهاجرين ممن كانوا يعيشون في الظل باليونان» فكان يحدوهم الأمل أن يمنحهم حزب سيريزاء المعروف أيضا بائتلاف اليسار الراديكاليء جوازات سفرء مما يعطيهم الحرية للعيش في أي مكان في الاتحاد الأوروبي - والذي يعد برمته الآن أكبر اقتصاد في العالم. وفي غضون أيام بعد فوزه في الانتخابات ووصوله إلى السلطة منح سيريزا حق المواطنة ما يزيد على امائة ألف من أطفال المهاجرين الذي ولدوا في اليونان.

وهناك مزيد من التغييرات التي وعد بها الحزب - بيد أن التأييد العام لها لم يكن مضمونا. فقد كشفت دراسة عالية أجرتها المنظمة الدولية للهجرة [2<ه4)هصممء)12 مهمع 11 :15 دمننهمتصوع01 في العام 5 أن الشعب اليوناني كان الأكثر اهتماما بخفض الهجرة (وتلاه في أوروبا المالطيونء والإسبان والإيطاليون).

(*) الأوليجاركية هي حكم الأقلية. [المحرد]. (“*#ا) الإيهام بالغرق عهنفهده772:65 هو نوع من أنواع التعذيب باطاءء حيث يُسكب الاء على قطعة قماش تغطي الوجه والقنوات التنفسية لشخص مقيد. مما يعطيه الإحساس بالغرق. [المحرر].

56

اليونان... ووفقا مما ذكرته منظمة «مراسلون بلا حدود» 25ع8020 غتامطة/18 ومع رممع12 فإن ما كان يعد مأساويا بالنسبة إلى الشعب اليوناني هو أن بلادهم تصنف الآن أيضا ضمن أسوأ الدول في مجال حرية الصحافة في أوروباء وذلك بعدما تراجعت بواقع خمسين مركزا في السنوات الخمس قبل العام 2014. في ظل تنامي التهديدات البدنية ضد ا مراسلين الصحافيين من قبل «بلطجية» أقصى اليمين» ومن بينهم أعضاء في حزب الفجر الذهبيء باتت هستيريا صحافة التابلويد!*) الطريقة الأكثر شيوعا التي يمكن من خلالها السيطرة على الجمهور7. وكان كل واحد من طالبي اللجوء يُؤَطر باعتباره مصدر تهديد. وفي العام 2013, وفي أعقاب ضغط من الانحين الدوليينء أغلقت الحكومة اليونانية الإذاعة العامة في البلاد من أجل تقليص العجز في الميزانية» وأسست إذاعة حكومية جديدة أكثر ضعفا فقط بعد احتجاج ضخم على المستويين المحلي والدولي. وأعلن حزب سيريزا في العام 2015 أنه سيعيد فتح هيئة الإذاعة اليونانية العامة 0م01 عستامدء18100 عذهء 111 حيث أصر تسيبراس على أن هذه الخطوة من شأنها «إصلاح جريمة ارتكبت ضد الشعب اليوناني والدمموقراطية». وتحدى حزب سيريزا السيطرة التي قادتها ألمانيا على السياسة العامة الأوروبية السياسية والاقتصادية التي أيدت التقشف. ففي أثناء مؤتمر صحافي عقد مع نظيره الأمانيء فولفجانج شويبله عاطتسقط5 عصدوكاه11 في العام 2015, أدلى فاروفاكيس بتعليقات حادة حول الآثار الواقعية لإملاءات برلينء وقال: «ما من أحد يفهم أفضل من شعب [أطانيا] كيف أن اقتصادا يعاني كسادا شديداء مقترنا بإذلال وطني شعائري ويأس لا ينتهي» يممكن أن يُفقس بيضة الأفعى داخل مجتمعه». وأضاف: «عند عودق إلى وطني هذه الليلة سوف أجد دولة حيث ثالث أكبر حزب فيها ليس بحزب نازي جديد. بل حزب نازي بالفعل». وذلك في إشارة منه إلى حزب الفجر الذهبي. واختتم حديثه قائلا: «إننا في حاجة إلى أن يقف شعب أمانيا بجانبنا». التحذير كان واضحا: أمانيا ليس لديها الحق في أن تحكم النشأة الحديثة لأوروباء فاليونان هي الند الأخلاقي والسياسي لها. النضال الأيديولوجي والروحي لنيل قلب أوروبا - حيث تدفع أطانيا اليونان دفعا إلى الإعسار والخروج من منطقة

(*) الصحف النصفية. [المترجم].

597

راسمالية الكوارث

اليوروء أو إلى قبول حل وسط يسمح لأثينا بالبقاء داخل هذه المنطقة - كان أحد الأسئلة الكبيرة المطروحة في هذه اللحظة2".

ولطاما أخيرثٌ أثناء وجودي في اليونان بأن الصحافة المستقلة كانت تعانيء بيد أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت طريقة جديدة لتحدي السرد المهيمن. وأبدى الصحافي اليوناني كوستاس فاكسيفانيس 78692015 1205625 أسفه لأن «الطريقة الوحيدة لدى الشعب اليوناني لمعرفة مجريات الأمور عن بلده تكون من خلال الصحافة الأجنبية»2", على رغم أنه حتى صحيفة «الجارديان» البريطانية كانت تصف باستمرار حزب سيريزا بأنه «راديكالي» في التقارير التي تنشرها. وم يحدث أن قدمت المصالح الإعلامية الحكومية أو الخاصة الكثير من المعارضة. داعمة بذلك العلاقة الوثيقة بين الأعمال التجارية الكبيرة وجهاز الدولة, ومؤيدة لتبني السلطات سياسات التقشف. كانت هذه هي البيئة امثالية لازدهار نظريات المؤامرة. والبارانويا'*. والكراهية العرقية والنزعة المحافظة الرجعية. بيئة كهذه هي ما جعلت فوز سيريزا في الانتخابات حتى أكثر روعة. وهو ما أقنع أغلبية من اليونانيين بأن هناك بديلا عمليا وممكنا للعيش في ظل حياة ذليلة.

توتلرئن:

كانت منظمة «أطباء بلا حدود» (16458) وعمغتغصمعظ قصدوك 5ملعع85160 واحدة من الجماعات القليلة التي وثقت حقائق السياسات القمعية التي تمارس ضد اللاجئين. ففي تقرير أصدرته في العام 2014, بعنوان «المعاناة الخفية», ذكرت تفاصيل عن انعدام الرعاية الحكومية لطالبي اللجوء والآثار البدنية والنفسية ا مدمرة الناجمة عن الاحتجاز فترات طويلة09©. وخلال وجودي في أثينا أخيرتني مستشارة شؤون الهجرة لدى هذه المنظمة: إيونا كوتسيوني 108510801 2صصدم]1, أن ' منظمتها قد بدأت العمل في مراكز الاحتجاز اليونانية في العام 2008 - وهي أول منظمة غير حكومية في البلاد تفعل ذلك. وقالت: «في الفترة من 2006 إلى 2007 في اليونان بدأ حجم مراكز الاحتجاز هذه في الازدياد». وقد مارست «أطباء بلا حدود» ضغوطا على الحكومة لتحسين الأوضاع في منشآت الاحتجاز عبر البلاد. ومنذ العام

(:*) جنئون الارتياب. [المحرر].

58

اليونان...

2 تبين أن أعداد المهاجرين الذين أرسلوا إلى هذه المنشآت - وكانوا أساسا من سوريةء وأفغانستان. وإثيوبياء وإريتريا - قد ارتفع بصورة مفاجئة.

وهنا كانت تكمن المشكلة: فقد كان هناك 4500 سرير إضافي وفرت إبان الأزمة الاقتصادية, ولكن من دون زيادة في الأموال أو الخدمات المخصصة للاجئين قيد الاحتجاز. وعلى رغم أن منظمة «أطباء بلا حدود» لم تواجه مشكلة في الدخول إلى هذه المرافق فإن ممثليها أبدوا شعورا باليأس إزاء النظام: إذ كان يوجد أكثر من 7 آلاف سرير منتشرة عبر الشبكة اليونانية برمتهاء وكذلك آلاف أخرى في أقسام الشرطة. وكان هناك أيضا ما يزيد على الألف من الأطفال القاصرين غير ا مصحوبين بذويهم مبعثرين في أماكن متفرقة في أنحاء البلاد. على الرغم من أن جماعات معنية باللاجئين أخبرتني أنه قد وفْر أقل من 400 سرير لهم.

وقالت كوتسيوني إن المناخ السياسي في اليونان» وعبر الكثير من دول أوروباء هو الذي سمح للدولة بسجن اللاجئين من دون إبداء ما يكفي من القلق حيال أي نتائج سلبية. وقالت: «المعارضة اليونانية للاجئين لا تتعلق فقط بالمشاعر المعادية للمسلمينء بل أيضا بالمشاعر المعادية للمسيحيينء لاسيما أنه يوجد هنا كراهية لأصحاب البشرة البُنية». أما الإدارة الحكومية التي كانت مسؤولة عن طالبي اللجوء. فقد تغير اسمها الآن وأصبح «وزارة النظام العام وحماية المواطن» 7إ2]و3ه841 صمناءعغورط معمنازن لصة معل0 عتاطتط - وهو اسم يشير إلى الحبس والإقصاء. بل إنه حتى أمين المظام اليونانيء بعد زيارته إلى مراكز احتجاز يونانية مختلفة في العام 3 أبدى قلقه من أن الشرطة «عاجزة عن تأمين الظروف التي تكفل الاحترام للحق الأساسي للمحتجزين. حيث منشآت الاحتجاز المخصصة للأجانب قد تحولت إلى سجون فريدة من نوعهاء مع الأخذ بعين الاعتبار العدد الكبير والمتزايد من المحتجزين الذين يُحتجَزون أشهرا عديدة»!5".

وأردفت كوتسيوني: «غالبا ما يقول لي طالبو اللجوء: نحن أتينا إلى أوروبا من أجل حقوق الإنسان ولكن الأوضاع هنا أصابتنا بالصدمة». ومع ذلك مازال في استطاعتك أن تشتري طريقك إلى المواطنة - نحو 200 ألف يورو كفيلة بتحقيق ذلك - غير أن من الواضح أن هذا الخيار ليس متاحا لأي شخص آخر غير الآتين إلى هنا من الأثرياء. وأخيرتني كوتسيوفن: «عندما دخلت أول مرة إلى مراكز الاحتجاز

59

رأسمالية الكوارث

أصبت بصدمة. فهناك شعور غريب في الداخل حيث يوضع الأشخاص ويُعاملون كأنهم حيوانات. وليسوا بشرا. والنظام غير مكترث بالمرة للأوضاع في الداخل. وهنالك العديد من الأسباب التي تجعل مزيدا من طالبي اللجوء لا يعرفون الواقع في اليونان. وكثير من هؤلاء يشعرون بالحرج بسبب احتجازهم هنا ولا يستطيعون إرسال النقود إلى الأهل في وطنهم. فهؤلاء لا يمكنهم تدبير أمورهم: ويشعرون بأنهم مرفوضون غير مرحب بهم من دولتهم المضيفة».

كانت خصخصة شبكة مراكز الاحتجاز هي النتيجة المنطقية للاتجاه السياسي للأمة عندما يمكن توكيل كائنات بشرية وخدمات إلى أكثر المزايدين جاذبية. وقالت كوتسيونى إن ثمة سببا آخر للتعاقد الخارجي هذا وهو أن «الكثير من رجال الشرطة بعيدون عن ديارهم وبعيدون أيضا عن أسرهمء. وهو ما يشكل ضغطا على النظام لإيجاد طرق بديلة لحراسة المحتجزين».

وفي أثناء إقامتي في اليونان تحدثت إلى عدد لا حصر له من الصحافيين الذين أخبروني بأن مشكلة خصخصة نظام الاحتجاز قلما حظيت بالاهتمام ا مطلوب في وسائل الإعلام المحلية. «يجب أن تتحمل الدولة المسؤولية عن توفير الرعاية الصحية والأمن لأن الدولة هي من تسجن هؤلاء الأشخاص». هكذا حاججث كوتسيونيء مضيفة: «إنك قبل خمسة عشر عاماء كنت ستسمع قصصا عن الترحيب باللاجئين السوريين هناء ولكن العكس هو ما يحدث الآن».

إن منطق التقشف أعطى تفويضا بشيطنة أقلية كانت عاجزة عن الدفاع عن نفسها. وأكملت رأسمالية الكوارث المهمة, حيث أفسدت كلا من المهمشين وهؤلاء الذين يسعون إلى ظلمهم. وفي اليونان نجد أن كثيرا من الحكومات قد ارتبطت بعلاقات وثيقة مع شركات إلى درجة يستحيل معها وجود سياسة تتسم بالشفافية.

كان نقص الرعاية الطبية منتشرا على نطاق واسعء مع وجود قليل من الضغط الشعبي للمطالبة بتحسين الوصول حتى إلى أبسط الأدوية. وذات يوم في بيراما 8 وهي مدينة ساحلية تقع في ضاحية بيرايوس 5ناءة1: بالقرب من أثينا - كانت خطط الخصخصة قد توقفت بعد الفوز الذي أحرزه حزب سيريزا في الانتخابات - زرت مكتب منظمة «أطباء العام» (/8101) 810206 نلك مصسءء5460 لإجراء مقابلات صحافية مع أطباء كانوا قد عملوا داخل مركز الاحتجاز في كورنث.

100

اليونان...

وكانت هذ المنطقة متطورة للغاية وبها قوارب كبيرة وحاويات شحن ومداخنء وقد صُممت كلها في شكل لوحة ذات لون بني فاتح صامت.

كان مكتب المنظمة يقع في شارع صغير يعج بالرجال والنساء والأطفال. وجاءت الأسر إلى هنا للحصول على الدواء لأنه لم يعد لديها تأمين صحيء أو لا يمكنها تحمل تكلفته. أو كانت بلا عمل. وكان هذا أحد الآثار الجديرة بالملاحظة التي أفرزتها الأزمة إبان مرحلة التقشف. ووصلت صناديق الفاكهة المخصصة للأطفال الذين ما كانوا بالمدرسة ولا يستطيع آباؤهم تحمل تكلفة شراء طعام صحي لهم. ونظرا إلى أن عديدا من اليونانيين كانوا يصطفون في طوابير للحصول على طعام مجانيء نشأت «حركة البطاطس»» وهي حركة تسمح للمستهلكين بشراء ما يحتاجون إليه من منتجات مباشرة من المنتجين09. ومن امثير للانتباه هنا التفكير بأنه في العام 2012, واجه ما يقرب من 10 ف المائة من طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة «انعداما في الأمن الغذائي». وفي قلب أوروباء ينتشر سوء التغذية بين أطفال المدارسء والآنء فقد أصبحت حمية الكرنب الملفوف واقعا حقيقيا بالنسبة إلى عديد من أفراد الطبقة المتوسطة من اليونانيين”2. وقد حصل حزب «الفجر الذهبي» على تأييد من خلال توفير الطعام لليونانيين من «السكان الأصليين». وفي أنحاء اليونان» كان الحزب قد همكن من حشد الدعم المجتمعي له من خلال استذكار الكرامة اليونانية9".

كان يونانيون من صغار وكبارء وأمهات جديدات مع أطفالهن» وأشخاص متهالكين ينتظرون جميعا على أحر من الجمر للتحدث إلى طبيب طلبا للنصيحة» أو على أمل الحصول على دواء. وأخبرني الأطباء بأنهم في العادة لا يمتلكون الأدوية اللازمة. أو يكون لديهم ما يكفي منها فقط لبضعة أيام وبعدها يعود الناس إلى هنا طلبا للمزيد ولكنهم: في أغلب الأحوالء يرجع كل واحد منهم إلى منزله وهو صفر اليدين. وقالت إحدى الطبيبات إنهاء بشكل من الأشكال كانت تتمنى لو أنها لم تكن تعطي أملا زائفا للناس عند توزيع حبوب قليلة أو زجاجات حليب لطفل.

وقد قابلتٌ ثلاثة أطباء يحاولون إحداث فرق: أنطونيوس رومبوس 47102105 ودمصده8#: طبيب الأمراض العصبية والنفسية في الرابعة والستين من العمرء وهو طبيب متطوع لدى منظمة «أطباء العالم». والذي يقدم خدماته إلى طالبي اللجوء والفقراء. وتوماس بالكونيس كتدمعلاة8 كدصدصوط1؛: وهو طبيب أمراض جلدية

101

رأسمالية الكوارث

في السبعين من عمرهء وريفيكا تزانيتي 12226162" هكل[:86, وهي طبيبة في الخمسين من عمرها كانت تعمل في الطب الباطني. وكانوا ودودين» حيث رحبوا بي بابتسامات دافئة, ولكنهم كانوا غاضبين بشدة من جراء ما قد حدث في بلدهم. وكل هؤلاء بدأوا العمل مع هذه المنظمة في العام 2013, كأطباء متطوعين في مرفق كورنثء لأن المنظمة قد وقعت اتفاقا مع الحكومة اليونانية. وقال روميوس: «من وجهة نظريء يبدو الأمر كأن هناك سجناء محتجزين».

حين وصل هؤلاء للمرة الأولىء هالتهم جميعا الصدمة مما رأوه. فقد كان هناك تمانون شخصا في غرف ينيت لتستوعب ثلاثين فقطء وكان هناك عشرة حمامات للاستحمام وعشرة مراحيض فقط. وخصصت الحكومة قطعة صابون وزجاجة شامبو لكل محتجز كل شهر. وفي العامين 2013 و2014 فحص هؤلاء الأطباء 985 محتجزا داخل مرفق كورنث. وكان مصدر القلق الرئيس لدى الأطباء هو الانتشار السريع لمرضي السل والجرب. وطالبت السلطات منظمة «أطباء العالم» بتزويدها بالسجلات الطبية للاجئين» وذلك على الرغم من أن الشرطة والسلطات التي كانت تعكف على قراءة هذه الملفات لم تفهم في معظم الأحيان أي كلمة مما كتب فيهاء نظرا إلى أنها كانت مكتوبة بلغة المصطلحات الطبية.

وكان معظم الرجال المحتجزين من أفغانستان» وباكستانء ويتحدثون الدارية والفارسية» لكن بعضهم كان يتكلم العربية بطلاقة. وقال رومبوس إنهم كانوا يديرون أيضا عيادة خارجية توفر الدواء والرعاية الصحية والصابون. وكان يوجد في المخيم 0 شخص إضافة إلى سبعين من رجال الشرطة. كانت السلطات تخاف أحيانا من اللاجئينء وكانت تسيء معاملتهم وتتصرف معهم بطريقة وحشية لا تخلو من النزعة العنصرية. وقال رومبوس: «كنا نتساءل عما إذا كان البعض من رجال الشرطة أعضاء في الفجر الذهبيء لأنه كان يتعين على الشرطة هناك اختيار اللاجئين الذين يستحقون تلقي الرعاية الطبية. وعديد من اللاجئين يتكلمون اليونانية لأنهم قد مكثوا هنا سنوات طوالاء وكان هناك قرار سياسي يقضي بجعلهم «يختفون» في الاحتجاز». وأبدى الأطباء الثلاثة كلهم شعورهم باليأس إزاء التمييز العنصري الصارخ الذي كان سائدا في الحياة اليومية. وقال رومبوس: «اليونانيون يشعرون بقدر أكبر من الارتياح «لتطهير» ا لمنطقة من اللاجئينء والاتحاد الأوروبي يدفع تكلفة هذا النشاط».

102

اليونان...

أما الأوضاع داخل مركز الاحتجاز فكانت وحشية. كان اللاجئون يُقتادون إلى العيادة الصحية وهم مكبلون بالأصفاد بحجة «دواع أمنية». كان الأطباء يصفون أدوية. بيد أن رجال الشرطة كانوا يزودون الأدوية للمحتجزين ف بعض الأحيان فقط. وأشار رومبوس إلى أن «الشرطة كانت تتهمنا بالمبالغة في تشخيص الكآبة لدى اللاجئين. الأدوية تُعطى للشرطة لي تتولى توزيعهاء فتوزعها بنحو مقتصد لأنهم كانوا يخشون حدوث حالات انتحار أو إيذاء للنفس. وكان اللاجئون يدخنون عقار الباراسيتامول لكي يراودهم الإحساس بالسّكر. وكنت أعطي حبوب علاج الكآبة, ولكن كثيرا من اللاجئين قالوا إنهم يفضلون الموت». كما أن الأغلبية من اللاجئين كانوا يعانون الإمساك لأنهم كانوا يحصلون على حصتهم من الفواكه والخضراوات مرة واحدة فقط كل شهر.

وأشار الأطباء إلى اللعبة السياسية التي كانت السلطات تلعبها من خلال احتجازها هؤلاء اللاجئين. إذ قالوا: «تطلق الشرطة في وسط أثينا سراح اللاجئينء بعد احتجازهم ثمانية عشر شهرا في الداخلء وفي بعض الأحيان لا تلبث أن تعتقلهم مجددا ليصبحوا قيد الاحتجاز فترة طويلة أخرى. وفي معظم الأحوال» تجعل هذه السياسات اليونانيين سعداء لأنهم يرون أعدادا أقل من اللاجئين في الشوارع - إنها العنصرية. وقد تزايد التأييد لحزب الفجر الذهبي لأن الناس عاطلون عن العمل. كما أن النساء المسنات كن يشعرن بالخوف في بعض الضواحي السكنية, لأنهن لثم يشعرن بالأمان عند ذهابهن إلى المتاجرء ووفر الفجر الذهبي مرافقين لهنء. وكان هذا عملا بارعا من أعمال العلاقات العامة». فضلا عن ذلكء اعتاد «بلطجية» الفجر الذهبي تهديد طاقم العاملين لدى منظمة أطباء العام بسبب مساعدتهم المهاجرين. ولكن سكرتير هذه الجماعة رد على ذلك قائلا: «لن يخيفنا هؤلاءء فالطب لا يعرف التمييز العنصري»09,

وردا على سؤال وجهتّه إليها عن السبب الذي جعل اليونان تأخذ هذا المنحى وتتحول إلى اليمينء قالت تزانيتي: «ثمة حاجة إلى تعليم أفضل. والشباب ينسون التاريخ أو لا يعرفونه. ومن ثم يؤيدون الفاشية. ويعتقد الناس أن الباكستانيين يأخذون وظائفهم. وأنا أرى القليل من المتطوعين يقدمون يد العون إلى المحرومين في مجتمعنا. وهناك كثير من الأطباء الشبان في الجامعة التي أدرّس فيها متعاطفون

103

رأسمالية الكوارث مع اللاجئينء ولكنهم لا يرغبون في التطوع لأنهم يخشون الإصابة بأمراض. وهؤلاء هم طلاب السنة السادسة الذين يجب أن تكون لديهم معرفة أفضل!» وم تعد منظمة أطباء العام تعمل في كورنث.

وكان المواطنون اليونانيون يعرفون حق ال معرفة كيف سببت سياسة التقشف تدمير نظام الرعاية الصحية لديهم. كما أن السياسات الاقتصادية النيولييرالية أثرت في ا مهاجرين وعامة السكان على حد سواءء. ذلك أن التخفيضات الهائلة لرأسمالية الكوارث في الخدمات العامة والاجتماعية قد أنتجت قلة من الفائزين.

كانت عيادة «متروبوليتان كوميونيتي كلينيك» 17ناستحدهن) صهغنآوممماء/1 عنصنانت تقع في منطقة هيلينيكو مانهنااء11 على أطراف أثينا داخل قاعدة عسكرية أمريكية قديمة. وكانت قرب ال محطة الأخيرة على خط القطارء ولأنه لم يكن هناك عنوانء فقد أعطيت اتجاهات غامضة فقط. وكان الهدوء النسبي يخيّم على اللمكان من الداخلء وهناك التقيت كريستوس سيديريس 215ع510 5م)واقطن, الذي عمل لدى شركة شحن في أثناء النهار وكان يعمل أيضا رئيسا للاتصالات في ا مركز. حيث اصطحبني في جولة للتعرف على المكان. وكان هناك عديد من المكاتب الصغيرة المجهزة بمعدات طبية. ومخزن كبير مملوء بآلاف من زجاجات حبوب الدواء وأدوية أخرىء وطعام الأطفالء واللقاحات المبردة. وكان يتوافر أيضا أطباء متطوعون من ممارسين عامينء وأطباء أمراض النساءء وأطباء الأورام. واختصاصيين

٠‏ في الأمراض النفسية للأطفال والبالغين والأسرة. على الرغم من أنه كان يتعيّن على

امرضى حجز موعد مقدما. كانت هذه العيادة تمثل مقاومة نظيفة وفعالة وقوية في عصر التقشف.

وقد برزت فكرة إنشاء هذه العيادة لأول مرة في العام 2011, كما عرفت من سيديريس.ء الذي قال إنه في أثناء الاحتجاجات التي اندلعت في ميدان سينتاجما في أثينا في شهر مايو: «تحدث كثير منا عن [البدء في إنشاء عيادة]ء باعتبارها شكلا من أشكال المعارضة ضد الحرب الاقتصادية التي تشن علينا. فهذه الحرب كانت تؤثر فينا بدنيا ونفسيا». ومضى قائلا إنه قبل الأزمة «كانت الرعاية الصحية العامة على ما يرام» على رغم أنها مم تكن عظيمة: وكان الأطباء يساعدون المرضى المحتاجين إلى العلاج. وكسر هؤلاء قواعد وغضوا الطرف».

104

اليونان...

حين بدأت خدمات المستشفيات في التدهور في العام 22008 قررت الدولة أن رفاهة مواطنيها تعد أقل أهمية من استرضاء المانحين الدوليين. وهنا استرجع سيديريس من ذاكرته ما كان يحدث من أهوال قائلا: «كان مواطنون بلا تأمين صحي ينتقلون من مستشفى إلى آخر للحصول على علاج؛ وم تعطهم المستشفيات إياه لأنها كانت تفتقر إليه. ومن العام 2010, كنا في حاجة إلى توفير بدائل».

وهكذا؛ ولدت عيادة «متروبوليتان كوميونيتي كلينيك». ففي ديسمبر من العام 1 بدأ ستون متطوعا من الأطباء العمل في قاعدة قديمة للجيش الأمريكي, واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الاهتمام والمتطوعين. وكانت العيادة أول عيادة مجتمعية في أثينا والثانية في اليونان. وظل إيجار المكان مجانياء ودفعت البلدية المحلية رسوم الكهرباء والفواتير الأخرى. وظلت المهمة شاقة. خصوصا مع وجود ثلاثة ملايين شخص غير مشمولين بمظلة التأمين الصحي من مجموع السكان البالغ أحد عشر مليون نسمة. وكان لدى العيادة 250 متطوعا يعملون كل يوم؛ وفي وقت مبكر من المساء فيما عدا يوم الأحد. وفي الفترة ما بين العامين 2011 و2014, ساعد هؤلاء 28 ألف مريض.

وأخبرني سيديريس بأن العيادة كانت لديها قواعد صارمة: «فلا وجود لسياسة حزبية» ولا نأخذ تبرعات مالية. سوف نقبل تبرعات الأدوية. ولكن لن نسمح بزيارات سياسيين يونانيين ترافقهم أطقم العاملين في قنوات تلفزيونية. ولا تنشر العيادة إعلانات عن المتبرعين بالأدوية - يظل هؤلاء مجهولين للناسء كما أننا نحاول عدم الارتباط بالشركاتء أو الأفراد. أو المنظمات غير الحكومية التي أقحمتنا في الأزمة اطالية. وليس لدينا قادة. وإنما لدينا هيكل تنظيمي أفقيء وجمعية تتخذ القرارات بشأن المسائل الكبرى».

وكانت العيادة تقبل فقط الفقراء والعاطلين عن العمل الذين لم يكن لديهم «نحن نقبل جميع الأعمار والأجناسء: ونقبل حتى الصناعيين السابقين الذين قد تعثروا ماليا. ونفحص الشهادات التي يقدمها الناس للتأكد من أنهم في حاجة إلى الرعاية.ء حيث إن لدينا مصادر في المستشفيات ووزارات الحكومة. ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي تساعدنا في التحقق من صحة هذه الأوراق».

105

رأسمالية الكوارث

وكان من الصعب قبول هذا الواقع القاتم في إحدى دول العام الأول. وقال سيديريس: «من الصعب غالبا في دولة أوروبية رؤية أطفال يعانون سوء التغذية. فهذا النظام الملعون مم يكلف نفسه عناء قضاء بضع ساعات حتى لإعطاء المواطنين حقوقهم باعتبارهم مرضىء ولذا نحن نزود الناس بمعلومات طعرفة الرعاية الصحية التي يمكنهم الحصول عليها. نحن لا نحاول أن نكون بديلا من نظام الصحة العام, ونأمل أن نغلق العيادة قريباء عندما تصبح لدى المستشفيات العامة موارد جيدة مرة أخرى».

وحكى سيديريس قصة تجشد الصورة الحقيقية لليونان التي دمرها التقشف. ففي شهر مايو من العام 22014 احتاج رجل في الرابعة والخمسين من العمر إلى إجراء جراحة عاجلة في القلب. ولكنه كان عاطلا عن العمل وم يكن يتمتع بالتأمين الصحي. فما كان من المستشفى إلا أن رفض في بادئ الأمر إدخاله خوفا من عدم حصوله على تكاليف العلاج بالمرة» بيد أن الرجل قال إنه سيقدم وثائق الرعاية الاجتماعية المطلوبة عندما يتسلمها. وأقنع طبيبه المعالج المرافق بأن المريض في حاجة إلى العملية والتي لا بد أن تجرى له في الحال.

هذا الرجلء الذي م يُكشف عن اسمه؛ ظل راقدا في غرفة العمليات في انتظار تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب عندما وصل شخص من إدارة المحاسبة في المستشفى. ونظرا إلى أن المريض لم يقدم وثائق الرعاية الاجتماعية الضرورية: أرغم المحاسب الأطباء على إيقاف إجراءات العملية. وفي اليوم التالي فقطء وبعد ضغوط مارستها عيادة «متروبوليتان كلينيك», أجريت للرجل جراحة لإنقاذ حياته. وبدلا من الاعتراف بالخطأء ألقت وزارة الصحة اليونانية اللوم على الرسولء متهمة العيادة باختلاق القصة. وفسر سيديريس هذا بقوله: «المرضى الذين يأتون إلى هنا غالبا ما يشعرون بالخزي والخوف من سرد حكاياتهم للعيادة. حتى من دون الإفصاح عن هوياتهمء وإن كان القصد من وراء ذلك نشر حقائق واقع الصحة. لأنهم يخشون العقاب من دولة قد تعطيهم القليل من النقود».

وبعد فوز حزب سيريزا في انتخابات 2015, ذكر المستشفى العام «بأننا رأيناء في دولتنا الأوروبية في العام 2012, أطفالا بدوا كأنهم أطفال يتضورون جوعا والذين يظهرون على ملصقات من مناطق المجاعة. في ذلك الوقت يدأنا بتوفير حليب

001006

اليونان... الأطفال والحفاظات للرضع. وقد كنا نفعل هذا منذ ذلك الحين. وبحلول العام 3 وفرنا هذه الأشياء بنحو منتظم ما يزيد على 300 طفل».

من جائبه. تحدث الدكتور حيورحوس فيشاس 712285 3101805 مؤسس العيادة» وهو رجل دمث الخلق ذو شعر بني كثيف, بهدوء ونبرة تنم عن الإصرار بشأن ما اعتبره التزامه الممهني والشخصيء فقال: «مرضى السرطان يحصلون في الأغلب على المساعدة من أطباء ينتهكون القانون بإعطائهم أدوية [الدولة لا تقاضي هؤلاء الأطباء]. وم أرَ قط أشخاصا لديهم أورام كبيرة كهذه قبل الأزمة: لأنه لا يوجد دواء كاف لعلاج هذه الأورام السرطانية الآن. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت هنا أنه نظرا إلى عدم توافر الأنسولين في الأغلب لعلاج مرض السكريء ينتهي الأمر بأن تتكبد الدولة مزيدا من التكلفة المالية بسبب نقص الرعاية الأولية والدواء. وهذه الأيديولوجيا النيوليبرالية تولي امال أولوية أعظم من حياة الناس».

وقد دفع فيشاس همنا لالتزامه بتوفير رعاية صحية مجانية. وهو ما أوضحه بقوله: «سيارقٍ اقتحمت. وسُرق حاسوي المحمولء واسئولي على أوراق ثم عثرنا عليهاء وفي مرة أخرىء اقتحم مكتبي. إنها عملية تحرش مستمرة من جانب بلطجية. لقد ساعدت محتجين في ميدان سينتاجما عندما كانوا يتعرضون لهجمات الشرطة, وتعرضت للضرب شخصيا على أيدي الشرطة». وفي غضون أيام بعد فوز حزب سيريزا في الانتخابات. أمر وزير الشرطة الجديدء نيكوس فوتسيس 515غنا170 ومعل201 - وهو نفسه كان ضحية لوحشية الشرطة - بإزالة الحواجز الفولاذية في سينتاجما. وتابع فيشاس قائلا: «هذا العمل يمنحني قوة, غير أنني آمل ألا تكون هنالك حاجة إلى وجود هذه العيادة في السنوات المقبلة. لقد رأينا كثيرا من الأمم والمعاناة. إن أسوأ شيء يمكن أن نفعله هو الاعتياد على هذا الوضع». كان فيشاس يلعن مهنته. التي صارت مشبعة باللامبالاة والأنانية. وأردف قائلا: «الأغلبية من الأطباء لا يعيرون المستشفيات المجتمعية اهتماما وينتقدون عملنا. وأنا أعرف أن هذا الموقف بين الأطباء كان موجودا قبل الأزمة. لذلك أنا ممتن أن بعض الأطباء يساعدوننا».

في مثل هذه الظروف القاسية, تجلى التقدير للنعم الصغيرة. ففي أوائل العام 3 حاولت جمعية أثينا الطبية ومعطعة دهغوكهووة 1م2401 إغلاق العيادة. مشيرة إلى أنها لم تحصل على التصاريح الضرورية. وفي أواخر العام 2013,

107

رأسمائية الكوارث حين وصلت شرطة مكافحة المخدرات ومعها قاضية. حملت هذه القاضية حقيبة مملوءة بالعقاقير للتبرع بها. كان من الممكن أن تغلق العيادة.

كان الوقت الذي أمضيته في العيادة لحظة نادرة خلال زيارق اليونانية» والتي شعرت فيها بالأمل. وكان هذا هو الشعور الذي شاركني فيه فيشاس وهو يقول: «إننا رومانسيون في هذه العيادة. ونحن نستمد الشرعية من المجتمع: ورأس ال مال الاجتماعي. وقد طلبنا من الناس تقديم العون لنا». ومع قليل من الثقة بالدولة أو بالإعلام التابع لها - «سيكون غوبلز!* واعطاءه© فخورا بالصحافة اليونانية. فمن المفترض أن نكون دولة ديموقراطية ولكننا نوشك أن نصبح ديكتاتورية مالية» - كان فيشاس يرى فكرته تنتشر بنحو متزايد عبر أوروبا المفتتة. وقال: «افتتحت على الفور أول عيادة مجتمعية في هامبورغ بأطانيا - ثمة 16 ألف شخص غير مشمولين بمظلة التأمين الصحي هناكء لذلك أخذت العيادات المجتمعية تنمو عبر أوروبا».

إن التراجع في الرعاية الصحية الحكومية في الدموقراطيات الحرة والمفتوحة وفر تحذيرا بأن السياسات امالية المتشددة أفضت إلى حالة من التنافر الاجتماعي. يمكن القول بأن المسائل الأكثر خطورة تمحورت حول الدور الذي يضطلع به اليورو في الأزمة الاقتصادية اليونانية. فهل كان اليورو هو المسؤول في النهاية عن تراجع البلاد؟ وعلى رغم أن حزب سيريزا تعهد بالبقاء في منطقة اليوروء فإن رأسمالية الكوارث باتت أكثر تطرفا في ظل القواعد التي وضعها. «اليورو هو ببساطة المارك الأماني مع وجود نجوم صغيرة عليه». كان هذا ما كتبه الصحافي الاستقصائي جريج بالاست 221256 06168 بعد فوز سيريزا في انتخابات العام 2015. ذلك أن روبرت مونديل 11علصد/ة :5ءطه820؛ الأستاذ بجامعة كولومبيا الأمريكية - وهو الذي كان وراء إزالة القيود التنظيمية لكل من اليورو وفترتي حكم ريغان وثاتشر - أخبر بالاست أن الهدف الرئيس لليورو كان تجريد البرلمانات من القدرة على السيطرة على سياساتها المالية. وفسّر هذا الأمر لبالاست فقال: «من دون السياسة المالية» يكون السبيل الوحيد لدى الأمم للإبقاء على الوظائف هو التخفيض التنافسي للقواعد المطبّقة على الأعمال»20.

لين (*) وزير الدعاية السياسية في أطانيا النازية منذ العام 1933 إلى العام 1945. [المحرر].

08

اليونان...

في أثيناء لفت انتباهي غلاف صحيفة يومية كبرى. فقد عرضت الصفحة الأولى صورا ملونة قدهة لزعماء حزب «الفجر الذهبي» وهم يؤدون التحية الفاشية أمام العَلّم النازي وصورة لأدولف هتلر. وعرضت القصة:. التي كتبها الصحافي البارز المختص في الحركة في اليونانء ديممتريس بساراس 252585 1)15د1(1: دليلا لا يممكن إنكاره يبرهن على إعجاب الشخصيات البارزة في الحزب بالنازيين» وأن هذا الاقتراح لم يكن مؤامرة من قبل «النظام» بقصد تشويه سمعتهمء كما زعموا بنحو روتيني2.

وفي غضون السنوات الأخيرة. فوجئ العام بصعود «الفجر الذهبي» - وهو حزب وقح يرفع شعار النازية الجديدة والذي تزايد التأييد الشعبي له ليصبح ثالث أكبر حزب سياسي في اليونان» وكما أكدت نتائج انتخابات العام 2015. كان من المستحيل إنكار أنه كانت هناك أقلية كبيرة ومعيرة من المواطنين اليونانيين كانت تعتقد أن الفاشية هي الحل الأفضل لبلادهم. وبعد الانتخابات الأوروبية التي أجر يت في مايو من العام 2012, والتي شهدت الحزب ينمو ليصبح قوة لا يستهان بهاء لم ينكر هذا الواقع سوى هؤلاء الذين أصابهم العمى السياسي. في بعض مناطق أثينا؛ وفي أوساط الطبقات الفقيرة جداء وكذلك الطبقات الغنية جداء تنامى التأييد للحزب بنحو حاد. ٠‏ وفي معرض تعليقه على ذلكء قال نيك مالكوتزيس 5ثعاندام»!3421 عك871, نائب رئيس تحرير الطبعة الإنجليزية من صحيفة «كاثيميريني» أصذرع :فلا12 اليومية: «يجب ألا يكون من قبيل المفاجأة أنه في بلد قد خضع في القرن الماضي لاثنين من أنظمة الحكم الديكتاتورية الفاشيةء هما الاحتلال النازي ونظام الحكم المتعاون معه. فضلا على حرب أهلية لم تندمل جراحها قط بنحو سليمء أن يكون هناك هؤلاء الذين يتوقون إلى حكم أقصى اليمين الاستبدادي». وأضاف أن هذا قد كان «واجهة» على أن الأمة ستتحرك حتما صوب الغرب وأوروبا. وفي شهر يونيو من العام 2014, أبدى مالكوتزيس أسفه لأن «نسخة الفجر الذهبي من أغنية هورست فيسيلع5028 1865561 غ1*711025 كانت تتردد خارج مبنى البرطان اليوناني بينما راح مؤيدو الحزب يتجولون في أرجاء ممرات المبنى كأنه قاعة الجعة في ميونيخ في العام 3. كم كان هذا الأمر مشينا ومخزيا».

(*) كانت هذه الأغنية النشيد الذي يردده الحزب النازي في أطانيا. [المترجم].

109

رأسمالية الكوارن

التقيت ديمتريس بساراس في مكتب صحيفته الكائن وسط أثيناء وهو مكتب ذو مساحة مفتوحة مشتركة بين العاملين في الطابق الثاني وبه عدد قليل من الصحافيين الذين كانوا يعملون على أجهزة الكمبيوتر. كانت لدى بساراس لحية رمادية كثيفة, وتطل من عينيه نظرة حادة. وفي أثناء المقابلة معه. أطلعني على نسخة صدرت في العام 2007 من مجلة الفجر الذهبي والتي كانت تحمل صورة هتلر على غلافها. أما النص فكان: «من 1945 إلى2007: مرور 62 عاما على موته [هتلر]».

بادرني بساراس بقوله: «الفجر الذهبي كان جماعة هامشية على مدار عقود. والآن» هناك مئات الآلاف من الأنصار. وهو قد كان ولايزال حزبا نازيا متعصبا». أما الشعبية التي يحظى بها الحزب» فهي تُعرّى إلى سرد فعال: «ولأن الحكومة تفعل الشيء القليل ضد المهاجرين: نجد أن الفجر الذهبي يتخذ إجراءاتء بما في ذلك تنفيذ أعمال شغب وهجمات عنيفة منظمة في وسط أثينا. وحتى شهر سبتمبر من العام 2013, لم يخطر في بال الدولة اليونانية أنها تتعين عليها ملاحقة قادة الحزب. فكانت تلاحق هؤلاء الذين يرتكبون الجرائم فقط».

وفي أكتوبر من العام 2014: ومع وجود كثير من قادة الحزب في السجن بسبب ارتكاب جرائم قتلء ومخالفات بشأن استخدام أسلحة بصورة غير قانونية» وهجمات لا حصر لها على مهاجرينء أعلن رئيس الادعاء العام اليوناني أن الحزب البرلماني برمته سيواجه محاكمة جنائية. وقد سمعت مرارا في اليونان أنه حتى إذا حل الفجر الذهبي ووضع جميع الأعضاء في تسلسله الهرمي في السجنء فإن تأييد أفكاره وسياساته لن يختفي. فقد أطلق السّم بالفعل. ويمكن لجماعات أخرى أن تنشره.

شعبية حزب الفجر الذهبي هذه لم تنشأ من العدم. فحتى العام 2010, كانت الجماعة أشبه بقوة شرطة خاصة. ففي أثناء المظاهرات. كان يقف أعضاء هذه الجماعة خلف القوات الخاصة الرسمية ويستخدمون السكاكين ضد المحتجين ومثيري الفوضى. وكانت الشرط ترتبط بعلاقة جيدة معهم.: وأظهر كثير من مقاطع الفيديو المصورة هذه الديناميكية الحميمة. وتكشف هذا بنحو صارخ في انتخابات العام 2014: عندما أعطى أكثر من 50 في المائة من رجال الشرطة في أثينا تأييدهم لهذا الحزب الفاشي. الذي حصل على نسبة بلغت 9,4 في المائة من الأصوات في الانتخابات العامة.

110

اليونان...

بدأ بساراس في إجراء تحقيقات صحافية استقصائية عن الفجر الذهبي حين كان لايزال حركة هامشية. وعن ذلك قال: «بدأت الكتابة عنهم في أوائل التسعينيات. ولكن منذ الثمانينيات, كانت لديهم صلات بالدولة العميقة في اليونانء مثل الكنيسة والشرطة. وفي العام 2006, عيْن شقيق زعيم هذه الجماعة في منصب الرجل الثاني المسؤول في الجيش اليوناني. كما أن شقيقا آخر لزعيم الحزب يعمل محاميا بارزا في أثينا. ورؤساء الفجر الذهبي هم جزء من المؤسسة هناء وليس حليقي الرؤوس!*, وقد عرفت قيادة الحزب عقودا طويلة. اليونان مم تشهد قط عملية تحرر من النازية بعد الحرب العالية الثانية».

وكانت جاذبية الفجر الذهبي تعتمد على قدرتها البارعة على خلق صورة خيالية لماض حافل بالأمجاد يدنسه يساريونء ومثليونء ومسلمونء ومهاجرون. وعلى الرغم من أن أحزاب أقصى اليمين كانت موجودة من قبل ووجدت التأييد في الماضي» بيد أن أيا منها م يشهد صعودا مثلما حدث مع حزب الفجر الذهبي. وأراد أنصار الحزب «الثأر من النظام السياسي»». كما فسّر بساراس ذلك. إذ كان مؤيدوه ينتمون إلى «فئات الأشخاص الأكثر يأسا في المجتمعء والعاطلين. وأشخاص ليس لديهم أمل في الحصول على وظيفة. وهو ما استغله الحزب» قائلا: سنطرد ال مهاجرين حتى نوفر لكم الوظيفة». ولعل من السخرية أنه في بلد تهيمن عليه رأسمالية الكوارث إلى هذا الحد. أبدى الفجر الذهبي معارضة تتسم بقوة البلاغة للخصخصة. ولكن «في الواقع, إنهم يؤيدون كل رأسمالي كبير في اليونان. وفي البرمان صوت هؤلاء حتى ضد فرض ضريبة زهيدة على أصحاب السفن» - في العام 2012, وقف الحزب إلى جانب أوليجاركيي قطاع الشحن بحجة تشجيعهم على توظيف يونانيين محليين فقط - «وهذا مماثل للوضع أيام الديكتاتورية اليونانية, حين حظي الرأسماليون بالدعم من الطغمة العسكرية الحاكمة». وفي تلك الفترةء تعرضت الطبقة العاملة, يما في ذلك نقابات العمال والجماعات السياسية: لممارسات قمعية وحشية.

هذا كله أنكره واحد من أكثر أعضاء الفجر الذهبي تألقا والذي قابلته في منطقة بيكرمي ندععلةط: التي تبعد مسافة 19 كيلومترا عن وسط أثينا. وكان

(*) حليقو الرؤوس 6205 طهلاة تشير إلى ثقافة فرعية نشأت في الستينيات في إنجلتراء تنطلق من واقع التغريب الاجتماعي وقيمة تضامن أفراد الطبقة العاملة. [المحرر].

111

رأسمانية الكوارث

الدكتور إيبامينونداس إن. ستائيس 5ذط)562 .]2 2025مصنصهم, البالغ من العمر اثنين وسبعين عاماء مرشح الحزب الذي خسر في الانتخابات الأوروبية للعام 2014 (إلى جانب عديد من الجنرالات اليونانيين المتقاعدين). يعيش في منطقة بها تلال متموجة وقليل من الممتلكات, عدا القصور الكبيرة المطلة على مناظر خلابة. أما منزل ستائيسء الذي كان يقع وراء سور عال عليه شعار (جي فور إس). والذي يشير إلى الشركة الأمنية الخاصة التي كانت تحرس اللمكانء فكان فسيحا. ولدى وصولي رحبت بي ابنتهء وهي مختصة في التاريخ في أوائل العشرينيات من العمرء ورافقتني إلى الداخلء حيث كان ينتظر في المدخل بابتسامة على وجهه.

أصابتني الصدمة ما رأيته في المنزل المكون من ثلاثة طوابق. الأرضية التي على مستوى الشارع بها أثاث مغطى بملاءات («لا نستخدم هذه الأرضية في الصيف»). وعدد لا حصر له من اللوحات على الحائطء وسجاد به تفاصيل دقيقة مفروش على الأرضء وأضواء في مستوى العينء وشمعدانات. ولدى نزولنا في مصعد صغير للغاية وبطنه السمين يكاد يلامسني. خرجنا من المصعد إلى غرفة بها ستائر مسحوبة. كان يوجد في الغرفة بعض الأضواء العارية التي سطع نورها على صور كثيرة للمسيح في مكتبة مجهزة تجهيزا جيدا. وقال لي ستائيس: «أنا مؤمن أرثوذكسي يونانيء وأذهب إلى الكنيسة نحو مرتين كل شهر». وكانت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية قد ساندت بنحو علني حزب الفجر الذهبي ونهجه الفاشي*2©. وفي الخارج. لاحظت وجود حمام سباحة كبير وأشجار نخيل تطل على الجبال. كانت هذه عائلة ذات نفوذ مؤسسيء ولأن خلفية ستائيس المهنية كانت في مجال الطبء. تساءلت كيف أمكنه كسب هذا اطال الكثير.

وحين بدأنا الحديث. أحضرت ابنته كوبا من اماء البارد, والقهوة المثلجة» وآيس كريم أخذ يذوب تدريجيا أمامي بينما أحرزت اللمقابلة تقدما. وأحسست بأن ستائيس كان يريد التصدي لعديد من الانطباعات التي انتشرت محليا وعالطيا حول الفجر الذهبي. وقال: «باستطاعتك أن تسألني عن أي شيء. حتى إن كان شيئا قد أجده هجوميا جدا». وبينما راح يحدق إلي بشدة, أخذ يجفف بنحو متكرر العرق المتصبب على وجهه بمنديل ورقي وهو يدخن سجائر رفيعة بنحو مستمر. وقال: «الملكية هي امتداد لأجسامنا - تلك هي فلسفتي». وكان ستائيس جراحا متقاعدا

112

اليونان... في طب العظامء وهي المهنة التي أخذته إلى لندن ومدينة إبسويتش في جنوب شرقي إنجلترا. وقال: «كنت معنيا بالعلم فقط في المملكة المتحدة: وليس بالسياسة. لقد ناضلت من أجل أفكار وطنية وقومية طوال حياتي. وقد حاربت اليونان إلى جانب المملكة المتحدة وأستراليا ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية. وكنت دائما منخرطا في معترك السياسة اليونانية».

كان من الصعب الإدلاء بكلمة واحدة: فقد كان ستاثيس حريصا على شرح وطنيته. وأعطى تفسيرا دقيقا لمشكلة سوء الإدارة المالية في بلاده - «لقد دأبت الحكومة على سرقة ال مال العام عقودا من الزمان» إنهم محتالون ومختلسون» - ولكنه كان يعتقد أن عملية إحياء قوية لأقصى اليمين هي السبيل الوحيد لاستعادة شرف اليونان. وتابع قائلا: «لسنا نازيين أو فاشيين. إننا أبناء شعب حارب ضد النازية والفاشية. وعائلتي أعطت كثيرا من الدماء ثمنا ممحاربة الشمولية. نحن قوم محبون ومبدعونء وأنا لا أؤيد العنف ضد اللهاجرين».

وكان ستائيس حاذقاء وليس متعصبا بسيطاء وصاغ معارضته للمهاجرين باعتبارها مسألة قومية, وليست عنصرية. ذلك أن أسلوبه البلاغي في الجدال كان يشبه ما قد سمعته في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا من معارضين صريحين للاجئين. وقال ستاثيس: «يوجد ثلاثة ملايين لاجئ غير قانوني في اليونان» وقريبا سنكون غرباء في بلادنا. ففي كل يوم يأتي مزيد من قوارب اللاجئين» وتركيا لا تسترجع لاجئين كما يجب أن تفعل. وكثير من اللاجئين يضطلعون بأعمال سطو وسرقة: وتنشر النساء مرض الإيدزء وهم لا يدفعون ضرائب» كما يقتحمون المنازل ويقتلون من أجل القليل من اليورو. وأنا نفسي تعرضت للهجوم في بيتيء فنحن نعيش في ذعر وفي الأغلب لا نخرج ف أثناء الليل». وقال ستائيس إنه ليست لديه مشكلة مع الإسلام» ولكنه كان يخشى أن تستورد اليونان المشكلات التي حدثت في سورية وأفغانستان. «نحن قلقون إزاء تنظيم القاعدة في اليونان. حيث لا توجد عمليات تفتيش لعرفة من يدخل إلى هنا».

وكانت الهجرة ساحة معركة رئيسة في اليونان» والتي استطاع حزب الفجر الذهبي تسخيرها والاستفادة منها بدقة خبيثة. فالادعاء بأن النظام اليوناني أخفق في التصدي با يكفي للزيادة في طالبي اللجوء الذين يعيشون في المجتمع كان صحيحاء

113

رأسمالية الكوارث وأدى هذا الإخفاق حتما إلى إشاعة الخوف وجنون الارتياب. وجادل ستائيس قائلا: «اللجوء السياسي شيء جيد - إذ يجب علينا مساعدة أشخاص من سورية وأماكن أخرى: وهم يحتاجون إلى مساعدتنا فعلاء غير أنه لا بد من رفض المهاجرين غير الشرعيين». وأردف قائلا: «ينبغي إرجاع الغزاة غير الشرعيينء ولا بد أن نوقع اتفاقية جديدة بهذا الشأن مع الاتحاد الأوروبي وتركيا. وهنالك مناطق في أثينا تحولت الآن إلى [أحياء لحوادث العنف] وهي مكتظة بالمهاجرين». وقال إن حلمه هو أن يعطي اليونانيون أغلبية من الأصوات للفجر الذهبي في انتخابات مستقبلية. وكان يعرف أن إحدى طرق تحقيق هذا الحلم يمكن أن تكون من خلال طرح برنامج للحزب يتضمن التحاور مع أرباب الأعمالء وتشجيعهم على فصل المهاجرين من العمل ثم توظيف يونانيين محليين بمعدل الأجر نفسه.

والحقيقة أن التمثيلات الأيقونية المتعلقة بالفجر الذهبي وافتتانه بالنازية كانا يمثلان جوانب رئيسة في هويته. وساءلت ستائيس. الذي زعم أنه لم يكن قط عضوا في الحزب بل أحد أتباعه فقطء وأنكر كل شيء: «الحكومة اليونانية تكذب حين تقول إن رمز الفجر الذهبي مثل الصليب المعقوف**, ولكنه رمز يوناني». وقفز واقفا وأحضر ورقة مطوية. والتىي حمل أحد جانبيها الصليب المعقوف للنازية في حين حمل الجانب الآخر شارة الفجر الذهبي. وتساءل بصوت عال: «هل هذان متشابهان؟ بالطبع لا!».

بعد ذلك اختفى ستائيس فترة قصيرة وعاد ومعه جهاز «آي باد» 1520 حيث أظهر بي رمز الحزب على موقعه الإلكتروني. وقال: «أترى. هذا الرمز لا يشبه قط الصليب المعقوف». الواقع أنه كان هناك تشابه كبير بين الاثنين. وقال: «إننا متهمون بترديد أغان نازية, ولكنها ليست كذلك - هي أغان وطنية وعسكرية». ولكنه اعترف بأن عددا قليلا من أعضاء الحزب «قد ارتكبوا كثيرا من الأخطاء بمرور السنينء مثل تأييد هتلر والنازيين». وعرضت عليه غلاف مجلة الفجر الذهبي في عددها الصادر في العام 2007 مع صورة إيجابية ورسألة عن هتلر. وقال: «لدينا الآن كثير من المثقفين للمساعدة في تطوير الحزب». هذا الكلام البلاغي م تساعده أمثلة لا تعد ولا تحصّىء والتي تثبت عدم

(*) الرمز الذي اشتهرت به النازية في أطانيا: السواستيكا مكللاقة”5. [المحرر].

114

اليوتان... صحته. وذلك من قبيل عضو برطاني ينتمي إلى الفجر الذهبي والذي استخدم التحية النازية في أثناء حدث نظمه الحزب في جزيرة كريت 6اء02 في العام 2014.

ودان ستائيس ما حدث في العام 2013 بشأن قتل بافلوس فيساس 220105 35 »؛ وهو مغني راب يوناني وناشط مناهض للفاشيةء لكنه رفض دليلا واضحا على أن جيورجوس روباكياس 25كلةم801 6106805: وهو عضو في الفجر الذهبي. قد كان متورطا في الحادث. فهو لمم يكن في حالة مزاجية تجعله يعترف بأن حزبه قد شارك في أعمال عنف لا حصر لها ضد خصوم. وبدلا من ذلك ادّعى أن عناصر من الجناح اليميني تعرضوا للاضطهاد. وقال: «لا بد أن تكون يساريا حتى يكون لدمك قيمة في اليونان» ولكن دم كل رجل ف اليونان له قيمة». ومما لا يثير الدهشة أنه أبدى تخوفه من تشكيل حكومة يقودها حزب سيريزا.

وتحديت ستائيس بخصوص معاداأة الحزب للسامية وتبني الفاشية. ولكنه رفض كل ادعاءاتيء وزعم على نحو زائف أن المجتمع اليهودي المحلي «م تكن لديه مشكلة مع الفجر الذهبي». على رغم أن الجماعات اليهودية في الخارج كان لديها مشكلات. وخلافا للبعض من زملائه» لم ينكر الهولوكوست - إذ كان من الذكاء بما يكفي لعرفة أن القيام بذلك أمام صحافي غربي لم يكن بالخطوة الأفضلء ولكن «يجب ألا يُوجه إلي اللوم بلا فعله هتلر أو ستالين. فقد كنت أحد ضحايا هتلر. وربما ينكر البعض في الفجر الذهبي المحرقة النازية ضد اليهود. وأنا أتحاور معهم لأحاول تغبير آرائهم».

وشأن العديد من اليمينيين في أوروبا اليومء كان يؤيد إسرائيل بزعم أنها تقف على خط المواجهة في حرب ضرورية ضد الإرهاب الإسلامي. وقال: «أحب الإسرائيليين, ولا أفهم م تقفٌ الحكومة الإسرائيلية ضدنا. كما أحب الرئيس الرومي فلادهمير بوتين, لأنه قومي ويحب بلاده. وستكون أوروبا أقوى قارة في العالم فقط عندما تنضم روسيا إلى المجتمع الأوروبي». وقد امتدت براثن الحزب حتى إلى أسترالياء حيث تُنظم حملات لجمع التبرعات من وقت إلى آخرء غير أن التأييد له ظل ضعيفا على الرغم من أن ملبورن تضم أكبر تجمع للجالية اليونانية خارج اليونان20.

كان ستاثيس ممتعا في الحوارء ومصمما بوضوح على محاولة تغيير وجهات نظري حيال «الفجر الذهبي». عرّض وجهة نظر تنم عن حسن الاطلاع بشأن الحزب

115

رأسمالية الكوارث

وسياسته. وبعدة طرقء وكأي شخص رأى نفسه مثقفا يقدم الدعم للحركة: كان أكثر خطورة من مجموعة من حليقي الرؤوس. كان الوجه الألطف للحركة؛ مقابل «بلطجية» الحزب الذين كانوا ينفذون الأعمال القذرة - على رغم أنه أنكر أن يكون الفجر الذهبي قد فعل هذاء مصرا على أنه إذا فعل ذتك, فسوف يدين هذه الممارسة.

مع وجود معظم قادة «الفجر الذهبي» في السجنء كنت حريصا على مقابلة واحد من برطانيين قلائل ممن يمثلون الحزب والذين يعيشون ويعملون في الخارج. وهكذا أجريثٌ مقابلة مع عضو «الفجر الذهبي» بالبرمان» إلياس باناجيوتاروس 5 1113595 أمام مبنى المحكمة العليا في أثينا. في صباح يوم وصوليء كانت المحكمة تنظر في دعوى استئناف مرتبطة بقيادة الحزب التي بقيت في السجن. وم يكن هناك أنصار يرفعون أعلام الحزبء ولكن عددا من الرجال المنتسبين بوضوح إلى الحزب جاءوا إلى باناجيوتاروس للعانقته ومصافحته. وكان هؤلاء الرجال مفتولي العضلات وموشومين.

أما باناجيوتاروسء فقد كان رجلا ضخما ذا بطن كبيرء ولحية في منطقة الذقن, وكان أصلع الرأس. كانت لديه نقاط للحديث عنهاء وم يكن خائفا من تكرارها إلى حد الغثيان: «كل برطاني من الفجر الذهبي يؤمن بالدولة, والأمة والتراث: والفخرء والكرامة. والقضايا المرفوعة ضد قيادتنا هي اضطهاد سياسي مائة في المائة. فقد تبين أن اثني عشر على الأقل من أعضاء البرمان تابعين لحزب باسوك متورطون في سرقة أموال ومع ذلك لم يقل أحد إن باسوك منظمة إجرامية. إننا قوميون يونانيون».

وثمة سبب رئيس وراء نجاح سيريزا في انتخابات العام 2015, وهو الرفض الشعبي العام لجيل برمته من السياسيين من الأحزاب القديمة. فالنزعة القومية قد استخدمت بخبث وسخرية وأسيء استخدامها من قبل القوى ال محافظة و«الفجر الذهبي» على السواء. وكان باناجيوتاروس على صواب إلى حد ما - ذلك أن عددا لا يُحصى من الساسة اليونانيين كانوا من المرتشين والنفعيين يسعون إلى إثراء أصدقائهم من أصحاب الشركاتء غير أن منظمته لم تقّم بمهمة عامل النظافة.

كما عارض «الفجر الذهبي» علنا إجراءات التقشف المفرطة, ولكن خططه الرامية إلى إعادة إحياء اليونان كانت تتضمن طرد المهاجرين من البلادء ومناهضة

116

اليونال...

الإسلام, والعودة إلى ماض استبدادي حرم الجماهير من حق التصويت في الانتخابات. كانت هذه رسالة تردد صداها في أرجاء أوروباء من فرنسا إلى هولندا. وكان انعدام المساواة الاقتصادية والتعصب العرقي يهددان الاستقرار المستقبلي لأوروباء وبدا أن بروكسل كانت عاجزة عن الرد على هذا التحدي22.

وفي شهادة أدلى بها أمام قاضي الحكومة اليونانية, والذي كان يتحرى أمر «الفجر الذهبي». قال مرشح رفيع المستوى سابق من الحزب إن هدف «الفجر الذهبي» النهائي كان «حكم الحزب الواحد»9©. وزعم أن قيادة الحزب باركت العنف ضد المهاجرين لأنهم كانوا سيحصلون على «مكافآت» انتخابية, وأن الهجمات كانت «نوعا من الزخرفة». وكشفت أدلة أصدرها المدعي العام اليوناني في العام 2014 أن عددا لا حصر له من أعضاء «الفجر الذهبي». من بينهم بعض نواب الحزب في البرطان. قد تورطوا في أعمال عنفء وإحراق متعمد للممتلكات» وعمليات ابتزازء وقتل منذ التسعينيات على الأقل: والتي غالبا ما حدثت بالتواطؤ مع الشرطة وجهاز الدولة.

وحين تحديته بشأن اعتناق حزبه الفكرٌ النازي لهتلرء أبدى باناجيوتاروس رفضه لذلكء. وقال: «ماذا لو أن صورة لزعيمنا التقطت بجوار صليب معقوف نازي قبل أربعين سنة؟ إذا سألت كل زعماء أوروبا عما كانوا يفعلونه قبل أربعين سنة. فمن المحتمل أن تجد قصصا مشوؤقة أيضا». وخلال الوقت الذي قضيته في اليونان لم يكد يوم يمر من دون صور جديدة وحديثة في وسائل الإعلام لأعضاء «الفجر الذهبي» وهم يحاكون الأيقونية النازية. وكان باناجيوتاروس يريد من الاتحاد الأوروبي أن ينفذ «سياسة صارمة للهجرة» بزعم أن «الهجرة غير القانونية هي في الأغلب جهاديون إسلاميون يخططون من أجل الاستيلاء على أوروبا. وإذا كان السوريونء أو العراقيون» أو الليبيون في حاجة إلى الذهاب إلى مكان ماء يجب عليهم الذهاب إلى الولايات المتحدة, الدولة التي سببت الحروب في دولهم. فلتأخذ الولايات المتحدة هؤلاء الناس».

وزعم باناجيوتاروس أنه يتخذ موقفا ضد الخصخصة المتفشية. وذلك على رغم سجل حزبه ف البرلمان والذي ساند الخطوات الهادفة إلى إبرام تعاقدات خارجية لخصخصة الخدمات الحكومية. وقال: «لقد دأبت اليونان على الاستغناء عن أصول

117

رأنسمانية الكوارث وجسور. ونحن ضد هذا. نحن لسنا ضد الإنتاجية. ولكننا بنسبة مائة في المائة ضد الاستغناء عن أصول حرة. لدينا خونة في الحكومة هنا ممن قد فعلوا هذاء باعوا أصولنا مجاناء ويجب أن يواجه هؤلاء القانون وينالوا العقاب».

وبوجه عام كان هذا التصور للعام تذكرة بتيار أقصى اليمين في القرن الحادي والعشرين: حب إسرائيل وبوتين» مقترنا بالكراهية للمسلمين, والمثليينء وا منظمات غير الحكومية الغربية. فقد باتت روسيا بوتين رمزا للإعجاب لدى تيار أقصى اليمين في أوروباء من فرنسا إلى المجرء واليونان والمملكة المتحدة”7. وبالنسبة إلى البعض في أوروباء كان النظر نحو الشرقء باتجاه الصينء وروسياء والشرق الأوسطء ورفض منطق بروكسلء احتمالا جذابا على نحو متزايد. وكانت معارضة رأسمالية الكوارث لديها احتمال القدرة على توحيد عناصر اليسار واليمين معاء على رغم أن المعسكر اليميني كان يفضل شيطنة ولوم اللاجئين والمهمشين على إخفاقات البلاد. وحتى بعد فوز حزب سيريزا في انتخابات العام 22015, زار زعيمه أليكسيس تسيبراس موسكو. حيث لقي ترحيبا حارا من الكرملينء ودعا إلى «إعادة ضبط العلاقات» بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.

تذكرت كلمات الصحافي اليوناني ديميتريس بساراسء الذي أخبرني أن كراهية اليهود قد أصبحت تشكل اتجاها سائدا. فقد وجد استطلاع للرأي أجراه اتحاد مكافحة التشهير عناودء.آ ه5هدقتء1-ناصف في العام 2014, أنه كان لدى اليونانيين أكثر التوجهات المعادية للسامية في أوروبا. وكان ذلك انعطافا قاسيا أن جماعات كانت تبغض اليهود تقليديا صارت الآن تؤيد إسرائيل لكونها تقف على خط المواجهة ضد الإسلام. وقال بساراس: «معاداة السامية تَعَد مشكلة كبرى في اليونان» مضيفا: «كتابي المقبل يحمل عنوان «الأكثر مبيعا في الكراهية: بروتوكولات كبار صهيون 1825 - 2014» عط 5أمء2:060 يعتفط أه عع لاعواوعءظ عط]' 5 مات 125ع2014-8101. هناك كثير من ال محررين والصحافيين اللحسوبين على الاتجاه السائد يطبعون مواد على نمط البروتوكولات هنا». وقد رحب اليهود اليونانيون عموما بفوز سيريزاء على رغم موقفه الانتقادي تجاه إسرائيل» وذلك لأنهم قد عانوا أيضا سنوات التقشف89©.

لذلك كانت الحركة المناهضة للفاشية مهمة جدا. إن معدل العنف والتهديدات ضد الأقليات والمهاجرين كان مخيفاء حيث أماط اللثام عن الفشل الذريع من جانب

118

اليونان... الدولة في فرض قوانين ضد الاضطهاد. إذ قال ثاناسيس كامباجيانيس 0828515 كتصصونعةمحمهكآ. الذي كان محامياء وناشطا مناهضا للفاشية: ويسارياء وعضوا في «كيرفا» :ع1 وهي «حركة متحدون ضد العنصرية والتهديد الفاثي» 10/107624 مقط أماعقمة8 عط لصة مسدواعدظ أمسصنتدعق لغ16زمناء قال: «لقد شار كت في بعض من أهم القضايا القانونية المناهضة للفاشية ضد الفجر الذهبي في السنوات الأخيرة, وقد امتهنتٌ هذا العمل بسبب نشاطي طويل الأمد المناهض للفاشية».

وكان كامباجيانيس المحامي اللوككل إليه الدفاعٌ عن أسرة لقمان, والتي دُمرت بعد أن قتل بلطجية من «الفجر الذهبي» ابنها الباكستاني البالغ من العمر سبعة وعشرين عاما وهو في طريقه إلى العمل في يناير من العام 2013. شاهد زوجان يونانيان عضوين من الحزب بعد وقوع الهجوم مباشرة, وألقي القبض على الرجلين. وعثرت الشرطة على مواد لها علاقة ب «الفجر الذهبي» في منزليهما. وقال كامباجيانيس: «كانت هذه جرمة عنصرية. زعم الرجلان أن لقمان اعتدى عليهماء ولكنهما كانا قد استخدما سكاكين وطعناه سبع مرات. وم توجد أي علامة على نشوب قتال. وحدث الهجوم في الساعة الثالثة صباحاء وكان الرجلان يبحثان عن شخص بني البشرة أو أجنبي للاعتداء عليه». وفي الحال تفجرت موجة من الغضب العام حيث شارك 20 ألف شخص في مسيرة احتجاجية جابت الشوارع نظمتها «كيرفا». وفي العام 22015 وبعد عامين من موت لقمان سافر والده. خادم حسينء من باكستان إلى اليونان للمشاركة في إحياء ذكرى مقتل نجله إلى جانب المئات من المؤيدين.

استغرقت المحاكمة ثمانية أيام. وفسر كامباجيانيس ذلك فقال: «محاكمة قاتلي لقمان كانت مهمة لإظهار أن هذه الهجمات عنصرية». وحتى العام 22013 «منحت الشرطة والحكومة الحماية للفجر الذهبي». وقضت ال محكمة بإدانة قاتلي لقمان وحكمت عليهما بالسجن مدى الحياة. وهي عقوبة تعني في القانون اليوناني السجن لدة ستة عشر عاما.

وكان كامباجيانيس قد أصبح مشاركا في محاكمة قادة «الفجر الذهبي» من خلال توكيله في الدفاع عن صيادي سمك مصريين تعرضوا للهجوم على أيدي أعضاء الحزب. وكان كامياجيانيس متشائما حيال التحالفات السياسية لبلاده. مفسرا ذلك بأنه كانت هناك صلات واضحة بين النخب السياسية و«الفجر الذهبي». وأشار إلى

19

رأسمالية الكوارث ذلك قائلا: «هناك علاقات قدممة بين أقصى اليمين والمؤسسة العسكرية, والدولة, والشرطة. وترجع هذه العلاقات إلى حقبة حكم الطغمة العسكرية وأيام الحرب الأهلية. هذه الروابط مم تنقطع قطء ولأن الشرطة مازالت تتعامل مع العديد من اللاجئين وتدير شؤونهمء فقد أدى ذلك إلى تقوية هذه الصلات».

في العام 2014, تعرض حزب الدمموقراطية الجديدة لهزة قوية من جراء شريط فيديو سَجْل خفية وبثه «الفجر الذهبي» وقد أظهر رئيس هيئة موظفي رئيس الوزراء أنطونيس سامارا 532852 وتصهغدة في ذلك الوقتء وهو يعترف لتحدث باسم «الفجر الذهبي» بأن التحقيق الجنائي ضد جماعة أقصى اليمين كان الهدف منه فقط هو تقليص خسائر الحزب الحاكم. واستقال رئيس هيئة موظفي رئاسة الوزراء من منصبهء وهو يزعم بطريقة غير مقنعة أن رئيسه قد كان جاهلا بتعاملاته9©.

وخلافا لكثيرين ممن التقيتهم في معسكر اليسارء أبدى كامباجيائيس فقط تفاؤلا مشوبا بالحذر إزاء احتمال كون حزب سيريزا قويا بما يكفي لحل المتاعب الاقتصادية التي تواجه اليونان. وتساءل: «هل سيريزا راديكالي إلى الحد الذي يكفي لأن يتعامل مع العديد من مشكلات اليونان؟ إن ما أخشاه هو أن يقبلوا هيكل الاتحاد الأوروي. إذ يعتقد أليكسيس تسيبيراس أنه يمكنك إصلاح شروط الاتحاد الأوروبي التي تنفذ اليونان بموجبها إجراءات ضد التقشفء غير أن سيريزا في حاجة إلى اتخاذ قرار. كما أن برنامج سيريزا لتعزيز الأجور والمساومة الجماعية غير متوافق مع مطالب الاتحاد الأوروبي». وكانت هذه وجهة نظر عبّر عنها كثيرون ممن صوتوا لمصلحة سيريزا في انتخابات العام 2015 - غير أن الخروج من عملة اليورو ظل مطلبا لدى أقلية من الناخبين. وأعرب العديد في أوساط صحافة الشركات عن القلق من أن خروج اليونان من منطقة اليورو كان أمرا محتملا.

ومع بقاء المعارضة الشعبية للترويكا أقوى من أي وقت مضىء أراد كامباجيانيس أن تفكر بلاده مليا في مغادرة كل من عملة اليورو والاتحاد الأوروبي: «السماء لن تسقط على الأرض. والسؤال هو من الذي سيدفع ثمن الفترة الانتقالية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. والخطر يكمن في أننا نستنسخ الكارثة التي حلت بالأرجنتين, ولكنني أعتقد أنه يمكن أن تكون لدينا سياسة تضمن حماية مصالح الطبقة العاملة,

ورأس المال يجب أن يدفع».

120

اليونان...

إن أزمة اللاجئين في أوروبا صيغت في إطار باعتبارها أزمة طارئة تتطلب حلولا إقليمية وعامية. وهذا يُحَد صحيحا جزئيا: فالحرب في سورية لا يمكن حلها في أثيناء ولكنها كانت أيضا فرصة أعمال ضخمة. هناك آلاف من المساكين قد ماتوا غرقا وهم يبحثون عن حياة أفضل وأكثر أماناء كما كان الحال في حادث القارب المأساوي الذي وقع في مياه البحر المتوسط في سبتمير من العام 2014 والذي أسفر عن مقتل نحو 0 شخصء معظمهم من قطاع غزة وسورية”7. وكانت اليونان على خط المواجهة الأمامي. وكانت طالطا سياسة الاحتجاز الإجباري. والتي تقضي بترك اللاجئين في السجن أحيانا لمدة ثمانية عشر شهرا في ظل ظروف غير صحية!01. وفي العام 2014, ظهرت فكرة «فرونتكس بلس» 215 250266 التي دفع بها الاتحاد الأوروبي لكبح عمليات إنقاذ المهاجرين في عرض البحر لمصلحة مراقبة حدود أوروبا والسيطرة عليها. وبهرت علاماتٌ الدولار الشركات التي ستستفيد من وراء ذلك02,

كانت أعداد الأشخاص الذين يدخلون أوروبا مذهلة: ففي العام 22013 أبحر 5 ألفا من المهاجرين غير الموثقين في رحلات خطيرة في عرض البحر إلى اليونان» في حين كان يتعين على إيطاليا التعامل مع مزيد من عشرات الآلاف. وقالت وكالة إدارة الحدود التابعة للاتحاد الأوروني (فرونتكس) إن 40 ألفا من طالبي اللجوء وصلوا إلى أورويا في العام 2013. هذا التصاعد في تدفق اللاجئين أثار السخطء مما أدى إلى حملات كراهية الأجانب في اليونان. مثل حملة «زينيوس زيوس» 05نم ونا والتي كانت تستهدف جمع اللاجئين. وفي الفترة ما بين أغسطس 2012 ويونيو 2013 احتّجز ما يربو على 120 ألف مهاجرء وكان من بينهم أقل من 6 في المائة لا يحملون تصاريح إقامة قانونية. ولكن حزب سيريزا تعهد بإلغاء البرنامج, وإغلاق مراكز الاعتقال. وتأسيس منشآت أكثر انفتاحا. وبالنسبة إلى الادعاءات الخطيرة حول الانتهاكات ضد المحتجزين في مرافق لا حصر لها عبر البلادء فقد ظلت بلا حل أو تجوهلت7©. الاتحاد الأوروبي كان هو المسؤول بنحو مباشر عن هذا الوضعء وذلك بعد أن دفع أموالا إلى اليونان كان يعلم أنها أنفقتها على منشآت احتجاز قذرة للغاية وممارسات لقمع المهاجرين. وأصبحت اليونان تعتمد اعتمادا تاما على صدقات الاتحاد الأوروبي» إلى حد أنها كانت مضطرة إلى الإقدام على عمله القذر هذا.

121

رأسمالية الكوارث

إن البحث الذي جمعته «المؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية» "إعتاآه2 دولءعه8 حقة نوع ممتتاظ 101 رمت ملكصناه8 عتمعلاء11 فحص تكلفة سياسة الهجرة لدى اليونان في الفترة من 2008 إلى 2013. وقدّرت أنها كلفت 16 يورو يوميا لكل محتجز - وهو رقم منخفض جدا بالمقارنة مع التكاليف في مراكز الاحتجاز بأستراليا. ومع إصرار اليونان على إدارة عشرة آلاف من مراكز الاحتجاز بنهاية العام 2014, بتكلفة سنوية قدرها 57.6 مليون يوروء فإن الحكومة لم تكن تملك ببساطة المال اللازم لدفع هذه التكاليف029. وقد طلبت أثينا من الاتحاد الأوروبي مرارا وتكرارا مزيدا من التمويلء والذي من أجل الحصول عليه كان أحد الشروط المحتملة؛» استنادا إلى مجالات أخرى لسياسة المهاجرين. هو خصخصة بعض الخدمات. أما رفض احتجاز أعداد كبيرة من المهاجرينء فكان أحد حلول هذه السياسة والذي قلما طرح للمناقشة في إطار الاتجاه السائد.

وكان الردع المبكر إحدى النتائج التي أفرزها هذا الموقف. ذلك أن عسكرة منطقة البحر الأبيض المتوسط سببت بنحو مباشر وفيات اللاجئين في البحرء لأن اليونان ودولا أخرى أعطيت حرد ب نسبية لتنفيذ سياسات عدوانية ضد طالبي اللجوء. بمباركة من بروكسل. وفي مقابلة أجرنْها معه وكالة أنباء «إنتر

. برس سيرفيس» 5687166 21685 12665 قال مارتن ليمبرج-بيدرسين صنامة/1 معومعلء2-ع2ء تاصرعرآء وهو أستاذ مساعد في «مركز الدراسات المتقدمة للهجرة» 5 نهو مع111 لععسصدكلهم :15 «عادء0) بجامعة كوبنهاغن ومع اادملآ عع ة طصعم00 وأيضا خبير في شؤون التوريق امالي لسياسة الهجرة الأوروبية, قال: «الربيع العربي جلب معه سقوط حكام ديكتاتوريينء والذين كانوا حتى تلك اللحظة حلفاء رئيسين ممولهم الاتحاد الأوروبيء وذلك بغرض احتواء المهاجرين من الشرق الأوسط ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى الأراضي الأوروبية». ومضى قائلا إنه منذ ذلك الحينء «يبدو أن الاتحاد الأوروبي كان يسعى إلى تأسيس أنظمة مراقبة مماثلة»03.

أصبح الاتحاد الأوروبي مركزيا في عمليات التمويل» وتشجيع دوله والضغط عليها لعزل طالبي اللجوء وسجنهم. وفي يناير من العام 2013 أقرت فرونتكس بأنها كانت تعمل مع صانعي الأسلحة وخدمات الأمن البارزين في العالم. مثل شركة «لوكهيد

122

اليونان... مارتن» صناعة31 4ععطعكءمك ودإل3- للاتصالات» 0085م 1ناصتطدهت لإيجاد طرق جديدة لصد اللاجئين الآتين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط. «شرطة أمن الحدود الأوروبية تسير في الاتجاه الخاطئ». هذا ما صرحت به الأطانية سكا كيلر :16ا16 518. عضوة البرلمان الأوروبي من حزب الخضر لوكالة أنباء «إنتر برس سيرفيس». والتي أضافت أنه «مقابل خلفية إجراء تخفيضات مكنثفة في الميزانية وإجراءات التقشفء فإنه لا ممكن تصديق أن الاتحاد الأوروبي ينفق ملايين اليوروات من أجل بناء «بوابات ذكية». و[طائرات من دون طيار] من طراز «يو أيه في» /آخناء وغيرها من تقنيات المراقبة»69. وفي ظل القليل من التغطية الإعلامية أو طرق التمحيص الأخرى. شجّعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو أرغمت على شراء معدات جاهزة من السوق من شركات معتمدة مسبقا.

والواقع أن أعمال المراقبة والتوثيق للمهاجرين قد ولدت صناعة كبيرة. وتولى الاتحاد الأوروبي مسؤولية العمل مع شركات قد كانت لديها الرغبة القوية في تطوير والتوسع في طرق تستخدم في التصدي للجحافل اليائسة من المهاجرين. إذ كانت «الحدود الذكية» أداة لتحديد الأشخاص الذين مكثوا في البلاد بعد انتهاء مدة صلاحية تأشيراتهم» وهي أداة استخدمت قياسات حيوية وجمعت قاعدة بيانات تتضمن معلومات شخصية. وكان هذا البرنامج جزءا من «نظام يوروسور» 112 (نظام مراقبة الحدود الخارجية الأوروبية) والذي صمم لإقامة تعاون بين «فرونتكس» ودول الاتحاد الأوروبي. وكانت شركتا «تاليس» 1152165 و«ساجيم» ممععة5 في فرنساء وهما من الشركات الدفاعية البارزةء» تحتلان موقعا مركزيا في هذا النهج للتعامل مع الأمن وحماية الحدود, والذي نفذته نخبة في بروكسل أظهرت القليل من الاهتمام في معالجة الأساب الجذرية لتدفقات الهجرة7©. وكان من الأيسر بكثير عسكرة هذا الإجراءء وتعزيز الحد الأدنى لأرباح الشركة خلال هذه العملية. وكان «حصن أوروبا» #ممعتاظ و2025 هو النتيجة.

بالإضافة إلى ذلكء كان الاتحاد الأوروبي يدفع بصناعة الطائرات بلا طيار الآخذة في الازدهار مراقبة حدود أوروبا. في العام 2010, وضعت فرونتكس بهدوء رسالة على موقعها الإلكتروني تطلب فيها التعبير عن الاهتمام بشأن عرض طائرات «يو أيه في» صغيرة (مركبات جوية بلا طيار وعاعنطء؟ 21معة لعسصصهصمنا)

13

رأسمالية الكوارث

وأنظمة ثابتة لمراقبة الحدود البرية09. وفي العام 2014. صدر تقرير عن مشروع السلام والأمن أعء زه220 والمنعع5 لصة ععوء2: الذي أسسه معهد دراسات السلام 5 ععدء2 01 ع1 أأأقصآ. والذي تضمن تفاصيل عن مساندة بروكسل الهائلة» لإزالة الحواجز التنظيمية والفنية والتي تحد حاليا من تحليق الطائرات بلا طيار في الفضاء الجوي الدني. وأوضح التقرير أن ما لا يقل عن 315 مليون يورو من التمويل الذي خصصه الاتحاد الأوروبي للأبحاث «قد أسند إلى مشروعات قائمة على طائرات بلا طيارء والتي يدعم العديد منها أكبر الصناعات الدفاعية والأمنية في أوروباء والموجهة أيضا نحو تنمية وتعزيز أدوات طراقبة الحدود وإنفاذ القانون»*. في العام 2014, أعلنت الحكومة اليونانية أنها ستستأجر طائرة من دون طيار مراقبة بحر إيجه 562 صهءعععق» وأنها مازالت مهتمة بشراء آلات غير مأهولة من إسرائيل ودول أخرى.

وكانت خصخصة الأمن في مراكز الاحتجاز اليونانية مجرد خطوة أولى. حيث زايدت كل من شركة «جي فور إس» متعددة الجنسيات البريطانية*”. وشركة «ميجا سبرينت جارد» 082:0) غهأئيم5 281682 وشركة «جيه سي بي الأمنية» 01[ 17كناء»5, وشركة «فاسيليتي» "انلكعد و«أنظمة الأمن السويدية» طونلعم5 1167ناء56 5تتاع ]و59 عندما طرحت ا مناقصات في العام 2014. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي أعطى الدول الأعضاء ملايين اليوروات سنويا للمساعدة في التعامل مع طالبي اللجوء وإدخالهمء غير أن اليونان في الواقع أنفقت الأغلبية العظمى من حصتها في العام 2013 على أمن الحدود ومراكز الاحتجاز. وحين زارت سيسيليا ما مستروم ددةعاسدصمته]1 دذلنكء0. المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية, مركز احتجاز يونانيا في العام 2013: نشرت الصحافة اليونانية تقارير عن الزيارة باعتبارها إشارة إلى أن بروكسل كانت سعيدة لأن تدفع إلى أثينا المال للواصلة سياساتها القاسية!4.

وعلى الرغم من البالغ المالية الضخمة التي كانت محلا للنقاش, لم يكن من قبيل المفاجأة أن تصدرت اليونان قائمة خاصة بمعدلات الفقر في دول منطقة اليورو. إن إجراءات التقشف التي دخلت حيز التنفيذ منذ العام 2008, بما فيها تخفيضات هائلة في الإنفاق على مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم» كانت تعني أن أكثر

124

النوتان... من ثلث المواطنين كانوا يعيشون على أقل من 60 في الائة من الدخل المتوسط القومي للعام 422013.

كانت الأنظمة المديونية» لا الديموقراطية. هي السمة التي ميزت أوروبا القرن الحادي والعشرين. فقد أصدرت لجنة فرنسية برئاسة واحد من أبرز الاقتصاديين في البلاد تقريرا في العام 4 وجد أن 60 في الائة من الدين العام الفرنسي كان غير شرعي» وأن هذا أمكن تفسيره جزئيا بالتخفيضات في العبء الضريبي على الأغنياء في غضون العقود السابقة”». وقال مؤلفو التقرير إن الإجابة عن ذلك تكمن في الاعتراف بأن الكثير من الدين العام كان يصب في خدمة مصالح خاصة بدلا من ا لمصلحة العامة.

حتى كبير الخبراء الاقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي اعترف بأن وصفة العلاج التي قدمها الصندوق إلى اليونان ودول أوروبية أخرىء قد كانت خاطئة. فقد أصدر أوليفييه بلانشارد 4تقطءصدا8 ,011516 ورقة بحثية في العام 2013 أقرت مكامن الخطأء وهي ورقة كتبت بلغة هادئة ودقيقة. وأوضحت الدراسة أن «المتنبئين قللواء وإلى حد كبيرء من شأن الزيادة في البطالة والتراجع في الطلب المحلي المرتبط بضبط أوضاع المالية العامة»9). وما يثير الدهشة هو أن بلانشارد كتب أن صندوق النقد الدولي كان أعمى إلى حد كبير في تحديد الأدوار المسندة إلى اقتصادييه حين يتعلق الأمر بتنفيذ علاجه السام: «الآثار قصيرة الأجل للسياسة المالية في النشاط الاقتصادي تعد واحدة فقط من العوامل المتعددة التي تحتاج إلى أن تؤخذ بعين الاعتبار في تحديد الوتيرة الملائمة لضبط امالية العامة لدى أي دولة». ويعبارة أخرىء: كانت هنالك تكلفة بشرية لسياسات صيغت في أروقة السلطة. إذا كان التاريخ مرشداء فإنه كان من الصعب تخيل مخادرة صندوق النقد الدولي للأجندة النيوليبرالية المترسخة بشدة في حمضه النووي.

كانت الرسالة واضحة إذا أعار مؤيدو سياسة التقشف اهتماما للإصغاء: افرض سياسات وحشية على مسؤوليتك. الاتحاد الأوروبي لمم يكن قط أقل شعبية في اليونان» أو في كثير من الدول الأخرى عبر أوروباء واحتمال بروز قارة متحدة في المستقبل البعيد ظل أقل من ال مضمون (أو حتى مرغوبا فيه): لقد عانى كثير من المواطنين على أيدي بيروقراطيين في بروكسل2). وجادلت ساسكيا ساسين 8ءووة5 525112 عالمة

125

رأسمالية الكوارث

الاجتماع الأمريكية-الهولندية» بأن اليونان كانت تخضع «لتطهير عرقي اقتصادي» - وهو تكتيك من شأنه السماح بتجاهل ونبذ المطحونين باسم النمو ابلتجدد». كانت المعارضة قوية ضد إجراء مزاد على أصول قومية. تحدى نشطاء

ومحليون خصخصة بعض من أروع الشواطئ في البلاد. بما في ذلك جزيرتا إبلافونيسوس 18131021505 ورودس 1810065, في محاولة يائسة لجمع أموال. وف تعليقه على ذلك. قال أحد مؤيدي بيع الجزرء وهو في الثمانين من العمر: «نحن نشبه ربة منزل مفلسة اضطرت إلى بيع ما لديها من أواني المائدة الفضية لإنقاذ الأسرة. اليونان لا تملك خيارا آخر»”*. كانت هذه وجهة نظر تؤيد الخصخصة والتي شارك فيها أقلية كانت تتوقء ولأسباب مفهومة: إلى حياة أفضلء بيد أن التاريخ الحديث للتعاقد الخارجي للأعمال كان شاهدا على الفشل الذريع؛ وم يجمع اللبالغ المتوقعة. وكانت الدولة تستهدف في الأصل توليد 50 مليار يورو بحلول العام 2019, غير أن هذا الرقم قد جرت مراجعته مرارا في ظل الحكومات السابقة. وتراجع إلى نحو 11 مليار يورو بحلول العام 2016.

إن سياسات مجنونة» من قبيل خصخصة مرافق خدمات الياد اليونانية» والتي دعث إليها الحكومة اليونانية في العام 2014, قوبلت برفض تام من جانب كل من أعلى محكمة إدارية في البلاد و98 في المائة من الناخبين في استفتاء غير رسمي على هذا الموضوع2#. ومن الثير للاهتمام أن العديد من المحاكم اليونانية قد عارضت محاولات الحكومة بشأن الخصخصة. وتخفيض الوظائف والرواتبء باعتبارها إجراءات غير دستورية2,

ومنذ العام 2 أرادت شركة التعدين الكندية «إلدورادو جولد» 181002200 4 التنقيب في منطقة شالكيديي 14نل62119): في شمال اليونان. وعلى رغم بيع حقوق التنقيب بوصفها حلا لمتاعب البلاد الاقتصادية, أدرك محليون ومدافعون عن البيئة الدمار الذي ستجلبه هذه الخطط. من جانبها تعهدت الحكومة: ومهما كلفها ذلك. بأن «تحمي الاستثمار الأجنبي في البلاد»» ومع ذلك كانت سعيدة بعدم استقبال عوائد في إطار هذه الصفقة الرديئة (وهو الموقف الذي عارضه حزب سيريزا)500. وتفجرت موجة الاضطرابات المدنية في العام 2011 في مختلف أرجاء النطقة والتي استمرت فترة من الوقت. وانقلبت الدولة على شعبهاء حيث

126

اليونان:.. أرسلت شرطة مكافحة الشغب في العام 2013 في محاولة غير ناجحة لتدمير معسكر الاحتجاج. وكان ذلك مثالا آخر على سياسات استخدام القبضة الطائشة التي تضعهاء على عجل وبلا تفكيرء نخبة حاكمة تلقت تعليماتها من أصحاب مصالح أثرياء. وتحرك سيريزا طنع تنفيذ خطط إلدورادو عندما فاز بتشكيل الحكومة. غير أن إقناع المجتمع الدولي بأن الدولة كانت «مفتوحة للأعمال» - وهو الشعار الذي يتردد من هايتي إلى أفغانستان - كان أمرا صعبا. كان هذا رمزا واضحا على إزالة القيود التنظيمية والتعاقد الخارجي.

وفي افتتاحيتها التي نشرتها في العام 2012, تحدثت صحيفة «نيويورك تاهز» عن الشعب اليوناني مناشدة إياه الكف عن الشكوى والقبول بخطط الخصخصة. وكان من الأسهل بكثير إلقاء اللوم على اليونانيين وتركهم يعانون بدلا من إلقاء هذا اللوم على هؤلاء المسؤولين عن الأزمة من النخب والذين قد سببوا انهيار الاقتصاد. وقالت الصحيفة: «في حين أننا نتعاطف مع اليونانيين في احتجاجهم ضد التقشف المفرطء فإنه لا يمكننا التحلي بالصبر على السياسيين [إشارة ترمز إلى حزب سيريزا] والذين يستمرون في سحب أقدامهم على الإصلاحات المؤيدة للنمو وعمليات الخصخصة»!!6. غير أن نبرة الصحيفة تغيرت بعد انتخابات العام 22015 حيث أعربت عن بعض التعاطف مع الشعب اليوناني الذي عانى طويلا. ونشرت الصحيفة قصة سفر عن أثينا في أكتوبر من العام 2014: والتي جاء فيها أن: «ثقة المدينة بنفسها والإبداع ينشطان مرة أخرى»2). كان الدليل على هذا هو حفنة من الكافيهات والحانات الجديدة.

وفي العام 2010»: بدأت أكبر عملية بيع بثمن بخس في تاريخ الأصول المملوكة للدولة. عندما طرحت 70 ألف قطعة أرض لقمة سائغة للمشترين. كما أن الأصول الرئيسة مثل «يوروبنك» علصهطاهءىد5. وهو ثالث أكبر مصرف في البلاد. بيعت, وخسرت الحكومة مبالغ مالية ضخمة67. وبداية من الشواطئ إلى الجزر, ومن العقارات الشاسعة إلى شركة المقامرة الحكومية: وافق الاتحاد الأوروبي فقط على الإفراج عن مزيد من أموال صفقات الإنقاذ امالي لليونان إذا ما وافقت على مزيد من الخصخصة. وذلك على رغم أن الجهود السابقة لم تحقق الفوائد التي كانت مأمولة. منذ البداية تجاهلت الحكومة تحذيرات صارخة بشأن مخاطر

127

رأسمالية الكوارث

الاندفاع نحو التعاقد الخارجي بأسعار زهيدة جدا ومن دون العناية الواجبة» وهو الأمر الذي أدى إلى النمط الروسي لسيطرة أقطاب الأعمال الأثرياء على دفعة كاملة من الأصول74.

كان من الصعب عدم الاتفاق مع كلمات الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك. حين ذهب في تفسيره في العام 2012 إلى أن كفاح الشعب اليوناني كان أمرا محوريا للحفاظ على حضارة رائعة: «هو أحد حقول التجارب الرئيسة لخلق نموذج اقتصادي-اجتماعي جديد ينطوي على إمكانية غير محدودة للتطبيق: تكنوقراطية غير مسيسة يُسمح فيها للمصرفيين والخبراء الآخرين بهدم الديموقراطية. من خلال إنقاذ اليونان ممن يدعون أنهم منقذوهاء فإننا أيضا ننقذ أوروبا ذاتها»52.

وعلى الرغم من الإخفاقات, استمر مؤيدو بيع أصول اليونان في سعيهم إلى جعل أصواتهم مسموعة. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «ديلي تيليغراف» تزانه1 طمومععاء1؛ قال ستيليوس ستافريديس 5639:1015 56]61105, رئيس صندوق تنمية أصول الجمهورية اليونانية 0صنا غمعصممماء»2 أعودة عناطبامعه عنمعء 1اءتل أنه ما من سبيل آخر لإعادة اليونان من حافة الهاوية: «إنني منظم أعمال ولستٌ سياسياء ولطاما صرختٌ بأعلى صوق بأن الأمر كله يتعلق بالنمو وخلق وظائف. وخلق ثروة. أنا الرجل المناهض للبيروقراطية: نحن في حاجة إلى جلب هذا امال - ليس لدينا طريقة أخرى»©©. أما فاسيليس أناستاسيو 35]351011تلك 15[أ55ه7: وهو مدير ملعب غولف في قرية أفاندو 22400ى الواقعة على جزيرة رودس. قال إنه يتوق إلى الحكم الاستبدادي - وهي عبارة متكررة اعتدت سماعها بصورة منتظمة من اليونانيين من كبار السن ممن لديهم حنين إلى الاستقرار الذي كان سائدا في الماضي. هؤلاء لمم يأتواء بطبيعة الحالء على ذكر القمع المصاحب لتلك الحقبة. ومع إظهار غضبه إزاء عدم إتمام أعمال البناء في النادي الكائن بملعب الغولف. جادل أناستاسيوس بأنه «على الأقل في ظل حكم الطغمة العسكرية: كان الأمر يتطلب ثلاث سنوات فقط لبناء ذلك الموقع»27,

بيد أن هذا كان تمنيا. فرأسمالية الكوارث التي تتخفى وراء ستار التقشف سببت ضررا اجتماعيا غير مسبوق. فقد ارتفعت معدلات الانتحار. حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة بورتسماوث طننامصروايه2 بأذومء'لمتا أن 551 رجلا

18

اليوثان...

قتلوا أنفسهم «فقط بسبب التقشف االي» إبان الفترة ما بين 2009 و9/2010. وواصلت هذه الأرقام ارتفاعها في السنوات التالية. كما ارتفعت عدوى فيروس نقص المناعة البشرية 11177 لأن امال اللازم للوقاية من هذا المرض قد تناقص. وكشف معهد العمل لاتحاد العمال اليونانيين 2ه0ه2ء0ع1ده0 عط عألطناوم1 هطق[ 015 عاءء © أن نصف الشركات جميعها مم تكن تدفع أجور العاملين لديها في موعدهاء ما أدى إلى معاناة العمال في القطاعين العام والخاص على السواء9©. فضلا عن ذلكء أخذ «كوكايين الفقراء»- وهو نوع من عقاقير الميثامفيتامين البلورية تُسمى سيسا 5158 - يدمر هؤلاء الذين كانوا ينزلقون من خلال الشقوق”. ووجهت الشرطة ضربة قاسية إلى إدمان المخدرات فبادرت بإبعاد الأشخاص المتضررين منه عن وسط المدينة. كما كانت الدعارة نتاجا ثانويا حتميا للأزمة. فقد اكتشف ال مركز الوطني للبحث الاجتماعي طعفمعوع8 لهنه5 52 ععاصء0 أهده2126 أن عدد الناس الذين يبيعون أجسادهم قد تزايد بنسبة 150 في المائة في الفترة ما بين 2011 و2013"). أما معدل الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال» فقد زادت هي الأخرى. وبالنسبة إلى البعض أتاح كل هذا فرصة مثالية للسفر. إذ نظمت شركة «بوليتيكال تورز» 25داه1' 20116831 ومقرها بريطانياء جولة «اليونان واليورو السياحية» - وهي زيارة إلى مواقع مختلفة كانت تعاني بسبب التقشف.

وذات يومء بينما كنت أسير وسط أثيناء رأيت مجموعة صاخبة من المحتجين خارج مبنى وزارة امالية اليونانية. كانت المئات من عاملات النظافة يشاركن في اعتصام للعارضة خفض وظائفهن. وقد زارت شرطة مكافحة الشغب موقع الاعتصام. وأبدت محاولة عنيفة - ولكنها فاشلة - لتفريق الجماعة. وكانت شاحنة تابعة لشركة «جي فور إس» متوقفة بالقرب من الموقع. وتجمع مئات من ا محتجين على مبنى الوزارة لإظهار تضامنهم مع النساء. كانوا مصممين ومتحمسين باعتبارهم الوجه العام للتقشف. وأخبرني بعض السكان المحليين أن هذا النوع من المقاومة هو ما كان مصدر إلهام لهم. أعطاني أحدهم نشرة إعلانية حول هذه القضية, والتي جاء فيها: «من الواضح أنناء بالنسبة إلى الحكومة اليونانية وإلى مجموعة الترويكاء مجرد أرقام, ولسنا أرواحا بشرية». وأعلن حزب سيريزا أنه سيوظف عاملات النظافة من حجديد.

19

رأسمالية الكوارث

وثمة موضوع كان بارزا خلال الوقت الذي قضيته في أثيناه وهو مسألة الهوية داخل اليونان والاتحاد الأوروبي. فهذه أمة لا يقين مؤكدا لديها بشأن مكانها في العالم الحديث, وهي أيضا غير قادرة أو غير مستعدة للتخلي عن ماضيها الاستبدادي الوحشيء ولكن يقودها أشخاص طم يُظهروا أي تردد في تكرار أخطاء العقود الماضية. وقد قدمت لحزب سيريزا الفرصة لتغيير هذا الواقع. وكان مة نقص في الخيال والشجاعة عادة» وهو ليس مشكلة يونانية بوجه حصري. فرأسمالية الكوارث استخدمت لفرض إجراءات عقابية ضد أي شخص - المهاجرين: والطبقة العاملة - والتي كانت تتطلع إلى مجتمع أكثر مساواة. وضمن التقشف المفرط إلحاحا أكبر في الحاجة إلى جهود تبذل للتعامل مع الأسباب الكامنة وراء حدوثه.

وفي أثينا شاركثٌ في فعالية عن القومية نظمتها «مؤسسة ليبي ساسر» تإططف:] هه :م530 المعنية بالفن الجماعي المحليء والذي حضره معي أيضا الكاتب الأسترالي-اليوناني الأكثر مبيعاء كريستوس تسيولكاس كقعلاه151' وهغتعطن. وفي ضاحية إكساريا 8:28:68 الفوضوية تجمعت مجموعة في غرفة كبيرة في صالة عرض تقع في الطابق العلوي, للاستماع إلي أنا وكريستوس ونحن نتحدث عن النزعة الوطنيةء وطالبي اللجوء. والحقوق.

قدمتٌ نفسي بإيجاز على أنني أستراليء أطانيء ملحدء ويهودي مناهض للصهيونية. وسألتني المترجمة الأسترالية-اليونانية» التي تولت الترجمة في هذه الفعالية: والتي عاشت في اليونان منذ أواخر السبعينيات وم تعد قط إلى أسترالياء سألتني قبل أن تبدأ عن سبب «عدائي للسامية»» وكان علي أن أصحح خطأها بأنني كنت «مناهضا للصهيونية». شرحت لها أنني لا أشعر قط بأنني جزء من أي مجتمع, وأنا أتحرك دخولا إلى العديد من المجتمعات وخروجا منهاء وأنني وجدت أنه من الصعب الشعور بأي فخر تجاه أستراليا بسبب انتهاكاتها ا مستمرة لحقوق الإنسان في الداخل وفي الخارج. كانت هذه وجهة نظر شاطرني إياها كثيرون ممن كانوا في الغرفة والذين انتابهم اليأس من تحول البلاد إلى اليمين ونجاح «الفجر الذهبي». وقال تسيولكاس إن لديه الشعور نفسه تجاه أسترالياء محاججا بأن اليسار أخفق بنحو روتيني في التحدث إلى الطبقة العاملة في أستراليا وفي جميع أنحاء العام.

0100

اليونان...

واشتمل الكثير من النقاش ف الساعتين التاليتين على إيضاح أعضاء من جمهور الحاضرين أن مسائل الهوية في أوروبا كانت مختلفة بالضرورة عن مثيلاتها في أسترالياء لكونها جزءا من مناقشة أكبر حول الهوية الأوروبية: في حين كانت أستراليا قارة بحد ذاتهاء على رغم تكاملها الوثيق مع قارة آسيا. وسأل عدد من الحاضرين: كيف من المحتمل أن نتجاوز كراهية اليسار للنزعة الوطنية» في حين أنها كانت ترتبط ارتباطا حميميا بالانتهاكات التي حدثت في أوقات السلام والحرب على السواء.

إن واحدة من أكثر الأفكار إثارة للانتباه والدهشة» والتي تجلت في ذلك المساء. كانت تتمثل في وجود وعي عميق بأن اليونان كان لديها ماض وحاضر مظلمان وعنصريان. إن صعود سيريزا إلى السلطة كان يمثل فرصة فريدة لفك عقود من ترشّخ مصالح الشركات. على رغم بقاء تحديات خطيرة - ليس أقلها السيطرة على قوة شرطة وجيش ميلان بالفطرة إلى قمع اليسارء بينما كان العديد متعاطفين مع «الفجر الذهبي». غير أن سماسرة السلطة الأوروبيين لن يعتقوا اليونان بسهولة من قيود العبودية امالية.

إن اليونان أمة مصدومة. تشعر بالارتياب تجاه جميع السياسيينء وتترنح من سنوات سياسات اقتصادية صارمة. وأكبر موجة هجرة منذ الخمسينيات. إن الاستقلال الحقيقي, الذي يعني السيادة في العلاقة مع بروكسلء يتطلب المحاسبة عن أخطاء الماضيء وتفكيك جهاز دولة أقر التعصب الأعمى ودافع عنه. ووضع

تصؤر لأمة ترحب بالغريب.

1031

حصلوا على مساعدة فتلك أكذوبة»

«الولايات المتحدة تفعل الكثير من الأشياء الجيدة في هايتي»

رئيس الوزراء الهايتي السابق لوران لاموث عطأمتصهآ غدع1ناةآ 2012 لم أر قط أي شيء كهذا. فقد بقيت أجزاء كبيرة من عاصمة هايتي» بورت أو برنس -201 معواءه-تلةء قطعا ممزقة سنوات بعد زلزال هائل كان قد اجتاحها في 12 يناير 2010. وجعل الدمار الكامل الذي خلفه الزلزال المدينة تبدو كان ذلك فقط أحدث مثال كأنها منطقة حربء في حين بدت الحياة على لرأسماليين حكماء يحرصون على فرز

وغربلة رماد كارثة ماء بحثا عن فرص أعمال»

مستوى الشارع أكثر قتامة مما شاهدت بعيني في أفغانستان, غير أنه لم يكن نمة صراع مفتوح هنا.

133

رأسمائية الكوارن

كانت اطباني نصف الدمرة تميل بشكل غير مستقر على طول طرق اللمدينة: في حين خاطر البائعون الجائلون الذين يبيعون السلع في ظلال هذه المباني بإمكانية حقيقية للغاية لتعرضهم للإصابة أو الموت. وراح نبات اللبلاب المتعرش يلف نفسه حول كتل خرسانية متصدعة., وتناثرت كميات هائلة من القمامة في الشوارع. وكان الماء يجري في كل مكانء جنبا إلى جنب مع مياه المجاريء التي كانت تنسكب من أنابيب مكسورة لم تصلح بعد. وأخذ مواطنون يتجولون خلال الوحل بحثا عن أي شيء نافع. وحول هؤلاء كانت تتجول كلاب بارزة العظام. وقد ترك الزلزال المدمر الكثير من الطرق غير سالكة ويصعب السير فيها بسبب الأنقاضء بينما كانت هناك طرق أخرى يمكن الوصول إليهاء ولكنها غادرة وغير آمنة.

وبينما كنت أسير عبر المدينة المحطمة. رأيت هايتيين وهم يبيعون أي شيء يممكنهم بيعه: الهواتف المحمولة: والكتب المدرسيةء والكحوليات محلية الصنع, والأحزمة, والخضراوات, والفاكهة. ولاحظت نساء يغسلن أحذية قذرة باستخدام خرطوم قبل إلقائها على كومة تحمل علامة كُتبت عليها عبارة «للبيع». كنت غارقا في الروائح الكريهة. لكن غمرتني أيضا الألوان الرائعة للملابس التي كان يرتديها الناس وهياكل الأبنية التي كانت لاتزال قائمة.

كان هناك هيكل كنيسة كبيرة كانت قد انهارت جزثيا أثناء الزلزال وأغلقت بكتل خرسانية. وفي محيط الكنيسة نصب بضعة أشخاص خياما صارت بيوتا لهم. وشاهدت رجالا مع أطفالهم وهم يتسولون للحصول على النقود. قيل لي إن الناس اعتادوا التغوط في الكنيسة. وعندما فاحت الرائحة النتنة وباتت لا تُطاق. طردت الحكومة هؤلاء جميعا وأغلقت ا منطقة. وهناك نحو 80 في المائة من سكان هايتي يدينون بالكاثوليكية الرومانية» ولكن العديد منهم مازالوا يممارسون طقوس الفودو. وهي ديانة سكان البلاد الأصليين.

وكثير من اطباني الأخرى كانت لاتزال أيضا مهجورة. وقد أعيد بناء عدد قليل من أفرع البنوك, ولكن كانت هناك أدلة قليلة على وجود أعمال بناء أخرى. وكان كل ما رأيته يبدو متداعيا وآيلا للسقوط ومؤقتاء غير أنني ذكرت نفسي بأن هذه مدينة كان يقطنها ما يربو على 700 ألف نسمة بشكل دائم, وكان يأق إلى هنا مزيد من الناس من أجل البيع والشراء. والتسوقء وخلق صداقات وعلاقات اجتماعية مع

134

هايتي...

الآخرين. كان الوضع قاتما عندما زرت هايتي لأول مرة في العام 2012, وم يتغير إلا قليلا في رحلة العودة إليها في العام 2014.

وجهي الأبيض بدا بارزا ومميزا في بورت أو برنسء كما كان الحال في أماكن أخرى في هايتي, وراح العديد من السكان المحليين ينظرون إلى بارتياب بينما كنت أسير عبر المدينة المدمرة. وفهمت. بوصفي صحافياء أنه كان يُنظر إلي باعتباري كائنا طفيليا في أعين الناس في البلدان النامية - نحن نأق» ونذهب. غير أن بعض الناس حرصوا على الاقتراب مني» لأنهم كانوا يريدون أن يبعثوا برسالة إلى أي شخص يستمع إليهم.

فجأة بدأ رجل يصرخ في وجهيء ثم تمالك نفسه بما يكفي ليقول إنه في كل يوم يبتل جوربه وحذاؤه لأنه لا يستطيع الحفاظ عليهما بحالة جافة وهو يحاول كسب المال لأسرته. وطالب الحكومة بإصلاح المدينة وجعل المكان صالحا للعيش. كما أخبرني أنه لا يأمل كثيرا أن يحدث هذا في أي وقت.

كما صاحت في وجهي امرأة في الأربعينيات من العمر كانت ترتدي قبعة صفراء عريضة وغطاء فوقيا أسود. وهي تلوح بذراعيها لإبعادي عن ال مكان. وسرعان ما هدأت المرأة وشرحت وجهة نظرها قائلة إنها أرادت من الرئيس الهايتي ميشيل مارتيلي إلاء:3125 3061 أن «يفعل شيئا من أجلي أنا وطفلي الإثنين. وأحدهما مصاب بالجنون». وأومأت برأسها إلى الخلف مشيرة إلى مكان يعج بالقاذورات حيث كانت مضطرة إلى كسب قوتها منه. وهو مكان كانت تغمره المياه حاولت أن تبيع فيه لعب الأطفال. ورَنْتْ لحالها لأنها لم تملك منزلاء وقد بدت عليها بوضوح مشاعر اليأس.

الزلزال الذي ضرب البلاد في يناير من العام 2010 استمر خمسا وثلاثين ثانية فقطء. غير أنه سبب دمارا هائلا لا يمكن تصديقه. فهناك ثلاثة ملايين هايتي على الأقل تضرروا من آثاره. وصار أكثر من مليون مشردين فجأة. الحصيلة الدقيقة للوفيات ل تُحدّد قطء لكن التقدير الرسمي أفاد بأنها ارتفعت لتصل إلى 316 ألف قتيل. انهارت بنية تحتية جرى تشييدها على مدى عقود بطريقة سيئة» مما أدى إلى أن تصبح مساحات شاسعة من بورت أو برنس غير ملائمة للسكنى. مع ذلكء وهو أمر مثير للدهشة. احتشدت جموع السكان معا في التقليد الهايتي المعروف باسم

135

رأسمالية الكوارث

«يون إيدى لوت» (10 ع0 هداه؟)ء وهي عبارة تعني باللغة الكريولية الهايتية «فلنمد يد المساعدة بعضنا إلى بعض». ومع قليل من المساعدة أو عدمها من جانب الحكومة وحدت المجتمعات مواردها للمساعدة في إنقاذ الأشخاص من الأنقاض, والإبقاء على حياة المصابين بجروح خطيرة» وإيجاد الطعام: والأوانيء والفحم لإشعاله من أجل الدفء. وإنشاء ملاجئ نوم في الشوارع. كما أنشئت عيادات طبية مؤقتة» حيث وزع أصحاب التاجر المياه, والأدوية, والاحتياجات الضرورية الأخرى. وتضافرت جهود الشبان والشابات في إزالة الأنقاض بأيديهم العارية. وعلى الرغم من أن بعض الاضطرابات المدنية وقعتء والتي كانت تُعزى أساسا إلى الشعور بالإحباط بسبب نقص المساعدات المحلية والدولية» لم تنزلق البلاد إلى أتون حرب20".

لقد جرى تصوير هايتي فترةً طويلة من الزمان على أنها دولة لا يمكنها أن تعمل بطريقة صحيحة من تلقاء نفسهاء غير أن رد فعل السكان تجاه كارثة الزلزال دحض هذه الصورة الخاطئة. ففي مقدمة كتابهما بعنوان «تحولات تكتونية» (عءلمم 16 كأكنط5) كتب مارك شولر 2عالناطء5 262:1 وبابلو موراليس 21012165 10طةم أن: «شعب هايتي نحى جانبا خلافاته الاقتصادية والسياسية وعمل معاء بكرامة وتضامنء للبقاء على قيد الحياة بنحو جماعي»©.

ولسوء الحظ فإن هايتي» شأن غيرها من الأمم الفقيرة. قد تعرضت طويلا مخاطر الاستغلال. وجاءت كارثة الزلزال لتوفر فرصة كبيرة لحدوث هذاء كما كشفت ذلك بوضوح برقيات سربها موقع «ويكيليكس» في العام 2011. فقد كتب السفير الأمريكي لدى هايتي في ذلك الوقتء. كينيث ميرتين 3212165 طأعمصمعكل برقية في الأول من فبراير من العام 2010, كان عنوانها الرئيس يقول: «بدأت حمى الاندفاع على الذهب». ومضى في تفسيره لهذا الشعور بالإثارة لديه قائلا: «بينما تخرج هايتي من تحت ركام الزلزال تتحرك شركات مختلفة لبيع أفكارهاء ومنتجاتها. وخدماتها. والتقى الرئيس [في ذلك الوقت] بريفال 2:61 والجنرال ويسلي كلارك 1316 "787651 [المرشح الرئامي الأمريي السابق الذي كان يعمل لدى شركة بناء مقرها ولاية ميامي]ء وتلقى بريفال عرض مبيعات توضيحيا منازل مُشيّدة برغوة أساسية مقاومة للإعصار/ الزلزال والمصممة للسكان من ذوي الدخل المنخفض». وما خلص إليه ميرتين في ختام برقيته. بعدما رأى عددا لا حصر له من الشركات

136

هايني...

الأمريكية التي كانت تتحين الفرصة لاقتناص الأعمال, هو أن «كل واحدة منها كانت تتنافس على أن يعيرها الرئيس آذانا صاغية في خضم منافسة مفتوحة حقيقية»39.

هذا الاندفاع المحموم من قبل الشركات الخاصة على الذهب بدأ تقريبا بمجرد انتهاء الزلزالء وهو ما كان يعني في نهاية المطاف أن نسبة مئوية صغيرة للغاية فقط من مساعدات مالية بقيمة 8 مليار دولارء قدمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية, قد وصلت إلى جيوب المواطنين العاديين في هايتي. وفي «قمة هايتي». التي عُقدت بفندق فاخر في ميامي» بعد انقضاء شهرين فقط على الزلزالء راحت شركات مقاولات خاصة. من بينها شركة «تريبل كانوبي» (إممصدن ع1م1) - التي استحوذت على عقد شركة «بلاك ووتر» سيئة السمعة في العراق في العام 2009 - راحت تتزاحم من أجل اغتنام الفرص".

وَعُينَ لويس لوك عتاءندآ 1.6035 في منصب منسق أمريكا الخاص لأعمال الإغاثة وإعادة الإعمار في هايتي» وأيضا رئيسا لجهود واشنطن للإغاثة من الزلزال. وكان لوك سياسيا مخضرما ما يقرب من ثلاثة عقود في الإدارة الأمريكيةء وشخصية رئيسة في مجال الإشراف على عقود مليارية لعدد من الشركات بينما كان يعمل مديرا لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في العراق في حقبة ما بعد الغزو الأمريكي. وتنحى لوك من مناصبه بعد مضي ثلاثة أشهر فقطء لكنه مضى قدما في ترويج جهود إعادة الإعمار ف مقابلة أجرتها معه صحيفة «أوستن أميركان - ستيتسمان» (-صهةء عدف سصتافسدف مهددع فة]5). قائلا: «بات واضحا لنا أنه إذا عُولجت الأمور بنحو صحيح. فإن الزلزال بمثل فرصة بالقدر نفسه الذي ممثل فيه كارثة. . تفتت الكثير من القطعة الخزفية إلى الحد الذي يتيح الفرصة لجمع هذه الأجزاء المكسورة معا بطريقة أفضل ومختلفة»!0.

الدوافع وراء استقالته أصبحت واضحة بعد ذلك بشهرينء عندما وقع عقدا بقيمة 30 ألف دولار شهريا مع شركة «آش بريت» (أل#ظطكة) ومقرها ولاية فلوريدا التي كانت تعمل في مجال التعافي من الكوارث! 6), وشركة هايتية كان يديرها أغنى أغنياء البلاد» جلبرت بيجيو 81810 ط01. وتمكن لوك على الفور من تأمين 0 مليون دولار في عقود بناءء وصرح بتفاخر لصحيفة «هايتي ليبرقي» (-112101 ءغمءط]) قائلا: «لجرد أنك تحاول تنفيذ عمل ما لا يعني أنك تحاول أن تكون جشعا. فليس ثمة غرض خبيث بشأن ذلك... فلم يكن الحال أسوأ منه في العراق»77.

137

رأسمالية الكوارث

كان ذلك فقط أحدث مثال لرأسماليين حكماء يحرصون على فرز وغربلة رماد كارثة ماء بحثا عن فرص أعمال.

«الحرية السياسية الحقيقية تعد محدودة في هايتي بقدر ما هي كذلك في أي مكان آخر على كوكب الأرض. فهذه الحرية محدودة بفعل هشاشة اقتصاد يظل معرضا بشكل عميق للضغط الدولي», هذا ما كتبه المؤلف الكنديء بيتر هالوارد :6]ع2 11 في كتابه الذي يحمل عنوان «بناء السدود لحجز الفيضانات: هايتي وسياسة الاحتواء» (أمع «مصتفخصه0 وعم)زامم عط قصة ناقه81 :81000 عط عمتسصسيوط).

والأسباب الكامنة وراء هذه الهشاشة وُجدت في تاريخ القرن العشرين للبلاد, عندما حافظت الولايات المتحدة على الأنظمة الديكتاتورية الوحشية المتعاقبة التي أفادت نخبا محلية وأجنبية على حساب الأغلبية من شعب هايتي. كان استعمارا بأياد أكثر دموية. كانت الجماعات شبه العسكرية ظاهرة عامة في هايتي طوال هذه العقود. حتى أنها ظلت ممنزلة سلاح مثير للقلق في ترسانة أسلحة الحكومة الحالية. حرية التعبير ظلت أبعد ما تكون عن الحماية» كما واجه الصحافيون ممارسات التحرث ش بهم بنحو دائم". ودقت عملية إعادة بناء الجيش الهايتي في العام 2014 ناقوس الخطر لأمة لا تواجه تهديدات خارجية واضحة ولديها تاريخ حافل بالقمع الداخلي ضد مواطنيها!:0.

كانت هايتي أول دولة عبودية في التاريخ تطيح بحكامها بنجاح. وشهد شهر فبراير من العام 4 إلغاء الحكم الاستعماري الفرنسيء وفي العام 1804 أصبحت سان دومينغو عتاعصتدده12-أمزج5 دولة هايتي المستقلة2". وكان هذا نجاحا يذكره دائما سكان البلاد بفخر في أثناء زياراقء فهو يُذكرهم بحقبة تاريخية نهض فيها الشعب وم يكن مسؤولا أمام أحد سوى نفسه. كان هذا هو نوع السيادة التي قال مواطنو البلاد إنهم كانوا يتوقون إليها مرة أخرى. ولسوء حظ الهايتيين انتهت هذه امرحلة في تاريخهم في العام 21915 عندما غزت الولايات المتحدة البلاد واحتلتهاء لتمهد الطريق بذلك لتنصيب الديكتاتور فرانسوا دوفاليه معنله219 5زم صو الملقب ب «بابا دوك». رئيسا للدولة في العام 7,؛ وبعد أربعة عشر عاما من وفاته, تنصيب بديلهء ابنه وزميله الديكتاتور جان - كلود دوفاليه 019006-صدع[ 1 الطلقب ب «بيبي دوك». فقد وجدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

138

(سي آي أيه) ضالتها المنشودة في شريك طيّعء وكان بيبي دوك في التاسعة عشرة من عمره فقط حين تولى مهام السلطة.

كانت تجربة سريالية أن تمر بسيارتك على البيت الكبير الخاص ببيبي دوك في التلال المطلة على بورت أو برنسء وأنت تعرف أنه لمم يكن هنالك قدر كاف من الضغط الدولي لمحاكمته على كل الممارسات الوحشية والانتهاكات لحقوق الإنسان التي حدثت إبان حكمه من العام 1971 إلى العام 1986. وعاد دوفاليه إلى هايتي في العام 2011, بعد سنوات قضاها با منفى في فرنسا وعاش حياة مرفهة. وخلافا للعديد من الطغاة الأفارقة الذين تستهدفهم لاهايء ظل دوفاليه صديقا للغربء ولهذا مم يتعرض للمساس به إلى حد كبير. على رغم أن محكمة في هايتي أسعدت في العام 2014 ناجين من حكمه الإرهابي بموافقتها على إمكان المباشرة في قضية ضده للتحقيق بشأن ادعاءات خطيرة تتعلق بأعمال تعذيب وقتل. وتوفي في أكتوبر من العام 2014 من دون المثول قط أمام العدالة. وفي أثناء تشييع جنازته رفع محتجون لافتات كتبوا عليها: «لا ممكنك نسيان ما فعلته ديكتاتورية دوفاليه بالبلاد».

وفي المرات القليلة التي ظهر فيها في وسائل الإعلام بدا دوفاليه ضعيفا لكنه كان جريئا م يهب الدفاع عن إرثه. وكغيره من جميع الحكام الديكتاتوريين زعم أنه أنقذ الأمة. وفي العام 2014: وفي أثناء زيارتي للمرصد الفلكي في منطقة بوتيلييه )ناه وأنا أستمتع برؤية بورت أو برنس من أعلى, تلاقيت مصادفة مع محامي دوفاليه.ء وهو رجل ضخم كانت تربطه علاقات صداقة مع صفوة ال مجتمع في هايتي. وم تكن ثمة غرابة حين قال إن دوفاليه كان بريئا من أي ادعاءات ضده. وذلك على رغم أنه أشار بفخر إلى التقارب الوثيق بين اثنين من موكليه وهما دوفاليه والرئيس مارتيلي» وهو رجل كان يدير ناديا ليليا شهيرا كان يتردد عليه العسكريون وأعضاء النخبة في البلاد إبان حكم دوفاليه. وترددت أقاويل في الشارع بأن مارتيلي تكفل بحماية دوفاليه نظرا إلى أن عاطيهما كانا مرتبطين ينحو حميمي طوال عقود.

. وكشفت وثائق سربها موقع «ويكيليكس» في العام 2013 من خلال «المكتبة العامة

للديبلوماسية الأمريكية» (برعةصرمامئ 105 ءه #مهءطننآ عناطام) التابعة له أن واشنطن زادت من مبيعات الأسلحة المميتة إلى بيبي دوك في أثناء حكمه. وهي أسلحة

139

رأسمالية الكوارث كانت تستخدم في النهاية ضد المدنيين الهايتيين30". وفي مطلع السبعينيات كان توماس جي. كوركوران :م0022 .[ 150235 يشغل منصب نائب رئيس البعثة الديبلوماسية لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية. وفي 23 نوفمبر 1973 كتب في برقية بعث بها من بورت أو برنسء يقول إن: «القمع [قد] خفت حدته فعلا وبشكل ملحوظ»». وإنه كانت «مة رغبة واضحة في فعل مزيد من أجل التنمية الاقتصادية للبلاد». وجادل بأن الجيش الهايتي الذي كان قد انهم بارتكاب الكثير من الممارسات الوحشية ضد أفراد شعبه, يجب أن يتلقى تدريبات «سوف تسهم بدرجة كبيرة في تقدم عدد من مصالحنا المهمة في المنطقة والنهوض بها». بعد ذلك بعقود تغير القليل فقط.

كان أعضاء أسرة دوفاليه الحاكمة معادين بإخلاص للشيوعية أثناء الحرب الباردة. ولذلك أغدقت عليهم واشنطن الدعم اطالي بسخاء. وبفضل الدعم اطالي والعسكري الذي كانت توفره القوة الكبرى حكمت هايتي بقبضة من حديد - حيث سُحقت المعارضة, وكمُمت الصحافة, كما قُتل عدة آلاف من الأشخاص. وقال بيتر هالوارد إنه في السبعينيات. وبعد أن كان بيبي دوك قد أخذ زمام الحكم من والده وأعلن نفسه «رئيسا مدى الحياة»» بدأ تنفيذ سياسات نيوليبرالية بلا رحمة, وهو ما أدى إلى ترسخ الدولة في الفقر.

ولاحظ هالوارد أن مساندة أمريكا لنظام الحكم تعمقت

في مقابل توفير ذلك النوع من مناخ الاستثمار الذي تطلع إليه رعاة

[بيبي دوك] - حد أدنى من الضرائبء وحظر فعلي على نقابات العمالء

والمحافظة على أجور التجويع: وإزالة أي قيود على إعادة تحويل الأرباح

إلى الخارج. وفي منتصف الثمانينيات استكملت هذه الإجراءات بالبدء في

تنفيذ تعديلات هيكلية والتي كانت ستؤدي إلى تقليص حجم القطاع العام

في هايتي ليتحول إلى مجرد قشرة جوفاء عارية في الوقت الذي تجرّد فيه

أسواقها من التعريفات الحمائية©0.

الحقائق التي تتكشف في هذا المثال الصارخ حول أعمال النهب التي نفذتها الشركات الأمريكية كانت مروعة:

كانت هناك سبع شركات أجنبية فقط في قطاع التجميع الخفيف في العام 1967, وبعد مرور اثني عشر عاما على ذلك ارتفع العدد إلى

100

هايتي... 1 شركة, وبحلول العام 1986 كان هناك أكثر من 300 شركة أمريكية تعمل في هايتي. وفي الواقع انخفض متوسط الأجور بنسبة بلغت نحو 0 في اطائة بين العامين 1980 و1990. ومع إزالة القيود على الاستيراد فإن قيمة الصادرات الزراعية الأمريكية إلى هايتي زادت تقريبا إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات الأخيرة من ذلك العقد2"2. كانت هذه رأسمالية الكوراث على نطاق بلاد كاملة. ولكن في الثمانينيات بدأت

تظهر بعض القاومة المنظمة. حيث شرعت جماعات صغيرة محلية - منظمات

شعبية - في توفير خدمات لم تكن السلطات مستعدة لتوفيرها أو كانت غير قادرة على تنفيذها. وبرز أيضا نقاش عام وليد دار حول كيف أن حكومة تسيطر عليها حفنة من «البلطجية» قد أعطت كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد الدولي حق الوصول الكامل إلى سكان يعتاشون على وظائف لا توفر أكثر من معيشة أساسية. . وفي العام 1990 تحول التيار. ذلك أن قسيسا كاثوليكيا سابقا يدعى جان- بيرتران أريستيد 421506 4صهع:ع8-ممع1, تعهد بإنقاذ هايتي من عقود من البؤسء وقفز إلى السلطة وسط موجة من التأييد الشعبي. وشيّدت مدارس جديدة إلى جانب بنية تحتية كانت هناك حاجة ماسة إليهاء وفرضت ضرائب أعلى على الأثرياء. ولكن إصلاحات أريستيد هذه ثبت أنها لم تحظ بشعبية كبيرة لدى عناصر من المؤسسة العسكرية والنخب الذين كانوا قد حققوا ازدهارا تحت الحكم الديكتاتوري لأسرة دوفاليه. ومن ثم أطاح به انقلاب عسكري في العام 1991. وم

تكد تمر بضع سنوات حتى صار رئيسا مرة أخرى من العام 1994 إلى العام 1996

ومرة ثالثة من العام 2001 إلى العام 2004. غير أنه لم يكمل فترة رئاسته الأخيرة

بسبب الانقلاب العسكري الذي قادته الولايات المتحدة. إن الحكومتين الفرنسية والأمريكية اللتين لم تكونا قط سعيدتين إزاء احتمال

منح استقلال حقيقي لهايتي قد عقدتا العزم منذ زمن طويل على استعادة قيادة

أكثر إذعانا لهما في بورت أو برنسء وكانت هنالك حدود حول المكاسب التي يمكنهما الحصول عليها. ولعل أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها أريستيد. على الأقل من وجهة نظر أسياد بلاده السابقينء هو مطالبته فرنسا في العام 2003 بسداد مبالغ هائلة

141

رأسمالية الكوارث من أطال استولت عليها زوارق حربية فرنسية في العام 1825 مقابل خسائر تكبدتها من ممتلكات استعمارية. ووفقا لتقديرات مسؤولين هايتيين تعادل هذه الأموال اليوم ما يصل إلى 21 مليار دولار©". وقاحة مثل هذه من بلد كان مستعبّدا فيما مضى لا يمكن أن تغتفر.

ولدى عودته إلى هايتي في العام 2011 بعد سبع سنوات في المنفى قال أريستيد في مقابلة مع برنامج «الدمموقراطية الآن» إن كارثة النيوليبرالية الاقتصادية «م تدمر القيم الإنسانية لشعب هايتيء كما لمم تدمر أحلامه - ولا أعني بذلك الأحلام الحمقاء. بل أحلام الحرية للجميع؛ والعدالة للجميع: والطعام للجميع:؛ والتعليم للجميع: والصحة للجميع. هذه الأحلام تشبه النموذج الذي يحرك الشعب الهايتي» ويجعله يمضي إلى الأمام على الرغم من... الكوارث السياسية»07.

وبعد الزلزال جاء مرض الكوليرا الذي ظهرت أولى حالاته في أكتوبر من العام وسرعان ما تحول إلى وباء. وبعد ذلك توفي أكثر من 9 آلاف هايتي من جراء هذا الوباءء في حين أن 712 ألف شخص على الأقل قد أصيبوا بالمرض. وأشارت هذه الأرقام إلى أن الأمم المتحدة والسلطات الحكومية قد أخفقت في حل المشكلة: كما سلطت الضوء على جانب آخر من قابلية تعرض المبلاد للاستغلال.

هذا الانتشار لوباء الكوليرا بعد كارثة الزلزال تناولت تفاصيله باحترافية شديدة صحيفة «نيويورك تامز» في مارس من العام 2012. فقد ورد في تقرير كتبته الصحافية «ديبورا سونتاج» (عمغده5 طهءمطء) أن نحو 5 في المائة من سكان البلاد قد تأثروا بالمرض. واستشهدت الصحافية بأدلة قوية على أن الجنود التيباليين الذين كانوا قد أحضروا إلى البلاد لمساعدتهاء بوصفهم جزءا من قوة «بعثة الأمم المتحدة لتثبيت الاستقرار في هايتي» التي تعرف اختصارا باسم «مينوستاه» (381121115113)!*'. قد حلبوا معهم الكوليرا ولوثوا نهرا يقع إلى جوار قاعدتهم من خلال شبكة متعطلة للصرف الصحي. وفي غضون أيام بدأ سكان هايتي يموتون. وأنكرت الأمم المتحدة المشكلة في البداية. وبعد ذلك بعد أن بدأ الأمين العام للأمم ا متحدة؛ بان قي مونء في التحدث عن تطوير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي

(«ا) لانم صا سماوكتك8 ممعنائطة5 كسم6ج!1 لعأنصنآ عط1'. |المحرر[ل.

142

هايتي... م تكن استجابة المنظمة العالمية للكارثة متقنة حيث تركت الآلاف من الهايتيين بلا رعاية صحية كافية09. وفي العام 2013 ظلت الأمم المتحدة غير مستعدة لقبول تحمل المسؤولية وإلقاء اللوم عليهاء ورفضت مطالبة قانونية بدفع تعويضات صدرت بالنيابة عن ضحايا الكوليراء وفي العام 2015 أكد قاض أمريي مجددا على إفلات الأمم المتحدة من العقاب27. وفي العام 2013 م تستطع الأمم الملتحدة حتى جمع ع الربع من مبلغ 38 مليون دولار كان مطلوبا لشراء حبوب تنقية اللياه ومستلزمات صحية أخرى. وكانت تلك بقعة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة: على الرغم من تعهد بان ي مون بجمع مزيد من مليارات الدولارات في أثناء زيارته إلى هايتي في العام 2014.

وفي تصريحات أدلى بها إلى صحيفة «نيويورك تايمز» قال الدكتور بول فارمر 1نه؟ تعحعة2, الشريك المؤسس للمنظمة غير الحكومية «شركاء في الصحة» 5؟عصاقمة8 طغلدء81 صف إن: «هذا باد للعيان بوضوح تحت سمع وبصر جميع المنظمات غير الحكومية... فلماذا م يبذلوا كل ما في وسعهم بشأن الكوليرا في هايتي؟», الإجابة عن هذا السؤال تكمن في المشكلات البيروقراطية» ونقص مرافق سليمة طياه الصرف الصحي» وعدم وجود أموال كافية لعمال الصحة الهايتيين» والعراقيل التي تضعها الأمم المتحدة بقصد المماطلة. وبشكل أساسي طعُم عدد قليل من الأشخاص وواصلت محصلة وفيات الكوليرا ارتفاعهاء وكانت تغذيها كوراث طبيعية أخرى.

وفي العام 2 رددت «أطباء بلا حدود»: منظمة المساعدات الطبية الإنسانية العامية البارزة التفكير نفسه بأن المسؤولين الهايتيين ثم تكن لديهم الموارد اللازمة للتغلب على المرض - وهي حقيقة فسرها إلى حد بعيد الاعتماد المتزايد عقودا طويلة على التبرعات والصدقات من الغرب يدلا من بناء منشآت محلية. وعلى رغم ذلك كان الأمر يتطلب استجابة أكثر شمولا من جانب حكومة هايتي» بما في ذلك توفير مياه الشرب النظيفة وتركيز العناية على ضحايا الكوليرا. وجادلت «أطباء بلا حدود» بشكل صحيح بأن غرض المنظمة لم يكن «الاضطلاع مسؤوليات وزارة الصحة ومهام شركائها الدوليين في التعامل مع وباء الكوليرا على مستوى وطني»7. على رغم أنها كانت سعيدة بتقديم العون بأي طريقة ممكنة. وقالت المنظمة غير الحكومية إنه حتى تلك المرحلة كانت قد عالجت

143

رأسمائية الكوارث

ما يربو على 170 ألفا من ضحايا الكوليراء وهو ما يمثل نسبة 33 ف المائة تقريبا من الحالات في أنحاء البلان(22.

دخلت الكوليرا إلى البلاد في ظل وجود شبكة مهترئة أساسا للصرف الصحي. بل إن هايتي استخدمت عمالا يدويين يطلق عليهم «باياكو» دامعله2ز2ط كانوا يقومون بتفريغ البالوعات القذرة المملوءة بالنفايات البشرية تحت اللمراحيض الموجودة في الفناء الخلفي لهايتي. وكانت الصحة العامة متردية ومعرضة للمخاطر إلى ' حد أنه كانت هناك بنية تحتية حكومية قليلة يمكن أن تساعد في إبقاء الطعام والمياه بعيدين عن النفايات المعدية (وذلك على رغم وجود واحدة من القليل من الإدارات الحكومية الهايتية التي كان لديها سجل لائق بشكل معتدل. بفضل ا مساعدات الأمريكية جزتياء وهي وزارة الصحة» وبصورة خاصة في مجالات تلقيح الأطفالء وعلاج فيروس نقص الناعة البشرية «إتش آي في»)7©. وكان نحو 60 في المائة من المدارس بلا دورات مياه. وعلى الرغم من أن البعض من المنظمات الدولية» مثل الأمم المتحدة و«مؤسسة بيل وميلندا غيتس الخيرية» (لصة 8111 10 طداه8 2665© 1503ذاء31): قد حاججت من أجل خصخصة المشروعات الصحية منذ تفشي وباء الكوليراء فإنه م يكن هناك سوى أدلة قليلة على تحقيق تقدم في هذا المضمار©. ولكنْ ثمة استثناء نادرا تمثل في إنشاء عيادات في الهواء الطلق لمرضى الكوليرا صممتها شركة في بوسطنء وهي شركة «ماس ديزاين جروب» (مناه© صوزوء10 844855).: وبناها مواطنون هايتيون. وكانت هذه المرافق تهدف إلى الجمع بين الهندسة المعمارية الماهرة وتوفير الرعاية الصحية للحد من تفشي الأوبئة في المستقبل053.

ويمكن القول بوضوح شديد إن هايتي كانت دولة معوجة وميئوسا منها نهائيا في حين كانت هناك دول أخرى ينظر إليها باعتبارها أكثر جدارة للحصول على تمويل المتبرعين. وفي أبريل من العام 2014 جاء في افتتاحية نشرتها صحيفة «نيويورك تاهز» أنه «حتى لو م يعد ضمير العالمم يشعر بالصدمة من جراء امرض والوفيات في هايتيء فإن شعب هايتي مازال في حاجة إلى مساعدة العالم»9©. وعلى الرغم من ذلك عندما تسلمت هايتي سيلا من «المساعدات» السخية لم يفعل هذا السخاء شيئا سوى إثراء الشركات الأجنبية. وما جعل الأمور تزداد سوءا أن المانحين

144

هايتي...

الدوليين ظلوا غير راغبين في دعم صندوق استثماني من شأنه السماح لحكومة هايتي باستئصال وباء الكوليرا من خلال توفير المياه النظيفة ونظام للصرف الصحي””".

والحقيقة أن وجود الكوليرا قد سبب تفاقم التعاسة العميقة التي شعر بها الكثير من الهايتيين فيما يتعلق بوجود قوات الأمم المتحدة وتفويضها لتحقيق السلامة للسكان. فقد انهمت القوات الأممية بارتكاب انتهاكات لا تعد ولا تحصىء بما في ذلك قتل ما يزيد على ثلاثين من الهايتيين في مجتمع «مدينة الشمس» (011]6 لغاه؟) في العام 6 فضلا عن الاغتصاب المزعوم لرجل على أيدي جنود من الأوروغواي في العام 1 . لهذا لم يكن من قبيل الغرابة أن تخلص نتائج مسح أجرته جامعة هايتي في العام 2012 إلى أن 70 في المائة من سكان هايتي كانوا يريدون مغادرة القوات المسلحة الأجنبية بلادهم خلال عاه!0.

فبالنسبة إلى العديد من سكان البلاد كانت قوات الأمم المتحدة مجرد مثال آخر لقوى أجنبية تفرض إرادتها على هايتي. ففي كتابه الذي ينم عن فكر ثاقبء بعنوان «الديكتاتورية الجديدة في هايتي» (منطة:م2)0 1011 #وع11 ونان 3]), رأى الأكاديمي الكندي جوستين بودور #نال20 سنوتل أن هذا بمنزلة دلالة على أن هايتي ظلت دولة ديكتاتورية وأن شعبها «ليس لديه رأي فعال إزاء شؤونه السياسية والاقتصادية»9©. وجادل بقوله إن القوة الأممية لتثبيت الاستقرار في هايتي (مينوستاه). كانت «حلا عسكريا دول وطرح لحل ما اعترفت حتى الأمم المتحدة بكونه مشكلات تتعلق بالفقر والجرائم الاجتماعية والتي تحدث في أماكن عديدة»000.

وأكدت برقية سربها موقع «ويكيليكس» الأجندة الحقيقية التي كانت وراء قوة الأمم المتحدة. إذ شرحت وثيقة تعود إلى العام 2008 مرسلة من السفيرة الأمريكية لدى هايتي: جانيت أي. ساندرسون 5582067508 ]عضو[ كيف كانت قوة «مينوستاه» «أداة لا غنى عنها في تحقيق المصالح الجوهرية لسياسة [الحكومة الأمريكية] في هايتي». وجادلت السفيرة بأن أحد التهديدات الرئيسة التي ساعدت «مينوستاه» في معالجتها كان «تجدد الصعود المتنامي للقوى السياسية الشعبوية والمناهضة للاقتصاد الحر»». والتي يمكن أن تقلب دفة «المكاسب التي تحققت في

العامين اللاضيين».

145

راسمالية الكوارن

وتزايدت المطالب من أجل الحصول على تعويض من الأمم المتحدة فيما يتعلق بتفشي الكوليراء إلى جانب دعوات للمنظمة الدولية لتطوير استراتيجيات تهدف إلى حماية السكان بطريقة صحيحة» وهو الشيء الذي أخفقت قواتها في تنفيذه في كثير من الأحيان. وكانت الحقيقة هي أنه على رغم ما زعمته سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة. سوزان رايس 1316 5582. من أن القوات الأممية قد «ساعدت في توفير بيئة أكثر أمانا واستقرارا في هايتي» وأنها عززت مؤسسات الدولة, وحمت امدنيين وصانت حقوق الإنسان»!, فإن الدليل على هذا كله كان ضعيفا للغاية. وفي أثناء زياراتي إلى هايتي كنت أرى دائما قوات مسلحة للأمم المتحدة تقف تحت أشعة الشمس الحارقة» ولا تفعل شيئا أكثر من التصبب عرقا وهي تنظر إلى السكان المحليين بينما كانوا يضعون طبقات جديدة من الأسفلت على طرق قدهة. وبالنسبة إلى العديد من الهايتيين ممن تحدثت إليهم شعر هؤلاء كأن هذا الوجود الأممي كان احتلالا آخر. في العام 2014 كنت شاهد عيان على هذا الواقع حين أمضيت وقتا مع جنود مسلحين في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام ونحن نسير عبر منطقة «كروا دي بوي» (5 801101 -5ع0-امزن): في شوارع بورت أو برنس. وهؤلاء الرجال الذين جاءوا من السلفادور والبيرو كانوا ودودين ويمكن تبادل الحديث معهم, على رغم أنهم تفاعلوا بالكاد مع السكان المحليين عندما رأيتهم. فضلا عن أن مقدار الوقت الذي تطلبه تنظيم هذه الجولة كان برهانا على درجة الحساسية تجاه أي محاولات للتدقيق من وسائل الإعلام. أما أسئلتي إلى هؤلاء الجنود عن وباء الكوليراء وممارسات العنف. ومواقف الهايتيين المتخذة إزاء الأمم المتحدة, فقد ضرب بها عرض الحائط بثقة نفس من يعمل في مجال العلاقات العامة. «هايتي منفتحة على الأعمال». هذا ما قاله الرئيس مارتيلي في أواخر العام 1 وهو يفتتح منطقة صناعية جديدة في كاراكول 01ع2:ة0). في شمال البلادء والتي دعمتها أساسا واشنطن على نغم مئات الملايين من الدولارات. وبينما كان يقف بجانب الرئيس الأمر يكي الأسبق بيل كلينتونء أشاد مارتيلي بعذ ذلك بالاستثمارات الأجنبية الضخمة - الأمريكية بنحو أساسي - التي قد دخلت إلى هايتي منذ زلزال العام 2010. شعار «الانفتاح للأعمال» هذا تكرر وأنا أجري مقابلة صحافية مع وزير

146

هايتي...

التجارة والمالية الهايتي» ويلسون لالو 11ة31.آ 18711505, الرجل الذي تحدث بحماس عن الاستثمار الأجنبي» معترفا في الوقت نفسه بأخطار عدم تمكين السكان المحليين.

وما يدعو إلى السخرية أنه على الرغم من أن التخطيط للمنطقة الصناعية قد بدأ في العام 8: فإن هذا المشروع: ومشاريع أخرى مثله. لم تصبح حقيقة واقعية إلا بعد عامين حين وقعت كارثة الزلزال. فسرعان ما جذبت هذه الكارثة استثمارات من دول أخرىء في مرحلة إعادة الإعمار ما بعد الزلزال أو مشروعات إنشائية جديدة شارك فيها هايتيون بالكاد في عملية صنع القرار.

وعلى سبيل المثال رأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن هناك فرصا لمساعدة الشركات في كل منهما على جني أرباح عن طريق بناء مصانع ملابس لشركات مثل «وول مارت» 6مةصناة18 في مناطق فقيرة في الدولة. وكان هذا كله بالضبط أحدث تجسيد لنموذج قديم منهك أخفق في تقديم فوائد طويلة الأمد إلى السكان المحليين» ولكنه قدم, بدلا من ذلك: عمالة رخيصة إلى الشركات متعددة الجنسيات. وجهة النظر هذه عكسها تقرير تضمن انتقادا لاذعا أصدرته في العام 2011 منظمة إعلامية تسمى «مراقبة القاعدة الشعبية في هايتي» غ182 2555:0015 112101 والتي جادلت بأن العمال الهايتيين كانوا يكسبون أجورا أقل من تلك التي كانوا يتقاضونها في زمن ديكتاتورية بيبي دوك2.

والمنطق الذي قد استخدم هنا كان مألوفا وشبيها مما حدث في دول مثل بابوا غينيا الجديدة وأفغانستان. بل إن تشارلز بيكر 82162 0581165. مالك شركة صناعة الملابس «ون وورلد» 1780114 26©, اعترف لمنظمة «مراقبة القاعدة الشعبية في هايتي». بأن الرواتب التي كان يدفعها إلى عماله كانت منخفضة للغاية. وقال بيكر أيضا إن واشنطن كانت تشعر بالسعادة تجاه شركات أجنبية مثل «جاب» مه ). و«ليفايز» 5تباعك ودبانانا ريببليك» عناطسامع] مممصدظ و«ي مارت» غ3/24->1. و«وول مارت». لأنها تدفع أجورا على مستوى الفقر حتى يمكن أن ترتفع الحدود الأدنى لأرباحهاء مبررة تصرفات هذه الشركات بأنها وسيلة لمساعدة هايتي من خلال توفير الوظائف وتنمية المهارات. على كل حال. زعم بيكر أن الأجور والمهارات ذات المستوى المنخفض لن تكون خصائص دائمة للاقتصاد المحلي» ولكنها ستكون مهمة فقط على مدى عشرة أعوام أو

147

رأسمالية الكوارث

خمسة عشر عاما مقبلة. وقال: «إنها خطوة. نحن نصعد السلم. وهذه واحدة من درجاته»33,

وكانت مجلة ال «إيكونومست» :4ؤندومهمء5 إيجابية إلى حد كبير إزاء تنمية مشروع المنطقة الصناعية, على رغم أنها حذرت من أن الرئيس مارتيلي كان «شعبويا تنقصه الخبرة السياسية». والذي يحتاج إلى أن يغيّر صورة هايتي من دولة «متوسلة للمساعدات الأبدية لتتحول إلى مكان للعمل الحاد»64. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أكثر وعيا حيث كتبت في الذكرى الثالثة للزلزال أن العالم قد خذل هايتي وأن منطقة صناعية واحدة ط تكن العلاج الناجع لكل المشكلات. كما سلطت الصحيفة الضوء على المشكلة الرئيسة في شعار الانفتاح للأعمال. وهو أنه جعل الهايتيين يشعرون بأنهم «أشبه بالمتفرجين في بلادهم»077.

بيل كلينتون الذي زعم أنه كانت تربطه صلة خاصة بهايتي بعد أن أمضى شهر العسل هناك مع زوجته هيلاري في السبعينيات, عينه الرئيس باراك أوباما في العام ومعه أيضا الرئيس الأسبق جورج دبليو بوشء لكي يتوليا معا الإشراف على جهود الإغاثة لكارثة الزلزال. ولكن سرعان ما وجهت ادعاءات تتعلق بسوء الإدارة إلى عمل مؤسسة كلينتو ن 8012021608 دماسنان في هايتي. فقد اكتشفت صحيفة «نيشن» في العام 22011 أن العربات المقطورة المؤقتة التي وفرتها المؤسسة. والتي كان من المفترض استخدامها كحجرات دراسة مؤقتة وملاجئ واقية من الإعصار. كانت قد بنيت بطريقة سيئة واحتوت مستويات خطيرة من الفورمالديهيد. والحقيقة هي أن شركة «كلايتون هومز» 1105065 1377602:» التي شيدت العربات ا مقطورة تمت مقاضاتها من قبل الحكومة الأمريكية بعد إعصار كاترينا في ولاية نيو أورليائز قصه0:1 216 بسبب توفيرها عربات مقطورة كان بها العيوب نفسها69. كان هناك لاعبون فاسدون يتحركون من حالة استغلال إلى أخرىء هي رأسمالية الكوارث في حالة حراك.

ومع ذلك كانت ثمة استثناءات. ففي العام 2014, أخذتٌ في جولة للاطلاع على عملية التنمية في المنطقة الداخلية للعاصمة بورت أو برنس والممتدة على طول شامب دو مارس 5 ع1 :سقط ). حيث كان يرافقني في هذه الجولة

148

هايتي...

هاري آدم حصدلءة 112:5 مدير الحكومة ال مسؤول عن وحدة الإسكان والبناء العام صو تسامده) عتاطنا5 0صة عصتوبده11 20 لمآ في مكتب رئيس الوزراء. كانت بعض الباني مثيرة للإعجاب. وجميع العمال كانوا محليين. وشرح آدم أنهم كانوا يحاولون خلق مدينة من رماد الزلزالء وأنهم يحاولون تحقيق استدامة بذلك.

وعلى الرغم من الفضائح التي كانت تغلف بيل وهيلاري كلينتون في هايتي وما وراءهاء فإنهما بقيا محبوبين لدى عديد في أوساط الإعلام الليبرالي. وعندما قاد بيل «اللجنة المؤقتة لتعافي هايتي» ملو لم00 بورع 7امعع1 أغند11 حستمعام1 11180) (آي إتش آر سي) بعد زلزال العام 2010, كان مسؤولا أمام زوجته بصفتها وزيرة للخارجية الأمريكية. وكشف صانع الأفلام الهايتي» راؤول بيك عل26 2011 لقطة فيديو في فيلمه الذي عُرض في العام 2013 بعنوان «المساعدة المميتة» لماه ععصواوزوقة: كشفت عن اجتماع عقد في العام 0 عندما واجه مفوضون هايتيون بيل وزعموا أنهم قد تعرضوا للتهميش من قبل مستشارين غربيين. كان ذلك مجرد جزء آخر من سلسلة فرص الكسب السهل لآل كلينتون في هايتي» والتي قد بدأت قبل عقود. في التسعينيات. عندما اشترى أصدقاء للزوجين حصة من أسهم شبكة الهاتف المملوكة للدولة في هايتي. فقد كان لدى كلينتون «ولع خاص بالأماكن التي أفسدها باعتباره رئيسا». كما كتب جوناثان كاتز 1842 صقط هدهل الصحافي السابق لدى وكالة أسوسييتد برس وو2+6 45501260, في كتابه بعنوان «الشاحنة الكبيرة التي مرت» نر غصع8آ غهط1 علعدم1 وذظ ع1 .

أما باتريك إيلي عذاظ عاء6ة5؛ وهو ناشط هايتي ووزير دولة سابق للأمن العام في حكومة أريستيد. فكان يدرك جيد! نفوذ الغرباء من أصحاب المصلحة الذاتية في بلاده. فقد صرح لبرنامج «الدموقراطية الآن». وبعد عام على كارثة الزلزال التي وقعت في يناير من العام 2010: بأن «هايتي تخضع لسيطرة حكومة أجنبية ومصالح أجنبية والتي يُطلق عليها اسم المجتمع الدولي»”””.

أجريتٌ مقابلة مع إيلي في بيته الكائن في بيجي فيل 171116 (8688, وهي منطقة يقطنها الأثرياء في العاصمة بورت أو برنس. ولدى وصولي ظهرا وجدت الناشط الحقوقي ذا اللحية الرمادية يتناول مشروب السكوتش ويدخن سجائر

149

رأسمالية الكوارث

مارلبورو الحمراء» والتي تُعرف في اللغة العامية باسم «قتلة الكاوبوي». وكان بيته ممتلئا بأقراص الفيديو الرقمية (دي في دي) 2772. والكتبء. وصور أفراد عائلته. وكان وجود نسخة من كتاب «وهم الإمبراطورية» عتتمطص8 04 دمنوب111 عط1' للمؤلف كريس هيدجز 116085 115طن). شاهدا على عشق إيلي للتاريخ.

«أريد أن أكون الصوت المسموع لمن لا صوت لهم في هايتي». هكذا قال الصيدلاني السابق الذي وجد مهمته في عام السياسة. وأردف إيلي: «منذ الاحتلال الأمريكي في العام 1915 لم تنحرف السياسة الأمريكية حقا تجاه هايتي. وقد استخدمت تكتيكات مختلفة - العنف أحياناء وأحيانا مزيدا من الدهاء - بيد أنها حافظت على مسار ثابت» والذي كان يهدف في الحقيقة إلى إزالة استقلال هايتي. وحق تقرير المصير لديها. وهي قد فعلت ذلك من خلال تقويض صغار ملاك الأراضي الهايتيين الذين يعدون بالفعل بمنزلة المرساة للثقافة الهايتية» وللكرامة؛ والاستقلال. أنا أرى هذا المشروع وهو يُلاحق ويتسارع في هذه الأيام. وكانت الولايات المتحدة تنظر إلى هايتي منذ البداية باعتبارها مخزونا احتياطيا للقوة العاملة الرخيصة. وفي العصر الحديث, تتمثل اللهمة في كيفية تجويع الفلاحين حتى يمكنهم التدفق إلى المدن... [لكن] بدلا من مزارع قصب السكرء كما كانت الحال قبل سنوات. صارت توجد الآن هذه المصانع».

وأكد إيلي أن زعماء هايتي اليوم كانوا أكثر قليلا من كونهم ممثلين لواشنطن في بورت أو برنس. «إنها أمريكا في الأغلب التي تسيطر على هايتي»», على حد قوله, وذلك على الرغم من أن فرنسا وكندا كانتا أيضا من اللاعبين البارزين هناك. ففي أواخر العام 2012, أعطت فرنسا هايتي معونة قدرها 29 مليون يورو. وهي أموال كان من المقرر استخدامها في تنفيذ أمن الحدود وحكم القانون. في الوقت نفسه. أرسلت كندا إلى هايتي مساعدات بقيمة أكثر من مليار دولار منذ العام 2006.

كما أشار إيلي إلى المشكلات الجديدة التي كانت تلوح في الأفق بينما جرى الكشف عن موارد البلاد. وتردد أن هذه الموارد كانت تساوي ما قيمته مليارات الدولارات من الذهب والفضة والنحاس والزنك في التلال الشمالية في هايتي. رئيس الوزراء الكندي. ستيفن هاربر 6م1122 «عطمء:]5, كان قد شجع منظمات غير حكومية في بلاده على الدخول في شراكات مع شركات تعدين عند العمل في هايتي» وذلك في محاولة لتهدئة مجتمعات محلية بشأن ما سيأق لاحقا. وغني عن القولء

0ظ215

هايتي...

وفقا بلا ذكره إيلي» أن حمى الاندفاع الجديدة هذه إلى الذهبء والتي لطابلا كانت تتوقعها شركات التعدين الأجنبية وأوساط النخبة في البلاد. ستكون كارثة. إذ كانت مخاوفه تُذكرني بنحو مخيف با سمعته في بابوا غينيا الجديدة: «حمى الذهب ثثير مشكلة خطيرة لهذه الدولة لأن الدولة الهايتية ضعيفة وتابعة إلى حد كبير للقوى الدولية. الشركات يتملكها الجشع. والأرض الخصبة سوف يصيبها الدمار والتلوث تماما لأن هذه الشركات ستستخدم السيانيد والزئبق»!09,

«تربتنا التحتية غنية بالمعادن. والآن هو الوقت المناسب لاستخراجها». كان هذا ما قاله رئيس الوزراء الهايتي آنذاك: لوران لاموث في العام 2012. غير أن المشكلة كانت تكمن في أن كثيرا من الشركات التي سعت إلى استغلال موارد تقدّر بنحو 20 مليار دولار من الذهب والنحاسء؛ مثل شركة «نيومونت للتعدين» 162056 وسنصنلة وشركة «المعادن الأوراسية» 12[15ءعه3811 صدأمهسساظ. كانت لديها سجلات غير مطابقة للمواصفات. بما في ذلك الشراكة المقوضة لتعدين النحاس بين شركة المعادن الأوراسية واطلياردير الإسرائيلي دان غيرتلر :6016© 1235 في جمهورية الكونغو الديموقراطية. إذ إن شركته زعمت أنها قد عثرت على رواسب ضخمة من النفط هناك في العام 4. وعلاوة على ذلك. كانت البلاد قد وقعت على بضع لوائح دولية للصناعات الاستخراجية, وهو الحد الأدنى المطلوب لحماية أصحاب الأراضي من الاستغلال. واكتشفت منظمة «مراقبة القاعدة الشعبية في هايتي» أن وزير مالية سابقا عمل الآن مستشارا لدى شركة نيومونت للتعدين. وأنه قد حث على التخفيف من حدة قوانين التعدين التي كانت أصلا ضعيفة.

وقد اشبّريت تراخيص لا حصر لها لاستكشاف مساحات كبيرة من شمال هايتي. ولكن خلافا با عليه الحال في بوليفيا والبيرو وكوباء حيث وضعت حكومات أكثر استقلالية قيودا أشد على قدرة الشركات الغربية على استغلال المعادن. وفي بعض الحالات. أممت مواردهاء مم تبد هايتي أي مبادرة تشير إلى تنظيم تصرفات شركات التعدين الأمريكية الشمالية. وإن كان من شيء: فقد بدا أن بورت أو برنس كانت سعيدة بالسير في ركاب الغرب - وثمة شكوى عامة سمعتها وهي أن رجالا بيضا كانوا يأتون إلى مناطق نائية ومعهم عدد قليل من الهايتيين السود, كأن هؤلاء الأخيرين كانوا هناك ممجرد دعم الخطط الحميدة لدى السابقين9,

1051

رأسمالية الكوارث

واذعى المدافعون عن صناعة موارد حافلة أنها كانت طريقة واحدة لدى هايتي للحد من اعتمادها على المساعدة الأجنبية - الجدل نفسه الذي سمعته في بابوا غينيا الجديدة. وئمة وجهة نظر بديلة تحدث عنها بوضوح أرنولت جان 16ممم ضةءل: وهو منظم شؤون الفلاحين والذي كان يعمل في منطقة تقع بالقرب من حدود جمهورية الدومينيكان. فقد أخبر منظمة «مراقبة القاعدة الشعبية في هايتي» في العام 2012 أن «ما يكمن تحت الأرض يممكن ألا يجعلنا فقراء بعد الآن» [لكن] الأثرياء هم الذين يأتون إلى هنا ومعهم معداتهم الماهرة لاستخراج ما في باطن الأرض. والأشخاص الذين يعيشون فوق الأرض يظلون فقراءء في حين يزداد الأغنياء ثراء»””. وقد وافق العشرات من الجماعات الهايتية في أغسطس من العام 2014 على الانضمام إلى حركة تعارض أعمال التعدين السطحي في شمالي هايتي. وهذه الحركة, التي تسمى «الحركة الجماعية ضد التعدين» عصنصذ81 ؛5قصندعى عجناء2011©, كانت منظمة محلية تستهدف تسليط الضوء على مغالطة التنقيب ال مربح. وقد استّغل البوكسيت إبان الخمسينيات والستينيات؛ بيد أن نصيب هايتي من أرباح استخراجه كان ضئيلا للغاية. وكان التاريخ في الأغلب هو أفضل دليل إلى المستقبل.

وكان باتريك إيلي يعارض بحماس شديد مخططات رأسمالية الكوارث في هايتي. وتحدث بصراحة عن ذلك قائلا: «نحن الآن في موقف حيث لديك نظام يحاول دحر التاريخ: والعودة إلى فترة حكم استبدادي حيث يُبقى الناس في حالة من الكبت. وحيث يمكن أن تزدهر الأعمال وأن تكسب المال من دون تحدٌ... حين يقولون إن هايتي «منفتحة للأعمال». فإنهم يحددون بذلك مغهوما حيث تدار هذه الدولة في إطاره وكأنها شركة [تجارية]. تذهب أغلبية ما تكسبه من الغنائم إلى القلة المختارة ورؤسائهم الدوليين». وعبر عن هذا مبعوث للأمم المتحدةء ولكن بطريقة مختلفة قليلاء قائلا إن البلاد «تم تكن مستعدة بعد» للاستثمار الأجنبي. وأضاف نيجل فيشر عطة81 1عوالا: «في استطاعتنا إلقاء اللوم على شركاء خارجيين لتباطئهم في دفع ا لمساعدات التي وعدوا بها»!4,

وأعطاني إيلي مثالا صارخا على الطريقة التي توافقت الحكومة الهايتية من خلالها مع سادة أعمالها في الخارج» وشرح كيف أن شركتين لخدمات الهاتف ا محمولء. وهما «ديجيسيل» 101851661 و«فوالا» 10112!. قد اندمجتا معا في العام

152

هايتي...

2 وبالتالي انتهى الأمر بسيطرتهما على ما يصل إلى أكثر من 95 في الطائة من تعاملات سوقهما2». وقال إيلي: «هذا يُذكرني بفترة حكم دوفاليهء حيث كان كل شيء حكرا على أصدقاء النظام. هذا يحدث على حساب الشعب الهايتي» ولكن أيضا [بواسطة] شركة تمتلك فيها الدولة نسبة 40 في المائة من الأسهم». وعبّر عن أسفه فقال: على رغم أنه قد كانت هناك مقاومة صوتها مسموع للدمج بين الشركتين» فإن «الحشد لا بمثل قوة». وزعمت «ديجيسيل» أنها ترد الجميل إلى المجتمع: وذلك بافتتاحها فندقا تديره شركة ماريوت 342:5104 في بورت أو برنس في العام 22015, وبناء مدارسء» وهي خطط حظيت كلها بمساندة بيل كلينتون.

وأخبرني إيلي بإعجابه بعائلة كاسترو في كوباء وكيف أنها وفرت الرعاية الصحية والتعليم المجانيين وقاومت الولايات المتحدة. ما يعرض لهايتي نموذجا بديلا. وتصور الفلاحين الهايتيين ينهضون لكي يبنوا اقتصادا مستداما من دون الاعتماد على المعونات الأجنبية. وهذه الاستراتيجية التصاعدية التي تبدأ من الأسفل إلى الأعلى» التي كانت لعنة ل«حلول» يفرضها حاليا سياسيون فاسدونء كانت حلم عديد من الهايتيين الذين التقيتهم. ولكنها لم تعكس الوضع الحالي الذي تفرضه بورت أو برنس وواشنطن!42.

وثئمة شكوى عامة سمعتها في هايتي بشأن حقيقة مفادها أن واشنطن كانت تدعم مزارعي الأرز لديها بما يصل إلى مليارات الدولارات» ومن ثم ترغم المزارعين الهايتيين على بيع منتجاتهم بسعر أقل من السلع المستوردة. وكان من الممكن أن يكون هناك نهج أكثر استدامة بالنسبة إلى مزارعي الأرز المحليين وهو التوسع في إنتاجهم لتوفير الاحتياجات اللازمة للجزيرة برمتهاء غير أن تبني سياسات زراعية متماسكة ومترابطة م يكن ممثل أولوية لدى النخب الهايتية أو قطاع المنظمات غير الحكومية2» - فضلا على أن واشنطن لم تكن لتسمح بذلك. ونتيجة لذلك» جرى استيراد 75 في المائة على الأقل من الأرز المستهلك في هايتي!؟. وهو ما وضع عبئا ماليا ثقيلا على كاهل السكان المحليين؛ لأن الأرز كان مكونا أساسيا في النظام الغذائي لسكان هايتي.

وحتى بيل كلينتون أدرك جنون هذه السياسة. وأنحى باللائمة على سياساته حين كان فى منصب الرئيسء ودعا واشنطن إلى الكف عن دعم صادراتها من الأرز إلى هايتي. وقال في العام 2010: «يتعين علي العيش كل يوم مع عواقب

103

رأسمائية الكوارث

القدرة المفقودة على إنتاج محصول أرز في هايتي لإطعام هؤلاء الأشخاص, بسبب ما فعلته».

في الوقت نفسه. كان الافتقار إلى المحاسبة والمساءلة قد تطور في صناعة ا مساعدات. ولا سيما فيما يتعلق بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. فقد تعهدت الوكالة الحكومية الأمر يكية بتقديم مساعدات قيمتها 1.8 مليار دولار بعد زلزال العام 0 - كان إجمالي الدعم العاممي وصل إلى 13.5 مليار دولار. وهو مبلغ كان كافيا لحصول كل مواطن في هايتي على شيك بأكثر من ألف دولار. ولكن في الواقع, فإن كثيرا من هذه الأموال وصل في النهاية إلى أيدي المقاولين المحليين والأجانب من دون أن يقدم هؤلاء أي شيء في المقابل. بل إن المفتش العام بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجد في العام 2010 (ومرة أخرى في العام 2012) أن 70 في المائة من أموال المساعدات التي حصلت عليها شركة المقاولات الكبرى «كيمونيكس» 0 أخفقت في تحقيق أي أهداف رئيسة: وأن عدد الهايتيين الذين وُظفوا في إطار هذه العملية كان أقل بكثير من ذلك الذي وعد به2*). وقد حدث هذا على الرغم من أن «كيمونيكس» تعمدت الكذب بشأن أعمالها الرديئة في أفغانستان لكي تضمن حصولها على عقود بنحو مستمر. وأبرم التعاقد مع هذه الشركة مقابل أكثر من 200 مليون دولار في هايتي!”*. وفي العام 2012, اكتشفت «فورين بوليسى» أن «كيمونيكس», إذا كانت دولةء «كانت ستكون قد احتلت المركز الثالث باعتبارها أكبر متلق لأموال المساعدات من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في العام 2011, بعد أفغانستان وهايتي فقط»*. وثمة حالة أخرى مخيبة للآمال كانت تتعلق بالبرنامج الذي تعهد بتنفيذه بنك التنمية في الأمريكتين. والذي تبين أنه أعاد بناء امدارس التي دمرها الزلزال من دون أي حماية من الهزات الأرضية49.

الحكومة الأمر يكية كانت تتحدث دائها عن أنها أكثر بلدان العالم سخاءء لكن هذا السخاء كان غالبا ما يرتبطء وبنحو حميميء بالدعم العسكري الأمريي. إن ما يقرب من نصف مليار من المساعدات الإنسانية التي قدمتها إلى هايتي تولتها وزارة الدفاع الأمر يكية. بالإضافة إلى ذلك. فإن هذه الأموال كانت توجه في الأغلب إلى مقاولين كانوا قد ارتكبوا انتهاكات حقوق الإنسان أو عمليات احتيال في العراق. وأفغانستانء وعلى المستوى المحلي”". وعلى الرغم من أن رئيس الوكالة الأمريكية

154

للتنمية الدولية. راجيف شاه طهط5 <ازه8, الذي عيّنه باراك أوباماء زعم أنه «لم يعد راضيا عن كتابة شيكات بالغ كبيرة إلى مقاولين كبار ووصف ذلك بأنه تنمية». بيد أنه كانت ثمة أدلة قليلة على حدوث تغيير. وترك شاه منصبه في الوكالة في العام 5. ووقع أوباما في العام 2014 على قانون «تقييم التقدم في هايتي» 8555518 اعث 1نه11 دذ ووعمرعه:2: والذي ينص على تقديم تقارير عن التقدم بنحو منتظم إلى الكونغرسء غير أنه كان من الصعب التحقق من إحراز تقدم ملموس.

وحصلت شركة. وهي «أجيليتي للخدمات اللوجيستية» 5عتاوذع0.آ #واتلنهف على عقود بقيمة تزيد على 16 مليون دولار على رغم أنها كانت تحت الاتهام في ذلك الوقت بسبب مغالاتها في زيادة أسعارها للجيش الأمريي بأكثر من مليار دولار. وئمة شركة أخرى» هي «إم دبليو إتش أميركاز» وهع1:عدمة 228118711 والتي تبين أنها قد غالت في أسعارها مع مدينة نيو أورليائز بعد أن دمرها إعصار كاتريناء واستطاعت تأمين عقد هندسي مربح من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للتحقق من جدوى البنية التحتية للموانئ في شمالي هايتي. فضلا على ذلك أسندت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إلى «مجموعة شركات جي إي أو» هناه:© 61280 عقدا من دون مناقصات لتوفير «خدمات حراسة» في العام 2010 وذلك على الرغم من أنه قد تبين أن هذه الشركة كانت مدينة لارتكابها مخالفات رعاية لا حصر لها في معاملتها سجناء في الولايات المتحدة. وكانت هذه الشركة واحدة من أكبر المساهمين في الحملات في أثناء دورق الانتخابات في العام 2002 والعام 4: فضلا على أنها قدمت أكثر من 5 مليون دولار إلى مرشحين في الفترة ما بين العام 9 والعام 510»2014.

والحقيقة أن قدرة شركات مشتبه فيها على تحقيق مثل هذه النتائج كانت مرتبطة بنحو مباشر بالقدر الهائل من الضغط الذي مارسته على الحكومة الأمريكية - فبالنسبة إلى شركة «إم دبليو إتش أميركاز». كان ذلك يعني ما قيمته 1.2 مليون دولار من ممارسات الضغط والتأثير في العام 2010 وحده62. ولم تكن هنالك شفافية حين كان الأمر يتعلق بهذا النشاط. حتى شركة «دين كورب» الأمريكية, التي أدينت بسبب أعمالها في أفغانستان والعراق. تمكنت من تأمين عقد بقيمة 6 مليون دولار من الحكومة الأمريكية في العام 2013 مقابل توفير قوات لدعم بعثة الأمم المتحدة في هايتي.

155

رأسمالية الكوارن

وثمة تخوف جوهري آخر انتاب كثيرا من الهايتيين الذين التقيتهم, ألا وهو عدم الرغبة والاستعداد لدى اللاعبين الأجانب في تمكين السكان المحليين اقتصادياء والذي سيحول دون تدفق الأرباح التي د تحقق إلى خارج البلاد بصورة مستمرة. في العام 2011 كشف «مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة» (سي إي بي آر) :م1 معخمءعه (08818) طامجوعوع2 لإعنآه20 4صة عندومضمء8, ومقره الولايات المتحدة:

أن 2 في اطائة فقط من عقود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد

ذهبت مباشرة إلى شركات هايتية» في حين أن العقود الأكبر قد كانت من

نصيب مقاولي التنمية من أجل الربح في شكل عقود غير محددة الكمية

و«عالية ا مخاطر». وكانت الأغلبية الساحقة من العقود من نصيب شركات

مقرها منطقة واشنطن دي مي. أما النسبة المئوية من العقود التي ذهبت

إلى شركات محلية في هايتي, فكانت أقل حتى من المتوسط الذي تطبّقه

الوكالة الأمر يكية للتنمية الدولية في أنحاء العالم. والذي كان 0.63 في المائة

في السنوات الثلاث الماضية!63.

وثمة تقرير آخر أصدره «مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة» في أبريل من العام 3 زعم أن تفاصيل الأغلبية العظمى من المساعدة الأمريكية إلى هايتي لم تكن متاحة للعامة وأنها ظلت كامنة داخل «صندوق أسود». على الرغم من إطلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية برنامجا سمّته «برنامج التقدم إلى الأمام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» 84 1754112 والذي كان يهدف إلى إصلاح برامجها. وأوصى هذا التقرير بشمل الهايتيين في «تصميم وتنفيذ المشاريع»», وزيادة الرقابة على العقود, وترجمة جميع المعلومات ذات الصلة إلى اللغة الكريولية الهايتية وتوزيعها في مختلف أنحاء هايتي2". وربما يجب أن تحذو هايتي حذو بوليفياء التي طردت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مايو من العام 2013, مدعية أن المنظمة كانت تتآمر ضد البلاد. وفي ذلك الوقت قال الرئيس إيفو موراليس 2001215 500 إن واشنطن «لاتزال لديها عقلية الهيمنة وإخضاع الآخرين».

وف أثناء جلسات الاستماع التي قدت للتصديق على منصبها باعتبارها وزيرة للخارجية الأمر يكية في العام 2009, اعترفت هيلاري كلينتون بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «قد تحولت إلى وكالة للتعاقدات أكثر من كونها وكالة عاملة لديها

156

هايتي...

المقدرة على الإيفاء». وبدا أن الجميع أدركوا حجم المشكلة: ولكن ما من أحد كان مستعدا أو قادراء على ما يبدوء على التعامل مع الموقف. وفي الوقت نفسه. فإِن هايتي» التي تاق شعبها إلى الاستقلالء عانت العبء الذي كان يمثله ذلك العدد الذي لا يحصى من موظفي الوكالة الدولية الذين كانت وظيفتهم إدارة اتفاقيات ا مقاولين”©. وما كان أسوأ هو أن الشركات التي قد حققت أقل النتائج استمرت في الفوز بالعقود. وبطريقة ماء من خلال الضغط على الأشخاص المناسبين في السلطة. صارت هذه الشركات ممنأى عن الجدلء ومحصنة ضد نتائج سوء الأداء.

والسبيل الوحيد الذي قد يؤدي إلى تحسن هذا الوضع هو أن تستخدّم أموال المساعدات الدولية لتعزيز المؤسسات المدنية المحلية والمنظمات الأهلية الأصلية. وإذا م يحدث هذاء كان فسيبدو واضحا أن أجندات المساعدات لدى واشنطن وحلفائها كانت تتعلق بإثراء المانحين والأصدقاء في الدولة المانحة أكثر من تلبية احتياجات البلدان النامية. الحقيقة البسيطة كانت تتلخص في أن كثيرا من الأموال التي دفعت إلى هايتي بعد زلزال العام 2010 لأداء أعمال ضرورية إما أنها قد اختفت أو بقيت كما هي من دون إنفاقهاء وذلك يُعزى أساسا إلى الفساد وسوء الإدارة59). وهذا كله صُبٍ في صميم رغبات ومصالح الرأسماليين ا مستفيدين من الكوارث» والذين نادرا ما كانت فصاحتهم البلاغية تتوافق مع الواقع, والذين كانت وعودهم بشأن الدعم المالي تستهدف في الأساس حشو الجيوب العميقة للشركات متعددة الجنسيات. وفي كثير من الأحيان» قدم صحافيون تغطية إعلامية لهذا الاحتيال حيث نشر هؤلاء بيانات صحافية عن شركات باعتبارها أخبارا. وعلى الرغم من عقود طويلة من «المساعدة» الأمريكية, أشارت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحية نشرتها في العام 4 إلى أن هايتي كانت في حاجة إلى مزيد من هذه المساعدة لتفادي «كوارث يمكن التنبؤ بها»””). ولم يكن هناك أي تعليق على نتائج تدخلات سابقة قادتها الولايات المتحدة.

كل هذا جعل سكان هايتي يشعرون بأنهم غير مرئيين. هي وجهة نظر عرضتها يانيك إتيان عصصعتاظ عاءعنصدلء التي عملت منظمة لدى جماعة «باتاي أوفري» و01 838 الهايتية (والتي تعني ترجمتها تقريبا بالإنجليزية «كفاح العمال»)» وهي الجماعة التي تأسست لحماية السكان المحليين الذين وظفوا في المناطق

157

وأسمالية الكوارث الصناعية في البلاد. وقد أجريت مقابلة معها في منزلها الذي كان يقع بالقرب من وسط بورت أو برنسء. حيث تحدثت إتيان عن لعنة المساعدات الأجنبية. وقالت إن عشرات المليارات من الدولارات قد دخلت إلى هايتي في العقود الثلاثة الماضية ولكنها قدرت أن نسبة مئوية ضئيلة من هذه المعونات قد ساعدت سكان هايتي بنحو مباشر. واعتقدت أن شركات خاصة غربية ومنظمات غير حكومية مثل مؤسسة كلينتونء والأمم المتحدة, والحكومة الهايتية نفسهاء قد تواطأت فعلا لإيقاء البلاد مدمنة على الخصخصة والمساعدات. وهي قد فعلت هذا عن طريق التعاقدات الخارجية للوظائف والخدمات بنحو مستمر مع الشركات عدهة الكفاءة نفسهاء وإنفاق كثير من مواردها على الرواتبء وتوفير الإقامة والنقل لعمال المساعدات الأجانب. إن قليلا من الوقت أو الطاقة أو المالء كان مكرسا لتطوير البنية التحتية المدنية وتحسين المستوى المعيشي للمواطن الهايتي العادي.

وقالت بنبرة تنم عن الإحساس بالسخط: «نحن لا نخطط هنا». هي م تكن تريد أن ترخل شركات المساعدة غداء لكنها كانت ترى الجانب المدمر لعقود زمنية «للسياسات الفاشلة نفسها», والتي يستمر تنفيذها بنحو متواصل. وفي هايتي» أدى هذا إلى معدل بطالة غير رسمي بلغ 39 في المائة» لكن من المرجح أنه كان أعلى من ذلك بكثير. حتى في المناطق حيث قد أمكن إيجاد فرص عملء مثل المناطق الصناعية التي نمت خارج بورت أو برنس وفي شمال البلادء فإن الظروف المعيشية السيئة - أماكن الإقامة الضيقة: وندرة المياه العذبة - كانت شيئا عاديا سائدا.

كانت إتيان قلقة من أن يكون أحد الأهداف الرئيسة لتطورات من قبيل المناطق الصناعية هو نقل السكان إلى خارج العاصمة بورت أو برنس ال مكتظة بسكانهاء وإبعادهم إلى مناطق بها القليل من البنى التحتية. كما اقترحت أن واشنطن كانت حريصة على الإشارة إلى إحراز «تقدم» في هايتي» بعد سنوات عديدة من مساندتها أنظمة ديكتاتوريةء ولذا وبمساعدة من الشركات متعددة الجنسيات. دفعت السلطات الهايتية إلى بناء مصانع استعراضيةء وهي تستخدم عمالة رخيصة بالطبع.

وقالت إتيان: «نحن أمة محتلةء مشيرة إلى وجود عناصر الأمم المتحدة في كل مكان تقريباء ومنظمات المساعدة: وأطقم العاملين لدى المنظمات غير الحكومية. وكانت تعارض بنحو خاص وجود موظفي الأمم المتحدةء والذين اعتبرتهم جميعا

158

هايتي... «قوة عسكرية أجنبية». لأنهم هناء على حد قولهاء «للتأكد من تنفيذ النماذج الاقتصادية والسياسية. نحن نحصل على دموقراطية مستعملةء فنحن لسنا مستقلين [بما يكفي] لصنع قرارات. والحكومة الهايتية وصندوق النقد الدولي يكمل كل منهما الآخرء حتى على الرغم من أنهما كانا ينفذان هذه السياسات ما يزيد على ثلاثين عاما من دون تحقيق [نتائج] إيجابية. ومازالت لدينا مدن عشوائية, والفقر آخذ في الانتشار. وما يسمى بالاستثمار الذي يروجون له لا يؤتي تماره. ومن ثم نحن في حاجة إلى حشد كل القوى للعارضة هذاء من جماهير الشعب, ونقول إن من الممكن خلق هايتي أخرى». ولحسن الحظ أنه بعد زلزال 0 حين أراد صندوق النقد الدولي فرض قروض جديدة على البلادء أرغم ضغط الرأي العام الصندوق على إسقاط ديون هايتي الحالية ا مستحقة للصندوق. وكانت قيمة هذه الديون تصل إلى 268 مليون دولار.

وبدأت إتيان بعد ذلك في الحديث عن ثورات الربيع العربي بإعجاب» وعن مواطنين انتفضوا ضد الطغيان. ورحت أتساءل عما كانت تفكر فيه بشأن الوضع في بلدان الربيع العربي اليوم: والتي يجتاح بعضّها التطرفٌ والنزعة الاستبدادية, وذلك باستثناء تونس» وهو استثناء ملحوظ.

كنت أريد رؤية المنطقة الصناعية في كاراكول. كانت رحلة طويلةء فقد غادرت بورت أو برنس عند الساعة السادسة صباحا مع سائق السيارة وهو رجل في الثلاثينيات من عمره ظل محتفظا بزوج من سماعات الرأس مثبتتين بإحكام على أذنيه. كما كان يرافقنا إيفون «هبالا, وهو مترجم ومدبر شؤونء ليساعد في أن تكون رحلتنا سلسة.

كان الوقت لايزال مظلما بينما انطلقت بنا السيارة عبر المدينة. مررنا على بيوت مؤقتة مصنوعة من الطمي والعصيء ومن أي نوع من القمامة القابلة للاستخدام والتي يمكن العثور عليهاء وهي إنشاءات يائسة وفرت القليل من الحماية ضد المطرء أو الحرارة. أو الرطوبة» فضلا على الحماية حال حدوث زلزال آخر. وبدت هذه المدينة القبيحة غير محبوبة» ومهزومة» وقذرة, وقد ملأ الغبار الهواء. ومع بداية يوم آخرء شاهدت متسوقين - من الرجال والنساء من مختلف الأعمار - وهم يجلسون أو يقفون بجانب أكشاكهم الخشبية الصغيرة. كان الناس يبيعون أي شيء مهما كان» وحيثما أمكنهم بيعه. وعندما توقفنا عند إحدى إشارات المرور القليلة

159

رأسمالية الكوارن

أو في الزحام المروري المستمر تقريباء كانت تظهر نساء وأياديهن ممدودة, وهن يعرضن فاكهةء وخضراوات. ومشروبات غازية» وأكياس ماء مغلقة صغيرة.

وما كدنا نصل إلى أطراف بورت أو برنسء حتى أشرقت الشمس وتغير المنظر الطبيعي. تحولت أكوام القمامة والقاذورات والأوساخ إلى مشهد خلاب من ا مساحات الخضراء الخصبة والسماء الزرقاء الصافية. وكانت حقول الأرز ذات اللون الأخضر اللافت ترقد جانبا على طول الطريق. وكان عمال وُجِدوا على مبعدة يعتنون بمحاصيلهم. كان الجو جميلا وهادثاء ولكن كانت لدينا فرصة قليلة للاستمتاع به. فالرجل الجالس خلف عجلة القيادة في سيارتنا القديمة المحطمة. وهي رباعية الدفع من طراز سوزويء كان مولعا بالسرعة. وراح يقود السيارة بنحو متهور. طلبنا منه عدة مرات أن يخفض من سرعته. بيد أنه تجاهلناء وانطلق وهو يطير فوق مطبات السرعة المتعددة. وبدا أن نظام التعليق في السيارة متلاش وم يكن حزام الأمان في مقعدي يعملء كما أن تكييف الهواء مم يكن موجودا. ونحن نقترب من سوق يعج بحشود صاخبة من الناسء كان سائقنا يقود بسرعة كبيرة لتفادي الصدام بسيارة أخرى. وعلى رغم أن تأثير التصادم كان ضئيلاء فإنه كان صدمة في النهاية. وبينما راح سائقنا ينظر إلى الوراءء خلف كتفه لتقييم الضرر الذي قد سببه, قاد مركبتنا عن غير قصد تجاه حادث آخر. اصطدمنا بكيس كبير مملوء بالفحم كان يتدلى من شاحنة. وهو ما أدى إلى تطاير عشرات من قطع الفحم لتصل إلى نوافذنا. مرة أخرى م يكن تأثير الحادث خطيراء ولكنه أربكني وجعلني مشوش الفكر - قد ظننت في البداية أننا اصطدمنا بسيارة أخرىء أو ربما بشخص ما.

واصلنا رحلتنا بالسيارة على طول طرق حارة ومتصدعة. وقد أدت إلى سلسلة جبلية مذهلة ممتلئة بتلال مدحرجة ونخيل جوز الهند. مررنا على عديد من القرى الصغيرة, كان يوجد في بعضها أكواخ متداعية نصفها مغمور في الماء. ووصلنا في نهاية المطاف إلى مشارف «كاب هايتيان» للم(3). وهي مدينة ساحلية تعد ثانية أكبر مدن البلاد حيث رأينا مزيدا من المتاجر والمسارات الترابية. وبعد ذلك بأقل من ساعة. وصلنا إلى كاراكول. ومن مسافة بعيدة, شاهدنا الجبال, وكانت الشجيرات المنخفضة والقاذورات تغطي الأرض. كما كانت هناك لافتات مثبتة تملاً جانب الطريق تعرض صورا للمنطقة الصناعية الجديدة المشرقة وتمتدح هذه المنشأة

2160

هايتي... الجديدة. ومن حين إلى آخرء كنا نتوقف لكي نسأل أشخاصا عن الاتجاهات المؤدية إلى ا منطقة الصناعية, ووجدنا أن الجميع يعرفون مكانها بالضبط. وقال لنا البعض من مؤيديها إنها ستصبح واحدة من كبرى الشركات التي توفر فرص عمل في البلاد. وعلى مسافة تبعد عشر دقائق عن المنطقة الصناعية, رأينا صفوفا فوق صفوف من منازل شُيدت لعمال المنشأة في مراحل بناء مختلفة. وكان المشهد الطبيعي يعرض رؤية مذهلة, والتي عززتها بنحو غريب أشعة الشمس وهي تسطع على أسطح البيوت الخشبية. ولكن بينما وفرت هذه المنازل على الأرجح ظروفا أفضل من تلك التي قد عاشها من قبل عديد من العمالء فإنها كانت لاتزال صغيرة, وم يكن هناك سوى مساحات صغيرة تفصل بعضها عن بعض. إذ تبين من عملية مراجعة دقيقة أجراها المهندس المعماري الأمريكي, جريج هيغينز كطذق1118 6128 أن هذا المشروع الإسكاني كان «كثيفا للغاية ورتيبا». متهما إياه بأنه يشكل «انتهاكا لعدة مبادئ متأصلة في التصميم الحضري السليم» - ليس أقلها احتمال كونه غير آمن في حال حدوث عاصفة أو زلزال69. كانت هذه بالكاد بيئة نموذجية للازدهار ا مستقباي. زعم منتقدون أنها ستكون ببساطة نوعا مختلفا من الأحياء الفقيرة. وحين بدأنا تصوير المنازلء أسرع رجلان نحونا وسألانا عما كنا نفعل. شرحنا لهما أثنا صحافيون, وهو ما أثبثُه لهما بإظهار التصريح ولكنهما أخبرانا بأنه يتعين علينا المغادرة, وأننا «باعتبارنا صحافيينء يجب أن نعرف أنه لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان من دون إذن». سألنا الرجلين اللذين كانا يعملان بموجب عقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للإشراف على الإنشاءات عما إذا كان يوجد أي شخص آخر يمكن أن نطلب إليه السماح لنا بالدخولء ولكنهما قالا إن ذلك كان مستحيلا. ولدى مغادرتناء مررنا بمنطقة سكنية يجري تطويرهاء ولكن العمل فيها قد توقف بسبب فشل الشركة المنفذة للمشروع؛ ومقرها ولاية مينيسوتا الأمريكية» في بناء مساكن بأسعار معقولة”. «كثير من المالء وقليل من النتائج», كان هذا تعليق بيير جوستينفيل التحصناود[ عمرعنط: وهو نائب عمدة محليء والذي تابع قائلا: «انظر, إنني شخصياء وبكلتا يدي» قد بنيت من فوري مدرسة كاملة بأقل من تكلفة واحد من هذه المنازل: وبسرعة أكبر. أعتقد أنه يجب علينا نحن سكان هايتي أخذ دفة القيادة»0. وبحلول العام 5 كان الهايتيون قد انتقلوا إلى هذه ا ممتلكات فقط ليجدوا أنها

1061

رأسمالية الكوارث

كانت تنهار. وكان الوضع من القتامة إلى الحد الذي دفع الحكومة الأمريكية إلى مقاضاة مقاول البناء. بل إن مدققي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ذكروا في تقرير صدر في العام 2014 أن هذه الممتلكات «كانت بها مشاكل ملحوظة»1,

واصلنا طريقنا بالسيارة قاصدين وجهتنا. وفجأة وجدنا أنفسنا على طريق رصين. كان مشيدا حديثا وناعما - وهي إشارة إلى أننا كنا نسير في الاتجاه الصحيح. وأخيرا وصلنا إلى مدخل المنطقة الصناعية. حيث كان مواطنون هايتيون يلتفون حول المكان. وعلى مسافة قريبة كانت هناك بعض حاويات شحن مكيفة الهواءء حيث كان يعمل المديرون المسؤولون عن المنشأة. وقابلنا أليكس إينوسنتت غمعءمصم]آ عحتلف وهو ممثل شركة «ساي أيه» ه-عوه الكورية الجنوبية التي كانت تدير المنطقة.

أخيرنا إينوسنت, وهو من السكان المحليينء أنه لن يتحدث عن السياسات الخاصة ببناء المنطقة الصناعية» بل سيتحدث فقط عن الجهود المبذولة من أجل معالجة مخاوف مختلفة في الموقع. وقال لنا: «هنالك مشاكل اجتماعية وبيئية» لكننا نتعامل مع هذه المشاكل. والمزارعون الذين اضطروا إلى ترك أراضيهم ستُدفع تعويضات لهم مقابل ذلك. إنني أستمتع بالفعل بالعمل معهم. ونحن نهدف إلى استبدال سبل معيشتهم. إذ يعكف بنك التنمية في الأمريكتين على وضع خطة رئيسة لمعالجة المشاكل البيئية». وسألته عن السبب وراء حدوث هذا الآن بالذاتء. في وقت كان يوشك فيه ا موقع على الانتهاء من إنشاءاته. وبعد هذه المدة الطويلة من ادعاءات ظهرت في البداية بشأن تلوث للمياه وأضرار النظام البيني» ولكنه مم يرد على سؤالي بنحو كاف. بدلا من ذلك, أعطاني إينوسنت ملف أوراق مملوءا بنشرات كانت مكتوبة بالفرنسية وتضمنت شرحا لفوائد المنطقة الصناعية. وكانت من بين هذه النشرات خريطة كبيرة تحوي تفاصيل عن عشرات المصانع التي سوف يستخدمها مستثمرون أجانب مثل «جاب», و«وول مارت»» و«تارجت» ]13:86 لإنتاج ملابس لمستهلكين غربيين. وفي العام 2012 ولدى زيارتها الموقع حين كانت تشغل منصبها وزيرة للخارجية الأمريكية, زعمت هيلاري كلينتون أن هذا المشروع سيوفر 130 ألف وظيفة.

وعندما زرت هايتي في العام 22014 أعطتني شركة «سونابي» 1م5022 المسؤولة عن إدارة كاراكول. وثائق داخلية تضمنت موجزا للتقدم المفترض في المنطقة

162

هايتي...

الصناعية» ولكن كل ما فعله هؤلاء المديرون كان التأكيد على الجمود الذي أصاب ا مشروع. كانت شركة «ساي أيه» لايزال لديها أكبر عدد من الموظفينء حيث كان يعمل لديها 0 عاملء وكانت هناك حفنة من الشركات الأخرى حاضرة أو تفكر في المجيء إلى هنا. واستطاع نحو 5 آلاف عامل تأمين وظائف لهم. وكانت هذه أرقاما تافهة. بعد كل هذه الضحجة.

هنالك حقيقة جرى تجاهلها وسط جبال الترويج الذاتي ومفادها أن نحو 0 مزارعء كانوا يزرعون محاصيل مثل الفاصولياء قد استحوذ على أراضيهم من دون استشارة. أبلخوا ببساطة بضرورة مغادرة هذه الأراضي وط يحصلوا على أي مساعدة للانتقال إلى أماكن أخرى©). ومما زاد الطين بلة أن الشركة الاستشارية الأمريكية. التي أبره التعاقد معها لإيجاد موقع للمنطقة الصناعية. أوضحت في العام 0 أن المنطقة المختارة «كانت بها مساحات شاسعة من أراض خالية نسبيا». حتى عمدة كاراكولء؛ لاندري كولاس 00135 تإملصقل بدا حائرا وهو يقول: «كنت سأختار موقعا آخرء بما أن هذا الموقع كان يحتله بالفعل أشخاص يكسبون قوتهم. ولكنني لست خبيرا»62). وصرح أحد المزارعين» ويدعى حجان لويس سان توماس 2185همط1' غصنه5 5أناهآ-صدعل لصحيفة «نيويورك تاممز». بأنه شعر بالانهيار عندما بدأت الحكومة الهايتية في طرد ملاك أراض آخرين. وقال: «كنا نشاهد ما يحدث ونحن صامتون. فقد دفعت لنا الحكومة لإخراسنا»©©. وكان كثير من المزارعين لايزالون ينتظرون قطع الأراضي البديلة التي وعدتهم بها الحكومة.

رافقنا إينوسنت في جولة داخل الموقع. رأينا مستودعات هائلة بيضاء والتي كان من المتوقع أن تؤوي الآلاف من العمال. وادعت شركة «ساي أيه» أنها تهدف إلى إسكان 65 ألف شخص ف الموقع الذي تبلغ مساحته 246 هكتارا. وكان واحد من المصانع فقط يعمل في الموقع, حيث كانت بقية المصانع قيد الإنشاءء وبينما كنا نمر مُبطئين بالسيارة بجانبهء شاهدنا مراوح تهوية كبيرة تصدر طنينها في الجزء الخارجي ومئات من العمال المشغولين بعملهم في الداخل. طلبنا الدخول إلى المصنعء لكن إينوسنت قال إننا لا نستطيع ذلك من دون الحصول على تصريح من امالك. وبدلا من ذلكء أخذنا إلى مستودع قريب كان لايزال خاوياء حيث كان النشاط الوحيد فيه

163

رأسمالية الكوارن

ذلك الذي يتعلق بسماع الصوت الهادر للشاحنات الموجودة في الخارج. وكان حارس يتسكع عند المدخل وهو يحمل بندقية صيد. وكانت المساحة الفارغة في الداخل هائلة بسبب حجمها والسكون الذي خيّم عليها.

ودّعنا إينوسنت. ولكن قبل مغادرتناء حاولنا مرة أخرى الدخول إلى المصنح الذي كان يعمل. كانت هناك لافتات تحمل عبارات إعلانية تزين المبنى» من قبيل «ساي أيه تحب الأطفال», و«ساي أيه تحب هايتي». كان الوقت متأخرا من الظهيرة, وبدأ مئات من العمال الهايتيين في الظهورء معظمهم رجال يرتدون ملابس ذات ألوان زاهية. وبينما اتجه هؤلاء نحو باب الخروج في المنطقة الصناعيةء راحوا يتفحصون هواتفهم المحمولة» ويتحدث بعضهم إلى بعض. واقتربنا من الباب المفتوح. حيث استطعنا أن نرى بوضوح ماكينات النسج والأماكن النظيفة المحيطة بهاء ثم مشينا إلى الداخل. غير أن حارس أمن هايتيا ودودا طلب منا مغادرة المكانء قائلا إنه سيواجه مشكلات إذا بقينا في المصنع من دون إذن. وأدهشني أن هذه المنشأة الخالية من أي ملامح مميزة والمحافظ عليها بنحو جيد من المحتمل ألا تبدو في غير محلها في أي مكان في العلل ورحت أتساءل عما إذا كان هذا هو الوجه الحديث للمصنع الاستغلالي !69

تحدثت إلى بعض النساء العاملات وهن يغادرن المصنع. هؤلاء النساء. وكان معظمهن في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهن ونحيلات بنحو موحد كن يتقاضين أجرا تافها قدره 4 دولارات في اليوم - 5 دولارات يوميا كان الحد الأدنى الرسمي للأجر في هايتي. ونصف هذا الأجر كان مخصصا لوسيلة النقل والطعام ليتبقى دولاران فقط في جيب كل واحدة من هؤلاء العاملات. وكان المترجم المرافق لي غاضبا للغاية بسبب تقاضي مواطنيه المحليين مثل هذا الأجر الزهيد. وأخير النساء بأنه يجب عليهن إظهار غضبهن حيال ذلك وأنه لا يتعين عليهن العمل مقابل هذه الأجور المنخفضة. لكن النساء اكتفين بالنظر إليه بمزيج من الشعور بالإنهاك والإحباط. وكانت نقابات العمال ضعيفة في هايتيء وكانت هنالك حاجة ماسة إلى العمل - وهو مزيج سمح للشركات متعددة الجنسيات بأن تفعل ما كانت تريده. وفي العام 3 أصدرداتحاد حقوق العمال» وغطعن8 ورععاءم8؟ 0050:1315 تقريرا جاء فيه أن العمال في كاراكول كانوا يتقاضون أجورا تقل بنسبة 34 في المائة عن الحد الأدنى للأجر الذي يحدده القانون الاتحادي©. وعلى

1064

هايتي...

رغم أن هايتي رفعت رسميا الحد الأدنى للأجر إلى 5.23 دولارا في اليوم في العام 4 فإن العمال في المصانع التي تنتج ملايس لشركتي «جاب» و«وول مارت» مازالوا يشعرون بأن أرباب العمل عديمي الضمير يسرقون أجورهم.

تكدست النساء داخل عدد من شاحنات ال«تاب تاب» 5م18 م18 - وهي شاحنات صغيرة تستخدم باعتبارها سيارات أجرة مشتركة في هايتي. وبعضهن سافر إلى مدينة «كاب هايتيان», حيث وفرت شركة «ساي أيه» بعض الوحدات السكنية لهن. وهناك أخريات أقمن في سكن مؤقت بالقرب من المصنع. ومعظم هؤلاء النساء العاملات كانت لديهن أسر تقيم بعيدا عن كاراكول ونادرا ما كانت تسنح لهن الفرصة لزيارتهم.

وكانت المنطقة الصناعية في كاراكول جزءا من توجه ينذر بالخطر استهدفت من خلاله الشركات متعددة الجنسيات توظيف عمالة رخيصة في دول كانت لديها إرادة سياسية قليلة أو عضلات ضئيلة لحماية عمالها وتنظيم مشروعات التنمية. وأخذ هذا التوجه يتنامى بفضل حماسة شركات مثل «ساي أيه». وفي العام 22011 قال كيم وونج- قفي فن[-عمدهه18 سكا رئيس هذه الشركة: «المستثمرون مازالوا لا يصدقون أو لا يفهمون قيمة هايتي وإمكاناتها كما نفهمها نحن»”". واعتبر بعض التنفيذيين في الشركة أنفسهم بمنزلة «قاطني منطقة حدودية». وقد زاد من مشاعر الإثارة لديهم حقيقة أنه من خلال شراكة عامة-خاصة. كان دافعو الضرائب الأمريكيون قد استثمروا أكثر من 100 مليون دولار في ا لمشروع. وبطبيعة الحال لم يكن مؤيدو المنطقة الصناعية مهتمين بمساعدة الهايتيين الفقراء في الوقوف على أقدامهم. وذلك على رغم أنهم أشاروا إلى مسألة خلق الوظائف بينما كانوا يروجون لشركتهم باعتبارها مواطنا مؤسسيا جيدا. بدلا من ذلك. كانت أولويتهم الواضحة اقتناص الحد الأقصى من الفوائد من «برنامج الدعم الاقتصادي لهايتي» سورع 2:0 أكاآ عتتسمصمعءظ 181218 الذي سمح للمنسوجات بدخول الولايات المتحدة من دون رسوم جمركية» وبالمثل اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية-الكورية عم دوخ عه ع6 ج16م00175-1.

ولغت الباحث الأمريكي» أليكس دوبوي تإناهنا علقء إلى أن مشروع كاراكول «لا علاقة له إطلاقا بخلق اقتصاد للنمو المستدام في هايتي», وهو اقتصاد ربما يستند

165

رأسمالية اتكوارث

إلى محاصيل زراعية أساسية مثل البنء والذرة, والفاصولياء والسكر, والأرز. وقال دوبوي: «المسألة تتعلق بالاستفادة من مصدر للعمالة الرخيصة. إنهم [الشركات] فعلوا الثيء نفسه في بورت أو برنسء ما جعل السكان يغادرون الريف بسبب سياسات التجارة الحرة التي دمرت القطاع الزراعي الهايتي. لذا يبقى الخوف... من أن تتدفق [شركات متعددة الجنسيات] على المنطقة خوفا حقيقيا للغاية»79.

إن الاستغلال الاقتصادي فرض بالقوة على هايتي. وقد حصلتٌ على وثائق من كل من البنك الدوليء والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: والتي شرت في العام 2011, وتضمنت تفاصيل حول «اهتمام المستثمر القوي» في البلاد!. وتنبأ تقرير بإيجاد 380 ألف وظيفة بحلول العام 2030, من خلال «المناطق الاقتصادية المتكاملة», أو المناطق الصناعية. وكشفت مذكرتان من «مذكرات العمل» الصادرة عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» في أبريل العام 2011, عن خطط لإنشاء محطة لتوليد الطاقة بالقرب من كاراكول في شمال هايتيء وذلك لدعم المنطقة الصناعية المدعومة من الولايات المتحدة. وفي العام 2014, روجت الوكالة الأمريكية لنجاح المحطة ولكنها تجاهلتء على نحو ملائم. فشل المنطقة الصناعية في توفير الأمان الوظيفي أو الأجور اللائقة.

والحقيقة أن دور واشنطن في تسهيل قيام المنطقة الصناعية في كاراكول كان تذكرة بعهد الديكتاتورية الدوفالية حين اعتبرت الحكومة الأمريكية هايتي كأنها «تايوان منطقة البحر الكاريبي». وكان هذا وقتا بدأت فيه أحياء فقيرة وعشوائية هائلة تظهر إلى الوجود لإيواء العمال في بورت أو برنس. وبدا التاريخ يعيد نفسه الآن. وكان لدى شركة «ساي أيه» سجلات في الممارسات ال مروعة ضد العمال في غواتيمالا ونيكاراغواء وهو السجل الذي تضمن سحق نقابات العمال وتهديد الموظفين. غير أن واشنطن لم تكترث بغير ما يُسمى تحقيق «تقدم» في هايتيء مهما كانت التكاليف البشرية72,

هذه المنشآت كان لديها أنصارها في مجال الإعلام. ففي العام 2015, كتبت

« +

0

ماري أنستازيا أوجر يدي 0061207 235]2515ى 3827: وهي صاحبة عمود في صحيفة «وول ستريت جورنال»». والمعجبة منذ زمن طويل بديكتاتوريات جناح اليمين في أمريكا الجنوبية» كتبت عن زيارتها إلى كاراكول. ودعت إلى إعطاء شركات

166

هايتي...

خاصة مثل «ساي أيه» نطاقا أوسع لكسب امال في هايتي. مع عدم إجراء عمليات فحص وتحقق بشأن ممارسات العملء وهو ما يضمن - على ما يبدو - مزيدا من الوظائف للهايتيين «التواقين»73/1.

وأضاف هايتيون أقوياء دعمهم إلى مشاريع تنموية جديدة. فقد أجريتٌ مقابلة مع جورج ساسين عصلوقة5 060186 مؤسس ومدير مبادرة كاراكولء والذي كان مشاركا في مشاريع أخرى عبر البلاد. كان ساسين في منتصف الستينيات واعتاد العمل من مكتب كتيب بنحو مدهش. قلما تدخله أشعة الشمس. والذي يقع في وسط بورت أو برنس. كان المكتب الذي يجلس إليه مدفونا وسط أكوام من الملفات. وبالقرب منه كانت توجد طاولة صغيرة فوقها جهاز كومبيوتر. وكان مساعده يحوم حوله في أثناء المقابلة كلها.

كان ساسين معسول الحديث. أخبرني أنه ومعه رجال أعمال محليون آخرون قد حثوا على تنفيذ فكرة المناطق الصناعية الهايتية ومبادرات اقتصادية أخرق على مدى سئواتء. حيث مارسوا ضغطا لحشد تأييد مختلف الأعضاء في الكونغرس الأمريكي. وفي العام 6؛: أسفر هذا الضغط عن إصدار «قانون الأمل» اعىة ءم110: وهو مجموعة من قواعد تجارة خاصة التي مكنت من بيع المنسوجات الهايتية من دون رسوم جمركية في الولايات المتحدة. وذلك مقابل معاملة تفضيلية للواردات الأمريكية. ولكن حدث فقط بعد زلزال العام 0 أن ساعدته إدارة أوباما في انطلاق مشروع المنطقة الصناعية, لكي يصبح واقعا حقيقيا على الأرض. وبطبيعة الحال كان سريعا في اغتنام فرصة العمل التي قدمتها الكارثة الطبيعية.

وجادل ساسين بأن الحكومات السابقة في هايتي قد منيت بالفشل في إعداد البلاد بنحو كاف مستقبل مستدام. وتحدث عن استعادة السيادة الوطنية.ء داحضا الاقتراح القاتل بأن الولايات المتحدة أحكمت سيطرتها على هايتي: ومحاججا بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانت تدعم برامج إيجابية. وبالنسبة إلى المنطقة الصناعية في كاراكول. قال ساسين إنه كانت هناك بضع مشكلات بيئية هناك. كما ذكر أن شركة «ساي أيه» خضعت للفحص. وأنها أبلغت بضرورة الامتثال لقوانين معينة تتعلق بحقوق العمال والتعويضات المستحق دفعها إلى ا ممزارعين. وحين أثرت موضوع ملاك الأراضي الذين جرى نزع ملكياتهم, أجاب بصوت عال قائلا: «ما من أحد رفضها [المنطقة الصناعية]!».

167

رأسمالية الكوارث

ومضى ساسين يشرح وجهة نظرهء ليقول: «عندما تكون لديك منطقة صناعية, فهذا أشبه بمركز تسوق. أنت في حاجة إلى لاعبين كبار. وشركة ساي أيه تعد أحد أكبر صانعي الملابس في العالم, فضلا على أنها متكاملة عمودياء بداية من مرحلة التصميم إلى مرحلة صنع النسيج الخاص بهاء ومن ثم هي مثالية تماما بالنسبة إلينا. وقد زرت كوريا الجنوبية ثماني مرات على الأقل في غضون عامين. كما أننا حصلنا على كثير من الدعم من الإدارة الأمريكية؛ وما إذا جاز لي أن أذكر اسم السيدة [هيلاري] كلينتون, لا بد من القول إنها هي التي أقنعت الرئيس السابق بيل كلينتون بالفكرة, وهو حين كان يتحدث إلى الناسء لا يمكنهم أن يقولوا له: «لا». فكل من هيلاري وبيلء ومن خلال استخدام صلاتهما طويلة الأجل بهايتي ومصالح الشركات. استطاعا ا مساعدة في إقناع أصحاب المصالح الرئيسين بتنمية المنطقة الصناعية.

وعلى نحو متوقع جادل ساسين بأن وجود قدر أقل من اللوائح التنظيمية من شأنه السماح بتنمية البلاد. وقال: «هذا يعني فهم أن المستثمر هو زبونء وأن الزبون داتئما على حق... فالشخص الأجنبي أو المحلي يستثمر ويخاطر بأمواله. ويجب أن تستمع إليه». وكما هو متوقع: في العام 2009, عندما كان ساسين رئيسا منظمة للصناعيين الهايتيين.ء شكا من مضاعفة الحكومة الهايتية الحد الأدنى للأجر إلى 5 دولارات يومياء زاعما أن تكلفة هذا الإجراء ستكون الاستغناء عن وظائف.

واعترف ساسين بأن ا مناطق الصناعية ثم تكن هي الطريقة الوحيدة التي تجعل هايتي تتحرك إلى الأمام مرة أخرى. وتحدث عن دعم المشروعات الزراعية المحلية, مضيفا أن مؤسسة كلينتون دأبت على مسائدة مثل هذه الأفكار. ولكن الهدف الرئيس لساسينء كما ذكرء كان الإنتاج الضخم للسلع الرخيصة من أجل التصدير. وأدت مثل هذه التصريحات البلاغية إلى استقالته من منصبه في العام 2013: لأن الحكومة لم تكن سعيدة بالتقدم الذي حققه. ولأن أعضاء نقابات العمال كانوا منزعجين من أن بعض رؤسائه في صناعة ا منسوجات كانوا يطردون العمال لتنظيمهم احتجاجات.

إن موضوع الرأسمالية غير المنظمة تكرر في مؤتمر حضرثه في بورت أو برنس في العام 2014. إذ كان «استعادة هايتي» 11210 865:06 هو الحدث الذي نظمته ا لمنظمة المسيحية «شركاء حول العام» ع18/0214:10 وتعمامدط, والذي عُقد ف أحد أفخم فنادق المدينة والكائن في ضاحية بتيونفيل 51116مه80ء2 التي تقطنها

168

هايتي... النخبة في البلاد. وجذب المؤتمر قادة الأعمال المحليين والأجانب من أجل مناقشة فرص جديدة للاقتصاد. واستمع المندوبون المشاركون في المؤتمر إلى كيفية جني اطال في هذه الدولة الكاريبية. وفي كلمته أمام المؤتمر كرر جورج آندي رينيه 660:86 عمعظ بصق المدير العام ل«مركز تسهيل الاستثمار» ههناهاتلاءة1 اع صادء1029 #عامء0). وهو جهاز حكومي» ا مقولة المعتادة التي كانت تحظى بشعبية واسعة لدى الحكومة منذ أن تولت مقاليد السلطة في العام 2011: «هايتي منفتحة للأعمال». كذلك قال: «نحن في حاجة إلى التصدي للصورة السلبية لهايتي في وسائل الإعلام العالمية». وأبدى متحدث آخر سعادته للغاية بإعلانه وجود أربعين منطقة صناعية أخرى على القائمة «لاستغلال العمالة الهايتية».

ومع ذلك فإن رائد الأعمال المسيحي فريد إيبرايت غطع مم8 850, وهو من تكساسء. وصاحب شركة «بريدج كابيتال» 81غزمة© 821086, أصدر تحذيرا حادا: إن الصورة الدولية عن هايتي مازالت في حاجة ماسة إلى التحسن. وقال: ادعموا هايتي بكل الوسائل الممكنة» ولكن لا بد من الوعي بالمخاطر. وأخبرني فيما بعد أن هايتي كانت في حاجة إلى «إنقاذ», وأن الرأسمالية كانت السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا.

اا عاد 26

كان القصر الوطني في وسط بورت أو برنس رمزا للحرية السياسية للهايتيين. وعلى الرغم من أن أحدث تجسيد له اكتمل على أيدي معماريين أمريكيين في العام في أثناء الاحتلال الأمريكي لهايتيء بيد أنه أصبح المكان الذي احتشدت فيه أعداد لا حصر لها من المواطنين للتعبير عن آرائهم بنحو علني. لكنه انهار في أثناء كارثة الزلزال في العام 2010 - أظهرت لقطات فيديو لهذا الحدث عمالا مذعورين وهم يركضون للبقاء على قيد الحياة» بينما كانت كتل هائلة من الخرسانة تتحطم على الأرض. ومنذ ذلك الحينء أصبح المبنى المحطم يمثل رمزا لغياب السيادة التي ظل يعانيها عديد من الهايتيين.

وأخبرتني أليس سميتس 552615 41126, وهي مخرجة أفلام أوروبية التقيتها في بورت أو برنسء أن منظمة غير حكومية أسسها الممثل شون بن صمء8 صةءت. وهي «منظمة جي/بي لإغاثة هايتي» صم ندع تصدعع0 #عناء 1 صدناته1] 1/2 كانت

169

رأسمالئية الكوارن قد كلفت بهدم ما تبقى من القصر وإزالة أنقاضه. وشرحت الأمر بقولها إن حقيقة أن منظمة بن كانت تفعل هذا العملء بدلا من شركة محلية. قد أزعجت بشدة كثيرا من الهايتيين. فقد رأى هؤلاء ذلك على أنه علامة أخرى على فقدان السيطرة على شؤونهم. في الوقت نفسه. كانت الحكومة الاتحادية سعيدة ببساطة للاستعانة بمصادر خارجية لأداء مهمات وظيفة أخرى.

وكتب صديق لأليسء وهو من هايتي كان يعيش في منطقة فقيرة في بورت أو برنسء رسالة شكا فيها إلى بن تورط منظمته في إزالة القصر. ورد بن بغضبء وكتب ليخبر الرجل أنه م يفهم بلده هوء وأن منظمة بن كانت تشارك بالفعل مع سكان محليين لإنجاز أعمال مهمة. كان هذا صحيحا. لكنه لم يتعامل مع مشكلة هدم شركة أجنبية مكانا كانت لدى السكان الأصليين تجاهه حساسية كبيرة.

كنت في هايتي حين بدأ عمل مجموعة بن. وبعد أن ألححت بنحو دائم على إنريكي ماري شابارو 222110ط) 1 1110116 مدير اتصالات الرئيس مارتيلي. وأزعجته كثيرا من أجل الدخول إلى الموقع. ٠‏ سمح بي بذلك قبل بضع ساعات من إقلاع طائرق للغادرة البلاد. انتظرت شابارو خارج حطام القصرء والذي ظهر أخيراء وهو يرتدي بذلة وربطة عنق: وكانت لحيته مشذبة بعناية. وقد عمل شابارو صحافيا في إسبانيا وفرنسا قبل أن يعمل مستشارا لمارتيلي في أثناء حملته الانتخابية في 2011-2010, وهو الآن من المساعدين المقربين للرئيس الهايتي. وبينما تجمع عمال على مقربة من بعض الرافعات, لاحظت وجود سيدة هايتي الأولى. صوفيا مارتيلي :إ[اء1:ة/1 2 وهي تقف في مكان قريب» ونادت على شابارو لدردشة قصيرة معه. (في وقت لاحق؛ وبعدما رحت أنظر حول القصرء ألقيت نظرة خاطفة وقصيرة على زعيم البلاد نفسه بينما كان يهم بالدخول بسيارة دفع رباعي من نوع «إس يو في» 5101 نوافذها سوداءء والتي أخذت تتحرك على الطريق وتبعها عدد لا يحصى من الرجال المسلحين في سيارات وعلى دراجات نارية).

وحين تمكنت أخيرا من سؤال شابارو عن العمل المتعلق بهدم القصرء قال: «شون بن سفير رسمي لدى هايتي. وكانت لديه خبرة في إزالة الأنقاض و[في] أعمال الهدمء لذا يبدو الأمر معقولا». وسألت عما إذا كان يهم إن كانت جماعة محلية غير مشتركة في هذه المسألة. فرد وهو يشير إلى الموقع: «هناك سكان

- د ع

محليون يعكفون على هذا العمل». وكان شابارو على صواب. ولكن فقط من

10

5

هايتي...

حيث إن الهايتيين كانوا يقومون بالعمل الشاق بينما كان عدد من رجال الأعمال الأمريكيين والفرنسيين يديرون العرض.

كان القصر لايزال مبنى مهيباء على الرغم من كونه في حالة مروعة. وخلال أيام قليلة أزيل, وظل الموقع خاليا حتى بُني بديل في نهاية المطاف#. وكانت

قبة الهيكل الشهيرة تميل بنحو غير مستقر إلى جانب واحدء تبدو وكأنها على وشك السقوط على الأرض.

وقال شابارو إنه كان متحمسا لتعزيز اهتمام الإعلام الدولي في البلاد. حتى يمكن تصوير هايتي بنحو مختلف. وقال لي: «الموضوع لا يتعلق فقط بالكوارث والكوليرا. فهايتي تتقدم الآن وتتحرك في الاتجاه الصحيح. وأنا أفهمء باعتباري صحافياء أن القصص الرديئة هي التي تلقى رواجا وتحقق مبيعاتء ولكن هناك كثيرا من القصص الإخبارية الجيدة هنا الآن». خمّنت أن هدم القصر بالنسبة إليه كان إحدى هذه القصص الإيجابية. لأنه كان دلالة على التقدم والتجديد.

بيد أنني لم أتفق مع وجهة النظر هذه. إن الجدال الذي تضمن منظمة بن غير الحكومية, كان يعكس مشكلة بنيوية عميقة في هايتي - هو الشيء نفسه الذي رأيته أيضا في بابوا غينيا الجديدة وأفغانستان. إذ إن قطاع المنظمات غير الحكومية بما في ذلك الجماعات غير الربحية» غالبا ما كان يعمل باعتباره قناة تضمن الأعمال لشركات غربية. ففي مارس من العام 22010 قالت شركة «مي إتش إف إنترناشيونال» لهدهةغهصمءكم1 01178 الأمريكية (تدعى الآن «غلوبال كوميونيتيز» 610021 5 1امطحط0 2 ). والتي تسمي نفسها «شركة محايدة سياسياء وغير ربحية»» قالت إنه «من خلال المساهمة في إعادة إعمار هايتي بطريقة دانئمة وذات معنىء سوف تساعد الشركات في بناء سوق كاريبي جديد وأكثر حيوية» يكون مفيدا لسلعها وخدماتها». وإذا ما ترجمنا شفرة هذه الكلماتء. فإن هذا كان يعني مساعدة الشركات الأمريكية في استغلال العمالة الرخيصة. حيث تدعم دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين هذه المشروعات. وبعد زلزال 2010, أدارت شركة «سي إتش إف» مبادرات يُطلق عليها «امال مقابل العمل»» والتي دانتها جماعات حقوق الإنسان باعتبارها أقرب إلى دفع أجور للعبيد”7. فا منظمات غير الحكومية لم تكن داما بالمنظمات المطبوعة على حب الخيرء كما دفعّنا آخرون إلى الاعتقاد بأنها كانت كذلك.

171

رأسمالية الكوارن

والواقع أن جغل أعمال الإغاثة الإنسانية تندرج تحت المنظمات غير الحكومية قد فسّر بأنه وسيلة فعالة للمساعدة في بيئات ما بعد الصراعات والكوارث الطبيعية. وبالتأكيد أنه كانت هناك منظمات أصغر تستطيع أحيانا توفير المساعدات المنقذة للحياة لأنها كانت خفيفة الحركة وغير مقيدة بالبيروقراطية. بيد أن فكرة قيام وكالة مركزية للمساعدات تابعة للأمم المتحدة, ألا وهي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية 5تتهككم سمامة)21 2 صن 11 هن أقصنل00© عط م4 ع0836, بإمكانه استخدام أي عدد من المنظمات غير الحكومية لتقديم مساعدات عاجلة, هو ما م يكن يستند إلى الحقائق. وكتب الرئيس الدولي ل«أطباء بلا حدود», أوني كاروناكارا لم1 نصهناء قائلا: «في هايتي, يعكف النظام على إضفاء الشرعية على المنظمات غير الحكومية التي تدعي مسؤوليتها عن الصحةء والصرف الصحيء أو مجالات أخرى في منطقة محددة. ولكنها لا تملك بعد ذلك القدرة أو المعرفة اللازمة لتنفيذ العمل الضروري. ونتيجة لذلك لا يمكن تلبية احتياجات الناس»79.

إن لعبة المساعدات كانت تُصمّم في الأغلب لإثراء المستغلين المتربحين. وفسر ذلك الدكتور بول فارمر مؤسس مبادرة «شركاء في الصحة». بقوله إنه في هايتي تأسس النظام في الأصل لكي يستفيد منه المقاول. وتابع: «حتى تستقيم الأمور, تتعين إعادة صياغة قواعد الطريق»77. وأسست منظمة فارمر مستشفى جامعيا مجهزا جيداء في منطقة ميريباليه 35 +++ التي تبعد مسافة ستين كيلومترا عن العاصمة بورت أو برنس» وهي منشأة عامة بناها عمال هايتيون. ويقدم لها الخدمات الاستشارية متطوعون أمريكيون.

وف يناير من العام 22013 حيث كان يعمل جوناثان كاتز مراسلا لوكالة أنباء أسوسييتد برس - وهو صحافي نادر أدرك أن عمله يحتم عليه محاسبة المنظمات غير الحكومية وحمّلها على تقديم تبرير بشأن مزاعمها وخططها الفخمة والمتكلفة - أخبر برنامج «الديموقراطية الآن» أن ثمة مشكلة رئيسة بالنسبة إلى البلاد. وبالنسبة إلى العديد من الدول النامية الأخرىء كانت تتمثل ف وجود مؤسسات محلية لم تطوّر كما ينبغي. لأن «الدول المانئحة تتجنب الحكومات المحلية» [و] تعتمد في التمويل على وكالاتها الخاصة. ومنظماتها غير الحكومية» ومؤسساتها العسكرية. وذلك يُضعف المؤسسات»79. ولذلك

1/2

. هانتي...

حين تقع كارثة أخرىء كان وجود الدولة شبه معدوم. كما أن أنتونال مورتيم عسن)ءه354 احصضغصف السكرتير التنفيذي لنصة المنظمات الهايتية لحقوق الإنسان كنع أخطع ]1 رو م1 موناته11 ذه جدعه5121: دان بدورة نقص مشاركة المنظمات غير الحكومية الأجنبية مع شركاء محليين. وقال في تصريحات لصحيفة «نيشن»: «دفعنا ثمنا تاريخيا لكوننا أول جمهورية سوداء في نصف الكرة الأرضية. وأعتقد أن كل هذه المشاكل مرتبطة بالإميريالية»!79. ثمة أثر جانبي سلبي آخر للتدفق الجماعي للمنظمات غير الحكومية في هايتي قد ان يتجسد في ذلك الارتفاع الكبير في تكاليف السكن في أنحاء البلادء والتي كانت معقولة بالنسبة إلى الأجانب من ذوي الرواتب العالية ويمكنهم تحملها. ولكنها أدت إلى إخراج السكان المحليين من السوق. وكانت هذه سمة مشتركة لاقتصادات الكوارث: كما كانت غير مستدامة لأن أعدادا لا حصر لها من الأفراد والجماعات كانت تمكث فقط مدة ستة أشهرء أو اثني عشر, » أو ثمانية عشر شهرا قبل الانتقال إلى الأزمة العالية التالية!'". في العام 4,. زرت مشروعا سكنيا حكوميا جديدا يُسمى «قرية لومين كاسيمير » متصامة عصمصسآ ععد1ا/اآ, وهو تجربة في مجال السكن المؤقت ممواطنين تضرروا من آثار الزلزال. وكانت بيوت هذا المشروع, الذي كان يقع بالقرب من مدينة «كنان» صسقدصة©) العشوائية على الطريق الرئيس الرقم بالقرب من بورت أو برنسء تتميز بألوانها المختلفة على رغم أنها كانت صغيرة للغاية, وكانت تمثل خطوة صغيرة اتخذتها حكومة مارتيلي لدعم الأسر المكافحة المتعثرة. لكن السكان شكوا من وجود تصدعات في المنازل. وكانت الأسر تنتقل إلى هذا المكان بوتيرة بطيئة للغاية. وحتى ذلك الوقتء لم تُسلّم سوق ومصنع جرى التخطيط لبنائهما. فقد أخفقت شركة ة المقاولات الدومينيكية المنفذة. وهي شركة «هادوم لأعمال البناء» ماع دم كم 00 11610011 في أن تنفذ حتى نسبة 50 في امائة من المنازل. شعر عامة الناس بالإحباطء وبدأ ألوف من المحتجين في التنفيس عن إحباطهم هذا إزاء العملية السياسية المتعثرة وعدم إجراء الانتخابات في العام 2014 (والتي قد كان من المقرر إجراؤها في العام 1 عن طريق تنظيم مسيرات مستمرة عبر الشوارع: والتي تحول العديد منها إلى أعمال عنف. وكان من ال مقرر

13

رأسمالية الكوارن

إجراء انتخابات رئاسية في أكتوبر من العام 2015, حيث لم يكن مسموحا للرئيس مارتيليء وفقا للدستور. بخوض هذه الانتخابات مرة أخرى. كانت حكومة مارتياي غارقة في مستنقع الفضائح: لاسيما أن الكثير من أقرب مستشاريه كانوا متهمين بالاتجار في المخدراتء وأعمال الاختطاف. وجرائم القتل.

الحديث عن موضوع المساعدة لم يكن كافيا. إذ كان هناك امثال البغيض المتمثل في مؤسسة «ييل هايتي» 1111 عاءلا الخيرية: التي أسسها في العام 2005 نجم موسيقى «الهيب هوب» ويكليف جين صهءع[ 6عاء897؟, وهو أمريي هايتي المولدء ولكنها أغلقت أبوابها في العام 2012. فقد كتب هذا الفنان في سيرته الذاتية التي نشرت في ذلك العام وقال إن المؤسسة «كانت أعظم أصول هايتي وأفضل حليف لها» في مساعدة البلاد على الوقوف من جديد على قدميها!:©. ومع ذلك كانت الحقيقة - التي كشفتها صحيفة «نيويورك تاهمز» - سلسلة متكررة من أعمال الفساد وسوء الإدارة, مع تفويت الفرصة على الهايتيين من أي دعم ملموس بعد كارثة الزلزال2*. فقد كشف تحقيق أجراه مكتب النائب العام في نيويورك أن جين وأصدقاءه قد حصلوا على تبرعات قيمتها ملايين الدولارات. ورفعت شركة ضيافة دعوى قضائية ضد المنظمة في العام 2013 جاء فيها أنها م تسدّد رسوما قيمتها 100 ألف دولار. ولو أنه قد كانت نمة حاجة في أي وقت إلى تنظيم أنشطة المنظمات غير الحكومية. شأنها شأن البنوك ووسطاء الرهونات العقارية. فقد كان هذا هو الوقت لذلك620,

وفي الدول التي زرثها من أجل هذا الكتاب. كان استخدام منظمات غير حكومية تدار من بعدء ويحدث الربط فيما بينها عالميا بوصفه بديلا للتخطيط الحكومي, قد أدى إلى تأكل إمكانية تقديم خدمات ومساعدات مفيدة بالفعل للأشخاص الذين كانوا في حاجة إليها. وفي المقابل. وعلى النقيض من ذلك. كانت المنظمات غير الحكومية المسؤولة محلياء والمتصلة بعضها ببعض دولياء والمستقلة مالياء قد صنعت فرقا ملحوظا وأسهمت في السيادة الأكبر لتلك الأمم*. ولعل النموذج الفريد من نوعه في هايتي كان ذلك النمو الذي حققه قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة, والذي تشاركت فيه منظمات غير حكومية محلية مع دوائر حكومية للحد من مشكلة إزالة الغابات(!653,

1714

هايتي...

وبعد زلزال 2010, كان يوجد 350 ألفا من سكان هايتي على الأقل في مخيمات للاجئين ما يزيد على ثلاث سنوات بعد هذه الكارثة. وعلى الرغم من أنه قد جرى نقل العديد من هؤلاء إلى أماكن أخرى بحلول العام 2014. وأحد أكبر هذه ا مخيماتء وكان يُؤوي نحو 40 ألف شخص عاشوا متلاصقين تماماء كان يوجد في حديقة «جان ماري فينسان» خصععصاكا 812216 حنوءز عوط في بورت أو برنسء وهو الموقع نفسه الذي كان من ال مفترض أن يكون ساحة رياضية. كان هذا المخيم يسمى «سو بيست» 215:6 دا50: والتي تعني «على الأسفلت». وصلتٌ إلى هناك ورأيت قوات مسلحة تابعة للأمم المتحدة وهي تتجول في المكانء وذلك على الرغم

٠‏ من أنني أخيرثٌ فيما بعد أن وجود هذه القوات نادرا ما كان يبقي سكان ا مخيم

ف مأمن بعيدا عن مخاطر التعرض للعصابات المحلية وصغار المجرمين. إذ كان التفويض المسند إلى هذه القوات - وهو توفير الاستقرار - تفويضا غامضا بنحو لا يُصدقء كما أن استعدادها لمساعدة الأفراد بشكل فعال بدا متدنيا.

وعند دخولى إلى المخيمء شاهدت حفنة من الأطفال في حالات مختلفة من العري وهم يجرُون حول المكانء وفي أعقابهم كلاب مصابة بداء الجربء كما كانت أقدام هؤلاء الأطفال عارية وقذرة ووجوههم متسخة. وبالنسبة إلى كثيرين من هؤلاء الأطفالء ستكون أولى ذكرياتهم العيش في مخيم للاجثين في مدينة مولدهم. وكان العلمان الأمريكي والإسرائيلي مرسومين على بناء صغير على رغم أن أحدا م يعرف سببا لذلك» كما كان علّم شركة «ديجيسيل» يرفرف على عمود مجاور. وقد صدمتني رائحة الغائط. مشيت نحو مسرح مكشوف صغير فوجدت أن نفايات الحيوانات والبشر قد غطته - كان اللاجئون بأتون إلى هنا لقضاء حوائجهم. أما الخيام, التي وفرت معظمّها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية, فكانت تنتشر في أرجاء هذا المشهد. وقال العديد من اللاجئين ممن تحدثت إليهم إن هذا قد كان أقصى ما يمكن أن تقدمه الوكالة من مساعدات. وقال رجل: «لم نرّ قط أي شخص من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في هذا امخيم». وفي أحد أماكن المخيم» كانت تقف مجموعة من النساء وهن بمسكن بأطفالهن الرضع في حين جلس الرجال إلى طاولة مؤقتة وهم يلعبون الدومينو. وحينما كانت تنتهي جولة من اللعب؛ كان يحدث طقس غريبء إذ يأخذ الشخص الخاسر في هذه اللعبة عبوة ماء مملوءة بحكّى صغار ويثبتها في خده باستخدام مشبك.

175

رأسمانية الكوارث

كان هذا جانبا من الحياة اليومية في مخيم «أشخاص من النازحين داخليا» في هايتي. ومع ذلك. يمكن أن تتغير هذه الحياة بسرعة. حيث خطر الإخلاء القسري موجود دائما. ذلك أن الحكومة الهايتية اعتادت. بصورة روتينية. طرد آلاف من هؤلاء الأشخاص من المخيمات إلى الشوارع. من دون أي تعويض أو مساعدة©66. وفي كلتا الحالتين كانت النساء يواجهن إمكانية التعرض للاغتصاب, وهي جريمة كانت متفشية ؛ كالعدوى داخل المخيمات وخارجها. وم تتوافر أرقام دقيقة عن ذلك, ولكن دراسة أجريت في العام 2012, وجدت أن 4 في المائة من الأسر في هايتي قالت إن امرأة واحدة على الأقل من المقيمات قد تعرضت للاعتداء الجنسي منذ وقوع الزلزال» لكن الرقم الحقيقي كان بالتأكيد أعلى من ذلك بكثير”. وقلما تولى المسؤولون التحقيق في مثل هذه الجرائم» ودأب هؤلاء على إلقاء اللوم على الضحايا من النساء ما قد حدث 68

كانت المنظمة غير الحكومية «كوفافيف» 101783717 منظمة رائدة تديرها النساء وتهدف إلى حل مشكلة الاعتداء الجنسي. والسيدتان اللتان أسستا هذه ا منظمة, وهما إيراميث عطا1دصه5 وماليا 3812172, كانتا قد فقدتا بيتيهما في زلزال العام 2010 وعاشتا فترة من الوقت في مدينة خيام. وكان لديهما العديد من الرجال والنساء من العاملين لديهما في المخيمات لزيادة الوعي بالخط الساخن الخاص بحالات الاغتصاب, وتقديم المشورة, وأيضا الخدمات في مجال تمكين المرأة. وبطريقة مأساوية, أرغمت هؤلاء النساء على الانتقال إلى الولايات المتحدة بسبب التهديدات ضدهن. وكان الدعم من المانحين الدوليين يتراجع. مع بدء العديد منهم في البحث عن كوارث جديدة لتقديم المساعدة. وكان نقص التمويل طويل الأجل وغياب البنية التحتية شكوى دائمة بين مجموعة متنوعة من الجمعيات الخيرية المحلية والمنظمات واللازمة التي سمعتها عدة مرات هي «العام يتذكرنا فقط وقت البؤس والشدة, ثم يمضي قدما».

وعندما قابلتها في العام 2014 في بورت أو برنس, أخبرتني ماليا أنه كان لايزال هناك صمت اجتماعي حيال جرائم الاعتداء الجنسي في هايتيء لكن «السنوات الأخيرة شهدت سلطات. من بينها الشرطة. وقد بدأت تأخذ هذه الجرائم بجدية أكبر». وذات يوم تجولت حول مخيم للأطفال اللاجئين في منطقة كرايست روي 201 ؛وامط0 في

176

هايتي... بورت أو برنس بصحبة جيورجهي إط(:060© من منظمة كوفافيف. لقد تم نسيان الآلاف من المواطنين في هذه المنطقة المزرية. وبقوا هنا أكثر من أربع سنوات. وسار وكلاء كوفافيف من الذكور والإناث عبر الأرض القذرة لتوزيع الكتيبات والمعلومات على الشاباتء وقالوا لهن إن لديهن حقوقاء وأشاروا إلى أن لديهن شخصا ما للاتصال به إذا تعرضن لمشكلة تتعلق بالعنف الجنسيء ووعدوا بالتعاطف معهن.

وكان هناك الكثير من الأحياء الفقيرة التي واجهت مشكلات مماثلة. وتحدثت إلى ثلاثة رجال في منطقة سو بيست والذين قالوا إنهم قد كانوا في المخيم منذ كارثة الزلزال. وقال هؤلاء. ومشاعر الإحباط تتملكهم, إنهم تلقوا القليل من الدعم من الجميع باستثناء جمعية الصليب الأحمرء التي قدمت لهم أخيرا بعض الضروريات7*. وبالنسبة إلى حكومة هايتيء وعلى رغم أنها قد وعدت دائما باتخاذ إجراء قريباء فقد كانت غير مرئية. وكان من المفهوم أن هؤلاء الرجال معارضون لفكرة الحصول على المزيد من المساعدة الأجنبية وأموال التنمية لهايتي» لأنهم. على حد قولهم: لم يروا قط هذه الأموال0©,

أحد هؤلاء الرجالء ويُدعى ويلبرت 10/5656 كان في الثالثة والثلاثين من عمره. وكان يعيش في المخيم مع أفراد أسرته. أما ابنته الصغيرة التي كانت ترتدي فستانا برتقاليا ولها ضفائر مجدولة, فكانت تقف بالقرب مناء وهي تحدق فينا. وقال لي إنه كان عاطلاء وإنه مم يحصل بعد على أي شيء من دولته أو رئيسها. وقال: «ما من أحد يساعدنا. لقد سمعنا عن منظمات تقدم العون للناسء لكتنا م نر قط أي شخص هنا. ظروف الحياة بالغة الصعوبة. نحن ننام على الأرض. إنها فوض. علينا أن نلقي اللوم على مكتب الرئيس».

وقال ويلبرت إن الإقامة في المخيم لم تعد آمنة. وأضاف ببؤس: «لن ينظر إلي الرئيس. إن قال أحد هنا إنهم قد حصلوا على مساعدة. فتلك أكذوبة. ليس لدينا ما نفعله, ولذلك نحن نلعب الدومينوز طوال اليوم. أنت ترى العديد من الأطفال حولك. بينما من المفترض أن يذهبوا إلى المدرسة. ولكننا لا نملك من امال ما يعيننا على دفع رسوم الدرسة».

كان جميع الرجال يعارضون ال مناطق الصناعية. وقال أحدهم إنه غالبا ما حدث أن اضطر أشخاص إلى ارتكاب الفاحشة لإرضاء مدير مصنع بُغية تأمين وظيفة. كما

177

رأسمالية الكوارن

سمعثٌ أن الشعور بالكبرياء قد منع الكثير من الناس من شغل وظيفة ماء لأن الأجور كانت متدنية للغاية. ولم أجد هذا الأمر كسلاء ولكن الأحرى أن الناس كانوا يطالبون حكومتهم بأن تتولى المسؤولية عنهم أخيرا.

دعاني رجل آخر إلى دخول الخيمة حيث كان يعيش مع زوجته وأطفاله الخمسة. وكان بعض أفراد هذه الأسرة ينامون على سرير من طابقين بينما كان البقية يستلقون على أرضية مغطاة بالصخور والحصى. وكان هذا الرجل يعمل نحات أحجار واعتاد قطع مسافات بعيدة كل يوم من أجل العمل. وكان غاضبا. لم يفهم ماذا لم يساعد أحد أسرته في الانتقال إلى مكان آخر أكثر أمانا ودائما. وحين كانت تمطرء كانت مياه المطر تغمر كل شيء. وقال إن العنف كان يتفجر حول امال والطعام: وموارد أخرى ضئيلة. وكنت أعي جيدا أنه كان يقول ما كان يعتقد أنني أريد سماعه. ولكن ذلك كله لم يخف حقيقة وضعه القاتم.

هذه المخيمات كانت إدانة قاسية للمنظمات غير الحكومية وللحكومة في هايتي. كل من تحدثت إليهم في سو بيست بدوا محنكين سياسياء غير أنهم لم يتفوهوا بأي كلمات طيبة نحو الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية الأخرى. وقال بعض الأشخاص إنهم كانوا يريدون أن تغادر هذه المنظمات هايتي لأنها لم تكن تعرف ما تفعله هناء عدا ترسية العقود التي تمكن شركات مختلفة من تحقيق الربح.

إن وجود شخص يعمل في الداخل في مجال المساعدات في هايتي ويتحدث أيضا بانتقاد عن عملية المساعدات هذه كان من النادر العثور عليه. لكن عالم الأنثروبولوجيا الأمريي تيموثقي شفارتز #امدسطء5 #وطامصسلل. كان هو ذلك الشخص. وما لاحظته هو أن هذا الرجل البالغ الخمسين من العمر حاد الطباع: ويحب الحديث. وهو ما كان يفعله بنحو مفرط في أثناء اللقاء الأول بينناء والذي جرى في مطعم منشيز 662ط1/126 ا مشغول دائما في وسط بورت أو برنس. انتقل شفارتز إلى هايتي في العام 1994 حيث قسم وقته بينها وبين جمهورية الدومينيكان المجاورة» وأيضا جمهورية الكونغو الديموقراطية. وقد كتب تقارير مختلفة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» وكان محبوبا ومكروها من قبلها بشكل متبدل. فبعد أن أجرى تحقيقا حول حصيلة الوفيات في كارثة زلزال العام 22010 على سبيل المثال» ادعى أنها كانت بالفعل أقل بكثير من الرقم المزعوم. ووفقا للتقديرات في ذلك

1/8

الوقتء كان الرقم الرسمي للوفيات أكثر من 300 ألف شخصء غير أنه قال إن الرقم الحقيقي كان يتراوح بين 50 ألف شخص و80 ألفا. وزعم أنه قد جرى تضخيم أعداد الوفيات على نحو مبالغ فيه من أجل كسب امزيد من الدعم الدوليء وهو ادعاء مم يلق أي قبول في بعض الدوائر.

وشرح شفارتز كيف أن البالغة في مثل هذه الأرقام سمحت للمنظمات غير الحكومية والشركات بالحصول على مزيد من الأموال لحل مشكلات م تكن بهذه الدرجة من السوء كما زعموا. وأعطى مثالا ثانيا: وهو تقارير تدعي أن عبودية الأطفال كانت مشكلة ضخمة في هايتيء والتي كانتء؛ على حد قوله, «غير صحيحة ببساطة... فالأشخاص الذين أعدوا هذه التقاريرء وزعموا وجود 400 ألف من الأطفال العبيد في هايتي» يعرفون أن هذا غير صحيح». وقال شفارتز إن السبب وراء القيام بهذا العمل كان اجتذاب أموال المانحين الغربيين: والتي استنزفت بعد ذلك في دفع الرواتب المفرطة وبدلات نقدية أخرى. وهذا الافتقار إلى المسؤولية لدى المنظمات غير الحكومية ترك تأثيره في كل دولة زرتها أثناء جولتي الصحافية لاستقصاء رأسمالية الكوارث.

رتبت لمواصلة حواري مع شفارتز في منزله المشيد على الطراز الإسباني في منطقة ثوماسين 15أ118070255. وهي منطقة تقع في الجبال فوق بورت أو برنس. وكانت رحلة السيارة إلى منزله تمر عبر طرق صخرية طويلة بها مناظر طبيعية خلابة. وم يكن من الصعب معرفة سبب إقامته هنا.

بعد الترحيب بيء التقط شفارتز النقطة الأخيرة التي كأن قد توقف عندها أثناء حديثنا في المطعمء فقال لي: «كان الزلزال فرصة مثالية بالنسبة إلى [(حكومة بريفال] لعمل الأشياء الجيدة التي [كانت] تتحدث عنهاء من قبيل إلغاء المركزية و[ضخ] الزراعة الفلاحية». وتابع قائلا: «لم تكن هناك لحظة أفضل لديهم لكي يخطوا خطوة إلى الأمام لشراء كل الفائض الزراعي وجلبه إلى بورت أو برنس. لكن المجتمع الدولي أغرق البلاد بالمساعدات الغذائية. ليس مدة شهر فقطء ولكن بكميات تكفي للسنوات المقبلة. وأعاد برنامج الغذاء العالممي عدسحصوععهء2 لمه8 14ه18 [التابع للأمم المتحدة] تحويل مسار الغذاء إلى برنامج صحة الطفل الخاص بالأمهات!!. وكانت هذه الخطوة استهانة واضحة بالحكومة الهايتية وبما كانت تريد. وبدا واضحا أن بريفال لمم يكن يدير شؤون البلاد في تلك المرحلة».

179

رأسمائية الكوارن

كما أن سيادة هايتي ضاعت مرة أخرى في اليوم الذي ضرب فيه الزلزال البلاد. وقال لي: «ماذا تفعل حين تجد دولة كهذه وهي تُغمر بكل هذه النوايا الحسنة والمساعدات السخية؟ هل ستقف على قدميك لتقول: «لا»؟ لأنك لو فعلت ذلك, ستكون ضد الفقراءء, والضحاياء والناجين من الزلزال. لقد قابلت كبار موظفي برنامج الغذاء العالمي هنا بعد مرور عام على الزلزالء وقلت إنه ليس نمة حاجة إلى كل هذا الطعام. ببساطة, راح الجميع ينظرون إلى الأسفل. وأعتقد بصراحة أن كل هؤلاء الأشخاص مخلصون. هم م يفهموا شيئا بالفعل وكانوا يحصلون على معلوماتهم من الصحافة أو من أناس على الأرض. وأحد الأشياء التي تحدث هنا في هايتي هو سماع [صيحات] «أعطني المزيد». بداية من امزارع إلى الفرد في المدينة, مرورا بالسياسي وا منظمات غير الحكومية. تلك هي الصناعة. وحين يتعلق الأمر بكتابة تقرير للمنظمة غير الحكومية» فالجميع يفعل ما يجب فعله - أن تصور الأمور بشكل ملائم وتقول إنها كانت ناجحة. فأنت لا تستطيع تقديم تقرير عن جهة مانحة وتقول عن شيء ما إنه كان فشلا مروعا وإننا أهدرنا كل هذه الأموال».

سألت شفارتز مرة أخرى عن ادعاته أن عدد الأشخاص الذين تردد أنهم قد ماتوا أثناء كارثة الزلزال قد جرى تضخيمه.: فما كانه منه إلا أن أعاد تأكيده: «هذا كان مثالا واحدا فقط على العديد من [التضخيمات الجذرية] للأرقام لمصلحة الحصول على مزيد من امال للمنظمات غير الحكومية. وقدر هؤلاء [أيضا] أنه كان هناك. في البداية... 10 أو 0 مليون متر مكعب من الحطام, غير أن الحقيقة كانت أقل من ذلك بكثير... نحو ثلاثة ملايين متر مكعب. ولكن المنظمات غير الحكومية استمرت في الحصول على امال من المانحين لإزالة هذا الحطام». وما كان أسوأ أنهم قد كانوا غير فعالين في فعل ذلك. إذ إن هناك مساحات شاسعة في بورت أو برنس لايزال الحطام متناثرا فيهاء على رغم أنه صار أقل من ذلك حين زرتها في العام 2014.

وقال شفارتز إن كثيرا من الأشخاص الذين عرفهم في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانوا صادقين في رغبتهم لإحداث فرق هناء لكن النظام كان متلاعبا به. ضدهم وضد خططهم. وم تكن هايتي دولة مستقلة. كما شرح شفارتزء لأن واشنطن كانت هي التي تقرر وتملي سياساتها. وردا على سؤال طرحه الأكاديمي جوستين بودور عما إذا كانت «صناعة المساعدات» تلحق ضررا بهايتي أكثر مما

160

هايني...

تفيدهاء أجاب شفارتز بأنها كذلك, ولكنه قال يعدئذ: «لن نستطيع قطع المساعدات لأنه مهما يكن ما وصلنا إليه. فإن هايتي تعتمد عليه الآن»!2.

وفي فصل كتبه شفارتز في العام 2013 لكتاب لم يفرغ منه بعد. كتب أن هايتي لديها تاريخ قاتم عقودا طويلة من غزو المنظمات غير الحكومية للبلادء وهو شيء ممائل للمبش, دن.. وفي الثمانشنشات. «تحدهلت هذه المنظمات ال حكومة أمريكية كاملة, وإلى مقاولي مساعدات إنسانية»”*. ولم يطرأ سوى تحسن قليل منذ ذلك الحين.

والحقيقة أن تنمية السكان الأصليين في هايتي قد كانت غائبة إلى حد كبير

على مدى عقود. وهنالك محاولات تبذل الآن لإحياء هذه التنمية» ولكنها أسفرت

حينما عدت إلى مخيم سو بيست في العام 2014 وجدته خاليا تماما. قد نقلت الحكومة سكانه إلى مدن الصفيح الفقيرة في مناطق بالقرب من بورت أو برنس, ومن ثم انتقلت مشاكلهم من وسط المدينة إلى مواقع أبعد. وكانت عبوات مياه بلاستيكية مهملة وقمامة ملقاة على الأرض التي اعتادت أن تعج بأجسام بشرية. وكان الشعب يناضل لكي ينمو في وعاء مملوء بالغبار. وم يعد هؤلاء المواطنون يعيشون الآن حياة أكثر ارتياحاء خاصة أنهم قد نقلوا إلى أحياء فقيرة بها قليل من الفرصء وهي أبعد عن وسط العاصمة بورت أو برنس. وكان أحد أجمل هذه الأحياء الفقيرة على مبعدة حي «جالوزي» 12101516 والذي كان الزائرون يلتقطون صورا له بنحو منتظم بسبب منظره الخارجي المطلي بألوان متعددة. حتى أن الصحافية إيمي فيلنتز 2م11 ترزصدخ قد وصفته بأنه «بوتوكس حضري». وفي الواقع, كان هذا الحي من مدن الصفيح ذات اللوارد القليلة.

وزرت أيضا المكتب الرئيس لشركة «إنديبكو» مءم06ه1 الهايتية ومصنعهاء وكانا يقعان على الطريق الرئيس الرقم 1, على أطراف بورت أو برنس. وكان رئيس ومؤسس هذه الشركة هو هانز بي. جاروت 6م622 2 05هآ2آ: وهو رجل نشيط قد أمضى سنوات تكوينه التي شكلت شخصيته في نيويورك وهو يعمل مشتريا وبائعا للملابس الداخلية النسائية. وفي العام 1966, ألقى خفر السواحل الأمريكي القبض عليه. جنبا إلى جنب مع عدد من الكوبيينء وهم على متن قارب قبالة

151

رأسمائية الكوارن ساحل فلوريدا. وتبين أنه كان بحوزة هذه المجموعة أسلحة وأنها كانت في طريقها إلى هايتي لحاولة الإطاحة بنظام بابا دوك الديكتاتوري. وكانت النتيجة أن أمضى جاروت عشرين عاما في أمريكا بجواز سفر صادر من الأمم المتحدة أظهر أنه من دون جنسية. وقد حى جاروت هذه القصة بروح دعابة.

ومن بين أشياء أخرى,. نظمت «إنديبكو» دورات تدريبية للعمال في المنطقة الصناعية في كاراكول. أحد زملاء جاروت. وهو جين روبير لييرون 26ءط20 دعر صناططء.ل: الذي كان جالسا أثناء حوارناء أخبرني أنه قد عاد فورا من كاراكول. وأن تدريب الشبان والشابات هناك كان على ما يرام. وقال: «هناك عدد قليل من النساء لم يعملن قط من قبلء وقد أصبحن الآن مشرفات على أكثر من مائة شخص. هذا يجعلني أشعر بسعادة بالغة». وشرح كيف أن شركة «ساي أيه» ثم تكن قد خططت قط كيف يمكن أن تحصل على عمال مدربينء ولذلك. وهنا دخلت «إنديبكو». على رغم أن مدة العقد تبلغ ثلاثة أشهر فقط.

وسألت ليبرون وجاروت عن حقوق العمال - وينحو خاص كيف يجب على شركة أجنبية مثل «ساي أيه» أن تعامل موظفيها هنا. واتفق كلاهما في الرأي على أن الظروف الحالية كانت جيدة؛ وأن قوة عاملة تنضوي تحت مظلة نقابية يجب أن تأقي لاحقاء وليس الآن. هذا الموضوع جرى التعبير عنه بطريقة واقعية ومن دون عداوة. وقال جاروت بفخر: «كان لدينا زعي من نقابة عمالية هذا الصباح والذي تحدث إلينا عن حقوق العمال. لذا لا تعتقد أننا لا نأخذ ذلك بعين الاعتبار». وم يبد أي من الرجلين قلقه حيال الأجر الأقل من الحد الأدنى في كاراكول. على الرغم من أن جاروت أللح إلى أنه كان, مثالياء يريد حصول العمال على أموال أكثر.

واصطحبني جاروت في جولة داخل مصنع إنديبكو. وهو مستودع شديد الحرارة مع قليل من الهواء النقي الذي كان يهب عليه. ورأيت رجالا ونساء يعملون على ماكينات حياكة قديمة (كانت العلامة التجارية لهذه الماكينات «فنجر» 712861 بدلا من «سنجر» +51886) وهم يصنعون قمصاناء وفساتين, وسراويل. وكان البعض من هؤلاء العاملين يخيطون غرزا بعناية شديدة لنقوش فودو ملونة على شكل قلوب. وتحدثتٌ إلى امرأة شابة هايتية كانت قد ترعرعت

10

هايتي...

في نيويورك وفيلادلفياء ولكن والديها يعيشان الآن في هايتي» وهو السيبب الذي جعلها هي الأخرى تعود إلى هناء حيث كانت لديها الرغبة في اقتحام صناعة الأزياء. كما أنها كانت تنتج عشرة تصميمات مختلفة استعدادا لعرض أزياء مقبل في جامايكاء حيث كان يحدوها الأمل في تلقي بعض طلبيات كبيرة. وفي حال حدوث ذلكء. سوف تساعدها إنديبكو بعد ذلك في إنتاج الملابس للتصدير. وكانت هذه إحدى الطرق البسيطة التي كانت تحاول الشركة من خلالها تشجيع الجيل المقبل من الهايتيين ا منتجين.

وحين سألت عن المصانع المستغلة للعمال في هايتي: قال جاروت إن الفكرة الغربية بشأن سوء معاملة العامل لا يمكن مقارنتها بالحياة في بلاده. وقال إنه كان منزعجا عندما شكا زائرون غربيون من مثل هذه الأشياءء من قبيل حمل صبي صغير دلوا من الماء. حيث كانوا يعتقدون أن هذا كان أشبه بكونه عبداء في حين كانت الحقيقة أن كل ما فعله هذا الطفل هو فقط مساعدة أمه في العناية بالبيت.

كان من الواضح أن جاروت رجل كادح. ويدا أنه كانت لديه رغبة صادقة في مساعدة هايتي على أن تصبح أكثر استقلالا. ولكنه بدا أنه كانت لديه قدم واحدة في كل من المخيمين: إذ كان يريد تشجيع المزيد من الإنتاج المحاي والاستثمار الدولي في الزراعة المحلية وصناعات المنسوجات. بينما أثنى في الوقت نفسه على المناطق الصناعية ال مملوكة لأجانب بلساعدتها الفقراء في هايتي.

في المكتب الرئيسء كانت توجد صورة ظهر فيها جاروت وهو يقابل الرئيس جورج دبليو بوش وابنته جينا #صدء[ هنا في هايتي في العام 2010. وقد ذكر بضع كلمات طيبة عن الرئيس الأمريكي الأسبق, ولكنه كان أكثر إيجابية تجاه إدارة أوباما. ومع ذلك لم يكن جاروت محبا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وفسر ذلك بقوله كيف أن مستودع تدريب تابعا لشركة إنديبكو في المنطقة الصناعية في سونابي في بورت أو برنس قد عمل مدة سنتين فقط لأن الوكالة وفرت مديرا لم يستطع فهم احتياجات المشروع. ونتيجة لذلك أهدرت الشركة 0 مليون دولار تقريباء وم يعرف أحد أين صُرفت هذه الأموال. وسأل جاروت عن السبب وراء عدم تعيين شخص هايتي بدلا من ذلك لإدارة المشروع. وزعم

163

راسمالية الكوارنت أنه لو حدث ذلك لكانت الشركة قد تمكنت من توفير نصف هذه الأموال. ولتفهموا احتياجات إنديبكو بنحو أقرب.

وقت الشفق ذاتّ يومء زرت منطقة «فورت حاك» 15 5014 التى كانت تستريح على جبل يطل على بورت أو برنس. . وقد بُني هذا الحصن في العام 4. بعدما أعلثنت ٠‏ هايتى استقلاليها عن فرنسا. كان امنظر ضبابيا لكن الهواء كان نظيفا وغير ملوث, على عكس الحال في وسط المدينة التي تركتها ورائي. وكانت موسيقى البوب 208 والتكنو وصداءه] تنطلق مدوية من بعض السيارات من نوع «إس يو في». كان الأزواج يتناولون وجبات خفيفة في أحضان أزواجهم. وبدأت لعبة كرة قدم على ملعب خشن والتي كان يشرف عليها معلق منفعل والذي ظهر صوته من نظام مكبر صوت بدائي الصنع مقام في المدرجات. كان هذا مشهدا جميلا لحياة مجتمع خالية من المتاعب. إن دؤية هذا المشهد جعلتني أتذكر كيف كان من السهل في دولة مثل هايتي التركيز فقط على الجوانب السلبية وعدم تقدير الإيقاعات اليومية للحياة ال مستمرة. ليس القصد من ذلك إضفاء صغة رومانسية على مشكلة الفقر في البلاد. ولكن الهدف ببساطة هو فهم أن جميع الثقافات تقريبا مترابطة من خلال الموسيقىء والرياضة, والأوقات الأسرية. وقد رأيت هذا أثناء العروض الساحرة التي كانت تقدمها فرقة «رام» مدخ المحلية, والتي تُوصف بأنها «فودو روك أند روتس» 20065 نت' عاعمم 61, والتي كانت تعزف أمام جمهور كل أسبوع في فندق أولوفسون مه010850 المُشيد على الطراز القوطي. وكان المكان يفوح بروح ضيوف اطاضيء, مثل ميك جاجر 388662[ 1116 كما كان مصدر إلهام استوحى منه جراهام جرين ©0162 021812 فكرة كتابه الكلاسيي الذي صدر في العام 6 بعنوان «الكوميديون» وضرهنلع مره 116

ومة شيء آخر كان موضع تقديري الشخصي بشأن هايتي» التي لطاما كان ينظر إليها في الأغلب على أنها عالة على غيرها وضعيفة, ألا وهو مقاومتها للنظام الاقتصادي. إذ بدأت هذه المقاومة وأطلق شرارتها فنان الجرافيتي اللتألق روزمبيرت مويز ع81015 أرط سرعوو2, والذي كانت رسوماته تغطي مختلف أنحاء البلاد. وأثناء زيارتٍ لهايتي في العام 2014, وبينما كنت أتجول في ضاحية بيتيونفيل الغاليةء شاهدت هذا الفنان وهو عاكف على إبداع عمله على حائط

164

هابتى...

عار في وقت متأخر من الليل والذي كان يصور اقتصادا فاشلا أرغم الهايتيين على سرقة بعضهم بعضا من أجل الفرص.

أما رينولد سانون 59208 014ص0إع2 فكان رئيسا لجماعة «فراكا» هعلكله1. وهي جماعة شعبية كانت تدعو إلى إسكان بأسعار معقولة. وجرى الحديث بيننا في مكتبه الذي كان يوجد في منزل عادي يقع في ضاحية «كاناب فير» 6مهضه) 1. وكان سانون من أشد منتقدي حكومة مارتيلي وسياساتها المؤيدة للأعمال التجارية. ومنتقدا أيضا لممارسات واشنطن والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وكان يريد تركيزا على المنتجين والمزارعين المحليين. بدلا من التركيز على الصناعات الأجنبية. وقال إن انفتاح هايتي على أسواق خارجية قد أدى فقط إلى إغراق البلاد بالبضائع المستوردة, وإلى حرمان الهايتيين من فرص الأعمال التجارية.

ودان سانون بشدة ذلك العدد المائل من المنظمات غير الحكومية وقوات الأمم المتحدة التي بقيت في البلاد طوال سنواتء ولكنها قدمث لها القليل جدا. وقال: «جنود الأمم المتحدة لم يفعلوا أي شيء لحل مشكلة الإسكان. كما أن ا لمنظمات الدولية غير الحكومية. وبعد سنوات على كارثة الزلزالء مازالت توفر أماكن إيواء ضعيفة. وهذا شيء يدعو إلى السخرية. إن بعض المنظمات امحلية وبمبلغ قدره 11 ألف دولار فقطء يمكنها بناء منزل جيد. وفي مناطق تقع بالقرب من بورت أو برنسء. كانت هذه الجماعات قد شيدت أكثر من مائة منزل وسلمت مفاتيحها إلى الملاك. ويتضح من ذلك أنه لا توجد إرادة لدى الجماعات الأجنبية مساعدتنا بالفعل في وقت أنفقت فيه ملايين من الدولارات ونحن لا نرى أي شيء منها. القطاع الخاص الدولي يأقٍِ إلى هنا لكسب المال. هذه فرصة عمل كبيرة بالنسبة إليهم».

ونمة استثناء نادر بمكن أن يتمثل في الكمبيوتر اللوحي المنتج محلياء «سورتاب» 1686ا5, والذي زرت مصنعه في بورثت أو برنس حيث رأيت عمالا يتقاضون أجورا لائقة وهم يعملون على خط إنتاج صغير. وأخبرني المؤسس أنه يأمل من وراء هذا المشروع السماح للشبان الهايتيين باقتناء هذا الجهاز مقابل سعر رخيص. وبالمثل تحدي الهيمنة على السوق من جهاز «آي باد» الذي تنتجه شركة آبل ءامحر في أمريكا. كان ذلك حقا هدفا طموحاء لكنني أحببت جرأته.

85

راسمائية الكوارث

كما أخير في كاميل شالمرز ومع« لقط© عالخصوع, وهو اقتصادي وناشط هايتي, أنه لم يكن هنالك أي استقلال اقتصادي في هايتي طوال مائة العام الأخيرة. وروى لي قصة عن الرئيس السابق جان-بيرتراند أريستيد الذي كان في حاجة إلى مدربين سويسريين أكفاء لتدريب الشرطة الهايتية. ولكن أبلغه الأمريكيون أنه بسبب اتفاقية موقعة معهم في العام 1980 والتي صارت في طي النسيان منذ زمن طويلء فإنه كان يتعين عليه الرجوع إلى واشنطن طلبا لموافقتها على مثل هذه الخطة. ولا داعي للقول بأنها قُوبلت بالرفض.

وقد وضع شالمرز معضلة هايتي في سياق عالمي. حيث قال: «نحن عاجزون عن تطوير نماذج للتنمية خاصة بناء ويتعين علينا الحصول على تمويل دولي للأجندة النيوليبرالية». وأردف قائلا: «إنها طريقة نظهر من خلالها للنظام الرأسمالي أننا مستعدون للعمل معك, ولكنك في الحقيقة تعمل على تدمير اقتصادنا وزراعتنا».

ومضى شاطرز إلى القول: «هايتي إحدى الدول التي يطلقون عليها وصف «الدولة الفاشلة», ومنذ العام 1915, كانت المسألة تتعلق بكيف بمكن أن ترضي هايتي الولايات امتحدة, ولكن هناك بدائل للمناطق الصناعية. فلو أنك استثمرت في الزراعة والفلاحة, فسوف تحقق نتائج أفضل وأكثر استدامة. هنالك عدد محدود للأشخاص الذين يمكنهم العمل في المناطق الصناعية, غير أن ملايين الوظائف مطلوبة. فعلى سبيل المثال» لدينا ما يربو على 168 نوعا من المانجو في هايتيء ولكننا لا نملك الصناعة التي يمكنها العمل في هذا المجال. وذلك ما يجب أن يكون عليه المستقبل».

كانت السياحة أحدث الصناعات التي بيعت للهايتيين كحل لمشكلة الفقر في البلاد. غير أن العلامات المبكرة كانت مقلقة. فقد رُوْج للجزيرة الصغيرة «آيل-آ1 -فاش» عطعة١-16-3ل‏ ' التي تقع قبالة الساحل الجنوبي لهايتي. حيث جذبت أنظار مادونا 38 وشين بينء لكن شركات تطوير عقاري ضخمة كانت قد أعلنت ملكيتها مساحات شاسعة من الأراضي العامة لتحرم بذلك آلافا من السكان من سبل عيشهم. وشكا سكان الجزيرة في العام 4 من أن الحكومة قد استبعدتهم, ومن ثم بدأت احتجاجات عامة. ولكن لم يكن ثمة ما يدعو إلى القلقء على حد قول أليكس زوزايا 41 83 االرئيس التنفيذي لمجموعة «أبل لأوقات الفراغ» مداه عددواعآ عامرمف وهي منظمة للرحلات السياحية في منطقة بحر الكاريبي وأيضا مستثمرة في الفنادق.

156

شائنظ)...

ومقرها فيلادلفيا. وقال زوزايا: «لدى هايتي إمكانات لا تصدقء فهي مثل جزر سيشيل لكن من دون إرهاق السفر».

إن التحدي بالنسبة إلى هايتي كان في استعادة سيادتهاء وهي مهمة ستكون طويلة ومؤطة. إن نصف سكان هايتي البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة كانوا دون الخامسة والعشرينء غير أن أصوات هذا النصف غالبا ما تعاني التجاهل ممصلحة نخبة أكبر سنا.

وكان من الصعب الاختلاف في الرأي مع بيتر هالوارد. الذي جادل بأنه في أماكن مثل هايتي» «تزود المنظمات غير الحكومية الدول الغنية [ب] طريقة محترمة أخلاقيا للتعاقد الفرعي بسيادة الشعوب التي تستغلها»'”*. ولقد رأيت من قبل هذه السطوةٌ من قبل ا لمنظمات غير الحكومية على شعوب فقيرة.ء وهي ممارسة نادرأ ما كانت تلقى معارضة إلا من جانب أفراد وجماعات صغيرة تصارع احتمالات صعبة. وحقيقة أن مثل هذه الشعوب ظلت محتلة اقتصاديا بطريقة ما أكدت مدى الحاجة إلى بدائل.

كانت هايتي هدفا سهلا للرأسماليين المستفيدين من الكوارث, لأن سكانها كانوا محاصرين بذلك الصراع اليومي من أجل البقاء. وم يخفف من وطأة هذا الأمر وجودٌ جماعات المساعدة المفترسة. والحكومات الأجنبية؛ والمنظمات غير الحكومية التي قد تبنت عقلية «نموذج واحد مناسب للجميع». ورفضت تقييم فعالية طرقها. كما أن العلاقة بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والسياسة الخارجية لواشنطن كانت مثالا نموذجيا على ذلك - وهو ما دفع إلى تشكك مفهوم لدى العديد من الهايتيين.

وعندما حلت المنظمات غير الحكومية محل جهاز الدولة, أدى ذلك حتما إلى نشأة عقلية استعمارية جديدة تتغلغل في كثير من المنظمات الغربية التي تزعم أنها تعمل على التخفيف من العاناة. ومن ثم» لا بد من إمكانية إيجاد نموذج مختلف للاستثمار.

187

عظامنا ولكنكم لن تحطموا أرواحنا أبدا»

نحن «حمّل الأضحية» الذي يُذبح لحفنة من

الرأسمائيين الذين لا يمكن كبح جماح جوعهم

المستمر للثروة... نحن لن نجلس هكذا لنشاهد

الرأسماليين وحلفاءهم السياسيين في بابوا غينيا

الجديدة وهم يستغلوننا... لقد زرعنا البذور التي

ستنبت قريباء ليس فقط في بوجانفيلء ولكن في كل مكان في بابوا غينيا الجديدة.

فرانسيس أونا هم0 5تعصدء1

زعيم المقاومة في بوجانفيل

عللأحكستهعسسهظ 1989

«كان هؤلاء يعيشون ويعملون في ظلال منجم مهجور وهم يجاهدون من أجل بقاء كان يحاذي اللاإنسانية»

هذه الصورة تبدو مثل مشهد من فيلم «ماد ماكس» (3/19 3/130): المحيط الرهيب لمأ

169

رأسمالية الكوارن

بعد نهاية العالم حيث مشاهد الأنهار الملوثة؛ والمعدات المتاكلة. ونابشي الفضلات من البشر. كان هذا ما رأيته في أثناء نزولي في العام 2012 إلى منجم بانجونا 8 القديم الشاسع في بوجانفيلء في بابوا غينيا الجديدة. وكان أحد المرافقين لي من مقاتي المقاومة يوما ما الذي جنبا إلى جنب مع رفاقه من المقاتلين» حقق انتصارا في معركة ضارية ضد واحدة من كبرى شركات التعدين في العالم» وهي شركة «ريو تينتو» وغصذ]' 1110

«الأزمة», كما يسميها السكان المحليونء كانت نزاعا شرسا حرض شركة «ريو تينتو»» وحكومتي بابوا غينيا الجديدة وأستراليا ضد سكان بوجانفيل المضطهدين الذين كانت حياتهم قد تنتهك بسبب منجم ملوث. وقد تراكمت التوترات وتصاعدت بين أطراف النزاع على مدار عقدين عندماء في العام 1988. انهارت ا مفاوضات بينهم. وعلى إثر ذلك تأسس «جيش بوجانفيل الثوري» 001116 ه8008 (حراظ) لتصصعمة لإعنمصه نا س[مبع8, وسرعان ما أغلق منجم بانجونا. واستمرت الحرب الأهلية الناجمة عن هذا النزاع حتى العام 1997 والتي أدت إلى تدمير هذا الإقليم وحققت الفخر والفقر معا لسكانه.

وم تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ قط شيئا كهذا - صراع ضد شركة متعددة الجنسيات قاده وانتصر فيه أشخاص من سكان البلاد الأصليين. بيد أن صراعا آخر لاح في الأفق. فقد جرت تحركات على قدم وساق لإعادة فتح المنجم.

وحتى يمكن زيارة المكان الذي كان مركزا للصراع؛ سافرتٌ في البداية عن طريق بورت مورسبي 7إاو»2101 6رو, عاصمة بابوا غينيا الجديدة. متوجها إلى أراوا 52 وهي أقرب مدينة إلى منجم بانجوناء الذي كان يقع على جزيرة بوجانفيل. وكانت «منطقة بوجانفيل المستقلة» 1116تصنهع801 04 صمنزوع8 كنامصرمصوانتةق المحيطة قد انضمت إلى تسعة عشر إقليما مبعثرا في جزر مختلفة و«الير الرئيس» لبابوا غينيا الجديدة لتكوين دولة يربو عدد سكانها على سبعة ملايين نسمة كانوا يتحدثون 841 لغة على الأقل.

وبداية من إغلاق منجم بانجونا وحتى بضع سنوات مضتء كان من المستحيل تقريبا لرجل أبيض الدخول إلى حفرة المنجم بسبب إرث طويل من عدم الثقة. كانت هناك حساسية كبيرة بشأن من أكون وماذا أردت الزيارة. ولكن بعد مفاوضات

150

انوا غينيا الجديدة...

استغرقت عدة أيام مع السكان المحليين في أراواء سمح لي بالزيارة. ولدى عودتي في العام 3: كانت العملية مماثلة وظلت الإجراءات نفسها كما هيء حيث كان مقاتلون سابقون لايزالون يريدون فحص أوراق اعتمادي.

حملتني في وقت مبكر من الصباح سيارة جيب قادها رجل يدعى جون صطهل وهو سياسي محلي سابق وعامل منجمء وشخص آخر اسمه ويلي :ز1!ة7لآء وهو رجل في الستينيات من العمرء وكان شخصية رئيسة في جيش بوجانفيل الثوريء وعلى الأخص في فصيلها المتشدد. ميكامويء وهو قوة دفاع مازالت نشطة والتي خاضت حربا يوما ما ضد جيش بابوا غينيا الجديدة (كلمة «ميكاموي» تعني «الجزيرة المقدسة». وكان هذا أيضا الاسم التقليدي للمنطقة المجاورة). وكان ويلي دليلي امُعين لهذا اليوم. كانت لديه لحية رمادية كثيفة وكان يعتمر قبعة حمراءء ويرتدي قميصا أرجوانيا باهت اللون من طراز بولوء وسروالا قصيرا رمادياء كما كانت حقيبة صغيرة تتدلى على صدره. وكان ويلي حافي القدمينء ومن امثير للدهشة أن أسنانه كانت بيضاءء وذلك نظرا إلى تقليد واسع الانتشار هو مضغ جوز التنبول في بابوا غينيا الجديدة؛ فاكهة نخيل التنبول كانت منشطا معتدلا. وثوفي ويلي في العام التالي بعد زيارق الأولى إلى بوجانفيلء وهو شخص آخر كان ينتمي إلى الجيل المقاتل الأقدم الذي لم يعد في وسعه نقل حكمته إلى مستقبل الإقليم.

رأيت مباني صدئة مهجورة بينما كنا نسرع بالسيارة على طول طريق أسفلتي سلس نسبيا تجاه تقاطع مورغان صمةعهناز صدوع:ه84,: وكانت نباتات السراخس قد التفت حول خطوط الكهرباء القدمة التي كانت قد استخدمت عندما كان المنجم يعمل. وكان بانتظارنا رجل عرفته باسم القائد أليكس ع0 مقصدده0 *»ا من استكشافنا نقطة التفتيش في اليوم السابق. ورفع الرجل ذراع البوابة لكي يدع سيارتنا تمر. وذهبت ثم جلست معه في كشك صغير لمناقشة رسوم الدخول. وطلب أن ندفع له 300 كيتاء أو ما يعادل نحو 120 دولارا (وكان قد أعد مسبقا فاتورة وإيصالا بالمبلغ), ولكنني قلت له إن أحدا أخبرني أن رسوم الدخول ستكلف 0 كينا فقط. واتفق معي فيما قلت, ولكنه أراد أولا معرفة ما كنت أفعله هناء ومهنتي» والمدة التي سوف تستغرقها جولتي. وبعد ذلك. وضع ختما على وثائقي» وأخذ نقوديء ثم ابتسم, وقال: «مرحبا بك». وبعد مرور عامين, في العام 22013 كان

111

رأسمالية الكوارث

أليكس لايزال يدير نقطة التفتيش هذه. وتذكرني لدى وصوليء ووجدت أن شغفه بتحقيق العدالة لم يخفت قط. إذ كان يجسد الروح الثورية وهي تعمل بفعالية.

كان أليكس في الثامنة والأربعين» وبدا واضحا أن الأزمة م تنته بالنسبة إليه. وكان يحلم بإقليم بوجانفيل خاليا من صناعة التعدين: ويعيش بدلا من ذلك على الزراعة. وكان قلقا من أن يقبل الأشخاص الأصغر سنا إعادة فتح منجم بانجونا من أجل استغلال احتياطياته التي مازالت ضخمة من النحاس والذهب. قال إن هذا احتمال حقيقي لأن عديدا من السكان المحليين كانوا في حاجة ماسة إلى الاستقلال الاقتصاديء وأن التعدين كان يُعتبّر بمنزلة طريقة سريعة وسهلة لتحقيقه. وتحدث أليكس بوضوح عن الصراع الدائر بين حكومة بابوا غينيا الجديدة, وشركات التعدين, وسكان بوجانفيل حول من تحق له الاستفادة من منجم بانجونا بعد فتحه من جديد. وأخبرني كثير من السكان المحليين أنهم يتوقون إلى نيل السيادة. غير أنه ثم يكن من الواضح كيف ينبغي تحقيق ذلك. وكان تردد أليكس نابعا من الخبرة, حيث كان يعكس نزعة من الشك تجاه الوعود التي قطعتها الشركات على نفسها في الماضي والحاضرء وأيضا فقدان الثقة بالحكومة المحلية.

كان أليكس خجولاء لكن موقفه كان يعكس شخصية ناشط ملتزم. وقال إنه كان يتعين عليه مواصلة تشغيل نقطة التفتيش على مدار 24 ساعة والتي يتولى المجتمع إدارتهاء وأنه بسبب ذلك اضطر إلى العيش في ظل ظروف مؤقتة» حتى يُدفع تعويض كامل إلى كل هؤلاء الذين كانوا يستحقونه. وقال: «نقطة التفتيش كانت رمزا ما حدث في بوجانفيل, أي الثورة. فهي تسمح للعالم بأن يعرف أن تكلفة الثورة تتعلق بالتعدين والاستقلال».

وبينما كانت السيارة تتجه إلى المنجم» رأينا بعد وهلة اطباني الكبيرة التي استخدمت في معالجة النحاس إبان السبعينيات والثمانينيات. وكان هناك حمام سباحة ضخم بلا مياه تفيض منه نباتات السراخس. وكانت نباتات خضراء وفيرة تحيط بالطريق ا مغلق» لكنني عرفت أن مساحات شاسعة من هذه الأرض أصابتها عدوى الآفات بعد أن ألقت شركة «ريو تينتو» كميات ضخمة من النفايات المجروفة التي تسمى أنقاضا. وإذا ما تركت من دون معالجة يمكن أن تقبع هذه الأنقاض في الأرض آلاف السنين. وم تزلها الشركة قط.

1532

بابوا غينيا الجديدة...

وفي العام 22013 كان لايزال في استطاعتي رؤية نتائج هذا التلوثء حيث طلب السكان المحليون المساعدة. وأعلن برنامج البيئة للأمم المتحدة دجمه212 عنمن 110 مع صتممعتحمظ أنه سيساعد في إزالة مواد الأسبست 28065605: ومخلفات المناجم» وأضرار المطر الحمضيء والمعادن الثقيلة. وكانت التكلفة المقدرة لذلك تبلغ مليارات الدولارات. ولكن لم يحدّد تاريخ لتنفيذ هذا العمل.

كانت لدى ويلي مشاعر مختلطة حيال احتمال إعادة فتح المنجم. إذ كان الوضع الأمثل بالنسبة إليهء مثل أليكسء هو أن الزراعة هي التي تمد بابوا غينيا الجديدة بسبل العيش. ولكنه كان واقعيا أيضا حين قال: «الناس يُعلمون. وهم في حاجة إلى الوظيفة للحفاظ على معيشتهم». وأخبرني أيضا أن يوجانفيل كانت تشهد زيادة هائلة في معدل المواليد من الأطفال وأن هذا الانفجار السكاني يتطلب إجراء عاجلا. وكان من الواضح من أين تصور أن تأي الأموال اللازمة لحل هذه المشكلة. إذ قال لي: «إنهم يقولون إنه مازال هنا كثير من الذهب الذي يمكن أن يكفي أعمال التعدين أربعين سنة».

وأعرب ويلي عن أمله في أنه أيا كان المسؤول عن إدارة المنجم؛ فسوف يعمل على إزالة الضرر البيئي الذي سببه. مثل التلوث الذي أصاب التربة والأنهار, وأيضا ضمان عدم تكرار الأخطاء التي حدثت في الماضي. ومع ذلك كان ويلي متشككا من حدوث ذلكء. مستشهدا ممناجم في أقاليم أخرى في بابوا غينيا الجديدة, وعلى المستوى الدوليء حيث حدث دمار بيئي. وأق ويلي بنحو خاص على ذكر منجم «أوك تيدي» 1631 016 المنتج للذهب والنحاس والواقع في الإقليم الغربي في بابوا غينيا الجديدة. الذي كان سبّباء منذ الثمانينيات» لدمار بيئي هائل واضطراب اجتماعي أثر في عشرات الآلاف من السكان المجاورين. وحتى النائب العام في بابوا غينيا الجديدة قد اعترف بأن المناجم في بلاده قد سُمح لها باستخدام طرق غير آمنة للتخلص من النفايات, وهي الطرق التي قد كانت محظورة في عديد من الدول الأخرى!".

وم يستطع ويلي وغيره من سكان بوجانفيل الهرب من هذه المفارقة. كانوا يتوقون إلى تأسيس دولة مستقلة ويعرفون أن أربعة عقود من أرباح النحاس والذهب ممكن أن تساعد في تمويل الدولة الجديدة. لكن التضارب بين الاستقلال المنشودء والحرية الاقتصادية. والاستدامة, ورفع مستويات المعيشة؛ ونقص الدعم

153

وانسمالية الكوارن

من بابوا غينيا الجديدة ومن الخارجء كل هذا كان يعني أن المسألة لم تكن بسيطة بالنسبة إلى السكان المحليين.

كان متوسط العمر لدى سكان بابوا غينيا الجديدة واحدا وعشرين عاماء وكانت نسبة 0 في اطائة من السكان دون الثلاثينء وهو ما جعل التعليم والتوظيف من ا مشكلات المهمة في البلاد. ففيما يتعلق بالتعليم» ومع تعديله على أساس معدل التضخم. كان التمويل الحالي لكل واحد من الطلاب في بابوا غينيا الجديدة يساوي واحدا على أربعة عشر من المستوى المسجل في أواخر السبعينيات©. ويمكن القول بأن هذه المشكلات كانت مهمة بنحو خاص في بوجانفيل. التي كان ما يسمى «الجيل الضائع» فيهاء وهو الشبان الذين مات أباؤهم في أثناء الأزمة. في حاجة عاجلة إلى إعادة التأهيل, والتعليم والوظائف.

وفي مارس من العام 2012, شهدت شوارع أراوا مسيرة احتجاجية. طالب ال مشاركون فيها بأن تبني حكومة بوجانفيل المستقلة8011821251116 0100115 )نام 0662102 مدارس وجامعات لثلا يضطر الطلاب المحليون إلى مغادرة المنطقة للحصول على التعليم. وجاءت هذه المسيرة في أعقاب مؤتمر حكومي استمر ثلاثة أيام في العام 1 الذي كان مدعوما من الوكالة الأسترالية للتنمية الدولية (أوس- أيد) 12خدنحش وبرنامج المعونة النيوزيلندي عتمصدمعمء5 لنى لسقلةء7 ج316 اللذين بدآ في تطوير سياسة للأراضي في بوجانفيل. وثمة نقطة رئيسة هنا هي أنه في منطقة كانت قد أضاعت سنوات من التنمية المحتملة في أثناء الحرب الأهلية, «كان هناك قدر قليل من تكيّف الطرق المعتادة وتأقلمها مع العمليات الحديثة. والتي قد أسهمت بدرجة كبيرة في زيادة مستوى الارتباك»©.

وبعد ذلكء مولت الوكالة الأسترالية للمساعدات (أوس-أيد) اجتماع مصالحة عقد في فبراير من العام 3 الذي ناقشء من بين موضوعات أخرىء إعادة فتح منجم بانجونا. إن إعادة تشغيل المنجمء الذي كان لايزال خاضعا لسيطرة شركة «بوجانقيل للنحاس المحدودة» (بي سي إل) 0عأنصنآ ععممه0 ع1لتاستمودم8 801)). والتي كانت «ريو تينتو» أكبر مساهم فيهاء وكان ثاني أكبر مستثمر فيها حكومة بابوا غينيا الجديدة, لاقى تأييد واستحسان المؤسسة السياسية في البلاد باعتبار ذلك أحد أسرع الطرق لتوليد الوظائف (بيد أنه تردد أن رئيس وزراء بابوا

154

نانوا غينيا الجدبدة... غينيا الجديدة: بيتر أونيل 02111 «56]6, هدد في العام 2014 بممصادرة وتأميم الحصة المسيطرة المملوكة لريو تينتو). لذلك لم يكن من قبيل المفاجأة أن تشير التغطية الإعلامية التي برزت من هذا الاجتماع إلى أنه كانت هناك مواقف إيجابية محلية بشأن موضوع المنجم. لكن مدونا من بابوا غينيا الجديدة, كان قد زار مدينة أراوا بعد المؤتمرء تحدى ما أوردته التقارير الإعلامية. فقد زعم أن معظم الأشخاص الذين تحدث إليهم كانوا يفضّلون ازدهار قطاع الزراعة©). وفي العام 22014 جرى تنظيم عدد متزايد من المنتديات المجتمعية من قبل حكومة بوجانفيلء والتي أعدت كلها لإقناع مقاتلين سابقين ومواطنين عاديين بضرورة إعادة فتح المنجم. وم تقنع هذه المنتديات كثيرا من الناس.

ولدى عودق للقيام بجولة جديدة في المنجم في العام 2013: استمعت إلى آراء كان معظمها سلبيا حول المنجم. فمن دون التشاور الجاد أو الحصول على تعويضء أراد السكان المحليون بدائل. وأخبرتني امرأة شابة محلية. وهي متحدثة لبقة وفصيحة تدعى ثيونيلا روكا 1012 1560115 وبينما كانت الشمس تغرب على نهر كافارونغ (1633058) الذي تلوثت مياههء أخبرتني أن التعدين لم يكن ضروريا ببساطة لتحقيق الاستقلال لنوجانفيل. وقالت: «بطرق عديدة. نحن مستقلون أصلا. معظم الناس مكتفون ذاتياء لأنهم يزرعون طعامهم على أرضهم».

وأورد تقرير نشرته منظمة «اليوبيل» (1+6أطنا[) الأسترالية غير الحكومية في العام 2014 تفاصيل حول عدد ضخم من الأصوات التي ترددت أصداؤها ف بوجانفيلء والتي تجاهلها إلى حد بعيد الإعلام والحكومة ال محلية: التي كانت تعارض المنجم. فقد جرى استطلاع آراء عشرات القرويين» وتبين أنه كانت هناك معارضة «شبه جماعية» لإعادة فتح ال منجم. وكانت نتائج هذا الاستطلاع بالغة الضرر بالنسبة إلى قضية «ريو تينتو» إلى الحد الذي جعل رئيس إقليم بوجانفيل جون موميس 3402015 ط0[ نفسه يستخف بها ويقلل من أهميتهاء وذلك من خلال رسائل طويلة كتبها سرا توني ريغان صدع26 ترمه1: مستشار الحكومة الأسترالية!©,

وكان أحد أسباب التردد المحلي أن الناس تذكرت العنف الذي تفجر في الأغلب من جراء استغلال الموارد. وثغمة محاضر في علم الجريمة بجامعة أولستر نومع انمتا +7156 ]0.: وهو كريستيان لاسليت غ)35516آ 5ةأ)15 كل قدم دليلا على أن شركة

195

رأسمالية الكوارن

«بوجانفيل للنحاس المحدودة» (بي سي إل) قد مارست ضغطا شديدا على حكومة بابوا غينيا الجديدة لإرسال فرق من الشرطة إلى بوجانفيل في العام 1988 لقمع الاضطرابات هناك: على الرغم من سجلهم المروع في انتهاكات حقوق الإنسان. ووفقا لمحاضر اجتماع عقد في الثامن من يونيو من العام 1989, أخبر وزير الدولة في حكومة بابوا غينيا الجديدة الشركة أنه يتعين استخدام «قوة نيران وحشية» ضد حركة المقاومة. وقد رحبت شركة «بي سي إل» بهذه الخطوة, آملةٌ أن تتمكن من مواصلة عملها في مجال التعدين في أقرب وقت ممكن©.

وف كتابه الذي صدر في العام 2014 بعنوان «جرهة الدولة على هامش الإمبراطور ية» عكأصمممظ8 مسنوعدكة عط ده عصسلن عنواى توسع لاسليت في بحثه وكشف النقاب عن أدلة أكثر إدانة بشأن تواطؤ أسترالي رسمي مع «بي سي إل» ورغبتها في سحق أي مقاومة. وجادل لاسليت قائلا: «أرادت أستراليا أن تظهر لحلفائها - الولايات المتحدة على وجه الخصوص - أن في استطاعتها تحقيق الاستقرار في منطقة جنوب المحيط الهادئ ودرء المشاكل عن تلك الرقعة»7.

بيد أن فقدان الثقة بشركة «بي سي إل» في بوجانفيل لم يتوقف مع انتهاء القتالء ولسبب معقول. ففي العام 2011 عينت الشركة في مجلس إدارتها السير رالي ناماليو مداخل ه دل عزططهعه, الذي شغل منصب رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة من العام 8 إلى العام 1992. وهو الرجل نفسه الذي قد أعطى قواته الأمنية تعليمات بترويع سكان بوجانفيل من خلال تعذيب وقتل مواطنيهاء وأيضا بفرض حضار على الإقليم©.

وفي العام 1999, أخير رئيس شركة «بي سي إل» البررمان الأستراليء في تعليقات كانت مشوبة بنزعة استعمارية استعلائية, أن شركته «كان لديها موقف غير تدخلي أثناء الصراع». لكن هذا الكلام كان أكذوبة. وبجانب ذلك. «كان على بوجانفيل الانتظار ربما مُدة جيلين قبل أن تتمكن من التغلب على هذه الأزمة. مع افتراض أن تبدأ في ذلك الآن»0©, وكان يأمل رؤية مواطنين طيعين أصغر سنا.

أحد كبار المديرين الحاليين لدى شركة «لي سي إل». الذي كان موجودا في بوجانفيل قبل تفجر الأزمة, أخبر منظمة غير حكومية أستر الية في العام 2013 أنه لم يقهم قط سببا لثورة السكان المحليين. وقال جون 2ط10[: الذي طلب عدم الكشف

156

بابوأ غينيا الجديدة...

عن هويته واسمه الحقيقي. أنه حين اندلع الصراع في العام 1989 «أصابتنا الدهشة. فالأمور كانت جيدة جدا هناك. والعلاقات بين الشركة والناس كانت دائما قائمة على التناغم والتعاون». ونفى جون أي تواطؤ لشركة «بي سي إل» في أحداث العنف ضد السكان المحليين. مسلطا الضوء على «الفوائد الإيجابية في مجالي الصحة والتعليم التي حصل عليها سكان بوجانفيل». وتعهد بإغلاق المنجم كما ينبغي «لأن إرثنا مهم». وم ألتق أحدا في الإقليم قال بأنه يصدق هذا الوعد.

أن موقف رئيس حكومة بوجانفيل المستقلة. جون موميسء قد زاد من حالة عدم اليقين هذه. فعندما كان يشغل منصبه بوصفه وزيرا في حكومة بابوا غينيا الجديدة أثناء الأزمةء جادل موميس بقوله: «من المهم فهم أهمية تحميل ريو تينتو المسؤولية عن أفعالها». فعلا كان كريستيان لاسليت قد أجرى مقابلات مع ثمانية مديرين كانوا قد عملوا لدى شركة «بي سي إل» في المدة ما بين 1987 و1992, الذين اعترفوا كلهم صراحة بأن الشركة قد وفرت ما أمكن من الأسلحة والإمدادات اللوجيستية التي قد طلبها جيش بابوا غينيا الجديدة''). ومضى موميس أبعد من ذلك قائلا: «كانت بابوا غينيا الجديدة تتلقى تعليماتها من إدارة بي سي إل»''". وفي العام 2001, كتب موميس رسالة كان القصد منها اتخاذ إجراء قانوني في الولايات المتحدة ضد ريو تينتو. والتي تضمنت تفاصيل بشأن التواطؤ العميق بين «ريو تينتو», و«بي سي إل». وحكومة بايوا غينيا الجديدة في ذروة الممارسات الوحشية ضد سكان إقليم بوجانفيل. وقال: «كنت على علم بأحد الاجتماعات. حيث أرسلت إدارة بي سي إل تعليمات إلى بابوا غينيا الجديدة لتجويع الأوغاد».

ومع ذلك وبحلول العام 2013, كان موميس يدافع عن إعادة فتح المنجم. إِذ إن تشريعا حديثا قد اقترحه. وقد صيغ بفضل منحة كبيرة من وكالة «أوس-أيد» للأكاديمي الأسترالي توني ريغان. الذي نفى تواطؤ «بي سي إل» في الأزمةء قد حاجج بأن بعض ملاك الأراضي كان لديهم حق الاعتراض (القيتو) على مشروعات التعدين, ولكنه مع ذلك سمح للمؤسسة بتنفيذ أعمال تعدين على نطاق واسع2". وكان ريغان شارك في صياغة تشريع لقطاع التعدين في العام 2013 (ومرة أخرى في العام 2014, وهو التشريع الذي عارضته فعليا كل جماعات المجتمع المدني)» غير أن السرية أدت إلى أن يثور أصحاب مصلحة رئيسون علناء متهمين «أوس-أيد»

157

راشتمالية الكوارت

والحكومة المحلية بالتواطؤ على التمرير المتسرع لقانون فاشل وإعادة «بي سي إل» إلى الواجهة مرة أخرى. وم يحصل ملاك الأراضي على حقوق كاملة في أراضيهم. وقال سام كاونا 118ه10ة>]1 دكة وهو زعيم سابق لحركة المقاومة, إن التشريع صاغه «محامون بيض أثرياء». وم يساعد ريغان في تحسن الأمور حين صرح لإذاعة نيوزيلندا في العام 2014 بأن منجم بانغونا كان الخيار الأفضل للإقليم رافضا الزراعة بديلا. ومررت حكومة بوجانفيل أخيرا تشريعها الخاص بالتعدين في العام 2015.

أحد زملاء ريغان» سياران أوفير. شيليخ طونه المع ”0 صدممزن. وهو أستاذ في جامعة جريفيث ونون 111مى,. كانت لديه صلات مباشرة مع «ريو تينتو» - حيث تاة مبالغ غير محددة من الدعم المالي من الشركة - في حين أنه قد تعاقد أيضا للعمل لدى «كوفي إنترناشيونال» 21ح 2 معام[ بعلاو وهي شركة أخرى على صلة وثيقة ب «ريوتينتو»12. وفي الفترة ما بين العامين 2010 و2014, دفع لريغان مبلغا قدره 968120 دولارا لعمله «مستشارا قانونيا». وفقا لما ورد في وثائق رسمية. وكان هذا الرقم أعلى إلى حد بعيد من أي مساعدة حكومية أسترالية لقطاع الزراعة. والتقت كانبيرا بنحو متكرر ممثلين من شركة «ريو تينتو»» وحكومة بوجانفيل» وشركة «ني سي إل»» وهي لقاءات زعم مسؤولون أنه «لكي تجمع قاممة كهذه وتوفر مستوى التفاصيل المطلوبة [عن عدد الاجتماعات بين الأطراف]. كان هذا يستلزم استثمارا كبيرا للموارد». وفي العامين 4 و2015 وحدهماء فإن مبلغ أموال امساعدات الأسترالية الذي حصل عليه مستشارون قانونيون ومستشارو المناجم يكشف عن أولويات أسترال|04,

وقي محاولة منه لتبرئة الإدارة السابقة لبابوا غينيا الجديدة من أي مسؤولية, صرح موميس في مقابلة مع برنامج «بي إم» 220 بثته هيئة الإذاعة الأسترالية «أيه في سي» (822010 880) في مارس من العام 2013, بأن «ريو تينتو» والحكومة الأسترالية تتحملان اللوم لمسؤوليتهما عن الأزمة الأصلية. وقال إنهما «في أثناء سعيهما الحماسي إلى توليد عائد. تجاهلتا تماما طريقة الناس لفعل الأشياء»!05.

من الناحية النظرية كان سكان بوجانفيل سيختارون ما إذا كانت تجب إعادة فتح منجم بانجونا من عدمه بمجرد أن يكونوا قد نالوا استقلالهم. بيد أن الموضوع م يكن اختيارا يتمحور حول الاستدامة والتمكين الاقتصادي. بل كان يرتكزء بدلا

158

بابوا غيننا الحديدة...

من ذلك. على معضلة سامة بين مزيد من الدمار البيئي أو الفقر. وهذه البدائل نشأت أصلا من حرب اندلعت بعد استغلال مكثف للمعادنء والتي أدت في مجملها إلى تعطيل سلامة ومنفعة الجيل الحالي من سكان بابوا غينيا الجديدة, فضلا على المصلحة المنظورة للأجيال ال مقبلة. كان هذا إرث الرأسمالية المفترسة. فالتخريب البيئي يجب ألا يكون ثمن «التقدم». وكان سكان بوجانفيل من الذكاء بما يكفي لإدراك أنهم كانوا طرفا ضعيفا في مفاوضات مع شركات التعدين والحكومات التي دعمتهم.

إن الغضب تجاه منجم بانجونا كان قد تأجج منذ ميلاده في أواخر الستينيات. وهو الغضب الذي كان يعزى جزئيا إلى استغلال شركات أسترالية بلعادن بابوا غينيا الجديدة طوال عقود قبل هذا. وبحلول العام 1975 عندما حصلت بابوا غينيا الجديدة على استقلالها من أستراليا كان التشغيل الكامل للمنجم هو أكبر كاسب في البلاد لا يعتمد على المساعدات. وعاشت الدولة الجديدة وتنفست من خلال منجم بانجونا - الذي أسهم. بأقصى طاقته الإنتاجيةء بنسبة 20 في المائة من الميزانية الوطنية لبابوا غينيا الجديدة - على الرغم من أن المنجم كان في الوقت ذاته. يدمر أي فرصة لاستدامة الموارد. غير أن مواطني بوجانفيل, وعلى رغم معاناتهم من الدمار البيئي» قد حصلوا على أقل من 2 ف المائة من الأرباح لمساعدة مجتمعاتهم.

وبالإضافة إلى ذلكء م يتمتع عمال بابوا غينيا الجديدة بفرص عمل متساوية في ا منجم - وهو وضع مشترك وشائع في مناجم أخرى عبر البلاد. فقد أسست شركة «بي سي إل» لنوع من الفصل العنصري في مكان العملء حيث كانت تقدم مرافق وأجورا أفضل بكثير إلى العمال البيض مقارنة بتلك التي كان يحصل عليها العمال المحليون. كما أن الإدارة الأسترالية في أواخر الستينيات استبعدت مَلاك الأراضي من مائدة التفاوضء. حيث كانت تتعامل فقط مع الحكومة الأسترالية وشركة «ريو تينتو». وفي العام 9. شرح مقال نشرته صحيفة «كانبيرا تايمز» وعم 2مءطصه0 كيف أن الحكومة الأسترالية, التي كانت تسيطر في ذلك الوقت على بابوا غينيا الجديدة, «م تكن تستطيع السماح لحفنة من الأشخاص بإغلاق مشروع النحاس في بوجانفيل الذي كان أكثر من مليوني شخص يعتمدون عليه لضمان مستقبلهم»9". وبعد ذلك بعقود ظل الجدال نفسه كما هو بالضبط.

109

رأسمالتة الث

وفي أواخر الثمانينيات. استمر الغضب الهادئ في الغليان. وطالب جيش بوجانفيل الثوري بالاستقلال عن بابوا غينيا الجديدة. وبوضع نهاية للضرر البيئي الذي سببه المنجمء ودفع تعويض لاستبعاده من المفاوضات الأولية. ومن ثم أغلق المنجم في العام 1989 بعد عمليات تخريب مستمرة نفذها الجيش الثوريء غير أن الصراع المرير استمر ثماني سنوات أخرىء الذي أسفر في ذلك الوقت عن مقتل ما بين 5 ألفا و20 ألفا من السكان المحليين (نحو عُشر سكان البلاد). حيث كانت معظم هذه الوفيات ناتجة أساسا عن الحصار الذي فرضته بابوا غينيا الجديدة والقتال. وهنالك العديد من الأسر مازالت تبحث عن رفات ذويها وأحبتهم الذين قضوا أثناء الصراع. كما تعرض إقليم بوجانفيل لدمار اقتصادي. وكان هذا هو من الضربة الحاسمة التي وجهها الجيش الثوري ضد الاستعمار متعدد الجنسيات؛ وهو مثال نادر لشركة تعدين كاذ.”. مرغمة على قبول الهزيمة على رغم حصولها على الدعم من حكومتين وطنيتين.

وصلنا إلى نهر جابا (6 ١‏ 1302[). بالقرب من مركز موقع المنجمء وهو عبارة عن ممر ماني كان مملوءا ببعايات النحاس الأزرق المتوهجة - وهي النتيجة النهائية لسئوات عديدة الفت خلالوا شركة «بي سي إل» المخلفات الكيماوية وال معادن الثقيلة في المنطقة - شاهدنا ما يحدث بينما تدفق رجال ونساء وأطفال على النهر بحثا عن الذهب في محاولة يائسة لكسب أقواتهم. إذ كانت هذه طريقتهم الوحيدة للحصول على دخل - فالغرام الواحد من الذهب يممكن بيعه مقابل 30 دولارا - غير أن هذا الشكل البدائي لاستخراج الموارد كاذ. يحدث في النفايات السامة التي تخرج من منجم بانجونا. إن سكان القرى كانوا على, «رائه بالمخاطر الصحية» بيد أنه لم تكن لديهم خيارات أخرى. على رغم أنه حتى هذا سبحر..٠‏ «.مه في حال إعادة فتح المنجم. وقد أقام هؤلاء أماكن إيواء مؤقتة وبدائية للغايه على ضفاف النهر لكي يسكنوا فيها فترات قصيرة بينما كانوا يبحثون عن نفايات الذهب, وقبل أن يعودوا إلى قراهم. وأثناء زيارق في العام 2013 رأيت سكانا محليينء من بينهم أطفالء كانوا لايزالون يستحمون في مياه النهر الملوثة, ومن ثم كان محكوما عليهم بالإصابة بالمرض والتهاب البشرة.

قدنا السيارة مسافة قصيرة عبر طريق صخري غير ممهد كان ممتلئا بالحصى, ويؤدي إلى الجزء الرئيس لهذه المخلفات. م تنم أي نباتات هناك. وكان هذا الجزء

200

بابوا غننيا الجديدة...

أشبه بالصحراءء وبه رمال ممتدة وبعيدة بقدر ما تستطيع أن تراه العينء فهو قفار مهجورة. وكل ما أمكن رؤيته هو جبال صغيرة من القاذورات كانت تجري حولها مياه ملوثة. مع بطاريات وإطارات قديمة كانت الأعشاب تنمو خلالهاء وأيضا رافعة كانت قد سقطت على جانبها. كان هذا المشهد محزنا.

قال ويلي إنه لم تكن لديه فكرة عما إذا كان من الممكن إعادة تأهيل هذه ا لمنطقة كما ينبغي. وقال لي عن تلك الأوقات التي اعتاد فيها صيد الحيوانات هناك إيان الستينيات. عندما كانت هذه المنطقة غابة مزدهرة وكان هناك نهر سليم يجري خلالها. أما الآنء فلا يمكنه إلا النظر حوله وهو لا يصدق ما يراه.

أخذتنا جولة قصيرة أخرى بالسيارة إلى حفرة المنجم. كانت شاسعة. وتبلغ سبعة كيلومترات عبر الجزء الأوسع: وكانت طبقاتها المرتبة تشبه كعكة زفاف مقلوبة» مع وجود أشجار وأحراش أخذت تستولي ببطء على مستوياتها الأعلى. وعند حافة الحفرة, كان يوجد مركزان كبيران للمعالجةء اللذان كانت النباتات تغطيهما بنحو مفرط. وعلق جونء الذي عمل في أحد المركزين في الثمانينيات. بأن الطباني كانت تختفي ببطء بينما أخذ الباحثون عن خردة المعادن يشقون طريقهم من خلالها.

وفي بداية نشأة منجم بانجوناء كان يعد واحدا من أكبر المناجم المفتوحة العاملة في العالم. والآن ترقد جرافات وروافع ميجورة وقد علاها الصدأ عبر هذه المساحة الشاسعة (بحلول العام 3, كانت شركات صينية لجمع القمامة قد أزالت معظم هذه المعدات لشحنها وبيعها باعتبارها خردة معادن في الخارج). وفي وسط الحفرة. كانت توحد بركة من المياه الزرقاء الفاتحة التي كانت تتوهج تقريبأ في هذا اليوم ا ملبد بالغيومء في حين غطى الوحل الأخضر الصخور اللحيطة. وما كان مثيرا للدهشة هناك أيضاء هو أن أشخاصا قد شِيّدوا أكواخا مؤقتة وكانوا ينقبون عن مخلفات الذهب. وكان هؤلاء يعيشون ويعملون في ظلال منجم مهجورء وهم يجاهدون من أجل بقاء كان يحاذي اللا إنسانية.

وبالنسبة إلى قلب المنجم, كان ينبعث منه صوت شبيه بصوت الآلة كان يُصم الآذان. كان الصوت يأق من عمود صدئ كبير كان يمتص الهواء بنشاط لكي يدخله في ماسورة تنقل اماء إلى خارج المنجم. وعلى مدار 24 ساعة يومياء وفي كل يوم طوال

0201

راسمالنة الكوارث

ربع القرن الماضيء كانت هذه العملية تضمن عدم امتلاء المنجم باماءء وعلى الأخص عندما كان ينهمر أثناء ا لموسم الماطر.

وبدا ويلي مصدوما مما رآه؛ وقال إنه لم يحدث قط من قبل أن زار مركز حفرة ا منجم. وتساءل كل من ويلي وجون بسذاجة, في حال م تكن لدى «بي سي إل» رغبة في إعادة فتح المنجمء عما إذا كانت الشركة قد تساعد في ملء الفتحة للسماح للسكان المحليين بزراعة المحاصيل هناك. وبينما عدنا أدراجنا إلى سيارة الجيبء. قطف جون زهرة بنفسجية. قائلا إنه كان يريد تجميل بيته بتذكار لليوم الذي أمضيناه معا. وكان يضحك حين أخبرني بذلك, ولكنني أعتقد أنه كان جادا.

ولأن ويلي كان جائعاء توجهنا بالسيارة إلى مدينة بانجوناء والتي قد كانت قبل نشوب الحرب مصدر رزق ا يصل إلى 3500 شخص. وكانت تضم محلات السوبر ماركتء ودور السينماء والبنوك, والمدارس. أما الآن فكان في هذه المدينة القليل غير متجر للاحتياجات الأساسية. وفي داخل الغرفة الخشبية القاتمة, كانت موسيقى ال «هارد روك» الأمريكية تنبعث من جهاز ستيريوء وكانت فتاة شابة تبيع ملابس أطفال ومشروبات غازية. وقد دفعتٌ 12 دولارا مقابل شراء قطع من البسكويت الصينيء والمشروبات الغازية. ولحم الخنزير المعلب لرفاقي في الرحلة. وبالقرب من المتجرء كان يوجد أقرب ميناء يمكن السفر منه إلى مدينة أراواء والتي كانت يوما ما مركزا مزدحما للتصديرء ولكنها صارت الآن مكانا باليا ومهجورا للغاية. وهناك رأيت أيضا الهياكل المهجورة لثلاث محطات لتوليد الكهرباءء بينما تسرب الزيت بالقرب من البحر من خزانات للوقود. كما كانت قطع معدنية متناثرة على الأرض التي لم يكن قد تراكم بها شيء في السنوات الخمس والعشرين الماضية سوى الطحالب والأعشاب.

وكان المكان الأخير الذي أراد الرجال أن أراه هو مدرج الطائرات في أراواء الذي وإن كان غير مستخدم حالياء فإنه قد جرى أخيرا تسطيحه وتنظيفه. وما من أحد كان يعرف من كان سيستخدم هذا المدرجء ولكنْ ثمة إجماعا في الآراء على أن مستخدميه سيكونون سياسيينء وعمال مناجم. أو عمالا باحثين عن خردة ال معادن. وأخبرني ويلي أن نزاعا نشب بين أصحاب أراض محليين حول استخدام هذه الأرضء وأنهم كانوا يتقاتلون على الحق في زراعة نبات الكاكاو هناك.

202

ناوا قينا الحديدهة

وبينما كان البعض يجلسون والبعض الآخر يقفون على المدرج, تجاذبت جماعتنا أطراف الحديث حول مستقبل بابوا غينيا الجديدة. فقد أعلنت حكومة رئيس الوزراء بيتر أونيل أن التعليم كله في البلاد. بداية من السنوات المبكرة حتى سن العاشرة. سيكون إما مجانيا وإما مدعوما (زعم في أبريل من العام 2014 أن «سياسته الخالية من الرسوم» قد أدخلت 85 في المائة من الأطفال إلى المدارس). وقال ويلي إن الأموال المخصصة لذلك ستأقي من قطاع التعدين وأكبر مشروع للطاقة في البلاد: خط أنابيب الغاز الطبيعي المسال لشركة «إكسون موبيل» 021/0011»دظ, الذي يتكلف 9 مليار دولارء ويبلغ طوله 407 كيلومترات: وهو المشروع الذي افتتح في العام 4, ونقل الغاز إلى مشترين في الصين وتايوان واليابان ودول أخرى. وكان هذا المشروع جزءا مما أطلق عليه طفرة الموارد في بابوا غينيا الجديدة. فضلا عن ذلك رحب ميناء مورسبي أخيرا بتقرير صدر بتكليف من المجموعة المصرفية الأسترالية- النيوزيلندية «أيه إن رّد-بنك» عاهه8 8212» والذي وجد أن لدى البلاد القدرة على تصدير موارد بقيمة تصل إلى 38 مليار دولار سنويا حتى العام 2030. وقال رئيس الوزراء أونيل إن التحدي كان يكمن في تنمية هذه الأصول بطريقة مسؤولة!”". وعلى رغم ذلك فإنه بحلول العام 2014 كان الواقع صادماء حيث تراجعت أسعار النفط والغاز العالمية. وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات الحكومة.

وقال ويلي: «لا يهمني من أين تأت الأموال مادام شعبي يتلقى التعليم». ولكنني تحديثُ موقفه هذاء وسألت إن كان من المهم أن تكون هذه المشاريع القائمة على استغلال الموارد تركت آثارها في البيئة وا لمجتمعات المحلية. كما حدث في بوجانفيلء وإن كان الحال كذلك. ما إذا كان يجب معارضتها. لكن ويلي وجون أكدا على الخط البراغماق الذي قد سمعته في وقت سابق. ويمكن القول على وجه الخصوص إنه على الرغم من أنهما أوليا اهتماما لأقاليم ومجتمعات أخرىء فإنهما كليهما جادلا بقوة بأن إقليم بوجانفيل» وبعد عقود طوال قدم خلالها ثروة هائلة إلى بابوا غينيا الجديدة؛ فإنه يستحق رد الجميل له الآن في شكل تعويض مالي وتعليم مجاني لأطفاله.

وحذر ويلي بعد ذلك من أنه يجب على أستراليا أن تلعب بما لديها من أوراق بطريقة صحيحة. وألا تفكر فقط في شركات استغلال الموارد التابعة لها. وقال إن

203

زانتهاا. تتكوارن

كانبيرا أصلا قد دعمت الجانب الخطأ مرات عدة في الماضي. وم يكن كلام ويلي ما يرقى إلى لغة التهديد, ولكنه كان بالأحرى أملا ضعيفا في أن تبدأ أستراليا في التفكير على نحو يتخطى حدود المال والتعدين.

عندما زرت بوجانفيل أول مرة في العام 2012 توقعتٌ رؤية إقليم مهجور ومنعزل. وذلك كان ما وجدته في الغالبء إلى جانب موجة غضب لأن العام, والمحرضين الرئيسين على الصراع مثل «ريوتينتو» وأسترالياء قد تجاهلوا مسؤولياتهم تجاه تنظيف هذا المكان.

وعند عودتي في العام 2013. كان الوضع في الإقليم قد تحسن قليلا فقط. إذ رأيت بضعة أمثلة إضافية على المساعدات الأجنبية» والطرق والمستشفيات الأساسية بيد أن البطالة, والجمود الاجتماعي: وعدم الكفاءة السياسية ظلت هي السمات السائدة. أما مدينة أراواء فكانت لاتزال هادئة بشكل مخيفء مع وجود سكان فقراء يعملون. ويتحدثون ويشربون في ظلال مبان دمرتها الحرائق. وكان هناك الآن مصرف حديث لديه ماكينة صرف اليء ويقع على مقربة من وسط المدينة. وكانت حكومة بوجانفيل المستقلة تكثف خطابها البلاغي العلني في محاولة للتأثير في جمهور متشكك بأن منجم بانجونا كان الطريقة الوحيدة المجدية لتحقيق الاستقلال بداية من العام 2015 حين يصبح بالإمكان إجراء استفتاء لتقرير المستقبل.

كنت قد غادرت البلاد في العام 2012, ولدي أمل ضئيل من أجل مستقبل سلمي للبلاد. غير أنه في العام 2013 قد تحسن أملي جزئيا من جراء الوقت الذي قضيته مع امرأة محلية رائعة في الرابعة والعشرين من عمرهاء وهي ثيونيلاء ومع نيثن ههطندل< الذي أصبح زوجها الآن. وكان والدها قد قُتل أثناء الأزمة في العام 3 وعاشت مع والدتها وشقيقاتها في سكن للاجئين. كان العنف في كل مكان حولهم. واليوم كانت أسرتها تعيش بالقرب من المنجمء» في منطقة ماكوسي 2121051 بمقاطعة بانجوناء بعد أن شهدت القتال الوحشي والحرمان خلال أسوأ سنوات الصراع: فأنشأت هي وزوجها نيثن مدرسة لتعليم المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة للأطفال الذين م يلتحقوا بعد بالدراسة الرسمية. كان التعليم أفضل أشكال المقاومة الحديثة والتحصين ضد حكومات كانت تستهدف إقناع السكان المحليين بأن التعدين على نطاق واسع كان أفضل السبل لتحقيق التحرر للبلاد.

204

بائوا غينا الجديدة...

في ظلال منجم بانجوناء التقيتٌ شقيقات ثيونيلا وأمها وبقية أفراد أسرتها حيث تناولنا جميعا وجبة منزلية بينما هطلت الأمطار على الأكواخ التي كنا نجلس ونتحدث تحتها. ورفض هؤلاء جميعا أي اعتبار لإعادة فتح المنجم. وكانوا لايزالون ينتظرون الحصول على تعويض, واعتذارء وعدالة للعدد الضخم من الجرائم التي ارتكبها حلفاء «ريوتينتو». وقد ظلت هذه هي وجهة النظر السائدة عبر الإقليم. ففي كل يوم رأى هؤلاء ظلال التاريخ أمامهم. وبالقرب من منزلهم رأيث لافتة مكتوبا عليها عبارة «نفق تصريف مياه الحفرة» يوليو 1985», والتي استقرت فوق ممر صدئ يجري مباشرة من وسط المنجم.

وبدا المنجم نفسه أكثر عرياء بوجود عدد أقل من شاحنات قدممة صدثة في الحفرة؛ غير أنني رأيت على مسافة قريبة مركبات هائلة قديمة صارت مرتعا للشبكات العنكبوتية ونباتات السراخس. ورأيت الشمس وهي تغرب وراء نفايات امنجم» وكان جمال هذا المشهد على وشك إغوائي بينما راح ضوء الشمس يتلاثى في الأفق. لكنني أوقفت نفسيء وأنا أتذكر أن هذا كان أيضا مشهد الدمار البيئي» والتلوث, والفقر المدقع. فلم يكن ثمة إغواء وإغراء هنا. ورأيت صبيا صغيرا أعرج وهو يلعب بالقرب منيء وهو يبدو مفتونا بوجودي وببشر البيضاء. وقالت ثيونيلا إن من المحتمل أنه صار معاقا بسبب تلوث المنجم والذي مازال يتسرب إلى اطياه والأرض.

وم يكن هنالك مجال لإضفاء طابع رومانسي على الحفرة أو إرثها القذر. ومع الحديث المتكرر الآن عن إعادة فتح المنجم الذي أصبح مصدرا دائما للنقاش والإحباط - ظلت عملية الاتصال مع بوجانفيل ونقل الأخبار عن الإقليم ضئيلة وسطحية. على رغم أن الهواتف الذكية حتى في المناطق النائية» كانت تسمح للسكان المحليين المتصلين بها بالاطلاع على المعلومات بطريقة أسرع وبنحو أكثر موثوقية بكثير مقارنة بالإعلام السائد الموالي لقطاع التعدين, فإن الافتقار إلى التشاور بين أصحاب المصلحة الرئيسين كان شعورا أقوى في العام 2013.

كما زرت قرية جوافا 611378 النائية» والتي تغلفها السحب والأمطار في الغالب» وتقع فوق المنجم, لأجد مجتمعا معارضا بشدة لأعمال التعدين على نطاق واسع. وكان هذا هو المكان الذي شهد ميلاد المقاومة في بوجانفيلء حيث كان يعيش

205

بالبيمالية الكوارث

زعيمها فرانسيس أونا. ففي ذلك المكان لم تخفت روح التحدي الهادئ لحظة. وقام رئيس بوجانفيلء جون موميس. بزيارة القرية في العام 2014 في محاولة عقيمة للمصالحة مع السكان المحليين وكسب تأييدهم لعودة شركة «ريوتينتو».

وما كان يزعجني ويشغل بالي هو ما إذا كان أناس مثل ثيونيلا من القوة مما يكفي للصمود أمام القوى السياسية الهائلة التي تؤيد إعادة فتح المنجم. إن أصوات المعارضة هذه كانت تلهمني - فهي كانت تمثل أحفادٌ ثوريين رفضوا الخضوع لإرادة مصالح شركات أجنبية ووكلائهم المحليين. ولكن هل كان هؤلاء منظمين بشكل كاف يمكنهم من صياغة مسار مستقل في إقليم أصابه تلف؟

لقد كانت بابوا غينيا الجديدة تعي جيداء على مدار فترة طويلة, أخطار الاعتماد المتزايد على صناعة التعدين. ففي العام 1975, وهو العام الذي نالت فيه البلاد استقلالها من أسترالياء جاء في تقرير للجنة التخطيط الدستوري ما يلي:

«نعتقد أنه بما أننا شعب ريفي, فإن قوتنا يجب أن تكون نابعة أساسا

من الأرض واستخدام مواهبنا الفنية الفطرية. ونحن نحذر من أن الصناعات

واسعة النطاق يجب ألا يسعى إليها إلا بعد الدراسة اللتأنية والاعتبارات

الدقيقة للنتائج ا محتملة على النسيج الاجتماعي والروحي لشعبنا. فالمفهوم

الأساسي مجتمعنا فيما يتعلق باستخدام الموارد الطبيعية يكمن في أن جيلا

واحدا يحتفظ بهذه الموارد ويستخدمها بصفته وصيا لأجيال مقبلة. ونحن.

جيل اليوم. لا يمكن أن نبدد موارد بلادنا. فمن الواضح أننا سوف نفشل

في تحمل مسؤوليتنا إذا ما بعنا مواردنا إلى أجانب من أجل منفعتنا قصيرة

الأجلء من دون أن نولي اعتبارا لاحتياجات أجيال تلينا»!*0.

تبدو هذه الكلمات كأنها قد كتبت اليوم.

ولسوء الحظ أنه من اليوم الأول للاستقلالء فإن دولة بابوا غينيا الجديدة الوليدة كانت تملك القليل من القدرة على المساومة في تعاملاتها مع شركات التعدين والأخشاب الأجنبية التي كانت متحمسة لاستغلال الموارد الطبيعية الوفيرة في البلاد9". ويمكن المجادلة بأن بابوا غينيا الجديدة لم تكن مستعدة بشكل جيد ممرحلة انفصالها عن أسترالياء حيث أدت هذه المرحلة الانتقالية إلى سن قوانين متساهلة منحت الشركات الأجنبية نفوذا هائلا م تكن ثمة ضرورة له مكنها من السيطرة على دولة غير منظمة إلى حد كبير.

20060

بابو! غينيا الجديدة... وفي أثناء الحرب العايلية الثانية, كانت بابوا غينيا الجديدة ساحة رئيسة للمعارك التي قتل فيها أكثر من 215 ألف رجل ‏ من اليابانيين والأمريكيين والأستراليين ‏ وأدت المساعدة التي قدمها الغينيون الجدد إلى القوات الغربية إلى نشأة علاقة دائمة بين الطرفينء على الأقل في الوعي الأسترالي. ومع ذلك. ومنذ استقلالهاء كان هنالك تطور قليل بشأن فهم بابوا غينيا الجديدة» التي كانت توصف في الغالب بأنها دولة فقيرة تترنح على حافة الانهيار على رغم ما تتمتع به من وفرة في مواردها الطبيعية - فهي دولة تعتمد على المساعدة الخارجية ويجتاحها الفساد المؤسسي. كما أن إغراق أستراليا بطالبي اللجوء على جزيرة مانوس 4هداة1 دناهة36 الفقيرة التابعة لبابوا غينيا الجديدة. مع تفجر غضب محلي له ما يبررهء قد عزز الرواية الأجنبية عن وجود دولة فاشلة. وكان أول رئيس وزراء للدولة الجديدة. وهو مايكل سومار ع#قدطه5 [1/]126: يذكر باعتزاز على لسان بعض المحليين الشبان باعتباره الرجل الذي بدأ مفاوضات مع رئيس الوزراء الأسترالي جوغ ويتلام 5ها)نط18 طهداه6 في أوائل السبعينيات للشروع في عملية إنهاء الاستعمار للبلاد. ولكن كان يُنظر إليه في الغالب على أته قدم القليل من المشروعات طويلة الأمد التي قد ساعدت جميع السكان في بابوا غينيا الجديدة. ومن المؤكد أنه لم يحظ بشعبية بين الناس في بوجانفيلء حيث كان ينظر إليه على أنه ساهم في العديد من ممارسات فاسدة مزعومة أخذت الطابع الاعتيادي والتي ابثّليت بها الدولة الآن. غير أن سياسة سومار المعروفة باسم «النظر إلى الشمال» (باتجاه الصين), قد كانت بارزة بشكل خاص. واتهم منتقدون الحكومات المتعاقبة في بابوا غينيا الجديدة بإعطاء شركات كانت تربطها علاقات وثيقة مع بكين ميزة الوصول التفضيلية إلى مشروعات الموارد. وفي الحقيقة, فإن الدولة قد أصبحت ساحة معارك لحروب الوكالة والتي دارت حول الوصول في منطقة المحيط الهاديء في الوقت الذي صارت فيه واشنطن متورطة بنحو متزايد في المنطقة. وم تكن الولايات المتحدة ولا أستراليا مسرورتين بأن تحاول قوة أخرى كسب نفوذ على ما اعتبرته كل منهما مضمار النفوذ الخاص بهاء فمن الواضح أنه لم يكن من المقبول اقتسام ثروة بابوا غينيا الجديدة مع آخرين خارج هذا المضمار. ففي بيانات أدلت بها أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي, كانت وزيرة

2(07

راسمالية الكوارث

الخارجية السابقة. هيلاري كلينتونء صريحة حين قالت: «دعونا نُنَحٌ جانبا الجانب الأخلاقي والإنساني وفعل الخير مما نؤمن به. ولنتحدث فقط بصراحة عن سياسة حقيقية». وأضافت: «نحن في منافسة مع الصين. فخذ بابوا غينيا الجديدة - مثالا - حيث اكتشافات ضخمة للطاقة». ثم اتهمت كلينتون بكين بمحاولة «التسلل خلسة من تحتنا» وأوضحت أنه سيكون «فكرة خاطئة» الاعتقادٌ أن أمريكا ستتراجع عن «صيانة زعامتنا في عام نتنافس فيه مع الصين». ولعل هذا هو السبب الذي دفع رئيس الوزراء بيتر أونيل إلى الإعلان بتعزيز العلاقات العسكرية مع واشنطن في العام 2014: باعتبار ذلك وسيلة للإبقاء على المنافسة بين الولايات المتحدة والصين حول كسب محبته.

كانت أستراليا تقدم مساعدات إلى بابوا غينيا الجديدة منذ العام 1975 - قدّمت لها 461 مليون دولار بين العامين 2014 و2015 وحدهما - غير أن السكان المحليين م يروا سوى النزر اليسير من أموال هذه المساعدات. وبدلا من ذلك. استمتع مسؤولون فاسدون في بابوا غينيا الجديدة بسخاء دافع الضرائب الأسترالي بسبب هذه المساعدات» ووجدت مليارات الدولارات طريقها إلى جيوب شركات أسترالية باعتبارها «مساعدات مرتدة». وزعم مايكل سومار في العام 2010 أن 60 في امائة من المساعدات الأستر الية عادت في النهاية إلى خزائن شركات أسترالية - من بين هذه الشركات «كوفي إنترناشيونال» و«إس إم إي سي إنترناشيونال» 52/786 لص ه )2 ممعتصل و«جي إتش دي» ((6111), و«جيه في أي إنترناشيونال» 18[ لهصه ممع اول و«كاردنو إيه سي أي إل» آ1آعهة مصلعة0 - كما أن أموال المساعدات قد اختفت وذهبت إلى أبعد من ذلك. ففي العام 2013. شكا وزير الغابات في بابوا غينيا الجديدة من كيف أن كانبيرا قد وظفت مجموعة بيئية مقرها الولايات المتحدة. وهي شركة «نيتشر كونزيرفانسي» تإعصهمعومه0 عنبطولل لإنفاق ستة ملايين دولار على مشروع غابات مستدام من دون استشارة العاصمة بورت مورسبي !020

وذهب بعض هذه المعونات باتجاه مساعدة الالتحاق باطدارسء. وتدريب القابلات» وتوفير العقاقير المضادة لفيروس «إتش آي في». وتدريب الشرطة. والمنح الدراسية للطلاب»ء وبرامج ج الإعاقة. وأشكال أخرى للرعاية الضرورية. غير أنني

208

بانوا غينيا الجديدة...

سمعتٌ بنحو منتظم أن الفساد قد كان يلتهم الجزء الأكبر من هذه الأموال وأنه. نتيجة ة لذلك: فإن السكان المحليين الذين قد أمضوا عقودا من الزمن وهم يشاهدون شركات أسترالية تستغل موارد بلادهم» » قد صاروا أكثر تشاؤما وغضبا. وقد أدى هذا إلى ظهور دعوات تطالب بإدارة مساعدات أستراليا بطري رقة أفضلء وبتقليصهاء أو حتى إلغائها. وكانت هناك محاولة بمعالجة هذه ا مشكلة من خلال برامج تستند إلى الأداء. والتي تكلفت عشرات اللايين من الدولارات سنوياء ولكن هذه البرامج كانت في الغالب تمارين للعلاقات العامة استهدفت فقط إعطاء الانطباع بأن كانبيرا كانت معنية بموضوع الأموال المسروقة.

وكانت الحقيقة هي أن كاثبيرا قد كانت راضية بدفع رسوم باهظة إلى أستراليين بيض يعملون في بابوا غينيا الجديدة. بينما عرضت أقل منها بكثير على عمال محليين. وفي العام 0؛: كشفت عملية مراجعة أن نصف ميزانية المساعدات الأسترالية لبابوأ غينيا الجديدة كان ينفق على مستشارين كانوا يتقاضونء بنحو روتيني: رواتب من ستة أرقامء على رغم أن هذا الرقم تراجع بنسبة بلغت نحو 20 في المائة بحلول العام 2. وكان هذا الوضع مماثلا جدا للأوضاع في هايتي وأفغانستان.

كما وجدت دراسة أجرتها في العام 72 صحيفة «ديلي تيليغراق» التي تصدر في سيدني أن سبع شركات قد حققت مكاسب أكثر من مليار دولار من وداء عقود مولها دافع الضرائب الأسترالي في السنوات الأخيرة!21). وجاء في الدراسة أن ما تسمى «شركات القطاع الخاص» كانت هي المستفيدة من صناعة مساعدات

قد كانت الموضوع الرئيس للإشراف السياسي أو تدقيق وسائل الإعلام القليلة» وهو الموضوع الذي من خلاله جمعت حفنة من الشركات متعددة الجنسيات مبالغ مالية هائلة. وكان هذا الترتيب يشجع شركات أجنبية على تأسيس فروع لها في أستراليا من أجل الفوز بعقود مربحة. وكان أحد الأمثلة هو شركة «يو آر إس» (1785). ومقرها الولايات المتحدة: والتي فازت بعقد قيمته 110 ملايين دولار لتقديم خدمات في مجالات التعليم» والصحة, وتدريب الجنسين من الذكور والإناث في بابوا غينيا الجديدة.

وبدا أن الحكومة الأسترالية لم تفقد قط رؤيتها لهدفها الرئيس في بابوا غينيا الجديدة, والذي كان يتمثل في ضمان أن الشركات الأسترالية كانت تمتلك سوقا

209

راسماتيه الكوارث

جاهزة تمكنها من تحقيق الربح. وغني عن القول أن المساعدة امالية والسياسية التي حصلت عليها شركات تعدين أجنبية للعمل في بابوا غينيا الجديدة لم تفعل شيئا في النهاية للتخفيف من حدة العديد من المشاكل التي كانت موجودة في بلد غني باموارد. ولكنه فقير في بنيته التحتية. وعلى سبيل امثال. كانت شركة «بي إتش بي بيليتون» 8111100 8112 واحدة من أكير شركات التعدين في العالم والتي قد عملت في بابوا غينيا الجديدة عقودا. وفي العام 1995 ساعدت هذه الشركة - والتي تُعرف باسم «الأسترالي الكبير» بسبب وضعها السابق كمنتج محلي للصلب - على إعداد مشروع قانون في برمان بابوا غينيا الجديدة. والذي أبطل حق مواطني البلاد الذين تأثروا سلبا من جراء التلوث الناتج عن منجم «أوكتيدي» في الإقليم الغربي لبابوا غينيا الجديدة, في المطالبة بالتعويض القانوني في المحكمة. في السياق نفسه. فإن مجلة «مالتي ناشيونال مونيتور» 84021605 لقده 1أمص ك8 - وهي مطبوعة غير ربحية أسسها الناشط السياسي الأمريي رالف نادر 71206 م821 في العام 1980 لتوثيق الاقتصاد العالمي - سلطت الضوء على ما كان يجري حيث ورد في تقرير لها ما يلي: قِ أغسطس من العام 5 أعدت «لي إتش بي» مشروع قانون لبرمان بابوا غينيا الجديدة والذي نص على أن يخضع أي شخص بادر بمقاضاة «بي إتش بي» لدفع غرامات تصل إلى 75 ألف دولار. وما كان أكثر لفتا للنظر هو أن مشروع القانون طبق أيضا الغرامات نقسها على أي شخص حاول الطعن بالصلاحية الدستورية للقانون المقترح في محاكم بابوا غينيا الجديدة. ونص مشروع القانون على تجريم البدء في اتخاذ إجراءات قضائية ضد «بي إتش بي» بشأن المطالبة بتعويضء أو مساعدة أي شخص على فعل ذلك. أو إعطاء دليل يتعلق بإجراءات التعويض. وفي محاولة لإغواء ملاك الأراضي, عرضت «بي إتش بي» تأسيس صندوق بقيمة 82 مليون دولار لسداد التعويضات والفوائد إلى المدعين على مدى حياة المنجم. وكان من شأن هذه الصفقة أن توفر 180 دولارا لكل واحد من ملاك الأراضي كل عام طوال الخمسة عشر عاما المتبقية,

من عمر المنجم (22.

2130

بابوا غينيا الجديدة...

كانت عملية تعدين النحاس تستخدم إجراء يشتمل على السيانيدء وهو إجراء كان يضمن بالفعل إحداث دمار بيئي. وبالتاليء كان لدى «بي إتش بي» سببا معقولا لكي تتوقع أن يحاول السكان امحليون في النهاية السعي إلى المطالبة بتعويض قانوني عن التداعيات الناجمة عن نفايات نشاطها التعديني في منجم «أوكتيدى». وهي الحملة التي استمرت. وبنحو غريبء وعلى الرغم من الذمار البيئي الموثق جيدا والذي قد سببته «بي إتش بي». فإن حكومة بابوا غينيا الجديدة منحت الشركة جائزة المواطنة للشركة الجيدة في العام 2011 - وعلى الرغم من أنه. بحلول العام 3, كانت علاقة بورت مورسبي مع منجم «أوكتيدي» أكثر توترالة2.

كانت كانبيرا حريصة دائما على مساعدة شركات أسترالية على التوسع في أنشطتها في الخارج. جدير بالذكر أن شعبة الشؤون الخارجية بالحكومة الأسترالية كانت تشارك بشكل وثيق في التجارة. وهو ما يفسر للماذا كان يطلق على إحدى إدارات الحكومة «إدارة الشؤون الخارجية والتجارة». كما أن هذا يفسر السبب في أن جماعات بيئية متنوعة حققت القليل من النجاح حين دعت الحكومة الاتحادية إلى فرض قيود أكثر صرامة على عمليات من المرجح أن تكون مدمرة والتي تضطلع بها شركات أسترالية في الخارجء وأيضا لإرغام تلك الشركات على الامتثال للقوانين البيئية المحلية.

فعلى سبيل المثالء جادلت جماعة «الخضر الأستراليين» بلا جدوى في العام 1 من أجل سن تشريع لمنع شركات التعدين الأسترالية التي تعمل في الخارج من التصرف بطرق يمكن اعتبارها غير قانونية في الداخل. وكان بوب براون 80 زعيم جماعة الخضر في ذلك الوقت. قد زار لفوره منجم رأمو ناتتة1 للنيكل المسبب للتلوث بدرجة عالية والذي تسيطر عليه أستراليا والصينء ويقع في إقليم مادائج مهه3420 في بابوا غينيا الجديدة. وهو المنجم الذي قال عنه براون إنه كان «إدانة مروعة للتكنولوجيا الحديثة التي يؤق بها إلى بابوا غينيا الجديدة من دون الوقاية التي ستحصل عليها في دول الوطن ضد هذا النوع من التدمير للأنظمة البيئية البحرية»280.

وقد رأيت أدلة على هذا التلوث أثناء رحلة إلى إقليم مادانج الخصب في العام 2. ذلك أن الهجمات المتزايدة من السكان المحليين ضد منجم راموء وكذلك

211

رأسمالية الكوار:)

منجم بورجيرا 20:86:58 في مرتفعات بابوا غينيا الجديدة. والمملوك لشركة «باريك جولد» 6014 ع1ة8 الكندية. كانت مؤشرا على المقاومة العامة المتصاعدة للصناعات الاستغلالية. فقد وافقت «باريك جولد» على أن تدفع إلى إحدى عشرة امرأة من سكان البلاد تعويضا في العام 2015 بعد أن جرى اغتصابهن في العام 2010 من قبل حراس أمن وشرطة في موقع التعدين التابع لها في بورجيرا.

وكان هناك أيضا توتر مستمر حول مليارات الدولارات من المساعدات الأسترالية المقدمة إلى بابوا غينيا الجديدة والتي كانت قد أنفقت على دعم الصناعات التعدينية والبترولية على حساب التكلفة المقدرة للزراعة» والتي كان من الممكن أن يستفيد منها أناس أكثر بكثير. ووفقا لنتائج بحث نشرته الجامعة الوطنية الأسترالية لإأأكطع دنا أهده هلط مهتلوئؤديية ف العام 9 فإن «أ كثر من 75 في المائة من سكان بابوا غينيا الجديدة يعتمدون على الصادرات الزراعية في كسب أقواتهم». علاوة على ذلك. أوضح البحث ما يلي:

بينما كانت حكومة بابوا غينيا الجديدة والشركات [والحكومة] الأسترالية

تسعى إلى تحقيق أرباح من وراء تشغيل المناجم ومحطات البترول في بابوا

غينيا الجديدة. فإنها قد تجاهلت إلى حد كبير التأثير البيئي الذي قد تركته

المناجم على سكان بابوا غينيا الجديدة... وقد أفادت تنمية قطاع الموارد

الشركات الأسترالية ومسؤولي بابوا غينيا الجديدة على حساب سكان البلاد.

الذين يعانون بسبب الآثار المالية والاجتماعية والبيئية لأنشطتها!28.

وكان من امهم التعرف على الدور الذي قد مارسه مسؤولو بابوا غينيا الجديدة في هذا الشأن. فبعد العام 1975 قلما كان يسأل سكان بابوا غينيا الجديدة عما يريدون. وكانت السياسات تفرض من قبل نخبة فاسدة في بورت مورسبيء وبيروقراطيين أستراليين. وإعلام ضيق الأفق. وكانت الاضطرابات المدنية بسبب الأجور المتدنية وظروف العمل السيئة. وأيضا نقص فرص العملء من الأمور الشائعة» ولكن طرأ تحسن ضئيل فقط على مستوى ال معيشة لدى الأغلبية من السكان. وبعد مرور أربعين عاما على استقلالها. بقيت الإحصاءات الحيوية لبابوا غينيا الجديدة ضمن بعض أفقر الإحصاءات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ووفق تقديرات البنك الدوليء كان ما يقرب من 40 في المائة من السكان تحت خط الفقر.

212

بابوا عينيا الجديدة...

وكان متوسط العمر المتوقع بالكاد ستين عاماء كما كانت نسبة 33 في المائة فقط من سكان المناطق الريفية لديها القدرة على الوصول إلى مصدر كاف للمياه.

وجميع من ناقشتهم تقريبا بشأن هذه الأرقام في بابوا غينيا الجديدة تساءلوا عن سبب بقاء الأوضاع لمعظم مواطني البلاد على هذا النحو من عدم الكفاية, لاسيما مع الأخذ في الاعتبار الدعم الدولي الذي كانت البلاد قد حصلت عليه في العقود الأربعة الماضية. والحقيقة هي أن هذا الدعم كان مصمما لكي يتناسب مع هؤلاء من أصحاب المصالح الراسخة. كما كانت النخبة السياسية في بابوا غينيا الجديدة راضية عن ترك البلاد وهي معتمدة على تغذيتها بالمعونة بطريقة التقطير الوريديء ومن ثم اعتمادها بشكل متزايد على قوى خارجية.

كان هذا شكلا آخر من أشكال رأسمالية الكوارث: شركات مفترسة - مدعومة بأموال المساعدات الأجنبية والامتيازات الضريبية. ومعزولة عن الفحص والتدقيق من جانب وسائل الإعلام أو الانتقاد السياسي - كانت تعمل فقط لتحقيق المنفعة لأصحاب المصاحة الدوليين. ومنعت أمة من الممارسة الفعلية لاستقلالها. ومثل هذه العلاقات المختلة هي ما رأيته في هايتي وأفغانستان. حيث كان التأثير الكبير يمارس من قبل الشركات متعددة الجنسيات العاملة في هاتين الدولتين. وعلى ذلك لن تتمتع بابوا غينيا الجديدة أبدا بسيادة حقيقية ما لم تقطع العلاقات التي كانت تربطها بالشركات وبالمساعدات الأجنبية, أو تغير على الأقل من طبيعة هذه العلاقات. مع السماح للقدرات التي بمكنها إنشاء أعمال تجارية مكتفية ذاتيا بأن تزدهر.

هذه المشكلة أوضحتها بشكل كامل مقالة نشرتها في يناير من العام 2013 صحيفة «الأسترالي» صدذاة كناش المملوكة لروبرت ميردوخ. إذ تحدثت امقالة عن ذلك التقارب المتزايد في العلاقة بين كانبيرا وبورت مورسبي. بيد أن امقالة تجاهلت البابوا غينيين الجدد بالكامل. وبدا أن كل ما كان يهم كاتب اطقالة هو ضمان أن خط أنبوب الموارد ظل مفتوحا©©. كان كاتب المقالة. روان كاليك عاعناله0 صونده1: ضيفا على البنك الأسترالي - النيوزيلندي «أيه إن زي» في بابوا غينيا الجديدة في العام 3؛: ومرة أخرى راح يجتر نقاط الحديث المملة نفسها حول الشركات الأجنبية التي تستغل موارد البلاد. ومرة أخرى كان السكان

00 ع اء.(27 المحليون غير مرئيين!”*.

213

رأسمالية الكوارث

لقد كانت بوجانفيل نموذجا لمقاومة هذا الواقع القبيح» وهي ذلك الإقليم من جزيرة لطاما كانت ا مصالح الأجنبية تتوقع أن يخضع سكانه لها وأن يقبلوا ببساطة استغلال ثروته من الموارد. فلم تجد هذه المصالح سوى معارضة لا ممكن قمعها. لكن هذالم يكن كل ما مميز بوجانفيل.

فقد شهدت حقبة السبعينيات ظهور حركة بوجانفيل الانفصالية التي عارضت أن يصبح الإقليم جزءا من بابوا غينيا الجديدة المستقلة, زاعمة أنه كان هناك الكثير من الأواصصر المشتركة التي تربط الإقليم بجارتها القريبة. وهي «جزر سليمان» ]1 0 خلال زيارق. كنت أخير بشكل متكرر عن الصلات العرقية والروحية والثقافية العميقة التي تربط المنطقة مع جزر سليمان09. ثم أحيا الجيش الثوري في بوجانفيل حركة الاستقلال في أواخر الثمانينيات. وهي الحركة التي مازالت مشتعلة. وكانت اتفاقية سلام بوجانفيل )7068ء8876 ععهء ع1 أكمنتدعوسه8: والتي وقعها في مدينة أراوا في العام 2001 بورت مورسبي وقادة بوجانفيل. تنص على وجوب إجراء تصويت حر على الاستقلال في الفترة بين العامين 2015 و2020. بيد أن النخب في بابوا غينيا الجديدة عارضت بشدة أي خطوة نحو الاستقلال وكانت كانبيرا متوترة بالقدر نفسه. فاستخدمت صحافيين كانت تربطها بهم علاقة ودية لإصدار تحذيرات بشأن انتشار الفوضى إذا ما تجرأ إقليم بوجانفيل على السير في طريقها المنفصل”*. كما أوعزت وزيرة الخارجية الأسترالية. جولي بيشوب عذلن[ ومطدذ8: إلى بوجانفيل في أواخر العام 2014 بأن الإقليم م يكن مستعدا لهذه الخطوة. وأضافت أن أستراليا ونيوزيلنداء ودولا أخر ى «مسؤولة إذا ما شئتم. عن هذا الجزء من العالم» كان لديها مخاوف حيال مسألة الاستقلال. وهكذاء ظل إلقاء المحاضرات الاستعمارية حيا وبصحة جيدة في القرن الحادي والعشرين.

وثمة تخوف أسامي لدى هؤلاء الذين تبنوا قضية السيادة قد كان يتمثل في اعتماد بابوا غينيا الجديدة النهج الأسترالي في ملكية الدولة للموارد. وذلك بدلا من النظام الميلانيزي لحقوق ملاك الأراضي والأكثر ملاءمة من الناحية الثقافية. حيث ينطوي النظام الثاني على مفاوضات عادلة مع ملاك الأراضي المعنيين» في حين أنه بموجب نموذج ملكية الدولة. كان مصير رغبات ملاك الأراضي هو التجاهل, كما كانت الحماية المجتمعية تُهمّش في الأغلب. وكشف تقرير نشرته في العام

214

بابوا غينبا الجديدة ..

4 مجلة «وقائع الأكادمية الوطنية للعلوم» [همه6دآ5 عط وموصتلءءء20 5 أ تإدرء620 في الولايات المتحدة أن هذه كانت مشكلة شائعة في أرجاء العام حيث تفشل شركات التعدين والهيدروكربونات بشكل روتيني في مناقشة آثار عملها مع ال مجتمعات المحلية70.

وكانت المناقشة حول الرغبة في الاستقلال تحدث دائما في سياق قاعدة اقتصادية مستدامة: والتي فسرت المناقشات المحتدمة حول إعادة الافتتاح المحتمل منجم بانجونا. وألقى التاريخ بظلال طويلة على هذه المناقشات. ودعم اتحاد ملاك الأراضي ق بانجونا .آ2) «مغوك0ودة '5جعم320010.آ وستومد2) صناعة التعدين عن طريق أصحاب أراض محليين والذين أمكنهم بعد ذلك اختيار العمل مع شركات أجنبية إذا ما رغبوا في ذلك. وتماشيا مع هذه الأيديولوجية. أصدر اتحاد ملاك الأراضي في بانجوناء في مارس من العام 2012, بيانا تحدى غرفة المناجم والبترول في بابوا غينيا الجديدة بشأن دعمها ملكية الدولة لموارد البلاد. ولخص سكرتير الاتحاد. لورنس دافيونا ه26 ععدع 31[ عدذا من الأسباب التي أوضحت اذا كان من المستحيل الثقة بالوعود التي قدمتها شركة «ريوتينتو»» أو أي شركة أخرى متعددة الجنسيات. وقال: «لم تكن هنالك قيود كافية يمكنها أن تضمن أن العائدات. والضرائبء والامتثال للقانون البيئي» وحقوق الإنسان» كانت محل التزام, وأن المستثمرين الأجانب ف بابوا غينيا الجديدة دفعوا المبالغ المستحقة عليهه''".

ومع ذلك تغير الزمن. فعندما التقيت دافيونا في مدينة أراوا في العام 2013: قال لي إنه كان يؤيد إعادة فتح منجم بانجونا بموجب شروط صارمة:؛ وقال إن تلك كانت الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لدى بوجانفيل لتحقيق الاستقلال. وكانت هناك ادعاءات خطيرة بشأن الفساد تحيط بدافيون!2. كما أن رغبته ا مكتشفة حديثا على ما يبدو للعمل مع «ريوتينتو». يمكن ربطها بالسخاء المالي لدى هذه الشركة. فهو كان مجرد صاحب مصلحة رئيس آخر والذي قد سعت شركة التعدين هذه جاهدة إلى شرائه في إطار حملتها للعمل مرة أخرى. وبسبب هذه الخيانة: قال دافيونا إنه كان مضطرا إلى التنقل الآن برفقة حراسه الشخصيين. وبحلول العام 2015: واجه اتحاد ملاك الأراضي في بانجونا معارضة عامة متزايدة للتعدين. وهو ما أدى إلى عزلته بشكل أكبر عن الناس.

215

وأنتتماليه الكوارت

كان صامويل كاونا 22هننه] أعنادد5 أحد قادة الجيش الثوري في بوجانفيل في أواخر الثمانينيات» جنبا إلى جنب مع الراحل فرانسيس أوناء وهو رجل قاد شعبه ضد شركة «بي سي إل». وقد شوهت سمعته وسائلٌ الإعلام الأسترالية ووسمته بأنه إرهابي ومعرقل للعملية السياسية, غير أنه» وفي رسالة كتبها في العام 1989, شرح بنحو صحيح هذا الموضوع بقوله إن حكومة بابوا غينيا الجديدة «م تكز, بحانف شعبنا الذي يرغب في تأمين الحرية لحقوقه. هي في الحقيقة حكومة لخدمة اقتصاد بابوا غينيا الجديدة وأستراليا».

هذه المشاعر مازالت تتأجج في نفس كاونا. وقد قابلته في الضاحية الرقم 17 في مدينة أراواء والذي كان اسمها قد ظل هكذا كما هو من عهد التعدين. وكان كاونا هادئ الحديث في أواخر الأربعينيات من عمرهء كما كان متحدثا لبقا إلى حد كبير. وأخبرني عن رؤيته الثنائية للجزيرةء ألا وهي الاستقلال وصناعة تعدين مستدامة. وبالنسبة إليه كان إبقاء ثروة المنطقة الهائلة من الموارد في أيدي سكان محليين مسألة ضرورية. وقال: «لهذا السبب خضنا حربا». وكان هذا هو السبب أيضا وراء أنه في العام 2012. قدم كاونا إلى حكومة بوجائفيل المستقلة طلبا بشأن استكشاف التعدين. فهو أراد فحص أرض كان يعتقد أنها كانت تحتوي على ذهب وفضة33,

وفي اعتقاد كاونا أيضاء والذي مارس دورا أساسيا في عملية السلام التي أنهت الحرب في أواخر التسعينيات» أنه كان يتعين على مواطني بوجانفيل استعادة ما كان حقا لهم بطريقة شرعية. وقال إنه حين كانت تكتشف موارد جديدة. فإنه كان يجب حصول سكان بوجانفيل على تعويض مناسب مقابل تعاونهم مع الغرباء. وحاجج بأن ديناميكية السلطة هذه المرة لا بد أن تقع بأيدي السكان المحليين. وفي العام 1994 بينما كانت الحرب الأهلية لاتزال مستعرة, كتب كاونا قائلا: «جاءت بابوا غينيا الجديدة والمصالح الأجنبية واستولوا على أرضنا من دون الرجوع إليناء دمروها ومزقوها إرباء وسمموا مياه جداولنا وأنهارناء وجعلوا شعبنا يمرض... يمكنكم تكسير عظامناء ولكنكم لن تحطموا أرواحنا أبدا. أرض بوجانفيل ملك لنا. ولن نتخلى عن هذه الأرض»64.

روح الإصرار هذه. كما شرح لي كاوناء كانت أداة فعالة في الانتصار الذي حققه سكان بوجانفيل في حربهم ضد ما كان يبدو أنها صعوبات جمة. وسألته عما إذا كان يرى أي تشابه بين حربه وتلك الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في أفغانستان

216

بانوا غينيا الجديدة...

والعراق. فرد بالإيجاب قائلا إنه تبين أن المعرفة المحلية كانت سلاحا قويا عندما تحارب عدوا أفضل تسليحا.

واستاء كاونا من حقيقة أن أستراليا دعمت معارضيه, ويقصد بذلك حكومة بابوا غينيا الجديدة وجيشهاء أثناء الأزمة من خلال تقديم أموال مساعدات سنوية!5. وقال: «أود لو أوقف كل المساعدات غدا. فهي لا تجعل الناس مكتفين ذاتيا». كما كان لديه القليل من الوقت للرجال الأكير سنا الذين هيمنوا على برطانات كل من بورت مورسبي وبوجانفيل. وقال: «نحن في حاجة إلى شباب للقيادة».

وبشأن رغبة كاونا في التأكد من أن تنمية المعادن يجب أن يستفيد منها السكان المحليون أولاء فقد شاركه فيها أشخاص مؤثرون آخرون في بوجانفيلء من بينهم المقاتل السابق والمتحدث باسم حركة «ميكاموي»». فيليب تاكاونج «نلئط 18 . فلدى سماعه أن عددا من جماعات أصحاب الأراضي في بوجانفيل قد بدأت في دعوة شركات الاستكشاف إلى أراضيهاء قال إن الأولوية يجب أن تكون لإدارة شؤون البيئة. وأردف: «ينبغي ألا ندع امال يغرينا ليقودنا إلى كارثةء ويلحق الضرر ببيئتنا الطبيعية من خلال تدمير النظام البيئي [حتى] نخلى إلى مكان [آخر] للعيش فيه». وكانت لدى تاكاونج رسالة مختلفة إلى مقاتلي الجيش الثوري السابقين في بوجانفيلء والتي جاء فيها:

لا تنخدعوا باطالء ولتتذكروا ما حاربنا جميعا من أجله. لأنه حين يرى

كثير من الناس اطالء: يتملكهم الجشع وينسون الآخرين. وكثيرون مناء

خصوصا نحن القاتلين السابقينء في وسعي الاعتراف الآن بأننا جشعون

للغاية. فقدنا روحنا ورؤيتنا ما قاتلنا من أجله02.

سألت كاونا عن قيادته للثورة وقال إن أحدا م يتوقع لها أن تستمر هذه المدة الطويلة أو أن تكبد العدو مثل هذه الخسائر والأضرار - على الأخص الخسارة لهذا العدد الكبير من الأرواح. وقال إنه أمضى معظم تلك السنوات وهو يتحرك بنحو مستمرء وأنه نادرا ما كان يمكث في المكان نفسه لأي فترة زمنية. وقد أنجبت زوجته فتاتين أثناء الأزمة. وهما لديهما الآن حفيدان. ش

وضحك كاونا عندما ذكرت الجدال الذي ثار بسبب شركة «ساندلاين» ##تل4صةة. فحين طلبت حكومة بابوا غينيا الجديدة دعما عسكريا من أستراليا

217

رأسمالية الكوارن

ونيوزيلندا. رفضت كلتا الدولتين هذا الطلب. فبدأت بورت مورسبي التفاوض مع شركة للمرتزقة مقرها لندن تسمى «ساندلاين». وهذه الشركة. التي كان يديرها تيم سبايسر #ع12م5 122ة1. وهو ضابط سابق في الجيش: البريطاني - الذي ترأس شركة «إيجيس» للمرتزقة وتمكن من تأمين عقود بمئات الملايين من الدولارات إبان «الحرب على الإرهاب» بعد هجمات 11 سبتمبر - أبرم التعاقد معها لسحق الجيش الثوري في بوجانفيل بالقوة. لكن هذه الخطة تكشفت وصارت معروفة بنحو علني» وبالتالي» فإن أعضاء الجيش الخاص. الذين وُظف معظمهم عن طريق شركة جنوب أفريقية تسمى «إكزكيوتيف آوتكمز» قد جرى نزع أسلحتهم واعتقالهم في بابوا غينيا الجديدة قبل أن يتمكنوا من تسبيب أي ضرر. وقال كاونا بفخر: «كنا سنهزمهم في أسبوعين لو أنهم قد جاءوا». واستمرت الفلول البأقية من «إكزكيوتيف آوتكمز» في الازدهار في القرن الحادي والعشرين, حيث استأجرت أعضاءهم السابقين الحكومة النيجيرية في العام 2015 للقتال ضد مقاتلي حركة بوكو حرام.

وحين رأيت كاونا مرة أخرى في العام 2013, كان لايزال يتحلى بروح التحدي نفسها التي لم تفتر في أي وقت ضد احتمال عودة ظهور شركة «ريو تينتو» في الإقليم. وأحسست بأنه كان يرى نفسه زعيما مستقبليا محتملا لإقليم بوجانفيل مستقل, خصوصا أن نسبه وتاريخه جعلاه مرشحا محتملا (خاض سباق الانتخابات الرئاسية في العام 2015). وم يتغير مطلب كاونا منذ لقائنا الأولء وهو الحصول على تعويض من «ريو تينتو» وسن تشريع مسؤول يسمح بصناعة التعدينء ولكن فقط على نطاق يعطي السلطة المطلقة لأصحاب الأراضي. وكان متفائلا بشأن إمكانية تحقيق أهدافه.

كان الوقت صباح يوم الأحدء والمطر ينهمر وأنا أتجول في الشوارع الموحلة في مدينة أراوا في الرطوبة الخانقة. كانت طرق المدينة ممتلثئة بالحفر. وكانت محطتا بنزين قديمتان تابعتان لشركتي موبيل وشل توجدان وسط الأنقاضء وقد غطتهما كتابات ورسومات جرافيتية. وكانت القاذورات تلطخ واجهات البانى السكنية التي كانت مخصصة أصلا للشرطة. ولكنها صارت تؤوي الآن السكان ا محليين. وكان هناك عدد قليل من سكان اللدينة البالغ مجموعهم 25 ألف نسمة بمارسون حياتهم في الخارج. كان يوم الأحد هو اليوم الذي يتوجه فيه

2138

بابوا غينيا الجديدة...

معظم السكان إلى الكنيسة لحضور قداس الصلاة. وكان أستراليون قد أسسوا أراوا لتكون مركزا رئيسا للخدمات للنجم بانجونا. ولكن عندما اندلعت الحرب الأهلية في بوجانفيل وأغلق المنجم تعرض المكان للإهمال. والآن. وبعد ذلك بعقود. بدا هذا المكان كأنه مدينة أشباح. وفي هذه اللحظة. تساءلت لماذا م تصنع ملايين دولارات لا حصر لها من المساعدات الأسترالية أي فرق هنا. وعندما عدت إلى المدينة فى العام 3 كانت أراوا لاتزال تبدو بائسة وم خمسها أي تنمية طوال عقود.

قابلت بطريق المصادفة ليونارد 4 وهو مدرس فى الخمسينيات من عمره. وكانت لديه أسنان مصفرة بفعل جوز التنبول وبطن كبير. وعندما سألته عن أفكاره بشأن إعادة فتح منجم بانجونا والاستقلال المحتمل لبوجانفيل قال: «أكثر من 50 في المائة.م5 الشبان هنا أميونء ولا يفهمون في الحقيقة ما يحدث. إنني قلق من أن يصوتوا حول شيء ما ولا يعرفون سبب تصويتهم عليه. وشعبنا في حاجة إلى فهم أنفسهم بنحو أفضل قبل أن نفعل ذلك».

كما سألتٌ ليونارد عن السبب الذي جعل الجميع تقريبا يتحدثون عن «أزمة» بدلا من الحديث عن «حرب» أو «صراع» حين يتعلق الأمر بمناقشة القتال الوحشي الذي كان قد حدث هنا في التسعينيات. وكان كل ما قاله هو: «نحن جميعا نسميه هكذا. فبسبب هذه الأزمة لم يتلق كثير من الأطفال التعليم. فمازال لدينا الشيء الكثير الذي يجب أن نفعله قبل أن نتمكن من التحرك».

ولعل إحدى المشكلات التي مم تحل بعد والتي تبادرت إلى الذهن كانت الإرث الخطير من ذلك العدد الكبير من أسلحة زمن الحرب والتي مازالت منتشرة في ا ملجتمع. وكنت قد علمت بهذه المشكلة من رئيس شعبة شؤون قدامى ال محاربين والتخلص من الأسلحة 0591م1(15 قمهمدء18 سه كعندقة صدءعاء”1 في حكومة بوجانفيل المستقلة. أرون بيتا 21:8 تمعدف الذي زرته في بوكا هكلناظاء وهي العاصمة الفعلية نسبيا لبوجانفيلء والتي تبعد أربع ساعات بالسيارة عن أراوا على طريق وعر. وكان بيتا يتحدث الإنجليزية بطلاقة, بعد أن كان قد درس في الولايات المتحدة في أوائل الثمانينيات. وأخيرني أن عمله هو اكتشاف وتفكيك الأسلحة التي

لا حصر لها والتي استخدمت أثناء الحرب» وأن يوثق على قاعدة بيانات مخزنة

219

رأسمالية الكوارث

في جهاز الحاسوب أسماء وتفاصيل جميع القاتلين السابقين الذين كان يظن أن عددهم ربما تراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف.

وكتبت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب من دون سخرية في يونيو من العام 2014 أن كانبيرا كانت تحاول القضاء على انتشار الأسلحة غير القانونية فذكرت كيف أن هذه الأسلحة كانت «تقوض الاستقرار» في بوجانفيل في الثمانينيات27, فهي عرفت أن أستراليا قد كانت لاعبا رئيسا في عسكرة وتسليح ذلك الصراع.

وأثناء زيارة بيشوب إلى الإقليم في أواخر العام 2014, تعهدت بتقديم معونة قيمتها 57 مليون دولار, لأن «أسترا اليا تأقي باعتبارها صديقا لكم. إنني منبهرة للغاية بالالتزام والطاقة اللذين يظهرهما شعب بوجانفيل تجاه عملية بناء السلام. وستكون حكومة أستراليا دائما شريكة لكم ولسوف تدعم كل ما يمكن عمله من أجل الخير لبوجانفيل وشعبه». وعلى نحو ملائم, فإنها لم تأت على ذكر موضوع المنجم. وفي العام 2015, أعلنت أستراليا التوسع في حجم بعثتها الديبلوماسية في بوكاء وذلك في محاولة واضحة لتعميق نفوذها على موارد الجزيرة. وردت بابوا غينيا الجديدة على ذلك بغضبء حيث فرضت حظر سفر على الأستراليين الراغبين في زيارة الإقليم.

وعلى إثر ذلك باتت نزعة الشك متفشية على الأرض. وبدا بيتا متردد! حيال إعادة فتح المنجمء وكان متخوفاء مثل ليونارد. من أن المشاكل التي قد خلقت رد فعل عنيفا ضد المنجم في ا مقام الأولء لم تجد طريقها إلى الحل. وقال إن الحصول على تعويض من شركة «ريو تينتو» كان أمرا ضرورياء بالإضافة إلى موافقة ملاك الأراضي في المنطقة وسكان الجزيرة. وقال لي إن هذه العملية ستستغرق وقتا طويلا. وم يبد أنه كان مقتنعا بأن صناعة التعدين كانت هي الحل لمشاكل بوجانفيل. وقال إن الأشخاص الذين كانوا في مثل سنه - كان في السابعة والخمسين - تذكروا كيف أن الأمور قد سارت بنحو سيئ في الطرة الأخيرة. وقال: «ما من أحد يريد العودة إلى ذلك».

وبينما كنت أتجول حول مدينة أراواء أمكنني رؤية النساء في الشوارع, واستطعت التحدث إليهن في الأسواقء والمتاجرء والفنادق لمعرفة وجهات نظرهن. وذلك على الرغم من أن النساءء بنحو عام, كافحن حتى تصبح أصواتهن مسموعة هنا. وسياسياء كانت بابوا غينيا الجديدة بلدا ذكوريا - كانت هناك ثلاث نساء فقط من بين أعضاء البرمان البالغ مجموعهم 109 أعضاء وقت كتابة هذه السطور. وهذا

220

بابوا غينيا الجديدة...

عكس ف الواقع اتجاها عاما في أنحاء منطقة المحيط الهادئ: وهو أن هذه المنطقة كان لديها أقل مستوى للمشاركة السياسية النسائية في العالم. ذلك أنه ذكر أن منتدى جزر المحيط الهادئ دصتده8 0صد!ةآ1 عقءة2: الذي يضم ست عشرة دولة. كانت النساء ممثلن نسبة 4 في المائة فقط من السياسيين في هذه المنطقة: بالمقارنة مع نسبة 18 في المائة للنساء في آسياء وما يقرب من 15 في امائة في العام العربي9©.

كما أن ما سبقت الإشارة إليه من أن مجتمع بابوا غينيا الجديدة هو بالقطع مجتمع ذكوري عكسته أيضا حقيقة أن الاعتداءات الجنسية والعنف المنزلي ضد النساء كانت ممارسات شائعة. ففي العام 2 قدرت «منظمة أطباء بلا حدود» أن نسبة 70 ف المائة من النساء في بابوا غينيا الجديدة تعرضن إما للاغتصاب وإما للاعتداء عليهن جنسيا مرة واحدة على الأقل في حياتهن7”". وما كان يدعو إلى الانزعاج بالمثل هو معدل الوفيات بين الأمهات في بابوا غينيا الجديدة الذيء وفقا للأمم المتحدة. كان واحدا من أعلى المعدلات في العالمء حيث وصل إلى 733 حالة وفاة لكل مائة ألف من حالات الولادة.

مكثت في مركز تدريب النساء في أراوا تعخصع0 عمتصندع1' تأمعمصم8] وتحتوتفض وهو وحدة إقامة أساسية للسائحين والعاملين ساعد أيضا النساء المحليات على تعلم مهارات منزلية. وكانت تدير هذا ال مركز امرأة تدعى جوزفين عصنطم1056: وهي في الخمسينيات من العمر. وشرحت أن هذا المركز أسس في أعقاب الأزمة من قبل مجموعة من النساء من مختلف الفصائل السياسية. وقد توحدت هذه المجموعة من النساء بدافع الرغبة في تقديم المساعدة للنساء اللائي عانين أثناء الحرب في الحصول على «مهارات إدارة منزلية» ضرورية مثل أساسيات المحاسبة: والطهي» والحياكة.

وقالت جوزفين: «النساء كن من يكسب الخبز والزبدة في الأسرة» أثناء الأزمة. وأضافت: «النساء كن يعانين أكثر من الرجال... لأنهن كن العمود الفقري للأسرة. وفي الأغلب مم تكن هناك الفرصة لدى النساء للعناية بأسرهن. إذ كان هناك حصار مع وجود عدد قليل من المرافق الطبية, كما أن المواد الأساسية مثل الصابون والملح والاحتياجات المنزلية لم تكن متوافرة».

وعارضت جوزفين أي عودة إلى التعدين في الجزيرةء مفضلة على ذلك تنمية سياحة ا مغامرات مثل المشي مسافات طويلة والغطس. وكانت تعتقد أن السياحة مقترنة

201

رأسمائية الكوارث

بالزراعة» مثل إنتاج الكاكاو ولب جوز الهند المجفف وأعمال البستنة التقليدية» بممكنهما تلبية الاحتياجات الاقتصادية للدولة. وأوضحت أن السجل البيئي لمنجم بانجونا كان سيئا للغاية إلى درجة يصعب معها تخيل إمكانية افتتاحه من جديدة.

هذا التخوف الأخير تردد صداه في العام 2011 على لسان باتريشيا تاباكو تاقكلة م18 22112 رئيسة جماعة «نساء بانجونا في التعدين» 8«مناوصهم ص معصصم لل وهي جماعة تمثل النساء العاملات في ثلاث عشرة منطقة تأثرت بالتعدين. وأخبرت تأباكو وكالة الأنباء العامية «إنتر برس سيرفيس» أن أعضاء جماعتها كن قلقات بشأن المستقبل. وتساءلت: «ما نوع التعدين وبأي عملية سيُعاد فتح [بانجونا]؟» وقالت: «نحن في حاجة إلى أن نعرفء لأننا لا نريد مزيدا من التدمير. فقد أصبح لدينا ما يكفي من ذلك»40.

في الوقت نفسه. قدمت «نساء بوجانفيل في التعدين» صعددم18 116 اتستدعده8 هل وهي جماعة حقوقية نسائية تتألف من ست مناطق تأجير لأعمال التعدين, تقريرا في العام 4 الذي طالبت فيه بسماع صوتها قبل الدخول في أي مناقشات جادة حول إعادة فتح المنجم. وخلص أعضاء هذه الجماعة إلى القولء بعد إدانة السلطة الذكورر ية بكل مستوياتها: «بوجانفيل مجتمع أمومي».

كان من الواضح أن إعادة فتح منجم بانجونا بات أكثر المشاكل إثارة للخلاف والانفعال في بوجانفيل. إذ لم يكن ثمة إجماع في الجزيرة حول كيفية التحرك إلى الأمام. هذا الخلاف لخصه موزيس بيبيرو 0:امذ2 2840565, وهو قائد سابق في حركة «ميكاموي», حين قال في العام 2012 إن إعادة تنمية موقع المنجم لم تكن ملائمة حتى يثقف شعب بوجانفيل بالخيارات المتاحة لديهم”!». وهذه الخيارات كانت تتضمنء بوضوحء نسيان المنجم والتركيز على الزراعة. فعلى أي حال لاحظ الناس أن خصوبة التربة في مناطق معينة حول المنجم قد تحسنت في العقدين ونصف العقد الماضيينء وأن نبات جوز الهند قد عاد إلى الظهور في العديد من القرى. كما أنه كان يتعين على شركة «بي مي إل» أن تشرح كيف ستعمل على إزالة الكمية الضخمة من النفايات السامة التي مازالت تلوث أجزاء كثيرة في الموقع.

ومع ذلك كانت بداية جديدة لبانجونا مدرجةً بقوة على جدول أعمال اجتماع أولي بين حكومة بوجانفيل المستقلة. و«بي سي إل», وملاك الأراضي في

222

بابوا غينيا الجديدة...

يوليو من العام 2012. وبعد ذلك بوقت قصير قال الرئيس المؤقت لاتحاد ملاك الأراضي في بانجوناء كريس دامانا هصهدمة2 دنعطن. في مقابلة مع «إذاعة أستراليا» اكتاث 22010 أن جميع أصحاب المصلحة كانوا يريدون عودة شركة «ريو تينتو». وقال «بي سي إل سوف تفتح المنجم من جديد لكنها في حاجة إلى ترتيب أشياء كثيرة قبل أن تأقي. ونحن نتفق جميعا على أن بي سي إل ستعود لأنهم تعلموا خطأهم... وربما نستطيع أن نبدأ صفحة جديدة»2. وأضاف أنه من أجل افتتاح المنجم من جديدء كان من الضروري عقد احتفال مصالحة» وأن يدفع تعويض إلى هؤلاء الذين قد عانوا في المنطقة. وقد أعربت جميع الأطراف المعنية, على ما يبدوء عن رضاها بالمناقشة.

أما بيرنادين كيرا 1552 عمنلهمء8,: رئيسة جماعة ملاك أراضي المخلفات الأقلء وهي جماعة بقوة ثلاثة آلاف من الأعضاء والتي قد عانت أكثر من غيرها بينما كان المنجم مفتوحاء فقد صرحت هي الأخرى لإذاعة أستراليا في يوليو من العام 2012 بأنه كان من الضروري عودة منجم بانجونا إلى العمل مرة أخرى» حتى يمكن لشركة بي سي إل «ربما بناء بعض المدارس للستوى أفضل [من التعليم] وربما مستشفيات أفضل لإقليم بوجانفيل»”*.

كل هذه الأشياء كانت رغبات ممكن فهمها من جانب سكان بوجانفيل. وكان السؤال المطروح هو ما إذا كان يمكن الثقة أو لا بشركات التعدين لتلبية هذه الرغبات. ومما لا يثير الدهشة أن رئيس «لبىي سي إل»» بيتر تيلور 10:2:إة1' ]ع2 كان متحمسا إزاء التوقعات المستقبلية لشركته. إذ قال في كلمة أثناء اجتماع للمساهمين عقد في بورت مورسبي في مايو من العام 2012: «هناك اتفاق واسع النطاق اليوم على أن مستقبل إقليم بوجانفيل الاقتصادي في حاجة إلى صناعة التعدين إذا ما كان قادرا على تمويل خدمات للناس من موارده»). وهو على رغم ذلك م يذكر الدمار البيئي الذي حدث في المرة الأخيرة التي كان يعمل فيها المنجمء كما م يذكر كيفية معالجة هذا الأمرء على الرغم من أنه زعم أن إعادة فتح الموقع ستتكلف نحو ثلاثة مليارات دولار. وكان لايزال متمسكا بالإيجابيات التجارية في أبريل من العام عندما قال إن المنجم سيوظف نحو 2500 عاملء وسينتج معادنه القيمة ما

يقرب من أربعة وعشرين عاماء حيث إن الأمرء وفقا لتيلوره سوف يستغرق الأمر

203

رأسمالية الكوارث

ست سنوات لإعداد المنجم إلى الإنتاج. وقال خبير في أعمال المناجم» وهو جافين ماد 2404 صةة6) لإذاعة أستراليا إن تنظيف البيئة في بوجانفيل سوف يتكلف مليار دولار على الأقل7. وعلى رغم أنه لحم يكن ثمة ما يضمن عودة «بي سي إل» في أي وقت إلى بانجوناء قال تيلور في العام 2014 إنه كان يعرف أن شركته كانت «الشيطان المفضل» لدى سلطات بوجانفيل46.

كما أن شكوك السوق بخصوص شركة «بي مي إل». خصوصا ما يتعلق بالمفاوضات الرامية إلى استئناف نشاط التعدين في بوجانفيلء أدت إلى أن تتكبد الشركة خسارة مالية في العام 1. «حالة عدم اليقين هي السم». ذلك ما قاله أكسيل ستورم 2 اعندقء رئيس شركة «المساهمين الأوروبيين لتعدين النحاس في بوجانفيل» اع مهي علاتكستمعنه8 كه ورع10مطءعمط5 ةع مهتا في مارس من العام 2012 قبل المطالبة بأن تستثمر حكومة بابوا غينيا الجديدة بنحو كبير في منجم بانجونا لكي يعود إلى العمل مرة أخرى7». وكان من المحتمل أن تواصل الوارد المنظورة جذب مستثمرين - أعلنت شركة «بي سي إل» في العام 2013 أن منجم بانجونا كان يحتوي على ما يصل إلى خمسة ملايين طن من النحاس و19 مليون أونصة من الذهب» والتي تساوي قيمتها 41 مليار دولار و32 مليار دولار على التوالي. وزعم ستورم» الذي التقط صورة مع رئيس «بي سي إل» بيتر تيلور في سنغافورة في العام 3 زعم من دون أي دليل أن «أغلبية سكان بوجانفيل يدركون أن مستقبلهم الشخصي يعتمد على إعادة افتتاح منجم بانجونا من قبل شركة موثوق بها مثل شركة نحاس بوحائفيل اللحدودة» 48

ورحبت حكومة بابوا غينيا الجديدة بالاهتمام المتجدد تجاه بابوا غينيا الجديدة. الذي أظهرته شركة «ريو تينتو» وشركات موارد عملاقة أخرى مثل شركة «شل»» وذلك لأن بورت مورسبي كانتء إلى حد بعيد, في حاجة ماسة إلى استثمار أجنبي. وقال ويليام دوما 2تهنا(1 دمةخ881[1,: وزير البترول والطاقة. إن هذا كان «برهانا يظهر الثقة التي توليها شركات متعددة الجنسيات حول العام إلى بابوا غينيا الجديدة... فنحن باعتبارنا دولة إنما نتأهب لكسب امزيد ولا يمكننا أن نضل الطريق»”*. وأثناء ترؤسه مراسم افتتاح مكتب شركة «شل» في العاصمة في فبراير من العام 2012, طمأن رئيس الوزراء» بيتر أونيل» المستثمرين الأجانب أنه «على

204

بابوا غينيا الجديدة...

الرغم من إدراك حالة عدم الاستقرار السياسي» وخلافا للعديد من دول العام الأخرى» فإن بابوا غينيا الجديدة قد كانت قادرة على المحافظة على ثقة مجتمع الأعمال فيها»02.

بيد أن حاكم إقليم جلف معستومءع6 16آن© في بابوا غينيا الجديدة: هافيلا كافو مجه 112ه1آ: أعرب عن مخاوفه. وراح يتساءل عن سبب الترحيب بعودة «شل» إلى البلاد بعد أن وصفت الشركة بابوا غينيا الجديدة بأنها «دولة فاشلة» قبل عقد من الزمن. وقال: «إنهم [«شل»] نهبوا البلاد وتركوها. فما البنية التحتية التي تركوهاء وما التنمية الإيجابية التي تركوها قبل رحيلهم عن البلاد؟ مثل هذه الشركات ليس لديها ثقة بالبلاد». وبدا أن «شل» قد قررت التراجع عن آرائها التي تمسكت بها في السابق حتى تتسنى لها المشاركة في تنمية صناعة الغاز في بابو غينيا الجديدة!52.

وكان من النادر أن تستطيع دولة فقبرة مقاومة إغراءات شركة متعددة الجنسيات وهي تعرض ضخ استثمار ضخم داخل حدودها. فمثل هذا الخيار كان مفتوحا فقط للاقتصادات والمؤسسات القوية. فعلى سبيل المثال» حرمت الحكومة النرويجية «ريو تينتو» في العام 8 من استثمار قيمته مليار دولارء بسبب «سلوكها غير الأخلاقي الصارخ» في منجمها الكائن في منطقة جراسبرج 061355658 في غرب بابواء الذي تضمن «ضررا بيئيا حادا»2©. وفي شهر سبتمبر من العام 2012: سحب «صندوق التقاعد النيوزيلندي» لصو مماقتصصةءءمنا5 لمقلمء2 ع1 أيضا استثماراته من منجم جراسبرج, الذي تملك فيه «ريو تينتو» حصة من الأسهم نسبتها 40 في الائة» شارحا أن السبب الرئيس لاضطلاعه بذلك كان تلك ال ممارسات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان والتي ارتكبتها قوات إندونيسية ضد سكان محليين59). وفي العام 22015 شن اتحاد «إندستري أول» (للشء]15:15): وهو اتحاد عالمي بمثل خمسين مليون عامل على مستوى العام » حملة لتسليط الضوء على سجل «ريو تينتو» ا مخيف بشأن البيئة وحقوق العاملين. فضلا عن ذلك» أجرى مكتب الضرائب الأسترالي تحقيقا عن «ريو تينتو» ودبي إتش بي بيليتون» في العام 5 الذي كان يتعلق بتهربهما المزعوم من الضرائب التي كانت مستحقة عن بعض عملياتهما في سنغافورة.

225

رأنسمالية الكوارث

لكن في بعض الأحيان» كان يحدث تحدٌ لموروثات الماضي. ففي العام 22002, رفعت دعوى قضائية أمريكية ضد «ريو تينتو» من قبل ملاك أراض في بوجانقيل, الذين زعموا أن الشركة قد كانت متورطة في ارتكاب جرائم حرب وإبادة أثناء الأزمة, لكن هذه الدعوى رفضت في العام 2013. وصرح ستيف بيرمان مقصدء8 عبع)5, محامي ملاك الأرا اضيء لإذاعة أستراليا في نوفمبر من العام 2011, بأن «ريو تينتو» قد «مولت شراء الطائرات المروحية وحاملات الجنود وأجهزة الاتصالات؛ والوسائل التي استخدمتها حكومة [بابوا غينيا الجديدة] ممحاولة قمع الانتفاضة»5». وكانت الدعوى الجماعية هذه تمثل ما يصل إلى 14 ألف شخص من مواطني بوجانفيل. وكشفت طلبات جماعة «حرية المعلومات» (دم هدم عمكم1آ مسملءععم1) النقاب عن أن الحكومات الأسترالية والبريطانية والأمريكية قد مارست ضغوطا من أجل فشل الدعوى. فقد كتبت أستراليا إلى وزارة الخارجية الأمريكية في العام 2001 وقالت إن القضية «ستكون حدثا مقلقا ومزعزعا للاستقرار في ظل ظروف حيث الحاجة إلى الاستقرار واليقين في الجزيرة تبدو أساسية»9©. وليس من الغرابة في شيء أن «ريو تينتو». وهي شركة متعددة الجنسية يعمل لديها 66 ألف موظف. كانت حريصة للغاية على إبطال أي عمل قانوني, وذلك لأنها شركة تسعى دائما إلى مواصلة تنفيذ أجندتها في مجال التعدين ضد إرادة مجتمعات محلية حول العام من مدغشقر إلى إندونيسياء ومنغولياء والولايات المتحدة(67.

كما أن الوثائق التي كشفهاء «ائتلاف مسؤولية الشركات» 66ه«مم:ه© ده خله00 افلأ قدهمة86 في العام 2014, ومقره لندن: أماطت اللثام عن أن الحكومة البريطانية, وبنحو مستمر. «دعمت [«ريو تينتو»] في التملص من التدقيق في المحاكم الأمريكية»689. وفي كل مرةء كان الضغط في أوساط الأعمال يتقدم على موضوع حقوق الإنسان.

وكانت هنالك مخاوف إضافية في بابوا غينيا الجديدة اليوم إزاء «حكم الغوغاء». وتلك كانت الكلمة التي استخدمها سام كويم دنذم؟1 2دهة. رئيس فرقة عمل الاجتياح و56 2066 151" في بابوا غينيا الجديدة, والتي تأسست في العام 2011 لتفحص الفساد الحكومي. وقال: «الغوغاء بدأوا الهيمنة على اموارد على حساب الأغلبية». واتهم كويم رئيس الوزراء بيتر أونيل بالفساد59,

266

بابوا غينيا الجديدة...

وأكدت وثائق سربها موقع «ويكيليكس» الاعتقاد أن المؤسسة السياسية في بابوا غينيا الجديدة كانت «كتلة مختلة وظيفيا تماما». وأن البلاد كانت وقعت في شرك «سياسات بونزي». ومثل هذه التصريحات الأمينة كانت تتناقض والتعليقات المعتادة التي أدلى بها مسؤولون أستراليون الذين تحدثوا عن «بناء مؤسسة»0. واتسع نطاق المشكلة لتشمل أسترالياء حيث كانت عمليات غسل أموال بعشرات الملايين من الدولارات من جانب سياسيين من بابوا غينيا الجديدة ومسؤولين آخرين من الأمور الشائعحة!61.

وكان أحد الأنباء السارة في العام 2 هو الإعلان عن تأسيس صندوق سيادي من شأنه ادخار بعض من الثروة الضخمة التي تتكون من خلال استغلال النفط والغاز والمعادن في بابوا غينيا الجديدة. ولكن؛ مرة أخرى» أبدى منتقدون قلقهم من أن وجود حكومة فاسدة يجعلها غير جاهزة بنحو جيد لإدارة هذا الصندوق. ومن ثم فإنه حتى كتابة هذه السطور, مم تخرج هذه الفكرة إلى حيز التنفيذ. وكتب ميكير موروتا 0 ع2ع 811 رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة السابق. يقول إن «التحدي الحقيقي يكمن في إبقاء الأصابع اللزجة بعيدة عن وعاء الإيرادات»62. أضف إلى ذلك أن الإعلان الصادر عن حكومة بابوا غينيا الجديدة في العام 2013 بشأن دمج شركات مملوكة للدولة وأصول حكومية في قطاعي النفط والتعدينء بما في ذلك شركتا بوجانفيل للنحاسء و«أوكتيدي». في شركة جديدة. كان قد روج له باعتباره طريقة أفضل لتحقيق أقصى قدر من الفوائد للناس: وذلك على رغم أنه من دون رقابة صحيحة: فإنه كان من المقدر أن تتكرر أخطاء الماضي63©.

إن الخلفية المقلقة لكل هذه العوامل كانت أستراليا ذاتهاء والتي بدا أنها كانت تسعى إلى إحباط الحكم الذاتي لجارتها الشمالية من أجل حماية مصالحها الراسخة المهمة. وهذا الشعور هو ما أكده وزير الخارجية الأسترالي في ذلك الوقتء بوب كار #مون ادقء في مارس من العام 2012: عندما حذر بابوا غينيا الجديدة من مغبة تأجيل الانتخابات المقبلة. مشيرا إلى أن ذلك من شأنه «أن يضع أستراليا في موقف حيث لا يكون لدينا بديل سوى تنظيم العام لإدانة وعزل بابوا غينيا الجديدة». ولكن كار تراجع عن موقفه فيما بعد في مواجهة غضب بابوا غينيا الجديدة - ففي أواخر العام 2 قال إن في استطاعة بابوا غينيا الجديدة أن تكون زعيمة

227

رأسمائنية الكوارث إقليمية9©) - غير أن تفجر هذه الفورة كان يشير إلى العقلية التي استقرت في وجدان النخبة السياسية الأسترالية.

وأيدت أستراليا ظاهريا فكرة أن بابوا غينيا الجديدة كانت بلدا مستقلاء غير أن أفعالها في غضون العقود القليلة الماضية - وليس أقلها جعل أمة فقيرة معتمدة على سخائها في شكل مساعدات - قد جعلت السيادة أقرب إلى الاستحالة. وقبل إجراء الانتخابات في البلاد في العام 2:؛ قال إيان كيميش طقنددع؟1 موآ. المفوض السامي الأسترالي لدى بورت مورسبيء بنبرة تنم عن روح التعالي: «لدى بابوا غينيا الجديدة طريقة للتماسك بعضها مع بعضء ولكن يتعين علينا أن نبقى متيقظين». وقبل ذلك ببضع سنواتء كان المفوض السامي الأسترالي في بابوا غينيا الجديدة, تشارلز ليباني أصدمع.آ وعاتقطه. قد انتقد حكومة جون هوارد 0عة»ه11 صطاه[ الأسترالية باعتبارها: «حكومة تبشر بقيم مجتمع غربي من دون محاولة فهم قيم ثقافة منطقة جزر المحيط الهادي»658.

وقد ظلت حكومات أسترالية متعاقبة تنظر إلى بابوا غينيا الجديدة باعتبارها مشكلة بمكن إدارتها من خلال اتفاقيات للمساعدات. والتي تصل قيمتها حاليا إلى أكثر من 500 مليون دولار سنويا. بل إن كانبيرا بدت مستعدة للتسامح في خسارة أموال من جراء الفساد في بابوا غينيا الجديدة» وذلك على الرغم من إنفاق ما يربو على 160 مليون دولار على مستشارين أستراليين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من أجل «تقوية الحوكمة»9».

وفي العام قدمت وكالة المساعدات الأسترالية «أوس-أيد» مبادرة «التعدين من أجل التنمية»» والتي زعمت «تزويد الدول بالخبرة التي تحتاج إليها لبناء قطاع تعدين مستدامء ولتحقيق استخدام أفضل للعائدات. وتحسين تنمية مستدامة اجتماعيا وبيئياء وتنمية الاقتصاد». كل تلك كانت كلمات جميلة, غير أنه في بابوا غينيا الجديدة كانت تتناقض تماما مع الحقائق على الأرض7) ووصل الأمر إلى حد أن كانبيرا جلبت سياسيين وبيروقراطيين من أنحاء العام» وبنحو أساسي من أفريقياء في «جولات دراسية» لرؤية كيف كانت شركات نموذجية ظاهريا مثل «بي إتش بي بيليتون» و«ريو تينتو» تدير أعمالها. وفي نوفمبر من العام 2012, جالت سث نساء من خمس دول أفريقية في مناجم مقاطعة كوينزلائد وغربي أستراليا

228

بابوا غينيا الجديدة...

ومجتمعاتهما. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة الأسترالية (أيه بي سي)»: قالت سيلفي جليرت 011526 عتجانرة. المديرة الإقليمية لإدارة المناجم بين الأقاليم في مدغشقر: «أحد الأشياء التي آمل تعلمها من هذه الجولة الدراسية هو مبادئ حوكمة أفضل وأيضا تدفق أفضل للدخل إلى البلاد»687.

ووصف مارتن نامورونج 2121205028 813673, وهو مدون من بابوا غينيا الجديدة. هذه الفكرة بأنها «استعمار جديد». وسأل عن أنواع التنمية الإيجابية التي قد شهدها السكان ال محليون في بابوا غينيا الجديدة في المناطق التي توجد بها صناعة تعدين. وكتب أن الحكومة الأستراليةء ومن خلال وكالة «أوس-أيد». كانت تتبع برنامج عمل واضحا على مدى سنوات: «وهو أن تعمل في مصالح شركة تعدين أسترالية مثلما كانوا يعملون في بوجانفيل». كما دان «النخبة» في يابوا غينيا الجديدة الذين تلقوا تدريبات في أستراليا «وأداروا البلاد» فقط من أجل مصالح قوى خارجية ومصالحهم). وكانت المقاومة لبرنامج العمل هذا آخذة في التزايد داخل بابوا غينيا الجديدة وخارجها. وكان ثمة تطور مهم تمثل في تحريك ال مركز الأسترالي مسؤولية الشركات لقرارات في الاجتماع السنوي العام لشركة «بي سي إل» في العام 2014, وهي القرارات التي طالبت مراجعة مستقلة لدور ومسؤولية الشركة في بوجانفيل.

وفي أغلب الأحيانء كانت المساعدات المخصخصة تروج بوصفها الإجابة. فقد أصدر معهد السياسة الإستراتيجية الأسترا لي "ه2011 عأوءع م5 سمتلعافسه )قم وهو مركز بحثيء تقريرا في العام 2013 دعا إلى تقديم معونة أسترالية أكبر إلى بوجانفيل» زاعما أنه من دون هذه المعونة» سوف تندلع اضطرابات مدنية وتجاهل التقرير تماما تورط كانبيرا في الاضطرابات التي شهدها الإقليم إبان الأزمة. إذ إن إرسال مزيد من أموال وكالة «أوس-أيد» لن يجعل السكان ال محليين ينسون من كان وراء تلوث المنجم في المقام الأول. وما كان أكثر غرابة هو أن وكالة «أوس- أيد» أصدرت تقريرا في العام 8 أوصى بعدم فتح المنجم من جديد - جاء في التقرير أن «موقف مجتمع المنجم تجاه الأجانب الذين يسعون إلى الربح موقف عنيد» - ودافع التقرير عن الزراعة. وهذه الرسالة. قد كان مصيرها التجاهل بسبب العلاقة الوثيقة بين كانبيرا و«ريو تينتو». ظ

209

رأنسمالية الكوارث

في الوقت نفسه. فإن تبني أستراليا في العام 2011 «مبادرة شفافية الصناعات الاستخراجية» العامية (81'11) 2176 نألص] إع22ع721قة1' دبال ص1 عتحتاء و ناعرط , التي رحبت بها منظمة «يوبيل الأسترالية» 2118:)وندة 151166[ غير الحكومية: كان ينظر إليه بارتياب من جانب منتقدين في بابوا غينيا الجديدة. فلم يكن هناك دليل قوي على أن الخطة. التي كانت تهدف إلى توفير الشفافية بخصوص عائدات الشركات في دول حيث كانت الصناعات الاستخراجية مهمة. ساعدت الدول التي قد وقعت عليهاء والتي ضمت ليبيرياء والنيجرء ومنغوليا.

الحقيقة. ذكرت صحيفة «فاينانشيال تامز» 5©دصة]' [أءصهص]ة8 في العام 2013 أن دولا في أفريقيا شاركت في مبادرة شفافية الصناعات الاستخراجيةء مثل موزمبيق. واصلت كفاحها ضد الفساد ا مستشري72. وفي العام 2014: أعلنت الولايات المتحدة أنها ستبدأ إعداد التقارير بمموجب هذا البرنامج.

بيد أنه كان يوجد البعض في بابوا غينيا الجديدة الذين أرادوا مشاركة أكبر من أستراليا في البلاد. وقد أمضيت بعض الوقت في بورت مورسبي مع أحد موظفي منظمة «أوكسفام» 0:62 الذي أخبرني أنه كان يرغب في أن تعاود أستراليا سيطرتها على بابوا غينيا الجديدة. وقال إن استقلال البلاد في العام 1975: الذي حث عليه مايكل سومارء قد جاء مبكرا للغاية, وأنه لم يكن هناك عدد كاف من السكان المحليين أعدّوا بنحو جيد لإدارة الدولة الجديدة. وقد أدى هذاء من وجهة نظره. إلى الضائقة الحالية حيث راح سياسيون فاسدون يهدرون الثروة الطبيعية الهائلة لدى بابوا غينيا الجديدة. وقال إن والده مازال يتحدث بشوق عن أيام ما قبل العام 1975, حين كانت أستراليا تتعامل مع بابوا غينيا الجديدة: كما يزعم بطريقة محترمة.

هذا الرجل زعم أن وجهة نظره هذه شاركه إياها على نطاق واسع كثيرون في أرجاء بابوا غينيا الجديدة, على رغم أنني قد صادفت فقط حفنة من مؤيدين آخرين. فلم أسمع قط من قبل عن شعب كان محتلا في السابق يريد عودة مستعمريه السابقين للسيطرة عليه مرة أخرىء» ولكن لم يكن من الصعب رؤية ال منطق وراء ذلك. فكيف إذن يمكن إصلاح دولة مضطربة لديها خدمات عامة سيئة وموارد مهدرة أو مسروقة. حينما كانت هناك ثقة قليلة بقدرة مواطنيها على حل

200

بابوا غينيا الجديدة...

ذلك العدد الضخم من المشاكل؟ لكن مسألة ما إذا كان في إمكان جيش من عمال المساعدة الأستراليين حسني النية من ذوي الرواتب العالية تقديم ما هو أفضل, كانت قابلة للجدل بنحو واضح.

كانت بابوا غينيا الجديدة في حاجة إلى نموذج استثمار جديد - نموذج لا يتعامل مع ثروة البلاد الطبيعية بوصفها جواهر ثمينة تستحق الإعجاب والاستيلاء عليها بعد ذلك. وإذا لم يحدث هذا في وقت قريبء فإن من المرجح تكرار أهوال بوجانفيل. وحين تجولتٌ حول المنجم المتهالك القديم في بانجوناء تخيلت الشاحنات الصدئة تستبدل بها طرازات جديدة وبدء الدورة الكاملة للاستغلال مرة أخرىء ولعنة الموارد تعود لتضرب بقوة من جديد. فالثروات كانت قابعة هناك وجاهزة للاستيلاء عليهاء وكان هناك حاليا حافز قليل لي تتصرف شركات غربية بأي طريقة مختلفة ما م تحدث حملة عامة من التسمية والتشهير.

إن وجود بابوا غينيا الجديدة المستقلة حقا - أي المستقلة ليس ببساطة بالاسم» ولكن في الواقع - م ية يتحقق في العام 1975. ذلك أن رأسمالية الكوارث كانت مترسخة وتضرب بجذورها في النظام الجديد منذ البداية. وهو ما تتحمل أستراليا مسؤولية كبيرة عنه. واليوم» هنالك التزام بمساعدة بورت مورسبي على التحرر من فخ المساعدات. وعلى أن تطور ممارسات أكثر استدامة - وهي بوضوح أكثر. ممارسات زراعية. فالناس والأدوات موجودون هناك أصلا. كل ما تحتاج إليه البلاد الآن هو الاستثمار في البنية التحتية, والتدريبء والتعليم - وكذلك التغيير في العقلية.

يجب ألا يُقضى على بابوا غينيا الجديدة بأن تظل أرضا تقدم القليل لسكانها بينما تعطي الكثير لأصحاب المصلحة الغربيين. ذلك أن استقلال البلاد في القرن الحادي والعشرين ممكن بالتأكيد.

231

الجزء الثاف

الولايات المتحدة: «أرض الأحرار صارن دولة السجون»

اتبع النقود. لا تعر اهتماما بما تفعله أو لا تفعله الخصخصة ميزانيات الدولة؛ فكر بدلا من ذلك فيما تفعله بكل من خزائن الحملة والأموال الشخصية للسياسيين وأصدقائهم. وكلما زادت خصخصة الوظائف الحكومية. أصبحت الدول جنات شعارها الدفع مقابل اللعبء والتي تصبح فيها المساهمات السياسية والعقود للأصدقاء والأقارب مقايضة للحصول على أعمال حكومية. هل الشركات هي التي تستحوذ على السياسيينء أو أن السياسيين هم الذين يستولون على الشركات؟ هل يهم ذلك؟[1خشالف]

“اا المهيمنة ظلت العقاب بول كروجمان مع نا لننوظ من أجل الربح» صحيفة «نيويورك تاهز». 2012

235

رأنسمالية الكوارث

تحبس أمريكا نسبة من سكانها في سجن كبيرء تعد الأعلى باللقارنة مع أي دولة أخرى في العالم. فهي تعكف على تشغيل نظام يتسم بشيطنة ووصم الأمريكيين الأفارقة والمهاجرين على نطاق غير مسبوقء أشبه ما يكون بتجربة اجتماعية في مجال السيطرة على السكان. ففي كتابها بعنوان «جيم كرو الجديد: الحبس الجماعي في عصر عمى الألوان» :02018 ست ع2 عط" ودع لسناط ه001 ععة غعطا صذ ممنوئءء 1222 84255 شرحت الكاتبة الأمريكية ميشيل ألكساندر «ع0صةء<ءله ع1اعط31 ذلك بقولها إن «الحرب على المخدرات» قد أقعدت مجتمعات برمتها وأصابتها بالشلل. ففي غضون ثلاثين عاماء كان عدد سكان السجون قد ارتفع من 300 ألف إلى أكثر من مليوني شخص. في الوقت نفسه. جلبت «الحرب على الإرهاب». وهي حرب عنيفة وتوسعية على المستوى العالمي, والتي أعقبت هجمات 11 سبتمير. معها قدرا أكبر من الانقسام والقمع في الداخل. وأجرت إدارة أوباما تغييرا صغيراء ولكنه كان مرحّبا بهء في العام 2014 والذي سمح بموجبه لنحو 50 ألفا من مرتكبي جرائم المخدرات على المستوى الفدرالي غير العنيفين بالسعي إلى تخفيف العقوبات ال مقررة ضدهم؛ لكن في الوقت نفسه احتدمت معركة ضد المهاجرين - هي معركة أرغمت ملايين من اللاجئين على المرور من خلال مرافق الاحتجاز منذ الثمانينيات. وفي ديسمير من العام 2014: أصدر الرئيس أوباما أمرا تنفيذيا من المحتمل أن ينقذ خمسة ملايين مهاجر من الترحيل. وكتبت ألكساندر: «ما من دولة أخرى في العام تسجن هذا العدد الكبير من أقلياتها العرقية أو الإثنية. فالولايات المتحدة تسجن نسبة مئوية أكبر من سكانها السود تفوق هؤلاء الذين حبستهم جنوب أفريقيا في ذروة الفصل العنصري. وفي واشنطن دي سيء العاصمة حيث يوجد مقر الكونغرس الأمريكيء تشير التقديرات إلى أن ثلاثة من بين كل أربعة من الشبان السود (وتقريبا كل هؤلاء الذين يعيشون ف الأحياء الأشد فقرا) ممكنهم توقع قضاء عقوبة في السجن»!). وهذه الحقائق كلها تنعكس بوضوح عبر البلاد. فقد أصدر معهد فيرا للعدالة 7768 اننا[ 6غت6نادم1 دراسة في أواخر العام 2014 كشفت أن السجن الجماعي كان «أحد تحديات الرعاية الصحية العامة الرئيسة التي تواجه الولايات المتحدة»

2036

الولايات المتحدة... بسبب ملايين الأشخاص الذين يعانون مشكلات بدنية وعقلية حادة في السجن. وبعد إطلاق سراحهم على حد سواء. ْ

وأشارت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في العام 4 إلى أن «أرض الأحرار قد صارت دولة السجون». وذلك من خلال تقرير أصدرته أوجز العدد اللامعقول من الأمريكيين ممن يواجهون عقوبة السجن بسبب ارتكابهم جرائم صغيرة وجرائم غير عنيفة©. ووفقا لتقدير آدم جوبنيك علندمه© صتدلكف الكاتب الصحافي في مجلة «نيو يوركر» +عع1ءملا #عل<, فإن «العدد الذي كان يوجد في قبضة نظام العدالة الجنائية من الأمريكيين السود - في السجونء وتحت المراقبة أو على أساس الإفراج المشر وط - كان أكثر من ذلك العدد الذي كان موجودا في زمن العبودية [في العام 0م.. وبصورة شاملة؛ فإن عدد الأشخاص الذين يخضعون لنظام «الإشراف الإصلاحي» في أمريكا - أكثر من ستة ملايين - هو أكثر من ذلك الذي كان موجودا في أرخبيل الغولاغ في أوجه تحت حكم ستالين»””.

من جانبها رأت شركات السجون الخاصة في ذلك كله فرصة فريدة لجني أرباح مالية هائلة من وراء ذلك الانفجار في أعداد الرجال والنساء خلف قضبان السجون. وقد مني اعتقاد في أوساط الحزبين الجمهوري والدموقراطي بأن الحبس الجماعي ربما يكون الحل بمشاكل أمريكا الاجتماعية بالفشل الذريع - ولكن لا تخبر بذلك الشركات التي تجني أرباحا. على سبيل المثال استطاعت ولاية كاليفورنيا التعامل مع مشكلة الازدحام الشديد في سجونها والرعاية الطبية المتراخية للنزلاء عن طريق افتتاح مزيد من مراكز الاحتجاز التي تديرها شركة «جيو جروب» 020118 060), والتي تعد إحدى أكبر مقاولي البلاد. كما أن العلاقة الوثيقة بين هذه الشركات والحكومة الفدرالية قد تأكدت في العام 4 حين عينت الشركة جولي مايرز وود 18004 5معتر/3 عذلنا( في مجلس إدارتها. وفي الفترة من 2006 إلى 2008, كانت تشغل منصب سكرتير مساعد وزير الأمن الداخلي الأمريكي حيث تولت مسؤولية إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية «آي سي إي» امع عع نظ مصتم كد ك4مة 001ق رع نط1 115.

وبدلا من دراسة الأسباب التي دفعت العديد من الأشخاص إلى دخول السجن في نهاية المطافء اتخذت كاليفورنيا قرارا في العام 4 للسماح لشركة «جيو» بفتح مركز احتجاز للنساء في منطقة بيكرزفيلد 54 . وكان من المقدر أن يؤدي

237

رأسمالية الكوارث

هذا المركز الجديد إلى زيادة أرباح الشركة خلال أربع سنوات من 38 مليون دولار إلى 6 مليونا". وكان لدى شركة «جيو» تاريخ طويل من السماح بالاعتداءات الجنسية وضعف الرعاية الطبية في مرافقها. كما تضمنت قائمَةٌ الإخفاقات الطويلة لدى الشركة ادعاءات خطيرة بشأن اعتداءات جنسية تعرضت لها نساء من دول أمريكا الوسطى في مركز تديره «جيو» يقع بالقرب من سان أنطونيو متصمغصى مدة6. ولحسن الحظ رأى الناخبون في كاليفورنيا أن ثمة مغرَّى مهما في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية للعام 2014, فأعلنوا تأييدهم للاقتراح الرقم 47 (هه)زوهممم 7 الذي كان يقضي بإعادة تصنيف الجرائم غير العنيفة باعتبارها جرائم جنحة. ونتيجة لذلك. فإن عشرات الآلاف من الأشخاص إما أنهم سيُفرّج عنهم وإما أنهم لن يُدانوا في المقام الأول.

وقد تزايد عدد السجون الخاصة في جميع أنحاء البلاد عشرين ضعفا منذ التسعينيات» واستقر عدد نزلاء السجون عند 31 مرة مقارنة بما كان عليه في ذلك الحين. وفي العام 21983 تأسست مؤسسة الإصلاحات الأمريكية (سي سي أيه) ]0 :0م001 5موناءء0011) حيث تولت إدارة أول سجونها في تكساس في ذلك العام. وفي الفترة ما بين العام 1999 والعام 2010, طرأت زيادة بنسبة 80 في المائة في المرافق الخاصة:» بما في ذلك زيادة بنسبة 784 في المائة في السجون التي تدار من قبل الحكومة الفدرالية. وزيادة بنسبة 40 في المائة على مستوى الولايات©. وم تكن صناعة السجون تقتصر على بناء زنازين وإدارة المرافق» بل شملت أيضا إنتاج المعداتء ومواد الطلاء. والدروع الواقية للجسمء والخوذات العسكريةء والذخائر.

كما أن عددا من الولايات الأمريكية, من بينها أوهايو. أنهت علاقتها مع شركات تشغيل السجون الخاصة. فقد أدركت هذه الولايات أن المخاطر والتكاليف التي تنطوي عليها الاستعانة بشركات إدارة السجون قد كانت تفوق إلى حد بعيد الفوائد الأولية. وفي العام 22011 ذكر اتحاد الحريات المدنية الأمريكي «أيه سي إل يو» 1 أن السجون الخاصة في أوهايو عرضت القليل من الدورات التدريبية حول إعادة تأهيل السجناء. مما أدى إلى زيادة أعلى في معدلات العودة إلى ارتكاب الجرائم7). ومع ذلك وفيما يعد حالة نادرة للأنباء السارةء أعلن المكتب الفدرالي

208

ألولايات المتحدة...

للسجون ودموتع7 تنوععدظ [2ع0ع76 في العام 5 أنه لن يجدد عقده مع مؤسسة الإصلاحات الأمريكية «سي سي أيه» بالنسبة إلى مركز الإصلاحات في شمال شر ق أوهايو معخمء © وطمناء0226© وتط0 غأمدعط)2ه21 والكائن في منطقة بانجستاون 101185]012. كانت الظروف السيئة بال مركزء وحوادث الشغب» والطعام غير الصحيء وتراخي الأمن, كانت كلها أسبابا جيدة استند إليها المكتب في قراره بإغلاق المركز.

والحقيقة أن الأسباب الكامنة وراء الهوس الأمريكي تجاه عقوبة السجن ليست غامضة بالمرة. إذ كان السياسيون يخشون من النظر إليهم على أنهم يتعاملون «بليونة مع الجريمة» - وهو تخوف أثارته الصحافة النصفية (التابلويد) التي كانت تهلل لإصدار أحكام قاسية ضد السجناء. وكانت الهجمات على الفقراء وا محرومين قد توافقت بدقة مع الشعبية التي حظيت بها العقوبات الأدنى الإلزامية الطويلة وقوانين «الضربات الثلاث» التي أدت إلى سجن أشخاص مدى الحياة لسرقة قطعة شوكولاتة. وقد سجنت أعداد هائلة من الأشخاص من دون حصولهم على أي فرصة للإفراج ال مشروط عنهم. وأصدر المجلس القومي للبحوث طعموءوع8 لهدم ولط لعصنه© تقريرا من 464 صفحة في العام 4 وقد تضمّن تفاصيل حول الأسباب التي دعت إلى إقرار هذه السياسات: «مخاوف مترسخة بشدة» وقلق» وعداوات كلها عرقية, من المرجح أن تفسر صدى طعون عرقية مشفرة بخصوص قضايا مرتبطة بالجرية»!0.

إن إمكانية إصلاح جاد للأحكام قد ظلت بعيدة المنال: لأن مقاولي السجون يممارسون ضغطا على مشرعين لحملهم على إصدار أحكام قضائية أكثر صرامة وهو ما يؤدي إلى تحسين عائداتهم. ووفقا للمدير العام السابق لإدارة إصلاحات . السجون في أوكلاهوما ومو مه © 04 غمعصاعدمء10 2متمطهل01: جوستين جونز 65 طلاونال فإن: «خلاصة الكلام هي أن خطط الأعمال الحالية للسجون الخاصة لا يمكنها أن تتعايش ببساطة مع إصلاح ذي مغزى لأحكام عقوبات تستند إلى أدلة. وإذا ما أردنا نظاما عادلا وذكياء فإنه يتعين علينا إبعاد هؤلاء المروجين الخطرين [اطقاولين] من الصفقة تماما»2. فمن دون إصلاح ذي معنى لأحكام العقوبات وإزالة الضرورة التجارية.ء فسوف ثترك الولايات المتحدة ولديها نحو

209

رأسمائية الكوارث

0 ألف شخص يقضون عقوبات السجن مدى الحياة, والبعض من هؤلاء أبرياء ولا يستحقون حرمانهم من رؤية الحرية مرة أخرى029.

وقد واجه مهاجرون مشكلات مماثلة. إذ إن هجمات 11 سبتمبر قد أدت إلى زيادة المخاوف من أنه لا بد من احتواء تهديد غير معروف. ومن ثم. فقد صرح ستيف لوجان 1.0835 5]676, الرئيس التنفيذي لدى «كورنيل كومبانيز» 060:2611© 5,185 وهي شركة لاحتجاز المهاجرينء صرح لمحلل صحيفة «وول ستريت جورنال» في العام 2001: بأن هذه الظروف الجديدة كانت «إيجابية لعملنا. ذلك أن الأعمال الحكومية هي الأفضل بالنسبة إلينا. وهي الأكثر انتظاما لنا كما أن أحداث 1 سبتمبر تعمل على زيادة مستوى ذلك النوع من الأعمال»!01.

وم يتغير سوى القليل منذ ذلك الحين» فيما عدا أن عددا أكبر من الأشخاص أصبحوا قيد الاحتجاز. وكانت السجون المخصصة للمجرمين والمرافق الخاصة با مهاجرين منفصلة بعضها عن بعضء ومع ذلك ظل منطق العمل وراءهما واحدا. وما يدعو إلى السخرية أنه على الرغم من أن منطق الخصخصة يروج لمديح عجائب السوقء فإن شركات مثل «سي مي أيه» و«جيو جروب» واصلت ممارستها المعتادة في البقاء اعتمادا على العقود الحكومية2". وفي العام 2014, ضبطت شركة «سي سي أيه» وهي تزوّر عدد ساعات طاقم العاملين لديها لزيادة أرباحها في ولاية أيداهو. وأفلتت الشركة بدفع غرامة صغيرة”". وهي لاتزال حتى الآن أكبر مقاول سجون خاصة في البلاد.

وهكذا بات الوضع خارج نطاق السيطرة إلى درجة أنه أصبح يشكل أزمة قومية. وهذا هو السبب الذي دفع صحيفة (نيويورك تابمز) إلى أن تذكر في افتتاحيتها في العام 2014, أن «التجربة الأمريكية في مجال الحبس الجماعي قد كانت كارثة أخلاقية, وقانونية» واجتماعيةء واقتصادية. وهي كارثة لا يمكن أن تنتهي قريبا جدا»*". ومن ثم حثت الصحيفة الولايات على إيجاد حلول بديلة للسجنء وتحسين إعادة التأهيل» وتخفيض العقوبات. وما هو جدير بالملاحظة, لم يكن هناك أي ذكر للشركات التي تشجع على المحافظة على نزلاء السجون أو حتى زيادتهم. وأرسلت شركة «مي مي أيه» رسائل إلى ثمان وأربعين ولاية في العام 2012 حيث عرضت شراء سجونها - شريطة أن تضمن هذه الولايات

2010

الولايات المتحدة...

نسبة إشغال بواقع 90 في المائة لهذه السجونء وتوقيع عقد مدته عشرون عاما لإدارتهاة". وأبرمت بعض الولايات اتفاقيات مع شركة «جيو جروب» لي تضمنء من الناحية التعاقدية» أن أسرة السجون ستكون مملوءة بنسبة 100 في المائة كل ليلة.

بعض الولايات. مثل جورجياء أبرمت تعاقدات خارجية حتى لعمليات قتل السجناء. فبعد تنفيذ حكم الإعدام في رجل أسود يُدعَى تروي ديفيس 1507 1215 في العام 1, رفع المركز الجنوبي لحقوق الإنسان :10 #عغمءن تدع طغ501 فخطونه صدصسدة18 شكوى ضد شركة تسمى «كوريكت هيلث» طاله©001:6071© بسبب الوسائل الخادعة وغير الأمينة التي استخدمتها في الحصول على العقار المستخدم في قتله2".

كانت العنصرية نقطة محورية في فهم لماذا كانت جورجيا هي الولاية التي لديها أعلى نسبة من البالغين الخاضعين للسيطرة الإصلاحية في البلاد. فقد أثبت تقرير أصدره في العام 2014 اتحاد الحريات المدنية الأمريكي وجماعات اجتماعية مدنية أخرى أن «إدارة إنفاذ قوانين الجمارك والهجرة» قد زادت معدل الاعتقالات لديها من المهاجرين ما بين العام 2007 والعام 3 بنسبة 953 في الائة. وكان الأشخاص من ذوي البشرة الملونة مستهدفين بشكل غير متناسب: ففي العام 2013, كانت نسبة 96.4 في المائة من جميع المعتقلين ممن لديهم «بشرة داكنة أو متوسطة»7".

وكانت الشركات التي تسعى إلى الربح تستفيد من هذا الواقع. ومما يدعو إلى الأسف أن المشكلة تجاوزت نطاق الحبس تماما. فقد وجدت الشركات الطامحة إلى الربح طريقة جديدة تجمع المال في جورجيا وما بعدهاء حيث عكفت على خصخصة مراقبة الجنحة - ما يسمح للممثل الشركة بالإشراف على أشخاص م يتمكنوا من دفع غرامات الجنحة. وكان السجن يُستخدم كتهديد لحمل مواطنين معرضين للخطر على السداد. وكان المقاولون متهمين بإساءة استخدام دورهم من خلال ربط الأموال التي يكتسبها الضابط المعين لطراقبة سلوك المذنبين بجمع مدفوعات من هؤلاء الأشخاص المدرجين في عدد قضاياه!2".

ونشرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تقريرا مهما حول هذا الاحتيال في العام 4, والذي أظهر أن الأشخاص تحت المراقبة كانوا مضطرين إلى أن يدفعوا إلى

241

رأسمالية الكوارث

الشركات مقابل خدمات «الإشراف» بينما كانت تُسوّى مديونياتهم*'). فقد كانت هذه صناعة مزدهرة تضمنت إنشاء مراكز لعلاج وإعادة تأهيل السجناءء وصناديق تقاعد. والتعقب الإلكتروني. وبطاقات الهاتف باهظة الثمن للمعتقلين. وقد أدارت شركة «جيو جروب» مجموعة متنوعة من «خدمات العودة إلى المجتمع»27.

بيد أن نتائج هذه السياسات الفاشلة كانت واضحة. إذ كانت ولاية لويزيانا عاصمة سجون العام منذ العام 2012. حيث كان يوجد بها معدل حبس أعلى من مثيله في إيران أو الصين (على رغم أنه بحلول العام 2015: كان ال معدل قد تراجع قليلا بسبب إصلاحات العقوبات وتنفيذ برنامج العودة إلى المجتمع لنزلاء السجون). وكان هذا يُعرَّى إلى نظام قانوني مُتلاعب به تمكن من خلاله مديرو شرطة وقضاةًء ومدعون عامونء وسياسيون من تحقيق فوائد سياسية أو مالية, وذلك بفضل علاقاتهم الوثيقة مع أجهزة السجون الخاصة. وتفادت المرافق وجود أسرّة شاغرة لأن مديري الشرطة كانوا هم من يديرون ال مشروع برمته من أجل تحقيق الربح» على أن يقوموا بعد ذلك بتحويل امال إلى قسم إنفاذ القانون التابع لهم. وعلى الرغم من هذه المستويات المرتفعة لعمليات الحبسء أو ربما بسببهاء كانت الولاية لاتزال واحدة من أفقر الولايات في البلان!20,

وكشفت دراسة تاريخية أجرتها إدارة إصلاحات أريزونا في العام 2011 أن نمة أدلة قليلة على أن السجون المخصخصة ساعدت البلاد على ادخار أي أموال. والحقيقة أن إحصاءات أظهرت أن المرافق الخاصة كانت تبدو أقل تكلفة لأنها كانت تؤوي الأشخاص الأصحاء نسبيا فقط.. «الأمر كله أشبه بقطف الكرز». على حد قول تشاد كامبل 1اءطمتصة0 030). الممثل الدموقراطي لولاية أريزوناء والذي أضاف: «إنهم يتركون أكثر السجناء تكلفة لدى دافعي الضرائب ويأخذون السجناء السلسين»22. وأدى هذا إلى ترك جيش من النزلاء من المرضى عقليا وهم يتعفنون بعيدا في سجون تديرها الولاية» والتي كانت غالبا في شكل أسوأ مما كانت عليه عندما كان هؤلاء قد وصلوا إليهاء كما أفاد تقرير أصدره في العام 4 مركر دعم المعالجة مع متنوع:1' ءاطع بوعوهء ولق 23. ووفقا لدراسة أجرتها ا لمنظمة نفسها في العام 2012, كان هناك 356 ألف شخص يعانون اضطرابات عقلية محتجزون في سجون في أنحاء البلادء في حين جرى إيواء 35 ألف شخص فقط في مرافق الطب النفسي8©.

2012

الولايات المتحدة... وهذه هي الآلية التي توضح كيفية عمل هذا النظام. إذ كان مجلس التبادل التشريعي الأمر بكي «أيه إل إي مي» عومقطعودظ عجاقاولوء.آ ممعتعصسة 4150) لأعصداهت) هو الهيئة التي تجمع مشرعين محافظين وممثلين من القطاع الخاص لصياغة سياسات صديقة للسوق في أنحاء البلاد. وفي ولاية أريزوناء دأب مجلس التبادل التشريعي على أن يدللء وبشكل روتيني» سياسيين يصنعون القرارات بشأن سياسة الهجرة بحفلات ودخول حصري إلى فعاليات رياضية - ومع ذلكء كان السياسيون في حاجة فقط إلى الإفصاح عن أنهم قد شاركوا في مؤتمر المجلس. وكان الضغط يعد العدة لدموقراطية متداعية: والتي ملأت خزائن عملية إعادة الانتخاب بنحو رائع (25) وفي السنوات الأخيرة: كان النهج الذي سلكته أريزونا في التعامل مع المهاجرين هو من بين الأكثر قمعا. ففي العام 2010 صاغت صناعة السجون الخاصة قانونا يسمح للشرطة بإيقاف وسجن أشخاص ١‏ يمكنهم إظهار دليل على أنهم قد دخلوا البلاد بطريقة قانونية. وقد شاركت في وضع هذا القانون مؤسسة الإصلاحات الأمريكية «مي سي أيه». وتبرعت جماعات الضغط التابعة لها بأموال لسياسيين محليين شاركوا في رعاية مشروع القانون 9©. وتوصل تقرير لمعهد سياسة العدالة «جي بي آي» 21[) عأتطتاممآ وعناهط ععناون[) إلى أمثلة ملموسة تدل على أن مؤسسة «سي سي أيه». وشركة «جيو جروب»»: وشركات أخرى كانت تمول سياسيين بنحو مباشر. فقد تبرعت «سي سي أيه» بمبلغ 1.9 مليون دولار ضمن مساهمات سياسية في الفترة بين العام 2003 والعام 2012, وذلك وفقا للمعهد الوطني للمال في سياسة الولاية وع6نآه20 56266 صا بإعصم1ة 01 أن نم1 لهدمنئج02. وقال بول أشتون دمغطدش 1ندد2: المؤلف المشارك في بحث بعنوان «التلاعب بالنظام» عطا قصتسة) صرء :55 . أن تقرير «جي بي آي» أظهر أن مصالح شركات السجون الخاصة تكمن في الترويج لأعمالها التجارية من خلال ال محافظة على العلاقات السياسية يدلا من ادخار دولارات دافعي الضرائب وضمان السلامة العامة بطريقة فعالة»”*. وفي العام 2013: وصلت عائدات مؤسسة «سي سي أيه» إلى ما يقرب من 1.7 مليار دولا مع أرباح قيمتها 300 مليون دولار. وقد جاءت كل هذه الأموال من عقود حكومية؛ كان هذا شكلا لطيفا للاشتراكية ا مدعومة, إذا ما استطعت أن تحصل عليها.

213

رأنسمالية الكوارث

وم يكن ذلك مثل أن تعمد الشركات إلى إخفاء جدول أعمالها. في العام 2010, أوضح تقرير سنوي بلؤسسة «مي سي أيه». بكل جرأة. أن «تراخيا في جهود إنفاذ القانون» من شأنه أن يقلل «الطلب على مرافقنا وخدماتنا». كما أعرب تقرير صادر عن شركة «جيو جروب» في العام نفسه عن القلق بشأن التحرك المتزايد تجاه «عدم تجريم المخدرات والمواد الخاضعة للرقابة». وكيف أن «من المرجح أن يؤدي ذلك إلى الحد من الطلب على المرافق الإصلاحية»320.

بيد أن جمع المال من السجون ظل خيارا جذابا بالنسبة إلى الرأسماليين ا لمغامرين. وتلقت «جيو جروب» ملايين الدولارات من مؤسسة غيتس 2465© ده هسه التي أسسها بيل وميليندا غيتس 2665 1202اء131 سه [[اأذ, وذلك على الرغم من الضغوط التي مارسها ناشطون لكي يسحبوا أموالهم بسبب انتهاكات من قبل الشركة. ودافعت مؤسسة غيتس عن أفعالها. ففي العام 2014 قال المتحدث الإعلامي باسمها: «نحن نتفهم حماس أشخاص يدافعون عن العدالة. وذلك ما يحفزنا جميعا في المؤسسة كل يوم»». ثم استطرد فشرح بقوله إن المؤسسة تتبرع بمليارات الدولارات لقضايا جيدة حول العام01.

إن وجود نظام أكثر إنسانية للسجناء والمهاجرين يُعد سيئا لهامش أرباح الشركات. ومن ثم فإنها ستحارب هذا النظام بنحو مرير حتى النهاية. ولكن هذا الأمر يعكس موقفا أيديولوجيا: ألا وهو الإصرار على وضع بطاقة أسعار على كل جانب من جوانب الحياة. وقد صدرت الولايات المتحدة هذه الفلسفة إلى العام قاطبة بنجاح كبير. أما الإخفاقات في الداخل - وهي واضحة وضوح الشمس في حال فحصها - فإنها تلقى التجاهل بنحو روتيني في ظل الاندفاع نحو «الكفاءة» و«خفض التكلفة». وبالتالي ينطوي الضر ر الذي يُلحق بالأرواح البشرية على أضرار جانبية.

كانت قاعة المؤتمر ضخمة. وكانت الأجواء تضج بأصوات صاخبة. ووقفت نساءٌ متبرجات بمساحيق تجميل صارخة ورجال يرتدون بدلات سيئة للغاية بعضهم حول بعض وهم يسعون جميعا إلى جذب الاهتمام إليهم من آلاف المندوبين. وكانت المئات من الشركات تعرض منتجاتها في مدينة سولت ليك 0167 عكلة.آ 516 في مؤتمر «الاتحاد الإصلاحي الأمر يكي» (أيه سي أيه) (خعة) دمنقكهددة لهصمناءع :2ه موء تمع صرق

214

الولايات المتحدة...

في العام 2014. ومع لحظات الترقب لجمع المال» ووصول مراقبي السجون ومديري الشرطة من أنحاء أمريكا ومختلف دول العام للحصول على منتجات جديدة لتزيين مرافقهم العامة والخاصة, كانت الأعمال آخذة في الازدهار. وكان اتحاد «أيه سي أيه» يُعَد أكبر و«أقدم اتحاد في العالم جرى تطويره على وجه التحديد للممارسين من العاملين في مهنة الإصلاح». وكانت وسائل الإعلام تروج لتهديد الإرهاب يوميا بشكل مبالغ فيه. وهو ما أدى إلى ظهور سوق هائلة للإبقاء على شعور بفقدان الأمن بنحو دائم. وهو ما كان سائدا في جميع أنحاء البلاد. /

وبينما كنت أتجول حول قاعة المعرضء رأيت طقم أدوات مجموعة أدلة الأمن الداخلي 114 ممناءء0011 ععدع10؟8 اتتتاعء5 لمنماعحه1ط1؛ وسعر ه ألف دولار والذي كان يحتوي على عدة أشياء من بينها ملاقطء وشريط قياسء وإناء لتحليل عينة البولء وهي أدوات بدا بوضوح أنها كانت إكسسوارات مثالية لسلطات الشرطة في بيئة ما بعد 11 سبتمبر.

وفي أثناء وجودي في مدينة سولت ليكء اندلعت حوادث شغب في منطقة فيرجسون 0502ع562, بولاية ميزوريء بسبب مقتل شاب أسود يُدعى مايكل براون 66مه:8 2168261 على يد الشرطة. وعرض التلفزيون صورا لقوة مُعسكرة من رجال شرطة مدججين في السلاح» وقد بدوا كأنهم مُجهزون مواجهة متمردين في العراق. إذ كان برنامج لوزارة الدفاع يسمح بنقل المعدات العسكرية الزائدة إلى قوات شرطة محلية. ومع الزيادات الهائلة في الميزانية, فإن إدارة إنفاذ القانون المحلي زعمت بنحو متزايد أنها كانت في حاجة إلى إعدادها للحرب والإرهاب. وكانت شوارع ميزوري تعكسء وبنحو متزايد. صور مناطق الحرب في بغداد. 1

وأنتجت شركة آفون لخدمات الحماية 5«مناء2:06 دوق «تقنية لحماية الجهاز التنفسي والذي كان مخصصا أساسا للاستخدام في المجال العسكري وتطبيق القانون». وكانت هذه المعدات هي بالضبط المعدات نفسها التي ارتدتها عناص الشرطة في فيرجسون. وسألت ممثل الشركة عما إذا كانت هذه المعدات حظيت بشعبية متزايدة لدى سلطات تطبيق القانون, فقال إنها كانت كذلك بالفعلء لأن مستوى التهديد قد ارتفع في الشوارع وفي السجون.

245

رأسمالية الكوارث

وكان هذا هو السبب الذي جعل مؤتمر «الدرع المدني» 4اعنطة صوطاءت] السنويء الذي عقد عبر البلاد. أكبر حدث ل «المستجيبين الأوائل». والذي اشترت خلاله قوات الشرطة ما قيمته مليارات الدولارات من المعدات الخاصة بفرق الأسلحة والتكتيكات الخاصة (سوات) '1هالاء. وني أثناء حدث أقيم في العام 2014 في أوكلائد لصمعلهد0 بكاليفورنيا. كانت وزارة الأمن الداخليء إضافة إلى شركات مثل «فيريزون» 10 و«موتورولا» 02019غ110 و«أوبر » *»©156 قد شاركت بحماس في صناعة كانت تشهد نموا استثنائياء وهو نمو كان مدعوما ب «حرب على المخدرات» استمرت عقودا طويلة. أما المنتجات التي كانت معروضة للبيع فقد تضمنت طائرات من دون طيار متقدمة, وجهازا صممته شركة أنظمة الدرع الدفاعي 25ع)5(5 ععمءقء10 4 هكنه إصابة شخص مشتبه فيه بالعمى بنحو مؤقت. مما يؤدي إلى تسهيل مهمة اعتقاله. وعندما سأل شين باور ناعننو8ظ #صقطة الصحاق لدى مجلة «موذر جونز» 0565[ 810166 ممثلا ل «الدرع المدني» عما إذا كانت الولايات المتحدة قد أصبحت دولة بوليسية, أجاب قائلا: «أعتقد أن مة قدرا من الصحة بشأن ذلك»32.

وكان هنالك الكثير من الأموال التي يمكن جمعها في هذا الحدث بمدينة سولت ليك. فمع استمرار بناء العديد من السجون في البلاد. استخدمت «التكنولوجيا الخضراء» تلحد من التكاليف الإصلاحية - وهو ما يعد نعمة ونقمة في آن واحد. فقد كان ذلك خطوة إيجابية لأن الاستدامة صارت توضع في الاعتبار الآن لدى هذه المرافق» ولكن هذه الخطوة يمكن النظر إليها أيضا باعتبارها «غسيلا أخضر». فعلى سبيل امثال كان جورج إتش. بيرغهورن «م«دمطع82 .11 أعع01., مؤسس شركة «جرين بريزون» 221508 دعع:0). ودودا - فقد قال: «سياسيا أميل بعض الشيء إلى يمين الوسطء ولكنني لست مهووسا بحزب الشاي 2267 162» - وكان ملتزما أيضا ببناء سجون مستدامة جديدة. وحين سألته عما إذا كان يفكر في بناء سجون أقلء بدلا من السعي جاهدا لي يجعلها «أكثر صداقة للبيئة», رفض المشاركة في نقاش سياسي.

وعلى الرغم من عدد الشركات التي كانت در أرباحا من صناعة السجون. فإن عدد الأشخاص البائغين في شكل ما من أشكال الترتيب الإصلاحي قد استمر في

216

الولايات المتحدة... التراجع هامشيا. وعلى رغم أن هذا ليس بالانطباع الذي يمكنك الحصول عليه من وسائل إعلام ال «تابلويد», فإن معدلات الجريمة والحبس قد واصلت الانخفاض. ففي العام 2013 تراجع عدد نزلاء السجون الحكومية بواقع 4800 نزيل. ولعل هذا كان السبب في أن شركات مقاولات مثل «سي سي أيه» و«جيو جروب» كانت الوحيدة في هذا الحدث التي لم تكن مستعدة في مشاركة الكثير من المعلومات مع الصحافيين - فقد كانت حذرة من التفوه بأي شيء من المحتمل أن يعرض تجارتها ا مربحة للخطر.

كما شاهدت في المعرض منتجات ظلت غير متاحة في أي مكان آخر. إذ أنتجت شركة «كروسبار» 020555022 سيجارة إلكترونية بلاستيكية كانت مصممة حصريا للسجناء. وأخبرني جريج كروكيت اع>كل020) 1568.: نائب الرئيس التنفيذي للشركة. أنه لم يكن من المدخنين, وكذلك مخترع المنتج» ولكن في غضون الثمانية عشر شهرا منذ إطلاقه: فإن الاهتمام بهذا المنتج قد كان هائلا على المستويين المحلي والعالمي - فقد بيع مليون وحدة من المنتج. وقد طلب نزلاء مفرج عنهم شراء المنتج؛ لكنهم قد أبلغوا أنه لم يكن متاحا للبيع بالتجزئة. وكانت حيازة التبغ غير قانونية في مراكز الاحتجاز. ولذلك صممت «كروسبار» نظاما كان يسمح للسجناء بالحصول على الجرعة اللازمة لهم في الوقت الذي يثرون فيه حراس السجن برشوة قانونية. وقال أحد مديري السجون في ولاية كنتاي إن هذا قد زود سجنه بما يزيد على سبعة آلاف دولار في شكل إيرادات إضافية كل شهر.

كما اضطلعت شركة «درونشيلد» 14ء1طوع10*02 بتصنيع جهاز نشرت إعلانات له. وهو مصمم لحماية السجون من طائرات مُسيرة تستخدّم في تهريب الممنوعات. وتسلم مستخدمو الجهاز تنبيهات عن طريق الرسائل الإلكترونية أو النصية بتكلفة تبلغ ألف دولار لكل خدمة. وقال أحد الموظفين إن الشركة قد لاقت اهتماما أيضا من مزارعينء بمن في ذلك مزارعون في أسترالياء كانوا يريدون حماية أنفسهم من نشطاء حقوق الحيوان الذين يستخدمون مركبات جوية من دون طيار طراقبة امطاشية.

أما «أفيرا إي كير» عندح» دعق فكان نموذجا يزود السجون بأدوات لتقديم الرعاية الطبية للنزلاء على رغم أن ممثل الشركة قال إنه كان لايزال من الممكن نقل

2117

رأسمالية الكوارن

السجناء إلى المستشفى إذا لزم الأمر. وجاء في مطوية للشركة: «تكلفة نقل النزيل بالإضافة إلى متوسط رسوم غرفة الطوارئ يمكن أن تتجاوز 4 آلاف دولار». وكان هنالك العديد من الشركات المماثلة في المؤتمر والتي زعمت أنها يمكن أن تساعد السجون في توفير الرعاية الصحية» على الرغم من أنه مم يكن من الصعب استنتاج أن دافعها إلى ذلك لم يكن أولوية تقديم المساعدة للمحتجزين بقدر ما كان الدافع الأكبر هو توفير الأموال لمؤسسة عقابية تديرها الولاية أو مؤسسة عقابية خاصة. وهناك كثير من الشركات عرضت خدمات للسجون بشأن معالجة مرتكبي الجرائم الجنسية. وكانت هذه الخدمات عبارة عن برامج مرتفعة التكلفة والتي كانت توفرها الولاية يوما ما أو لحم تكن تقدمها على الإطلاق.

إن أحد آثار رأسمالية الكوارث هو الحد حتى من الرقابة الهامشية للولاية, وهو ما سمح مسؤولين بإبرام تعاقدات خارجية للحصول على خدمات كانت ذات مرة تحت سيطرتها. ورأيت تطبيقات هواتف محمولة ذكية كانت مصممة لإعطاء اختبارات مخدرات ل «عملاء» تحت المراقبة. وقال متحدث شركة «إيرامناو» 09 إنه كان من المستحيل تقريبا لأحد المشاركين في الاختبارات التظاهر بعينين صافيتين - لأن هذه التقنية يمكنها تقييم احمرار العيون لاكتشاف استخدام المخدر - ما لم «تؤخذ قطراتٌ عين قبل النظر إلى الكاميرا». التطبيق ليس مضمونا إذن.

وقد استخدمت «الصناعات الإصلاحية في ولاية واشنطن» 5026 جمغع صنطوة1؟ اكلم لمصملنءع :ه00 نزلاء السجون أنفسهم عمالا لصنع املابس والأثاث, وسمح «رئيس أمن البرمجة» تتقطن) بلاتتتاءء5 وستسسدطديوه22 بتقييد السجناء بسلاسل إلى مقعد. وذكر بيان العلاقات العامة الخاص بها بشكل عرضي أن: «الشخص المذنب قادر على الجلوس والعمل بسهولة تحت قيد كامل». وأخيرتني الشركة أن في استطاعة عدد من النزلاء أن يكونوا في المقاعد في فصل دراسيء أو في الحبس الانفرادي. وهم عاجزون تماماء «تحت قيد كامل». وكان الرجل فخورا بالعمل الذي أنجزته شركته, وذلك على رغم أنه اعترف بأن نزلاء السجون كانوا يتقاضون أجورا زهيدة للغاية مقابل أداء عملهم. وفسر ذلك بقوله: «إن الأمر كله يتعلق بالخبرة التي يمكنهم أخذها بعد ذلك معهم عند خروجهم,: ولدى عودتهم إلى العام الخارجي».

208

الولايات المتحدة...

وتعتبر شركة «حرينجر» #ععدنة62 واحدة من أكبر مزودي المعدات في العام لرجال المطافيْء والجيشء وقوات الشرطة. وكان دليلها الكبير يتميز بأنه يحتوي على مواد تتراوح من أقنعة البصق إلى السترات التكتيكية. وقال لي جوش شوفيلد 052[ 64 . مدير البرنامج الحكومي للشركة في مجال السلامة العامة, إن استخدام هذه المعدات قد ازداد بشكل هائل في السنوات الأخيرة, لا سيما بعدما صارت فرق «سوات» الأداة المعتادة لمعالجة العديد من المشاكل الشرطية في المجتمع والتي كانت تدار على مدار السنوات الماضية بطريقة أقل تصادمية. وقد وفر هذا التحول الثقافي فرصة لمجال الأعمال.

واستخدمت شركة «تكس-نت» )16-1166 نظام شبكة حول محيط السجنء» للحيلوتة دون دخول ممنوعات إلى المنشأة. وقالت أنيت سكاربيريا عاأأعصصف 68م . ممثلة الشركة: إنها كانت واثقة بأنه كان من المستحيل تقريبا لأي شخص خرق منتج شركتهاء لكنها اعترفت بأن استخدام الطائرات المسيّرة زاد من تعقيد الأمورء وأشارت إلى أنه سوف يتعين على شركة أخرى حل تلك المشكلة.

كما تضطلح شركة «بي بي إس إس» 2855 بصناعة «أقوى سترة استخراج من الزنزانة 56و76 هه1]ء8» 1اءه في العالم». وكان يرتدي هذه السترة موظف إنجليزي بدين قد كان يعمل في السابق لدى الجيش البريطانيء وفي سجن يقع في شمال إنجلترا قد أغلق. وكانت المطارق والمسامير تقبع في مكان قريب لي تختبر قوة السترة. وقال الرجل بفخر: «ما من شيء يستطيع اختراقهاء بما في ذلك الإبر». التقطتٌ مسمارا وأنا أحاول ثقب السترة, ولكن دون جدوى. ووفقا لبيان العلاقات العامة للشركة. كانت هذه السترة مصمّمة تحماية رجال الشرطة من بعض «أكثر الكائنات البشرية عدواة ووحشية وعنفا وافتقارا إلى العقلانية على الكوكب».

وأقيم هذا الحدث في مركز مؤتمرات كبير في يوم رطب من شهر أغسطس في قلب مدينة سولت ليك - عاصمة المورمونية» والمحاطة بالجبال. وكان العديد من ا مشاركين في هذا الحدث من الأشخاص ذوي الوزن الزائدء لكنه لم يكن من الواضح ما إذا كان هذا سمة دالة على الاتجاه الوطني أو الصناعة التي كانوا يعملون فيها. ومع الابتسامات على وجوههم وروح المودة لديهمء بدا أن هؤلاء جميعا يستمتعون بأداء عملهم وكانوا فخورين بمشاركة أفكارهم في مجال الأعمال الإصلاحية.

219

رأسمالية الكوارث

كانت الأغلبية الطاغية من هؤلاء من الرجال وكان من بينهم بيضء وآخرون

من أصول إسبانية, وأمر يكيون أفارقة. وكان هؤلاء الرجال هم حراس سجون. ومقاولي سجونء وموظفين في إدارات مديري الشرطة. وخبراءً العلاقات العامة في مجال السياسة. وجيوشا من المستشارين ومدققي الحسابات من سجون في الولايات المتحدة وأخرى حول العالم. وأعرب كثير من هؤلاء عن الرغبة في تحسين ظروف المعتقلين من السجناءء وكان يمكن أن يكون من قبيل السطحية بوضوح تخيّل أن الآلاف من هؤلاء المشاركين كانوا جميعا ساديين؛ ولكن كان هناك قدر قليل من التشكك الجاد في الأيديولوجية العقابية القاسية التي ترتكز عليها «العدالة» الأمريكية.

وفي جلسة تلو الأخرى أوجز متحدثون رؤيتهم بالنسبة إلى التعامل مع حالات انتحار محتملة» والتغطية الإعلامية السيئة» والرعاية الصحية. أما زميلي الصحافي شين باور - لم نرٌ حضورا لممثلين آخرين من وسائل الإعلام - فقد زار المؤتمر السابق الذي عقد في مدينة أخرى. وبعد مغادرق طرد باور من قاعة المؤتمر من قبل «الاتحاد الإصلاحي الأمريكي» (أيه سي أيه) في مدينة سولت ليكء لأنه, وفقا يا زعمء م يُفصح عن هويته بوصفه صحافياء على الرغم من أنني لم أره قط يُخفي هذه الحقيقة. غير أن ما يدعو إلى الغرابة أن صورة لباور ظهرت في الطبعة التالية من مجلة (أيه سي أيه) بصفته مشاركا في ال مؤتمر. وقال باور إنه قد التقى عددا من الأشخاص العاملين في صناعة السجونء وإنهم اعترفوا بالرغبة في تحرير الطرق التي يُسجّن من خلالها الأفراد. وأن البعض من هؤلاء قد نجح في عمل تغييرات طفيفة. غير أن الضرورة المهيمنة ظلت العقاب من أجل الربح. وسمعت الكثير من الحديث المتشدد على غرار الأحاديث الجمهورية في مدينة سولت ليكء وأصواتا توجه سهام النقد إلى الأقليات, مع إظهار قليل من التعاطف حيال نزلاء السجون.

كان باور يعرف ماذا يعني الاضطراب العاطفي للمرء إذ يقبع خلف قضبان السجن, وذلك بعدما تعرض هو نفسه للسجن ستة وعشرين شهرا في إيران على إثر قيامه هو وزوجته وأحد الأصدقاء برحلة سيرا على الأقدام انطلاقا من العراق في العام 2009 ليجدوا أنفسهم. من غير قصدء داخل الأراضي الإيرانية. ولدى عودته إلى الوطنء أجرى تحقيقا صحافيا عن الحبس الانفرادي في السجون الأمريكية,

230

الولايات المتحدة... فوجد أن الظروف هناك كانت أكثر انعزالية ووحشية من تلك التي كان قد عاشها في سجن إيفين 8915 في طهران. وحين أصدرت واشنطن آخر مرة في العام 2005 بيانات عن سجناء احتّجزوا في الحبس الانفراديء كان العدد قد وصل إلى ثمانين ألفا. وكان قد جرى عزل الكثير من هؤلاء السجناء. مع احتمال قليل لإطلاق سراحهمء بسبب ارتكابهم جرائم من قبيل قراءة كتب تتعلق بجناح اليسار والأدب الأسود!2. وقد استند مسؤولون في كاليفورنيا إلى حيازة مواد كهذه بوصفها دليلا على الانتماء إلى عصابة, ومن ثم قرروا أن الحبس الانفرادي كان العقاب المناسب لهؤلاء. وفي ولاية كارولينا الجنوبية يرسل مسؤولو السجن النزلاء الذين يُضبطون وهم يستخدمون موقع فيسبوك إلى الحبس الانفرادي سنوات.

بل إن الأطفال دون سن الثمانية عشر عاما مازالوا يخضعون للحبس الانفرادي في العديد من الولايات الأمريكية. إذ كشفت الأرقام التي أصدرتها وزارة العدل الأمريكية في العام 2011 عن أنه من بين 3 من القاصرين في مراكز احتجاز الشبابء كان هناك واحد من كل خمسة في الحبس الانفرادي - فيما كان هناك 95 ألفا من الأحداث محتجزون في سجون الكبار. وقد كشفت دراساتٌ عن العذاب البدني والعقلي العميق لهذه التجربة - والذي كان تمارس في مؤسسات عقابية خاصة وعامة على السواءة©.

لكن «الاتحاد الإصلاحي الأمريكي» (أيه سي أيه) لم يتحدث عن مثل هذه الأمور, مفضلا على ذلك تقديم نفسه باعتباره منظمة إصلاحية وتنويرية. وفي أثناء اجتماع للجنة الإصلاحات الدولية 5دملاءع22ه0 1[هممةتمع مط زه عع 1متصام المنبثقة عن الاتحاد. أعرب أعضاء اللجنة عن شعورهم بالفخر لأنهم قد أسسوا برنامجا للمنح الدراسية للأشخاص الفقراء في البلدان النامية والذين كانوا يريدون حضور المؤتمر المقبل لاتحاد «أيه سي أيه» في كاليفورنيا - والذي ربما كان طريقة لتحسين صورة صناعة السجون في أعين الجمهور العام.

وقد حضرت شخصيا جلسة تناولت الدروس التي يمكن الاستفادة منها من تجربة السجون في الدول الإسكندنافية. وكان جيم كونواي (005502) مدال وهو مدير مراقب متقاعد من مؤسسة أتيكا الإصلاحية سيئة السمعة في نيويورك

اهلا اعلا مذ بتاع ه82 لهدمناءء:02© وعتائة - حيث مات ثلاثة وأربعون

251

رأسمائية الكوارث شخصا على الأقل أثناء انتفاضة حدثت في العام 1971 - قد قام بجولة لسجون المنطقةء والتي لم يكن أي منها مخصخصا. وكان كونواي مدهوشا بما رآه من أوضاع السجناء. وعدد الحراس الذين جرى توظيفهم. والمطايخ المجهزة تجهيزا جيداء واستخدام الطاقة الشمسية.

لكن كونواي لم يقتنع بذلك. ذلك أن الدول الإسكندنافية كانت «تركز على خصوصية نزلاء السجون. أما في الولايات المتحدة, فلم يكن ثمة وجود لهذا الحق في الخصوصية. فالمجتمع هو الذي من المفترض أن يكون طبيعياء وليس السجن. الخصوصية حق تخليت أنت عنه حين جئت إلى هنا. هم يضعون الناس في الحبس الانفرادي مدة لا تزيد على أسبوع إلى عشرة أيام. في الولايات المتحدة نحن لا نفكر مرتين بشأن وضع شخص ما بعيدا مدة عام». وشارك أحد الحضور من جمهور الرجال كونواي تشكيكه هذاء فقال: «إن الثقافة هناك مختلفة. إنه نظام حدود مفتوحة. ولذلك يممكن لأي شخص يصل إلى هناك الحصول على فوائد ومساعدة».

وتميزت جلسة أخرى بمشاركة اثنين من الأطباء كانا يعملان لدى شركة «كوريزون» 2.521 وهي شركة خاصة لتشغيل السجون, والتي حققت أرباحا من تقديم الرعاية الصحية للنزلاء. وجادل الطبيبان كلاهما بأن شركتهما كانت «تفعل عملا عظيما». حيث قللت من معدلات الانتحار في السجونء على رغم أنها مازالت مرتفعة بشكل عنيد - وهو ما كان يمثل أحد الأسباب الرئيسة للوفيات بين النزلاءء وا مسؤول عن وفيات بشكل يفوق وفيات المخدرات, والمشروبات الكحولية, أو جرائم القتل. وكان رجل يدعى فرانك سمارت 50236 ع1صه:8 قد مات في سجن بولاية بنسيلفانيا في العام 2015: واتهمت أمّه موظفي الرعاية الصحية لدى شركة «كوريزون» داخل المنشأة يعدم إعطاء ابنها الأدوية المطلوبة. وكان سمارت يعاني نوبات صرع. وم يكن قد تبين بعد أنه مذنب بارتكاب أي جريمة. وكانت شركة «كوريزون» قد حصلت على العقد في سجن مقاطعة أليغني 7هناهن) تإمعطوء11اق آنه[ بعد أن وعدت بتخفيض تكاليف الرعاية الصحية بمقدار مليون دولار.

إحدى الفعاليات الأخيرة في المؤتمر كانت دليلا ثاقبا إلى إدارة الإعلام. وكانت كارلا ويست 117656 12118 مديرة الاتصالات بمكتب مدير الشرطة بمقاطعة ديفيدسون 01267ن) جره1033105 في ناشفيل 1125131116 بولاية تينيسي. متحدثة نشيطة. وحثت

252

الولايات المتحدة...

ويست حراس ومديري السجون على أن يكونوا أمناء وألا يتملصوا من الرد على أسئلة الصحافيين. وشرحت الموضوع بقولها: «حين ثيرم تعاقدات للسجون مع «سي سي أيه». فإنه من المهم بالنسبة إليناء بوصفنا مديري شرطةء أن يكون لدينا نقاط الحديث نفسها التي لدى المقاول الخاص. ففي بعض الأحيان تظهر قصة إعلامية تبين أننا لم ننسق رسالتنا». اقترحت ويست أن يستخدم مقاولو السجون «كلمات العلاقات العامة لتلطيف معاني الأفعال». وقد لاحظت هذا الاتجاه في مناقشات الهجرة في بريطانيا وأستراليا. فعلى سبيل المثالء كانت عبارة «السكن المقيد» تعني الحبس الانفرادي. وكان المصطلح «شو» ناط5, الذي اشتهر في البرنامج التلفزيوني «البرتقالي هو الأسود الجديد» 812 518 15 بع0222). يعني «وحدة السكن الأمني» - وبعبارة أخرى: العزلة الكاملة.

في المساء. حضرتٌ حفلا مع شين باور نظمته شركة «جي ني إل» :11 ©). والتي تورد خدمات الاتصالات والتكنولوجيا إلى السجون. وفي مكان يُسمى «حانة الخنزير الأخضر» طنا 218 62668 بالقرب من وسط المدينة, تجمعنا في حانة على سطح يطل على الجبال بينما كانت الشمس تغرب. وقدمت الحانة, التي كانت مكتظة بأشخاص بيض معظمهم من ذوي البطون الكبيرة» سندويشات التاكو ومشروبات كحولية مجانا إلى الجميع لإضفاء قدر من الليونة على المحادثة - وكان ذلك مجاملة من شركة «جي في إل».

وكان الأشخاص الذين حضروا الحفل ودودينء وكان العديد من هؤلاء الذين يرتدون الزي الرسمي للشركة حريصين على الدردشة مع الآخرين والاستجمام. كان جريج 0168 يعمل لدى «جي ني إل» حيث كان قد خدم في مجال الاتصالات للسجون ثمانية عشر عاما. وكان يحب عمله لأنه كان شغوفا بالتكنولوجيا ومستمتعا بفرصة الترويج لها. وقال لي: «هذه الصناعة لم تتغير منذ ما يزيد على مائة العام. وهي كانت تدار من قبل رجال لم يروا ثمة حاجة إلى القيام بذلك. لكن التكنولوجيا الجديدة هي التي فرضت هذه التغيرات. ويقف جيلي في طليعة ذلك».

أما سكوت 6م56 فقد عمل لدى شركة «كول سينس» 56256 0811 البريطانية. كانت شركة صغيرة بسبعة من العاملين فقط في أمريكاء لكن آفاق النمو لديها كانت جيدة للغاية. فقد كانت تبيع جهازا للكشف عن المعادن والذي كانت السجون

03ذ2

رأسمالية الكوارث

تسعى جاهدة إلى الحصول عليه للعثور على الهواتف المحمولة؛ والسكاكين, والبنادق. وأخبرني سكوت أنه قد عمل في السابق في مجال بحوث الخلايا الجذعية, لكنه كان منجذبا إلى عمل يتيح له فرص السفر. وكان يحب «مجال العمل الإصلاحي لأنه كان ودودا ويساعد الناس».

كانت هذه أمسية كاشفة تحدث فيها أفراد يعملون لدى شركات مربحة بأريحية, وراحوا يتوددون إلى الآخرين ويصادقونهم ويتحدثون عن أمور المهنة. وجميع من تجاذبت أطراف الحديث معهم قالوا إنهم حرصوا على حضور كل مؤتمر يعقده اتحاد «أيه مي أيه» الذي يُعقد دائما مرتين سنويا في مدينتين مختلفتينء للمشاركة في الأفكار ولقاء زملاء المهنة الذين يتنافسون معهم أحيانا في السوق. وهؤلاء الرجال (وبعض النساء) كانت لديهم وظائفهم. وهم لم يتشككوا في أخلاقيات نموذج العمل الذي كانوا يعملون في ظله. وهذا لم يجعلهم عديمي أخلاق. بل جعلهم سعداء فقط بالعمل في صناعة لم تكن موجودة قبل بضعة عقود.ء ولكنها صارت تعمل الآن بسلاسة بفضل التعاون مع عدد لا حصر له من إدارات مديري الشرطة في أنحاء البلاد. غير أن نموذج العمل المديم لذاته - مع وجود متزايد لجماعات الضغط السياسية التي تؤدي إلى الطلب المتزايد - قد تجاهل التكلفة الاجتماعية الأوسع الناتجة عن حبس ملايين الأمريكيين وكأنهم سلع يُعمّد إلى تخزينها في مستودعات.

في اليوم الأخير للمؤتمرء شاركثُ في جولة نظمها اتحاد «أيه سي أيه» لزيارة أقدم سجن في ولاية يوتاء وهو سجن مقاطعة واساتش أنه[ #صداه© طغدوقه18. وكان نزلاء هذا السجن من القتلة» والمغتصبينء والمحتالين. كان محيط المركز رائعاء حيث بدت الجبال الشاهقة في الأفق» على رغم أن مباني المرفق كانت في معظمها قديمة ومنيعة.

وعلى رغم أن واساتش كان سجنا عاماء فإنه كان يُدار بدافع الربح. وكان يوجد هنا مقر شركة «الصناعات الإصلاحية في يوتا» (يو سي آي) لهدمناءعه00 طهئنآ 1001) 5165كداخم1) - وهي شركة توظف السجناء مقابل أجور منخفضة لإنتاج الأثاث. وخدمات الطباعة, ولوحات السيارات لسكان يوتا. وكان هدفه المعلن هو تعليم السجناء المهارات الحيوية التي سيحتاجون إليها عند إطلاق سراحهم: لكن العمل الذي كان يُشْرف عليه في السجن كانت له علاقة بالربح أكثر من ارتباطه

254

الولايات المتحدة... بإعادة تأهيل هؤلاء السجناء. وسألتٌ عما إذا كانت تكاليف العمالة يتعين أن تكون منخفضة هكذاء ولكنني أخبرثٌ بأن السجناء كانوا سعداء بإبقائهم مشغولين.

وأثناء جولتي داخل السجن شاهدتٌ ورش عمل متنوعة لشركة «يو سي آي», وقد تضمنت مطابع متطورة ومرافق لإنتاج قطع أثاث كبيرة وصغيرة. وكانت ا مصانح مستودعات كبيرة بها أجواء سلمية. وم أرَ حراسا حول السجناء. غير أن عددا منهم كان يتبع مجموعتنا الزائرة. وأخيرثٌ بأن النزلاء حسني التصرف فقط هم الذين كان يُسمّح لهم بالعمل والتدرّب لدى «يو سي آي». وكان هؤلاء الرجال يتقاضون أجورا زهيدة - يتراوح بين خمسة وأربعين سنتا للساعة الواحدة وبضعة دولارات. ولكن الأجر في الأغلب أقل من دولار. وكان هذا أقرب ما يكون إلى العمل العبودي.

كان مركز ستيوارت 5]682:6 لاحتجاز الهجرة يقع على مشارف منطقة لامبكين كام طتدآ في ولاية جورجيا - وهي مدينة أشباح طوال أيام الأسبوع. وكان الزائرون والمحتجّزون الذين يصلون إلى المركزء الذي يضم ألفي سرير تقريباء يجدون لافتة ترحيب مطلية ضخمة على خزان مياه خارجي تحمل عبارة: «مي سي أيه: قائد أمريكا في شراكات الإصلاحات». وكان هذا المركز واحدا من أكبر مرافق الهجرة المخصخصة في البلاد.

وقد شملت جولتي في المركز كل شيء باستثناء زيارة جناح العزل للسجناء. وسمح لي بحمل كاميرا التصوير الخاصة بيء ومفكرة. وقلم: ولكن ليس هاتفي المحمول. وخضعت جميع مقتنياتي للكشف عليها بأشعة إكس. وهي المهمة التي نفذتها موظفات من الأمريكيين الأفارقة, ووضعت نظارق الشمسية وهاتفي داخل خزانة. وكان خمسة رجال يتبعونني في كل مكان: أحدهم من «سي سي أيه»: ومشغل اللركز, والباقون من «آي سي إي». وكان وجود هذه الحاشية يبدو أمرا مبالغا فيه. كانوا متوثبين وسريعي الاهتياج طوال الوقتء كما بدوا قلقين إزاء أسئلتي» وقلقين أيضا من أن شيئا ما غير متوقع قد يحدثء ومتوترين من احتمال أن أرى شيئا ما يمكن أن يسبب لهم الإحراج. وأسفل ممر طويلء كانت الإضاءة فيه شديدة بفعل مصابيح النيون وتفوح منه رائحة الطلاء ومواد التنظيفء كانت طوابير من النزلاء تسير مرورا بي - بعضهم كان يبتسم,ء والبعض الآخر أخذ يلوح بيده, في حين بدا آخرون بائسين.

255

راسمالية الكوارث

وكان يُطلق على باراك أوباما لقب «رئيس الطاردين» بسبب العدد القياسي من المعتقلين الذين قد أبعدتهم إدارته قسرا من البلاد. ففي العام 2014, أصدر «معهد سياسة الهجرة» (إم بي آي) 8121) عأمطناكم1 تإعناهط مهنغومج81): تقريرا أشار فيه إلى أنه في السنوات الخمس الأولى له في السلطة. رخّلت إدارة أوباما ما يربو على 1.9 مليون شخص - وهو عدد يساوي تقريبا عدد من طردتهم إدارة بوش من البلاد في فترتي رئاسته (مليوني شخص). وعلى رغم أن أوباما أدخل سلطة تقديرية مهمة للادعاء العام لإدارة برنامج تطبيق القانون الخاص بالهجرة, وأن العام 2014 شهد تراجعا طفيفا في معدلات ترحيل المهاجرينء فإن معهد سياسة الهجرة جادل بأن «إنفاذا أكثر إنسانية للقانون يتعارض أساسا مع سيطرة أكثر صرامة على الهجرة»». وأن «نظاما أكثر قوة لإنفاذ القانون» يؤدي حتما إلى إلحاق ضرر بالأسر والمجتمعات الراسخة»!35.

ووجدت صحيفة «نيويورك تاهز» أن ثلثي المهاجرين الذين أبعدتهم إدارة أوباما قد ارتكبوا مخالفات بسيطة, وذلك من قبيل المخالفات المرورية: أو عدم ارتكاب جرائم على الإطلاق©0. أما المهاجرون الذين كانوا الأكثر معاناة من عمليات الطرد هذه فكائوا أصلا من جواتيمالاء وهندوراس, والسلفادورء والذين كانوا في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني؛ حيث كانت هذه الدول الثلاث تشكل نسبة 9 ف المائة تقريبا من عمليات الطرد الفدرالية لدى «آي سي إي». وفي العام 2014 وحدهء وصل نحو تسعين ألف طفل إلى الحدود الأمريكية هربا من الفقر وحرب المخدرات التي أشعلتها الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى. وهكذا باتت الحدود الجنوبية ساحة عسكرية, حيث تمكنت شركات» من بينها شركات تصنيع الأسلحة «ريثيون» ممع ط) 2113 و«لوكهيد مارتن» صنامد8/1 40ع1.0106: و«بوينغ» وصاءعه8, وكذلك شركة الأسلحة الإسرائيلية البارزة «إيلبيت سيستمز» 5صمع:8تز5 غ811, من كسب مليارات الدولارات من وراء محاولاتها إبعادّ المهاجرين37,

كان متوسط مدة إقامة النزيل في ستيوارت ثمانية وثلاثين يوما - وهي أقل بكثير من معظم مدد عقوبات السجن - لذلك كان من المتعذر عمليا بالنسبة إلى المحتججزين تكوين أي شعور روتيني. وفي حين كان أمرا إيجابيا تفادي الاحتجاز طويل الأجل إلى حد كبير (وذلك بخلاف الحال بالنسبة إلى طالبي اللجوء في بريطانيا

2056

الولايات المتحدة...

واليونان وأستراليا)» فإن النزلاء كانوا يُنقلون في الغالب من مرفق إلى آخرء بينما كان آخرون يُرحلون ويُعادون إلى بلدانهم الأصلية في إطار عملية كانت تفتقر إلى الشفافية؛ كانوا مجرد أرقام للمعالجة: أجسام للنقل إلى أماكن أخرى.

وفي يوم زيارق إلى مركز ستيوارت للاحتجاز. كان 1766 معتقلا خلف القضبان - وكانت الأغلبية العظمى من هؤلاء من السلفادور وهندوراس والمكسيك وجواتيمالاء غير أنه كان هناك ستون دولة أخرى ممثلة, من بينها بنجلاديش والصين ونيكاراجوا وبيرو والصومال. والعديد من هؤلاء النزلاء كانوا يعيشون في مبان كبيرة محظورة ومحصنة كان الحد الأقصى لإشغالها اثنين وستين نزيلا. وكان هناك آخرون يقيمون في غرف أصغرء أو في وحدة الفصل. ولاحظت وجود عدد قليل من موظفات «مي سي أيه» داخل اطلباني مع النزلاء الرجال. كما رأيت لافتة بجانب إحدى الغرف عليها عبارة: «عند الدخول إلى مبنى المحتجزينء فإن على موظفات «مي سي أيه» إعلان أنهن من العاملات في المبنى».

كان نمة مبنى آخر أخفتت الأضواء فيه لأن النزلاء قد بدأوا العمل في المطبخ في الساعة الخامسة صباحاء وكانوا الآن في فترة استراحة. وكان النزيل يتقاضى 4 دولارات يوميا من «مي سي أيه» مقابل أداء واجبات العمل في المطبخ. وأجرا أقل مقابل أعمال أخرى (فالحلاقون» على سبيل اللثال. كانوا يحصلون على دولارين في اليوم الواحد). وأخيرني اتحاد «آي سي إي» بفخر أن القانون كان ينص فقط على أن تدفع الولاية دولارا واحدا عن كل يوم عملء وهكذا كان مركز الاحتجاز «سي سي أيه» يقوم بعمل رائع. كانت هذه أجورٌ عبيد. وهو ما كان يُبِرّر ببساطة لأن هؤلاء النزلاء كانت لديهم سلطة سياسية صغيرة جدا للمطالبة بما هو أكثر من ذلك. في الوقت نفسه كانت شركات السجون تنشر إعلانات عن عمل نزلاء السجونء والتي

مثل شركة «أي بي إم» 6 و«بنك أمريكا» هء1تعصرة غه علصد8 393

وكان هنالك رجال في مبنى آخر شديد الإضاءة يرقدون على أسرتهم ذات الطابقين تحت ألحفة وملاءات. وكان الطبنى مجهزا من الداخل بميكروويف» وتلفزيون الكابل2 ومغسلة. و«بلاي ستيشن» 212725680082 و«وي» 11/لا. وكان أحد الرجال يرتدي سماعة الرأس ليستمع إلى التلفزيون أمامه. وكانت

257

رأسمالية الكوارث

الأحواض والطراحيض خلف ستارة. وكانت توجد طاولات ومقاعد معدنية مثبتة إلى الأرض. «أنا لا أقول إننا هنا مثل فندق هيلتون». أخبرني أحد مديري «آي سي إي» - على رغم أنه شرح أنه كان فخورا بما يقدمه مركزه. ورأيت لافتات كتبت عليها بالإنجليزية والإسبانية عبارة: «حافظ على مركز الاحتجاز آمنا: مركز آي سي إي لا يتسامح بشأن الانتهاك والاعتداء الجنسي».

وكان يوجد تنويه يتضمن رقم هاتف بمكن للنزلاء الاتصال به إذا ما احتاجوا إلى ا مساعدة, غير أن ناشطين زعموا أن هذا لمم يكن سوى واجهة مزخرفة في نظام كان يستهدف معاقبة المهاجرين. وكانت هنالك هواتف متاحة للنزلاء للاتصال بمحامين. وسفارات. وأصدقاء. على رغم أن التكلفة كانت باهظة بسبب التلاعب بالأسعار من قبل الشركات التي تبيع بطاقات الهاتف للمحتجزين. كان هذا عملا مربحا على نطاق واسع - وهو مجرد واحد من أسواق عديدة يمكن أن تستغل في نظام الحيس في أمريكا. وكان من الشائع بالنسبة إلى إدارات مديري الشرطة المحلية جمع امال من هذه المكامات الهاتفية المكلفة» وهي مهمة كانت تكلف النزلاء ثمنا باهظا. إذ كان النزيل يدفع 15 دولارا تقريبا مقابل شراء أقل من 13 دقيقة للتحدث عبر الهاتف.

وأثناء الجولة كان موظفو مركز «آي سي إي» أو شركة «مي سي أيه» يظهرون فجأة - لم أستطع أن أجزم إلى أي منهما كان ينتمي هؤلاء - ويقولون بضع كلمات عن المركزء ثم يتوارون عن الأنظار. وسألت أحد هؤلاء كيف يحصل النزلاء على قص شعر مجانا فقال إنه يعطي أولوية محتجّزين كانوا حريصين على النظافة والاهتمام بمظهرهم قبل المثول أمام المحكمة. وم تكن هنالك قيود مفروضة على الشعر أو اللحيةء وقال مدير لدى مركز «آي مي إي» إن بعض الرجال من جامايكا كان شعر الرأس لديهم مجدولا على شكل ضفائر طويلة: وأنه مم يكن هناك ما يمنع ذلك.

كانت مكتبة مركز الاحتجاز مكتظة بأعداد لا حصر لها من كتب الإنجيل والروايات الرومانسية. وكان ال محتجزون يلعبون كرة القدم وكرة السلة. داخل المركز وخارجه. تحت السماء الزرقاء المشرقة. فقد كانت لديهم ساعتان في كل يوم للاستمتاع بالهواء الطلق. وقال لي أحد مديري المركز: «نحاول أن نجعلهم مشغولين, لأننا نعرف أنه إذا لم ينشغلوا بعمل أي شيء. فسوف تحدث متاعب». وجلس رجال بعضهم حول بعض وهم يرتدون ملابسهم ذات الألوان المختلفة: فاللون الأزرق كان

258

الولايات المتحدة... يعني أنهم لا يمثلون خطرا أمنياء واللون البرتقالي كان يعني أنهم يمثلون خطرا أمنيا بدرجة طفيفة. أما أصحاب اللون الأحمرء فلم يكن لهم أي وجود. لأن هذا اللون كان يرتديه النزلاء في قسم مختلف بالركز.

وفي المركز الطبي رأيت نزيلا يرتدي حلة برتقالية وينتعل حذاء ماركة «كروكس» 8 برتقالياء وقد عُمد إلى إيصاله بجهاز التنقيط. ورفض المسؤول الطبي إخباري بحالته. وتساءلتٌ عما إذا كان هذا الرجل يعاني مرضاء أو خطر الانتحار. وبمجرد أن ألقيت نظرة عليه: واصلنا تحركنا.

كان مركز ستيوارت ينتظر تعيين طبيب بدوام كامل. ووظف اللمركز اثنين من أطباء الأسنان بدوام كامل فضلا على اثنين وستين من أفراد الطاقم الطبي. وقال ا مسعف الطبي إنه كان من الصعب توظيف عاملين لأن ال مركز كان بعيدا جدا. وكانت العقاقير المضادة للاكتئاب توصف أحيانا للمحتجّزين. وذلك لأن الأشخاص الذين كانوا يأتون من السجن إلى مركز احتجاز الهجرة كانوا يعانون مشاكل صخية عقلية متزايدة. وقد عمدت الولاية إلى وضع هذه المرافق في مناطق نائية حيث كانت الحالة الصحية والظروف سيئة حتما. وفي أحد ال ممرات كانت توجد صورة مُعلقة لرجل وهو يصعد على جبل جليديء مع رسالة تقول: «لا يمكنك إنهاء ما لا تبدأه». ولم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه الرسالة التي كتبت على طريقة أوبرا(*) طع:م0© تستهدف النزلاء أو الحراس.

وأخبرتٌ بأن قاعة الطعام, أو «خط الطعام», كان يقدِّم ثلاث وجبات في اليوم, والتي يخطط لها أخصائي تغذية. ورأيت مئات من الرجال يصطفون في طابور للحصول على وجباتهم. وجلس رجال إلى طاولات الطعام وقد ضعت صوان أمامهم؛ ولاحظتٌ بعض هؤلاء وهم يتلون الصلوات قبل الأكل. وعلى الصينية كان يوجد خبز بنيء ومعكرونة بالجينء وجزرء وكرفسء وسلطة. وقطعة كعك محلاة صغيرة. وكان الجميح يحصلون على الوجبة نفسهاء إلا إذا أراد البعض منهم وجبة خاصة أو دينية, وقال مديرو مركز «آي سي إي» إن وجبات الطعام كانت تقدّم إلى النزلاء من المسلمين واليهود والبوذيين بناء على طلبهم.

(*) أوبرا وينفري برع قهة7# طهئم0). مقدمة البرامج الحوارية الأمريكية الشهيرة. [المترجم!.

259

رأسمالية الكوارث

وفي يونيو من العام 2014 شارك العديد من النزلاء في احتجاج بشأن الطعام, وهو الاحتجاج الذي كان يتضمن إضرابا عن الطعام. حيث شكا المحتجون من أن الطعام كان يحتوي على ديدان. وأخبرني المركز بأن هذا لم يكن صحيحاء وأن الحقيقة هي أن ما كان يُعتقد أنها ديدان كانت نوعا من براعم الفاصوليا التي كانت تشبه الديدان إلى حد كبير. وعلى رغم أنه كان من المستحيل تحديد صحة ادعاءات المركزء فإنني سمعت انتقادات مماثلة من نشطاء في مجال الهجرة في ولاية جورجيا. هناك حفنة من شركات كبرى, من بينها «أرامارك» عاتقستدحف تنتج الطعام وتبيعه للسجون ومراكز الاحتجاز في أنحاء البلاد. وكانت هناك تقارير مستمرة من المحتجزين حول المرض والجوع09.

وبالنسبة إلى الفحص الطبي اليومي كان يتضمن إجراء فحوص خاصة بمرض السلء. وقال المركز إن الحالات الصحية المتعلقة بالعين والقلب كانت آخذة في التحسن بصورة منتظمة في الاحتجازء. حيث إن الكثير من المحتجزين لم يروا طبيبا على مدار فترة طويلة» إن لم يكن على الإطلاق. وقال مدير مركز «آي سي إي» بفخر: «إن الرعاية الطبية عظيمة هنا. فنحن نصلحهم حين يأتون إلينا محطمين». ولكن هذه كانت وجهة نظر مشكوكا فيها إلى حد كبير. ذلك أن واقع الاحتجاز المخصخص ينطوي على تخفيضات هائلة في الخدمات. والتي تعرض الحد الأدنى من الرعاية. فقد أصدرت «شبكة مراقبة الاحتجاز» ع1دهماء21 طءغه91 ممم ماع27 تقريرا في العام 2013 تضمن فحصا لمائتين وخمسين من مرافق الاحتجاز في أنحاء البلاد. والتي يدار الكثير منها من أجل الربح. حيث وجد أن أيّا من هذه المرافق لا يمكنها ضمان توفير الرعاية الطبية الأساسية أو الحماية الملائمة ضد الانتهاكات الجنسية والجسدية. كما أن الافتقار إلى الرقابة الرسمية أدى إلى تفاقم المشكلة. وذلك إلى جانب قانون إصلاح الهجرة غير القانونية ومسؤولية المهاجر 1/1681 أعة تلاط أقممموع8 أموموتصصد] كصة سروعس صممغءمعنصصم] الصادر في العام 1996. والذي سمح بمعاقبة النزلاء على ارتكاب جرائم صغيرة كأنها جنايات خطيرة”. ومن ثم ظلّ العقاب وليس إعادة التأهيل للسجناء. هو محور التركيز لدى الشركات والحكومة: لأنه كان أكثر ربحية. ففي العام 2015, رفضت شركة «سي سي أيه» اقتراحا بسيطا قدمه أليكس فريدمان سهحسلءع1آ ععآا ىف وهو سجين

2060

الولايات المتحدة...

سابق والمدير المشارك حاليا في «مركز الدفاع عن حقوق الإنسان» كغطونظ مهسب معغدع0 عومع]ء2آ, وكان الاقتراح يقضي بإلزام الشركة بدفع مبلغ إضافي بنسبة 5 في المائة من دخلها الصافي للحد من حالات العودة إلى ارتكاب الجرائم!!*. في هذه الأثناء كانت اللعارضة لهذه الشركات في ازدياد؛ حيث أطلق «تحالف السجون بين الأديان» صمغخلهه0 دصوولوط طغنه:ء)م1 حملة في العام 2015 لقاطعة وسحب الاستثمارات من شركات حققت أرباحا من عمالة السجونء وكانت تتقاضى أسعارا باهظة مقابل المكالمات الهاتفية للسجناء.

النظام متلاعب به ليُفيد شركات مثل «سي سي أيه»» وهنالك أمثلة أكثر مما يمكن الاستشهاد به هنا لإظهار عدم استعداد الشركة لفرض الحد الأدنى من معايير الرعاية» بينما كان تزييف السجلات من الأمور الشائعة2. إذ دأب مركز الاحتجاز «آي سي إي» ووزارة الأمن الداخلي على رفض التحقيق في انتهاكات مستمرة» ومن ثم انفضت قضايا من دون عقابء وكانت تتضمن حالات ولادة لسجينات قبل الموعد المحدد للوضع, لأن حراس شركة «سي سي أيه» قد تجاهلوا صرخاتهن طلبا للمساعدة. فضلا عن إعطاء أدوية غير صحيحة للنزلاءء مما يسبب ا مرض والوفاة. وفي حالة واحدة ضمن قائمة طويلة من الانتهاكات, ماتت باميلا ويثرباي 18عدةآ بإطرعطه517 البالغة من العمر 45 عاماء في العام 2010, متأثرة بمضاعفات لها صلة يبمرض السكريء لأن موظفي «سي سي أيه» ف سحن داوسون مه1028775 للولاية فى تكساس قد أعطوها أنسولين من النوع رخيص الثمن بدلا من الأدوية التي وصفها لها الطبيب. ولهذا أقامت أسرتها دعوى قضائية ضد «سي سي أيه» بسيب الإهمال. إن نقص الموظفين, فضلا عن ضعف التدريبء قد كانا السبب وراء حدوث مثل هذه المآسي, والتي كانت نادرا ما تمنع شركات مثل «سي سي أيه» من الحصول على مزيد من العمل.

إن واقع الاحتجاز المخصخص هذا أماط اللثام عن نفسه في أصغر التفاصيل. إذ اعتادت شركة «سي مي أيه» تزويد النزلاء في مركز ستيوارت بأحذية رياضة التنسء ولكنهم يشترون لهم الآن أحذية من نوع كروكس., لأنها كانت توفر مالا للشركة. وفسرت الشركة ذلك بأنه كان من الأسهل غسل أحذية كروكس بخرطوم اللياه عندما كانت تتسخ. وكان أحيانا يُرمَّد الاستهلاك لياه الاستحمام توفيرا للمال» وسمعتٌ

201

رأسمالية الكوارث

ادعاءات حول قطع مياه عن سجن ستيوارت. على رغم أن مركز «آي سي إي» وشركة «سي سي أيه» قد نفيا حدوث ذلك. وم تسمح «سي سي أيه» للزائرين بلمس المحتجزين في غرفة الاجتماعات في سجن ستيوارت, لأن الحراس سيكونون في حاجة إلى التدريب على إدارة والتعامل مع هذه التفاعلات الشخصية. وكان المزيد من التدريب يعني تكاليف زائدة بالنسبة إلى «سي سي أيه». وفي بعض المرافق الأخرى التابعة لهذه الشركة كان يحدث اتصال مباشر. وفي بعض الحالات كانت تُرالٌ النافذة الزجاجية في غرفة الزيارة. فالنشطاء كانوا يحثون باستمرار على تخفيف القواعد.

وفي سجن ستيوارت مررت بجانب حارس وهو يحدق في زنزانة مظلمة. وكان ينظر من خلال نافذة صغيرة إلى نزيل جالس كان يبدو في لحظة تركيز شديد وهو ينظر مباشرة إلى الأمام, وعيناه مفتوحتان تماما. ولم يكن النزيل مقيدا بالأصفاد, ولكنه جلس في حالة صمت تام وبلا حراك» مرتديا سترة انتحارية مقاومة للهب. وكانت تشبه سترة المجانين. وم يكن واضحا ما الشيء الذي من المحتمل أن يستخدمه لإضرام النار في نفسه حين يكون محبوسا في زنزانة منفردًا. بوجود حارس يراقبه مثل الصقر. وقال المسؤول الطبي إن مراقبة عمليات الانتحار ليست ضرورية دائماء ولكنه أشار إلى أنه في ظل المعدل المرتفع لحالات النقل والترحيل من سجن ستيوارت, كانت الحالة الذهنية للمحتجّز هشة في الغالب.

وثمة باب آخر كان يؤدي إلى المحكمة الخاصة بالمركز. حيث كان يجري تقييم الدعاوى اللقدمة من المهاجرين الراغبين في البقاء في البلاد. وكانت هذه المحاكم خاضعة للفرع التنفيذيء وليس القضائيء للحكومة؛ ومن ثم كانت هنالك شكوك وتساؤلات جادة حول افتقارها إلى الشفافية بالنسبة إلى المحامين, والنشطاء والمحتجزين. كما أن العديد من قرارات هذه المحاكم لم تكن حتى تُدوّن كتابة, وكانت جلسات الاستماع سرية» والوصول إلى محامين كان بصورة متقطعة. وجميع المهاجرين تقريبا ممن كانوا يمثلون أمام المحكمة كانت تصدر إليهم أوامر ترحيل. وكان التمثيل القانوني اللؤهل من الأمور النادرة» ومن ثم كان العديد من المهاجرين تمثلون أمام المحكمة من دون أن يكون لديهم أي معرفة بحقوقهم القانونية. وتباهت بلدة للبكين المحلية بأن لديها محام واحد فقط. وكان ثماني عشرة من بين ثمان وخمسين محكمة من محاكم الهجرة في الولايات المتحدة موجودة داخل مراكز

262

الولايات المتحدة...

احتجاز الهجرة. وكان الجمهور مهتما بالكاد. على ما يبدو - فضلا عن عزوفه عن المشاركة - في إجراءات التقاضي !43

وخلافا لنزلاء السجون فى الولايات المتحدةء الذين كان تعاطي المخدرات والكحوليات شائعا بينهم: أخبرني مركز«آي سي إي» أن هذه المشاكل لم تكن موجودة في سجن ستيوارت. وعلى مدار الزيارة» لم أشاهد أي انتهاك, أو عنفء أو عنصرية. وكان مضيفيٌ ودودين ومنتبهينء ورفضوا المزاعم المتعددة التي كان يرددها النزلاء بشأن تعرضهم للاإعتداء والإهانة. وكان الحبس الانفرادي لايزال يستخدم ضد العديد من المهاجرينء وقد مات شخصان على الأقل في أثناء وجودهما داخل سجن ستيوارت: كان من بينهما روبيرتو مارتينيز ميدينا هصنلء2/1 #عصناعة]8 ممعم الذي توفي في العام 2009, لإصابته بمرض في القلب كان يمكن علاجه.

كانت عقوبة الحبس الانفرادي متفشية. وفي جميع أنحاء البلاد كان يوجد ثلاثة عشر سجنا من سجون «متطلبات المجرمين الأجانب» (مي أيه آر) لممتصاءك لفن) غمعسصءمنوءع2 معتلف)ء والتي تدار بغرض الربح. وكانت تؤوي 5 ألف نزيل ممن ليس بحوزتهم وثائق قانونية تسمح لهم بالإقامة في الولايات المتحدة. وفي الأغلب كانت الأوضاع داخل هذه السجون مروعة - إذ كان السجناء يعيشون في ظل ظروف صحية سيئة وتفوح منها روائح عفنة بل حتى إنه كانت هناك حصة نسبية ل«زنزانة العزل», والتي بموجبها كان يُحفْز مديرو المرفق على إرسال نزلاء إلى الحبس الانفرادي بسبب شكواهم من رداءة الطعام أو سوء الرعاية الطبية0". وفي أعقاب تحقيق استمر عدة سنواتء اكتشف اتحاد الحريات المدنية الأمريكي «أيه سي إل يو» أن مهاجرين في مراكز الاحتجاز المتربحة هذه كانوا يعانون بسبب الازدحام الشديد في الغرفء وكذلك بسبب صعوبة الحصول على التعليم وإعادة التأهيل. وكان أحد ا لمرافق في مقاطعة ويلامي بنسناهن برعهالة18 في تكساس يتكون من خيام نصبت في أشعة الشمس الحارقة, وقد عانت كثيرا بسبب غزو الحشرات. أما عقد إدارة هذا المرفقء والذي طرح من دون تقديم عطاءاتء فقد همت ترسيته في العام 6 على «شركة الإدارة والتدريب» 220 غ6 2اعع23ة3/1 م:ه© عصنمنه ومقرها ولاية يوتاء وبلغت قيمته 65 مليون دولار. وقد حامت شكوك بشأن الفساد حول مسؤولي المقاطعة في هذه العملية التي أدت إلى تسليم

203

راسمالية الكوارتن العقد للشركة!””. وضمن أحد شروط هذه الصفقة دُفع مبلغ بحد أدنى قدره 5 مليون دولار استنادا إلى معدل قدرة تشغيل بنسبة 90 في المائة - حتى في حال بقاء السجن فارغا. وف العام 22015 احتج نزلاء على ظروفهم السيئة وأضرموا النار في المرفق» مما أدى إلى تدمير جزء كبير منه. وبالتالي عُمد إلى إغلاقه وتُقل السجناء إلى أماكن أخرى. وعلى رغم أن مقاطعة ويلاسي قد تلقت وعودا بحصولها على أموال من مقاول المركز, فإنها واجهت حالة من عدم اليقين المالي.

إن الوصول إلى سجن ستيوارت كان عملية غريبة. فهذا المركزء شأن معظم مراكز الاحتجاز في العالم. كان مغلقا أمام الجمهور باستثناء زيارات قصيرة للمحتجزين. فمع وجود شركة خاصة تتولى إدارة هذا المرفق وحكومة مترددة في السماح للصحافيين بالدخول إليهء كانت المساءلة منخفضة. وكنت قد اتصلت بمركز «آي سي إي» قبل أشهر من وصولي لتقييم إمكانية الحصول على تصريح دخول. وبالنسبة إلى صحافي مستقل كانت هذه مهمة مستحيلة تقريباء لذلك استخدمتٌ مكانتي بصفتي كاتب عمود في صحيفة «جارديان» للشروع في هذه العملية. وزعم كل من «سي سي أيه» و«آي سي إي» أن المرفق م يكن يُدار باعتباره سجنا خاصاء ولكنه في الواقع كان يعمل على هذا النحو.

وف يوم زيارقي لسجن ستيوارت, التقيت ممثل «آي سي إي». فيني #نصصةلا؛ في مدينة بيتشتري 016) 620256 التي تبعد ساعة بالسيارة عن أتلانتا هغصة1)ة. وكانت هذه المدينة تعج بجيوش من عربات رياضة الجولفء والتي سُمح للقاصرين بقيادتها حول اطدينة. وكان فيني مضيفي طوال ذلك اليومء وأخذني في سيارته نوع «إس يو في» حيث استغرقت رحلة الوصول إلى لبكين ساعتين. وقد عمل فيني في مجال العلاقات العامة طوال حياته المهنية, بداية من العمل لدى الجيش الأمر يكي في الكويت إلى هيئة الحديقة الوطنية الأمريكية ع1عه2 2/286021 105 ©56110. وكان متشككا حيال التدخلات العسكرية الأجنبية, ومن مؤيدي الصحافي جلين جرينوالد 70214ه06 دمء1ت.: ودنافخ الصافرة» السابق لدى «وكالة الأمن القومي». إدوارد سنودين صع52010 80708204, وقال أن نظام الهجرة كان في حاجة إلى إصلاح عاجل. وهو م يكن بالممثل النموذجي لإدارة حكومية متشددة معروفة بطرد المهاجرين بصورة وحشية.

204

الولايات المتحدة...

قال فيني إن مركز ستيوارت قد وفر فرصا اقتصادية ضرورية في طبكين» وهي مدينة غير متطورة. وكانت باحة وقوف السيارات الخاصة بال مركز تغص مركبات لدى وصولنا. وأوقف فيني سيارته في المكان المخصص موظفي المركزء وبالقرب منه كانت توجد منطقة مسيجة مغلقة بأقفال حيث ترك مسؤولو إنفاذ القانون الزائرون أسلحتهم عند الدخول.

وأثناء جولتي ١‏ أتمكن من التحدث إلى أي من المحتجزينء الذين راحوا ينظرون إلي في حيرة. وبروح من الدعابة, ونظرات فارغة. وأعطتني جماعة محلية تساعد المهاجرين: تُسمى «إل ريفيوجيو» وذودق2 81 اسم ورقم نزيل كان لديه استعداد لرؤيتي» ولذلكء وفي نهاية الزيارة. اصطحبوني إلى غرفة زيارة صغيرة ذات جدران بيضاء. وكانت نافذة زجاجية تقسم المكان.

ظهر رجل يرتدي بدلة برتقالية من قطعة واحدة. وهو يبتسم ابتسامة صغيرة. كان اسمه ليندن هيدلي 1101 معلصااء وهو رجل أسود في الثانية والخمسين من عمرهء بلحية رمادية وشعر رأس مجدول على شكل ضفائر. وهو من مواليد جورجتاون 6601864012 عاصمة دولة غاياناء وقد أقام في الولايات المتحدة منذ العام 1975 وكان يتحدث بلكنة أمريكية. وأخبرني أنه سعيد بمشاركتي تفاصيله. وأن باستطاعتي نشر ما أريد. وكان يوجد حاجز أسود صغير في الجزء السفلي من النافذة التي تفصل بيننا وكان يمكن إزالته لتبادل الوثائق. وكانت هذه هي الغرفة التي يتشاور فيها المحامون مع موكليهم من النزلاء, وفي أثناء لقائنا مرر لي هيدلي عددا من الملفاتء التي عمدت إلى تصويرها.

كان هيدلي قد اثهم بعدد من جرائم المخدراتء وقال لي إنه كان يخشى ترحيله وإعادته إلى غاياناء والتي مم يرها منذ عقود. وبعد أن خدم في الجيش الأمريكي في لبنان واليابان في الثمانينيات» عمل في وظائف مختلفة على الرغم من أنه كان يعاني حالة مرضية تُعرّف باسم «اضطراب ما بعد الصدمة (بي في إس دي)» (8151. وكان لديه الكثير من الأطفال من نساء مختلفات. وعلى رغم أنه كان مقيما دائما بنحو قانوني» زعم مركز «آي سي إي» أنه قد انتهك بنحو متكرر شروط إقامته وأنه يجب ترحيله لأنه لم يصبح قط مواطنا أمريكيا كاملا. ْ

وقال لي: «أنا هنا في ستيوارت منذ ثلاثة أشهر. والحياة هنا تعيسة. وأنا نباتي» وكل وجبة في كل يوم مكونة من الفاصوليا والأرز والنشا. ومركز «آي سي إي»

265

رأسمانية الكوارث

يحاول ترحيلي إلى جورجتاون. حيث م أكن هناك منذ أربعة عقود. والمحامي الموكل بالدفاع عني بلا مقابلء والذي أوصاني زميل من النزلاء بالاتصال به. يخبرني دائما بأنني سيُعمّد إلى إبعادي لأن معظم الناس هنا سيواجهون المصير نفسه».

وقال هيدلي إنه في حال إطلاق سراحه. فسوف يعمل نجارا أو عامل بناء. وسيتزوج صديقته, وسيواصل حياته بسلام. وأعطاني المركز معلومات تزعم أن هيدلي كان يشكل خطرا على المجتمع, بما في ذلك مزاعم لا حصر لها حول حيازته المخدرات واتجاره فيها. ولكنه قال إنه فقط كان قد اعتّقل وفي حوزته ماريجوانا.

وقال: «أخثى العودة إلى غايانا بسبب العنف هناك». وكان الملف الكبير الذي أحضره لكي أراه يتضمن تقرير حقوق الإنسان لوزارة الخارجية الأمريكية, الصادر في العام 2013: وكتاب حقائق العالم عن غايانا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي أيه». حيث تضمّن كلاهما انتهاكات. وممارسات وحشية للشرطة: وفسادا.

وكان من المستحيل تقييم صحة القصة التي ر واها هيدلي الذي تحدث بهدوء عن وضعه. وكان من الواضح أنه يريد إيصال وضعه اليائس هذا. أما الإصرار على أن أتحدث إليه من خلال الحاجز الزجاجيء فإنه كان يبدو شديد القسوة بلا داع. لأنه لم يكن قاتلا مُداناء أو حتى خطررا. ومن اللافت للنظر أنه بعد جلسة استماع مركز«آي سي إي» في سبتمبر من العام 2014, أطلق سراح هيدلي ليعود إلى المجتمع. وذلك بعد أن قبلت حججُّه. فقد كانت قضية تسامح نادرة من قبل نظام كان يهدف إلى ترحيل أفراد بمعدل متزايد على نحو مطرد. وكانت نسبة الترحيل للمهاجرين في محكمة ستيوارت تبلغ 96 في المائة.

على أي حال من المتوقع أن تتفوق على سجن ستيوارت أكبرٌ منشأة للهجرة في أمر يكاء تديرها شركة «سي سي أيه». والتي سيكون افتتاحها في العام 2015 في بلدة ديلي :11116 الصغيرة في تكساسء والتي من المقرر أن تؤوي 2400 من النساء والأطفال. وكان النزلاء المسجونون هناك يواجهون فترة انتظار لا تقل عن اثني عشر شهرا حتى يحين موعد جلسات الاستماع لطلبات اللجوء الخاصة بهم. والأغلبية العظمى من هؤلاء لن تكون لديهم الفرصة للتمثيل القانونيء على رغم أنه ثبت بالدليل أن العثور على محام كان من شأنه أن يزيد من فرص اللاجئين إلى حد كبير للحصول على حق اللجوء. وقد زار برنامج «الدموقراطية الآن» مركز الاحتجاز

66ظ2

الولايات المتحدة... العائلي في ديلي حيث وجد أن سكان البلدة كانوا يتعرضون للخداع بشأن الأمن الاقتصادي والوظائفء في حين أخبر نزلاء مسجونون بفصلهم عن أطفالهم في ظل ظروف شبيهة بظروف السجن.

وبالنسبة إلى ديلي» أعلنت شركة «سي سي أيه» عن مجموعة متنوعة من وسائل الراحة. مثل توفير فصول دراسية فسيحة. ومناطق مخصصة للعبء واستراحات. غير أن عقد إدارة ديلي كان يمثل مشكلة: لاسيما أن مسؤولي إدارة أوباما تسرعوا في إبرام الاتفاق وتأسيس المرفق بموجب شروط وضعت لسجن تابع لشركة «مي سي أيه» في منطقة إيلوي إه81. التي تبعد مسافة ألف ميل عن بلدة ديلى. وأوضح مسؤولو إيلوي أنه لم تكن لديهم النية لزيارة أو مراقبة ديلي/.

وأثناء فترقي أوباما في منصب الرئاسة. استمرت إدارته في إبرام تعاقدات خارجية لإدارة مزيد من المرافق لمصلحة شركة «سي سي أيه» وشركات أخرى تجاهلت القوانين الفدرالية وانتهكت حقوق الإنسان. وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن» 0117 الإخبارية» قال أليكس فريدمان» وهو مستثمر ناشط وسجين سابق يملك أسهما في شركة «مسي سي أيه»» قال: «إن المسثمرين يرون هذا بمنزلة فرصة [أي سجن الحكومة للمهاجرين]. فهذا سوق من المحتمل أنه غير مطروقء وسيكون عليه طلب قوي»77). وكانت رأسمالية الكوارث هي الفائز. وانتقد سيلكي شاه طهط5 و5111 المدير المشارك في «شبكة مراقبة الاحتجاز» قرار إدارة أوباما بالتوسع في المرافق المخصخصة. حيث كانت حجته في ذلك هي أن «احتجاز الأسرة ممارسة تعسفية وغير إنسانية تؤدي إلى تآكل الروابط الأسرية وتقويض مصالح الأطفال»!*.

وفي الخارج في للبكينء كانت الطرق خالية. وكانت المتاجر الواقعة على الطريق الرئيس 56664 84815 خالية في معظمهاء حيث تقشر الطلاء على ألواحها الزجاجية. وكان محل لتحنيط الحيوانات هو أحد المتاجر اللفتوحة القليلة. وهذه البلدة, التي تقع في واحدة من أفقر مقاطعات أمريكاء لم تكن معروفة على الإطلاق لدى معظم الأمريكيين. وكان عدد سكانها لا يكاد يتجاوز الألف نسمة. كما كانت توجد مأدبة للوجبات المشوية يجري تفكيكها بالقرب من مركز للشرطة. وأخبرتني سيدة أمريكية أفريقية كبيرة حجما أن لمبكين كانت هادئة هكذاء وم تكن قط مشغولة, وأنها أحبتها لهذا السبب.

267

راسمالية الكوارت

قابلت رجلا في العشرينيات من العمرء كان إما تحت تأثير الماريجوانا أو ثملاء وكان يتجاذب أطراف الحديث مع أصدقائه في محطة وقود. وكان لديه وشم على صدره العاري يحمل عبارة: «أنا ضد العالم». وأخبرني أنه قد كان في زيارة إلى ميامي. وقال: «الوضع هناك أفضل بكثير». وقد كان هناك فقط في زيارة قصيرة.

أما سكان البلدة من الشباب الذين يتناقص عددهم. فإنهم يغادرونها إلى مراع أكثر خضرة في مدن أكبر مجاورة. وكانت شركة «سي سي أيه» بدأت في بناء سجن ستيوارت في العام 2004 وباعت الفكرة لمركز «آي سي إي» والمجتمع المحلي بعد ذلك بسنوات باعتبارها منفعة اقتصادية للسكان المحليينء وأيضا كعامل ردع في ولاية كانت لديها عداوة تقليدية حيال المهاجرين. ونتيجة لذلك قفز سعر سهم شركة «سي سي أيه» على مدى سنوات. وعلى رغم أن النتائج المالية للشركة كانت قويةء فإن بلدة طبكين لم تحصل قط على أي فوائد. والعديد من أعضاء طاقم العاملين بالشركة م يعيشوا في البلدة. ولكنهم كانوا يسافرون إليها يوميا من مدن أخرى. وكانت بلدة لمبكين تُذكرني بمدن متداعية كانت تقع إلى جوار مرافق احتجاز أخرى قد رأيتها في أستراليا وبريطانيا واليونان. ففي تلك الدول أيضاء كانت نفس الشركات وسلطات الدولة قد تعهدت بالوعود الفاشلة نفسها. ذلك أن الوعد الاقتصادي مركز احتجاز محلي عادة ما يتبين أنه أكذوبة.

وحتى في مركز الاحتجاز ذاته كان موظفو شركة «سي سي أيه» يكافحون ماليا من أجل تلبية احتياجاتهم. فقد التقيت أحد حراس السجنء وكان يبيع رقائق البطاطسء وعبوات الياه المعدنية, والشوكولاتة لجمع نقود من العاملين بهدف دعم موظفي «سي سي أيه» المتعثرين ماليا في أنحاء البلاد. وعلى رغم أنه كان من امثير للإعجاب وجود أشخاص كانوا يريدون المساعدة, فإن هذا الموقف كشف أيضا أن الشركة, وبدلا من زيادة الأجور. سهّلت بيع الأطعمة غير الصحية مساعدة الفقراء من العاملين لديها. وفي ظل ظروف صعبة كان هذا النوع من العمل الخيري هو كل ما يملكه الناس. وفي بلدة لمبكين قدّمت جماعة صغيرة تضم متطوعين ويديرها مسيحيونء تدعى «إل رفيوجيو»» الدعم اللازم للزائرين وعائلات المحتجزين الذين كانوا يأتون إلى البلدة. وهذه الجماعة: التي كانت مفتوحة منذ العام 2010, كانت تعكف على تشغيل بيت في عطلات نهاية الأسبوع والذي كان

2068

الولايات المتحدة... يقع بالقرب من ستيوارت. حيث كانت توفر وجبات مجانية» وإقامة, وتتبرع بملابس وأحذية. وهذا النوع من الأعمال الإنسانية هو ما كان يفتقده بشدة الكثير من المناقشات التي كانت تدور حول الهجرة في الولايات المتحدةء وهي المناقشات التي كانت تتسم في مجملها بالخطب البلاغية السامة من جانب الجمهوريين والخجل من الدموقراطيين.

زرتٌ مقر جماعة «إل رفيوجيو», وتحدثثٌ إلى المتطوعين الذين تبرعوا بوقتهم. وأخبرتني مؤسسة الجماعةء كيتي بينو فالينسيا هكم57016 ممء8 1466 بأن معظم المشاركين كانوا تقريبا ممن يذهبون إلى الكنيسة. وقالت ماجي 20/128816 وهي امرأة كبيرة حجما وودودة كانت تعيش بالقرب من أتلانتاء إنها كانت غاضبة للغاية لعدم السماح لها بلمس المحتجزين جسديا أثناء زيارتهم. وعلقت على ذلك بقولها: «يجب ألا يكون الحال هكذا في أمريكا. ويجب أن يحصل هؤلاء الناس على مزيد من الحرية».

كانت المقاومة للركز ستيوارت للاحتجاز تتزايد. ففي الثاني والعشرين من نوفمير من العام 2014, حدث أكبر احتجاج على الإطلاق خارج مدخله. وتجمع ما يقرب من ألف من النشطاء في لمبكين» وانتظموا في مسيرة توجهت إلى المرفق. وألقي القبض على خمسة نشطاء اتهموا بإثارة عصيان مدني غير عنيف. وأثناء هذا الحدث أعلن أنتون فلوريس 1810+65 همغصفء مؤسس اثتلاف «مراقبة احتجاز جورجيا» طءغة18 ممقغصعاء72 متهرمء 6 أن «عمق ال مجتمع المتحاب سوف يقاس بمقدار إسراعنا في إغلاق هذه المرافق».

لين

«إنها عقلية عنصرية» مثل عقلية تفوق الرجل الأبيض». في جورجيا كان لدى أديلينا نيكولس 0115طع771 52ذاء40: المديرة التنفيذية ل«تحالف جورجيا اللاتيني لحقوق الإنسان» (جي إل أيه إتش آر) صهحصدة1 :0 ععصقتللة ممناهرآ مذعجمء 0 وغطعنه (61.4118).: رأي ناقد حول العقلية داخل صناعة احتجاز الهجرة. وكان هذا التحالف واحدا من أيرز الجماعات الناشطة للمهاجرين في الولاية. وقالت نيكولس: «إن التصرف بهذه الطريقة, حيث يُعَامَل المهاجرون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية» هو أكثر ربحا. المجرمون لديهم حقوق أكثر. أما المهاجرون

2069

رأسمالية الكوارث

فلا يمكنهم الوصول إلى محامين؛ وإذا تمكنوا من ذلك فإنهم يتصرفون في الأغلب مثل الرقاق المنتج بكميات كبيرة»» فإنم يولون بالكاد اهتماما بعملائهم.

كان مكثب الجماعة يقع في منطقة صناعية على أطراف أتلانتاء وكان مملوءا بصحف إسبانية ولافتات كتبت عليها عبارة: «لا للمزيد منها! أوقفوا عمليات الترحيل!». وعلى الحائط والأرض كانت توجد أعمال فنية تستخدّم في المناسبات العامة والاحتجاجات. وقالت نيكولس: «لدينا الآن جيل واحد فقط من اللاتينيين هنا - إنه مجتمع جديد. وهناك الأن نحو مليون لاتيني في جورجيا». وتحدثت نيكولس بشغف وطاقة. وبغضب له ما يبرره - ولاسيما مع الرئيس باراك أوياماء على رغم أنها صوتت له مرتين. وكانت تعيش في أمريكا منذ العام 1996: حين تزوجت بأحد المقيمين. وشرحت كيف بدأ «تحالف جورجيا اللاتيني لحقوق الإنسان» نشاطه في العام 1999, حيث عكف على تنفيذ برامج عمل توعوية في جورجيا. كما أطلق التحالف حملة للعمال اللاتينيين؛ لأن 90 في المائة منهم وصلوا إلى البلاد بلا وثائق.

وقالت: «الكثير من هؤلاء يعيشون في الظل بسبب الخوف من القبض عليهم. وهناك العديد منهم يخضعون للإبعاد. وهي عملية تستغرق ما بين ثلاثة وأربعة أيام حين يُوضع الناس في مراكز الاحتجاز. ونحن نمارس ضغطا على الشرطة للنعها من احتجاز الناس أكثر من ثمان وأربعين ساعة. ولدينا حملة تحالف «جورجيا يقول لا للمزيد» ععم/ة عم0 0م0601 وهي تهدف إلى تثقيف 150 من مديري شرطة المقاطعات وتغيير سياساتهم».

ورسمت نيكولس صورة قاتمة للعنصرية المؤسسية ضد المجتمع اللاتيني. وقالت: «مجتمعنا يخشى مواجهة الشرطة لأن المسؤولين يحولون اللوم من أنفسهم إلى غيرهم. ونحن نتلقى 600 مكالة هاتفية في الشهر على خطنا الساخنء حيث يطلب لاتينيون المساعدة؛ لأنه من الصعب عليهم الحصول على محامين متطوعين لا يتقاضون أجرا». وعرضت نيكولس رواية مقنعة حول مأزق أمريكا والفقراء الذين عانوا تحت وطأة إملاءات واشنطنء فقالت: «إن الهجرة الأمريكية تستند إلى العرض والطلب. والمخدرات والجرائم تدمر الدول اللاتينية. و[اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية عتمعصرععءدهة 206" عع ممءترعصرة ط:ه21] قد دمرت

210

الولايات المتحدة...

مجتمعات محلية وصناعة الذرة المكسيكية. والولايات المتحدة لا تولي اهتماما حيال اتفاقيات التجارة الحرة السيئة بالنسبة إلى المزارعين اللاتينيين».

كانت هندوراس مصدرا رئيسا للمهاجرين - وهي دولة عانت بسبب انقلاب دعمته الولايات المتحدة في العام 2009, ولديها الآن وضع مريب باعتبارها إحدى عواصم القتل في العالم. وكان عشرات الآلاف من الأطفال غير ا لمصحوبين بذويهم قد تدفقوا عبر حدود الولايات المتحدة فرارا من نظام ديكتاتوري مدعوم من واشنطن4”7.

ومضت نيكولس قائلة: «إننا في حاجة إلى أن نذهب إلى جذور المشكلة. فالولايات المتحدة لا تريد حل مشكلة الهجرة؛ لأن الناس هنا يهتمونء في الأغلب, بالجوع في إثيوبيا أكثر من اهتمامهم بفقراء جواتيمالا في الولايات المتحدة. وإذا ما عبرت حدودنا الأمريكية. فسوف يهتمون بالأمرء ولكن الأمريكيين يعتقدون أن في استطاعتهم أخذ نفطناء وغازناء ومواردناء وطعامناء وشعبنا. إن النظرة في الولايات المتحدة إلى المهاجرين تعتمد على ما إذا وصلتٌ إلى هنا بالطائرة أو عبر الحدود سيرا على الأقدام. الأمر يتعلق بالطبقة».

كان مركز ستيوارت للاحتجاز نقطة خلاف رئيسة. قالت لي نيكولس: «إنه يؤلنا بشدة. فالعديد من المحتجزين في الداخل قد كانوا في الولايات المتحدة على مدار سنوات» وهم يسألون: اذا يفعل الأمريكيون هذا بنا؟ إننا تعامّل بطريقة غير عادلة. هؤلاء العمال قد كانوا هنا على مدار سنوات في المزارع والمطاعم. هناك شعور متزايد بالغضب واليأس أيضا. إننا نحاول حشد المقاومة والعصيان المدلي».

والحقيقة أن غياب الشفافية داخل مرافق الاحتجاز المخصخصة هو الذي كان أكثر إزعاجا: «وحيث [إنها] كانت ثدار من قبل شركة «سي سي أيه». والولاية» ومركز «آي سي إي»» فإنه كان من الصعب معرفة كيفية الحصول على أجوبة في ستيوارت. فامسألة أشبه بلعبة, ونحن نرى بنحو منتظم مخالفات وانتهاكات للتعديل الرابع للدستور الأمريي [حظر عمليات التفتيش والمصادرة غير القانونية]. بل إن العديد من مديري الشرطة لم يراجعوا قواعد «آي سي إي». «كما شهد عدد حالات الاحتجاز ارتفاعا كبيراء وغاليا ما كان مبلغ الكفالة يصل إلى 20 ألف دولار. «وهذا يُعد إهانة ملجتمع المهاجرين برمته. وهنالك الكثير من الإجراءات البيروقراطية اللازمة للدخول إلى مركز

2/1

راسمالية الكوارنْ

ستيوارت. ومع وجود نحو 1800 محتجز وستة أكشاك مخصصة للزائرين فقطء فإن كثيرين في الداخل م يكونوا قط في السجنء وهم قد وصلوا إلى هناك بسيب ارتكاب مخالفات مرورية بسيطة. إن لدى مكتب «آي سي إي» سلطات عليا شبه إلهية».

وفسرت نيكولس هذا الأمر بقولها إن شيطنة الأقلية اللاتينية كانت أحد الأسباب التي جعلت العديد من الأمريكيين يؤيدون حبسهم بعيدا داخل مراكز احتجاز وسجون مخصخصة. فهذه كانت قضية توافق فيها التعصب العنصري مع حتمية تحقيق الربح.

ومن المؤكد أنه لم يكن هنالك مثال أفضل على هذه السلطة المطلقة من قانون معروف قليلاء وقد وافق عليه الكونغرس في العام 2007, وألزم مركز «آي سي إي» بسجن 34 ألف مهاجر كل ليلة في جميع أرجاء أمريكاء بينما سعت الحكومة إلى حل وضعهم في البلاد. وكان هذا القانون يستهدف إرسال إشارة رادعة بشكل قويء ولكن نتج عنه جمع العديد من الأشخاص الأبرياء ووضعهم على أسرة داخل مراكز الاحتجاز بتكلفة سنوية بلغت 2.8 مليار دولار. وكانت هذه العملية فاسدة إلى الحد الذي دفع محامي «آي سي إي» إلى التواطؤ: ذلك أن المستويات الأعلى من التمويل الحكومي كانت تعتمد على تحقيق الرقم ال مستهدف. فقد استطاعت شركات تشغيل مراكز الاحتجاز الخاصة أن تجني أموالا طائلة من هذا الترتيب. وانتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» هذه العملية القائمة على الحصة النسبية في العام 2014: في الوقت الذي لا يمكن فيه ملايين الأمريكيين «إيجاد عمل فضلا عن أنهم قد فقدوا فوائد البطالة... فإنه لا يوجد أي نقص في ال مال حين يتعلق الأمر بملاحقة واصطياد مهاجرين غير قانونيين»59.

وليس ثمة شك في أن واقع «تفويض السرير» كان نعمة لرأسمالية الكوارث. إذ إن ممارسة الضغط من قبل شركات ربحية ضمنت أن امرافق التي أدارتها شركات خاصة كانت مملوءة بمقيمين قانونيين في أمريكا كانوا مولودين في الخارج وكان معظمهم متهما بارتكاب جرائم صغرىء ومن ثم يمكن ترحيلهم في أي وقت. لكن مصيدة الاعتقالات هذه لم تفعل شيئا لضمان السلامة العامة وبدلا من ذلك ساعدت في إرضاء مجلس نواب هيمن عليه الجمهوريونء وتبنى العقاب ردّا على إصلاح فاتر لمشكلة الهجرة. 7

272

الولايات المتحدة...

وكانت أزاده شاهشهاني أسمهطهطوطهط5 طع42208, مديرة مشروع الأمن القومي وحقوق المهاجرين السابقة لدى «اتحاد الحريات المدنية الأمريكي في جورجيا» ورئيسة نقابة المحامين الوطنية ند 1[هده2121, واحدة من أشخاص كثيرين دعوا بصوت عال إلى إلغاء هذا القانون غير الإنساني والتعسفي. وقالت في أثناء لقائي معها في مكتبها في أتلانتا: «حصة السرير النسبية مرتبطة بربحية الشركة مما يضمن وجود 34 ألف مهاجر في أسرّتهم كل ليلة. وليس هناك من دليل من ناحية تطبيق القانون على أن هذه العملية تقدم أي مساعدة». وكانت شاهشهاني ناشطة دؤوبة لا تعرف الكلل ومدافعة عن حقوق اللمهاجرين: كما عارضت خصخصة عمليات توريد المؤن والإمدادات. وشاهشهانيء وهي إيرانية ا مولدء كانت قد وصلت إلى الولايات المتحدة في العام 1994. وقالت إن باستطاعتها الارتباط بتجربة المهاجر بسهولة أكبر بسبب خلفيتها.

كانت هذه هي الروح التي انغرست في تقرير أصدره في العام 2012 اتحاد الحريات المدنية الأمريي في جورجياء عن «سجناء الربح»». والذي أظهر كيف أن مسؤولي مركز «آي سي إي» وقضاة الهجرة. وبنحو روتيني: أرغموا محتجزين على التوقيع على أوامر طرد م يفهموا فحواها!'”. وكانت الأبديولوجية الكامنة وراء السجن من خلال الاستعانة بمصادر خارجية هي المرمى لدى شاهشهانيء؛ وكانت فخورة لأن شركة «مي سي أيه» كانت تكره اتحاد الحريات المدنية بسبب عمله الدؤوب. كما أن تغيير عقول السياسيين في جورجياء «ممن يحرصون على تأدية دور فعال في خطبهم البلاغية وقوانينهم المناهضة للمهاجر في وقت قد جربت فيه الولاية بالفعل جميع التشريعات ال مناهضة للمهاجر»». كان يمثل تحديا مهما. وقالت : شاهشهاني: «أن شركة «سي سي أيه» تقول إنها تجلب تنمية اقتصادية للمدنء لكن تلك خرافات. ففي ستيوارت ومقاطعة إروين إ6ناه0© 126310 [وهي موقع مركز احتجاز آخر في جورجيا]ء يحاول المقاول إقناع المجتمع المحلي بالفوائد المتحققة من وراء مركز الاحتجاز. حيث إنها ستوفر الوظائفء ولكن هذا كله مجرد خدعة, والمجتمع المحلي يكتشف هذه الخدعة بعد فوات الأوان. وشركة «سي سي أيه» تستغل ال مخاوف الأمنية لدى المجتمعات الفقيرة. ومن ثم يجب إغلاق ستيوارت وإروين. ويمكن عكس اتجاه الخصخصة إذا ما أوقفنا تحفيز عملية الحبس».

2/13

رأسمائية الكوارث

وبالنسبة إلى سيلي شاه. المدير المشارك لدى «شبكة مراقبة الاحتجاز» (211/21): وهي ائتلاف على صعيد وطني يكرس جهوده لإضفاء الطابع الإنساني على نظام الهجرة. فقد شرحت في في نيويورك أن عمل الحبس الجماعي م يكن التحدي الوحيد أمام الائتلاف. وقالت: «إن المراقبة بواسطة سوار الكاحل!*) صارت تجارة كبيرة الآن. [شركة واحدة تقدم هذه الخدمة], ٠‏ هي «بيهيفيورال إنترناشيوال» 0221 1جقطء8 لقحه هطع :14 و[قد] اشترتها شركة «جيو جروب». ومبعث الخوف هو أن تخفيض عمليات الاحتجاز سيؤدي إلى مراقبة أكبر للمهاجرين عن طريق ترصدهم».

وبدأت «شبكة مراقبة الاحتجاز» نشاطها في العام 1996 عندما حدث التوسع في الاحتجاز الإجباري بشكل جذري بالنسبة إلى جرائم الجُنح. وتسارعت عمليات الترحيل والتي ردت عليها الشبكة بشن حملة استهدفت القضاء على حصة ال 34 ألف سرير وجميع مرافق الاحتجاز. وأخبرتني شاه بأن «الشركات تبني مرافق على أساس المواصفات. مثل مركز ستيوارت. وتضغط هذه الشركات على الكونخرس. والبيئة الأمريكية تغيرت بشكل مفاجئ في مرحلة ما بعد 11 سبتمبرء ومنذ انتخاب باراك أوباما كأول رئيس أسود. كان المجال مفتوحا أكثر أمام الجناح اليميني لاستغلال المخاوف».

هذا ا موقف المبدئي لدى شاه ذكرني بنشطاء اللاجئين في بريطانيا وأستراليا الذين لم يقبلوا قط بالحلول الجزئية. وقالت شاه: «لا أعتقد أنه يجب ترحيل الناس. فالترحيل يسبب صدمة. حاليا فإنه يتعين على المحتجزين أن يثبتوا أسبابا لبقائهم. لكن يجب على الحكومة تحمل العبء لتبرير عمليات الطرد. إذ يجب عليهم تقييم ما إذا كان المهاجر يحظى بدعم المجتمع».

ويضطلع مقاولو الهجرة والسجون الخاصة بدور رئيس ف المحافظة على

ثقافة الحبس الجماعي في الولايات المتحدة. الأشخاص الملونون ممثلون بشكل غير متناسب في المرافق عبر البلاد. وقد أمضت شركة «سي مي أيه», وشركة «جيو جروب» عقودا من الزمنء وهي تمارس الضغط بنجاح على الولايات لضمان

(*) سوار الكاحل: جهازر يبت حول الكاحل» » ويستخدم عادة لتعقب حركة اللحكوم عليهم بالإقامة الجبرية. وهو متصل لاسلكيا بجهاز مشت في المكان الذي يُفترض أن يقيم فيه الشخص الخاضع للتعقب. ويرسل إشاراث إلى المسؤول عن المراقبة في حال ابتعد السوار عن ذلك الجهاز أكثر من المسافة المسموح بها. [المحرر).

274

الولايات المتحدة...

«حصص الإشغال» والعقود التي تقضي بمعاقبة دافعي الضرائب في حال عدم إشغال أسبة كافية. كما أن الظروف الخاصة بحقوق الإنسان تنتج عنها معاناة لا مبرر لها يتكبدها ملايين من الرجال والنساء.

بيد أن الأحوال تتغير ببطء. وأعداد نزلاء السجون الفدرالية آخذة في الاتكماش ببطء. وفي العام 2014, اتخذت ولاية كنتاي خطوة رئيسة بعدم تجديد عقد مع شركة «سي سي أيه» بشأن إدارة مرفق الولاية في مقاطعة ماريون بنأصداه) مهضية81: ومن ثم وفرت الولاية المالء وأرسلت السجناء إلى مراكز تديرها الدولة بعد إجراء تغييرات في السياسة أدت إلى تقليل مدة السجن بالنسبة إلى جرائم ا مخدرات غير العنيفة. وثمة حديث جاد الآن عن حملات عامة بشأن سحب استثمارات في شركات السجون الخاصة مثل «مي سي أيه» و«جيو جروب». في حين يتعرض سياسيونء مثل الديموقراطي تشاك شومر لاعتطتاطء5 علعناطان والجمهوري ماركو روبيو 10015 م8135 لضغوط بهدف الكف عن تلقي تمويلات انتخابية واستثمارات من هذه الشركات وشركات مماثلة.

إن ما رأيتّه في أمريكا وفر نافذة صغيرة تطل على مشكلة بلغت حدا من الضخامة بحيث يصعب تخيلها. ذلك أن العديد من أكثر المرافق سوءا لم تسمح قط بدخول الصحافيين أو أعضاء الجمهور. فهذه المرافق مختبئة» وهي تعمل في مدن كبرى وبلدات صغيرة من دون تفحص أو تدقيق لأنشطتهاء ومع ذلك هي تتماشى بارتياح مع صورة واشنطن الذاتية باعتبارها الحارس الذي يحمي الضعفاء والمحرومين في العامم. والواقع أن قلة مختارة فقط هي موضع ترحيب. ذلك أن جماعات الضغطء التي تدعم صناعة الخوفء تعرف أنه من دون حصولها على دعم حكومي قوي. سوف ينهار نموذج أعمالها. وهذه هي الرأسمالية التي تكفلها المبادئ الاشتراكية.

وليس ثمة شك في أن ضرورة العمل التي تضمنء على أساس تعاقدي, عددا محددا من الأسرّة في سجن أو مركز للاحتجازء قد أفرزت طبقة اجتماعية دنياء وهي طبقة دائمة. غير مرئيةء تخضع لرقابة وسيطرة مشددة. ومن ثم فإن الأمريكيين الأفارقة, واللاتينبينء والأجانب, والمهاجرينء و«الإرهابيين»» كل هؤلاء يتحذون تصور أمريكا لنفسها على أنها قوة عالمية عظمى ترحب بالغريب. فالملايين من الرجال والنساء والأطفال يصبحون أشبه باللحوم المعالجة في آلة الطحن. وبسبب افتقارها إلى التغيير الثقافي والسيامي النظاميء فإن أمريكا القلعة والحصن الحصين جاهزة للتمدد.

215

المملكة المتحدة: خارجية للعنف»

1 يه م له رسع بن

ل الى ظيع

اس

هنا

1

14

إغجدا «إثنى متحمس جدا لقيمنا؛ وبناء هذه الشركة 2 ل

0

ا

ليس بهدف تحقيق الربح. وإذا كان الربح منتجا ثانويا فورياء فذلك إذن أمر رائع. وإن أمكنك أن تصنع تأثيرا في المجتمع وحياة الناسء وتحوله إلى متعة وفتات من الخيزء فلن نكون في حاجة عندئذ ١‏ إلى القلق إزاء تحقيق هذا الربح أو ذاك؛؟ فهذا الأمر ف يحدث بنحو طبيعي».

5 الرئيس التنفيذي السابق لشركة «سيركو» 0 كريستوفر هيمان “تعطدره)قتعطت 6 1179113311

5 .سوق 0 2 لنب

م مم 35 «ما شهدته البلاد كان استبدال ِ الدموقراطية بخطة عمل تجاري لكل توجهت السيارة التي أقلتني إلى ضاحية

نشاط إنسانيء لكل حُلمء لكل خلق» 2 لكل أمل. ولكل طفل يولد» 3 فقيرة شمال مدينة شيفيلد 52681610 في

27

رأسمالية الكوارث

جنوب يوركشاير عتنطوع1:ملا. كان الأطفال والآباء يلعبون في الشارع. ويدت المنازل في حالة يرق لهاء وكان بعضها مطليا بدرجات مختلفة من اللون الأحمر وبها نوافذ مغطاة بألواح. وصلت مع نشطاء محليين إلى منزل يصعب وصفه. فتح مايكل 26[1اء841, وهو من الكاميرونء الباب ورحب بنا بحرارة وهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة.

كانت شركة «جي فور إس» البريطانية متعددة الجنسيات هي التي تدير هذا ال منزل. وكانت رائحة الرطوبة تفوح من المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق وبه سلالم بالغة الانحدار. وعلى رغم أن ا مستأجرين المقيمين في المنزل كانوا يحصلون على القليل من المال من الدولة وم يكن مسموحا لهم بالعمل بنحو قانونيء فقد كان يتعين عليهم شراء منتجات النظافة والمستلزمات الأخرى لأنفسهم. ومن الواضح أن هذا الأمر لم يمثل أولوية لديهم. في المطبخ. رأيت آثار المياه المتسربة؛ والقذارة حول المغسلة. وكانت توجد ممسحة في أحد أركان المطبخ. على رغم أنه قيل لي إن الأرض ظلت ملطخة بالبقع حتى بعد غسلها.

كانت الحديقة الخلفية للمنزل مكسوة بالأعشاب والنباتات بنحو مفرط, وكانت هنالك قمامة بين الأعشاب الطويلة. في حين تراكمت وسائد قدهمة. وغسالة آلية, وصناديق بعضها فوق بعض في سقيفة صغيرة. وكان الدش مغطى بالعفن, كانت توجد في العادة مياه ساخنة. لكن كانت هناك فترة في فصل الشتاء كانت فيها امطياه باردة طوال ثلاثة أشهر.

وفي غرفة المعيشة. كانت توجد استمارة تحمل شعار شركة «جي فور إس» مدون بها عدد المرات التي زار فيها مسؤول الإسكان لدى الشركة المنزل» بالإضافة إلى قائمة تتضمن أسماء السكان من طالبي اللجوءء الذين كانت جنسياتهم تنتمي إلى دول عديدة. وكان مسؤولو الإسكان يزورون الطبنى مرة في كل شهرء وعلى رغم أن مايكل قال إنهم كانوا ودودين في الأغلب, فإنهم نادرا ما كانوا يتخذون إجراء لعلاج المشكلات العديدة في المبنى.

ولأنه كان في هذا المكان على مدار تسعة أشهر. سألت مايكل لاذا م ينظفه. فما كان منه إلا أن رد قائلا إنه كان يتعين عليه شراء قفازات للقيام بذلك - وهو ما يُعد تكلفة أخرى - ومن ثم كان من الأسهل أن يغض الطرف عن ذلك. أما

218

الممتكة المتحدة...

السجادة التي وضعت على السلالمء فقد تقشرت بعض أجزائهاء وهو ما كان يشكل خطرا على المقيمين في المنزل والزائرين.

معظم غرف النوم كان يشغلها شخصانء لكل واحد منهما سرير لشخص واحد. وكان لكل غرفة قفل على الباب. وقال مايكل إنه بات منسجما مع زملائه في المنزل - وهي نعمة صغيرة في مساحة ضيقة متاحة كهذه - وكان محظوظا لأنه كانت لديه غرفة علوية تحت سقف البيت خاصة به. والتي أتاحت له رؤية المدينة الرتيبة. وكانت الغرفة تحتوي على نسخة من الإنجيلء ولاب توب - على رغم عدم وجود كراسي - وعملات معدنية. وأحذية» وحقائب سفرء وصابون» وشامبو. وقد كان الماء يتسرب من السقف أشهراء ومع ذلك لمم تبادر «جي فور إس» بإصلاح التسرب. كان الجو باردا وكثيباء على الرغم من أن موعد زيارق كان في شهر يوليوء في ذروة فصل الصيف.

كان مايكل يتناول خليطا من العقاقير التي تعالج القلق والاكتئابء بينما كان ينتظر صدور قرار في دعواه بشأن اللجوء بعد أن تقدم بطلبه من جديد. وقال إنه لا يمكنه العودة إلى الكاميرون نتيجة تلاضطهاد السياسي الذي تتعرض له أسرته. ولمم تكن لديه الرغبة في التحدث على السجلء وفهمت السبب وراء ذلك: فقد شعر بأنه معرض للخطر. ومع ذلكء كان مايكل متحدثا فصيحاء وذكيا. ويائسا أيضا. إن حالة المسكن الذي عاش فيه وإهمال دعواه لطلب اللجوء قد جعلاه غير سعيد على الإطلاق - على الرغم من أنه كان يعد أحد الأشخاص المحظوظين. حيث كان يحصل على استشارات أسبوعية وفرتها له الدولة. فهناك كثيرون آخرون تركوا بمفردهم للعناية بأنفسهم.ء وغالبا ما كان ينتهي بهم الحال إلى العيش في الشوارع.

وهبّت نسمة باردة على المبنى. كانت المدافئ تعمل في الشتاء. لكن مع استمرار تسرب الياه, والعيش مع مهاجرين آخرين في حالة مماثلة من الجمود ومن دون عمل مدفوع الأجرء فإن هذا الوضع كان يضمن حتما توليد حالات مزاجية ونفسية متقلبة - والتي من المؤكد أنها كانت النقطة الأساسية. وفي بعض الأحيان. عمل مايكل متطوعا لدى منظمة غير حكومية محلية للتحدث إلى أطفال المدارس عن طالبي اللجوء. حتى يممكنه أن يشغل عقله.

219

رأسمائية الكوارن

كان هذا المنزل المملوك لشركة «جي فور إس» عاراء لكنه لم يكن شيئا خارجا عن المألوف. فقد أنفق عليه القليل من اطالء كما لم يلق عناية كبيرة. وكذلك الحال بالنسبة إلى العديد من امنازل الأخرى مثله. لأن ذلك سيتطلب أموالا من شأن استخدامها أن يلحق الضرر بالمجموع النهائي للملفات المالية لشركة كان الربح هو هدفها الوحيد. وفي العام 2013, عقدت لجنة وزارة الداخلية اجتماعا للتحقيق في الأسباب التي حالت دون تلبية «جي فور إس» و«سيركو» بنود العقد الخاصة بتوفير سكن لائقء بينما سمحت الشركتان للقاولين من الباطن بالاستقواء على المستأجرين» حيث استمعت اللجنة إلى جيمس توربرن «تتاطةمط1' وعصول المدير العام للشؤون الداخلية لشركة سيركوء الذي شرح الأمر بقوله: «إننا نولي برعايتنا كثيرا من الأشخاص المعرضين للخطر ونحن ندير اثنين من مراكز الهجرة, ولذلك نحن نفهم سوق الهجرة».

وأدلى ثوربرن بتصريح مماثل تقريبا في أواخر العام 2014, عندما فازت سيركو بعقد آخر للاستمرار في إدارة مركز الاحتجاز في منطقة يارلز وود (186000 واههلا). وعلى الرغم من أن اجتماع لجنة وزارة الداخلية للعام 2013 استنبط اعترافات من مسؤولين بأنه ممم يكن من المعقول منح عقود إسكان لمنظمات لا خبرة لديها في إدارة عقود الإسكانء فإن هذه العقود كانت قد وقعت بالفعلء وم تكن «جي فور إس» تخشى فقدانها. وكما هو الحال في أماكن أخرىء كان انعدام المساءلة يعمل بمنزلة قيمة جوهرية لرأسمالية الكوارث.

في وقت لاحق قطعنا مسافة قصيرة بالسيارة حتى وصلنا إلى بناية سكنية أخرى تابعة لشركة «جي فور إس». وكانت مكونة من ثلاثة طوابق وبها تسعة مستأجرين» ولكنها كانت في حالة أفضل وأكثر ترتيبا من الأوى. وقال رجل إيراني يدعى بوزورج 502018 إن زميله في المسكن قد نظف اللمكان استعدادا لشهر رمضان. وكانت توجد لافتة لشركة «جي فور إس» في المدخل كتبت عليها هذه العبارة: «هذا المنزل قد تُظف بطريقة مهنية: الرجاء الحفاظ عليه نظيفا ومرتبا في كل الأوقات». وكانت «قواعد المنزل» التي وضعتها «جي فور إس» تشبه دليل السجن الخاص بحسن السير والسلوك. وم تكد الشركة توفر أي شيء مفيدء وقال بوزورج إنه مم يعمل أي شيء بشأن مشكلة غزو الفئران. وهو قد اشتبك مع زميل

2030

المملكة المتحدة...

سكن أفريقيء وم يشعر بأنه آمن. وكانت الحديقة الخلفية للمنزل قذرة ومغطاة بالأعشاب بصورة مفرطة:» ول ترسل «جي فور إس» أحدا لتنظيفها.

وكان قد مضى على وجود بوزورج في بريطانيا ست سنوات لم ير خلالها زوجته وطفليه. وهو قد انهار حين روى محادثة مع زوجته أخبرته في سياقها أن نجليه الاثنين» وهما في الثانية عشرة والثامنة من العمرء قد تعرضا لمضايقات في مدرستهما في إيران لأنه كان في بريطانيا وم يكن حولهما لدعمهما. وتساءل» وهو يلتمس أجوبة مني م يكن في مقدوري الرد عليها: «ماذا عساي أن أفعل؟». أشحت بوجهي وأنا أشعر بالحرج. وكان يتناول أدوية كثيرة لعلاج الاكتئاب والقلق. ولأنه كان يعاني آلاما بالغة في الظهر, لم يكن في مقدوره النوم على سريرء ولذا كان يضع مرتبة على الأرض لينام عليها.

وطلبت منظمة غير حكومية محلية نقل بوزورج إلى منشأة سكنية أخرى تابعة لشركة «جى فور إس». لأن حالته البدنية لمم همكنه من صعود الدرج في منتصف الليل لقضاء حاجته. وأراني العبوة البلاستيكية التي كان يتبول فيها. وكان يستحم كل ثلاثة أيام عندما يستجمع قواه ويتمكن من صعود الدرج.

وقد ظل بوزورج ينتظر سنوات قرارا نهائيا بخصوص طلب لجوئه؛ لكن محاميه السابق م يكن بممثله بطريقة صحيحة. ولهذا رفع بوزورج الآن شكوى ضده. وكان من الأمور الشائعة بالنسبة إلى المحامينء الذين يتقاضون أجورا ضعيفة من الدولة, أن يتخلوا ببساطة عن القضايا التي يترافعون فيها تاركين موكليهم من دون محام يترافع عنهم. إذ إن الحكومات المتعاقبة قد خفضت تدريجيا من المعونة القانونية, وهو ما أدى إلى ترك الآلاف من طالبي اللجوء من دون أن تكون لديهم فرصة حقيقية للنجاح. فالنظام مصمّم لضمان ترك طالبي اللجوء في طي النسيانء بينما يعمل على إثراء ذلك العدد الذي لا حصر له من الشركات التي تتربح منه.

كان بوزورج حريصا على رواية قصته لي. فكونه مسيحيا سبب له كثيرا من المشاكل السياسية في إيران. وم تكن ثمة طريقة للتحقق من قصته أو قصة مايكل قبله. وكان روبرت 6,ع506, الناشط ال محلي» يعرف كلا الرجلين وقال إنه من المرجح أن يحصلا في النهاية على حق اللجوء. على رغم أن العملية قد تستغرق

201

راسمالية الكوارث

بضع سنوات. غير أنه م يكن ثمة مبرر لإيواء أناسء إلى أجل غير مسمىء في أماكن إقامة غير ملائمة أثناء انتظارهم إصدار قرار في قضاياهم.

هذا المبنى كان في حالة أفضل بكثير من ذلك الذي قد زرته مسبقاء ولكن مع وجود تسعة أشخاص يعيشون في مكان صغير نسبياء وحارقين اثنين فقط يعملان على الموقد. ومع عدم وجود حيز كاف لطعام كل واحد في الثلاجة, كان بوزورج في حاجة ماسة إلى الانتقال من المكان.

كانت «مساعدة اللجوء» جاء11 تنااتوة خدمة تعلن نفسها باعتبارها تساعد اللاجئين على فهم عملية اللجوء. ورأيت ورقة من مقاس «أيه فور» 844 في المدخل بها إعلان عن هذه الخدمة. وأي شخص اتصل برقم الخدمة هذه كان يوضع في وضع الانتظار مدة نصف ساعة على الأقل, ثم لا يلبث أن يكتشف. أن الخدمات المقدمة كانت مُرضية بالكاد. وتكرر هذا الموقف في أنحاء البلاد. حيث كان لدى القليل من طالبي اللجوء الفرصة ي يكونوا مسموعين. أما وسائل الإعلام, فلم تعر هذا الموضوع اهتماماء فضلا على أن بيروقراطية وزارة الداخلية واطنظمات الخيرية استاءت من التحدث إلى الصحافيين والمهاجرين على الإطلاق. وأخيرني نشطاء ومهاجرون أن النظام برمته كان أقرب إلى كونه عديم الجدوى.

هذا الواقع الذي يجسد الإسكان المخصخص للاجئين كان مرتبطا بأزمة السكن في البلاد. بالنسبة إلى كل من طالبي اللجوء وإلى السكان بنحو عام ولكن ليس للأسباب التي كان يدعيها المدافعون عنه. فهذا الواقع لم يحقق قدرا أكبر من الحرية للسوقء لكنه سمح ببساطة للمتربحين بالازدهار, لأن شعار «الاعتماد على الذات» بالنسبة إلى الفقراء - وهو مصطلح آخر للتخلي عن الطبقة الدنيا وإبقائها بعيدا - قد بات سياسة حكومية رسمية. إن مجموعة قليلة من الشركات - مثل «جي فور إس» و«تيلور وممبي» لإ مصصةا؟ 2م1بره1, و«بارات هومز» 5 821121 و«بيرسيمون» 201201 زوزع 2, و«بيلواي» تته11اء8, و«ريدرو» 07 و«بوفيس» 80915 و«كريست نيكولسون» 2وو[مط 2/1 )و26 - قد استولت على السوق.

وعلى رغم أن الطلب على المساكن في بريطانيا قد ارتفع» فإن عدد المباني التي كانت 5 تبنى ظل راكدا. وجادل الصحافي البريطانلي جيمس ميك عاء516 32065[ بأن

282

المملكة المتحدة... رئيسة الوزراء البريطانية السابقة, مارغريت تاتشرء وخلفاءها قد «بذلوا قصارى جهدهم من أجل بيع طوب البلاد وأسمنتها... فقط لإرغامها على إعادة تأجيرهاء بأسعار متضخمة: من الأشخاص الذين باعتها لهم»0". وكان طالبو اللجوء هم فقط أحدث مجموعة تدفع الثمن لهذا التحول الثقافي باتجاه العشوائية للجماهير.

كان جون جريسون صمكتزة © ص8طهر[ ناشطا ودودا ومتحمسا في التاسعة والستين من عمره. وعلى مر السنينء كان قد عمل في مجال تعليم الكبارء وباحثا مستقلاء يعكف على التدريس والبحث في الإسكان والحركات الاجتماعية وناشطا تضامنيا. وهو الآن عضو في «سيماج» 572388 وهي جماعة عمل لجوء الهجرة في جنوب بوركشاير م1011© «مناعة تردق ممغومع 111 ععنطيعاءملا طنتاه5. وقال لي: «اعتادت المجالس البلدية توفير المساكن من خلال الأموال العامة. وبعد ذلك صار كل هذا خاضعا للخصخصة عن طريق حزي العمال والمحافظينء وغاليا ما كان حزب العمال يدفع باتجاه مزيد من الخصخصة لخدمات طالبي اللجوء. والآن» يؤدي مقاولو القطاع الخاص العمل القذر بالنيابة عن الدولة, ولكنه يعني في الحقيقة الاستعانة بمصادر خارجية للعنف. يجب على الدولة أن تحتكر لنفسها هذه المهمات».

وقد تعمقت حالة العفن هذه منذ العام 2012 فصاعداء حيث بدأت بريطانيا في خصخصة مساكن طالبي اللجوء. وأعطت وزارة الداخلية معظم العقود إلى شركتي «جي فور إس». و«سيركو». وكانت هنالك خطة «لتأميم مزودي الخدمة» وقُمّمت البلاد إلى أراض منفصلة من أجل هذا الغرض - خصصت يوركشاير لشركة «جي فور إس». وكان إسكان اللجوء فقط لهؤلاء الذين كانوا ينتظرون نتيجة طلباتهم بشأن الحصول على اللجوءء. غير أن كثيرين آخرين أصبحوا مشردين. واسترجع جريسون اجتماعا عاما عقد في العام 2012 حول الخطة المقترحة» والتي قال عنها رجل من زمبابوي: «لا أريد حارس سجن كمالك مسكني. فقد رأيت جي فور إس في جنوب أفريقيا».

أما بناية «إينجيل لودج» م100 [ععده السكنية. التي كانت تديرها «جي فور إس» في منطقة ويكفيلد 182165614: في غرب يوركشايرء فكانت تقع على أراض مملوكة لسجن ويكفيلد. وهي بناية قذرة لأن الشركة لم ترغب في دفع أي أموال مقابل الحصول على خدمات أفضل. إذ كانت الغرف موطنا للفثران

223

راسمالية الكوارث

والصراصير. وكانت النساء الحوامل يُوَضْعْن في مساكن رديئة بها سلام بالغة الانحدار. وكان تقديم طعام مسموم أمرا شائعا. ولم يدفع بعض القاولين أي رسوم إلى المجلس البلديء. وسرعان ما اكتشف سكان أنه قد جرى فصل التدفئة والكهرباء عنهم.

ونادرا ما كانت الصحافة البريطانية تتناول هذه الأوضاع. وبدلا من ذلك. راحت تسلط الضوء على معاملة «أربعة النجوم» التي يلقاها المهاجرون. ففي مايو من العام 2014, زعمت صحيفة «ديلي ميل» 24211 تانه2 أن شركة «جي فور إس» أعطت طالبي اللجوء أماكن إقامة فاخرة لأن «النزل المتخصص» في إينجيل لودج كان ممتلثئا. والحقيقة أن إينجيل لودج كانت منشأة سكنية قائمة. وقد أثارت شكاوى مستمرة من قاطنيها.

عاد عاذ عاد

في العام 2000, نشر الصحافي البريطانلي جورج مونبيوت 46ه1طم710 مع2مء© كتاب «الدولة الأسيرة: استيلاء الشركات على بريطانيا» عط1]' :عنة)5 عخنامة© ستهغلرظ معلامع121' ع21هم001 وهو كتاب تنبأ مما سيحدث بنحو غريب» حيث وثق وتكهن بالاندفاع نحو الخصخصة الذي سيكون السمة المميزة لاتجاه الخدمات العامة في البلادء من خلال الاتفاق بين الحزبين الرئيسين. وفي مؤتمر حزب العمال في العام 1999. حيث كان رئيس الوزراء توني بلير في السلطة. كان يتعين على المندوبين المشاركين في المؤتمر السير مرورا باثنين وستين من أكشاك الشركات. وقال اللورد ويتي 187166 1.00: وهو وزير دولة في وزارة البيئة» في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». أن العارضين لم يكونوا يشترون الوصول إلى الوزراء. وقال: «أنت تشتري الوصول إلى الحزب كله». وكما لاحظ مونبيوت: «أعتقد أنه كان يحاول طمأنتنا». وفي العام 2012, جادل مونبيوت بأنه كان هناك حيز قليل في المجال العام لتحدي التعاقد الخارجي الطائش للأعمال. «ومن ثم ربطت حكوماتٌء ووسائل إعلام, ومعلنون بنحو فعالء الاستهلاك بالرخاء والسعادة إلى حد يكون معه قول مثل هذه الأشياء يعرضك للازدراء والسخرية»2.

وجادل مونبيوت بنحو صحيح بأن ذلك قد كان ممنزلة انقلاب - وهو انقلاب فاشل في الأغلب. وحين باعت الحكومة البريطانية شركة البريد الملي لهتره5

2234

المملكة المتحدة...

في العام اكتشف مكتب التدقيق الوطني 01566 غنلندث 1120221 في وقت لاحق أن عملية البيع هذه قد كلفت دافعي الضرائب 750 مليون جنيه إسترليني في يوم واحد. لأن الحكومة قد قللت من قيمة الشركة إلى حد بعيد©. وكانت ثمة إمكانية لتأمين ملايين أكثر من الجنيهات» لكن وزير العمل فينس كيبل 0216© ععصلا. م يفقد منصبه بسبب هذا الإخفاق التام. وبدلا من ذلك أنشأ مراجعة بشأن كيفية بيع الحكومات أصولها العامة؛ باعتبار ذلك وسيلة لصرف اهتمام المنتقدين عن سوء إدارته. ووجد التقرير أنه كان يتعين على المحافظين الحصول على 180 مليون إسترليني أخرى من صفقة البيع. وعلى نحو عبثي قال نايجيل فاراج غ238" [ععذلل زعيم حزب الاستقلال البريطاني (يوكيب) 0112ا) بوندط ععمعلمعمء0م1 1112). إن وجود كيبل في الحكومة كان يشبه وجود «ماركسي مسؤول عن وزارة الأعمال».

ومع ذلك. أبرزت صحافة الأعمال اقتباسات مؤيدة لعملية الخصخصة. ولقنت المنتقدين درسا في ضرورة التحلي بالصبر. فقد أخبرت صحيفة «سيتي أيه إم» 0157 قراءها - وهي صحيفة ذات طابع «العمل مع شخصية» - أنه «لا بد أن نتذكر أن الهدف من بيع شركة البريد الملي لم يكن جمع عائدات للحكومة, بل نقل خدمة من القطاع العام إلى القطاع الخاصء حيث يمكن أن تصبح هذه الخدمة مزدهرة». وبحلول العام 2015, كانت الشكوك تحوم حول الاحتمالات المستقبلية بشأن قدرة شركة البريد الملكي على تقديم عمل لائق لبريطانيا بأكملها. خصوصا أن مواطنين أسكتلنديين كانوا يعانون خدمة بريدية غير موثوق بها.

وقدم المدافعون عن الخصخصة مزاعم غير دقيقة للغاية عن فوائدها. ذلك أن المؤرخ الأسكتلندي نيال فيرجسون 2هقدوءع76 771211 - وهو مؤيد متحمس لإعادة تأهيل الفوائد المفترضة للاستعمار الأمريي والبريطاني - تحدث بوضوح عن أفكار العقل المخصخص. وعبر عن أسفه قائلا: «الغموض هنا هو ماذا ينفر الأمريكيون المحبون للحرية هكذا من الخصخصة. فهذه سياسة قد أثبتت نجاحا هائلا تقريبا في كل مكان جَرّبت فيه»7. وكان هذا هو الإجماع السائد. الذي وجد صداه في وسائل الإعلام والأحزاب السياسية الرئيسة - وهو إجماع على أن الخصخصة كانت ضرورية للنمو المستمر). غير أن فيرجسون كان مخطئا بنحو

265

رأسمالية الكوارث أساسي. فهو استشهد يبريطانياء من حقبة حكم مارجريت تاتشر وما بعدهاء باعتبارها نموذجا مثالياء متجاهلا على نحو ملائم حقيقة مفادها أن الفجوة في الأجور بين الأعلى دخلا والأدن دخلا في ا مملكة المتحدة قد توسعت في ربع القرن السابق7, وأن عدد الأشخاص العاملين الذين يعيشون في فقر م يكن قط أعلى مما هو عليه الآن9". وبحلول العام 2014: أشارت تقديرات إلى أن عدد الأسر البريطانية التي تعيش تحت المستوى الأدنى للظروف ال معيشية: قد تضاعف من حيث الحجم في الثلاثين سنة الماضية» على الرغم من تضاعف اقتصاد بريطانيا. إذ كان الفقر والحرمان في ازدياد!02.

وقد أتقنت بريطانيا ما يطلق عليهم موظفو الظلء الذين كانوا نتاجا لتدبير وتنسيق وكالات التوظيف التي سعت إلى الحصول على عقود وعمالة رخيصة. إذ إن ملايين العمال كانوا يكدون من أجل الحد الأدنى من الأجورء وهم يعملون في ظل ظروف سيئة ومن دون أمان وظيفيء في المصانع ومنافذ مبيعات التجزئة عبر البلاد. وكما كتب أديتيا شاكرابورق طههل2ط0 دتنتلى. وهو صحافي في صحيفة «غارديان»: «كانت هذه قوة عاملة تولد مثات الآلاف من الأشخاص الذين يتعرضون للتجاهل سياسيا»2".

وكان من الضروري بالنسبة إلى المواطنين أن يفهموا لماذا قد حدث هذاء على الرغم من أن كثيرا منهم عانوا ذلك بنحو مباشر كل يوم. وهذا ليس معناه إضفاء المثالية على القطاع العام» الذي أيضا يمكن أن يدمره انعدام الكفاءة, والفساد. وإساءة الاستعمال. وقد استخدمت الدولة المراقبة على نحو متزايد ضد مواطنيها (بمساعدة شركات). ورفضت أن تتحلى بالشفافية في تعاملاتها مع قطاع الأعمال. وشنت حروبا غير مبررة حول امواردء ومولت بلا مبالاة قوات الشرطة المزودة با معدات العسكرية. وم يكن هذا البديل الوحيد. وكان يمكن القول بأن النموذج الديموقراطي الغربي المتمثل في بريطانياء والولايات المتحدة. وأسترالياء وأورويا لم يكن ديموقراطيا على الإطلاقء وهو بذلك يحرم ملايين الأشخاص عن طريق الحد من الخيارات وامناقشات الاقتصادية. وكان نعوم تشومسكي صائبا حين جادل بأن: «الولايات المتحدة لديها بنحو أساسي نظام قائم على حزب واحد والحزب الحاكم هو حزب مجتمع الأعمال»02,

256

المملكة المتحدة...

وكانت هذه وجهة نظر يشارك فيها أغلبيات واضحة عبر العام الغربي. فوفقا لنتائج استطلاع للرأي أجراه في العام 2013 موقع «يوجوف-كاميريدج» ع8 11طصة0-+160ملآ, كان البريطانيون والأمريكيون والفرنسيون والأمان يعتقدون جميعا أن وضعهم الاقتصادي كان يتراجع وشعروا بالتشاؤم إزاء المستقبل. وطرح سؤال على المستطلعين عما إذا كانوا «واثقين أساسا بأن جيل أطفالنا سينتهي به الحال وهو يتمتع بمستوى معيشي أفضل من جيلناء تماما كما كان جيلنا في الأغلب أفضل حالا من آبائنا». وكانت هناك أقلية ضئيلة فقط في جميع الدول أجابت بالإيجاب22.

وإحدى الحجج الرئيسة التي استخدمتها تاتشر ومؤيدوها منذ السبعينيات» جنبا إلى جنب مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان إبان الثمانينيات» لتبرير وضع الأصول العامة في أيدي القطاع الخاصء كانت القوة المفرطة المزعومة لنقابات العمال وتدخل البيروقراطيين - وكان صحيحا أن بعض النقابات استطاعت أن تحمي أرضها بشراسة. ونئمة نقطة كانت مطروحة. وهي أن بريطانيا لم تكن تفي بقدراتها لأن اليساريين كرهوا فكرة المشروع الخاص. وقد أسفرت هذه التغييرات عن الاستغناء عن مئات الآلاف من العمال باسم «الكفاءة». وعندئذء اشترى ملايين البريطانيين أسهما في الشركات التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الدولة البريطانية.

بيد أن النتائج كانت مخيبة للآمال حتى بالنسبة إلى الشروط التي دفع بها مؤيدو الخصخصة. وهو ما أدى إلى زيادة انعدام المساواة والفقر. بل إن تاتشر نفسها كتبت تقول: «الخصخصة كانت إحدى الوسائل المركزية لعكس الآثار ا مسببة للتآكل والفاسدة للاشتراكية... فقد تقلصت سلطة الدولة وازدادت سلطة الشعب... فالخصخصة في مركز أي برنامج لاسترجاع أرض من أجل الحرية»2". والواقع أن بريطانيا لم تصبح قط دولة ممتلئة بمساهمين متحمسين, وذلك لأن أقلية فقط كانت قادرة على التفكير في الاستحواذ على محفظة أسهم استثمارية.

وجادلت تاتشر بسذاجة. أو بخبث. بأن الخصخصة كانت علاجا ناجعاأ لمجتمع محطم. وأن المديرين سيصبحون منارات مضيئة للفضيلة. وقد أظهرت الإخفاقات الكارثية لطبقة الأعمال العامية أثناء الأزمة اطالية في العام 2008 الخطر الذي يمثله تنفيذيون مجهولو الهوية كانوا يديرون العام. إذ كان النظام

287

رأسمالية الكوارث

الجديدء في بريطانياء وبلدان غربية أخرىء نظاما لم يكن يملك مستخدمون في إطاره من خيار آخر سوى الدفع مقابل الحصول على خدمات ضروريةء بداية من ا مطارات إلى امياه. من خلال الضرائب والرسوم المضافة. وكانت إذن حالة تمثل نظام حكم شموليا ديموقراطيا.

وفي كتابه بعنوان «الجزيرة الخاصة» 0صهَاو1 6غ21188, كتب مؤلفه جيمس ميك عاء206 25د[ أن الأساطير التي كانت تحيط بالخصخصة ظلت تهيمن على المناقشات العامة على الرغم من عدم وجود أدلة تدعم نجاحاتها المفترضة. فرأسمالية الكوارث كان لديها جيوش من المدافعين عنها الذين لمم يردعهم الفشل - على رغم أنه بالنسبة إليهمء ومن خلال طريقة تفكيرهم. فإن جمع ثروات طائلة على حساب الأمن الوظيفي ممُثل نجاحا باهرا. وكما حاجج ميك أخفقت «الخصخصة في أن تظهر بوضوح الحالة التي قدمها المخصخصون بأن الشركات الخاصة هي دائما أكثر كفاءة من الشركات المملوكة للدولة - وأن الرؤساء في القطاع الخاصء الذين يطاردون جزرة ال مكافآت ويتهربون من عصا الإفلاس. سيكون أداؤهم أفضل دائما من نظرائهم الذين توظفهم الدولة, «في حين أن السياسيين «كافحوا لفصل طموحاتهم لبريطانيا عن طموحاتهم الخاصة وصعود عائلاتهم إلى طبقة دخل الأرقام الستة»29.

في الوقت نفسه. أظهرت الرواتب الاستثنائية التي تتقاضاها النخب في بريطانيا هذا الفشلء على رغم أن تقريرا أصدرته في العام 2015 مدرسة الأعمال البلجيكية كشف أن المسؤولين التنفيذيين الألمان كانواء وأول مرةء يحصلون على رواتب أفضل من نظرائهم البريطانيين» لأنه كان هناك «فحص دقيق للأجور في المملكة المتحدة من قبل مستثمرين مؤسسيين». وفي كلتا الدولتينء» قفزت الرواتب التنفيذية بالنسبة إلى الرؤساء في «مؤشر بورصة أسهم فاينانشيال تابهر - 100» (100 8158): والشركات الأطانية الكبرى. قفزت إلى ما يربو على ثلاثة ملايين إسترليني» وكان من المشجع أن محاولة رفع أجور الشركات قد واجهت بعض المقاومة القوية07.

كانت قائمة العمل القائم على التعاقدات الخارجية مذهلة داخل حدود بريطانياء وكذلك بين شركات بريطانية جرى التعاقد معها حول العاط. وتعتير

238

المملكة المتحدة...

«جي فور إس» شركة عملاقة, حيث تعمل في 125 دولة ولديها أكثر من 657 ألف موظفء والتي تضمن عملها حراسة السجناء في سجون تديرها إسرائيل في فلسطين. وفي العام 2014, توقعت الشركة تحقيق نمو ضخم في منطقة الشرق الأوسطء خصوصا في مصر ودول الخليج. وفي بريطانيا وحدهاء سيطرت «جي فور إس» على مهمات شرطية لا حصر لها بداية من العام 2012 وما بعده. وذلك في إطار نظام مخصخص جزثياء واصل بموجبه رجال الشرطة عمليات الاعتقال. لكن العاملين لدى «جي فور إس» تولوا التعامل مع الأشخاص المشتبه فيهم في «أجنحة الحبس» الخاصة بهم93".

وفي العام 2014, فازت «جي فور إس» بعقد قيمته 118 مليون دولار لتقديم «خدمات تشغيل أساسية» في القاعدة العسكرية الأمريكية في خليج غوانتانامو ف كوبا29. كما أدارت الشركة كثيرا من السجون الخاصة في أنحاء بريطانياء على الرغم من تعرّضها لفرض غرامات عليها بنحو روتيني لإخفاقها في تحقيق أهدافها المتفق عليها. وبين الفينة والأخرىء انتقد سياسيون ممثلون الاتجاه الرئيس السائد شركتي «سيركو» و«جي فور إس». وشركات أخرى مزودة للخدمات. لكنهم كانوا يفعلون القليل لفرض قدر أكبر من المساءلة07.

ومنذ تأسيسها في العام 1929, حققت شركة «سيركو» انتشارا واسعاء وصارت متغلغلة في جميع مناحي الحياة في بريطانياء حيث تدير عبارات» وشركة دوكلاند للسكك الحديد الخفيفة في لندن عزهملنه2 غطعنآ ولصدعك120: وال مختبر الفيزيائي الوطني 7دهغ1.26022 لوعتوترطط 130221 والسحونء: وعقود الدفاع, والسلطات التعليمية, وإدارة النفايات. ومجموعة من العمليات الأخرى. ويعمل لدى الشركة أكثر من 100 ألف موظف في أنحاء العالم» كما تدير سجونا في أسترالياء ونيوزيلنداء وأطانيا. كما عملت في عقد بقيمة 1.25 مليار دولار حصلت عليه من إدارة أوباما لتنفيذ برنامج أوباما للرعاية الصحية أوباماكير عتهءتصهط0)» وذلك على الرغم من أحد الوشاة في «سيركو» كان قد زعم أن العاملين لديها «كان لديهم بالكاد أي عمل يفعلونه» أثناء تنفيذ برنامج فاشل كهذا.

كما تورطت كل من «سيركو» و«جي فور إس» في زيادة الأسعار بنحو مبالغ فيه بنحو عشرات املايين من الجنيهات مقابل تقديم خدمة التعقب الإلكتروني

ْ9ؤ2

رأسمالية الكوارث للسجناء - الذين قد تبين أن بعضهم كان ميتا في ذلك الوقت - من العام 2000 فصاعدا. ومن ثم عهد إلى مكتب الاحتيال الخطير 01516 122010 كتامليع5 في العام 2013 بالتحقيق في هذه الواقعة, وفي أواخر العام 2014: أرغمت «سيركو» على استرجاع مبلغ قدره نحو 68.5 مليون إسترليني إلى وزارة العدل.

على أن الحل الذي توصلت إليه الحكومة لعملية الاحتيال هذه لم يهدف إلى معالجة الأسباب التي قد جعلت المحتالين قادرين على خداعها - ألا وهي العقود المكتوبة بنحو فضفاض والشهية الصغيرة لإنفاذ القانون - ولكنه تمثل في إسناد العقد إلى شركة «كابيتا» 16م02, وهي منافس ل«سيركو» و«جي فور إس». وهذه الشركة: التي تأسست في العام 1994 ويعمل بها 64 ألف موظف. قد أصبحت المستفيد الأكبر من نظام التعاقدات الخارجية للأعمال في بريطانيا. وبحلول العام 5: تولت إدارة تدريب الخدمة المدنية التابع لمكتب مجلس الوزراءء وكذلك التعاقد مع «مكتب سجل المجرمين» 16054 ولوصتصضكت 1 للإدارة والمحافظة على سجلات المجرمينء. إضافة إلى مهمات عديدة أخرى!20. ويمكن القول إنه اعتمادا على «سجلها النظيف» نسبيا تمكنت شركة «كابيتا» من العمل من دون الخلافات الأخيرة التي أحاطت بشركتي «سيركو» و«جي فور إس». ومن ثم, فإنها كانت تروق لحكومات تتوق بشدة إلى السرية التجارية في تقديم خدمات كانت دار تقليديا من قبل الدولة.

واستغنت وزارة الداخلية عن خدمات وكالة الحدود البريطانية 802062 1116 86567 في العام 2013 لفشل الوكالة في أن تديرء بطريقة صحيحة. كمية متراكمة ضخمة من قضايا اللجوء. وبعد ذلك عينت الوزارة «كابيتا» لهذا الغرض يموجب عقد قيمته 40 مليون إسترليني. ولكن عمل الشركة لم يكن متقناء حيث بعثت بمئات الرسائل النصية إلى أفراد كانوا في البلاد بصورة قانونية. وجاء في هذه الرسائل ما يلي: «رسالة من وكالة الحدود البريطانية: أنت مطالب بمغادرة المملكة المتحدة لأنه مم يعد لديك الحق في البقاء». وهناك أشخاص آخرون ممن اختاروا المغادرة تلقوا رسائل من «كابيتا» تمنت لهم فيها «رحلة ممتعة»2©.

هذه القسوة سلط الضوء عليها مرة أخرى أثناء تحقيق في العام 2015 الذي أظهر أن طاقم «تاسكور» 1 الطبيء المشغل من قبل شركة «كابيتا». كان

2050

المملكة المتحدة...

يتجاهل تحذيرات صحية تتعلق برجل باكستاني يدعى طاهر محمود. قبل وفاته في مطار مانشستر في العام 2013. ذلك أن حالات التأخير من جانب الشركة وانعدام الكفاءة سببت وفاة محمود. لأن الموظفين الذين تعاقدت معهم الشركة لم يروا أي معلومات عن آلام الصدر التي كان يعانيها باستمرار.

لا تُضيّح فرصة جيدة لجمع المال من الكوارث - كانت هذه العبارة هي الشعار غير الرسمي لدى بول بيندار +08طذفط 22001: رئيس شركة «كابيتا». وذلك عندما أخير لجنة الحسابات العامة عع أتدتدده0 قغصناوءء4 عناطن2 في العام 3 أن السبب وراء التراجع في عمليات التوظيف بالجيش كان يكمن في «ذلك العيب بأنه ليس لدينا بالفعل حروب مشتعلة»!22). وكانت هذه الكلمات قد قيلت قبل أن تبدأ المعركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقد حصلت «كابيتا» على عقد وزارة الدفاع لإدارة الجوانب الإعلانية والتسويقية» ومعالجة نماذج طلبات التوظيف للجيش. وهذا الاعتراف قاسي الصدق من بيندار - بأن الحروب كانت جيدة للأعمال - كان منعشا. ذلك أن حقيقة أن جميع الصراعات التي قد شاركت فيها بريطانيا منذ هجمات 11 سبتمبر - بما فيها العراق» وأفغانستانء وليبيا - قد كانت إخفاقات كارثية. هذه الحقيقة م تذكر كعامل رئيس في منطق بيندار المُعوَج. فقد كان هنالك سبب جيد لأن يشعر العديد من المواطنين بالقلق حيال مزيد من المشاركة في صراعات خارجية.

وثمة مقاول رئيس آخر هو شركة «ميتي» 201616 التي أصبحتء بهدوء. في العام 2014, أكبر مزوّد خدمات لراكز الهجرة في بريطانيا. وهذه الشركة وهي مدرجة في «مؤشر بورصة فاينانشيال تايمز الذي يضم 250 شركة» 158آ1 0, هي مقاول يعمل لديها أكثر من 54 ألف موظف. وهي تعمل لمصلحة «يوروستار» 22ومعنا8 ومطار «هيثرو» 14ممئنة متطئد»21, كما توفرعمال النظافة للإدارات الحكوميةء وتتولى إدارة مراكز البيانات وحراس الأمن لسلسلة متاجر «ماركس آند سبنسر» #ععتعم5 ع8 242:1 ودالمتحف البريطاني» طوناء8 حصناء3:15. و«ميتي»», التي تأسست في السبعينيات. قد شهدت هوا كبيرا لتصبح شركة قيمتها تساوي مليارات الجنيهات. كما أنها استضافت مسابقة «ميتي لأصحاب المواهب» غمع191' 604 241165 السنوية للتعرف على أكثر الأشخاص

91

كد

رأسمالية الكوارن

الموهوبين بين العاملين لديها. (كان لدى شركة «جي فور إس» شارة موسيقية - بالسوء الذي قد تتوقعه)”. إن «ميتي» كانت شركة تريد أن تعرض وجها إنسانيا بينما كانت تجني مكاسب مالية أثناء الانكماش الاقتصادي. وفي مقابلة مع مجلة «الإدارة اليوم» 10027 70654ءع84223, قالت روبي مكجريجور-سميث بإطن1 ط)نم:ذ-:معء07ع84: الرئيسة التنفيذية للشركة: «هذا وقت عصيب للقيام بالأعمال. لكن التعاقد الخارجي كان إيجابيا داتما في أثناء الركود».

إن قطع الزوايا كان ممارسة حتمية داخل هذه الشركات الضخمة. فقد صرح رونالد فان ستيدين «عل»:5 72 214ده2, الأستاذ بجامعة فريج أمستردام تسملةءأكسف نومع خنصن] ع[51ا. ومستشار الحكومة الهولندية. لصحيفة «فاينانشيال تايمز» بقوله إن شركات مثل «جي فور إس»». «تتبع تقنية السلامي: أي قطع جزء صغير من الخدمات العامة إلى شرائح لرؤية إلى أي مدى يمكنها أن

250 وف العام 2012 أصدرت «سوشيال إنتربرايز» ع815م2ءغ)م8 [ه1ه50,

تذهب» وهي مجموعة بريطانية تساعد شركات لديها ضمير اجتماعيء تقريرا بعنوان «دولة الظل» 56866 5620018 »ط1. وكشف التقرير أن الانفجار في الخصخصة, الذي يعد أكبر موجة منذ الثمانينيات, كان يعني أن «سياسة الحكومة يمكن أن تتقوض أو تصبح غير ذات صلة عندما يكون لدى مفوضين قليلٌ من الخيارات بشأن الجهة التي يمكن شراء الخدمات منها»9. والمشكلة تفاقمت حين لم تعد بالإمكان الثقة بالحكومات أو الشركات لإدارة الخدمات العامة بطريقة مسؤولة ومن دون التفكير في الريح. وقد أدت الخصخصة الجماعية والخسائر للوظائف إلى أجيال من الشباب تختفي خلال تصدعات تضاؤل الفرص. وكشف تقرير لمنظمة «أوكسفام» صدر ٠‏ في العام 2014 النقاب عن أن أغنى خمس عائلات في بريطانيا كانت تسيطر على ثروة تفوق تلك التي تمتلكها نسبة 20 في المائة من الأكثر فقرا من مجموع السكان. كما وجدت دراسة أخرى أجرتها «أوكسفام» أن خمسة وثمانين مليارديرا عالميا كانت لديهم موارد تساوي ما يملكه نصف سكان الأرض (3.5 مليار نسمة)””. وفي العام 2015 حذرت «أوكسفام» من أن أغنى 1 في المائة في العالم سيملكون ثروات في العام 2016 أكثر من ال 99 في المائة الأخرى. وجادل بول

202

المملكة المتحدة...

كروجمان 1182222 آده2: وهو كاتب عمود اقتصادي في صحيفة «نيويورك تاهمز». بحكمة بأن دفع بريطانيا بالتقشف «لا يتعلق بالفعل بالدين وعجوزات الميزانية على الإطلاقء بل إن له علاقة باستخدام ذعر العجز كحجة لتفكيك البرامج الاجتماعية»9©. وكان هذا تعريف رأسمالية الكوارث.

وفي العام 3 كشفت «مؤسسة الاقتصاد الجديد» وعتطامدمء8 ماعل دهه0صتاه] أن بريطانيا قد شهدت في الآونة الأخيرة أكبر انخفاض في مستويات المعيشة منذ العهد الفيكتوري. وهو ما أثر بشدة في عمال القطاع العام والنساء!2. وكانت الحقائق البسيطة لهذا التقشف ال مجنون كافية للإشارة إلى أن شيئا ما كان خاطئا بشكل مروّع في السياسة الحديثة. وفي العام 2013 شعر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن ثمة حاجة. وبعد سنوات من تطبيق سياسة التقشف والتراجع في مستويات المعيشة. إلى تعليم أطفال المدارس أمجاد الرأسمالية - وهو ما بدا كأنه رغبة دفاعية. وقال كاميرون إن من الضروري الاحتفال بثقافة «تقدر تلك الروح البريطانية النموذجية والريادية والمغامرة»7.

وأمضت الشركات متعددة الجنسيات القرن العشرين في الحد تدريجيا من التزاماتها في مجالات الاختصاص المتنوعة التي عملت فيها. وحين صارت القوانين المحلية والدولية بائدة أو أمكن التحايل عليها فإن العلاقة بين الشركة والدولة وعامة الناس تغيرت بشكل لا رجعة فيه. وقد حدث هذا بفعل تأثير الضغط الأيديولوجيء وكذلك الضغط السياسي والإعلامي المصاحب له.

وقد أدت سياسة الهجرة في بريطانيا دورا رئيسا في توليد الأرباح لدى الدعاة إلى الخصخصة. إذ كان لدى بريطانيا قانون هجرة أعى 12121872105 من العام 1 والذي سمح بسّجن طالبي اللجوء في مرافق احتجاز أو سجونء وبحلول التسعينيات كان هنالك ضغط عام بشأن إدارة العدد المتزايد من المهاجرين الآتين إلى البلاد بشكل أكثر صرامة. وأقنعت صحافة ميردوخ وصحيفة «ديلي ميل» العديد من المواطنين بأن أمة ذات ماض متناغم أغرقت بالمجرمين. وجادل ناشطون بأنه كان من غير اللائق تماما بالنسبة إلى أفراد فارين من الاضطهاد احتجارُهم في ظل ظروف شبيهة بالسجن, ذلك أن العقوبة بصفتها عامل ردع قد كانت الإعداد الافتراضي على مدار سنوات, وهي على رغم هذا لم توقف تدفق

3ظ2

رأسمائية الكوارث

الناس. فقد استمر وصول اللاجئين لأن الأزمات العالية التي كانت السبب وراء تدفقهم ظلت قائمة.

وفي أكتوبر من العام 2014 أوردت لجنة الحسابات العامة وغصدامءعة عناطنم 01212116 التابعة لمجلس العموم البريطاني تفاصيل عن 11 ألفا من طالبي اللجوء الذين ظلوا ينتظرون في بريطانيا سبع سنوات على الأقل لسماع ما إذا كان سيسمح لهم بالبقاء. وكذلك ال 29 ألفا من المهاجرين الآخرين الذين كانوا لايزالون ينتظرون إجراء تقييم رسمي لطلباتهمء والخمسين ألف مهاجر الذين كانت دعاواهم قد رُفضتء ثم اختفوا:ة.

والحقيقة أن الاندفاع المجنون لخصخصة كل شيء. على ما يبدوء كان له حدود قليلة في عقول المدافعين عنه. ومنذ العام 2000 كانت هناك استثمارات مربحة في البيوت السكنية للأشخاص ال محتاجين ومن يعانون اضطرابات عقلية. وكان التعاقد الخارجي لإدارة المرافق أمرا روتينياء وارتفعت الأسعار. وكان مقاولو «الرفاهة للعمل» يحشون جيوبهم. في ظل قلة الأدلة على النجاح. وعلى الرغم من المعارضة العامة كانت هناك خطوات متزايدة لخصخصة اللمكتبات العامة, وامدارس. وخدمات حماية الطفلء والغابات. فضلا عن ذلك كانت الدورات الجامعية. ومكافحة تغير المناخ: والمساعدات الأجنبية. كلها جهودا مؤطرة بنحو روتيني لخدمة المصالح التجارية؛ بدلا من المصلحة العامة. 1

وقد أبرم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تعاقدات خارجية لمئات من الخدمات الطبية أثناء وجوده في السلطة. من بينها خدمات الإسعاف غير الطارئة ورعاية المجتمع”*). وكانت الروبوتات تحل محل موظفي التمريض - وهو تطور لقي ترحيبا من شركات كانت تسعى إلى خفض التكاليف. ودفعت التخفيضات في التمويل الحكومي للمستشفيات العامة إلى تحذير الرئيس. التنفيذي «للاتحاد الكونفدرالي للخدمة الصحية الوطنية» 2ه)ة:»00160 277115 روب ويبستر تعاوطء17 12805 في العام 4 من أن الخدمة الصحية الوطنية سوف يتعين عليها البدء في تحصيل مبلغ قدره 75 جنيها إسترلينيا لكل ليلة يقضيها ا مريض في الفراش - وهو إجراء غير معقول في نظام من المفترض أنه عام02. وفي العام 2015 أقدم مستشفى «هينشنجيروك» عكاهه:طعصنطعه:11. وهو الوحيد في بريطانيا

204

المملكة المتحدة... الذي كان يديره القطاع الخاص والتابع لوكالة الخدمة الصحية» على إلغاء تعاقده مع مقاوله. وهو شركة «سيركل هولدينجس» 2011585 عاعماك. وم يكن هذا الإجراء مفاجئاء لأن تقريرا نشر في العام 2014 كشف أنه كانت توجد رقابة قليلة على هذا المرفق. وكذلك «مستويات نظافة سيئة». فضلا عن وجود مشكلات رئيسة في إدارة الطوارئئ!04. وعلى إثر ذلك كان على دافعي الضرائب الانتظار إلى حين إجراء عملية مناقصة أخرى.

إن تقديم المنافسة في السوق بوصفها أولوية على جودة الرعاية الصحية قد بات هو الإعداد الافتراضي للقوى التي تدفع من أجل خصخصة وكالة الخدمة الصحية الوطنية نفسهاء وذلك في مواجهة المعارضة القوية من الخبراء الطبيين والجمهور/5”, وحتى شركة الدفاع الأمريكية «لوكهيد مارتن» كانت متحمسة للمزايدة على عقد لخدمات الدعم للممارسين العامين قيمته مليار جنيه إسترليني/7".

ووفقا ما ذكره الصحافي جون بيلحر 211862 قطه2ء فإن ما قد شهدته البلاد كان «استبدال الدمموقراطية بخطة عمل تجاري لكل نشاط إنسانيء لكل حلم لكل خلقء لكل أملء ولكل طفل يولد»!07.

«أحب التعاقد الخارجي» وأعيشه. وأتنفسه». هذا ما صرحت به روي مكجريجور- سميث لجلة «الإدارة اليوم» في يوليو من العام 92014©. ومكجريجور- سميث,ء الرئيسة التنفيذية لشركة ميتيء هي محاسبة سابقة هندية المولد عملت في السابق لدى شركة «سيركو». وذكرت المجلة أن صناعتها كانت «من الأعمال ذات الاهتمام والبريق المنخفضين التي لم تجذب شخصيات لامعة وكبيرة. وربما يصف البعض هذا بالعمل الكثئيب... التعاقد الخارجي هو الطفل الذي خرج من رحم الكساذ».

وهكذا التقيت أول رئيسة تنفيذية لشركة في بريطانيا من أصول آسيوية في مقابلة صحافية نادرة أجريتها في مكتب «ميتي» في وسط لندن. ففي غرفة اجتماعات أعضاء مجلس الإدارة التي تطل على نهر التيمز 5»دمهط1. كانت مكجريجور- سميث ودودة: ويمكن تبادل الحديث معهاء ومتحمسة لإظهار الشركة بصورة إيجابية. وقالت لي: «إن الخدمة هي شغفنا. وبنحو متزايد كلما أنجزنا مزيدا من أعمال القطاع العام صار الجمهور العام قاعدة عملائنا - فنسبة

2055

رأسمالية الكوارت

8 في المائة من عملنا تمثل الآن القطاع العام». ويصل راتبها الستوي وأسهم الشركة إلى ملايين الجنيهات329.

وفي العام 2013 حين أصبحت رئيسة لدى «هيئة إستراتيجية الخدمة العامة» د80 526857 5612710 ع1اطواط - وهي جهاز لرؤساء الشركات الخاصة يناط به «إعادة التفكير في كيفية عمل الخدمات العامة بكفاءة وفعالية أكثر». قالت في بيان صحافي: «نحن نظهر التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه القطاع الخاص في تحويل الخدمات وتوليد قيمة لدافعي الضرائب من خلال منافسة أكبر». وبعبارة أخرى عرضت المؤسسة غطاء سياسيا لتبرير تسارع عملية التعاقد الخارجي للأعمال والدفاع عنه.

وعلى الرغم من هذا أعربت مكجريجور سميث عن دهشتها من أنه يجب أن تكون هناك مطالبة بشفافية كاملة في عملية الخصخصة. وأنه قدمت شكاوى

و

حول تعاملات مبهمة لمجلس الإدارة. وقالت: «حقيقة أن العامة يعتقدون أننا امتداد للحكومة وأننا يجب أن نكون مسؤولين أمامهم مباشرة لم تكن شيئا قد أثير بالفعل في أي وقت أو جرت مناقشته باعتباره مشكلة». فذلك كان يكشف أنه كان ثمة قدر قليل من المراعاة للمستخدمين النهائيين للخدمات غير النظر إليهم باعتبارهم «عملاء».

كان تركيز شركة «ميتي» ينصبٌ أساسا داخل بريطانياء مع حفنة من المصالح في الخارج. وكانت مكجريجور سميث متحمسة إزاء قدرة شركتها على إدارة مراكز الاحتجاز, على رغم أنها أصرت على: «أننا أكثر حرصا على تجنب الملخاطرة من بعض القاولين الآخرين. وبصفتي الشخصية: باعتباري متعاقدة خارجية. أعتقد أنه لا يجوز التعاقد الخارجي لأي شيء ما لم أكن على يقين من وجود الأسباب الصائبة لذلك. وفي حالة مراكز الاحتجاز فإن الأمر يتعلق بمن بممكنه إدارتها بنحو أفضل اعتمادا على المهارات والخبرة. وأعتقد أن القطاع الخاص يضيف الكثير إلى الطريقة التي يمكن لك من خلالها أن تدعم الأفراد داخل هذه البيئات. وإذا رأيت عملنا في كامبسفيلد 8614ومصمة© [مركز احتجاز يقع بالقرب من أوكسفورد]ء بداية من غرف الفن التي نبنيها إلى ملاعب كرة القدمء فستجد أننا نحاول الحفاظ على الأفراد بينما [هم] هناك في بيئة آمنة

2356

المملكة المنحدة...

ومأمونة. فمن المهم أنها ليست بيئة سجنء وهو شيء من الصعب فعله. نحن لن نكون مثاليين».

ومنذ أن تولت «ميتي» مهمة الإشراف على كامبسفيلد في العام 2011 كان هذا ا مركز قد شهد اندلاع حريقء وحالة انتحار وثلاثة إضرابات جماعية عن الطعام. فقد اكتشفت مجموعة «مراقبة الشركات» طءغه18 عغدءممءه© أن الأشخاص الرئيسين الذين أداروا المركز كانوا من مديري مراكز الاحتجاز ال مخضرمين والذين كانوا قد عملوا في السابق لدى شركة «جيو جروب»» ومزودين آخرين*. وعلى ذلك فإن كل ما فعلته «ميتي» كان فقط أنها أعادت تسمية الوجه القديم للتعاقد الخارجي للاحتجاز الذي فقد مصداقيته. واستبدلت به وجها آخر جديدا وأكثر إشراقا في محاولة لإقناع الجمهور بأن شيئا ما قد تغير في مراكز احتجاز المهاجرين.

وعرضت «ميتي» إجراء ترتيبات لي للقيام بجولة إرشادية داخل مرفق الاحتجاز التابع لها في كامبيسفيلدء. من أجل تجاوز العقبات البيروقراطية لدخولي. فقد أخبرتني الشركة بأنه كان يتعين الحصول على موافقة وزارة الداخلية على الزيارة - وهو ما يعد لمحة كاشفة عمن كان يسيطر بالفعل على هذه المرافق المخصخصة. على أي حال في الليلة السابقة لذهابي إلى ا مركز اتصلت بي مسؤولة من إدارة العلاقات العامة لكي 3 تقول إن إدارة الصحافة بوزارة الداخلية قد قررت بنحو مفاجئ منع زيارقيء وذلك لكونها متوترة حيال عملية التمحيص الصحافي. وم تعطني أي تفسير آخر. وتحدثت إلي «ميتي» في اليوم التاليء وبدا أنهم محبطون وفي موقف اعتذاري ما حدث. «وزارة الداخلية تتحدث عن الحاجة إلى مزيد من الانفتاح والشفافية». هذا ما أخبرتني به إدارة العلاقات العامة في الشركة. لكن الواقع. وكما اعترفت مسؤولة العلاقات العامة, كان هو العكس تماما. وقالت: «سنتابع هذا مع وزارة الداخلية لأثنا لا نريد حدوثه مرة أخرى». فهي قد أدركت الانطباع الذي قد تركته هذه التجربة على نفسي: ألا وهو أن أحد مسؤولي الهجرة البيروقراطيين سعى جاهدا إلى إخفاء ما صنعته أيديهم عن الرأي العام.

وأخبرتني مكجريجور-سميث عن رجل كان يأقٍِ دائما إلى الاجتماع العام السنوي لشركة «ميتي» أعرب عن قلقه إزاء الظروف في كامبسفيلد. «قلت له تعالّ وشاهد بنفسك وأخبرنا كيف نجعلها أفضل. إذا أردت أن تعرض فلسفة

057

رأسمالية الكوارث

تقول بضرورة عدم وجود مراكز الإحتجاز فإنني لا يمكن أن أجيبك عن ذلك. لأنه لا قرار لي في هذا الأمر. وشارك هذا الرجل في الاجتماع العام السنوي ثلاث سنوات» وبحلول العام الثالث. قال «مازلت أرى أنه يجب ألا تكون مراكز الاحتجاز مفتوحة. ولكن إن كانت مفتوحة. فأنا سعيد بأنكم أنتم من تديرونها وليس أحدا آخر»». وكانت مسرورة بأن تخبرني بهذه القصة وهي تأمل أنها ستقنعني بأن مرفقها كان هو الأفضل في هذه الصناعة. وقالت: «وجهة نظري الشخصية [حول الاحتجاز] تتعلق بي بصفتي أ أكثر من كونه عملا تجاريا. وإذا كان في إمكان القطاع الخاص إضافة ابتكار فإنه يجب عليه عندئذ أن يفعل ذلك غير أن أي شيء يضعني في موقف خلاف شديد مع الجمهور سيجعله يتساءل عن السبب وراء التعاقد الخارجي لمراكز الاحتجاز. وهنالك شرائح كاملة لوكالة الخدمة الصحية الوطنية لا يجوز أبدا أن تخضع للتعاقد الخارجي. وأنا شخصيا أرى أن تدير الدولة الأطباء والممرضين». وقد نشب حريق في مركز كامبسفيلد في العام 2013, ووْجهت اتهامات خطيرة ضد «ميتي» بأنها لم تكن قد كفلت الحماية للعاملين لديها والمحتجزين بالشكل المناسب. وكانت هذه اتهامات نفتها مكجريجور-سميث بشدة, وذلك على الرغم من اعترافها بعدم وجود نظام للرش لإطفاء الحريق - وهو أحد الإخفاقات الرئيسة ف امنشأة ا ملخصخصة. واعترضت على ذلك بقولها: «لم يُطلب منا وضع نظام للرش. حين أسندت إلينا مهمة إدارة المركز لمم يكن هناك أي نظام للرش. وإذا ما توليت إدارة مركز مملوك لوزارة الداخلية وليس به نظام للرشء وم يُطلب مني وضعه. فذلك قرارهم. غير أن تقييما أجرته وزارة الداخلية جعلهم يغيرون آراءعهم بعد ذلك [فقد رك الآن نظام للرش]. فلست أنا من يقول هذا صواب وذلك خطأ - فهذا الأمر يقع على عاتقهم. ومن ثم أرى أنه من الضروري جعل هذه اطرافق آمنة بقدر الإمكان. فهل كان أحد يتنبأ بأن أفعال شخص ما سوف تُسبب ما حدث؟». سألت مكجريجور-سميث عما إذا كانت «سيركو» و«جي فور إس», خاصة مع وجودهما المستمر في وسائل الإعلام لانتهاكهما حقوق الإنسان. لوثتا سمعة مقاولين آخرين من خلال الربط فيما بينهم. وقالت ردا على ذلك: «الخلافات حول هاتين الشركتين قد جعلتنا جميعا ندرك أنك في الواقع فقط كأضعف جزء

08ؤ2

المملكة المتحدة... في شركتك. فهناك كثيرون يتحدثون عن الفرص التي يمكن للشركة خلقها. وأنا أجلس هناك وأفكر كم هذا مثير للاهتمام. ولكن فقط إذا ما كنت قادرا على الوفاء بوعودك. فثمة تصور, لا أعرف إن كان صحيحا أو خاطناء بأن «جي فور إس» و«سيركو» قد صارتا كبيرتين للغاية» أو أنهما تفعلان ما هو أكثر من اللازم».

إن سرية النظامء والصعوبة لدى الجمهور ووسائل الإعلام بشأن التفحص والتدقيق في كيف كانت تنقق الأموال العامة. كانتا مبعث قلق متزايد. وقد انخفضت أرباح «ميتي» في العام 2014 بعدما مُنيت بخسائر في بعض عقود البناء لديهاء لكن الصحافة الاقتصادية تناولت هذه الصعوبات على أنها لمم تكن سوى شيء عابر فيما سيصبح مستقبلا ورديا. وقالت مكجريجور-سميث: «حين توجد مشكلات فإننا نتوقع معالجتها سراء وليس جهرا». وأردفت: «تحن لا نتوقع أن يكون الأمر برمته معلومات متاحة في المجال العام. الدرس الوحيد الذي قد تعلمناه من الخلافات حول «جي فور إس» و«سيركو» هو أنه ربما نحتاج إلى الانفتاح والتحدث إلى مزيد من الصحافيين: وأيضا الحاجة إلى أن نكون معروفين أكثر بشأن نوع الشركات التي نديرها».

وسألت مكجريجور-سميث أيضا عن بنود الثقة التجارية بالعقود. وهي ترتيب يتعهد بموجبه المقاولون والحكومات بالإبقاء على تفاصيل عقدهم في طي الكتمان ولا يمكن وصول الجمهور إليهاء وهو الأمر الذي يناسب كلا من الحكومة والمقاول. واعترفت بأن «معظم عقودنا تمنعنا من التحدث إلى أي شخص. لكننا نعكف حاليا على مناقشة ما إذا كان يجب علينا أن نكون أكثر انفتاحاء لأنه ما لم يحدث ذلك فسوف نصبح مجالا سخيفا للاهتمام حيث ليس هناك أي اهتمام بالفعلء نحن مجرد مجموعة من الأشخاص تقدم خدمات. وأنت تجذب النوع الخاطئ من الإعلام إذا لم تكن تشرح ما تفعله».

ومع وجود كل هذا الجدال حول خصخصة مراكز احتجاز اللمهاجرين والانتهاكات ال مرتبطة بهاء طمأنتني مكجريجور- سميث قائلة: «لقد سلكنا نهجا أكثر لطفا في التعامل مع عملية الاحتجازء حتى إن البعض تساءل: ماذا فعلنا ذلك. ونحن نقول إن من الممكن أن يكون أطفالنا هم السبب وراء ذلك». فهي كانت تريد أن تصبح «ميتي» منظمة شفافة, خلافا لشركتي «جي فور إس»

209

رأاسمالية الكوارث

52 5

و«سيركو», وكانت تعتقد أن من الضروري إصلاح تشريع حرية المعلومات بحيث يشتمل على سجلات الشركات الخاصة. ودانت «ثقافة السجن» لدى المقاولين الرئيسينء وقالت إن المنشآت التي أدارتها هي م تكن سجوناء وإنما كانت مراكز احتجاز. وفي التقرير السنوي لشركة «ميتي» للعام 2014 شرحت مكجريجور - سميث بفخر كيف أن «عقد [الهجرة] التاريخي» لإدارة مركزي احتجاز كولنبروك ع1001طصاه) وهارموندسوورث 5م051 م جصمجكز «سوف يطلق مدخرات كبيرة لدافع الضريبة». وم يرد أي ذكر في العقد الذي تبلغ قيمته 180 مليون إسترليني» ومدته ثماني سنوات. بشأن توفير رعاية لائقة للمحتجزين.

وكان ضخ مزيد من المساءلة في النظام هو الهدف الذي أوضحه جوليان هوبرت 4معممنا11 هدذلنا[ وهو عضو البرلمان عن حزب الديموقراطيين الأحرار في كامبريدج الذي قابلته في مكتبه البرلماني (كان قد خسر في الانتخابات العامة للعام 5 جنبا إلى جنب مع عدد لا يحكى من أعضاء البركان من الدمموقراطيين الأحرار). وبعد انتخابه في العام 2010 كان يقود حملة لإطلاق سراح الأطفال من مراكز الاحتجاز. وقال هوبرت: «في ظل الحكومات السابقة كان هناكء حرفياء الآلاف من الأطفال المحتجزين لغرض الهجرة على مدى أشهر متتالية. وم يكن هؤلاء أشخاصا ارتكبوا جرائم. لقد أنهينا الاحتجاز الروتيني للأطفال». كان هذا صحيحاء على الرغم من أن بعض الأطفال كانوا لايزالون محبوسين حول البلاد. وجادل بأن الفضائح ال مستمرة في منطقة يارلز وود.ء حيث يوجد مركز الاحتجاز الذي تديره «سيركو» في بدفوردشاير ععتطول2لء8, قد «ساهمت في إثارة مشكلة الأطفال قيد الاحتجاز وإدراجها في جدول الأعمال».

وأبدى هوبرت يأسه من أن الثقافة السياسية والإعلامية البريطانية السائدة مجدت العقاب كشكل مشروع للردع: «ثمة وجهة نظر تقول إنه إذا لم نحتجز الأطفال فسيكون من ال مرجح عندئذ أن يأقي الناس إلى هذه الدولة بطريقة غير قانونية. وليس ثمة دليل حقيقي على أن اللاجئين يتحققون من فوائد اللاجئ [لجميع الدول المحتملة بقدر كبير من التفصيل] قبل اتخاذ قرار عقلاني بشأن إلى أين يذهبون. فالبعض يريدون أن يجعلوا من الدولة منطقة عدائية لطالبي اللجوء [لردعهم]. والقول إنه من المحتمل أن تُقدم على حبس أطفالهم يُحَد

1300

المملكة المتحدة...

طريقة عدائية للتعامل مع الناس. وأنا لا أريد أن تكون هذه دولة نتعامل فيها مع سياساتنا حول الهجرة بأن نكون بغيضين مع الناس عمليا».

كانت إدانة بلمجتمعات دموقراطية بأنه كان هناك نقاش نشط حول ما إذا كان يجب عزل اللاجئينء وحبسهم إلى أجل غير مسمى في ظل ظروف سيئة» أو على النقيض من ذلكء معاملتهم باحترام. وأشاد هوبرت بمرفق يسمى «سيدارز» ومول»,. تديره أكبر منظمة خيرية للأطفال في بريطانياء وهي «بارناردوز» وصحةة بالقرب من مطار جاتويك +تهمعنة عك0281. وافتتح هذا المرفق في العام 2011 استجابة لمخاوف حول انتهاكات في مركز احتجاز يارلز وود. ويوفر مرفق سيدارز إقامة قصيرة الأجل لأسر على وشك ترحيلها من البلاد. وقال هوبرت: «لا يدار هذا المرفق ليكون طريقة رخيصة لإدارة الناس. إنه من أجل الناس حيث كان هناك جهد لحملهم على الذهاب طواعية. وذلك قد مني بالفشل. ويعتبر مرفق «سيدارز» مكانا ذا جودة عالية».

بيد أنه في العام 4 وجد تقرير «بارناردوز» أن الأطفال غالبا ما كانوا يُفصَلون عن آبائهم في المنشأة. وآن رجال الشرطة ال مزودين بدروعهم الواقية كانواء بصورة روتينيةء يعتقلون ويرافقون الأسر المصابة بصدمات نفسية إلى المركز”». وأصدر كبير مفتشي السجون تقريرا عن هذا المركز في العام 2012 كشف النقاب عن الكثير من المشاكل - بداية من إيذاء النفسء ونقص التمثيل القانونيء والضيق النفسي للطفلء إلى استخدام القوة المفرطة!2*,

ولكن هوبرت كان شخصا من الصعب قهره. وأردف: «قال زميل إنه لا يتعين علينا تشجيع صحافة الجناح اليميني على النظر إلى [«سيدارز»]ء لأنها سوف تشكو من كيف أن الأمر يبدو لطيفا وكيف أننا ننفق الكثير من الال من أجل العناية بهؤلاء الناس. تأقي «بارناردوز» إلى هذا المجال من زاوية حماية الطفل. والعديد من النساء المحتجزات بالمركزء اللواقي تحدثت إليهن أثناء عملية تفتيشء أخبرنني بأنه كان من المفيد أن يكون هناك مكان حتى يمكن اعتياد حقيقة أنهم كانوا يغادرون المملكة المتحدة».

وكانت لدى هوبرت رؤية معتدلة بالنسبة إلى سياسة اللجوءء فهو قد تجنب الحديث عن العنصرية التي باتت شائعة في مناقشات اليومء وقال:

301

راأسمالية الكوارث

«يتعين علينا وضع ضوابط للهجرة - فمن غير الممكن أن يكون لدينا نظام الحدود المفتوحة. وأنا أجد مفهوم الحدود المفتوحة مثيرا للاهتمام من الناحية الفكرية, لكنك لا تستطيع جمع ذلك مع دولة رفاهية ورعاية صحية مجانية. لا يمكنك تحقيق الاثنين معا».

سألته عن إدارة القطاع الخاص طرافق اللاجئين. فأجاب بأنه يرى ضرورة تخفيض عدد اللاجئين خلف القضبان. بدلا من الانشغال بهاجس من يدير شؤونهم: «أحد الأسباب التي تجعلك تستعين بالقطاع الخاص هو أنهم يقولون, على الأقل. أن في إمكانهم إدارة المرافق مقابل أموال أقل. غير أن نمة طريقة أفضل لرؤية ذلك هي وجود عدد أقل من الناس هناك. ففي هذه اللحظة لدينا وضع ترى فيه أشخاصا محبوسين في مراكز الاحتجاز أشهّرا وسنوات. وبعض هؤلاء الأشخاص سوف يُطلق سراحُهم في هذه الدولة. ولذتك سنكون قد أنفقنا عشرات الآلاف من الجنيهات في بعض الحالات ونحن نحتجز أناسا سوف يُسمّح لهم بالفعل بأن يكونوا هنا. وسياسة حزب الدموقراطيين الأحرار تتمحور حول تخفيض احتجاز المهاجرين بدلا من التركيز على خصخصة المرافق».

إن ثقافة شيطنة اللاجئين ظلت متفشية في بريطانيا. وكان هوبرت يعتقد أن حزب العمالء وحزب المحافظين. وحزب «يوكيب». كانوا يتنافسون على التفوق بعضهم على بعض في إيجاد طرق جديدة لعزل ومعاقبة هؤلاء الذين يسعون إلى الحصول على اللجوء. وعبّر عن أسفه لذلك بقوله: «نحن نرى الكراهية حتى ضد اللاجئين القوقازيينء وهو ما يعد شيئا جديدا نسبيا هنا. وأعتقد أن خصخصة احتجاز المهاجرين يجب أن تكون مفتوحة أمام حرية المعلومات بنحو ملائم. فلو أنهم كانوا يديرون خدمة جيدة.ء فسوف يستفيدون من كونهم قادرين على إظهار ذلك». وعلى الرغم من إلحاحي المستمر ظل هوبرت مترددا حيال انتقاده, وبنحو جاد. لأي من الشركات التي تجني أمولا من صناعة الاحتجاز.

تجدر الإشارة إلى أن الدموقراطيين الأحرار حاولوا إظهار معارضة شديدة للاتجاه المتنامي لرأسمالية الكوارث - ففي العام 2014 تعهد الحزب بحماية غابات بريطانيا من الخصخصة. لكن تصريحاتهم البلاغية في هذا الصدد لم تتوافة مع الواقع. وفي العام 2014 سرب ملف أظهر أن واحدا من كل خمسة سياسيين

302

المملكة المتحدة... من المحافظين والدبموقراطيين الأحرار قد تلقى تبرعات من أفراد كانوا يحثون على خصخصة وكالة الخدمة الصحية الوطنية.

وفي تقاسمهم السلطة مع الحكومة التي كان يرأسها ديفيد كاميرون منذ العام 2010 كان الديموقراطيون الأحرار إما عاجزين أو متورطين في عمليات البيع المستمرة للأصول العامة. وفي التغيير الأكثر إثارة في التعاقد الخارجي وأكثره تأثيرا في نظام العدالة الجنائية على الإطلاق شهد العام 2014 توقيع شركتي «سوديكسو» ماع50 و«إنترسيرف» عبحزءوة]م1 على عقود بقيمة 450 مليون إسترليني لإدارة في المائة من خدمة فترة الاختبار للمحتجزين المفرج عنهم. (سحبت شركتا «سيركو» و«جي فور إس» عطاءات المزايدة لديهما بعد ظهور تورطهما في زيادة الأسعار التي تتقاضيانها من الحكومة مقابل تقديم خدمة التعقب الإلكتروني للمحتجزين). أما قوانين حرية ال معلومات فكان يجري الالتفاف عليها عن طريق العقود السرية. وفي نوفمير من العام 2014, تمت ترقية جنين ماكدويل عصنصد[ 5120811 زوجة كبير مفتشي خدمة الاختبار. لكي تتولى إدارة «سوديكسو». لكن تعدّد تضارب المصالح: وفي العام 2015, استقال بول ماكدويل 1اهآ [آء1110077,: كبير مفتشي خدمة الاختبار. من منصبهة.

وفي يوم رمادي وممطر في فصل الصيف لحقتٌ بالقطار المتجه إلى بدفورد 24 وهي مدينة تبعد ساعة عن لندنء لزيارة مركز احتجاز يارلز وود. والتحقق من السمعة السيئة لهذا المركز الذي بات مشوها بفعل سنوات من التقارير حول حدوث انتهاكات جنسية للمحتجزين على أيدي الحراس» ووفيات أثناء الحيس» وإيذاء النفسء وسوء الإدارة من جانب «سيركو». كل هذا كان معروفا بنحو حيدء: ومع ذلك ظل هذا المركز مفتوحا. وكانت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة للعنف ضد النساءء رشيدة مانجو مهوزهة21 2835102: قد منعت من الدخول إلى يارلز وود في العام 4 بناء على تعليمات قد صدرت, على حد . قولهاء من أعلى المستويات في وزارة الداخلية. وفي العام 2014 تمت ترسية عقد آخر مدته ثماني سنوات على «سيركو» لإدارة المركز.

ويقع مركز يارلز وود في منطقة صناعية تبعد نحو عشرين دقيقة عن بدفورد. وبجانب مصانع ومحل بدفورد لحرق جثث الحيوانات الأليفة كان مركز الاحتجاز

303

رأسمالبة الكوارن

هذا عبارة عن مجموعة غير مميزة من المباني تحمل لافتات «سيركو» عند المدخل والتي تخبر الزائرين بأن الشركة «تأق بالخدمة للحياة». كما أن كتيبا في ردهة الشركة كان يخبر الزائرين بنحو مفيد بشأن القياسات الحيوية؛ ولماذا يستخدمونها لتوثيق كل شخص يدخل إلى المرفق. وبالقرب كانت توجد نماذج شكاوى فارغة.

كان عدد من المحامين والزائرين يتحلقون بعضهم حول بعض في الخارج, حيث راح بعضهم يدخنون في حين كان آخرون يتحدثون على هواتفهم المحمولة. دخلت إلى المبنى» وسجلت بصمات أصابعي وصورتي لدى أحد موظفي «سيركو». وأخيرته باسمي الشخصين اللذين أردت رؤيتهما. وهذا المركزء خلافا للعديد من ا مراكز الأخرى في المملكة المتحدة. كان يسمح للرجال والنساء بالعيش معا. بعد ذلك انتقلتٌ إلى قسم آخر.ء حيث ضغطتٌ بأصابعي على ماسح ضويي للبصمات» ثم خضعت لعملية تفتيش ذاتي شملت التربيت على كامل جسمي من أعلاه إلى أسفله. وذلك بعد إبلاغي بأنني لا أستطيع أخذ أي شيء معي داخل منطقة الزيارة. وتحدث حراس الأمن بعضهم إلى بعض عبر أجهزة اللاسلي للحصول على تصريح بفتح باب أو إغلاق آخر. وكان إحباط وتعب الحراس هما بالضبط نفس ما رأيته عندما كنت قد زرت محتجزين في مرافق تديرها شركة «ميتي» في كولنبروك وهارموندسوورث. بالقرب من مطار هيثرو. وفي العام 2015 بثت القناة الرابعة الإخبارية لقطات فيديو سُجِلتَ سرا كشفت أن «ميتي» كانت تحبس محتجزين في زنزاناتهم فترات أطول كل يوم بموجب ما يسمى إجراء قياس الكفاءة.

كان مركز الزيارة يشبه كثيرا أيا يا من المراكز الأخرى حول العام: إذ كانت توجد منطقة مخصصة لألعاب الأطفال, وغرفة صغيرة حيث بمكن للمحتجزين رؤية أشخاص من وراء نافذة زجاجية» مع العديد من الطاولات والكراسي المنخفضة للزائرين. وصل زوجان سينهاليانء وهما ثيهان سدع ط1' وسائي 1ط)د5: يكونا أسميهما الحقيقيين). واقتربا مني وهما يبتسمان. جلسنا وتحدثنا معا نحو الساعة عن وضعهما. وكانت سائي تتحدث الإنجليزية بطلاقة تامة, غير أن زوجها كان أقل ثقة بلغته. وكانت حاملا في نصف شهرها الثامنء وكانت تبي بشدة, كما بدا واضحا أنها مضطربة للغاية. وراحت تشرح كيف أنهما وصلا إلى المملكة

204

المملكة المتحدة... المتحدة قبل أربع سنوات ونصف السنةء وذلك بعد أن دفعا مبلغا من المال إلى أحد الوكلاء في سريلانكا للهرب إلى مكان ماء أي مكانء بعيدا عن نظام حكم قالا إنه جعل من ال مستحيل بالنسبة إليهما البقاء هناك. وكانت قد درست لتصبح محاسبة. حيث عملت معلمة في سريلانكاء وهما قد وجدا طريقة للبقاء على قيد الحياة باستئجار غرفة في شقة مع زوجين هنديين كان لديهما طفل صغير.

وعندما تقدم الزوجان بطلب رسمي للجوء ألقي القبض عليهما وأودعا مركز الاحتجاز في يارلز وود. وبدت عليهما الصدمة الشديدة من جراء الطريقة التي حدث بها هذا الأمر. وقد وكلا محاميا سريلانكيا للدفاع عنهماء غير أنه كان من غير الواضح كيف سيكون فعالا في إطلاق سراحهما. ووَفقا لسياسة وزارة الداخلية, فإنه يجب ألا تبقى النساء الحوامل في مراكز احتجاز ا مهاجرين إلى ما بعد الأسبوع الرابع والعشرين من الحملء ومع ذلك كانت سائي قد أمضت أسبوعها التاسع والعشرين وهي حاملء وهو الأمر الذي م يقدّم بشأنه أي تفسير أو تبرير. وهي كانت قد عانت بسبب عمليتي إجهاض في الماضيء وكانت تخثى احتمال حدوث الأمر نفسه مرة أخرى.

كانت البيئة داخل مركز الاحتجاز المخصخص هذا تجعلها مريضة وغير مستقرة عقليا. وقالت إنها فكرت في الانتحار. واعتقدت أخيرا أنها كانت مصابة بحجلطة دموية» لكن الأطباء م يتمكنوا من تحديد مكان الجلطة. وبينما راحت تروي هذه القصصء سالت الدموع على وجنتيها وارتجفت. إذ إن قسوة وعقم هذه العملية كانا مفزعين. إذ لم يكن خمة سبب يدعو إلى إبقائهما هنا سوى الرغبة في العقابء أو حبسهما كعامل ردع مفترض - غير أنهما أصرا على استحالة عودتهما إلى سريلانكا.

وقالت ساني إنها قد تلقت في الأغلب رعاية طبية لائقة من المستشفى. وي بعض الأحيان كان موظفو «سيركو» يصدقونها عندما تشرح أنها كانت في حاجة إلى زيارة المستشفى. وفي أحيان أخرى ل يصدقوها. وإذا ما تصادف أنها كانت بعيدة في المستشفى أثناء أوقات الوجبات» فإنها تفقد الطعام وتجوع: على الرغم من أنها كرهت ما اعتادوا تقدمه من أصناف الطعام - رقائق البطاطس» والدجاج: والخضراوات, والفاكهة. وم تلق سائي معاملة استثنائية. نمة امرأة حامل

305

رأسمالية الكوارن

من جنوب أفريقيا في مركز يارلز وود كانت قد رُفض إجراءٌ عملية فحص بالأشعة لها في العام 2010 على مدار أربعة أيام, ومن ثم فقد اضطرت إلى تقديم طلب إلى المحكمة العليا للضغط على السلطات ا مختصة لمنحها هذا الفحص. وحتى بعد ذلك رفض مسؤولون في البداية الامتثال لقرار ا محكمة”. وهكذا استمرت النساء الحوامل المحبوسات في يارلز وود في المعاناة بسبب المضاعفات المتعلقة بحديثي الولادة والمضاعفات العقلية في آن واحد. وفي العام 2015 عمدت القناة الرابعة الإخبارية إلى تهريب كاميرات تصوير إلى داخل اللركز حيث وجدت تجاهلا قاسيا من قبل الحراس تجاه هؤلاء السجينات المعرضات للخطر.

في غرفة الزيارة راح زوجان يتبادلان القبلات. وكانت هناك عائلات قد انفصل أفرادها وتفرقواء وقد اجتمع شملها من جديد فترة قصيرة. وعلى الجدران الخارجية سمت جداريات ملونة عليها شخصيات ديزني ©5م215, لكن يارلز وود كان يدار وكأنه سجن شديد الحراسة - بلا روح» قاس» غير وديء ومعزول عن بقية ا مجتمع. وثمة ممرض سابق في مجال الصحة العقلية أخبر هيئة الإذاعة البريطانية في العام 2014 أن المرفق كان غير آمن للنساء. وكانت العديد من النساء قد تُوفين في ظل ظروف مريبة وغامضة في الموقع. وقال نويل فين مذ 70061 ممرض الصحة العقلية: «لم يكن النظام مدفوعا بالصحة العقلية. بل كان الدافع هو: هل هم مستعدون بدنيا للسفر جوا؟»49. وكانت مزاعم الاعتداء الجنسي من قبل حراس المركز أمرا شائعا!5ة). كما كانت النساء السجينات يتقاضين خمسين بنسا في الساعة مقابل تنفيذ مهام وضيعة.

وم يغب عن تفكير المحتجزين أنهم كانوا غير قادرين على العمل بنحو قانوني في ا مجتمع بينما كانت شركة «سيركو» سعيدة بقبول عملهم داخل المركز». واستخدمت منظمة «مراقبة الشركات» قانون حرية المعلومات لبيان أن شركات «ميتي»: و«جيو جروب»» و«سيركو», و«جى فور إس»». دفعت إلى المئات من المحتجزين أكثر قليلا من جنيه إسترليني في الساعة مقابل أداء مهام الطهيء والنظافة» ومهام أخرى داخل مراكز الاحتجاز في أنحاء بريطانيا". وكانت المشكلة أوسع من كونها مجرد موضوع محدود بالهجرة. فقد كشفت «مراقبة الشركات» في العام 2015 أن شركة مملوكة ل «ميتي»: وهي شركة «مي هومكير»

306

المملكة المتحدثة...

عتهء0/1111026. وهي أحد أكبر المقاولين في بريطانياء ومتخصصة في تقديم خدمات الرعاية إلى كبار السن: كانت تدفع إلى العمال أجرا أقل من الحد الأدفى.

وكانت القصص الشخصية هي التي تركت أعمق انطباع في نفسي. وأعربتٌ عن تعاطفي مع محنة الزوجين» وطرحت أسئلة, وقلت إنه من المؤكد سيفرج عنهما قريبا. أما بالنسبة إلى ما يمكن أن يفعلاه بعدئذء فبقي أمرا غير واضح. إذ إن نظاما مخصخصا لم يعرض أي إشارة بشأن متى ستعقد جلسات الاستماع في المحكمة كان يؤدي إلى إطالة الألم النفسي للمحتجّزينء وهو الألم الذي كان أسوأ حين تعلق الأمر بامرأة حامل. وما يدعو إلى السعادة أنه أفرج عن الزوجين في اليوم التالي لزيارتناء ونقلا إلى مكان لم يُكشف عنه.

وشن العديد من النشطاء حملات مستمرة بلا كتل للمطالبة بإغلاق مركز يارلز وود. وكانت إها ملوتشوا 8010:5578 703طاظء وهي سيدة في أواخر الأربعينيات من العمرء تدير منظمة غير حكومية تدعى «ميديكال جاستس» 5ن[ 1[ه284631, وكانت تعيش في بدفورد في منزل كبير حيث استأجر فيه غرفا العديدٌ من طالبي اللجوء الذين خرجوا أخيرا من مركز الاحتجاز. كان المنزل ضخما - كانت توجد في إحدى الغرف قطع فنية أفريقية, كما كانت توجد جدارية كبيرة في غرفة المعيشة تعبّر عن موضوع الحرية والعدالة.

وكان غضب ملوتشوا إزاء نظام الهجرة قد بدأ عندما كانت شاهدة على تحول مدينتها. وعن ذلك قالت لي: «رأيت مركز يارلز وود بينما كان يُبنى. فقد جعلتني الخطط الخاصة بيناء المركز غاضبة بشدة». وأردفتٌ: «شعرتٌ بأن ثمة مقارنة مع معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالية الثانية, وثة حاجة إلى فعل شيء ما. كان هذا في العام 2000, ولذلك علمت نفسي وزرت جماعات أخرى مناهضة للاحتجاز. وكنت لاأزال أعمل بائعة للأجهزة الإلكترونية. وفي بادئ الأمر أطلقنا على جماعتنا اسم «حملة منع الاحتجاز التعسفي في يارلز وود» معتومستهت 5لنهلا صا ممتادعاء10 لأسو لطعم رزما5 0). وافتتح يارلز وود في العام 1 وفي العام 2002, وقعت بالفعل حوادث شغب ونشب حريق في اللمركز. وبالنسبة إلى الشرطة و«جروب فور» 4 مناه 6: وهي الشركة التي أدارت المركز في ذلك الوقت والتي أصبحت في النهاية «جي فور إس» (أرسي عقد إدارة المركز

307

رأسمالئية الكوارث

على شركة «سيركو» من العام 2007 فصاعدا). فقد كان أداؤها سيئا في المحاكمة المرتبطة بالحريق. وقالت ملوتشوا: «توقعتٌ بسذاجة أن يارلز وود كان سيغلق نتيجة لوعي العامة من الناس. استخدمت منزلي في بدفورد باعتباره مكانا لإقامة محتجزين أفرج عنهم بسهولة نسبيا في ذلك الوقت». وكان ذلك زمنا لم يُحبس فيه مهاجرون فترات زمنية طويلة كهذه.

وفي أعماقها كانت ملوتشوا تستشيط غضباء وجرى إطلاق منظمة «ميديكال جاستس» في العام 2008. وفي تلك المرحلة لم يستطع أطباء مستقلون زيارة مراكز الاحتجاز, وكان يتعين على الجماعة الجديدة التفاوض مع وزارة الداخلية من أجل دخول المركز. وتضمن تقرير الجماعة السنوي للعام 2014 تفاصيل عن 8 محتجزا كانوا يحصلون على المساعدة للعلاج من «مشاكل طبية خطيرة». كما ساعد أطباء المنظمة «أحد المضربين عن الطعام الذي كان لدى وزارة الداخلية السلطة لاحتجازه حتى يصبح الموت أمرا لا مفر منه». وشرحت ملوتشوا المسألة بقولها إنه كان من المهم وجود أطباء مستقلين في مراكز الاحتجاز. وذلك لأن أعدادا لا حصر لها من طالبي اللجوء فقدوا داخل نظام مخصخص اقتصد حتى في توفير الحد الأدنى من الفحوص الطبية. وأخيرها ضحايا التعذيب بأنهم كانوا يتعرضون لصدمات بصورة متكررة في أثناء الاحتجاز. وأنهم تعرضت مشاكلهم الصحية العقلية للتجاهل. وأظهر تقرير شر في العام 2013 نقصا حادا في العاملين يممراكز احتجاز المهاجرين ممن كانت لديهم القدرة على تشخيص المرض العقلي 480 والمحتجزون ممن كانوا مصابين بأمراض خطيرة. مثل هؤلاء الذين احتاجوا إلى علاج فيروس نقص امناعة البشرية» إما تعرضوا للتجاهل وإما حصلوا على مساعدة غير منتظمة. وقد تبين من تقرير أصدرته منظمة «ميديكال جاستس» في العام 2011 أن احتجاز لاجئين مصابين بفيروس نقص الناعة البشرية «يضعهم في مستوى عال من ال مخاطر إلى حد أنه لا يجوز احتجازهم أبدا»”. وأخبرتني ملوتشوا أن «هذه كلها أسباب تفسر اذا يزيد الاحتجاز الوضع الشخصي سوءا لدى هؤلاء ا محبوسين في الداخل. خصوصا كبار السنء والأشخاص بالغي الإعاقة. والنساء الحواملء والمرضى».

وكشف تقرير صدر في العام 2013 أن وزارة الداخلية لم تعرف كم كان عدد النساء الحوامل تحت الاحتجازء وأشارت أدلة إلى أن طاقم العاملين لدى شركة

308

المملكة المتحدشة...

«سيركو» في يارلز وود رفض بنحو روتيني معاملة هؤلاء النساء بالقدر المناسب من الحساسية. وطالبت منظمة «ميديكال جاستس» وزارة الداخلية بالكف عن احتجاز النساء الحوامل على الإطلاق0"). وفي العام 2012 طالب تقرير آخر بعدم وضع طالبي اللجوء الذين كانوا قد تعرضوا للتعذيب في مراكز احتجاز المهاجرين المخصخصة. وكانت القاعدة الرقم 35, التي 'صيغت في العام 2001. صيغت بهدف تفادي إمكانية حدوث ذلكء. ولكن التجاهل كان مصير هذه القاعدة!!0.

وقد خاضت منظمة «ميديكال جاستس» حربا ضد نظام أعطى رعاية اللاجن أولوية متدنية. فقد سمعت قصصا عن محتجزين اقتيدوا إلى ا مستشفى وهم مقيدون بالأصفاد. ففي العام 2014, أرغمت شركة «جي فور إس» على دفع تعويض إلى جندي سابق معاق في التاسعة والسبعين من عمره لأنه كان مكبلا في أثناء إقامته أربعة عشر يوما في مستشفى ممدينة ليفربول2. وقالت ملوتشوا إن الحكومة البريطانية لم تتعامل مع الناس بطريقة إنسانيةء مشيرة إلى أن «الحراس كانوا غالبا في الغرفة جنبا إلى جنب مع طالب اللجوء والطبيب. وهو ما يتعارض مع السرية والخصوصية للمريض. وبعد سنوات من شيطنة اللاجئين توقف موظفو القطاع الخاص في ا مستشفيات الخاصة. والطائراتء والمطارات عن تقديم الرعاية وغضوا الطرف عن سوء المعاملة».

ومنذ أن صارت ناشطة متفرغة تماما في مجال الهجرة شهدت ملوتشوا مجموعة من اللمشاكل المتعلقة بالتعاقدات الخارجية للأعمال: «السعر الأدنى هو الذي يفوز بالعقد. وهو ما يؤدي إلى قطع الزواياء والرعاية الأقل» والأجور الأدنى وكذلك العاملون الأقل كفاءة». وثمة مشكلة رئيسة مرتبطة بهذا النوع من رأسمالية الكوارث. وهي تذكرة بحالات مماثلة في أستراليا والولايات المتحدة. كانت تتمثل في «الهدف المتعمد للتملص من المسؤولية بين «سيركو» ووزارة الداخلية. ومع وجود حراس معظمهم من الرجال يتولون مهمات [حراسة] النساء في مركز يارلز وودء غالبا ما كانت تحاول «سيركو» منعنا من الزيارة» وذلك بحجة أنه يتعذر العثور على محتجزينء أو لأن الأوراق التي بحوزتنا لم تكن سليمة». وقالت ملوتشوا إن العاملين من الرجال حاولوا غالبا ترويع النساء داخل المرفق وخارجه. وكانت منظمة «ميديكال جاستس» على علم بشأن وجود «لائحة

1309

رأسمالية الكوارث

أوساخ» تحتفظ بها «سيركو». وهي خاصة بالأطباء الزائرين» الأمر الذي كان يجعل من الصعب عليهم أحيانا الدخول إلى المركز.

سألتٌُ ملوتشوا عن الثقافة السياسية التي سمحت للاجئين بالاختفاء داخل هذه المتاهة البيروقراطية غير اللسؤولة. بحيث يصبحون أشخاصا غير مرئيين. وردا على سؤالي هذا قالت ملوتشوا: «مسؤولو وزارة الداخلية لا يقدمون المساعدة على الإطلاق. فهم ينظرون إلينا ياعتبارنا أشخاصا مغرمين بالمشاحنات» وبالتالي لا يعيرون الحوار الحقيقي اهتماما. والعاملون في الوزارة لا يقرأون الأحكام عندما يجد قاض ما أن محتجزا يلقى معاملة قاسية ومهينة وأنه يجب إطلاق سراحه أو نقله إلى مكان آخر. كما أن الحالة المزاجية السياسية البريطانية قد صورت اللاجئين بكفاءة عالية بوصفهم شياطين. بل إن وزير الداخلية قد أعطى الضوء الأخضر لتوجيه اللعنات إلى المهاجرينء» وهو ما يعني إعطاء تصريح من النخب العليا للبلطجية الوضيعين من العاملين لدى «سيركو» و«جي فور إس»».

كما أن «جي فور إس» كانت تتلاعب بالنظام. حيث دأبت هذه الشركة على اصطياد موظفين مدنيين سابقين بطريقة غير قانونية ممّن عادوا لاحقا إلى الحكومة: في إطار نظام الباب الدوار الذي كان يعطي حوافز لكل المشاركين في حمايته من التمحيص والفحص الدقيقين”6. وأشارت «اللجنة الاستشارية لتعيينات الأعمال» ماصع ماسصامممف دوع متكداظ ععلتصسصمده0 ومو لوقف التي شكلتها الحكومة البريطانية في العام 2010: إلى أن العديد من السفراء السابقينء ورئيس هيئة العاملين بوزارة الدفاع, والمدير العام لوكالة الخدمة الوطنية لإدارة الجناة» قد انتقلوا جميعا بسلاسة للعمل لدى إدارة «جي فور إس»: بعد أن تركوا وظائفهم الحكومية. ذلك أن المحسوبية كانت راسخة.

جيمي موبينجا دعصء طنا]/1 بإسمدئ أل وهو رجل من أنجولاء 3: قتلته شركة «جي فور إس» وهو على متن رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) 5تزه على 5ؤ5خ8:1)1 في العام 2010 بينما كان يجري إبعاده من بريطانيا. ثلاثة من حراس الشركة اتهموا بقتله. لكنهم برّئنوا. على الرغم من ظهور أدلة في العام 2014 في أثناء محاكمتهم أثبتت ثبتت أنهم قد طرحوه أرضا بالقوة وهو يصرخ: «لا أستطيع التنفس». وبعد وفاة موبينجاء أخبر وشاة من داخل الشركة

0؛31

المملكة المتحدة... لجنة تابعة لوزارة الداخلية أنها اعتادت روتينيا توظيف أفراد لمم يتلقوا تدريبات بالشكل الصحيح. أو ممن أظهروا عدم حساسية تجاه محتجزين معرضين للخطر. وهذه الطريقة التي من المحتمل أن تكون مميتة, والتي استخدمت في كبح جماح موبينجاء قد وصفت بأنها خطيرة, غير أن إدارة الشركة قد تجاهلت هذا". وهنالك مُبعَدون آخرون شكوا من المعاملة القاسية التي كانوا يلقونها من موظفي «جي فور إس». ومن بين هؤلاء رجل من زمبابوي اذّعى أنه قد تعرض للكم والركل بينما كان مُكبّلا ويرتدي أقفال الساقين/””.

وكانت قضية موبينجا أفضل مثال على عدم مساءلة الشركات. ففي نهاية المحاكمة التي جرت في العام 2014, كانت أرملتهء أدريان ماكيندا كامبانا دموطصص1 جلجع14212 عددواءلف قد تعهدت بالضغط على وزارة الداخلية «للتأكد من وجود رقابة مستقلة على كل عملية ترحيل حتى يمكنهم متابعة ما يجري. فأنا لا أستطيع أن أقف جانيا وأرى هذا يحدث لأسرة أخرى. يجب أن أفعل ذلك من أجل جيمي». وبعد أربع سنوات من التحقيقات والفضح العام لشركة «جي فور إس». علقت منظمة العفو الدولية بأنه لايزال من المستحيل «معرفة أي من هذه [الأساليب الخطيرة لكبح المحتجزين] مازال يستخدم اليوم أو ما إذا كانت الحكومة البريطانية قد أوفت بالفعل بوعدها بشأن إدخال طرق وتدريبات جديدة وأكثر أمانا. فمرة أخرى قد فقد مهاجر حياته تحت الاحتجازء ومرة أخرى لن يتحمل أحد المسؤولية عن ذلك في نهاية المطاف»2.

وفي قلب هذه المأساة كان يكمن دور «جي فور إس» وممارسات التوظيف لديها. وعلى الرغم من أنه في المحاكمة التي جرت في العام 2014 كانت الرسائل النصية من الحراس, وعلى نحو لا يمكن تفسيرهء تعتبّر «غيرٌ ذات صلة على الإطلاق» - كما كان هو الحال بالنسبة إلى شهادة نافخ الصافرة الذي أخبر تحقيقا سابقا بأن ثمة شكلا من طرق الكبح المحظورة يعرف باسم «كاريوي السجاد» قد استخدم قسرا لإحكام السيطرة على موبينجا ودفع رأسه إلى الأرض - بيد أن اثنين من المتهمين الثلاثة قد أرسلا عشرات الرسائل التي أظهرت بوضوح كراهية تجاه المسلمين والآسيويين والأفارقة. أحد الحراسء ويدعى ستيوارت ترايبلنج 5031256 ونصاء 13 وهو في التاسعة والثلاثين من عمره؛ قد كتب رسالة نصية جاء فيها:

311

رأسمالية الكوارن

«ابتعدوا وعودوا إلى أوطانكم أيها الحمولة المجانية. ومقتنصو الفوائدء ومنتجو الأطفال أيها العنيفون, أيها المصاصون يا من لا تتحدثون الإنجليزية, فلترحلوا وتأخذوا معكم الأوغاد ذوي الوجوه كثيفة الشعرء مرتدي الصنادلء وصانعي القنابلء مرتدي العمامات والخرق ذات الرائحة الكريهة».

ومع وجود العديد من الحالات التي وظفت فيها «جي فور إس» عاملين عنصريين» ومع تواتر التقارير الواحد تلو الآخر والتي كشفت أن الشركة قد . وظفت عددا غير متجانس من الموظفين ممن أظهروا تجاهلا قاسيا تجاه الأشخاص الملونين. كان من المنطقي طرح سؤال عن السبب وراء عدم اتهام الشركة بارتكاب جرائم قتل مؤسسية حين يموت شخص ما في رعايتها””.

لقد باتت العنصرية متفشية داخل نظام اقتصادي أنتج انعدام الإنسانية والتجرد من صفات البشر بينما يقمع الشفافية ويغفل التدريب المناسب. وجاء في تفسير لقصة مجهولة الراوي عن حارس في شركة «سيركو» يعمل لدى مركز احتجاز كيرتين (115دا0) البعيد غربي أسترالياء أنه: «إذا بدأت كونك وغدا بعض الثيء عند وصولك. فستكون وغدا كبيرا وقت مغادرتك». وبالنسبة إلى حراس «جي فور إس» الذين كلفوا بنقل موبينجاء المفحوصين بنحو سيئ والمتعصبين, كان الموقف العدائي والاحتقار لغير البيض في الأغلب من المتطلبات المسبقة لاضطلاعهم بهذه المهمة. وعلى رغم أن الحراس تعاملوا كل يوم مع الأعضاء الأكثر تعرضا للخطر في المجتمعء فإنهم, على حد قول الحارس الأسترالي» كانوا هناك لأنهم «[كانوا في حاجة] إلى وظيفة تستمر بضعة أشهرء يتقاضون منها أجرا جيداء ويُوظفون فوراء ولا تتطلب أي خيرة»!69.

وقد فهم كارون موناغان كيو سي 00 صقطع2ه810 «معهكل وهو الطبيب الشرعي الذي حقق في سبب وفاة موبينجاء ما الذي كان يعنيه التعاقد الخارجي في الواقع. ففي تقييم أكثر إنسانية بكثير لهذه القضية في العام 2013: وهو ما فرض إجراء محاكمة جنائية بعد التقاعس الأولي من جانب جهاز النيابة العامة . 561516 ناناءء2:08 0201708 كتب موناغان. وبعدما قرأ الرسائل النصية العنصرية: أن: «التأثير المحتمل للثقافة العنصرية على محتجزيها أن المحتجزين والمبعدين لا يعاملون ك«أشخاص». إن الحجم الهائل للمشكلة. التي تفاقمت

312

المملكة المتحدة... بفعل سنوات من تقاعس الدولة عن حلهاء قد تكشف في تقرير أصدره في العام 5 «معهد العلاقات بين الأعراق» ودمنغداعه8 عع83 06046)وم1 بعنوان «الموت من أجل العدالة» عءناكنا[ 62 وستولك الذي حدد موبينجا واحد! من أكثر من 500 من أفراد الأقليات الذين قد ماتوا بعد تعامل مع الشرطة أو السجن أو خدمات الهجرةء أو أحد وكلائها المخصخصينء منذ العام 91991©.

وقد خسرت شركة «جي فور إس» العقد الخاص بترحيل رعايا أجانب بعد الهزيمة التي لحقت بها من جراء موت موبينجاء غير أنه في العام 2011 أسندت الحكومة العمل إلى مقاول آخرء وهو شركة «ريلاينس» 50©6هنذاع8, التي كان لديها بالمثل ماض مثير للقلق. وبعد أن وَظف العديد من موظفي «جي فور إس» بموجب لوائح التوظيف الأوروبية. ظهرت حوادث لا حصر لها لاعتداءات مزعومة نفذها حراس ضد محتحزين60.

وقد كانت هنالك تحذيرات على مدار سنوات. ففي العام 2008, أصدرت منظمة «ميديكال جاستس» تقريرا لاذعا بشأن «التعاقد الخارجي للانتهاكات» ضد رجال ونساء لا حصر لهم كانوا قد مُنعوا من الحصول على الدواء. وتعرضوأ للضربء واللكم» وتعرضوا لانتهاكات عنصرية من قبل حراس متعاقد معهم!"". ومنذ العام 01. كانت قد سيت قرابة 800 رحلة جوية لترحيل نحو 30 ألف شخص من بريطانياء وهم عادوا في الأغلب إلى دول قمعية. كما أن القصص عن تعرض محتجزين لسوء المعاملة والاعتداء على أيدي حراس الأمن في أثناء رحلات الطائرات كانت سيئة السمعة). ومنذ زمنء ورجوعا إلى العام 22008 كان كبير مفتشي السجون في بريطانياء اللورد ديقيد رامسبوثام 10510 1.00 صقط؛هطودج2, قد أصدر تقريرا كشف أن الحكومة كانت هي المسؤولة عن إساءة معاملة المئات من طالبي اللجوء على أيدي مسؤولي أمن خاص عدوانيين2©.

وبرعت شركة «جي فور إس» في تأمين عقود في مجموعة من المجالات المتنوعة. وهو ما يؤدي إلى زيادة العائدات وتقليل المتاعب امالية في جزء آخر من نطاق العمل لو أنها خسرت عقدا واحداء مثل عقد الترحيل. على سبيل المثالء أدارت الشركة برنامج «الرفاهية من أجل العمل» بالنيابة عن وزارة العمل والتقاعدات وطمنعصء لصة عاءه18؟ 202 أسمعصاعدمء<1. وعلى موقعها الإلكتروني» زعمت

313

رأسمالية الكوارث الشركة أنها تمثل «فرصة فريدة لتحول الحياة والمجتمعات في أنحاء بريطانياء وهي فرصة ليست فقط لدعم الناس من أجل تأمين وظائف دائمة. ولكن من أجل تحقيق نجاحات في استئصال شأفة الفقر بين الأطفال والبدء في الحراك الاجتماعي». كانت تلك هي إذن الزاوية التي تعرض الشركة نفسها من خلالها. غير أن الواقع كانت له علاقة أكثر ارتباطا بالعقاب والإكراه. إن حكومة المحافظين أسست هذه الخطة لشركة «جي فور إأس» مساعدة العاطلين عن العمل على الأجل الطويل, لكن نشطاء في شيفيلد شرحوا لي كيف أن هذه الخطة قد أدت إلى تفاقم الفقر والتحرر من الأوهام. إذ إن أعداد المستفيدين من المساعدات من بنوك الطعام والرعاية الاجتماعية قد شهدت ارتفاعا كبيرا.

وأجرت صحيفة «غارديان» تحقيقا حول البرنامج الذي تديره «جي فور إس» في العام 2012, واكتشفت أن أعدادا ضخمة من القاولين والمقاولين من الباطن قد أداروا المبادرة بقدر قليل من الشفافية. واضطر أشخاص عاطلون وآخرون معرضون للخطر إلى قبول عمل غير مدفوع الأجرء حيث قيل لهم إنه من الوارد توفير عمل بأجر في ال مستقبل. وكانت «جي فور إس» تكسب أموالا أكثر في حال عثورها على وظائف تستمر عامين أو أكثر. ورأت الصحيفة أنه كانت هنالك فقط وظائف أمنة في منطقة هال 1اسقكل وأشارت إلى أنه كانت «من الصعب عدم الاستمرار في التساؤل حول كيف يكن للسير الذاتية لطالبي الوظائف والخطابات الحماسية التحفيزية. مهما كانت صادرة من القلبء أن تتغلب على إحصاءات البطالة المحلية القاسية»*. كما أن تخيل وظائف في القطاع الخاصء والتي لم تكن موجودة بالفعل» في وقت كانت صناعات عامة وخاصة على السواء تناضل من أجل البقاء. كان نهجا قد حقق فوائد واضحة لإدارة العلاقات العامة في شركة «جي فور إس».

وبطريقة وحشية, ولكن بنحو دقيقء شرح وزير التوظيف المحافظ. كريس جرايلينج 8صناتزهة:0 ونوطن. بقوله: «ما قد حاولنا أن نفعله [بشأن برنامج العمل من أجل الرفاهية] | هو خلق وضع تصبح فيه مصالحنا ومصالح مزودينا بالخدمات متوازنة ومتسقة بعضها مع بعض بالفعل. ذلك أن في استطاعتهم كسب الكثير من اطال بتنفيذ الأشياء التي نريدهم حتما أن يفعلوها»”. إنه

314

المملكة المتحد6ة...

سيكون من الصعب العثور على تعريف أكثر إيجازا ووضوحا لرأسمالية الكوارث.

وفي شيفيلد. حيث كان برنامج «جي فور إس» راسخا بعمقء قال الناشط جون حرايسون 0187502 صطهو[ إن الشركة كان لديها «اتساق» مع جدول أعمال الحكومة. وتساءل: «هل ستدير الدولة مراكز الوظائف في غضون السنوات المقبلة, أو إن «جي فور إس» هي التي ستدير جميع جوانب الرفاهية؟» ومن ثم لم تحقق عسكرة المجتمع. التي تتحقق من خلال التحويل السلس للنفوذ , والسلطة من القطاع العام إلى القطاع الخاصء أيا من أهدافها المعلنة. سوى هدفها الأساسي لإثراء الشركات الصديقة على حساب السكان برمتهم.

وفي العام 2015: نجد أنه حتى الكيان الذي مثل الشركات التي تجني أموالا من برنامج الرفاهية من أجل العملء ومن بينها شركة «جي فور إس»»؛ و«إجنيوس» ونعمع]. و«سيركو». قد أفاد بأن سياسة «العقاب أولاء والتحقيق لاحقا «ضد المستفيدين من الضمان الاجتماعي» قد مُنيت بالفشل. فهذه السياسة قد جعلت الناس أكثر فقراء وم تفعل شيئا لمساعدتهم في الحصول على وظائفء ومن ثم جعلتهم يعتمدون على الفوائد فترة أطول©). وكانت مثل هذه المشكلات السبب وراء تنامي المعارضة. ففي يوليو من العام 2014, قدم ائتلاف من نشطاء محليين التماسا إلى مجلس شيفيلد لقطع جميع الروابط مع «جي فور إس» بسبب «انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان». وتعمل «مدينة الملاذ» بإمقدطعصة5 /اذن التابعة لهذه الجماعة عبر بريطانيا لمساعدة طالبي اللجوء وتثقيف وتوعية الجمهور حول محنتهم. وقدم جرايسون تقريرا لاذعا إلى التحقيق الذي كانت تجريه لجنة الشؤون الداخلية في قضية اللجوء في العام 2013 وثق «الإهمال المروع إزاء المستأجرين من طالبي اللجوء ا معرضين للخطر من خلال مخصصات غير مناسبة ومعاملة مهينة من قبل «جي فور إس»/ عمال الإسكان التابعين للمقاول من الباطن»!7.

امرأة من طالبي اللجوء لديها توأم ولد حديثا في منطقة غرب يوركشاير تلقت تهديدا من «جي فور إس». لأنها تجرأت على الشكوى من العيش في ظل ظروف مزرية. كما تعرضت مهاجرة حامل للطرد في اليوم المحدد نفسه لوعد ولادتها وثركت من دون توفير وسيلة لنقلها إلى المستشفى. فضلا على ذلك أفادت أعداد هائلة من المهاجرات بحدوث انتهاكات جنسية وعرقية وأيضا

315

رأسمالية الكوارن

انتهاكات لخصوصيتهن على أيدي موظفي «جي فور إس». وهذه مجرد قائمة صغيرة من الانتهاكات التي عاناها طالبو اللجوء في أرجاء بريطانيا في ظل نظام يصور الضعفاء وامعرضين للخطر بوصفهم شياطين.

وفي قلب مدينة لندنء بالقرب من محطة جسر لندن, كان يوجد مركز تقارير إنفاذ الهجرة الكائن في «بيكيت هاوس» 1101156 أعككع8 الذي لا ممكن وصفه. إذ كانت توجد في الخارج عربات كتبت على جانبيها كلمات «إنفاذ الهجرة» وكان يتعين على المهاجرين التوجّه إلى هذه العربات أسبوعيا لوضع توقيعاتهم للتأكد من أنهم لم يختفوا عن الأنظار. وما هو أسوأ من ذلك أن هذه العربات اعتادت زيارة أماكن العمل يوميا حول المدينة.ء حيث كانت تلقي القبض على أشخاص يشتبه في أنهم مهاجرون غير شرعيين وإحضارهم إلى هذا المركز لفحصهم والتحقق منهم قبل إرسالهم إلى مرافق احتجاز المهاجرين المخصخصة في أنحاء البلاد. وكان «بيكيت هاوس» مخصصا للاحتجاز فترات قصيرة الأجلء وكان المبنى مزودا بعدد لا حصر له من كاميرات المراقبة لتصوير المارة.

وقال فيل ميلر 141116 لنط من منظمة «مراقبة الشركات» إن الناس كانوا يحتجون خارج ال مبنى بصورة منتظمة. وقد استعان رئيس الوزراء ديقيد كاميرون بشركة «كروسبي تكستور» 01 لإنطاوه020 الأسترالية لاستطلاعات الرأي طليا للمشورة, وهي شركة مشهورة بتأجيج التوترات العرقية في السعي إلى السلطة السياسية. حيث كان المحافظون قد باتوا أكثر جرأة. وبطريقة وقحة؛ في جهودهم الرامية إلى دهم المهاجر ين وتضييق الخناق عليهم. ذلك أن وجود عربات «إنفاذ الهجرة» وهي تجوب شوارع لندن كان من بنات أفكار «كروسبي تكستور». وهي كانت تهدف إلى إرسال إشارة قوية تحذّر من أخطار ملموسة يتعرض لها الأمن العام. كما كان إرسال وزارة الداخلية شاحنات الهجرة التي كانت تحمل عبارة «عودوا إلى أوطانكم» فكرة أخرى من أفكار هذه الشركة. فقد كانت هذه ا مركبات تحمل ملصقات كبيرة تحتوي على رسالة ورقم هاتف. إضافة إلى صورة لزوج من الأصفاد. وتقول الرسالة: «هل أنت موجود في المملكة المتحدة بنحو غير قانوني؟ عد إلى وطنك أو واجه الاعتقال». وذكرت وزارة الداخلية أن موظفيها ردوا بعد ذلك على أعداد لا تحصى من المكامات الهاتفية الزائفة.

3:36

المملكة المتحدة...

والحقيقة أن هذه الأفعال كانت إحدى استجابات حزب المحافظين على الفزع الذي أصابه من الصعود المفاجئ لحزب «يوكيب». وهو الصعود الذي نجم عن المشاعر المتنامية المناهضة للمهاجرين. كما ضمنت هذه الأفعال إثراء شركات عديدة والتي كانت متحمسة فقط للتربح من ذلك العدد المتزايد لخدمات التعاقد الخارجي. وثمة مبدأ أساسي تبنته رأسمالية الكوارث كان يتمثل في إبقاء الجمهور في حالة من الخوف الدائم وانعدام الأمنء ومن ثم الادعاء بأنها تعرف كيفية تهدئة عقل المجتمع القلق.

ورمما يوافق سرا على هذا الرأي نيك هاردويك عل091ة11 علء1ل. كبير مفتشي السجون في بريطانيا. ففي الفترة التي شغل فيها هذا المنصب ما بين العام 0 والعام 5 كان هاردويك رجلا حذرا وودودا. وحين التقيته انتابني ذلك الإحساس بأنه مم يرغب في التحدث بنبرة النقد الحاد عن سياسة الحكومة: لأنه كان يعرف الحدود المقبولة للنقاش والتي سمح بها منصبه. إذ كانت مهمات وظيفته تتطلب رفع تقارير عن الظروف في السجونء ومراكز احتجاز المهاجرين» وعمليات الاحتجاز لدى الشرطة. وكان دوره مستقلا عن الحكومة, وأكد أن: «ما أكتب تقارير عنه هو نتائج تخص السجناء وليس إدارة السجن. فأنا لست مهتما في الواقع بالكيفية التي تدار بها هذه الأماكن».

وفي معرض رده على سؤال حول تقييمه أوجة الاختلاف القائمة بين مرافق الاحتجاز العامة والخاصة: قال هاردويك: «السؤال المتعلق بأين يلقى السجناء أو المحتجزون معاملة أفضلء سواء في مرافق عامة أو خاصة: هو سؤال خطأ. فمن واقع النتائج التي توصلتٌ إليها من عمليات التفتيش التي أجريتهاء لا تستطيع إيجاد أي اختلاف بين القطاعين العام والخاص. فالاختلاف الحاسم هو أن أي سجن جديد. في المجملء سواء للقطاع العام أو الخاصء سيواجه صعوبات بضع سنوات بعد إنشائه. ولذا فإن سجنا خاصا أُسّس حديثا سيكون أداؤه سيئا في بادئ الأمره ولكن بمرور الوقت سيكون من المحتمل أن تصبح هذه السجون أفضل من أي شيء يُدار في الخراب القديم والمتداعي للعصر الفيكتوري».

وم يكن هاردويك متخوفا من التشكيك فى الأسس الأخلاقية بشأن التعاقد الخارجي للعقاب. حيث قال: «أحد أفضل السجون الآن هو «سجن بارك»

317

رأسمالية الكوارث

مه15 عمدط في ويلز الذي تديره شركة «جي فور إس». فهو مرفق يدار جيدا وبنحو استثنائي من قبل فريق إداري مستقر. غير أن ذلك لا يجيب عما إذا كان ذلك قرارا عرقيا لخصخصة النظام. إن قطاعا خاصا صغيرا يمكنه أن يبتكر أكثر من القطاع العام. غير أنه يجب أن يكون ذلك استثناء بدلا من كونه القاعدة [لخصخصة السجون]». وفي تقرير أعده في أواخر العام 2014. سلط هاردويك الضوء بنحو صارخ على أخطار التربح» حيث تبين من التقرير أن خمسة سجون تديرها شركة «سيركو» من المحتمل أنها كانت لاتزال تراقب المكامات الهاتفية للنزلاء مع نوابهم البرلمانيين بصورة غير قانونية.

في الوقت نفسه عارض هاردويك التقشف الذي فرضته الحكومة الذي قد أدى إلى تخفيض التكلفة وانتهاكات لحقوق الإنسان. وفي أكتوبر من العام 2014 أشار إلى أن ارتفاعا في عدد نزلاء السجون, مقترنا بتخفيضات ف الميزانية, قد نتجت عنه زيادة هائلة في أعداد وفيات السجون - وهي الزيادة الأعلى في ثلاثين عاما - وأيضا زيادة مستويات العنف. وقال هاردويك: «في أسوأ حالاته كان التكدس في السجون يعني مشاركة اثنين من السجناء في زنزانة عرضها ست أقدام وطولها عشر أقدام والتي كانت مصممة لنزيل واحدء مع وجود سرير قرب الحائطء وطاولة وكرسي لشخص واحدء وبعض الأرفف. وجهاز تلفزيون صغير. ودورة مياه مكشوفة عند سفح الأسرّة, وتهوية ضعيفة, وملاءة تستخدم ستارة مؤقتة. بعض من السجناء قد يقضون ثلاثا وعشرين ساعة يوميا في زنزانة كهذه»8».

ولأنه يدير مفتشية قادرة على الوصول. من دون سابق إعلان. إلى مراكز احتجاز مختلفة حول البلاد. كان هاردويك قد شهد تحسنا في تصرفات «سيركو» و«جي فور إس»». ومقاولين آخرين في غضون السنوات الأخيرة. وعن ذلك قال: «ما يسبب شعور الناس باليأس في مراكز احتجاز المهاجرين, الجزء الأكبر منهم, وطاذا تعد هذه المراكز أماكن غير سعيدة وحزينة هكذاء هو حالة الضيق لدى الناس من جراء الكيفية التي يكون بها التعامل مع قضيتهم الخاصة بالهجرة. وبنحو عام لا تتعلق المسألة يمركز الاحتجاز نفسه. فهذا الأمر لا يتعلق بشركة «سيركو» - فهذا أمر سهل للتنصل من المسؤولية. ومن ثم تتعين عليك مجابهة الأسئلة الصعبة حول سياسة الاحتجاز التي تطبقها».

316

المملكة المتحدة...

وأخبرني هاردويك أنه لم يجد انتهاكات متفشية في مركز احتجاز يارلز وود. وذلك على الرغم من أنه قد قرأ تقارير إعلامية عديدة كانت تشير إلى ما هو عكس ذلك. ومع ذلكء. على حد قوله: «إذا وضعت امرأة كانت تعاني بعض صدمات وسوء معاملة في الماضي في ذلك الموقفء حيث يعد اختلال ميزان القوة بين المرأة وموظفي الاحتجاز مفرطا للغايةء حيث تضعهم في مؤسسة تقع خلف الجدران المغلقة. وحيث من ال محتمل أن تواجه النساء صعوبة في إثارة ا مخاوف حول وضعهن بسبب صعوبات اللغة. فإنك تضعهن بذلك في موقف يعرضهن للخطر بنحو لا يصدق: نحن لسنا حريصين بما يكفيء كما أننا لا نأخذ على محمل الجد بنحو كاف كيف نضع النساء ونحافظ عليهن في وضع خطير ومحفوف با مخاطر بطبيعته».

وبالنسبة إلى رؤيته المثالية للاحتجازء وفي حال حدوثها أصلاء فإنها تهدف إلى تقليل التوتر البدني للاجئين. وقال هاردويك في تفسيره لذلك: «المبدأ الأول هو أن الناس ليسوا هناك لأنهم قد ارتكبوا جرماء ولهذا فإن كل جانب من الجوانب التي هي أشبه بالسجن في حاجة إلى تبرير كل على حدة. إذ يجب أن يبدو الأمر وبقدر الإمكان كأنه ليس سجنا. فال مسألة تتعلق بالتصميمء والملابس اللوحدة للناسء والوصول إلى الإنترنت. وبقدرتك على التحرك حول المكان بحرية. وإحدى المفاجاآت الكبيرة لهذا العمل هي رؤية عدد الأشخاص المحبوسين من دون حتى المثول أمام المحكمة في أي وقت. فهناك كثير من هؤلاء الناس محتجزون بسبب ادعاء موظف مدني صغير نسبيا وبمجرد الحاجة إلى الراحة الإدارية. إن ثمة حاجة إلى وجود مستوى أعلى بكثير من الرقابة على القرار الخاص بالاحتجاز والحاجة إلى الاحتجاز ا مستمر». ْ

ووجه هاردويك سهام النقد إلى الكثير من مرافق الاحتجاز. لكنه ذكر أنه قد حدد مركزين يجب أن تحذو حذوهما مراكز أخرى: «في أسكتلندا يوجد مكان اسمه دونجافيل 21011282761 تديره شركة «جيو حروب». وهم لاعبون محليون كبار يجذبون المواهب المحلية الجيدة. وهذا المكان أبعد ما يكون عن البيروقراطية. وهو يعمل بطريقة متحضرة وإنسانية للغاية. كما أنه مكان مرح جدا بالمقارنة مع أماكن أخرىء والناس هناك يحصلون على مشورة ذات نوعية

39

راأسمالية الكوارث جيدة بشأن قضايا الهجرة الخاصة بهم. فالمسألة هنا تتعلق بإعادة الطمأنينة للناس ومعاملتهم بطريقة كريمة. وبسبب ذلك. لا توجد أي توترات. وفي استطاعتك إيجاد مزيد من الأماكن تدار مثل هذا المكان».

كما كان هاردويك داعما مركز الاحتجاز العائلي «سيدارز»». الذي تديره شركة «بارناردوز». وذلك على رغم أنني أخبرته بأنني تلقيت تقارير تتحدث عن انتهاكات مستمرة هناك. وقال: «إذا تحدثت إلى الأسر هناك - وهو ما نفعله عند اضطلاعنا بمهام التفتيش - يقولون إنه إذا ما كنا ستبعّد قسراء فإن هذا النوع من الحيز الجيد للتنفس على مدى يومين يعد مهما بالنسبة إلينا. إذ إنهم يديرونه بطريقة جيدة ترتكز على الطفل. كما أن مستويات الرعاية الفردية جيدة جدا. لايزال ذلك يمثل وقتا عصيبا بالنسبة إلى الناس, لذلك توجد مستويات عالية لإيذاء النفسء ولكنّ هنالك تركيزا على الرعاية. وأنا لا أعتقد أنك في حاجة إلى احتجاز مزيد من الأطفالء ولكنني أعتقد أن المبادئ التي تطبق في «سيدارز». بخصوص الأشخاص ال معرضين للخطر يمكنك تطبيقها على أماكن أخرى كاملة».

ومع ذلك. وجدت نفسي أتساءل بشأن تقديرات هاردويك عندما أصدر تقييما إيجابيا لمركز كانت تديره شركة «ميتي» في كامبسفيلد في العام 22015 على الرغم من اكتشاف الكثير من الأخطاء هناك: حيث احتجز طفل اثنين وستين يوما «بطريق الخطأ»» وكان تكدّس المحتجزين متفشياء وكان مستوى النظافة للمطبخ موضع انتقاد. وكان ضحايا التعذيب يُحتجزون على الرغم من قواعد وزارة الداخلية التي تمنع ذلك. فضلا على أن الخدمات القانونية للمحتجزين كانت غير كافية. علاوة على ذلكء فإن شركة «ذا براكتيس» 6غناء222 عطل”. وهي الشركة الطبية التي أبرم التعاقد معها لتوفير الرعاية الصحية, تبين أنها كانت تتحايل على خفض النفقات والعمالة. ومن ثم كانت تعمل اعتمادا على طاقم عاملين لم يكن كافيا».

وعلى الرغم من كل هذه المشاكلء أثنى تقرير هاردويك على المرفق. حيث أشار إلى أنه: «بنحو عام كان هذا تفتيشا إيجابيا جدا. تجب تهنئة طاقم العاملين وأمديرين في كامبسفيلد هاوس 150056 7585614تصة© على التعامل بنحو مهني وعلى نحو حساس مع المحتجزين الذين كانوا يمرونء بالنسبة إلى عديد منهم, بوقت عصيب وغير سار».

300

المملكة المتحدة...

إن رأسمالية الكوارث تزدهر في بريطانيا لأن القوى المعارضة لها ضعيفة للغاية. ففي حين كانت طفرة الخصخصة تستمر بوتيرة سريعة في الداخلء كانت لندن تصدر الأيديولوجية الكامنة وراءهاء حيث وفرت أكثر من 600 مليون جنيه إسترليني - في شكل معونات تنمية - لمساعدة شركات محلية مثل «يونيليفر» *ع167نمتآ و«مونسانتو» 240858260 في الاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضي في أفريقيا. ومن ثم كان صغار المزارعين» والنساءء والمجتمعات التي تعتمد على الزراعة. يتعرضون للاستغلال باسم مساعدة أفريقيا. تحت ستار التنمية كانت بريطانيا تعيد استعمار القارة كلها من جديد - ولكن في هذه المرة من خلال خطب بلاغية أكثر ودا وبعدد أقل من البنادق79,

وهذا الاستغلال سيؤدي لا محالة إلى زيادة انعدام المساواة.ء حيث حتى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «أو إي سي دي» (08001) تبدو موافقة على هذا الرأي. ففي تقرير أصدرته في العام 2014, جادلت هذه المؤسسة البحثية العالمية التي يوجد مقرها في باريسء بأنه ينبغي على الأمم الغنية قبول أن أيام المجد للرأسمالية قد انتهت: وأن الدول الفقيرة سوف تكتشف هذا الواقع بحلول العام 0. وكان سبب هذا أن التمييز العنصري سيتصاعد عالياء حيث يبدأ تغير المناخ في ترك آثاره العميقة في الاستدامة الزراعية. ومن ثم كان الحل الذي اقترحته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يتكون من ذلك النوع من التفكير الذي يذهب إلى ازدياد الانتهاكات الواردة في هذا الفصل: الخصخصة والمزيد من التقشف. وكتب بول ميسون. المحرر الاقتصادي لدى القناة الرابعة الإخبارية في بريطانياء أن «الدرس النهاي المستفاد من هذا التقرير هو أنه. عاجلا أو آجلاء سوف يظهر برنامج بديل ل «مزيد من الشيء نفسه», وذلك لأن السكان المزودين بالهواتف الذكية. وإحساس متزايد بحقوقهم الإنسانيةء لن يقبلوا مستقبلا يسود فيه انعدام المساواة المرتفع والنمو المنخفض»729.

وثمة أسباب تدعو إلى الأمل. إذ إنه بعد حملة عامة في العام 2014, والتي أطلقها الكاتب والممثل الكوميدي راسل براند 8884 815511 لتسليط. الضوء على خطط وضعتها شركة «وستبروك بار تنرز» ولع صغموط عا0م0ءطؤوع18 الأمريكية لإدارة الأصولء والتي استهدفت طرد عشرات الأسر من المنطقة السكنية المسماة

2321

رأسمالية الكوارث

«العهد الجديد» 8:2 260 في لندن. وضعت الشركة خططها المقترحة على الرف وباعت حصتها من الأسهم لمنظمة إسكان يسيرة المال. وكان هذا فوزا صغيرا لكن كبيراء وهو فوز عززته بلا شك شهرة براندء ومثال نادر على رأسمالية الكوارث وهي تواجه تحديا وتهرّم. ومع هذا النجاح كتب براند أنه «قد خطاء عن غير قصدء في قلب حركة مثيرة ويمكن الوصول إليها بالفعل لمعارضة حكومة بلا هدف وقطاع أعمال كبير استبدادي... وأنا أرغمت على البقاء... من قبل شيء لم أكن أعرف حتى أنني كنت حزينا عليه. ألا وهو خسارة مجتمع: وسيلة اتصالنا بعضنا ببعض»62.

مثل هذه النجاحات هي السبب وراء اذا تُعدَ المقاومة العامة ضرورية لضمان مستقبل بريطاني لا يصممه رؤساء الشركات وأصدقاؤهم السياسيون. الإنسانية لا يجوز إسنادها وتعهيدها إلى المزايد الذي يقدم أعلى العروض.

302

أستراليا: مإن كان قلبك ينبض

ات

«لدينا هنا بيئة سامة بطبيعتها. وهي تتسم بخصائص تسببء بمرور الوقت وبنحو موثوق به. ضررا للصحة العقلية لدى الناس».

لكي لم 6

م

د. بيتر يونج عتتتاملا ناعاء2 .101 رئيس الطب النفسي الأسترالي السابق

0 | . جع *

ارح 0

كان شعورا غريبا ذلك الذي انتابني وأنا أغادر البر الرئيس لأستراليا بالطائرة من دون الحاجة إلى جواز سفر أو تأشيرة لتهبط بي الطائرة بعد ذلك بثلاث ساعات ونصف الساعة على جزيرة تديرها أستراليا.

وكانت هنالك مجموعة متنوعة من الأشخاص

ا

3

«حرّكت أستراليا الأوتار. وجمعت الشركات متعددةٌ الجنسيات ماله وألقيت هذه المشاكل على عاتق المواقع البعيدة المستعمّرة سابقا»

ايلا 4-01

الذين صعدوا على متن الطائرة فى مدينة بيرث

2303

رأسمالية الكوارث

م6 التي تقع غري أستراليا متجهة إلى جزيرة كريسماس 191880 25تصاولةط0: سكان جزر المحيط الهادئ. رجال بيض أقوياء البنية» وآسيويون مسلمون» ونساء يرتدين الحجاب. ورأيت اثنين من العاملين لدى شركة «سيركو» وهما يجلسان إلى جانب لاج ذي لحية كثيفة في منطقة الذقن - وهو رجل من المحتمل أن يكون من إيران أو العراق. كان الرجل يقرأ كتابا من سلسلة «أين والي؟» تإلله:18 10/6:©5 ويرتدي «قٍ شيرت» كتبت على ظهره عبارة «لا سجناء». التقت أعينناء فابتسمت له: وبادر بالرد على مجاملتي.

كانت رحلة الطائرة الغالية هذه رحلة جميلة فوق البحر الأزرق بجزر مرجانية متفرقة تحيط بها رمال بيضاء تماما. وفي أثناء الطيران عبر المحيط الهندي توقعت بنسبة 50 في المائة أن أرى قاربا على متنه طالبو لجوء وهو في طريقه إلى جزيرة كريسماس وقد اعترضته عناصر من البحرية الأسترالية. وفي نظرق الخاطفة الأولى للجزيرة رأيت تلالا شديدة الانحدار وخطا ساحليا مذهلا. أما مطارها الصغير فقد تبين أنه كان أكثر قليلا من كونه غرفة كبيرة. وهي عبارة عن متجر كان يبيع مشروبات كحولية وسجائر معفاة من الرسوم الجمركية. وكانت هذه الجزيرة المعزولة هي المكان الذي احتجزت فيه أستراليا طالبي اللجوء تحت أنظار «سيركو» متعددة الجنسيات البريطانية المترقبة لتحقيق الربح.

كانت الرطوبة عالية وأنا أغادر محطة الطيران الصغيرة. وكانت توجد خارجها لافتة ترحب بوصولي إلى الجزيرة تقف إلى جانب سارية طويلة يرفرف عليها العلم الأسترالي. وفي مكتب شركة لتأجير السيارات أعطاني شاب أسترالي من أصول صينية نسخة مصورة لخريطة الجزيرة التي رسمت باليد وقال: «لا يمكنك أن تضل طريقك هناء أيها الرفيق. فهذه الجزيرة في الأساس عبارة عن دائرة كبيرة واحدة».

أما المسافة بالسيارة من المطار إلى «فلاينغ فيش كوف» 0096 8159 سوال وهي البلدة الرئيسة بالجزيرة. فقد كشفت عن مساحات من الخضرة الفاتنة ومجمعات سكنية منخفضة المستوي وباهتة شيدت على طراز حقبة الستينيات. حيث كانت الملابس معلقة عبر نوافذها وأبوابها. وبالقرب من الياه كان يوجد مسجد تعلوه مئذنة صغيرة وإلى جواره المزيد من مباني الشقق الوضيعة التي كانت متلاصقة بإحكام بعضها مع بعضء وأصاب الصدأ المباني. وكانت سفينة تابعة

324

استراليا... للقوات البحرية الأسترالية ترسو في الواجهة البحرية» بينما غطس ضباطها في أعماق امياه اللامعة انطلاقا من الرصيف القصير الذي كانت توجد به لافتة تقول: «تحذير: هذه منطقة خاضعة لسيطرة سلطة الجمارك. محظور دخول الأشخاص من دون هوية شخصية مناسبة».

ولدى وصولي إلى جزيرة كريسماس أحسست كأنني أخطو إلى داخل منطقة التواء للزمن. حيث م يكن ثمة وجود, وبنحو ملحوظء لأي من المباني المعاصرة. وبدا المكان متعبا ومكروهاء وذكرتني مسافته البعيدة بمراكز احتجاز أخرى في أستراليا وبريطانيا وأمريكا. وم يكن من قبيل المصادفة أن هذه كانت الأماكن التي اختارتها الحكومات لإيواء طالبي اللجوء - بعيدا عن الأنظار وبعيدا عن العقل.

نزلتٌ في فندق يطل على المحيطء ويبعد بأقل من خمسين مترا عن موقع الحادث المأساوي الذي حدث في العاشر من ديسمبر من العام 2010, حين اصطدم قارب لطالبي اللجوء بالساحل في ظل طقس سيئء مما أسفر عن مقتل ثمانية وأربعين شخصا. وم يكن في استطاعة سكان الجزيرة فعل أي شيء؛ حيث وقفوا عاجزين وهم يشاهدون اللاجئين وقد أهلكتهم المياه الهائجة وجذبتهم إلى الأعماق. وثمة حادث مأساوي آخر وقع قبالة الشاطئ في مارس من العام 2013, حيث لقي اثنان من طالبي اللجوء حتفهما عندما جنح قاربهما. وتصدر هذا الحادث عناوين الأخبار ا محلية بضعة أيام؛ لكنه اختفى بعد ذلك. أما تعاطف الرأي العام مع ما حدث فقد امتد فقط بامتداد الدورة الإعلامية.

كان هنالك ما يقرب من 1500 من السكان المقيمين بنحو دائم في الجزيرة وقرابة 600 من العاملين لدى شركة «سيركو». و«الإدارة الأسترالية للهجرة وحماية الحدود» 802062 لصة مملغهموتنسص] غسعصمتمدمءآ ممتلمكسة 2185 دمناءءا0ء2 الذين اعتادوا المجيء إلى الجزيرة والخروج منها (كانت تسمى إدارة الهجرة والمواطنة «نطفمععنلن مضه دمنهمعتتصص]ا كه أمعممدمءنا (2140) حتى العام 2013). وكان أحد المرافق التابعة للأخيرة. وهو «معسكر البناء». يوجد مقابل مركز الألعاب الرياضية» حيث كان يعيش العمال الذين شيدوا أول مرفق للاحتجاز في جزيرة كريسماس. وفي وقت كتابة هذه السطور كان قد أبعد جميع أسر اللاجئين - نحو 100 من الرجال والنساء والأطفال - على رغم أنه

35

راسمائية الكوارث

في موعد زيارتي كان هناك نحو 200 شخص.ء وهم أيضا من الأسرء وذلك على الرغم من الزيادة في طاقة الاستيعاب التي كانت تسمح بوجود ما يصل إلى 300 شخص, ف أماكن إقامة أساسية جدا مثل «دونجاز» 002885 (مساكن مؤقتة) وحاويات الشحن الصدئة. أما الرجال العزاب فقد وضعوا في مركز الاحتجاز الأكبر الذي كان يبعد مسافة قصيرة بالسيارة عن البلدة. وكان الموقع هادئا بنحو مخيفء لكن كان في استطاعتي سماع القليل من الأصوات في نطاق هذه المسافة. وكان مستوى الأمن منخفضاء في حين أن الشجيرات الخضراء خلف الهياكل سابقة التجهيز كانت العلامة الوحيدة على وجود لون في المنطقة.

كان الدخول إلى هذه المرافق عملية مضنية» وتلقيت تهربا متعمدا من قبل طاقم العاملين لدى «سيركو» والإدارة الأسترالية للهجرة وحماية الحدود. وهكذا وصلت إلى جزيرة كريسماس بعد إخباري في البر الرئيس الأسترالي بأنه لن يُسمح لي بمقابلة أي من المحتجزينء وعلى الرغم من معرفتهم أن طالبي اللجوء طلبوا رؤيتي. كان يُنظر إلى الرقابة المستقلة. من قبل الصحافيين أو العامة من الناسء على أنها تهديد لنظام سري.

وعلى الرغم من التحول الذي شهدته جزيرة كريسماس من كونها موقعا للتعدين في السابق إلى مرفق للاحتجاز حالياء فإنه كان لايزال هناك خليط متعدد الثقافات وفريد من نوعه على الجزيرة. في إحدى الأمسيات حضرت مراسم احتفال بوذية - وهو حدث يقام سنويا - في معبد يقع على قمة تل بالقرب من مركز الاحتجاز. كانت الأعلام ترفرف في مهب الريح» وكانت تمتد إلى الأفق تلك الرؤية الرائعة للمحيط الهندي المتألق. غربت الشمس ليزدهر لونها الأحمر اللامع. وكان من بين الحضور أساسا مجموعة من الصينيين-الماليزيينء فقد كانت هذه الجماعة هي التي جمعت أموالا في كل عام لإحضار اثنين من الكهنة (شامان) من ماليزيا من أجل هذه المناسبة. غير أنه كان يشارك أيضا في هذا الحدث ممثلون من المجتمعات العرقية الأخرى في الجزيرة» وكذلك بعض العاملين لدى شركة «سيركو».

كان المعبد مكتظا بالبوذيينء وكان العديد منهم يلتقطون صورا لأحد الكاهنين وهو يرتدي ثوبا أحمر ويتأرجح ذهابا وإيابا في نشوة. وكتب صلوات على قطع صغيرة من الورق بينما أيقى على عينيه مغلقتين. وكان هناك العديد من الشموع

3026

أستراليا...

المشتعلة. كما فاحت رائحة العطور في الهواء. وراح رجل محلي يقرع على الطبل كأنه ه منوم مغناطيسيا طوال فترق بعد الظهر والمساء. وفي خارج المعبد كانت مأدبة قد أعدت على طاولة طويلة من الألواح المرتكزة على حوامل ل 100 من المشاركين في هذا الحدث. حيث ث كانت الأطعمة تشمل الشعرية؛ والأرزء والدجاجء ولحوما أخرى, وكميات ضخمة من كل شيء. ووقفنا جميعا في صف واحد ورحنا نخدم أنفسنا.

وشهد الجزء الأخير من هذا الاحتفال أحد الكاهنين وهو يقود موكبا عبر جسر صغير كان قد شيد أمام المعبد. ودفع الناس نقودا مقابل حمل عصي البخورء ثم خلعوا أحذيتهم لتلقي بركة.

تحدثت إلى سامون «ه2ناذ5ء وهو رجل بريطاني نحيف وطويل كان يتوق تدريس الأطفال الصغار تحت الاحتجاز. وكان قد وصل إلى هنا وهو يحمل آمالا كبيرة لتغيير النظام من الداخلء وقال إن الأطفال قد استفادوا بلا شك من الفصول الدراسية المنتظمة. ولكنه كان يعتقد أيضا أن حالة عدم اليقين حول طول فترة ونتيجة الاحتجاز كان لها تأثير سلبي في الصحة العقلبة لهؤلاء الأطفال. وقال سامون إن موظفي شركة «سيركو» كانوا ودودين بما يكقفي معه. ثم شاركني حكاية كاشفة. فقد وضعت مدرسته دليلا تعريفيا وأعطته إلى «سيركو» لفحصه. وكان رد الشركة هو أن بعض مسؤوليها م يتمكنوا من إتمام المهمة لأنهم مم يستطيعوا القراءة أو الكتابة. وكانت خيارات التعليم لأطفال الجزيرة محدودة: ذلك أن مكتب التعليم الكاثوليكي لغري أستراليا عفامطاة) لاكناظ ممع و11 08626 رمناهء810 أسس مدرسة لطالبي اللجوء فقط

كما كان من بين المشاركين في مراسم الاحتفال شخص يدعى هاري 112:5 وهو أسترالي كان قد جاء إلى جزيرة كريسماس منذ ما يقرب من عقدينء ونادرا ما عاد إلى الوطن الأم» فقد كانت هنالك فجوة زمنية امتدت ثمانية عشر عاما بين آخر زيارتين له. وأخبرني هاري أنه كان يتخذ موقفا معارضا من مركز الاحتجاز بسبب التدهور البيئي الناجم عن كمية الموارد» مثل المياه والأخشاب. المطلوبة لإدارة المكان. وكان هاري يعارض وجود «سجن» مخصخص على الجزيرة. وكان يعتقد أنه يجب وضع اللاجئين في احتجاز يستند إلى المجتمع. وأعرب عن أسفه أن «السياسيين ووسائل الإعلام يثيرون الخوف من طالبي اللجوءء ولكن بضعة آلاف فقط من هؤلاء يأتون إلى هنا كل عام. هل نقول كأمة إننا لا نستطيع التعامل مع هذا العدد الصغير؟».

307

رأسمالئية الكوارت

في اليوم التالي التقيت غوردون طومسون 1100502' 02002 الذي شغل في السابق منصب عضو مجلس جزيرة كريسماسء ويعمل الآن سكرتيرا عاما لنقابة عمال جزيرة كريسماس (1[001187) وجعع21ه18 20داذ1 ممصسذمتغط0 04 نامنصتنا. وكان في أواسط الخمسينيات من عمره. ولديه ابتسامة لعوبة وشعر أبيض مجنون. وقد جاء إلى الجزيرة منذ أكثر من خمسة عشر عاماء حيث بقي هنا فترة أطول من تلك التي قضتها زوجته وابنته اللتان غادرتا الجزيرة قبل سنوات. وقد أحب غوردون المكان. وهو قد عارض دانما وجود مركز للاحتجاز وأخبرني أن مركزا كهذا أدى إلى تقسيم سكان الجزيرة إلى مجموعتين: مجموعة القلة التي كانت تجني الفوائدء ومجموعة الكثرة التي لم تستفد بالمرة. وهو قد دخل أيضا في خلاف مع شركة «سيركو» حول تحسين ظروف عمال مركز الاحتجاز. وقال إن القائمين على إدارة المركز عبارة عن حفنة بخيلة من المديرين.

أخذني غوردون في جولة بالسيارة عبر الجزيرة. وبينما انطلقت السيارة على طول القطاع الرئيس للتسوق. حيث يوجد مكتب البريد والمصرف الوحيدان في جزيرة كريسماسء راح يشرح لي ذلك المزيج المتنوع من اطاليزيين والصينيين والتايلنديين والأنغلو الذين يعيشون هنا. ومن مجموع سكان الجزيرة كان الصينيون يمثلون نسبة 60 في المائة» والماليزيون نسبة 20 في اللائة في حين كانت النسبة الباقية من القوقازيين بنحو رئيس. وكانت البوذية هي الديانة السائدة. وقبل إعادة افتتاح مركز الاحتجاز في العام 2008, كانت الجزيرة تستقبل نحو ألفين من السائحين سنويا. غير أنه في السنوات التالية انخفض ذلك العدد ليصل إلى نحو 1500 سائح.

الهجرة السنوية لسرطان البحر الأحمر كانت تحدث في هذا الوقت. وبينما خرجنا من حدود البلدة رأينا أعدادا لا حصر لها من سرطان البحر الأحمرء الكبيرة والصغيرة. وهي تنطلق عبر الطريق. ومن المحتمل أن الأمر كان خطيرا جدا على سائقي السيارات إلى درجة أن أغلقت إدارة الحدائق الأسترالية وذلهدداى لدم بعض الطرق في أوقات مختلفة من السنة. وقد احترم معظم السكان المحليين هذه التوجيهات. ولكن الشكوى العامة التي سمعتها في أثناء زيارق كانت تنحصر في أن مسؤولي «سيركو» الذين يصلون إلى الجزيرة ويغادرونها جوا غالبا ما كانوا

328

أإستراليا... يتجاهلون هذه التعليمات لينتهي الأمر بقتل العديد من سرطانات البحرء ومن ثم إذكاء الشعور بالاستياء تجاه هذه الشركة متعددة الجنسيات7".

اصطحبني غوردون إلى نقطة مراقبة» وكان المنظر خلابا من هناك. فقد كانت هناك طيور أخبل جميلة وجبال ومحيط في كل مكان من حول. إذ كانت نسبة تبلخ نحو 63 ف المائة من جزيرة كريسماس مخصصة باعثبارها حديقة وطنية. وكانت نسبة 14 في المائة أخرى من الجزيرة تحت عقد تأجير لتعدين الفوسفات - وهي صناعة تأسست في العام 0. وأثناء زيارت كان عمال المنجم يشاركون في إضراب للمطالبة بزيادة الأجورء وهو ما سبب توترا في المجتمع لأنه كان هناك نحو 0 رجلا لا يتقاضون أجرا. وكان عمال المنجم يرفضون قبول رواتب ضعيفة في وقت بلغ فيه سعر لترين من الحليب 19.5 دولاراء في حين أن كل واحد من مسؤولي الإدارة الأسترالية للهجرة وحماية الحدود يتقاضي مخصصات قدرها نحو 30 ألف دولار سنويا لتغطية مثل هذه النفقات©. ومن نقطة المراقبة هذه رأيت علامات على الضرر الذي سببته أعمال التعدين في مختلف أرجاء البيئة البكر لجزيرة كريسماس - حيث مناطق كبيرة من الأرض المحفورة وتلال ضخمة من القاذورات.

وبعد ذلك أخذني غوردون على طريق محاط بغابات غنية لكي يريني مركز الاحتجاز الذي كان يوجد في منطقة نورث وست بوينت غصنوط2 1856 هل على مسافة تبعد نحو سبعة عشر كيلومترا عن منطقة فلاينغ فيش كوف. وأوقف السيارة لي أرى مسارا متعرجا يؤدي إلى بقعة أعلى أحد التلال حيث يمكن رؤية مركز الاحتجاز بوضوح: إذ إنه وبمساعدة من إدارة موارد الفوسفات 1266م18205 وعععناووء2, كانت الإدارة الأسترالية للهجرة وحماية الحدود قد حاولت إغلاق المدخل المؤدي إلى المسار بوضع أكوام كبيرة من الحصى. ومن جانب الطريق ألقينا نظرة خاطفة على مركز الاحتجاز الذي بدا أشبه بمستشفى. وكانت أطباق الأقمار الاصطناعية الكبيرة تنتشر في الأرضء كما كان هنالك العديد من اللافتات التي تحمل عبارة: «ممنوع وجود أشخاص غير مصرح لهم بعد هذه النقطة!».

وبعد ذلك ببضعة أيام تفاديت تلال الحصىء وذهبت سيرا على الأقدام مدة 5 دقيقة إلى نقطة المراقبة. وكانت المكافأة أن حظيت برؤية مذهلة للركز الاحتجاز برمته بينما كان يتلألأ في أشعة الشمس في أواخر فترة الظهيرة. ولأنه كان يقع

309

رأسمائية الكوارن

بالقرب من المحيط كان يمكن الوصول إليه من خلال طريق دخول واحد. وشاهدت بضعة أشخاص يتحركون داخل المركز. غير أنني فوجئت بحجمه الهائل. وفي ذروته كان المكان قد آوى أكثر من ثلاثة آلاف من المحتجزينء غير أنه أثناء كتابة هذه السطورء كان المركز يضم مأ بين 100 و200 من ال محتجزينء حيث قد جرى نقل العديد منهم إلى البر الرئيس الأستراليء حيث كان ينتظرهم مستقبل مجهول.

والحقيقة أن أصوات سكان جزيرة كريسماس كانت نادرا ما تسجل لأن عددا قليلا جدا من الصحافيين هم من كانوا يذهبون في رحلات إلى هناك. لكن رحلتي هذه هي التي أتاحت لي هذه الفرصة. وحين حضرت اجتماعا تنفيذيا لنقابة عمال جزيرة كريسماس, ترأسه غوردون طومسونء سألت الحاضرين عن مواقفهم تجاه مركز الاحتجاز و«سيركو». وكان يوجد اثنا عشر شخصا في غرفة الاجتماع المضاءة بالفلورسنت - أحد عشر رجلا آسيويا وامرأة هندية.

وكان أصحاب المتاجر في جزيرة كريسماس سعداء بوجود مركز الاحتجاز, لأن أسعار ا مواد الغذائية واصلت ارتفاعها. وفي بعض الأحيان كان الطلب يتجاوز العرض, لكن العمال الآتين والمغادرين جوا كان لديهم الكثير من الدخل الفائض القابل للصرف. ومن ثم كان في مقدور أصحاب المتاجر زيادة الأسعار بناء على ذلك. كما كان الجميع سعداء لأن قائمة الخدمة لدى شركة «سيركو» كان بها عاملون ممكثون فترات تتراوح بين ستة أشهر واثني عشر شهرا في الجزيرة. وقال رجل: «العاملون فترات قصيرة الأجل في «سيركو» ليس لديهم أي شعور بالانتماء إلى الجزيرة».

وكان الأشخاص المشاركون في الاجتماع يُبدون» في معظمهم. تعاطفا حيال اللاجئين. أما غضبهم فكان موجها بقدر أكبر إلى البيروقراطيين البعيدين ممن كانوا يمارسون ضغطا لا مبرر له على جزيرتهم. فهم كانوا يريدون. على سبيل المثال» بناء مزيد من المنازل للسكان المحليين. كما أبدى هؤلاء انزعاجهم من ملايين الدولارات التي كانت تُنفق على التحقيق بشأن كارثة قارب طالبي اللجوء التي وقعت في ديسمبر من العام 2010 - وهي أموال كان من الأفضل في اعتقادهم إنقاقها على تحسين البنية التحتية. وأخبرني شاب أنه: «حين تُبنى مراكز احتجاز في مناطق نائية فإن السكان المحليين هم من يعانون في العادة. في حين أن استئجار السيارات, والإقامة بالفنادق, والطعام الأفضلء من السهل الحصول

23130

استراليا...

عليها فقط بالنسبة إلى العاملين الآتين والمغادرين بطريق الجو لدى الشركة. كما أن مركز الاحتجاز قضى على صناعات أخرى في الجزيرةء مثل السياحة. ومن ثم فإن صورة جزيرة كريسماس على المستوى العالمي هي أنها مجرد سجن»””.

ولدى شبكة أستراليا الحديثة لطالبي اللجوء تاريخ دنيء. إذ إن وضعها بوصفها دولة استعمارية ارتكبت أعمال إبادة ضد سكانها الأصليين يفسر جزئيا ا مخاوف من الغرباء غير البريطانيين. ففي أغسطس من العام 2001 مُنعت «تامبا» 8مصطتة1" وهي سفينة نرويجية كانت تحمل على متنها 438 شخصاء الأغلبية العظمى منهم من الأفغان الهازاراء والذين أنقذوا من سفينة صيد مضطربة في اللياه الدولية» من الدخول إلى المياه الأسترالية بأوامر من الجيش. حيث جرى اقتيادها في النهاية إلى جزيرة ناورو 1151هل2 في المحيط الهادئ. هذا الحادث شجع حكومة جون هاورد المحافظة في الأيام التي سبقت هجمات 11 سبتمبر على الإعلان عن سياستها المسماة «حل المحيط الهادي» التي أنشئت مموجبها مرافق احتجاز في جزيرة كريسماس. وجزيرة ناوروء وجزيرة مانوس 151800 وناصة36 في بابوا غينيا الجديدة - وهي كلها مواقع في الخارج من شأنها إيواء اللاجئين بعيدا عن البر الرئيس الأسترالي وعيون المتطفلين من العامة ووسائل الإعلام. وفي أواخر العام 2001 تأسس مرفق احتجاز مؤقت في جزيرة كريسماس في محاولة لإرسال رسالة مُفادها أن طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البر الرئيس الأسترالي سيُتعامّل معهم وتعالج حالاتهم في الخارج» وليس بالقرب من مراكز السكانء كما سيتعين عليهم تحمل اللعاناة فترات طويلة وراء قضبان السجون©.

هذا النظام استمر من العام 1 إلى العام 2007. ومع تولي حكومة عمالية جديدة مقاليد السلطة ذكرت في البداية أنها ستضفي طابعا من الإنسانية والليونة على النظام عن طريق إغلاق مراكز احتجاز في الخارج, لكنها أعادت فتح مرفق جزيرة كريسماس في أواخر العام 2008, كما بدأت خطة «حل المحيط الهادئ» برمتها مرة أخرى في العام 2012. وتضمنت هذه الخطة التي حظيت بدعم الحزبين الرئيسين في البرمان الأسترالي استبعاد جزر لا حصر لها من منطقة الهجرة الأسترالية, واستخدام البحرية الأسترالية في إيقاف القوارب التي تحمل لاجئين. ومن ثم أبعد طالبو اللجوء وعولجت حالاتهم في بلدان أخرىء وغالبا ما كانوا ينتظرون سنوات في

331

رأسمالية الكوارن

ظل ظروف سيئة حتى تُحدّد أوضاعهم باعتبارهم لاجئين. وفي مايو من العام 2013 أقر البرمان الفدرالي تشريعا يقضي بإزالة البر الرئيس الأسترالي من منطقة الهجرة الأسترالية - وهو ما يعني أن جميع طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البر الرئيس يمكن إرسالهم إلى مراكز احتجاز في الخارج في ناورو أو بابوا غينيا الجديدة. إذ إن كلتا الدولتين وافقتا على وجود مرافق احتجاز على أراضيها لأن أستراليا استخدمت ما في جعبتها من أقدم أشكال الإقناع في الكتاب: أكوام من المال. وفي العام 2014 رشيّت كمبودياء وهي إحدى أفقر دول آسيا وأكثرها فساداء لكي تستقبل بعض اللاجئين الذين لم ترذهم أستراليا.

كانت فكرة الانتقال إلى الخارج ابتكارا عبقريا بش بحدوث تطور مشؤوم في اقتصاد متحور. إذ كان يعني وجود مستوى أقل من المساءلة من خلال التعاون مع شركاء إقليميين معروفين بالارتشاء والوحشية. إن بابوا غينيا الجديدة وكمبوديا م تتمكنا من توفير سبل العيش لواطنيهما واللاجئين في آن واحد. فضلا عن القدرة على إدارة أشخاص لفظتهم أستراليا. ومن ثم كانت السيادة منحرفة. وعند سؤالها عن المشكلات داخل معسكرات جزيرق ناورو ومانوس كانت أستراليا تذعي كذبا أنها ليست المسؤولة عن هذه المشكلات وتقتزح توجيه هذا السؤال إلى المسؤولين في هذه الدول «ذات السيادة». فقد حركت أستراليا الأوتاره وجمعت الشركات متعددة الجنسيات المال؛ وألقيت هذه المشاكل على عاتق المواقع البعيدة المستعمّرة سابقا (غير أنها كوفئت بطريقة سخية مقابل تحمل العبء الثقيل).

وهذا الأمر م يزعج كانبيرا بل كان العكس صحيحا لأنه. من خلال فرض قيود على وصول وسائل الإعلام إلى المواقع المتنازع عليهاء أمكن لكل من الحكومة وقراصنة ا مال العمل في أغلب الأحوال من دون مقاطعة. بل إن النظام كان مصدر إلهام للآخرين. ففي العام 2014 أعلنت الأمم المتحدة أنها كانت تفكر في تأسيس معسكرات احتجاز في مصرء وليبيا والسودان للعالجة التدفق الهائل للاجئين إلى أورويا. هذه الفكرة ثم تكن عملية قطء غير أنها أثبتت أن كفاءة أستراليا عديمة الرحمة أكسبتها أصدقاء في أكثر الأماكن غرابة. وفي مواجهة الزيادة الضخمة في ا مهاجرين غير المرغوب فيهم أعلن الاتحاد الأوروبي في العام 2015 حلا على النمط العسكري للأزمة: كان انعكاسا للسياسات الأسترالية.

332

أاستراليا... خلال هذه العملية برمتها في أسترالياء وفي غضون أكثر من عقدينء زادت كمية الأموال التي جمعها المقاولون بنحو كبير. فقد كانت هذه هي الظروف امثالية لازدهار رأسمالية الكوارث. ذلك أن شركات دولية مثل «سيركو» و«جي فور إس» - وهي شركات متعددة الجنسيات ليست لديها مساءلة فعليا في البرلمان الأسترالي - قد باعت كفاءتها لحكومات أسترالية متعاقبة, على الرغم من أنها أخفقت بشكل روتيني في توفير الرعاية لموظفيها أو لطالبي اللجوء. ونادرا ما كان يظهر المسؤولون التنفيذيون في «سيركو» و«جي فور إس» في الصحف أو أمام لجان حكومية. وبينما كانت هذه الشركات تمارس ضغوطا خلف الكواليس للحصول على مزيد من العمل فإنها لم تضطلع بدور مباشر في السياسات الأسترالية المحلية. وكان هذا شيئا نموذجيا ونمطيا بالنسبة إلى الثقافة المعولة للشركات. المسؤولية النهائية عن المخالفات والانتهاكات كانت تقبع على مسافة تبعد آلاف الكيلومترات في بريطانيا. وهو ترتيب كان مناسبا لكل من الشركات والحكومة. وكان هذا زمن السياسة الوحشية والسياسات غير الإنسانية التي دانتها الأمم المتحدة وكل جماعة حسنة السمعة معنية بحقوق الإنسان في العالم. غير أن الستار :0 يُسدل على هذه الحقبة الزمنية. ذلك أن ا لمفوض السامي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة» الأمير الأردني زيد رعد الحسينء انتقد أستراليا بشدة في سبتمبر من العام 2014 بسبب ارتكابها «سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان» و«الاحتجاز التعسفي وعمليات التعذيب المحتملة في أعقاب العودة إلى دول الوطن». بيد أن خطة «حل المحيط الهادي» مم تكن غير رائجة لدى العامة من الأستراليين. فبعد هجمات 11 سبتمبر كان دائما يُصوّر اللاجئون الآتون في قوارب على أنهم إرهابيون محتملونء وأنهم في حاجة إلى أن يُعاملوا بارتياب. ولايزال الأستراليون يغذون هذا التحيز. لاسيما أنه تحيز يستغله معلقون وسياسيون. فقد أظهر استطلاع للرأي في أوائل العام 4 أن العديد من الأستراليين كانوا يريدون معاملة أشد قسوة مع الآتين على متون القواربء وذلك لأنهم لم يعتقدوا أن الآتين الجدد كانوا لاجئين حقيقيين7). وفي الواقع تبين لمسؤولي الهجرة أن الأغلبية العظمى من طالبي اللجوء الآتين إلى أستراليا كانوا في حاجة إلى حماية قانونية. وفي السبعينيات كان هنالك قلق بشأن اللاجئين الفيتناميين واللبنانيين الفارين من الحرب والاضطهاد. وفي القرن

3033

الحادي والعشرين تردد أن «إرهابيين» من المسلمين والتاميل كانوا يستوردون قوانين الشريعة. والانقسام, والعنف. غير أن شركتي «سيركو» و«جي فور إس» م تعيرا الاصطياد العرقي هذا اهتماماء على الرغم من أن الكثير من العاملين لديهما كانوا يسيئون معاملة أشخاص عرقيا ممن كانوا في رعايتهم. وفي نواح كثيرة لم يكن لدى الخصخصة قانونا أخلاقياء بغض النظر عن أنها تسعى إلى جمع امال وإذا ما كانت العقود متاحة فإن الشركات الكبيرة تشعر عندئذ بأنها مضطرة إلى المزايدة عليها.

وما كان يعد أمرا محوريا بالنسبة إلى سياسة الهجرة الأسترالية هو ارتباطها بالشركات التي تنفذ هذه السياسة. ذلك أن كلا الحزبين الرئيسينء حزب العمال والحزب اللييرالي كانا يؤيدان وجود مراكز الاحتجاز القائمة على التعاقد الخارجي. وعلى الرغم من أن حزب العمال الذي يعد اسميا أكثر تقدما بشأن بعض القضايا الاجتماعية قد أعرب من حين إلى آخر عن عدم ارتياحه حيال هذه السياسة. إذ إن هذه السياسة قد دخلت حيز التنفيذء جنبا إلى جنب مع الاحتجاز الإجباري للاجئين. منذ التسعينيات (وتبين من الأرقام الصادرة في العام 2014 أنه كان يُبقى اللاجئون في الاحتجاز فترة تسعة أشهر في المتوسط - وهي فترة أطول بكثير مما سمحت به المعايير الدولية)©.

وبدأ مركز الاحتجاز في جزيرة كريسماس يتبلور عندما وصل وزير الأراضي في حكومة هاورد. وهو ويلسون تاق بإععاء1]” 50 إلى الجزيرة. في مارس من العام 2002, وأدلى بالخبر التالي: «سيكون لديكم مركز احتجاز جديد. وأنا لست هنا لكي أجادل». وتُخُلي عن تقييمات بيئية منتظمة من أجل تحريك هذا المشروع بأسرع ما يمكن. وفي العام 2014 كان سكان محليون لايزالون يشتكون من عدم التشاور معهم بشأن أي شيء» بما في ذلك الخدمات والمستشفى. وتقول ليندا كاش طنقهة© 02ضال مديرة التسويق في اتحاد السياحة بجزيرة كريسماس: «أحيانا نشعر كأننا الجزيرة المنسية»”7. وكانت جزيرة كريسماس وجزر كوكوس 1512805 0005 أساسا مستعمرات سيطرت عليها أستراليا. وفي التسعينيات جلب كازينو ثروات لجزيرة كريسماس. ولكنه أغلق أبوابه بسبب الأزمة امالية الآسيوية. وأراد بعض السكان المحليين إعادة افتتاحه. وبسبب الآتين من لاجئي القوارب أصبح عشرة أشخاص على الأقل مليونيرات في الجزيرة - وهم مستفيدون أذكياء من أعمال الاحتجاز©.

334

استراليا...

بدأت أعمال البناء في العام 2006: واستهل المرفق نشاطه بما يقرب من 0 سرير بتكلفة بلغت 400 مليون دولار. لكن التكلفة زادت واطمقاولين الخصوصيين م يكونوا قد أكملوا العمل كله حينما طرحت الثقة بجون هاورد ما أدى إلى ترك منصبه رئيسا للوزراء في العام 2007. وأخيرا افتتح ا مركز في العام 2008 في ظل مراقبة حزب العمال. وقررت الحكومة ترسية عقد على شركة «سيركو» في العام 9 لإدارة جميع مراكز الاحتجاز التابعة لأسترالياء وذلك مقابل 370 مليون دولار مدة خمس سنوات. وبعد ذلك بوقت قصير بدأت القوارب الآتية في الازدياد. وبشرت الإدارة الأسترالية للهجرة وحماية الحدود «بتوافق الشركة القوي مع قيم الإدار ة وتعليمات الحكومة في مجال الاحتجاز». وتمكنت «سيركو» من الحفاظ على العقد في العام 2014, على الرغم من سنوات من سوء الإدارة. وكانت قيمة العقد تساوي نحو مليار دولار في خمس سنوات - وهي زيادة ضخمة - بسبب الأعداد الأكبر من الأشخاص الذين كان يتعين على الشركة إدارة شؤونهم والتعامل معهم.

وتعهدت الحكومة المحافظة برئاسة توني أبوت ططة 10 التي انتخبت في العام 3 بالعمل على «إيقاف القوارب», وهو ما قد نجحت في القيام به إلى حد كبير وقت كتابة هذه السطور. لكن التكلفة الإنسانية كانت مرتفعة””). وكانت «عملية الحدود ذات السيادة» 802065 صواء:7؟50 612108م0) هي البرنامج الحكومي ذا الطابع الأورويلي!* الذي يهدف إلى تنفيذ هذه السياسة. وحصل وزير الهجرة وقتهاء سكوت موريسون 110151507 ]5601: وهو مسيحي ملتزم» على صلاحيات غير مسبوقة لإعادة قوارب طالبي اللجوء إلى البحرء ومنعهم من رفع دعاوى اللجوء بوصفهم لاجئينء وذلك استنادا إلى أسباب ككونهم «شخصيات» مشكوكا فيها أو باسم «المصلحة الوطنية». مع غياب الرقابة على عملية صنع القرار لدى الحكومة. وإبعاد الأشخاص إلى دول لديها سجلات بشعة في مجال حقوق الإنسان. وكانت قراراته تتجاوز نطاق المراجعة"". كان (*) صفة مشتقة من اسم الروائي البريطاني جورج أورويل (1903-1950) 0:1 عع:ه»0. وتُستخدم للإشارة إلى وضع سيامي مشابه ما يرد في أعمال أورويل الروائيةء خصوصا روايتيه الشهيرتين «مزرعة الحيوانات». و«1984» سوط بإتطهةظ مععتطللة التي تُشرت في العام 1949. ويتسم هذا الوضع السياسي بأنه يكون مبنيا على سياسات تجمح بين الاستبداد والقمع, وتحمل خواصٌ مميزة. من بينها إحكام الحكومة رقابتها على أفراد_الشعبء وتعزيز سيطرتها على الجمهور العريض عن طريق البروباغاندا (الدعاية الموجهة التي تقوم على الشعارات الجوفاء). وتجنح

دائما إلى تحريف التاريخ والتلاعب بالحقائق وتزييف الوعي» وإمكانية محو الغرد من السجل العام والذاكرة. وسحق إرادته بالإضافة إلى خصائص أخرى تعطي هذا الوضع شكله في سياق عام متردُ «ديستوبي» وواقعي في آن واحد.

5430305

رأسمانية الكوارن

موريسون بمارس دور السلطة المطلقةء وكان يستمتع بأداء هذا الدور على ما يبدو. وبالنسبة إلى الأفغان والتاميل الذين أعيدوا إلى أفغانستان وسريلانكا فإنهم كانوا يتعرضون للضرب والتعذيبء وكانوا ببساطة يختفون أحيانا. وواصل موريسون اتباع سياسة الاحتجاز إلى أجل غير مسمى على غرار معتقل خليج غوانتانامو بالنسبة إلى العثرات من طالبي اللجوء؛ والذين خبس بعضهم ا يزيد على خمس سنوات. وم يُسمّح لأحد بمعرفة الأسباب التي دفعت جهاز المخابرات الأسترالية (آسيو) 4510 إلى إبقائهم قيد الاحتجاز.

إن السرية كانت العامل الرئيس ضمن هذه الأسبابء حيث كان يُنشر القليل من المعلومات بشكل علني. وحين أبحر طالبو اللجوء في رحلة القارب الغادرة من إندونيسيا إلى أسترا اليا اعتقلت سفن الجمارك الأسترالية عددا غير محدد منهم. وتُقل بعض هؤلاء إلى قوارب نجاة برتقالية لكي يُعادوا إلى إندونيسيا في مناورة «العودة إلى الوراء». كانت القوارب مكتظة. وادعى لاجئون أنهم لقوا معاملة قاسية من جانب ضباط البحرية الأسترالية. كما احتجز آخرون أسفل ظهر السفينة على متن السفن التابعة لهيئة الجمارك فترات زمنية طويلة من دون أن يروا ضوء الشمس. وأأسكت الغضب الشعبي العارم في أستراليا الذي عارض هذه الممارسات. أما الغضب ضد الشركات التي تعمل مع الحكومة لتنفيذ هذه السياسات فكان في أدنى مستوياته. وأسماء شركاتهم كان يُشار إليها أحيانا في تقارير وسائل الإعلام, وكانت تلك هي الطريقة المحببة لديهم - البقاء غير مرئيين تقريبا لدى العامة, مع البقاء جزءا أساسيا من خطط الحكومة.

أستراليا صدرت ثقافة مخصخصة إلى مراكز الاحتجاز في الخارج. فقد أدارت شركة «سيركو» بعض المرافق في جزر كوكوس, في حين حصلت شركة «جي فور إس» في البداية على عقد لإدارة الموقع في جزيرة مانوس. وكان سكان جزيرة ناورو يتقاضون أر بعة دولارات في الساعة من شركة المقاولات «ترانسفيلد للخدمات» 6610 كمد 5627165 للعمل في المركز هناك - وهو أجر أقل عشر مرات من الأجر بالساعة الذي كان يتحصل عليه مواطنون أستراليون يعملون في المرفق نفسه”!!". وقد استمتع مقاولون أستراليون بقرار كانبيرا بناء مرافق دائمة على جزيرة ناورو تكلفت أكثر من 0 مليون دولارة”, وذلك على الرغم من أن زيارة قام بها في العام 2013 صحافي

3036

إستراليا...

يعمل لدى صحيفة «الأسترالي» ا مملوكة لروبرت ميردوخ. كشفت ظروفا بسيطة للغاية. إذ كانت هناك ادعاءات خطيرة حول وقوع انتهاكات جنسية وبامثل تهديدات ٠‏ بالاغتصاب من قبل الحراس با مركزء وهي ممارسات استمرت في الظهور على السطح. كما أنه في سبتمبر من العام 2014 ارتفعت حالات الإيذاء الذاتي للمحتجزين. وزعمت طالبات اللجوء أنه كان يتعين عليهن كشف أجسادهن إذا أردن الاستحمام مدة تزيد على دقيقتين!2". وم تسبب هذه القصة إثارة فضيحة وطنية. واختفت ببساطة. واستمعت لحنة مراجعة عينتها الحكومة في العام 5 إلى ادعاءات من محتجزين في جزيرة ناورو بأنهم تعرضوا للاستغلال الجنسي على أيدي موظفي الأمن الخاصء فضلا عن أدلة تظهر انتهاك الأطفال جنسيا في ظل الظروف السيئة القذرة. وادعى عمال المساعدات لدى منظمة «أنقذوا الأطفال» معم1نط0 عط 53576 غير الحكومية: الذين وُجدوا على جزيرة ناوروء أن حكومة أبوت كانت على علم بالانتهاكات الجنسية للمحتجزين من العام 4, ولكنها غضت الطرف عنها.

في العام 4 أجريتٌ مقابلة مع فلسطيني مولود في الكويت. يُدعى علاء الدين سيسام حين كان المحتجز الوحيد في جزيرة مانوس. وكان من الواضح أنه أصيب بصدمة نفسية من جراء تجربة الاحتجاز هناك. وبعد إعادة فتح مركز الاحتجاز في مانوسء دانها بأنها جزيرة الخروج على القانون: وقال: «حين تكون هناكء؛ فأنت لا تساوي شيئا. أنت غير محميٌ من قبل القانون»2".

إن وجود طالبي اللجوء قد أحدث أيضا تغييرات لا رجعة فيها على جزيرة مانوس نفسها. وم يكن هنالك تشاور محلي. وقال زعيم سياسي يدعى ناهاو روني لإ م100 دتجطو]52': «سمعنا عن ذلك في الإذاعة». وعندما احتج محتجزون على احتجازهم طويل الأجل وظروفهم السيئة في مانوس في يناير من العام 2015: وبعدما تبين من أرقام رسمية مسربة في العام 2014 أنه كان يوضع لاجئون في عزلة طبية بمعدل محتجز واحد كل يوم تقريباء أعرب وزير الهجرة الأسترالي» بيتر داتون #ماع2 دهغ 2 عن شكره للسلطات المحلية ولشركة «ترانسفيلد» لا قامت به من جهود للقضاء على «تهديد» الاحتجاج الشرعي. ولم يرد أي ذكر آخر لدور الشركة في حين استمرت السلطات في منع الصحافيين من الوصول إلى الموقع. والصور الوحيدة التي عرضتها وسائل الإعلام كانت عبارة عن لقطات صورها خُلسة طالبو اللجوء, والتي

337

راسمالية الكوارن كشفت عن رجال أغلقوا أفواههم وأغمي عليهم من جراء إضرابهم عن الطعام. وكانت «ترانسفيلد» تجني أموالا أكثر كلما طال بقاء اللاجئين وراء القضبان. وفرضت الشركة سياسة شديدة القسوة على موظفيها العاملين في جزيرق ناورو ومانوس, حيث أخبرتهم بأن ثمة إمكانية لإقالتهم من العمل بناء على من يتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو لكونهم جزءا من جماعة أو حزب معارض لسياسات اللاجثين الأسترالية19).

كانت سياسة الاحتجاز مكلفة لدافعي الضرائب. فقد كشفت الأرقام التي تضمنها موجز قدمته إدارة الهجرة وحماية الحدود إلى الحكومة الاتحادية في العام 0 أن عمليات المعالجة في الخارج في جزيرة كريسماس كانت أكثر تكلفة خمس مرات من احتجاز لاجئين في البر الرئيس الأسترالي. وتضمن مبلغ 471 مليون دولار كان مخصصا لهذه المهمة 109 ملايين دولار - مقابل «تقديم الخدمة». فضلا على 8 مليون دولار ل «الإدارة». وأظهر الموجز أن الحكومة قد وصلت إلى هذه الأرقام من خلال افتراض أن أعداد الآتين في القوارب سوف تتباطأ في السنوات ما بعد العام 2011.

وعلى رغم ذلكء فقد حدث العكسء حيث جاء تسعة وستون قاربا في العام 2011, ووصل ما لا يقل عن 205 قوارب في العام 2012, بالمقارنة مع 134 قاربا في العام 2010. وبحلول نهاية العام 2012, تبين أن عدد طالبي اللجوء الذين كانوا قد وصلوا إلى أستراليا عن طريق القوارب منذ أن تولى حزب العمال الحكم في العام 2007, كان يربو على 3 ألف لاجئ - وهو عدد قريب جدا من ذلك الذي كان قد وصل في أثناء الاثني عشر عاما كلها التي أمضتها حكومة هاورد في السلطة. وفي مايو من العام 2011, اعترفت حكومة العمال بنحو علني بأن تكاليفها السابقة كانت أقل مما اقتضته الحاجة. وأن ثمة حاجة إلى تخصيص مليار دولار في ميزانية منتصف العاه!07.

وبطبيعة الحالء «عثر» على هذه الأموال من دون تدقيق عام إضاف. وبدا أنه مم يكن هناك مبلغ من امال يعد كبيرا لدى الحكومة الأسترالية» لكي تدفعه لمعالجة طالبي اللجوء بعيدا عن البر الرئيس قدر الإمكان. وكتب الصحافي الأسترالي ديفيد مار 2211 103510 ببلاغة أن عنصرية غير متنكرة كانت تكمن وراء هذا الاستعداد: «اطيزانية التي تهدف إلى طمأنة الأستراليين هي بلا قاع»!19).

338

اتستراليا...

كما أن الإدارة الإصلاحية الأسترالية غم دعع 2صد]/ة لدهدمناءء هن سقتلة كنات 0/4 والتي تمتلكها شركة السجون الأمريكية «واكنهت» غتاطهع1ء18. التي أدارت في السابق ستة مراكز احتجاز على الأقل في أسترالياء كشفت في العام 2000 أن عائدها السنوي كان مائة مليون دولار. مع ربح ما بعد خصم الضريبة قدره 5 مليون دولار”!). وفي العام 0 بلغت عائدات شركة «سيركو» 369 مليون دولار» في حين بلغت أرباح ما بعد الضريبة 40.5 مليون دولار. وفي العام التالي قفز هذا الرقم إلى 756 مليون دولار بالنسبة إلى العائدات» و59 مليون دولار بالنسبة إلى الأرباح9. وفي العام 3 ارتفعت عائدات «سيركو» إلى 1.25 مليار دولارء ومع ذلك أظهر البيان المالي للشركة تحقيق ربح ضعيف نسبيا. وكانت النتائج غامضة لأن شركتي «جي فور إس» و«سيركو» م تمتثلا لقواعد امحاسبة الأسترالية. وبحلول العام 4 كان الوضع العابمي ل«سيركو» متعثراء حيث انهار سعر سهم الشركة بمقدار الثلث. ولكن من حسن الحظء أن عقد الاحتجاز الأسترالي لدى الشركة ساعدها جزئيا في أن تبقى بمعزل عن الكارثة.

وكانت شركة «جي فور إس» تجني أموالا هائلة. حيث كانت تتقاضى 74792 دولارا عن كل محتجز كل سنة في جزيرة مانوس. إذ كان من الأرخص وضع طالب لجوء في غرفة بفندق شيراتون 55672100 في سيدني عن قضائه ليلة في جزيرة مانوس تحث سيطرة «جي فور إس»!2). وعمدت شركة البناء الأسترالية «ديكمل» أنصنء12 إلى زيادة عقدها للتوسع في مرفق الاحتجاز في مانوس في العام 2014 من 137 مليون دولار إلى 253 مليون دولار*). وأخبرني مصدر متعاقد مع «ديكمل» في العام 2015 أن الشركة قد زايدت لكي تحل محل شركتي «ترانسفيلد» و«ويلسون لخدمات الأمن» برا تداءء5 مه87115/ في جزيرق مانوس وناوروء وأنها أرادت أيضا تطبيق نهج مختلف وأقل عدوانية. وقال مصدري: «نحن لا نرى المهمة باعتبارها أمناء بل نراها رفاهة ورعاية».

والحقيقة أن حجم النمو الذي حققته صناعة مراكز الاحتجاز الخاصة قد كان هائلا. إذ إن عددا لا يُحصى من الشركات والأفراد كانوا يحصدون المكافاآتء بما في ذلك شركات الخطوط الجوية المستأجرة» وحانة في جزيرة كوكوس توفر غرف إقامة مؤقتة لطالبي اللجوء. وشركات بناء. فضلا على ذلك فإن سياسة «إيقاف

3039

رأسمالية الكوارث

قوارب اللاجئين» كان من المحتمل أن تؤثر سلبا في النتائج المالية للشركات. فمنذ العام 2003, كانت أربع شركات - وهي «جي فور إس»» و«سيركو», و«ترانسفيلد», و«تول هولدينجز» 110101085 1011 - قد حصلت على أكثر من 5.6 مليار دولار من العمل في صناعة الاحتجاز/”. وفي المجمل فإنه منذ العام 2007 كان مقاولون. من بينهم «جيش الخلاص» 1079م 9 و«كانستركت» 6عدمؤوصه©. قد فازوا بعقود بلغت قيمتها 10 مليارات دولار في مجالات وظائف لها صلة بالاحتحاز24,

وفازت شركة «ترانسفيلد» بعقد ضخم قيمته 1.2 مليار دولار لإدارة جزيرق ناورو ومانوس في العام 2014, وذلك بعد أن أخفقت شركة «جي فور إس» بنحو سيئ في تنفيذ هذا العملء ووَجه إليها اللوم على نحو صحيح لمسؤوليتها عن أعمال الشغب التي وقعت في فبراير من العام 2014 والتي أدت إلى مقتل لاجن إيراني يدعى رضا بيراقي””. وم يُوجه اتهام إلى أي من كبار العاملين لدى «جي فور إس» في هذه الجريمة. وكانت ادعاءات خطيرة بشأن حدوث أعمال اغتصاب, وانتهاكات, وعنفء من الممارسات الشائعة في المركزء وهو ما دفع موظفا أستراليا إلى وصف هذا المرفق بأنه «حظيرة دجاج رهيبة»9©. فقد كان الحراس يحتجزون طالبي اللجوء في الحبس الانفرادي عدة أيام بلا أي وسيلة للاتصال7©.

وقال نيك باكلز كنظ عك2/1, الرئيس السابق لشركة «جي فور إس»». في العام 2010: «ما من شيء مثل أزمة تحدث للتحفيز على قليل من التغيير». وبكلمة «التغيير»» إنما كان باكلز يقصد خصخصة الخدمات تحت ستار الكفاءة والوفورات في التكلفة التي تتحملها الحكومة. وقال باكلز في اجتماع للمحللين في مارس من العام 2011 إن خسارة عقد هنا أو هناك لم يكن بالأمر الجلل, لأنه كان هناك «الكثير من فرص التعاقدات الخارجية مع عدم وجود العديد من المنافسين»29. كان ذلك توازنا للقوى غير صحي. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «نيويورك تاهمز». كشف ريتشارد هاردينج 8صنلك1 لموطعنه. الذي شغل منصب كبير مفتشي السجون منطقة غربي أستراليا عَقدا كاملاء عن جوهر المشكلة بقوله: «هذه الشركات العاطية [مثل «سيركو»] هي أقوى من الحكومات التي تتعامل معها»9©.

وقد تعزز الغموض الذي يكتنف هذه الشركات من جراء الغياب التام تقرييا لظهور المتحدثين باسمها في وسائل الإعلام على الرغم من أنها بدت غير مستعدة

340

أستراليا... للاعتراف بهذا الأمر. وفي مقابلة صحافية نادرة أجريت معه في العام 2011, قال ديفيد كامبل 1اءعطامطنة0© 10314, الذي شغل في ذلك الوقت منصب الرئيس التنفيذي لشركة «سيركو» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: «أدهشني تماما وصف شركتي بأنها شركة سرية». كما صرح لموقع «بيرث الآن» 2107 26:85 بأنه كان يتأثر شخصيا بموت أي من طالبي اللجوء. لكنهم «بذلوا قصارى جهدهم للعناية بهؤلاء الأشخاص». ومشيرا إلى وفاة لاجئ من التاميل في الاحتجاز حدثت أخيراء تساءل: «هل في مقدورنا أن نحول دون موت أي شخص في أي وقت على الإطلاق في ظل تلك الظروف؟ ف الواقعء لا. ذلك ليس في وسعناء فنحن لسنا آلهة»09©.

ومع ذلك كانت السرية هي السمة المميزة للنظام. ففي العام 2011, شاركتٌ في كتابة قصة إخبارية سرّبت لأول مرة العقدّ المبرم في العام 2009 بين «إدارة الهجرة وحماية الحدود» وشركة «سيركو». ذلك أن وصول الإعلام غير المصرح به إلى مراكز الاحتجاز تبين أنه حدث «خطير». وهو بذلك يعطي اللمنزلة نفسها لحالات من قبيل احتجاز رهائنء والتهديد بتفجير قنابل» أو ا موتء في حين أن حالات اكتئاب المحتجزين والتجويع الطوعي مدة تقل عن أربع وعشرين ساعة كانت تعتبر حالات «طفيفة».!0© وكانت المراقبة الشديدة لوسائل الإعلام أولوية قصوى 03

وجادل ماثيو جي. جيبني تإعضطات .[ #اعطاغدلة وهو عام سياسة في جامعة أوكسفورد ب6ذومء"نمتآ 01020 بأن الانفجار الذي حدث في مجال الحبس القائم على التعاقد الخارجي منذ التسعينيات» كان انفجارا حركته دوافع سياسية. حيث قال: «حين يحدث خطأ ما - كحالة وفاة, أو هروب - يمكن للحكومة أن تلقي باللوم في ذلك على نوع من إخفاق السوقء بدلا من فشل المساءلة»03.

ويمكن أن يُعرّى ذلك الأمر إلى أن التعاقد الخارجي لإدارة السجون ومراكز الاحتجاز في أستراليا قد تأثر أيضا بعلاقتها مع الولايات المتحدة. ففي العام 1988 عُقد اجتماع ناجح بين مختلف المسؤولين الحكوميين الأستراليين وشركة إدارة السجون الخاصة البارزة الأمريكية «سي سي أيه». وكتبت الأستاذة الأسترالية إيلين بالدري 8210 دءء1ز8 أن «قرار اللجوء إلى القطاع الخاص م تعجل به مشكلات من قبيل تكدس أعداد المحتجزينء ودعاوى التقاضي» أو نقص الأموال العامة. بل عجّلت به طبيعة علاقة أستراليا مع الولايات المتحدة. لأن

3041

رأنسمانلية الكوارث

أستراليا دولة عميلة», وهو الأمر الذي شجع شركات على السعي إلى الحصول على عقود في أسترالياله6.

كان يوما حارا آخر ورطبا على جزيرة كريسماسء ولم أتحصل بعد على فرصة الدخول إلى مرفق الاحتجاز. غير أنني كنت على وشك التحدث إلى بعض المحتجزين.

قبل ذلك بأيام قد التقيتٌ جوان كيلهر :عطاءلاء؟1 ده[ وهي راهبة كانت تعمل مع منظمة معونة مسيحية تسمى «الرحمة الأسترالية» بء1/162 هؤ1لهمؤدناض وهي أيضا من سكان الجزيرة منذ مارس من العام 2010. كما اعتادت زيارة اللاجئين يوميا في مركز الاحتجاز. وكانت الراهبة جوان تتحلى بالروح الإنسانية الحقيقية. وعارضت الاحتجاز الإجباري, وكانت تأخذ طالبي اللجوء ممن يعانون حالات عقلية هشة في نزهات قصيرة, للاضطلاع بأنشطة مثل الطهي والسباحة. وأخيرتني أنها كانت تتأرجح ما بين اليأس والإلهامء ولكنها للأسف كانت تميل أكثر إلى اليأس. وبعد ذلك تذكرتثٌ رحلا من التاميل الذي كان محتجزا في المركز مدة ستة وعشرين شهرا - وهو قد منح وضع اللاجئ ولكنه كان ينتظر حصوله على تصريح أمني. وقالت: «أستمد الإلهام من هؤلاء الذين ينجون مما يرميه النظام عليهم». وأردفت: «وهؤلاء الذين يبقون أقوياء».

ثم أخبرتني الراهبة جوان أنها سوف تصطحب أربعة من اللاجئين الأفغان الهازارا إلى الشاطئ في حفل شواء خلال بضعة أيام واقترحت علي الانضمام إليهم. وبالفعل وصلت إلى الشاطئ لأجد الراهبة واللاجئين الأربعة يمرحون وهم حفاة الأقدام في المياه الضحلة - أحد هؤلاء الرجال غطس بكل جسمه تحت الاء. وهو يرتدي كل ملابسه. كان يوما جميلاء حيث أخذ لون الماء يتغير ما بين الأخضر والأزرق. وفي الأفق كانت تلوح حفنة من صيادي الأسماك وبعض القوارب. ولكن لا شيء آخر يذكر. كانت أعمار هؤلاء الرجال تتراوح بين الثلاثينيات والأربعينيات. وكانوا متزوجين جميعا ولديهم أطفال. ولكن عائلاتهم كانت لاتزال في أفغانستان وباكستان. وكانت إدارة الهجرة الأسترالية وحماية الحدود قد رفضت مرتين منحهم جميعا وضع اللاجئء ومن ثم بقوا في طي النسيان في أستراليا. حيث زعموا أنهم سيتعرضون للإصابة أو القتل في حال إعادتهم إلى أوطانهم (التفجيرات والهجمات التي وقعت في العامين 3 و2014 استهدفت السكان من طائفة الهازارا في

5342

استراليا... مدينة كويتا 01648 في باكستان. حيث كأن لدى جميع الرجال عائلات). وبدا أن الرجال الأربعة كانوا مسرورين لرؤيتي - فثمة شخص جديد يتحدثون معه. وعلى الرغم من التهديدات الخطيرة التي تعرض لها الأفغان الهازاراء شرعت أستراليا في إعادة لاجئين إلى أفغانستان في العام 22014 الذين تعرض البعض منهم لدى عودتهم للتعذيب على أيدي عناصر حركة طالبان”*. وفي العام 2015 قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إنه يجب على إيران استعادة مواطنيها الذين أخفقوا في الحصول على حق اللجوء في أسترالياء وذلك على الرغم من المخاطر الشديدة التي كانت تواجه العائدين.

جمع الرجال الأربعة أحجارا صخرية ذات ألوان مختلفة لإرسالها إلى أطفالهم. وأحد هؤلاء. واسمه عبدول انتلطق م يستطع التحدث بالإنجليزية: وقد أخبرني أنه كان في مركز الاحتجاز مدة اثنين وعشرين شهراء في منطقة داروين 15:ة(آ على الساحل الشمالي لأستراليا وفي جزيرة كريسماس. وكان يتناول ستة أنواع من مضادات الاكتئاب يومياء وكانت عينه اليسرى محتقنة بالدمء كما أراني جروحا على جسده والتي زعم أنه أصيب بها بسبب ممارسات طالبان. وبينما كنا نتحدث كان هو مبتسماء ولكنه قال إنه حزين بسبب حالة عدم اليقين إزاء ما سيحدث له. ولأنه للم يحصل قط على أي معلومات محددة بشأن قضيته - بما في ذلك جدول زمني لحلها - سواء من جانب إدارة الهجرة وحماية الحدود الأسترالية أو من جانب شركة «سيركو».

تحدثتٌ إلى الرجال الأربعة كلهم ولكن بدرجات متفاوتة من النجاح بسبب صعوبات التواصل اللغوي. وقال هؤلاء إنهم يريدون السماح لهم بالعيش في مركز احتجاز المجتمع - وهي سياسة نفذتها حكومة حزب العمال في العام 2012 وتوسع فيها نظام أبوت في العام 2014, والتي تسمح لطالبي اللجوء بالعيش في حرية. ولكن في طي النسيان بموجب «تأشيرة حماية مؤقتة» والتي تنتهي صلاحيتها بعد ثلاث سنوات. وكانت هذه السياسة توفر القليل من الأمن للاجئين. كما أن الأطفال الذين يولدون في أستراليا كانوا يصنفون باعتبارهم «آتين بحريين غير مصرح لهم». ولا يمكنهم العيش في أسترالياء ولكنهم يستقرون في الخارج. وكان هذا النظام أفضل من بقاء اللاجئين في سجن بالخ الحراسةء ولكنه ترك اللاجئين في هاوية عاطفية

343

رأسمالية الكوارث

عميقة. وتحدث هؤلاء الرجال عن صعوبة الوجود بالنسبة إلى شخص محتجز - حيث رتابة الحياة اليومية» وغياب الرحلات القصيرة أو الزائرين» والطقس الرطب. وأخبروني أن حالة الملل هذه كانت تصيبهم بصدمات نفسية. وكل هذا كان مدعوما بالحقائق: إيذاء النفسء ومحاولة التضحية بالنفسء وهي ممارسات قد زادت بين طالبي اللجوء قيد الاحتجاز في العامين 2013 و2014, وكما تبين من الأرقام التي صدرت في العام ©2015/3.

إن حالات اليأس لدى اللاجئين كانت تستغل ماليا في كل مستوى من مستويات الرحلةء بداية من الأشخاص الهربين الذين يستولون على مدخرات العمر لدى اللاجئين وانتهاء با مسؤولين الفاسدين الذين كانوا في حاجة إلى الرشوة على طول طريق هذه الرحلة. فقد عرفت العديد من طالبي اللجوء ممن سردوا قصصا فظيعة عن رحلات قوارب مروعة من إندونيسيا إلى أستراليا. إذ إن أشخاصا كانوا يغرقون في الأغلب في كل مكان حولهم. وم يكن الوصول بالقوارب إلى أستراليا يعني نهاية الكابوسء لأن ممثلين جددا للشركات متعددة الجنسيات يدخلون إلى الصورة للاضطلاع بدورهم في تفتيت وخصخصة حياة هؤلاء اللاجئين. ذلك أن كل شيء وكل واحد من هؤلاء كان يمثل قيمة نقدية. كما أن قضاء شهور وسنوات في مكان بعيد. يديره في كل يوم حارس غير مبال أو عنصري وظفته شركة خاصة. ضاعف من الشعور باليأس. فاللاجئون من التاميل والباكستانيين والأفغان والعراقيين. من بين جنسيات أخرىء انتقلوا من جحيم سلطوي واستبدادي إلى متاهة بيروقراطية في بلد افترضوا خطأ أنه عادل وديموقراطي.

كنت في طريق العودة إلى الفندق الذي أقيم فيه حينما جذب انتباهي شيء ما في البحرء وتوقفتٌ بالضبط في المكان نفسه الذي شاهد منه سكان جزيرة كريسماس, وهم لا حول ولا قوة لهمء في ديسمبر من العام 2010 اللاجئين وهم يغرقون في أعماق البحار الهائجة. إذ أمكنني أن أرى بوضوح قاربا مكتظا باللاجئين وقد لاح في الأفق» وكان يتجه صوب الشاطئ. كانت سفينتان أستراليتان كبيرتان وعدد قليل من سفن أصغر تتعقب القارب من كثب. وتجمع بضعة أشخاص لالتقاط لقطات فيديو وصور للقارب. وكان هؤلاء الأشخاص من حوليء وهم خليط من السياح والسكان المحليين» غير متعاطفين إلى حد كبير تجاه اللاجئين الآتين. وقال أحدهم: «أراهن

344

أستراليا...

أنهم سيعثرون على كميات كبيرة من الأموال في جيوبهم». وقال زوجان أكبر سنا إنهما سئما من وصول هذا العدد الكبير من القوارب إلى أستراليا.

وكان هذا من الأحداث التي تتكرر بنحو منتظم على الجزيرة حتى العام عندما توقف وصول القوارب إلى حد كبيرء ولكن كانت هذه هي المرة الأولى التي رأيت فيها ذلك المشهد. وكان من الصعب ألا يشعر اللرء بالتعاطف مع أناس كانوا قد خاطروا بأرواحهم» وأبحروا عبر ايلياه الخطيرة ال مضطربة للوصول إلى مكان ما آمن.

نزلتُ إلى حاجز الميناءء حيث كان عشرات من إدارة الهجرة وحماية الحدود الأسترالية» وممثلي شركة «سيركو», والشرطة. ومسؤولي الجمارك. وكذلك مترجمون» وطاقم العاملين في الإسعاف. في انتظار وصول اللاجئين. وكان هناك أيضا عدد من سكان الجزيرة والسائحين: الذين كان معظمهم في منتصف العمر أو أكبر ستا. وجميع من تحدثتٌ إليهم أعربوا عن معارضتهم لوجود اللاجئين على الجزيرة. وقال أحد هؤلاء الأشخاص إنهم كانوا «غير قانونيين» الذين قد يأتون و«يستولون» على الجزيرة» مثلما «يحدث في أجزاء من أوروبا». وقال أحدهم: «تجب إعادتهم إلى إندونيسياء حيث سيكونون في أمان. لماذا يأتون إلى أستراليا؟ وماذا سيحدث لو أن إرهابيين كانوا على متن القوارب؟ إننا نعاني من الفقر هنا والناس يعيشون في ظل ظروف سيئة على جزيرة كريسماسء لكنهم بأتون ويلقون معاملة أفضل من تلك التي يلقاها الأستراليون». ثم أتيت على ذكر شركة «سيركو» وسألتٌ عما إذا كان هناك أحد مهتم بأن شركة خاصة كانت تجني أموالا من وراء أعداد كبيرة من اللاجئين اللقبلين. وقال رجل مسن إنه م يكن مرتاحا حيال ذلك فالسائح لم يكن على دراية بالحقيقة.

توقف قارب اللاجئين على مسافة تبعد نحو 200 متر عن الشاطئء وانطلق قارب سريع للقائه. وعقب فترة قصيرة, أحضر نحو أربعة عشر لاجئا كانوا يرتدون سترات النحاة إلى رصيف الميناءء وبعد ذلك. ججلب مزيد منهم إلى الشاطئ. ورأيت امرأة تجلس على كرسي للمقعدين (علمت فيما بعد أنها كانت امرأة حاملا)ء كما رأيت رجلا طويل القامة بنحو استثنالي» وفتاة صغيرة, وامرأة ترتدي حجاباء وصبيا مراهقا - وكانت لديهم جميعا ملامح سكان الشرق الأوسط. وبعد أن خضعوا للتفتيش. جمعت حقائبهم.

345

راسمالية الكوارنا

وكان نمة شيء مثير ومحرك للمشاعر بشأن هذا المشهد المسرحي. أنا لم أعرف هؤلاء اللاجئين أو قصصهم. لكن بعد سماع القليل عنهم غير شيطنتهم سنوات» فإن أول اتصال بين طالبي اللجوء والحكومة بدا لي تبادلا إنسانيا عميقا. وما يدعو إلى الأسف هو أن البيروقراطية ستؤدي دورها في تسييس وخصخصة وإسكات اللاجثين.

أما العملية التي نُفذت على رصيف الميناء. فكانت تبدو منظمة؛ وكان مختلف المسؤولين الموجودين يتعاملون مع طالبي اللجوء باحترام. وسمعت امرأة بالقرب مني وهي تقول: «انظر كيف يأتون داتما ومعهم رجال وصبية أولاء ثم يحضرون عائلاتهم بعد ذلك؟» وبينما مشيت عائدا إلى سيارتي, بدأت الحديث إلى رجل صيني من السكان المحليين الذي كان يشاهد ما يحدث من إجراءات. وقال لي: «هؤلاء الناس» كلهم مسلمون سيئون». وسألته كيف عرف أنهم كانوا مسلمينء فأجاب: «سمعت أنهم كذلك, وأنهم ليسوا مثل الآخرين».

وفي طريق العودة إلى الفندق الذي أقيم فيه. رأيت سفينة أستالية إلى جانب قارب اللاجئينء الذي كان يجب إضرام النار فيه وتدميره. وقد أخبرت أن بقع الزيت التي تنتج عن هذه الحرائق غالبا ما كانت تطفو لتصل إلى الشاطئء ما كان يلحق ضررا بالشريط الساحلي.

وشرح رجل أعمال المنطق الاقتصادي الذي يكمن وراء إدارة شركة «سيركو» لشبكة مراكز الاحتجاز في أستراليا. فقد وظفته إدارة الهجرة وحماية الحدود الأسترالية في العام 2006 للعثور على مقاول جديد لإدارة النظام. واستمرت هذه المهمة إلى ما بعد العام 2007 الذي شهد انتخاب رئيس الوزراء العمالي كيفين رود صذوع>1 4 وعلى رغم معارضة حزبه رسميا لخصخصة قطاع مراكز الاحتجاز. أما مصدري كلايف 01176 (وهذا ليس اسمه الحقيقي). الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته37, فكان مؤيدا ل «سيركو» - لأنه في النهاية كان مشاركا في المناقصة الناجحة للشركة. لكنه أرجع هذا جزثيا إلى أن إدارة الهجرة وحماية الحدود «ممتلئة بعدم الكفاءة ولا تواجه مساءلة». وبدأ بحثه بأربعمائة شركة من المحتمل أنها كانت لديها القدرة على إدارة النظامء غير أن عملية البحث هذه سرعان ما انتهت إلى الاختيار ما بين شركتي «سيركو» و«جلوبال سوليوشنز ليميتيد» (جي إس إل)كىده1)ن[ه5 1021© (651) سال حيث م توجد شركة أخرى يمكنها التعامل مع نطاق العمل.

3446

استراليا...

من ناحيتهاء كانت إدارة الهجرة وحماية الحدود تعتقد أن خصخصة مراكز الاحتجاز كانت حلا واحدا لمشكلة اللاجئين - هي طريقة لمعالجة طالبي اللجوء بعيدا عن أنظار العامة والتي كانت تروق أيضا لسياسيين يسعون إلى عزل الآتين الحدد. لكن إدارة الهجرة وحماية الحدود كانت تعرف أن «جي إس إل» - التي اشترتها شركة «جي فور إس» في العام 2008 - كان لديها سجل مضطرب في التعامل مع طالبي اللجوء. ففي العام 2006 أعلنت حكومة هاورد أنها لن تمد عقد «جي إس إل» بعد العام 7. إذ جادلت الحكومة بأن النظام كان في حاجة إلى إعادة عمليات توظيف الشركات والتعاقدات؛ لأن تقارير لا تحص قد كشفت أن هذه الشركة الخاصة قد أخفقت في تقديم خدمات صحية ونفسية.

وفي الواقع كانت قائمة المشاكل طويلة: سواء ما يتعلق منها بإدارة الهجرة الخرقاء أو ما يخص شركة «جي إس إل». فقد سببت حالتان فاضحتان إثارة موجة من الجدال الضخم. إذ وضعت كورنيليا راو تدده وتاعمه0 ف الاحتجاز بنحو غير مشروع في العام 2004 وفي العام 5 في حين أن فيفيان ألفاريز سولون 52و11 درمزه5 جععو[ة4 قد رَخُلت بنحو غير قانوني إلى الفلبين في العام 2001. وهي الحقيقة التي قد تستر عليها مسؤولون. وفي العام 2005 فرضت غرامة قدرها نصف مليون دولار على شركة «جي إس إل»؟ لنقلها خمسة أشخاص في شاحنة صغيرة على مدار ساعات بلا طعام أو ماء أو فترات استراحة لقضاء حاجاتهم في دورة مياه. ومن ثم دان تقرير أصدره مدقق حسابات عام في العام 2015 الحد الأدنى من الخدمات الصحية التي تقدم في مراكز الاحتحاز08. وأذعنت الحكومة لضغط الرأي العام وتخلت عن «جي إس إل». لكنها تركت السلطة في العام 2007 وهي لاتزال ملتزمة بسياسة التعاقد الخارجي. فالمسألة كانت بمنزلة تمرين في مجال العلاقات العامة - حيث يُحافظ على النظام الاقتصادي نفسه في حين يُغيّر الوجه العام لزود الخدمة.

وكانت شركة «سيركو» داثما في الجزء العلوي من الكومة, بسبب عملها المكثف مع طالبي اللجوء في بريطانيا. لكن كلايف قال إنها كانت تفوز بالعقود بسهولة كبيرة نظرا إلى أن شركة «جي فور إس» قد كانت «مقاولا كارثيا» على مدار ست سنوات في أثناء إدارتي هاورد ورود. وقال كلايف أيضا إن إدارة الهجرة «كانت على

317

رأسمالية الكوارت

علم بذلك. لكنها استمرت في التعاقد الخارجي وإسناد مزيد من الأعمال إليهما». وكانت هذه هي مكافأة الفشل لأن البدائل, مثل الاستثمار في خدمات تدار من قبل القطاع العام» كانت غير مستساغة من الناحية السياسية.

وأثناء وجوده في المعارضة تعهد حزب العمال بإعادة مراكز الاحتجاز في البلاد إلى أيدي القطاع العام في حال فوزه بالسلطة» إذ كان ذلك جزءا من البرنامج الانتخابي للحزب خلال انتخابات العام 2007. غير أنه نكث بوعده هذا في العام 22009 عندما قرر رئيس الوزراءء كيفين رود» ترسية عقد ضخم بقيمة 370 مليون دولار على «سيركو» لإدارة جميع مراكز الاحتجاز السبعة في أسترا اليا. وفي ذلك الوقت كان هناك يوجد فقط بضع مئات من اللاجئين في الاحتجاز. وفي العام 22015 كانت الشركة تدير العديد من مرافق الاحتجاز عير أستراليا (على رغم أن شركات أخرى أدارت أيضا جوانب من عملية الحبس).

ووصف كلايف لي كيف أنه التقى ذات مرة الرئيس التنفيذي لشركة «سيركو» آنذاك, كريستوفر هيمان لق معطمم او ليطن في أثناء زيارته أستراليا. وأشار كلايف إلى أن هيمان «لقي معاملة الملوك». وأنه «أوضح أن الربح هو الملك».

أهلا ومرحبا بكم في عام المال من أجل الرعاية.

كما اعتقد كلايف أن «سيركو» «يجب عليها إدارة جميع مستويات احتجاز المهاجرين لأنها أكثر كفاءة من إدارة الهجرة». وفي اعتقاده أن شركات خاصة مثل «سيركو» كانت متحمسة للمحافظة على عقودها المبرمة مع الحكومة, ولذا كانت أكثر استجابة لمطالب التغيير ما إذا نشأت مشاكل. وقال كلايف أيضا إن الخصخصة حققت مزيدا من الشفافية» «كما فعلت سيركو». لكنه أضاف أن الشركة كانت «حذرة من التحدث جهرا عن المشاكل بسبب غرامات حكومية محتملة». فهذاء على حد قوله؛ كان يضمن التكتم على المشاكل؛ وهو ما سمعت عنه في أثناء زياراق إلى مركز احتجاز كيرتين في منطقة غربي أستراليا النائية وجزيرة كريسماس.

وعلى رغم ذلك كان ثمة اعتقاد لدى كلايف بأن «سيركو» كانت تضطلع «بعمل رائع في ظل ظروف بالغة الصعوبة». وانتقدني بشدة ما أشرت إليه من أن العاملين لدى «سيركو» غالبا ما أساءوا معاملة اللاجئين الذين في رعايتهم: وأن مراكز الاحتجاز البعيدة ضمنت حدوث انتهاكات بسبب الافتقار إلى الموارد الضرورية. وقال: «يبدو أنك تتجاهل حقيقة أن القرارات التي تتخذ بشأن أين يمكن أن يذهب الأشخاص قيد الاحتجاز. [هي]

348

أستراليا... قرارات حكومية تماما», وأردف: «ثمة ميزة في العقد. الذي يخضع للرقابة المشددة والذي صاغته الحكومة, وهي السكوت عن التعليق العام من جانب «سيركو»». لكن هذا التعليق اللطيف أغفل حقيقة أن كلا طرفي العقد يستفيد من هذا الصمت.

وقال كلايف إنه «ما من شركة أخرىء سواء أكانت عامة أم خاصة: في وضع أفضل أو أكثر قدرة على توفير هذه الخدمات. إن استمرار «سيركو» في العمل بنية حسنة لتوفير الخدمات في ظل ظروف عصيبة للغاية قد فرضت عليها من الحكومة؛ يُظهر بنحو كبير نزاهة والتزام هذه الشركة. صحيح أنهم يجنون أموالا من تقديم الخدمة؛ ولكن في المرة الأخيرة التي تحققت فيها من الأمرء ذإنهم يتنافسون في إطار اقتصاد السوق المفتوحة للفوز بالعقد من خلال عملية صممها الكومنويلث, حيث فازوا به عن جدارة» ومن ثم يتعين عليهم الامتثال لبعض أكثر أنظمة خفض التكلفة إرهاقا والموجودة في أي مكان في العالم. وأنا أعرف هذا لأثني» وكما تعلم: توليت إدارة الجزء الأول من عملية طرح ا مناقصات وصممت نظام عقوبات الخدمات».

وجادل كلايف بأنه يتعين على «سيركو» تحمل المسؤولية عن أي مخالفات» بما في ذلك الانتهاك المزعوم للمحتجزين ومعاملة طالبي اللجوء المعرضين للخطر كأنهم قد احتجزوا في سجن بالغ الحراسة. لكنه أنحى باللائمة على الحكومة بسبب سوء إدارتها للتدفق الكبير في أعداد طالبي اللجوء. وهو ما وضع ضغوطا لا مبرر لها على «سيركو». وقال إن الشركة «لن تتراجع أبدا عن عقدها لأن ذلك من شأنه التأثير في سمعتها العالمية».

واختتم كلايف حديثه برؤية ثاقبة اكتسبها من محادثات لا تحصى مع إدارة الهجرة وحماية الحدودء حيث قال: «لن تريد الإدارةء تحت أي ظروفء العودة إلى تقديم الخدمة من قبل موظفين حكوميين». ذلك أن مسؤولين حكوميين كانوا يعتقدون أن «سيركو». على رغم كل أخطائهاء كانت لها أفضلية إلى حد بعيد على خدمة عامة تعاني نقصا في التمويل: ويتحتم عليها أن تكون أكثر استجابة لمواجهة التحديات اليومية, وذلك أساسا لأن المشغل الخاص للخدمة كان كبش الفداء المناسب للإخفاقات النظامية.

وثمة مصدر رفيع المستوى آخر, مازال يعمل لدى شركة «سيركو»» تحدث إلي صراحة في العام 2014 عن تجاربه في أسترالياء عندما ساعد في تأمين صفقة احتجاز

349

رأسمائية الكوارن للهجرة في العام 9 مع كانبيرا. وقال ديفيد 10:14 (وهو ليس اسمه الحقيقي) الذي طلب عدم الكشف عن هويته هو الآخر بسبب طبيعة آرائه» إن رؤية شركته كانت تتلخص في تحويل المرافق إلى «احتجاز إداري» وعدم معاملة الناس باعتباررهم مجرمين في سجن». ولكنه أخبرني بعد ذلك أن «أعداد القوارب سجلت زيادة كبيرة, وأمضينا أساسا سنة كاملة ونحن نتصدى للكافحة الحريقء ونحاول التغلب على هذه الأعداد المرتفعة ومواجهة [مراكز احتجاز المهاجرين] الجديدة: والتي جرى افتتاحها في وقت قصير للغاية. وبصراحة كانت كل من «سيركو» وإدارة الهجرة وحماية الحدود مرتبكتينء ومما زاد من شعوري شخصيا بخيبة الأمل أننا عجزنا تماما عن تنفيذ التغييرات التي كنت أريدها. وأعتقد أن «سيركو» ارتكبت خطأ ما هنا. إذ كان يتعين علينا أن نقول: كفى ولا للمزيد. لأنه لم يكن في وسعنا تشغيل هذه المراكز بنحو مرض يتوافق مع رؤيتنا. ومع ذلك. وكما يمكنك أن تتصور في شركة تجارية. يكون من الصعب رفض العمل».

وردا على سؤالي إلى ديفيد حول «رؤيته» مراكز احتجاز المهاجرينء قال: «لا بد من مزيد من الترفيه والأنشطة. ولا بد من تقليل المباني التي تحمل الطابع اللؤسسي, وكذلك مزيد من حرية الحركة الداخلية. وتوظيف وتدريب العاملين على أساس أخلاقيات الرعاية الاجتماعية بدلا من تدريبهم باعتبارهم مجرد حراس أمن». وم تتجسد أي من هذه الفوائد قط في مرافق الاحتجاز الأسترالية.

في العام 2013, كشف مصدر في «سيركو» عن مخبأ من الوثائق الداخلية التي أطلعني عليها والتي تضمنت تفاصيل عن التلاعب الهائل في الأسعار المقدمة إلى الحكومة الاتحادية من قبل هذه الشركة متعددة الجنسيات. كما كشفت الوثائق عن معدلات مرتفعة للغاية لممارسات الإيذاء الذاتي بين لاجئين محتجزين في أنحاء البلاد. وكذلك عدم الإبلاغ عن أخطاء وقعت تفاديا للتخفيضات الحكومية. فضلا عن تقافة عمل مصممة لتجاهل حقوق طالبي اللجوء من أجل تحقيق أقصى قدر من الربح.

مصدر آخر من جهات اتصالاق يدعى شون 5632 (وهو ليس اسمه الحقيقي). وقد طلب أيضا عدم الكشف عن هويته نظرا إلى حساسية ما أباح به من إفشاءات, وكان قد عمل داخل الإدارة العليا لشركة «سيركو» في كانبيرا عددا من السنين. وأخبرني شون أنه حين فازت «سيركو» بعقد مركز الاحتجاز في العام 2009 كان

1350

أسنراليا... ذلك ترتيبا أعدّ بنحو جيد نسبيا مع إدارة الهجرة. وكان هذا الوضع «مدفوعا بقيم إيجابية», كما بدا الموظفون الحكوميون في الغالب متحمسين لمساعدة طالبي اللجوء والمقيمين الذين تجاوزوا مدة صلاحية التأشيرات الممنوحة لهم.

وكانت سياسة الحكومة العمالية في ذلك الوقت تتمثل في بقاء أقل عدد من الأفراد بقدر الإمكان في مراكز الاحتجاز. لكن سرعان ما تدهورت العلاقة بين «سيركو» وإدارة الهجرة حين بدأ عدد قوارب اللاجئين في الارتفاع بنحو كبير في العام 0 ., واستذكر شون عندما أعطي مهلة مدتها يومان فقط لفتح مركز جديد - حيث تلقت الشركة الأمر بذلك يوم الجمعة وكان من المتوقع أن تعد مرفقا قاتئما ولكن غير مستخدم أيضا بحلول يوم الأحد. وقد انتّهي من هذا العمل بتكلفة باهظة. كما أماط شون اللثام عن أن كانبيرا أعطت شركة «سيركو» إشعارا مدته أقل من ثلاثة أشهر من أجل إعادة افتتاح مركز كيرتين للاحتجاز - وهو مرفق يقع في وسط منطقة صحراوية. وقال شون إن مثل هذا التخطيط قصير الأحل قد بات أمرا شائعا؛ لأن وزراء الهجرة الاتحاديين المتعاقبين انتابتهم حالة من الرعب من اتخاذ قرارات بسبب «السياسة المعقدة حول هذه المشكلة... [فهم] م يريدوا الإعلان عن مراكز جديدة حتى اللحظة الأخيرة». ومن ثم كانت النتيجة هي تبني سياسة وضعت على عجلء بينما لم تكن الظروف المعيشية للاجئين عاملا رئيسا في اعتبارات الحكومة.

وبين الفينة والأخرى كانت الحكومة الاتحادية تسأل «سيركو» عما إذا كانت تستطيع إدارة العدد المتزايد من المحتجزين في نظامها. وكانت الإجابة داثها «نعم», كما أخبرني شونء «لأننا في مجال استيداع البشر» (حين شكا شون من الطرق التي كانت تستخدّم في التعامل مع طالبي اللجوء أبلغته الإدارة العليا أنه «لم يكن يتبنى وجهة نظر مؤسسية با فيه الكفاية»). وأخبر مسؤول كبير في إدارة رئيس الوزراء والحكومة شون أن الحكومة ندمت على إعطاء «سيركو» احتكارا في أعمال مراكز الاحتجاز, ولكن لا يكاد مزيد من القوارب يبدأ في الوصول حتى تقرر كانبيرا أنه ليس لديها من خيار آخر سوى الاعتماد على «سيركو» لإدارة التدفق الضخم للاجئينء وذلك على الرغم من حقيقة أن النظام القائم كان قد صَمُم لاستقبال عدد أقل بكثير.

351

راسمالية الكوارث

إن أخطر اتهام وجهه شون إلى «سيركو» تمثّل في أن الشركة «كانت تتلاعب بالنظام». وأنها كانت «تكسب الكثير من الأموال في وقت قصير وبلا مجهود». وفسر ذلك بأن الشركة «لن تنفق مالا على أي شيء لا تتقاضى أجرا مقابل تنفيذه. كتقييم العلاقة بين الشركة وعملائها. وهنالك القليل بل ربما لا رقابة في هذا الجانب. وليست لدى «سيركو» رغبة لفعل ذلك».

لقد تلاعبت سيركو بالنظام بنحو جيد إلى درجة أنها باتت قادرة على استغلال سوء إدارة الحكومة الاتحادية لأعمال احتجاز المهاجرين بينما توفر الحد الأدنى من العاملين ا مدربين للتعامل مع طالبي اللجوء. فقد كشفت وثيقة داخلية لشركة «سيركو» النقاب عن أنه في أر جاء البلاد. وفي كل مركز احتجاز, مم يكن الارتفاع في العائدات تقابله زيادة في عمليات التوظيف. إذ بقي عدد العاملين ثابتا نسبيا في العام 2011 - وهو أقل من الحد الأدنى المطلوب لتوفير الرعاية اللائقة. كما ذكر شون - وذلك على رغم زيادة الآتين عن طريق القوارب إلى أكثر من 4500 شخص في العام نفسه.

وأكد شون ما كنت قد كتبته في مكان ما في هذا الكتاب - وهو أن التدريب الذي أجر: ته «سيركو» كان في حده الأدنى» وأن التدريب الثقافي داخل مراكز الاحتجاز كان «غير موجود تقريبا». إذ كانت العنصرية بين صغار العاملين من الأمور الشائعة. واسترجع شون من ذاكرته حادثا وقع في العام 2010 حيث شن عدد من اللاجئين احتجاجا على سطح مركز فيلاوود لاحتجاز الهجرة في سيدني 1711180004 ف © 2 01822109تدم]. وم يكن لدى «سيركو» خبراء تفاوض بين العاملين لديهاء ومن ثم ثم تكن ثمة فكرة عن كيفية الرد على هذا الاحتجاج» وهو ما أدى إلى تصاعد الموقف. ولمعالجة هذا الخلل جلبت الشركة مفاوضين في مجال احتجاز الرهائن من المملكة المتحدة لتدريب الموظفين المحليين مدة شهر كامل. كما وقع حادث آخر في العام 2012 استخدم فيه موظفو فيلاوود فؤوسا لمحاولة إنزال اللاجئين من السطح. ولكن في إطار هذه العملية سمح العاملون لطالبي اللجوء بحمل أشياء يمكن أن تتحول إلى أسلحة.

والحقيقة أن سنوات من تقارير حقوق الإنسان المنتقدة م تفعل سوى القليل لإضفاء الصبغة الإنسانية على النظام. ففي العام 2014 كُشف النقاب عن قيام عاملين بوضع مثات من اللاجئين في الحبس الانفرادي في مركز فيلاوود من دون

352

أسقراليا... توافر مؤهلات ضرورية مناسبة. وقد استمر عزل بعض اللاجئين شهورا متتالية'””. وكان مستوى الرعاية داخل مركز الاحتجاز سيئا للغاية إلى الحد الذي دفع أطباء في العام 2014 إلى إطلاق دعوات للقاطعة العمل داخل مرافق الاحتجاز. وهناك شركة خاصة كانت تدير جميع مرافق الرعاية الصحية للراكز الاحتجازء وضي شر كة «الخدمات الطبية والصحية الدولية» هسه طغلهء]1 121652200221 (111115) وعع 521 346011 قد جمعت مئات اطليارات من الدولارات من وراء تقديم رعاية دون المستوى المطلوب. وفي خطوة غير مسبوقة تحدث كبير الأطباء النفسانيين السابق لدى الشركة: الدكتور بيتر يانج وصتاملا 2616 22آ, في العام 4 منتقدا بشدة ظروف الاحتجاز واصفا إياها بأنها «سامة بنحو متأصل». واتهم العملية برمتها داخل المرفق بأنها أقرب ما تكون إلى «التعذيب» وقال إن «ضغطا قسريا قويا» قد كان يُطبّق على طالبي اللجوء لإرغامهم على التخلي عن خططهم للاستقرار في أستراليا. وقال: «ا معاناة هي الطريقة التي يتحقق ذلك من خلالها»!. كما أن ثمة فضيحة لاحقت شركة «الخدمات الطبية والصحية الدولية». ذلك أن طبيب أشعة كان مطلوبا للعدالة في أمريكا بسبب اتهامات تتعلق بالاعتداء الجنسي على طفل قد وظفته الشركة للعمل في جزيرة كريسماس. وهنالك طبيب أخرء وهو طبيب تخديرء وظفته الشركة أيضا على الرغم من أنه كان ضالعا في سوء سلوك طبي في بريطانيا2». وعلى الرغم من هذه المخالفات مارس مسؤولون ضغطا على الشركة لكي تكون أقل تعاطفا مع المحتجزين وتمتثل ل «متطلبات الحكومة» - بنحو رئيس: توفير مستويات أقل من الرعاية 4 ْ في الوقت نفسه كانت الصحة العقلية للمحتجّزين تمثل مشكلة مهمة إلى حد كبير. إذ إن قسما بعنوان «مقابلة تقييم خطر إيذاء النفس». ضمن وثيقة لإدارة الهجرة وحماية الحدودء كان يوفر فقط أبسط التعليمات لطاقم العاملين. من قبيل السؤال عن كيف كان شعور ال محتحّزين. وقال شون إن معظم العاملين في شركته م يكونوا مدربين جيدا وإنهم كانوا غير مستعدين للتعامل مع مثل هذه المهام. مردفا: «إن كان قلبك ينبضء فلديك وظيفة في سيركو». ونادرا ما كان يُكشّف رسميا عن أرقام دقيّقة بشأن إيذاء النفس للعامة, غير أنني حصلت على معلومات تفصيلية تتعلق ب «سيركو» عن حوادث وقعت في الفترة

353

راسمالية الكوارت

ما بين العام 2009 وأوائل العام 2012. وعلى رغم أنه كان من المستحيل التأكد من دقة الأرقام تماماء حيث كان يتعين على عضو في طاقم العاملين تدوين حادث ما لكي يُسجّل. فإن الأرقام كانت صادمة. ففي الفترة من يناير من العام 2011 إلى يناير من العام 2012, عندما كان عدد الأشخاص في مركز الاحتجاز يتأرجح بين 3994 و6520, وقع 2974 حادثا من «الحوادث الشبكية»». بما في ذلك ما وصفته «سيركو» بأنها حوادث «فعلية»» أو «محاولات شروع». أو «حوادث تهديد». ووفقا للوثيقة التي رأيتها فإن الأغلبية العظمى من هذه الحوادث كانت من قبيل التهديد فقط. وحدث القليل فقط من التغيير بحلول العام 2014.: حين ارتفعت معدلات إيذاء النفس والعنف في جزيرة مانوس النائية. وقد سعى العديد من طالبي اللجوء إلى الحصول على تعويض مالي لم أصابهم من صدمات عقلية وبدنية بعدما جرى وضعهم في هذه المراكز النائية. غير أنه لا الحكومة ولا المقاول الخاص كانا حريصين على تحمل المسؤولية عن ذلك - وهو مثال تقليدي للدلالة على التعاقد الخارجي غير المسؤول48.

وبالطبع لم يكن اللاجئون وحدهم من عانوا في ظل هذا الترتيب. ذلك أن طبيعة عمل مقاولي الباطن لدى شركة «سيركو» ممن عملوا في مركز فيلاوود. في إحدى ضواحي سيدنيء قد سُلط الضوء عليها حين تواصل معي عدد من الحراس الذين كانوا يعملون لدى شركة «إم إس إس للأمن» نإضذرناء56 2155 في مطلع العام 2011, فقد كتبت بعض المقالات عن طالبي اللجوء. من دون الوضع في الاعتبار أمم ومعاناة الموظفين الذين كانوا يعملون في ظل مواقف عصيبة للغاية بين محتجزين يعانون صدمات نفسية. وكانت القصص التي رواها الحراس مضيئة. فقد تأثرت بما أخيروني به وذلك على رغم اللغة السامة التي غالبا ما كانت تُستخدم لوصف اللاجئين, فالنزعة العنصرية كانت من الأمور المعتادة. كما أن هؤلاء الرجال والنساء قد ألقي بهم في مركز احتجاز متقلب حيث الحد الأدنى من التدريب - إذ إن ما كان بمثل شكوى دائمة هو أنه 2 تعقّد أي دورة تدريبية ثقافية, مما أدى إلى تفجر مشاعر غضب أكبر تجاه طالبي اللجوء. ومن ثم شعر العاملون بأنه تُخُلي عنهم, واعتقدوا أن طالبي اللجوء كانوا يَلقون معاملة أفضل منهم. وقد عانى الحراس في جزيرة كريسماس البعيدة بنحو خاصء حيث حاولت حارسة التخلص من حياتهاء في حين أظهر آخرونء وفقا لإحصاءات: نسبا أعلى لمخاطر الإيذاء الذاق!45.

354

استراليا...

أما جون 083[ (وهذا ليس اسمه الحقيقي)» فكان معتنقا سابقا للساينتولوجي!*) ف الثالثة والخمسين من عمره. وقد عمل لدى شركة «إم إس إس للأمن» قرابة خمسة عشر عاما. تحدث جون بتشدق ناعم وبدا متلهفا لأن يشاركني تجاربه - وهي تجاأرب أكد صحتها فيما بعد حراسٌ آخرون لشركة «إم إس إس للأمن». فقد كشف جون عن الكثير من إخفاقات «سيركو» إبان فترة عمله في مركز فيلاوود. بما في ذلك أوجه القصور التي استمرت بعد استحواذ شركة «ويلسون للأمن» «هو18711 بانتنء»56 على عقد إدارة المركز في العام 1 (فازت ويلسون أيضا بالعقد الخاص بإدارة شؤون الأمن في مركز الاحتجاز الأسترالي في جزيرة ناوروء حيث ظهرت أدلة في العام 2013 على أن العديد من طالبي اللجوء قد حاولوا شنق أنفسهه**. كما وجدت الشركة نفسها محاصرة من جراء الاضطراب الذي وقع في جزيرة مانوس في العام 2015 حيث وَجّه إليها اتهام بالاعتداء على محتجزين محتجين).

وقال جون إن مهمته الأولى كانت مراقبة السور الخارجي. وزعم أن شركة «سيركو» وفرت أموالا بنحو روتيني من خلال عدم إجراء تقييم صحيح للمرفق» وهو ما كان يعني أن هناك أشخاصا تمكنوا من الهرب. وقال لي جون: «لقد قلت إن من الضروري إجراء تحليل مخاطر للمكان؛ لكن ما من أحد كان يريد أن يفعل ذلك؛ لأنك في حاجة إلى أن تنفق مبلغا إضافيا من أجل الالتزام بلوائح السلامة». كما أق جون على ذكر أخطاء قد ارتكبتها «سيركو»» غير أنه في كل مرة كان يحول اللوم على شركة «إم إس إس». وقال: «كلما كان هناك عمل غير متقن من جانبهم: كانوا يلوموننا». وزعم أنه أثناء احتجاج في مركز فيلاوود «لمم تستجب «سيركو» مدة خمس ساعاتء وفي ذلك الوقتء تمكن أحد عشر [محتجزا] من الصعود إلى سطح المركز. ونم تكن لدى «سيركو» الرغبة في مواجهة الموقف. ولهذا حدث تقاعس مدة طويلة».

ف هذه الأثناء كانت ظروف العمل في فيلاوود محبطة. وكان هنالك كثير من الأدلة على وجود مادة الأسبستوس ف الموقعء. والحكومتان الليبرالية والعمالية,

(*) الساينتولوجي برومامخمءك5 هي ديانة ظهرت في العام 1952 في الولايات المتحدة الأمريكية إثر كتاب أصدره إل. رون هابارد لمقططنة] مم عل والديانة موضعح كثير من الجدل منذ ظهورهاء ولها كنيسة رئيسة ف كاليفورنيا توه ادع ك5 كه طععتطت . [المحرر].

3255

رأسمائية الكوارن

وشركات «أيه سي إم» و«سيركو» و«إم إس إس» قد تعهدوا جميعا بإزالتها وتنظيف الموقع. لكن جون قال إنه كان منزعجا من رؤيته باستمرار لافتات عليها عبارة: «خطر: مادة الأسبستوس». وفي العام 2002 أعلن أن مركز فيلاوود آمنء وأنه بات خاليا من الأسبستوسء غير أنه في العام 2006 اكتشفت هذه المادة السامة من جديد. فقط ليُعلن سريعا أن الموقع آمن مرة أخرى. وتساءل جون: «ماذا لاتزال هناك لافتات تحذرنا من وجود الأسبستوس مادام لم يعد هناك خطر؟» وسألتٌ إدارة الهجرة وحماية الحدود الأسترالية عن هذه الادعاءات الخطيرة, فقالوا إن «رقابة مكثفة استمرت عددا من السنين قد وجدت باستمرار أن ثمة ملوثات كانت أقل كثيرا من المستويات المقبولة لمواد الأسبستوس».

وكان موقف حارس شركة «إم إس إس» تجاه طالبي اللجوء سلبيا. فقد قال لي: «لا أعرف أي لاجئين يشكون من الظروف في فيلاوود. والعديد ممن يخضعون لأقصى قدر من الأمن ليسوا لاجئين - فهم أشخاص تجاوزوا مدة صلاحية تأشيرة الإقامة. وهناك البعض ممن يعودون إلى مراكز الاحتجاز لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الحياة في الخارج. ففي الداخل يحصل هؤلاء على ثلاث وجبات ودخول مجاني على شبكة الإنترنت». وفي رأيه كان يتعين على الجيش الأسترالي إدارة شؤون المحتجزينء لأن شركات مثل «سيركو» «تتصدى لمشكلة ما وتبقى إلى الأبد في حالة من جنون الارتياب خوفا من خسارة العقد مع الحكومة, ومن ثم تلقي باللوم دائما على شركة «إم إس إس»». وقال إن هذا أسفر عن ظهور ثقافة عدوانية تسببت في إصابة «مديري «إم إس إس» بجنون الارتياب» وفي الوقت ذاته «لا يُبدون أي احتجاج بالفعل».

وعلى سبيل المثأل انتابت جون حالة من الفزع عندما أقيل زميل له في شركة «إم إس إس» في نهاية يوم بلغت فيه الحرارة أربعين» درجة» لأنه شكا من شدتها, ولعدم قدرته على العمل بكامل طاقته. وقال: «لقد كان في تلك الحرارة أريع ساعات». وأردف: «لقد ظللت أدعو إلى مزيد من فترات الاستراحة في الصيف. لأننا لا نستطيع التهرب من الشمس على الإطلاق. ففي الغالب نعمل اثنتي عشرة ساعة في العراء من دون الاحتماء بأماكن الظل. وبدا الناس كأن الشمس أحرقتهم لدى خروجهم من دوام العمل. من جانبه قال «وورك كوفر» :ع:ه0 عغ1ندهم18 [وهو جهاز حكومي أسترالي مصمم لحماية صحة وسلامة العمال] إن ذلك شيء

356

أستراليا...

مشين ومخزء لكن أحدا لا يحرك ساكنا أو يفعل شيئا حياله». واختتم جون كلامه فقال: «ذات يوم, كنت على وشك الإغماء من الحرارة: فإذ بالمشرف علي يقول لي: أين رابطة عنقك5».

اتصل بي حراس آخرون بعدما أخبرهم جون أنني سأضمن لهم عدم الإفصاح عن هوياتهم الحقيقية - إذ كانوا يخشون التعرض للعقاب من رب عملهم إذا ما تحدثوا صراحة وبنحو علني. وقالت شارون هممهط5 (وهو ليس اسمها الحقيقي) إنها كانت مستاءة من كل هذه الفوائد التي يتحصل عليها طالبو اللجوء في مركز فيلاوود. وقالت: «إنهم يحصلون على دروس مجانية لتعلم اللغة الإنجليزية, ودروس في الكومبيوترء ومصفف للشعرء وطبيب لعلاج الأسنان, ونظارات طبية, ورعاية للصحة العقلية, وأطباء. والعلاج في ا مستشفيات أو العمليات الجراحية في أسرع وقت وكما هو مظلوب. وكان لدى العملاء أيضا ميزة الدخول إلى الإنترنت من دون وجود رقيب ينظر إلى المواقع التي يدخلون إليها». كما كررت شارون شكوى رئيسة لطاما استمعتٌ إليها من عمال آخرين في شركة «إم إس إس». ألا وهي أن: «العاملين في «سيركو» يتعاملون مع العملاء باعتبارهم أصدقاء أكثر من كونهم نزلاء أو محتجزين. وبسبب نظامنا القانوني فإن الأمر كان يستغرق وقتا طويلا للتثبت من الحقيقة أو الأكاذيب... ولذا إذا م يُحبك العملاء فسيجعلون من الصعب بالنسبة إليك العمل هناك. فالعملاء لديهم حقوق أكثرء وهم يعرفون حقوقهم ويستفيدون منها على الوجه الأكمل».

وبعدما فرغت من إجراء مقابلات مع عدد من العاملين لدى شركة «إم إس إس». تواصلت مرة أخرى مع إدارة الهجرة وحماية الحدود, وكذلك شركة «سيركو». للحصول على بعض الأجوبة. لكن شركة «إم إس إس» أخفقت في الرد على طلبات متعددة للتعليق. ولكن مرة أخرى واجهتٌ ذلك التكفل غير الكافي بالمسؤولية داخل نظام مخصخص. إذ رفض متحدث باسم إدارة الهجرة إرسال أي ردود عبر البريد الإلكتروني على أسئلتي» مكتفيا بالقول لي عبر الهاتف إن: «سيركو تظل هي المسؤولة عن الموظفين المتعاقد معهم من الباطنء مثلما هي مسؤولة عن العاملين الأساسيين لديها. فمن حق «سيركو» اتخاذ قرار تجاري بشأن ما إذا كان يتعين توظيف مقاول من الباطن لتنفيذ مهام أمنية معينة».

357

برأسمالية الكوارت

وأرسلت إلى المتحدثة باسم «سيركو» إيما نيدهام تطةطلءع51 72د رسالة عبر البريد الإلكتروني كانت بوضوح ردا شكلياء حيث جاء فيها: «لدينا سياسة عدم الضرر والتي تنفذ لضمان عودة جميع الموظفين إلى بيوتهم من دون أن يصيبهم أذى. وفي حال وجود دليل على أن مقاولا من الباطن أخفق في تلبية هذه المعايير المطلوبة فإنه يخاطر بمواجهة عقوبات أو إنهاء التعاقد معه». غير أنها لم تجب عن أسئلتي بشأن مسؤولية الشركة تجاه «إم إس إس» وموظفيها.

كما أنني قد واصلتٌ إزعاج المدير الإقليمي لإدارة الهجرة وحماية الحدود في جزيرة كريسماسء. سكوت مائيسون «هوعط212 14م0ع5, وضغطتٌ عليه كثيرا. مما دفعه في النهاية إلى السماح لي بالدخول إلى مركز الاحتجاز في اليوم الأخير لي في الجزيرة. لكنه أخبرني أن واحدا فقط من المحتجزين الذين كنت قد أدرجتهم فِ مموذج الطلب» يدعى حياة الله مظفري 11028181:1 طه11ن:ةئإ512, هو من سيراني. وأضاف ماثيسون: «لن تستطيع إحضار كاميرا فيديوء أو كاميرا تصوير عادية, أو هاتف محمولء ولأنك صحافي فإنه غير مسموح لك حتى بحمل قلم أو ورقة». في وقت كتابة هذه السطور كانت حكومة أبوت قد حظرت رسميا على الصحافيين الدخول إلى مركز الاحتجاز في جزيرة كريسماس منذ العام 2013.

وبينما كنت أوقف سيارني في موقف الانتظار الخاص بممركز الاحتجاز في وقت ميكر من صباح ذلك اليوم» فإن كل ما أمكنني رؤيته كان طبق استقبال أقمار صناعية كبيرا وضع إلى جوار قاعة الاستقبال الرئيسة. وكذلك أسوار عالية أمام مجمعات سكنية تذكر بالسجنء فضلا عن مجموعة من خزانات آلية يضع بداخلها موظفو «سيركو» والزائرون متعلقاتهم الشخصية. وكان اثنان من موظفي الأمن لشركة «إم إس إس» من ذوي الأجسام الضخمة يعملان في مكتب الاستقبال, أظهرت لهما بطاقة هويتي وعليها صورق. وكانت توجد كتيبات خاصة ب «سيركو». «ترحب» بالزائرين للمركز. سجلت دخولي ومررت عبر باب دَوَار آلي لأجد ماثيسون في انتظاري. قال لي: «أردثٌ التأكد من أن دخولك للمركز كان يسيرا». تحدث الرجل إلي عن اللاجئين الذين قدموا أخيرا في قوارب: وكيف أن البحرية الأسترالية كانت تعطي دانما سترات النجاة الملائمة لهؤلاء في أثناء مرافقتهم وصولا إلى الجزيرة. وشعرت بأن مائيسون يمنحني معاملة خاصة: وأنه يريد أن يُظهر لي أن النظام يمكن أن يكون ودودا.

5358

استراليا...

مشينا في طريق محاط بأسوار على جانبيه والتقينا سالي إ52[1, وهي كبيرة مديري الحالات في إدارة الهجرة وحماية الحدود التي تولت الإشراف على عشرين من أخصائيي التقييم في جزيرة كريسماس. ومع أن مقرها كان في العادة بالعاصمة كانبيراء لكنها كانت تضطلع بمهامٌ بنحو منتظم في مراكز احتجاز مثل تلك التي توجد في فيلاوود في سيدني» وماريبيرنونج (عدهصعترطنهة8/1) في ملبورنء ومركز كيرتين البعيد في غربي أستراليا - حيث رأيت ألفا من اللاجئين الذكور الذين يعيشون وسط صحراء كاثرين (عصذمعط)ة؟1) على قاعدة قدهة كانت تابعة للجيش والتي أدارتها «سيركو» - وجزيرة كريسماس. وكانت سالي قد وصلت إلى الجزيرة بعد وقت قصير من اندلاع حوادث الشغب في مارس من العام 2011 عندما احتج محتجّزون على حبسهم. سرناء سالي وأناء عبر أبواب مزودة بإجراءات أمنية مشددة كانت تؤدي إلى منطقة حيث كان لدى «العملاء» مقابلات مع أخصائيين اجتماعيين ومقيّمي حالات اللاجئين. وكانت غرفة الاجتماعات نظيفة إكلينيكيا ومزودة فقط بطاولة واحدة وبضعة كراسي. ثم جلسنا لنتحدث.

كانت سالي تبذل قصارى جهدها وهي تعمل في ظل ظروف صعبة. وقالت إنها تفهم السبب وراء مجازفة الناس بالسفر إلى أستراليا في قوارب. وبدا أنها مهتمة باللاجثين وتحدثت باستفاضة عن محاولة معالجة حالات الناس بسرعة. وقالت إن الأمور قد تحسنت بنحو كبير منذ السنوات التي تولى فيها هاورد رئاسة الحكومة, وإنه كانت هناك «رعاية أفضل وعقوبة أقل». وحين سألتها عن «سيركو» راحت تكيل المديح والثناء على الشركة وهي تقول إنهم كانوا «شركاء أساسيين» لأن «الخدمة العامة ببساطة غير قادرة على التعامل مع الشأن الأمني» وجمع المعلومات, وخدمات أخرى». وقالت إن طاقم العاملين لدى «سيركو» كان مدربا بنحو جيد وأنهم كانوا أفضل بكثير من هؤلاء الذين كانوا يعملون لدى مقاولين سابقين مثل «جي فور [س» و«أيه سي إم». وحاججث سالي بأن إدارة الهجرة وحماية الحدود كان لديها السلطة لإقالة أي من موظفي «سيركو» ممن كانوا يتصرفون بنحو غير سليم, من قبيل معاملتهم للاجئين بنحو ينم عن عدم الاحترام. وقالت لي: «هذا يحدث نادرا جدا»/47). ١‏

كما ذكرت سالي أن معظم الأشخاص الذين اجتازوا النظام كانوا لاجئين حقيقيينء وأن أوقات المعالجة صارت أقصر. وسألتها كيف ممكنها الجدال في هذا الأمر بينما

359

رأسمالية الكوارث

كان طالبو اللجوء يقبعون أحيانا مدة عامين وراء القضبان. وبقيتٌ مصرّة على موقفهاء لكنها اعترفت قائلة: «أتمنى لو كانت الأمور أسرع من ذلكء لكن النظام ببساطة لا يمكنه التعامل مع جميع الناس هنا». سألتها بعد ذلك عما إذا كان من شأن وصول مزيد من قوارب اللاجئين أن يُجهد النظام أكثر. فأجابت: «نعم, لكننا نحاول إبقاء أقل من ألف شخص هنا في جزيرة كريسماس». وأوضحت أن العدد الحالي من طالبي اللجوء كان سهل القيادة وسمح للاجثين بالحصول على مزيد من المعاملة الشخصية: إذ كانت قلقة بشأن ما سيحدث إذا تعين على هؤلاء إعادة استخدام خيام لإدارة عدد زائد من اللاجئين الآتين». كما زعمت سالي أن إدارة الهجرة وشركة «سيركو» قذمتا إلى اللاجئين أنشطة من قبيل دروس لتعلم اللغة الإنجليزيةء والدخول على الإنترنت, وجولات خارج المركزء ودروس في فن التفصيل - غير أن الراهبة جوان جادلت بأن السلطات لم تفعل الكثير من هذه الأشياء. والواقع أنه كانت هنالك مفاوضات لا نهاية لها من أجل السماح لطالبي اللجوء بالقيام بزيارات غير منتظمة إلى حمام السباحة العام؛ في حين أن نادي الكريكيت المحلي منعهم من الدخول إليه في العام 2010.

وردا على سؤالي لها حول ما إذا كانت تؤيد خصخصة نظام الاحتجاز للاجئين» أجابت سالي بأنه على الرغم من «أنه غير مثالي» فإنه يجب على المقاولين السيطرة على جوانب معينة تعجز الحكومة ببساطة عن التحكم فيها». وهنا تساءلتٌ إن كانت الحكومة لا تستطيع فعل ذلك أو أنها لا تريد أن تفعله. أن توظف كانبيرا وتدرب موظفي مركز الاحتجاز كانت فكرة خيالية. وبدلا من ذلك بدا أنه سيكون هنالك اعتماد متزايد باستمرار على «سيركو». وأعطتني سالي الانطباع بأن إدارة الهجرة و«سيركو» كانتا تحاولان معالجة الصورة العامة السلبية عن نظام الاحتجاز. فعلى سبيل المثال وافقتني في الرأي بأنه حين تعلن وسائل الإعلام عن وصول قارب للاجئين فإنها تسبب ببساطة تغذية جنون الارتياب ومشاعر الكراهية حيال اللاجئين في المجتمع الأوسع. وقالت: «يجب على وسائل الإعلام تمثيل ووصف الناس هنا وتقديم لمحات عنهم, لأنها سترى أن معظم هؤلاء فارُون من الاضطهاد وأنهم يأتون إلى [هنا] لسبب ما». وافترضت أنها كانت تعرف كيف جعل رؤساؤها هذه العملية صعبة بالنسبة إلى وسائل الإعلام.

23600

أستراليا...

سألتني سالي عما إذا كنت أريد رؤية حياة الله في غرفة الاجتماعات أو في فناء: المركز. وحين اقترحت الفناء. على أمل التحدث إلى محتجزين آخرينء تذكرت أن يوم الخميس كان «يوم التأشيرة» وأن المكان سيكون مزدحما بأشخاص يريدون المجيء والتحدث معي. وقالت أيضا إن الرجل الذي أتيت لزيارته «لن يحصل على تأشيرة اليوم» ومن ثم لن يكون من الإنصاف فعلا بالنسبة إليه أن يرى الآخرين وهم يحتفلون بذلك».

وأخيرا وصل حياة الله. وهو أفغاني من طائفة الهزارا. وكان واحدا من الرجال الأربعة الذين كنت قد التقيتهم على الشاطئ مع الراهبة جوان. وكان يبدو بائسا وبالكاد تبادل النظرات معي. وأخير ت أنه كان يتناول أدوية مضادة للاكتئاب» وأنه كان يواجه مشكلة في مغادرة فراشه - وكان يحدث هذا حتى عندما كان يعلم أن أحدا هنا لزيارته. وكانت أسنان حياة الله معوجة ومصفرة بسبب التدخينء وكانت لديه حدبة صغيرة والتي جعلته بميل إلى الأمام وينظر إلى الأسفل وهو يتحدث.

من خلال مترجم أخبرني حياة الله أنه كان في مركز الاحتجاز مدة اثنين وعشرين شهراء ومع ذلك لم تكن لديه أي فكرة بعد متى سيتغير وضعه. إذ كان ينتظر تحديد موعد من المحكمة لمراجعة قضائية. وحين سألته إن كان يفكر في العودة إلى أفغانستان. أو ربمما في الذهاب إلى باكستانء قال إنه لم يعد لديه شيء يهمه هناك. وروى بنحو قاطع أن ابنه البالغ من العمر خمسة عشر عاما قد قتل أخيرا في باكستان.

كان حياة الله يعطي إجابات قصيرة عن أسئلتي» ويمكنني القول بأن نبرة اليأس في كلامه كان يشعر بها المترجم على رغم أنه أعرب عن شكره لزيارتي له قائلا: «إنها تمنحني بعض الشعور بالراحة». وسألته إن كان مجتمع الهزارا في أستراليا قد تواصل معه بأي شكل من الأشكالء لكنه قال إنه 5 يتصل به أحد. لقد عقد صداقات مع محتجزين آخرين في جزيرة كريسماس. لكنه قال لي: «في نهاية المطاف كان الجميع يفكرون في أنفسهمء ويشعرون باليأس بشأن عدم حصولهم على وضع اللاجئٌ».

كان الحديث صعباء وحاولت خلاله إظهار تعاطفي مع حالته - لم أعرف قصته بالتفصيل أو مدى صحتهاء لكن أمكنني أن أرى أنه كان في حالة سيئة.

3061

رأسمالية الكوارث وعند نقطة ما في أثناء المقابلة» قال: «لا يهم لو خرجت إن أصابني الجنون هنا. فلن يكون ثمة اختلاف في الخارج». وهنا وجدت رجلا فقد الأملء حيث كان الاحتجاز المخصخص هو العامل الرئيس في تلك العملية. وارتسمت على وجهه ابتسامة قصيرة حين نهضت استعدادا مغادرة المكانء وقلت إنني آمل أن أراه في الخارج قريبا. وهو يعيش الآن في داروينء في ا لمنطقة الشمالية في أستراليا.

لقد غادر حياة الله باكستان بسبب العنف ال مجتمعي ونقص الفرص. وكان يعتقد أن أستراليا ستوفر له ملاذاء مع السلام والوظائف. وعلى رغم أن وطنه الجديد لم يكن رسميا في حالة حربء لكنه قد أعلن معارضته لأي ولجميع لاجئي القوارب (أما هذا العدد الكبير من طالبي اللجوء الذين كانوا يصلون بالطائرة. فقد تجوهلوا بسهولة في سياق المناقشة السامة). وكانت معدلات التفاوت في الدخل بباكستان متوطنة. حيث استحوذت نخبة صغيرة للغاية على أجزاء كبيرة من البلاد. وكانت هذه مشكلة عالية: وذلك على الرغم من أن درجة التفاوت في الدخول والثروات كانت تختلف من دولة إلى أخرى. وشكل الآلاف من طالبي اللجوء طبقة دنيا في أستراليا - عدد هؤلاء لم يكن معروفا بالضبطء لكنه كان يقدر بعشرات الآلاف - وهو ما يُعزى إلى نقص الفرص. والإسكانء والتمويل العام الضعيفء والعزلة. وم تكن هذه بالضبط هي البيئة التي قد تخيلها رجال مثل حياة الله.

سارت سالي معي إلى بوابة محصنة كانت تؤدي إلى ملعب بيضاوي الشكل يحتوي في معظمه على أوساخ بنية اللون. وقالت سالي إنه يكون أكثر اخضرارا حين يكون المطر غزيراء وبعد أن تكون ذروة الصيف قد مرت. واعتاد المحتجزون لعب الكريكيت وكرة القدم في أواخر اليوم. حين يكون الطقس أكثر برودة. لكن عند العاشرة والنصف صباحا كان المكان هادئا. وثمة لاجئ يرتدي قميصا أرجوانيا كان يجلس في صمت خلف البوابة» حيث راح يتطلع فقط إلى ما حوله. وكان العاملون لدى «سيركو» وإدارة الهجرة يتبادلون التحية فيما بينهم وهم يمرون بالقرب منا.

وحول الملعب. كما شرحت ساليء كانت توجد مبان سكنية متعددة مطلية بألوان مختلفة. حيث كانت الباني «الأكثر أمانا» تلك المطلية باللون الأصفر أو

362

أسقراليا... الأبيض. وقالت إنه إذا ما أحسن الرجال في المبنى الأبيض التصرف فإنهم يُنقلون تدريجيا إلى مناطق أقل حراسة. ونظرت إلي فجأة وقالت» بنحو عفويء إن مركز الاحتجاز بدا كأنه «سجن شديد الحراسة» وهو كذلك». ومضت قائلة: «لو أنه شيّد في الآونة الأخيرةء لكان مختلفاء وأكثر ليونةء وأقل من كونه سجنا».

قلت لسالي إن إدارة الهجرة و«سيركو» لم تفعلا معروفا لنفسيهما لكونهما أقل شفافية حيال أنشطتهما. وأجابت بقولها: «لقد أحرقنا عدة مرات» من قبل وسائل الإعلام, حيث ذكرت قصة إخبارية أذاعها برنامج «60 دقيقة» 60 5 التلفزيوني الذي عرض صورا جوية للمركز التقطتها طائرة مروحية يُتتحكم فيها من بُعدء وهي الصور التي كانت أيضا شهادة إثبات على نقمة وسخط طاقم العاملين السابقين» وقد بدت أصواتهم مكتومة. وزعمت سالي أن هذا الموضوع صعّد من حدة الغضب لدى الجميع وشؤه واقع مركز الاحتجاز في جزيرة كريسماس. غير أنه كان من الصعب التعاطف بأي حال مع ما قالته ساليء لأن إدارة الهجرة و«سيركو» قد تواطأتا لإخفاء القصص الشخصية والمؤثرة عن العامة. مستشهدة في ذلك بممخاوف الخصوصية لدى اللاجئين (وهو الشيء نفسه الذي سمعته في الولايات المتحدة وبريطانيا). وفي العام 2015 كشف النقاب عن أن حكومة أبوت قد أبلغت عن صحافيين أجروا تحقيقات استقصائية بنحو دقيق عن وضع طالبي اللجوء وقدموها إلى الشرطة الاتحادية الأمترالية. وهم يهدفون إلى الكشف عن مصادرهم - على وجه التحديد نافخي الصافرات500.

ولأن أستراليا تنتمي إلى دول العام الأول فإنه ما كان يجب عليها أن تتعامى عن واقع نظام مراكز الاحتجاز الحالي. فلم يكن ثمة دليل على أن الخصخصة قد أدث إلى تحسين الشفافية أو توفير المال510). إذ وجدت دراسة أجريت في كندا أن لاجئين يعيشون في المجتمع كلفوا الحكومة نحو 10 إلى 12 دولارا كنديا في اليوم الواحدء في حين بلغت تكلفة إبقاء فرد واحد في مركز احتجاز مخصخص في أستراليا 179 دولارا على الأقل يوميا52. أما «برنامج مساعدة المجتمع» ومع 220 ععصهدأومم والستاسصطدمهت في أسترا الياء الذي قدم مساعدات إلى طالبي اللجوء المعرضين للخطرء فقد تكلف نحو 38 دولارا يومياء بينما تكلف

5363

رأسمالية الكوارث

برنامج مساو له في مجال الاحتجاز الإجباري 125 دولارا5. إن سَجِن لاجئين خلف القضبان م تكن له علاقة بتوفير المال: بل إخفاء المشكلة عن أنظار وعقول الأستراليين في المناطق الحضرية. كما أبقيت المسؤولية بعيدة للسماح بسياسة الإنكار المعقول لدى الحكومات. والمسؤولينء والشركات. وكانت النتيجة هي معاقبة الحكومات لطالبي اللجوء اعتقادا منها أن ناخبيها أرادوا منها أن تظهر قسوة في التعامل مع الآتين من لاجئي القوارب. وما يدعو إلى الأسف أنه في ظل هذه ال معلومات الخاطئة واسعة الانتشار عن خلفية ومحنة طالبي اللجوء كان هنالك بعض الحقيقة في هذا الافتراض.

ومع ذلك ظهرت مقاومة لهذا الواقع. ففي العام 2014 نظم فنانون ممن شاركوا في معرض بينالي علدصمء81 للفنون في سيدنيء وهو أكبر حدث في الهواء الطلق في أسترالياء احتجاجا على رعاية المعرض ماليا من قبّل شركة «ترانسفيلد» - وهي مقاول رئيس يعمل ضمن سياسة الاحتجاز التي تنفذها الحكومة. وكانت الاستجابة الأولية من جانب وسائل الإعلام, والحكومة: ومديري الفنون هي الغضبء إذ إن ما تردد لديهم هو أن فنانين جاحدين قد تجرأوا على إثارة مخاوف أخلاقية في مناخ سياسي كان تمويل الفنون فيه محدودا©. غير أن هذه الحملة الاحتجاجية نجحت - حيث قطع معرض بينالي علاقاته جزئيا مع «ترانسفيلد». كما سنحت الفرصة للعامة أن يروا مناقشة صحية حول دور الشركات التي تحاول صرف عمليات التمحيص والتدقيق عن عملها القبيح ولكن المربح باعتبارها «شركات مواطنة جيدة». وكانت هذه واحدة من أكثر المحاولات الناجحة لتحدي الجمود العام حول سياسة خصخصة نظام اللجوء.

كان ثمة تحدّ حقيقي لوسائل الإعلام والسياسيين للتحقيق ومراقبة أي شركة تسعى إلى جني ربح من إدارة شؤون طالبي لجوء معرضين للخطر - وهو التحدي الذي م ترق إلى مستواه أي من هذه الجماعات. ذلك أن «سيركو». و«ترانسفيلد». والحكومة الاتحادية عملوا معا في ظل إفلات حقيقي من العقوبة, وكانت هنالك عواقب قليلة مرتبطة بانعدام المساءلة المشتركة لديهم. وقلما أثيرت فكرة وضع مرافق الاحتجاز في أيدي مؤسسات حكومية في المناقشات العامة وذلك على رغم أن حزب الخضر الاتحادي قد نادى بتلك الفكرة.

5304

أستراليا...

وبعد انقضاء عقدين على إدارات أسترالية متعاقبة كانت تريد أن تعالج

ا لمشكلة المتصورة للاجئين بعيدا ومن خلال شركات خاصة: فقد حان الوقت لكي

تؤسس البلاد نظاما أكثر انفتاحا يضع رعاية طالبي اللجوء فوق هدف تحقيق الربح.

365

الخائمة

فك التعويذة

«في مكان ما على الطريق اختزلت الرأسمالية فكرة العدالة: لتعني «حقوق الإنسان» فقط: وأصبحت فكرة الحُلم بتحقيق المساواة كفرا. نحن لا نقاتل من أجل إصلاح نظام يجب استبداله»

أرونداتي رويء 2014

وصفت «قناة التاريخ» [عمصقط0 مك1 برنامج تلفزيون الواقع الذي تبثه, والذي يحمل اسم «بامازون» «معةتدظ: بأنه عن «ثمانية من

بلدا 9 5 ٠. ٠‏ 000 «إن السلوك المفترس للتنفيذيين في عمال البناء العاطلين عن العمل من ولاية ألاياما الشركات متعددة الجنسيات؛ ومسؤولي

يخوضون صراعا من أجل حياتهم. ويخاطرون بكل ما لديهم من أجل احتمال ضعيف للعثور على الذهب في أدغال الأمازون». وعرض هذا البرنامج»

الحكومة. والعاملين المتواطئين في المنظمات غير الحكومية» يُعد السمة المميزة والحاسمة لا أسجله في هذا الكتاب: تحقيق الربح بأي ممن»

5367

رأسمالية الكوارث

الذي جرى إعداده في غويانا في أمريكا الجنوبية, «النمور العدوانية؛ والثعابين السامة, والبعوض المسبب لمرض املارياء وأميالا لا حصر لها من الطين الذي لا يمكن اختراقه». وشرح تيم إيفانز وسهه8 سرذك/ وهو أحد الشخصيات الرئيسة التي ظهرت في هذا البرنامج» كيف أنه اعتاد أن يأق ومعه زملاؤه الأمريكيون إلى منطقة الأمازون في كل موسم تعدين «لأخذ الذهب».

كان هذا البرنامج التلفزيوني يُعتبّر برنامج ترفيه غير مسيّسء وقد أضفى اتجاها عاما على رأسمالية الكوارث من أجل الإثارة ونسب المشاهدة التي سيجلبها. وكان كل ما يهم هو تلك الإثارة التي تدور حول عملية المطاردة. ويث كرنفال من الأوساخ والحصى لجمهور من المشاهدين لن يتعلم شيئا عن السبب الذي يمكن أن يجعل اصطياد الموارد شيئا مدمرا للغاية. وكما كتب أكادميون بيئيون. وهم نيثان 2 لوجان 2دزنهآ .1 صهط)ة81؛ وديفين دي. بلوم 81007 .10 صتم12: وإل. سينثيا واتسون مه11250 2نط)ص2) ..ك فإن قناة التاريخ هذه: «تستغل المواطن الطبيعية كستار خلفي لأعمال النهب التي تحظى بالتمجيد»2".

وما افتقده البرنامج هو أنه مم يذكر أي شيء عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها شركات التعدين ضد مجتمعات السكان الأصليين والضرر الذي يلحق بالنظم البيئية الحساسة من خلال النهب المفرط موارد مثل الذهب©2.

وم تكن كاميرات التلفزيون هناك لتسجيل هذا الاستغلال في أعماق بابوا غينيا الجديدة, أو أفغانستانء أو باكستانء أو هايتيء. أو داخل مراكز احتجاز اللاجئين والسجون في اليونانء والولايات المتحدة. وبريطانيا. إن السلوك المفترس للتنفيذيين في الشركات متعددة الجنسيات. ومسؤولي الحكومة. والعاملين المتواطئين في المنظمات غير الحكومية. يعد السمة المميزة والحاسمة ما أسجله في هذا الكتاب: تحقيق الربح بأي ثمن. تختلف الطرق لبلوغ هذا الهدف من دولة إلى أخرىء لكن الاستراتيجية تبقى واحدة: المغالاة في التهديداتء» سواء أكانت من صنع الإنسان أم طبيعيةء ثم إطلاق العنان لمقاولي القطاع الخاص غير الخاضعين للمساءلة باستغلالها.

وإذا ما كانت هنالك حالة من عدم اليقين الاقتصادي فعندئذ دع الشركات الأجنبية تعدّن أي مورد متاح ثم اجلس وشاهد كيف تغادر معظم الأموال البلاد.

5368

الخائمة

واحرص على أن تستمر الحروب, بما فيها تلك التي تفجرت شرارتها الأولى لأسباب واهية. أطول فترة ممكنة لضمان العمل ال مستمر للمرتزقةء والحراسء ومسؤولي الاستخبارات. إن صناعات مثل التعدينء والبناءء والأمن يغذي بعضها بعضا. إنه قطار الكسب السهل العالمي - فعندما تستنرّف موارد دولة ما وتجف منابعها ينتقل القطار إلى الوجهة المربحة التالية.

وأثناء زيارة إلى اليونان في العام 2013 لتقصي واقع التقشف المفرط وهؤلاء العمال المقاومين له أصدرت الكاتبة الكندية نعومي كلاين تحذيرا صارخا وقالت: «نحن بالفعل في وسط ما صرت أعتقد أنه بمنزلة النهب الاستعماري الأخير للوصول إلى الموارد الطبيعية الأصعب في بعض أكثر المناطق المحمية جمالا في العام باستخدام بعض من أخطر ممارسات الاستخراج وأشدها ضررا»!.

وم يبق شيء من دون أن بُمّس. فقد كتبت أرونداتٍ روي أن «خصخصة كل شيء قد كانت تعني أيضا إضفاء صبغة المنظمات غير الحكومية على كل شيء». وهي تحتفل على نحو صحيح ب «عمل رائع وجذري» تضطلع به العديد من المنظمات غير الحكومية: كما أوضحٌ في هذا الكتابء لكنها تتشكك في «المنظمات غير الحكومية ال ممنوحة من الشركات والمؤسسات [باعتبارها] طريقة تمويل عاللية لتنفيذ عمليات شراء لحركات مقاومة: وهو ما يشبه حرفيا اضطلاع مساهمين بشراء أسهم في شركات؛ ثم محاولة السيطرة عليها من الداخل». إن تحويل حقوق الإنسان إلى سلعة للمتاجرة بهاء في وقت تضع فيه قوى السوق قيمة نقدية على كل شيء. يتطلب منا أن نكون متشككين للغاية حيال الأجندات التي تقدمها المؤسسات البحثية, والمنظمات غير الحكومية, وجماعات الحريات المدنية. صحيح أن الكثير منها يؤدي عملا جيداء لكن كثيرين آخرين يدافعون عن الحفاظ على إمبراطورية أمريكية على حساب العالطم النامي. وكوننا لا نرى أو نسمع هذه الجماعات يوميا لا يعني أننا لا نفعل أي ضرر.

وفي ضوء القدرات الآخذة في التراجع والمصلحة الذاتية المقيدة لصحافة الشركات الغربية, يتوقف الأمر على الفرد - المدون المواطن وا مغرد ومستخدم الفيسبوك - توثيق الآثار الناجمة عن رأسمالية الكوارث. حتى يمكن توفير ما هو مفقود من وسائل الإعلام الرئيسة: الرؤية على أرض الواقع). إن التحدي من أكبر ما يكون؛

369

رأسمانية الكوارت

فمن بين 175 من أكبر الكيانات الاقتصادية في العام في العام 2011, جما في ذلك الدول» كانت هناك 111 شركة متعددة الجنسيات©.

وفي الوقت الحالي في مقدور أحد سكان القرى في هايتي الاتصال إلكترونيا وبسرعة مع ناشطة في سيدني لإبلاغها بوجود تسرب كيميائي في أحد المناجم. ويمكن دون أفغاني أن يصف لجمهور في جميع أنحاء العالمم فساد أحد مسؤولي الحكومة. الوعي لا يُحدث تغييرا بالضرورة. لكنه يعد الخطوة الحيوية الأولى لتحقيق ذلك. إن ما يمكن أن نفعله بهذه المعلومات. ونحن نعيش في بلدان لديها القوة. هو خيارنا نحن.

كما أن عكس مسار الاتجاه الذي تسلكه الرأسمالية المستغلة يعني أيضا تقديم بديل ما يبدو أنها مفاتنها المغرية7. وأنا أدرك جيدا أن هذا يشكل تحديا عاجلا عند مشاهدة الأيديولوجية وهي تعمل في أماكن مثل هايتيء حيث يجري الترويج للمناطق الصناعية باعتبارها الفرصة الأسمى. وهنا لا يكون الجواب هو المزيد من التعهيد الخارجي للخدمات أو خصخصة الوارد؛ إذ إن الإصغاء إلى السكان المحليين وتمكينهم يمثل خيارا أفضل. وهذا معناه تحدي وجية النظر التقليدية بأن الغرب يملك كل الإجابات.

والحقيقة أنه مرت أوقات لا حضر لها في أثناء رحلاق حين شعرت باليأس, وبأنني صرت غارقا في القصص التي كانت تروّى لي. وكنت كثيرا ما أتساءل عن فائدة الصحافة ذاتهاء وكنت على دراية تامة بحدود هذه الوسيلة لإحداث تغييرات كبيرة حيث هنالك حاجة إليها. وبنحو خاص صدمني كم مرة شعر الناس بأنهم كالعبيد لنظام اقتصادي لم يكن لديهم أي سيطرة عليه. وكتب المستشار المالي ساتياجيت داس 825 16ز2إ526 أن «قاعدة المال المدقع تذهب إلى أن الجميع يقترضون. والجميع يدخرونء ومن المفترض أن يصبح الجميع أكثر ثراء. لكن فقط المطلعين ا مهرة هم من يصبحون أكثر ثراء. حيث يمكنهم إدارة وتزوير قواعد اللعبة»©,

ويأق هذا الكتاب ليكشف عن هؤلاء اللاعبين السريينء ويفضح أساليبهم. ويتعرف على الجماعات امالية والاجتماعية والسياسية التي قد خلقت هذه الفوضى, ومن ثم يطرح القضية من أجل التغيير. بيد أن إحداث هذا التغيير يتطلب في المقام الأول الاعتراف بما نقاتل, ويمن نحن. ففي كتابه بعنوان: «الانقسام: الظلم الأمريي

30

الخائمة

في عصر فجوة الثروة» عط عية عط صا ععتاقازمآ ممعامع صف :علاطا ع5ل مه طثلء18. يجادل الصحافي مات تايبي 1ططنة]” 242 الذي يعمل لدى مجلة «رولنج ستون» بأن المشكلة تبدأ في الداخلء حيث يقول: «نحن [الأمريكيين] لدينا كراهية عميقة تجاه الضعفاء والفقراء» كما لدينا شعور بالرعب الشديد إزاء الأثرياء والأقوياء,. وإننا نعكف على بناء نظام بيروقراطي من شأنه المواءمة والمطابقة بين تلك المشاعر المتضاربة»!". وبتفاصيل غزيرة يبين تايبي كيف أن المحرضين الرئيسين على الأزمة امالية للعام 2008 لم يُفلتوا فقط من عقوبة السجنء بل استفادوا من الأزمة وتوافرت لهم الحماية» في حين أن الملايين ممن لا حصر لهم من الرجال والنساء سحقهم نظام قانوني لا يرحم. وفيما عدا استثناءات قليلةء مثل «حركة احتلوا وول ستريت». م تكن هنالك حركات احتجاج عامة للمطالبة بملاحقات قضائية للمتورطين في جرائم النصب والاحتيال في بورصة وول ستريت.

ويذهب تايبي إلى قلب نظام اقتصادي واجتماعي وقانوني يدعم الانتهاكات الموثقة هناء ويشرح السبب وراء السماح بحدوثهاء حيث يقول: «إننا نخلق ديستوبياء حيث هوس الدولة ليس هو السرية أو الرقابة, بل الظلم. ولأنه مهووس بالنجاح والثروة وازدراء الفشل والفقرء فإن مجتمعنا يقسم السكان إلى رابحين وخاسرين بشكل منهجيء وذلك باستخدام مؤسسات مثل المحاكم لتسريع هذه العملية»©". والحقيقة أن هذه اللامبالاة وتلك القسوة. اللتين يعمل إعلام الشركات على تضخيمهماء هما ما تسمحان للشركات في الولايات المتحدة وعلى الصعيد العالمي بالتصرف بنحو سيئ ضد الفقراء. فهل سنتصرف لجعلها مسؤولة؟ على كل حالء فإن الكثير من المجالس المحلية في المملكة المتحدة صارت الآن مخصخصة قماماء حيث تتولى تشغيلها شركاتٌ ليست لديها معرفة بالمنطقة الإقليمية التي تعمل في نطاقها('". إنها عملية باردة قد تكشفت وبدت للعيان من دون موافقة عامة.

بيد أن التحديات تظل عميقة. ففي حين أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة, مارغريت تاتشرء وهي ال مهندس الرئيس لخطة التدمير النيوليبرالي للقطاع العام اليوم. توفيت في أبريل من العام 3 لاتزال الخصخصة الجماعية. وأصولية السوقء والدعم للأنظمة الديكتاتورية الصديقة للغربء والتي دافعت عنها تاتشر والرأسماليون ممن يعتنقون أفكارها نفسهاء لاتزال تواصل ازدهارها. إن كلا الحزبين

3/7

رأاسمالية الكوارت الرئيسين في المنظومة السياسية البريطانية مازالا يؤيدان التعاقدات الخاصة باعتبار ذلك طريقة مسؤولة لإدارة شؤون الدولة. غير أن استطلاعات الرأي العام تظهر باستمرار أن عامة البريطانيين يفضلون أن تدار الخدمات من خلال القطاع العام. وهنا يكمن التحدي في تحويل ذلك الاتجاه إلى عمل.

وفي متابعة أجراها في العام 2011 مقاله الكلاسيي الذي كتبه في العام 1967 عن «مسؤولية المثقفين». شرح نعوم تشومسكي الدور الذي يجب علينا الاضطلاع به حين نتصدى لحاربة سلطة قائمة, وأننا نواجه واحد!ا من خيارين: إما معانقة هذه السلطة وإما تحديها. ويقول تشومسي: «إذا ما كنا جادين بشأن العدالة فسوف نركز جهودنا حيث نتشارك المسؤولية فيما يجري تنفيذه»!02.

إنه من الضروري المطالبة بقدر أكبر من الشفافية من تلك المؤسسات التي تخلق أزمات أو تعمل على إطالة أمدها. وهذا يتضمّن المنظمات التي تدير سجون طالبي اللجوء. وتلك التي تسعى إلى تقويض الاستقلالية وسبل المعيشة لدى السكان ا محليين في سعيها إلى الحصول على دولارات الموارد. كما يتضمن ذلك هؤلاء الذين يبيعون معلومات مشكوكا فيها للقوات الأمريكية في «الحرب على الإرهاب». فهؤلاء يعمدون إلى إخفاء جشعهم وراء قناع زائف بزعم مساعدة الولايات المتحدة في الفوز في معركتها ضد الإرهاب. في حين أنه واضح أن الوطنية والاستقرار العالمي لا يمثلان الدافع الحقيقي وراء تصرفاتهم هذه.

والحقيقة هي أن الرأسمالية المفترسة تواجه مقاومة في جميع أنحاء العام وهي مقاومة مشروعة تُقِرُها مجتمعات تضررت منها في هايتي وبابوا غينيا الجديدة, ونشطاء يدافعون عن اللاجئين في أسترالياء ومنظمات غير حكومية في أفغانستان, والفوز الانتخابي الذي حققه حزب سيريزا في اليونان. فهنالك الآن معارضة متزايدة لحقيقة أن الغرب قد أصبح أكثر قليلا من كونه مجتمعا مُسوّرا محصنا بشدة, يستغل الموارد والناس في سعيه إلى زيادة أرباحه وتحقيق مفهوم سلام يخدم مصالحه الذاتية. وثمة رؤية تتطور بشأن كيف يمكن تنظيم العام بطريقة مختلفةء حيث تزدهر ديموقراطية حقيقية من الأسفل إلى الأعلى. كما أن الطموح المتمثل في تطوير حلول جماعية. مع اضطلاع مصالح عامة وخاصة بالحد من عدم المساواة والفقر والمرضء ليس نظرة شيوعية إلى الوراء: إلى القرن العشرين, ولكنه شرط أساسي من أجل مستقبل واقعي وضروري.

3/2

الخائمة

وهناك أمثلة لا حصر لها للدلالة على ذلك. فلننظرٌ إلى ما فعلته هامبورغ, ثانية أكبر مدينة في أطانياء حين صوت سكانها في استفتاء العام 2013 حول استعادة السيطرة على شبكات التدفئة, والكهرباءء والغاز التي بيعت لشركات خاصة قبل ذلك بعقود. كما أن بلديات في فرنسا ومناطق في أفريقيا وآسيا قد أنهت التجربة الفاشلة في مجال التعاقدات الخارجية للمياه!2'. فكل هذا تحقق عن طريق قواعد شعبية حرصت على تنظيم صفوفها واستخدام أدلة تظهر أن الوفورات في التكاليف والاستدامة البيئية سوف تخدم على نحو أفضل من خلال نظام للملكية تديره الدولة.

ودعونا لا ننس أبدا إنسانية الناس والمجتمعات التي تتوق إلى عام أكثر إنصافا. فمن السهل إلى حد كبير محو شخصيات والتحدث بدلا من ذلك فقط عن الدولارات. وإنني أحب نمط التفكير لدى الكاتبة الأمريكية ريبيكا سولنيت غنصاه5 وءءء566: التي تقول في كتابها «جنة بنيت في الجحيم» 832:20156 4 11611 هذ ؛انن8 إن التحدي الذي يواجه المجتمعات الحديثة يكمن في رؤية البشر على أنهم أكثر من مجرد مستهلكين. وهي تشرح كيف أن الكوارث: على الرغم من أنها مروعة: بمكنها توحيد المجتمعات معا بطرق من شأنها أن تظهر أفضل ما لدينا جميعا. وتقول الكاتبة: «يمكنك قراءة التاريخ الحديث باعتباره تاريخ الخصخصة». وتمضي إلى القول:

«ليس فقط تاريخ الاقتصاد. لكن أيضا المجتمع. وذلك لأن كلا من التسويق ووسائل الإعلام يدفع الخيال أكثر وأكثر باتجاه الحياة الخاصة والرضا الخاصء حيث يُعاد تعريف المواطنين على أنهم مستهلكون» بينما تتداعى المشاركة العامة ويتداعى معها أي معنى للسلطة السياسية الجماعية أو الفردية... فالخصخصة الاقتصادية مستحيلة من دون خصخصة

الرغبة والخيال التي تخبرنا أننا لسنا حراسا بعضنا على بعضنا الآخر»4".

إن ما شهديّه بينما كنت أجري أبحاثا من أجل هذا الكتاب كان أشخاصا يناضلون ضد احتمالات ساحقة - ومن بين هؤلاء غيرٌ المرئيين» وغير المعتبرين سياسياء وغير المرغوب فيهمء والذين يمكن التخلي عنهم, والمفلسونء والفقراء. معركة هؤلاء جميعا هي معركتناء وذلك لأن خيارنا هو مطالبة شركاتنا وحكوماتنا بتقديم تفسير

33

رأسمالية الكوارث

لإقدامها على جمع المال من استخدامها لممارسات القسوة والاستغلال. رأسمالية

الكوارث هي أيديولوجيا عصرنا لأننا سمحنا لها بأن تكون كذلك. ولكن بوسعنا تغيير

ذلك. ينبغي أن يكون هدفنا هو إيجاد نظام اقتصادي أكثر مساواةٌ ودموقراطية والآن هو الوقت.

3/4

الهوامش

الهوامشن المقدمة

-3ة] ,رقنق لمن "رلاعط ما م ق[عمةا عط أعآ م عاطمكتطمعط 15 غ1" ,ممقصمت 9[ (1) 20,5 لقنا

بكلعع/8آ 81151235 بقاوو0 متعط كه 1355© مص عنة طعنظ أمعط816ه عط1” رمت ععع2 (2) 4 ,3 اتتمرق

مصسصفاة لموظ برط أصزوط ومتلدع8 م لعطعاعم5 معتسصدط لمو8"* ,1معلتصوع8 0ع21 (3) 4 ,24 معطاصسعتدن[! ,وعمع درق وععع جد[ أن ,كانت

10 15 ومهلت 1410016 ممءتعسم عط“ رولدعد© صتوععة لمة العمقطصمعآ لأجوط (4) .4 ,22 اعدف ,عست عترملا عل "#امعطعنه لامآ عطا معدم

رعممغ5 عمتلام "الوط م لععامممت م10 نوع فعس غه علصد5ظ“ ,أططتذآ' 3/0 (5) ,2012 ,14 طعنتة1ا

#لسوعة امصة أقأغطآ' أه مسممعتسسطط وسمتهمكر' هك[ وعتسعصرم كه علصدظ" ,تططتة! ألدل5 (6) 2 ,29 بإطقصطة بصمناعة 01 ترهك اأعع5)2 الها[ إجدوء 0

عم0 صا جم ثلقسوعمد1] مستوع ص الوطم بجمص]1 لعع21 ندملا الف ,ودع 1آه18 متاميز (7) 5 ,13 طعمداا روعصة1' علوملا مك8 "بدسمستموم صم

طم لع سمه تإمام بكترا عص0 محوق2 ببإطاما أععترعط عطل“ ممع ملدط لوط (8) 4 ,3 لتترمة ,سم دل نآ ممما

كه مهم ده 1101 ننأقاون دممعا مسمتتظامءط ,لممطععطظ مزه لصة أعجتات متلععت (9) مصسف) مععأصداوك كأملن وأعموعاظ ممع قمع وسمتودع م5 عمط وتعره] مضه طععدل/ة ,إممغوضعوط0 عترمتناظ عنوعو عه © أناأتاكت[ لهسم أفصكمةكا' سملوعاة .(2014

أه معلا عط عه وعنانصسة؟ بلقكسمءة مأماوظ ور علط“ باممطد لفط وتزؤتله (10) ,20 ععطحمعجه81 ,سمت عمد "وم غهلباععمة لأقصمتأفصعام]

-035 تامتادن 002 بأطتروظ ما بك[ مج011 أمغطه1 سه تللقدسمكت ا معضول (11) 1 ,20 معطواء0 غوه5 ممع متطفول! 280017 سمعتمع مرق مه نذا و

"يسسعتلةغاصة© طخت ملا 5 ركقمع مومع بورماقتاط مآ" وعاومعسط5 «علتصمعرل (12) .3 ,6 لتتحبف ,قعدسة' عام برعلا

"لاعهكة؟ عط لعانة8 مدت مدتتمائمة0 تخطعنة مولا بإداءء 0 ,زع وممة1 مععومة (13) 4 ,13 لتتجة جع بجعءوط0

عع حاصصعجه1! جرع ناه طمجاععمه "تله باوعصآ ع3 عطا صذ جاع سف" راأع1ههلللأات (14) 4 6 طحوعءع10

-قهطآ) كتلط اصةي) عر ممم ةا كه عمن8ظ فآ" بعمتساءعه2 عاعمطة عط]' يمتعلك أمدمدا؟ (15) 3-1 ممم ,(2007 مستبومع25 تصمل (16) استطلاع أجرته «إيسنشل ريسيرش» في العام 2 وجد أن أغلبية الأستراليين اعتقدوا أن «الإصلاحات» الاقتصادية التي قدمتها حكومات متعاقبة قد حققت «إأكبر قدر] من الفائدة»

للشركات؛ حيث اعتقدت نسبة 5 في المائة فقط أن «أستراليين عاديين استفادوا» منها.

,4 نال بقمصعماع 12 عتسمدمعءظ ,طعموعقع1آ لمتأمعووتا

مصصعتههك1 بممعول؟ “#علعمطة وعأممءم خ- ترلصد5 حصدم)5 عونك" ,ملعل تدمول< (17) 2012 ,5 معط

377

رأسمالية الكوارث

عصوءظ8 ووعصلء مومع10153566-2 عطا مصة تإلصدة ممم اه" ,متامدك8 عنصم (18) ,10 تلت اصع بنن81 ,مع جص[ علوملا بعل “بوره «علم اقتصاد الكوارث», كما ذكر كاتب عمود في مجلة «نيويوركر» #ععاءملا معل<, «يجب أن يضمن أن الدولة مستعدة لمواجهة الكوارث قبل حدوثهاء بدلا من مجرد

التعامل معها بعد وقوعها».

,3 #تعطصععع0آ1 ععاءم]ا بعل "رقع لسرمممعظ ععامققلط* ,فاع المدية وعطروز

0 عسمناعوع8 5010 غختع صسعومء12 عقهغ5 وأممكسنات جوعملل:11 10(“ رعطما8 طمتممكة (19) 4 11 «##طتتعامء5 ,صقنل نقيت "بل أعهكة؟ غطا

صمب عا اعلا وع ارا عنا0 غه غخطعاط عط ع1 ععصمطت عأقتسنتله" رصنعك تسصمولة (20) 4 ,23 لقعوف ,سمتلن مهنا ,11 غه عأمماآ مغ جوع8 :11301

ر5]08 وطتلاه1 "داز معل8 مسمت مع تأوصنصعة/ لمذه1ات" ,معططك1 ع36 للذظ (21) 2 أقتاعتتش

1 ,3 تع طصطوءع120 ,ممتلهقنى "باأعمقاع معلللطءه" أمتأطمها/ة مهرمع (22)

مستصعه1 لقطاما!ن) 0 دوع سلقه8 ومصنتحرمه8 غط1' :للكقصت/ل؟ علصدة متجمعكاء34 (23) .2 ,(2014 ممتدهمع2 :جم لممآ)

© [اصحده لقن كنتقصآ طاسضبعع5 لسفاع مم21 9/11-:5ه2 غط1” ,معون8 وعصورز (24) مطانانا غه ,2014 ,16 عع طصوعبن1] اناه طغبمة "عونا ددع لمصظ قصة وععع ممعم 0010

"511266 تسقصدطا امه عر اعنمعامتم8 «ملددمقطسفء" ,ععقتلة1؟ عاعنة (25) .10-1120012 عمقلا ,رسقتلةةأكنتف

.391-4 متم عستناعه2آ[ علعمطة ,ستعلك1 (26)

عأمه1 ص٠ط0ة"‏ عأققا1 غقع/8؟ سدم مسمتاهده<] تمعتهكف م لنفة ممومعقصم عأموكة (37) 214 ,15 'إأناز متقنل مقت 'باسعستاصه0 زه 'عصا

-صنامت مصاصماءبع0آ1 أعوتة!" مأصدتت عأقعرم جره قة ملف" ,عممع صحم] باتمتك8 (28) 23 “تعطتتاع 1101 رسممتلسقنات "روعتط

2012 ,20 أكناعتلة ,16 "رقع ممع5 اممطلوء11* ,أمعام!' نحر0 قسة طععع8 لطمممهكة (29)

“قعه/ا؟ عغطا عستهممامعم عط مممتررد5 10 لتة أنه" ,كلم ةطصهو0 قزوعقصفط” (30) 14 ,1 عقن[ رعطهطا صوغوو8

(31) في العام 2010: ورد في تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» +وه2 «مغعمناطقة78 أن ما

38

يُقدر بنحو 854 ألف شخص كانت لديهم تصاريح أمنية من فئة «سري للغاية».

وماوسصنتطمةللا "بمعارعدسرة مم5 و10" ,ملاعف .84 سهتلل7 ممه توعمط قصود2 0 ,19 عإلنا[ أومط

5 عصوعع8 ععدعوتلاعام1 5نا رهاط ده عرق خه[ا0 معصعه" ,للنطق5 برسمععر[ (32) .0 ,7 0197[ متتمتلة8] “,قوع ماوت8

"مسف صنناط ممتتممناوحك2 مواتللا8 :وعما موللا ووء!" عو زع تقطه مقط (33) 0 ,23 ع#طم ع0 ,رسمتل مقتني في العام 2010, اكتشفتٌ دليلا على أن قوات أسترالية خاصة, إضافة إلى قوات من دول أخرىء كانت تضطلع بعمليات سرية: من الممكن أنها كانت عمليات اغتيال أو اختطاف عبر بلدان العالم الإسلامي: بلا مساءلة. إذ تأسس مركز تدريب في باريس. «قاعدة التحالف» عكه8 عمصهنلاق, في أعقاب هجمات 11 سبتمبر» لتنسيق هذه المهام.

الهوامش

حره؟' ج10 مممكورعم0 أمعو0) صذ ومعنلاه5 02 عنتاظ” ,مأعأفمع وما تتمماصسف ع8 بنتة.طدمءوععلت غم ,2010 ,22 تتعطصعده]5 ,وععلتيت "بعموظ ععسمتاللف أموعة 266 لمع صمسمة ممتلةسعسق "روقكا مذ عام8 أععع5 أومممع1" لإعطمه1 سه 4 ,28 أكتاقنتق

ولح #وموا؟ أععع5 وأمعأسع صم مه ودععيصمت عمماعط وعطندع!' للنطقءة5 بجسعكت["” (34) "بقع أتقدعء عاط +71 ماع سف ع ءمسمطة ست :2010 ,9 ععطصرععع0آ رصملا مقلم أقةة تاتإلتهلعطاغة ,2010 ,15 لين طتضععء2آ وقوع8 بولند

.2006 ,30 ععططامت 0 نععاعملا معل! "ادعع نه أعبنه!"' وأشآن عطا” معتجدلا عمو[ (35)

نط1 014 كه لمقبوعف صما 5آآ مأ ععلةا5 ص0 عل ترزماءآ" ,عندعلة اعمنسة (36) 5 170 ممسصند© وع8 مضه سنوطه0 صو[ :2012 ,6 8483 مسمتلهمنات "رمغطمت1ا 31 أمتاوتاث ,ممت لتقدات "رتتطع نا عتبطعه! حصوعا لعتقوعط مسلط

#إط1[] 402 أمتاظ ص 'معممعاتياة عاعو' م لععرتا قتصعلظ امقفظ” ملزمتمعقة م[ (37) 1 21 تتعطماه0 ,مقتل مهتت "رقوء صتافياظ

-02 والمناعء 5 عأق لع جره تسقتاعه بإلوستفوعمعم1 اانا رقصقة أكتتاز قصمع[- دتكا (38) 1 ل ,2012 ,12 ترلناز ,185 "روتماعةما

15 ممم منطة أددظ--عمنعمه النا5 15 عواؤا ممامتممطئلة عطك“ كلم ضمطة مت (39) .2015 ,رك لإمقتصطع] رممقعوا8 "قدماء ممت برط لعي88؟ مماع8

-ة5 رأققة8 تزلتقط “ه8ا 1515 صط صل طمة0 مغ توموعظ كماع ةمهت * ,ععلهآ تلظ (40) حدم أقوء طنز[ تقلع طا غ2 ,2014 ,13 معطصن

تعنه عاأعفاظ 536 عتصوكك1 عط غطعة8 ومماعة صمت غعل” عطامصهآا صوط (41) .2014 ,9 اعطماء0 مه اماأوصنتطمة8! "روجوة ععصصظ علتعع ععلمسمع في العام 2014, بعد معركة قانونية طويلة: تبين أن أربعة موظفين سابقين في «بلاك ووتر» كانوا مُدانينَ باتهامات تتعلق بالقتل. والقتل غير المتعمد. وحيازة أسلحة نارية بعد قتل أربعة عشر عراقيا وإصابة سبعة عشر آخرين بجروح في ساحة النسور بيغداد في العام .7. وكانت هذه حالة نادرة لعدالة متآخرة

الفصل الأول

ععوعاء2 "سوامتمقطوكمة مذ لاتعدمء5 عتوجلمط 102 بو[ بوعل لإمدعاء81 لدوط (1) 4 9 معطم ك0 روبوء لا

(2) مدافع غربي بارز عن حقوق الإنسان في كابول أخبرني أنه من العبث أن الولايات المتحدة «تضطلع بالتنمية من خلال شركات خاصة... هم أناس لم يبرحوا أمريكا قط في الأغلب, ويأتون إلى أفغانستان ليخبروهم كيف يديرون نظام العدالة لديهم في حين أنهم يعملون لدى مقاولين أجانب من القطاع الخاص».

(3) ولكن الواقع يمكن أن يكون مختلفا. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي في العام 2012 أنه سينفق ما يصل إلى 50 مليون يورو على خدمات الأمن الخاص في أفغانستان حتى العام 2016. كف صذ جأاتميهة5 عنووءظ هه ممتلائاة 50 ممعمة لآ" بممصساعظ8 مععلسم

2 ,11 تإقلاة متصمءعععء معوط0لا5 "رمفامتسقطع الانتقال تقوات الأمن الأفغانية بعد العام 2014 قد جعل العديد من المنظمات غير الحكومية

39

راسمالية الكوارث

الأجنبية تشعر بالتوتر إزاء الأمن» على الرغم من أن معظم هذه المنظمات تقول إنها

ستبقى في البلاد. لكنها ستخفض من وجودها هناك.

0 قنا10ة) 0مع.آ متدع] باأسبععة” لزع اام مسقطمعت 0صة عع طامعدوه1#] بوع 8312

ش 2012 ,10 طاعتقل8ا رقع سةا]" علعملا عا "يموامتسمقطوكة سأعاده/8] علمتنطعر

مواعمه8 “#معسصلاة وممءمتسقطواة كه عصدمعءظ8 أتقط/ل؟" بلأعصصم ”0 عصمجوا (4) 4 ,2 لقوق بتعنامم

(5) معظم الصحافيين الأستراليين الذين يزورون أفغانستان هم ملحقون ضمن قوات أسترالية,

والتغطية التي يقدمونها تعد محدودة للغاية. هذه الممارسة تضمن ما هو أكثر بقليل من قصص «مغامرة خاصة بالأولاد» - قصص رجال يحاربون طالبان مع قليل من السياق.

2009 ,5 ععطمغء0 ,طعامة] منقع11 11755 هم "بمدامتممطوكف مذ مسمنل لع طصرع“ 0 ,19 ليق بطعغه8] منلع1! 11/5 لم4 "رصمأستممطولة ممه ووععءع32 منتلعل/1“

عغطا ده وسماعء 2:08 عأمرم ممه نعصآ ممع ده عواا ,روعطهس]1 سمدصماه5 (6) .115-16 .ترق ,(2007 روقعع/ا نمملمم.آ) جوء2 معتاتاوط

قسقطوام دسمعل؟ منلع81 عه1 4نه2 05" ,نععلخغ11 .[ معطصة)5 لسة عععلد8 م14 (7) .2005 ,13 #عطصوععع0آ ,عمسطتا” مووعنطت "بأصذ/لا الملزدا

ماهلا 21 "ركع ن0ة جره عواا عط قاعع1/1 عمنرع1 صه عدةا عط1” بقخغء ومو مسقام (8) ةلهم ة ,2006 ,11 8337

(9) النفوذ في واشنطن دى سي هو ما يفسر قدرة بعض شركات «بيلتواي» إ816908 الاستشارية

المعرضة للفشل على الاستمرار في الفوز بعقود حكومية.

(10) كشفت وكالة «أسوشييتد بريس» ووع22 0ع1ول4550 في العام 2 أن الجيش الأمريق

لم يكن يعلن كل الهجمات الأفغانية ضد الجنود الأمريكيينء وبالتالي كان ينكر مدى

الكراهية تجاه قوات الاحتلال.

رققع275 21اع موقم "روكاءع داف مقطوكق للذ عسن ممع غ816 105" رمصعداظ امعطم ,30 لتعق

(11) المفتش العام الخاص بإعادة الإعمار في أفغانستان يواصل إصدار تقارير إدانة دامغة. في

5330

يوليو من العام 2014, تبين أن المرافق التي بناها سلاح المهندسين في الجيش الأمريي للجيش الأفغاني. والتي تكلفت 1.57 مليار دولار. كانت بها عيوب. كما أشار تقرير صدر في العام 2013 إلى الاقتراح المفزع بأن «الأنشطة الأمريكية لمكافحة الفساد في أفغانستان ليست موجهة بإستراتيجية أمريكية شاملة». وكان هذا بعد مرور اثني عشر عاما على الغزو الأمريكي.

مقا ن 811 بإلقطاة منطآ 15 معدلا صقطوكة عط كه عمعصصتك؟؟ لوعظ عط1" باعوعزة طمعدرز (12) 381.03ع ط نر[ تقلعط) غة ,2014 ,24 لتوحيف ,تمقدعة1 نجاتةط "وماعة دمن

علهلا ,ضع نو موول8) عمعوعط للصة :ؤأ38آا وك ه005 ,ممفدعيك21 نهآ (13) ,137-43 .مط .(2011 روقعدط امع 17ولآ

لتعجة ,رذ مسقت "#قمهان ماسولا عطة”* ,ذقهلت وعاتقطك (14)

.114 (15) موظف في شركة دين كورب في أفغانستان أرسل الرسالة الرسمية التالية حول عمل شركته

في العام 2011: 1 ,11 ترقا "بسواكتسقطوكف صا «ماعة صمت «منه م2 ف" رومع طامعذ1 لتكوط

تطاوع علغة مرؤقتت غ2

الهوامش ,( 2009 بوكامه8 حممة!! علعملا ببرعل8) لإمدده وأصمغعنطنالةآ] بعء زع قط مندءط (16) .3 م ,مقهتط1 (17) .بيان وزارة الدفاع الأمريكية, 8 نوفمبر 2012 (18) 317 ع1 رأق20 لمأيصنطعهة8آ مدامتمقطعكم ما عمتكتظوء" ,كبعماظ معناهلل؟ (19) 23201 إن فحصا للموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأمريكية. حيث تُدرج تفاصيل عن العقود التي رُسُيت, يكشف البالخ الضخمة من الأموال التي عُرضت على الشركات لتنفيذ أعمال في أفغانستان وخارجها. في الوقت نفسه. ادعى موظف سابق لدى شركة «ميشن أسينشل بيرسوذل» في العام 2010 أن أكثر من ربع المترجمينٍ العاملين مع الجنود الأمريكيين في أفغانستان قد رسبوا في اختبارات لغوية أساسية. ومع ذلك أرسلت إلى ساحة ا معركة بغض النظرء انظر: ممسنتفلكت ععصسرمطاطء ل أقنط8؟" ,ععطة8 طمعودم[ نمه ,وومظ ممع8 علأوماة معط لاط -صء5 روموع]7 قم "عع قناومها سممطوكة علمعمة تمدن وعاءومعكم1 15 تإممة .0 ,8 عع مدعا عصته2 عوط 1ا14/6 وصنه" ,طعنظ صعبعغة قصة رون طلتطءة معتوقع[ ,صقطعن1] نم5 (20) إذانا بأ20 ومأومتطمة8! "لمعصمم عملا مذ عمناءه/1؟ أه ععلوط طونك] عط" :40مه0 5,204 1 ,6 عقن[ جاعع اهملا ببعل وتلق عاطتمتجص]آ عطك” بمقصلان5 طفعمدة (21) -تصقظ وعمسطق تمطقة ضؤثاآ ذه نوعلا 12 معلف" بأقسم]! الدزصث لصة عل ه81 منود (22) 4 ,7 12 رمعتتعسف ومعع25[ ألم "رصسقاكتمقطولمف صا وعمدظ8 ذنا جره أصدم تعد إصعة أمماعباطتالماط ,عءلعققطت (23) موصعءظ ممع“ ,تطعلقطة لف [ءملو]8 قصة ملأءوتصصمت محدنة ,متممعلدت ستاوكةطة]' (24) ع0 بومعشمعه ”مصاع طمقاع8 للمسة ده 4لعناءع8 105 ناسدىء5 عتكمصره امنا أعقط 2 ,17 ععناهما سواط عملا موءأسعصم فللماء1 امعصبمو2 معلة اماعط“ ماءمتتمطة ممت" (25) ,28 تإق]/8 رمملد؟ "سفامتمقطوكة صا ووماع صمت ودمقلة أمعع3 لمةسعصتطء .10 )2 ,2014 معو8 جزملا مقطملصف كل صا لإق11 رعمصدعوعءط2 115 نط طعنظ ع8430” بطملةة؟ صداءع<آ] (26) 4 لعن طاتصععع10 ,وع مسقا" عأرملا علط "بعسطيظ ستمامعع ملآ له (27) في الأشهر العشرة بين يونيو 2009 وأبريل 2010, قتل 260 من العاملين لدى شركات عسكرية خاصة وظفتها وزارة الدفاع الأمريكية في أفغانستانء في حين مات 324 من الجنود الأمريكيين. أناموع ونا 00 مطلوء(1 تمأعقخاصه© مهاستمقطولم أه قلع لصت" ,أمناات متاكي[ مه531011.6 غ3 ,2010 ,15 بإلناز مصملة5 "بلع .2010 1126[ بأجممع1 م أو عمداوط 115 "رعصآ رلعولعة/اك” (28) هناك تقارير أخرى لا حصر لها وصلت إلى الاستنتاج نفسه. فعلى سبيل المثال: في أغسطس من العام 2011 منح الجيش الأمريكي عقودا جديدة قيمتها أكثر من مليار دولار لشركات لأداء مهام النقل العسكريء. وذلك بعد اتهام شركات أخرى سبق توظيقها لهذا الغرض بتمويل مقاتلين. اع م1 دسماوتممطوكم صذ ماع مهمه كلمديكف نم1811 115“ رقصدامك؟ عدا معمدكر ,16 أقتاهتلة بأقه2 دمذمستط ملآ "بوأضعع كناقصا مسمء؟ برديوم بإعممابز

301

رأسمالية الكوارث

وثمة تقرير آخر صدر أيضا في العام 2011, وجد أن «أموال دافع الضرائب الأمريكي كانت تُحول بشكل غير مباشر إلى حركة طالبان بموجب عقد قيمته 2.16 مليار دولار لأغراض النقل والذي قد مولته الولايات المتحدة. جزئيا لتشجيع شركات أفغانية». هط معط ممختلللة رسقطتلة1 طاعودعظه فلن ومتطلعيص1' 05]” وعدملا 102 معتمك] -ع155ل8 م21 .2011 ,25 تإأنام راقو تاماوستطمة/! "رنعلساعمموت مماد هودع القلاا "ركلنة ممقطولة ع0 متلا 10 صسدعومعه بعمعطبرملة 10 5لوم8" ,تستلقط .2012 ,10 لإمقتصطء1 بلمتعناه[ أععنة5 1 «#عطتصعت110 ممملاولة بسوطتلهد]' عط كلصلة 5لا عط عوط" كوم تمورمة (29) .2009 بعل اجوة ومع طءموعوع1 ,عمقصسة0 905 116010 مسقطوكف مم1 ,لصفتللئه187 800 (30) 22 لإلداز رقص علوملا عدد لا يحصى من أمراء الحرب المدعومين من الولايات المتحدة لديهم سجلات مروعة في انتهاكات حقوق الإنسان: لكن أيا من هذه الفظائع م يُثْر اتزعاج القوات الغربية في معركتها ضد اللتمردين الذين يعارضون الاحتلال. إذ إن القائد عزيز الله وعبدالرازق هما اثنان فقط من بين أمراء الحربء وعلى رغم اتهامهما في جرائم قتلء وابتزازء وتهريب مخدرات: فقد حصلا على ملايين الدولارات في شكل دعم أمريي. ماضة]] لعموع] أومكل8 عط بجطلالا نمو/ل؟ مانا كأمةمتمقطوتف" بامتقمع هدنت مستلنز مكنكلتف ناعنط ه84 .2011 ,4 معطمه0 ,عصسصك1 "للف 5نا 3 15 أعأولط ممصمع8 1 تةعطصسعبته5]1 عكمقلامة "بتمطمقصم ا جز مداخ عن" أخبرتني هيلا أشاكزاي. وهي عضو مجلس الشيوخ من إقليم أوروزجان الأفغانيء أن أمير الحرب مطيع الله خان يسيطر على جميع الشركات العسكرية الخاصة في منطقته. وأن القوات الأسترالية المتمركزة هناك «توافق على ذلك». أجرت صحيفة «نيويورك تاممز» تحقيقا صحافيا بشأن مطيع الله خان في العام 2010 ووجدت أدلة على أنه قد ساند متمردين وأنه كان يدير شركة عسكرية خاصة غير خاضعة للمساءلة. 2168# ”رع عامط سقطوكف ده كللتد8 العم اعدللا ,نف 115 طغنتكلا” ,ومتللز8 معنم د[ .2010 رك 26ناز رقع لط" علوملا رققع 29 بوالسرع جعتمنا اأعصرمن مالظ رقعقطا]) وتم عوكلا عتهنرمم ره بتعهدز5 18 2 (31) 0 ,(2008 31-2 .نرم ,.هأط1] (32) ...156:0 (33) .8 رمللط1 (34) حقة وموم 115 عتتمكة بإلاعنن0) أقط معصلتاعتة غأعوطمدمن عط1ك” بلعع8 صطهرز (35) 2013 ,2 نجقاا عتاوط سواعده ",لعولا علا وعم وعامة 4 ,.تط1 (36) علمع06آ علج ماع هددمن 510-ه21 وعسصنامك” علنط1؟ عسمموطللزظ وسمنتامدةا 115" (37) «ع0 86 ,2011 ,2 ععطسعامعة ابجوا! لإعومصع 2[ "بسهاوتمعطولف ,وهء1 مذ عويلا 014.0 12:(711 1170 (38) خطاب باراك أوباما عن المشتريات, 4 مارس 2009. الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض الأمر يك ؟مع.ع مط تاه “قحاه1للا8 مامة8آا 115 أبومل! وعومموسع<آ] (39)

5302

الهوامش

بجع[ "رققامتسمقطواف مت رع علمصسععوع2 :غ801 بوعلط ج عداءماص8" رعصهللا 4مه,حلظ (40) .2015 ,14 لتتقناطة[ رقع دسا" عأعملا

رقا كتمقطع لف صأعدنا عنا نا عع معدا ععنده 50101625 لعنتج ناودع ص1 تدعق 2115 (41) 2012 ,21 لتعمم رممعءط لعأوووقة "مذ 103:3

"بصةأامتسقطوكف صذ عاطم قدمططط رهساوومءت لصة 5تمزة/ة مارممع 12060" (42) 0 ,21 عصسز رعقوعءاء قوععم ٍصة© «كانت هنالك خطط لنقل مدمني المخدرات إلى مرفق في «معسكر فينيكس .وهو موقع واحدة من كبرى القواعد العسكرية الأمريكية في أفغانستان ,»«ندء هام

روبباء 1 880 لماصو ممأعنلئم وصص٠©ط‏ فطل ,ممنمتمقطولف" نصنقة0 علطذة' (43) .3 ,10 امهم

ل لانقجات م لنه8 81015 105" رو طدعوم] ببحم واخخدكة لصو متطسة .[ دمعتلمق (ج4) 2 ,26 نقة11 رمعسا" علزملا بعاة "رتم0 ممطولة مذ

كستلامة "ع5 مععدا؟ د عمعلهكة عط تسداكتسممطوكة" ,كمتلتف معتط مك5 (45) 4 بك «عطمعءء نآ ,عناماة5

(46) الدور الذي تؤديه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في أفغانستان يظل غير معلن إلى

حد كبير» لكن إخفاقاتها واضحة. ديفيد رود يكتب مقالة في مجلة «أتلانتك» حول الجهود المشوشة التي تبذل في إقليم هنمند من أجل تشغيل سدين كبيرين من خلال مساعدة شركات أمن ومقاولين من القطاع الخاص مع وجود قدر قليل من الفهم الثقافي أو السياسي. كه عرزلاه]1 عط ع5 سه (وعتمعصة عاأنائط' وممامتسقطولق عأمللت” علطم لتود] 22 عصتاز عتأاصقلاة "وما أمظ ]1 وقد نشرت صحيفة «ماكلاتشي» ومعجهموبع21 برطءغ21612 بعضا من أفضل التقارير التي تناولت كيف كان مقاولون تدعمهم الولايات الملتحدة مسؤولين عن بناء مكاتب, ومحطات لتوليد الطاقة, ومراكز للشرطة كلها نيت بطريقة رديئة؛ بينما كانوا يبالغون في الأسعار التي يتقاضونها مقابل العمل. ناه" 10 تإعمه1/4 عستاعصصيظ وعة >1 105“ ,دمسوطمعدوتلة صوئط فصة عماتزة1 ودسقلة 2 مععةة! بمسخطمعودلا! مملط :2011 ,12 بلس وجطعتمامعكة "ممء زوط ممطولة لعاط تإلاومن) ععمعظ ماع زمع8 لبها" جزقلدها .5 ممطاقدمز قصة كماترة] مكتممة8 ,أعطوماة ترهء .عل جك قاعع م غة طغوط 20117 ,12 نولسز جرطءواءعك34 "رتنا رضهاكتممطولظ :مل وربما كانت إحدى أكثر القضايا الصادمة هنا هي تلك التي كشفت النقاب عن أن مستشفى كانت تديره الولايات المتحدة في كابول كان به أوضاع «شبيهة بمعسكرات أوشفيتز» والتي قد حاول مسؤولون أمريكيون كبار التستر عليها. "وم لمم مذ ]-عاتسطعبنة غه تاعهم0 قلدعجع عامعط لفمماكدع جهصمت أ ,2012 ,1 غأكلاجناف ابول عد مصعط “ملمغتموم معطولف لعلص3-2نا )2 010 عه مجع ل. 4 ,28 أقنونتة عده)5 ومتلام8 "المتطم1 هذ معمة؟ أقمآ” ,كملتف تعتطهلة (47)

(48) غثمة رد معتاد من وسائل الإعلام الأمريكية على فساد مزعوم في أفغانستان وهو إلقاء

اللوم على الأفغان بسبب إخفاقهم في تنفيذ خطط أمريكية مضمونة. أله مقطولة عاطوع ئس“ برعاءه8 سسقطديه لمة يمةطمعوم8 بعطتتملة 2 ,7 لاأءعها/ة ,دع صخ" عاعولا بعل "مروءغدى 5 05] ومتععمصها1آ.

5303

رأسمالية الكوارث سُلْط الضوء على تناقض كان قائما في قلب سياسة باراك أوباما تجاه أفغانستان عندما اكتشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أحد مساعدي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي كان قد الهم في جرائم فساد خطيرة وقت أن كان اسمه مُدرجا في كشف رواتب وكالة المخابرات المركزية الأمريكي (مي آي أية). -1 تنه متهن صل عللة تدمعم؟] بوعكلا ,لاع جه1] عاممك/ة همه مصن111 مجع 0 ,5ض اأقتاعتلث ,رقع م1 لعولا مرولة "رشان مغ اععلصطا 15 بستنان. كما تضمن تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية في العام 2014 تفاصيل عن أمثلة لا حصر لها عن ممارسات التعذيب التي كانت تنفذها قوات أمريكية ضد محتجزين في أفغانستان» والتكتم على جرائم؛ وقتل مدنيين. ورفض إجراء أي تحقيق بشأن أي من هذه الممارسات بنحو سليم. لكن تقرير الإدانة هذا حظي بتغطية قليلة نسبيا لدى وسائل الإعلام الدولية. كما كشف تحقيق أجراه الصحافي ماثيو أيكنيز في العام 2014 أن ميليشيات مدعومة من الولايات المتحدة كانت متورطة ف جرائم قتل واغتصاب وانتهاكات أخرى مختلفة. فقد أخبر قادة هذه المبليشيات أيكينز عصئعلتة دعنطاغدك/1 أنه. على الرغم من هذه الادعاءات المختلفة, استمرت الولايات المتحدة في توريد الأملحة وتقديم الرواتب للميليشيات. لف "بمقانتمقطولف صا عامسف عمس 8411115 لعاءعد115-8 شه" ,كمنلنة معتطكوك3 4 ,23 نإأناز ممعتوع دسم ورمع هد[

(49) بعض القوات الخاصة الأسترالية والأمريكية ستبقى في أفغانستان بعد العام 2014 للعمل مع وكالة «سي آي أيه» لاستهداف «مقاتلين», لكن وضع وقانونية هذا العمل مازالا غير واضحين. 2 ,15 تإهاا مصقتلة عاقسسة "بصمناتق مها ع تامع ف" رده5[مطعذل؟ مملمعرظ.

(50) أصدرر ت شبكة محللي أفغانستان علتوسء!5 5 ورلهصةق سمائتمعطواف عط1 تقريرا في أكتوبر من العام 2011 تشككت فيه حول صحة الغارات الليلية التي كانت تشنها قوات المساعدة الأمنية الدولية «إيساف» (التي كانت تطبق ما أسمته استراتيجية «القتل أو الأسر»). وذلك من خلال إظهار التقرير كيف أن مزاعم حلف الناتو عن قتل قادة الميليشياتء. كانت تنطوي غالبا على كثير من اللبالغة - ذلك أن تعريف كلمة «قائد» كان «واسعا جدا بحيث لا معنى له».

د ع8 برهط/ة' سوؤمتسصقطوكف صا سمطتلة1 أقطتهية و5وعععه5 منولك" مععدمدظ8 ممتاتز

1 ,13 ععطمع0 ,سقتل عقني "لعتأمرعوعة.

التكتيكات الغربية لمحاربة التمرد في أفغانستان تعد تذكرة «ببرنامج فينكس» «ذهدءعم0ط5

سهرومء5 في حرب فيتنام؛ والتي أدت إلى تعذيب وقتل أعداد ضخمة من الفيتناميين

باسم محاربة الشيوعية.

1121108 ببعل؟ "تسمعومء وصتالة؟1 ع51-سسمماعل؟ نلوساسة" ستمصدم؟ مع[

تدمع 21102 اماع25 غ2 ,2009 ,12 نإقا/ة.

تواصلت عبر رسائل البريد الإلكتروني مع ضابط أسترالي سابق برتبة مقدم يدعى بارى

بيترسن 26162565 [8311, والذي عمل مع وكالة «سي آي أيه» في فيتنام لتدريب سكان

محليين كرجال حرب عصابات للقتال ضد «فيت مين» طدتلا أعذلا, وما شرحه لي هذا

الضابط بالتفصيل يبدو مماثلا إلى حد كبير با يفعله الغرب في أفغانستان: ألا وهو تسليح

وتدريب متمردين على هزهة مقاتلي طالبان. ومن ثم الفشل في هذه املهمة.

5 0ع116 0 115 كملظ مماقتسة حاوف مأ برمتصة مستماع8" ,ستطسه .[ وووتلق (51) ,28 بإلناز رقعحصة؟ عأعملا بعلم "فوط

5304

الهوامشس

#سنتدء1] 5[ مدأكتممطوتف هنا وم وا 15 مده مولا عط1” ,معموظ لتكةنآا (52) 04 ,3 معطصرعءء لإعتاوط مواءعه! ,رونا

غأه ممغودعصء © عسصنل لم8 خصدج1آ ممكدظ عط له وعوء" ززع م8 سقطدت (53) .3 ,11 إمقتمراء18 عع ص1 عدولا جبعل< "رماع تلماة مقطولة

-أوط مواءءه] مللو أقنم”" ,سمتلهعماطا لوووط لصة لنصر!ط ”قصمسة8"* وكتاء1 (54) 2 ,2 ععطماء0 جع1

بعل رطمدكت هآت غه للنا8 فعد8 مم0 م015 اتمصييكا" رود معدم #عطمهكة (55) .013 ,28 لتنرجف ,قعص" علوملا

عم مماداه8 88102160 ده أعنج0 وعه© برإاصع04ن5 1015“ رمع طمعوم1 مجع ط لد (56) .5 ,29 31111337[ روع حصت" عأعملا بوعكز "روعععو سقطع

مقاطعة وارداك لاتزال منطقة متنازعا عليهاء حيث يستمر نفوذ حركة طالبان. والعلاقة بين (57) .القوات الأمريكية والأفغانية هناك علاقة مريرة,. حيث إن الثقة مفقودة تقريبا بين الجانبين عم لسة مسقطولة معءساعط قنع البكمدءظ8 و عممممع8" ,متطيظ ددكتاتة ,2 ,24 معطمء0 روملط ومس ملعملا معل7 "رقص

(58) وجد تقرير للكونغرس الأمريكي صدر في العام 2010 أن مجموعة الوطن قد قدمت رشا

يلسؤولين أفغان لتأمين خط إمداد حيوي لقوات حلف الناتو في جنوبي أفغانستان. وأنها قد دفعت أيضا أموالا إلى حركة طالبان مقابل عدم شن هجمات على الطريق الرئيس. ر5مع 28 تعنم ودقة "نقصم! 4مل1' ممسظ لإتسععة صمطوكة ندتاعءداة 05" .0 ,9 ععطمطروعء 12 وقد وظفت مجموعة الوطن محامين بارزين لتسهيل علاقاتها مع الحكومة الأمريكية. ومع ذلك وثّق تقرير نشرته «نيويورك تامز» في العام 2013 شركة أفغانية أخرى كانت ترتبط بعلاقات مع طالبان والتي كانت لاتزال تتلقى عقودا أمريكية. وهذه الشركة. وهي «زورمات جروب» م01010 عبج نفذت أعمالا فق مرفق تسيطر عليه الولايات المتحدة في الوقت الذي قد تبين فيه أنها مررت معدات لصنع القنابل إلى متمردين. -عه للناة 1165 أصعع نامآ طختم معتمةجصطه © ممطوكف" رععطمعدمظ معط لماز ,2013 ,12 لعطصصعتحه]! رقع مسا عاعملآ بوعل< "رماعوتاصه 05] عكاعع

(59) يخبرني زبير أن خرافة روجت لها وسائل إعلام غربية هي أن حركة طالبان أرغمت

النساء على ارتداء البرقع إبان سنوات حكمها. وهو قد اعترف بأن طالبان شجعت

النساء على فعل ذلكء لكنه يقول إن ارتداء البرقع من التقاليد المتبعة هنا والتي

ترجع إلى سنوات عديدة. وعن ذلك يقول: «بعض الفتيات [كن يرتدين] البرقع أسوة

بأمهاتهن اللائي كن يفعلن ذلك في حين لم ترتد أخريات البرقع لأنه مم يكن له أي وجود

في عائلاتهن». ومع ذلكء فإن ما زعمه مدبر شؤوني يتعارض مع أدلة كثيرة على أن

طالبان مم تتسامح إزاء أي استثناءات بشأن ارتداء البرقع.

سقصدة] "بروعغدنة5 متطونر وصعدصدم8؟ عاولعلعة للنامطة 115 نصوأمتمقطوكة"' (60) 2 ,19 اعطمك0 بطعنوة؟ ماطونع

(61) ادعى وزير الدفاع الأفغاني في العام 1 أن دعم الجيش والشرطة في البلاد سيتكلف

خمسة مليارات دولار سنويا - وهو مبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف العائد المحلي لكابول في السنة السابقة. فوفقا لأرقام البنك الدولي تأتي نسبة 97 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان. البالغ 7 مليار دولارء من مصادر أجنبية.

3865

راأسمالية الكوارث (62) صرح السفير الأفغاني لدى أستراليا لشبكة تلفزيون «أيه بي مي» 80 في العام 2011

بأنه ما من خيار لدى بلاده سوى استغلال ثروتها المعدنية, وأنها تريد التواصل مع شركات أسترالية مثل «بي إتش بي» 8112 و«ريو تينتو» مغضذآ" 810 للاستثمار. "بتصوه8 عمتملاظ امداق ك1 مغ ماع81 كأصدلا ممامتمقطولف" ,لإعدرمت سداد 1 ,19 دومع دا رومتعع8 لسبامعجواعة8 4 ,15 عظنا[ موصتصعه1] وعصمكة "مااوممع(آ1 لومعصتك8 أسهاوتمعطولة" (63) ملقهتناه[ أع52 الها “باناه1ات مقطولة هلآ للنتد8 مسمنمقعآ“ ,اأنطوةط نط4 مك1 (64) ,25 ع طماء 0 مصتكة عم1 أممدمصناك ده 0ع0عع51 مملععطن ,عصدمعكء16 أدمه8 تف صهاوتسمطوكة" (65) ,9 بإأنال عققعاع؟ تقعطم ,تامسسقلطل8 معنا #مأقد5 ممععم0 كننه1 عد من الصعب أن يكون لدى الرء أي ثقة بأن الزمرة الحالية من السياسيين في كايول سيتعامئون بنزاهة حين يتعلق الأمر بالثروة المعدنية في البلاد. ففي أكتوبر من العام 2, أعلن وزير المناجم. وحيد الله شهراني» أنه سيطرح بنحو علني 0 من عقود التعدينء وهو أمر كان يمثل أولوية. وعلى رغم أن الولايات المتحدة أشادت بالوزير الأفغاني لإعلائه هذا الإجراء. فإن خصوما سياسيين دانوه .في الداخل -015آ فلتوعع2آ اأعوعاصهت بمتمتل]" رع طصعدم] بعطتقوك] اسه برإعاوده8 مقطو 01 ,15 تعطماء20 بقع صنا]' اهملا موعل8 “يسهاعتسممطوكف مز لعومك

(66) كثير من الشركات تزعم إجراء مسوحات عن السكان الأفغان ثم تبيع هذه ال معلومات

لقوات غربية. وأحد الأمثلة على ذلك هو شركة «جليفام أسوسييتس» «صتصهات و0 التي تعاقد معها الجيش الأمريي لمساعدته على فهم السكان المحليين بنحو أقضل. بيد أنه ليس ثمة دئيل على أن هذه الشركة, التي لم تكن لديها أي خبرة سابقة في أفغانستان, قدمت فيما مضى أي معلومات مفيدة.

عمتمهعهااأ ممصا "عممة مدلا 2 ماعع6 01 مه لعمعم0 1 برم1ط"* نغمره[ اندم

2 ,2011 ,7 عع طلرعامع5

(67) تقارير لا حصر لها أصدرتها قوات المساعدة الأمنية الدولية )إيساف( حول نظام

التضاريس البشرية وجدت أن السكان المحليين شعروا بأن القوات الأجنبية لم تظهر حساسية ثقافية تجاههم. وأن قصف القرى كان سببا في تأجيج المشاعر المناهضة للحكومة. كما أن إنفاق ملايين الدولارات على هذا البرنامج يبدو أمرا غريبا حين لا تكون ثمة حاجة إلى بحث جاد لمعرفة كيف سيكون شعور الأفغان عند تعرضهم لهجمات يشنها غرباء.

(68) كان أول من كتب هذه القصة الإخبارية الصحافي جيريمي كيلي “إلاء؟! بإددء:ء[. وقد

نشرها في صحيفة «التاهز» (65تطة1) اللندنية, لكنه أعطى تفاصيل قليلة عن المعلومات

الاستخباراتية للخصخصة.

"قطادص]' عمسم ععفزظ فاط ولاع1 عاتمماء81 تزم5 مقطوتلة” جرلاع! بتصعيب[ 24 تع مم81 ,ع1

(69) شرحت وثيقة سربها موقع «ويكيليكس» وجود «قوة المهمات الخاصة 373» عامة]'

3566

3 مع802, وهي فرقة اغتيال تديرها الولايات المتحدة في أفغانستان والتي كانت لديها قائمة اغتيالات تتضمن أكثر من ألفي اسم. وثمة اعتقاد أن كثيرا من المدنييئن قد كانوا ضحايا لهذه المهام السرية.

الهوامشن ,19 أكتاوناق ,دامع طأعته مسلط ٠دده؟'‏ "عمة ,قرعامسطسها/ة” ,عع زنع مقط جقلة8 ماوع طعغةم 022015 31 ,2010 كما تعاقدت وكالة (سي آي أيه) مع شركة «بلاك ووتر» في أفغانستان لإدارة وحدة .للاغتيالات. بدءا من العام 2008 ه صقا معطب ممكة عطا له لمدسمعععاءد8 وستظتسع!' عط1“ كعملسء لعل مدمت 2 ,18 نولنا[ عنتتصقلة "تنا ممتاممأممدوقة غات ,صةافتمقطوكم صا معصتلان1 لعأعوعة؟ زه أكنآ ممتطن10 ىق :كامتآ هقطن" (70) 2014 ,28 تعطتدععء12 ,اعوعامة 4 ,18 مقطصععع12 ,ودع متمدظ عي طصرمم81 ,لقطممكا8ة طازن80 (71) 2012 ,28 مءمماا مممنغواط *رءم:و17 مدزمعا 05" ,الما .381 .5 (72) ش© كه كاتماء2 طوع8 معزت 105“ بطعلة؟ صقاءء1 لصة الاقف عقلة معبوط (73) لإمقصطءة ,مقن عقنت "بأتتمأممطة5 سوامنلو2 صذ صعكة وسكة 101160 مط غمعوة 1 21 ظهرت أدلة في أواخر العام 2012 أشارت إلى أن ال «سي آي أيه» ووكالة استخيارات الخدمات البينية قد توصلتا إلى اتفاق في العام 2011 يسمح بالنقل السريع لريموند ديفيس إلى الولايات المتحدة مقابل تخلي الأخيرة عن التحقيقات التي كانت تجريها حول مديري عموم سابقين لوكالة الاستخبارات, والذين زعم أنهم كانوا متورطين في هجمات .العام 2008 الإرهابية التي وقعت في مومباي ر3 ه7165 ع1 "بلوع17 تكتستتصصد] [كآعشآان عطا كه عرعمغة علأهما قطة” كتلط عتسرق مكاح .تتتوع. تلع ع طا غة ,2012 ,21 معطصععء0آ1 كه نما" معلصتا عنوععم0 قعتصوم ممم اصتعع5 عأوطلوط" ,تناو 51001 صمدسلة5 (74) 2 ,25 طءعهالة ,عصمسطتما' ووعمدة "ماسر عا )2 ,2012 ,8 طعمهاة ,وسعلة غط1 "وو ستفاظ وامتوع5 علوحاوط” ملوصطءة5 تمدى1]1 (75) مكاح .تمع وبع صعطا -0غ15آ1 10 أدء5 +20 أمظ مط معمصع مم8 وطددات معطتبط1"* ,لعقتللتاعظ متممكة (76) 012 ,7 لإمقتواع8 و80 ررم أومتطعة1] "يقةعقتلةط صذ عر (77) كثير من عقود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في أفغانستان تنفذ بمساعدة شركات خاصة ربحية. وهذا الوضع يعد مماثلا فيما يخص المساعدات الأسترالية. والتي حامت الشكوك بنحو جاد حولها حين اعترفت قوة الدفاع الأسترالية في العام 2012 أنها قد أنفقت ما يربو على 255 مليون دولار أسترالي لي يُسلم مبلخ 27 مليون دولار أسترالي فقط من هذا المبلغ في صورة مساعدات. “لللظ مسذك25ة وعخناءط ابطم1 0) لنة4 قص27 “دموامطعللة صولمععءط 2 9 ل#عطماء0) ,رسمقتلة اقتلف. في العام 2010, أعلنت أستراليا أنها قد أسندت عقدا بقيمة 20 مليون دولار إلى شركة «هارت الأمنية» اع ع5 +132 لحراسة ديبلوماسيين ف كابول - وهي قيمة تبلغ ضعف التكلفة التي دُفعت إلى شركة سابقة لتزويد هذه الخدمة؛ وهي «شركة السيطرة على المخاطر» «زناه:2) اولظ [معغصمت. 58 ووققطصرظ ومنل مهت ؤه غ0 املس وممهه15 ممتلهئكنسة" بطعاع/18 صهاتاطا 0 تعطصرعءع1 ,للومعط عمستددمك8 برعصلترزة ملماطمقكلا صل 2 ,5 #عطتوعععء1 بطعصاظ اتعتصناه© "بمقامتممطوتق ص لللقذنا* مسقطةع0 علنوا8.

367

رأسمالية الكوارث أدليت بشهادتي أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأسترالي حول مستقبل المساعدات لأفغانستان في ديسمبر من العام 2012. أقتل افده ده عع انسدره© عأقمعة عط عه ععصعمابظ جالا” رماع أمدعبوعمرآ زمارمم ».ملعأ قرع تووع28002[10 غ3 "يمقاكتمقطوكمف ص مسوعومء2 غمع حممماء ب 2[ ممعويء01. .2009 ,23 اع طصع :810 بمم ها "رسفافتعلة2 ماع18 05] أمععة عط" بللنطقء5 ترسعع[ (78)

(79) غالبا ما يضطر المقاولون إلى مواجهة مخاطر أكثر من الجنود. كما في حالات نقل البضائع والأشخاص. والبعض منهم يدفعون الثمن الفادح مقابل ذلك. فغالبا ما تتفوق الضرورة التجارية على الأمن.

(80) في العام 2006: قدرت صحيفة «العصر» (عهى 156) أن ما يتراوح بين 200 و300 من الأستراليين كانوا يعملون مقاولين في العراق. عقف عط "رودعآ مذ ومع1ل1ه5 عنوعاءط :لإلوع8 لصة لعصعف" رفتعمم عل 21 عاعلقلم 56 1 رتنا[

(81) صرح مدير سابق لشركة هبي إل بي إنترناشيونال» 0281قصمع)م1 281.5 وهي شركة تدريب خاصة مسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة. لإذاعة «أيه بي سي» (80م). في العام 2007 بأن صناعة الشركات العسكرية الخاصة كانت تعج ب «مشغلي رعاة البقر». مشيرا إلى وفاة اثنين من الأستراليين في العراق كانا يعملان لدى لشركة «بي إل لي».

”820105 80م قنماء هتاه وشاعة1 نتعومة[ اخطوتلاطعئ1آ1 جدع[ا صا قطنوء12 7 ,16 تلن[ ج100 ل1عمذةا فط1.

(82) صدر حكم بتنفيذ عقوبة الإعدام ضد لانجدون في العام 2010 بتهمة القتل, لكن هذه العقوبة تغيّرت إلى السجن عشرين عاما. ويزعم لانجدون أن تصرفه في أثناء الجريمة كان دفاعا عن النفسء ومع ذلك دفعت أسرته تعويضات إلى أقارب الضحية؛ الذين قبلوها. ولكن لايزال من غير الواضح حجم الدعم الذي قدمته الحكومة الأسترالية إلى لانجدون. وما يبدو جليا هو أن نقص الاهتمام الإعلامي بهذه القضية يؤكد غياب الشفافية في مجال التربح من الحروب.

(83) معدل الانتحار بين العسكريين الأمريكيين العائدين من الرجال والنساء مرتفع للغاية. فثمة اعتقاد أن جنديا واحدا في الخدمة العاملة ينتحر كل يومء في حين أن استحقاقات العجز والإعاقة الناتجة عن الحرب في العراق وأفغانستان تتجاوز التوقعات. حيث تصل إلى تريليونات الدولارات. رعقناط 1 ملومع11 لقسمناه سمسعتس] "رععدع ]51 أمنوع ةعتم مصوت خ“ ,وعطط[ز8 .[ ولساآ 2 ,18 بإآنال.

(84) فضائح مختلفة تورط فيها مقاولون في أفغانستان قد ظهرت منذ العام 2001. وفي العام 2012: ضبط موظفون ذكور يعملون لدى شركة «خورخي ساينتفيك» م7028 ع#ذادعك5 ظهروا على شريط فيديو وهم يترنحونء» سكارى وشبه عراةء وذلك على الرغم من الزعم بأن الشركة تتبنى سياسة «عدم التسامح» فيما يتعلق بإساءة استخدام المواد ا لمخدرة. وقد نشرت مجلة «ماذر جونز» 0865[ «عظا510 قانئهة تضمنت بعض أسوأ الإخفاقات التعاقدية.

317 1[نقة8 ؤوعه؟1 10 عستا للف عط1” ,ستعامماء18 سحقف

6650 طلأ0 22 غ3 ,2011 ,2 عوعطدمعاجء5 ,وعمم][ معطاهك84 "رمع لعو ملصمه8. للاطلاع على قائمة تتضمن سوء سلوك شركة «بلاك ووتر»». انظر:

5338

الهوامعشن عاع813 دعل15 ع0 لصة 'عع0108( #مطك 46آ] بمعصع لمعت" جلمهت تنطمر عمدت ”ومع امعط ععةمصمظ ابرإممصهن) عاصكة" مسة ,ممص نآ رتعكوم صتوء عع تمع 2 ,2011 ,13 معطدعععدا. عاططن8 عتدمممعظ خلنطما" ,ععءم1؟ مقطنولة مصة تمعهمقاة ماتمعطوسملة (85) .4 ,12 عتننا بلقصمده[ غعع5 8/2[11آ روأوتناظ (86) مع ذلكء تتحدث وكالة «مي آي أيه» عن المحافظة على قوات سرية في البلاد لمحاربة أعداء مفترضين سنوات قادمة. عتلاستخصه0) 10 قتقطوكة كه وغتضنا أرعبوو مصنوا" خا" رطكتلدعجةت 5تلاتاز عاممكه عنم :2011 ,20 تجتنا كمعلدعءمع4ه1 "بمدطئلة1 أفصنتدهة غطواظ عطا د مصداط لصة دععده8 اهاعم رفكت عط #طتلتطمتصدامععة اتامطتتم مولمك ,2012 ,2 معطمعء0 باممسطع]ة كا ورلقصق سمامتمعطولف "عسصظ كمهامتمقطواة .5ق ته -مةاعتسةطاوكة )2 ملاع دا لأقطوعه6؟ سواكتسمقطواقم لممعدعع بمعمقدذ لماععمة ,معلامهة5 صطمز (87) 4 ,12 ءءطمعامء5 نؤطنوعء ختمتا وورماععممء0 غ2 تاعععمة ,17 ععطامعء0 لعتاه2 مجواععه] "قنك لمعناط مسواعتمقطولف” ,كصتلتف معتطكهلة3 (88) .2012 4 ,1 ععطماء0 ,وفص علدملا ببعا< م1لذظ أسمامتمقطولف وستجردط* (89) ة عماوملط5 وعتبوع8 2015 برط لةاتمقطوكق مستحدع.!" متممعاعيات ععطاوظ (90) 2 ,20 لإأناز رع ألاء!1 "مع التطتكا 7 بوط معستقاصم 0 عتسعطواة «مروبين ع3 روا 7111لا :(2014) مممغقصطن برصول؟" ,متاغناظ مقصمط1 (91) 01.قاواجلفهصة-صماكتمقطع)ة غه ,2012 ,25 تإهكة كعم بطءل8 قاأكتزلهصم ساد -صع معام[ كه قأمطلةمهدة" ,قلع بولانام1 أعوة لصة 2مع1زز8 تهنا عمتحهكة (92) معموأعاممة علموعء2 ك5مواكتمقطوقة أه كممووع1 0أءمعوعلمتا عط صمل عقطة-مةأكتسقطولة أ ,2012 ماءهجاعل؟ قاو لوقصم مةامتسممطولف:(2001-2011) 17515.01

الفصل الثاني

ألضة ضوع تزهطتاظ رأعصمتدا! كه أمعسعع مكلمآ أعمعتطط نه بممتامعاء عاتمقعل ص1" (1) .14 تادر ,وععو عه عم مدهت عاععين "عتما لحممتتفصعام1

صسمصسسة؟ "ممم تلكدمك علأمسسطفق ما مأتمموتلة وعوممظ برعدعهف 1062ه8 :نا" (2) ,21 ععطصسعاصةة5 رطاعنهة؟ تخطون]

-841 لموع111 زم ومنمع© سمنتامعئء بول سعم0 مأ ععع226)" بطائحدة معلعط (3) 2 ,30 طععقاة ,سمتلمقن0 ,ستسممعيع (4) في العام 2014 أدرج «مشروع الاحتجاز العالمي» مواقع احتجاز يونانية في قائمة, راجع: .6ه زمءمدمقكمع ]6210ماع

عم[ "ععمم 0 مذ مسمتاصعاء8 عاتمقعقص] معو مأمفنع نسحم" ,800505 كتاماومصة (5)

10516185 34 ,2014 ,28 برقلا ععتمةة وقعم8 2غ1 ,

معاع2 لطلخصصون نه ععاتعن5 اعم سبك مه فأممموللة" بطلهآنا دمت عهلة ممتصدط (6)

مع طاكتاعصعفعمة 21 ,2014 ,12 عصدز ,طمتاومظ #عمظ "عمتصعت صمل

309

رأسمالية اتكوارت

عكناز ,قععع02) صذ م012 وعععداع! 102 ععمام نسصصهت طعنتآ مممنكولة لعازمل؟ (7) 4 ,19

-طنهت عصملنها! لعغلمتا عط م1 «دمؤوعتصسطت5 طاعنهل؟ا ماطونه ممصباكم بععععين" (8) .4 ,24 طاعتقلة مطلعندة؟ مغطون1 ممصسسةة "بعسصعه!' أممتمية ععتدمر

أأهع1 وصداملا عد معط اا معمجفاط ضمت نقط/ةا وستمطة عععم02” ,دمفوك3 لتنوع (9) ,26 311317[ ,لتقلل مهقنان ",قعاقاظ أنه أكستهوم

لاكقلاققة[ ,وعتصلآ' علعملا ببعاة "بعمممغطوال؟ م026 مصتلصظ" ,ستممهتصس]! اننوعط (10) ,26

.205065 الامطااك؟ ومع ترممعه 20147 عتعمس] مسملمعء؟ موعدم ل إرم3ة“ (11)

هة لقمطلنات د ,رطنوء عط مغ غطوزظ 3 15 عععع02 وب وإمقصمع 0" روممدك8 اتوم (12) 15 ,9 لإتتقتصاعء18 ممسهمتلكعةي0 *,1115/ا؟ ذه طنقة[ عتسمصمع8

22 أتتصة ,سمسدعنماة بوعل2 "مع اماما متمووععنو؟ مقامم1" رهسصنلانك1 اعنصوط (13) 2013

(14) تقرير «منظمة أطباء بلا حدود» (إم إس إف) «المعاناة الخفية» يعرض تفاصيل غير

مسبوقة للحياة داخل مراكز احتجاز المهاجرين في اليونان. من خلال المقابلات التي تمت مع محتجزين تكشف «منظمة أطباء بلا حدود» النقاب عن اكتظاظ هذه المراكز بالمحتجزين, والنظافة دون المستوى المطلوب. ودورات المياه القذرة. وغرف النوم والحمامات المتهالكة: والتي تسبب جميعها مشكلات طبية خطيرة. الاحتجاز التعسفي يؤدي إلى مشاكل حادة للصحة النفسية.

“2014 ,1 لتقيف 15451 "بومصعكن5 عاطتعتحصة,

(15) تقرير مقدم من المجلس اليوناني للاجئين معمعداء2 عم لأعهداهت0 عاععر0 إلى لجنة

330

وزراء مجلس أوروباءممعباظ ره لأعصدم0 عط زه ومعاكتصزل/ة كه مع )اتسدرم0 بشأن قضية «إم إس إس» 26455 ضد بلجيكا واليونانء أبريل: 2014.

5 وطمطة ملمذ[ 'امعصع م84 منمنو2' :عمنلقوعء8 عطا مه عععء0" لإعتدعة] دو[ (16) 18 العتواا ,نل تقنسه رومع ممصمو مد

لاملا بمعع]8 “موصن سامت عمخ عععمم0 ص معمة [تطت مم34" بمقصعقلف مآ (17) ,17 لتدجف ,وعغسة1”'

014 ,4 تقطاصععء<آ رمامه8 غه ببعتع8 مملمم.ة1 صملا" ,ميقك معلسصموعلم (18)

101 مالظ ممعخدععط؟" طماة موقط دعلامن"* عمق مممعك1 معطمقات (19) 014 ,11 لقص ,فعدسة' موعصنمه8 لقمم ف دمعتم[ "معتصلله محصوعع ص ممع 141

-ماه معمعا معناظ عط مصة مممءع81 علعمد0 تعوموع1؟ مدزمع1“ أمقلة5 يع02 (20) ,26 3111137[ 113:7

4 ,3ض عصداز يدم غكلفخسصنة صم هلمع تسقظ ”هدوع طنة0” ,ممصدوط ومأاتساط (21)

,كلا ©م 84820 "بوببه 02 ذقع سكلدة 10 كخطهاءآ كه ععمعقطف عط مل“ ,قتعا معللعة] عاعز7ة (22) ,4 عصدر

60 غطا كاومجمنة تلصعم0 عبطت تملمطع0 عامعيقن عط1” بوططم©ط للعصو2 (23) قمعا نه ,2012 ,24 عصن[ ,كافك تامف أممجيت 1[ "بوسجوط©ط معقامن زعوتر 01 قوع 70127

-16 ,قال تاقنتق ا 0116آ وملكنهملصصدظ قرهغ5 قينه»0ا مع10ه0" مونوكة معصوط (24) 4 ,4 عأغطم ك0 روجعل2 585 "يعوظ أععلصماظ عومصصص][ 10 وعقيق

الهوامش

2015 ,27 لإلقلتطة[ بطع تقمق1 مصم]' ”*تعممعتاظ عدجقلام0 عط1” نعقع8 سطمل (25) تامع .لع شو م5 تزه أ

,2014 ,19 عصتاز بامتلجوصظ أعصط ”بعتهاة بوجوط-عم0' ماععة محوط معلامى" (26) نتع.لة تلعصعفعمء

علعملا مك11 "بمتكقددة مغ 1160 عومصتاظ دعم ممع أطوم عة1” ,رقصنوع خآ وعتلصق (27) .4 ,20 1/1377 ,و1122"

ععمقاة جللتط© عاتصوء 2 دزا ؛متلاع.آ لبها ومع[ عاععين" متاموسططعة5 0مقطعن8 (28) .3,5 بإمقتعطء1 بلموسصم8 "بأعةءةآ مه

تعقة كللهن ممتكتمصواوعظ. وماعة1 #عامتستا8 عسلط عاعععي"” ,طاتحمة مدعاعظ (29) ,4 لتدحيف ,مقنا عمجت "0206 مصوخو»©ط صعلامت قعل1م

4 ,1 مغطمغء0 ,مقنلمهن© جوعأوومة]1 عاعئه2 لسة المصسوء8 ععاعط (30)

-9[ آم "سوقاف امومئلكة عممعد8 بمخلدلة صا دسمامعع12* ,معلسصقمعظ8 معاعظ (31) 4 ,18 نزقلة رلمتاهصظ مرععع

صذ نط5 عوزواظط 171106 10دم2 ممنغمععم0 معلل" ,كنمقه] وزاماقمجق (32) ,2014 ,6 #طصعامةء5 ,ععمصعة دوععط ععأم1 "وعلاه [معادمت صم ومع نسم 21105116345121

-كاعء5 تسساتوقة ؤه عقتاطف مأ عبر لصناظ صعحطة كلهاء 08" ,كتلهنه2 كتامأقممة (33) معط اع وما عه ,2013 ,16 لاععمقطا8 رععامةة5 موععط رعكم1 "رو

عمقتصسط دآ أقجز غ210 15 تاصوععوتك14 كه مامتأمعاءط لعوممالمءط"“ ,تاعههف تمصوطا (34) لعطعة ,2014 ,11 ععطمء0 أموزوعط ووعوط "ع[نان5 مكلف 15 ,لدوء!!1 سه اع زونمقق21

تعاضة قأسمعوتصسد1 مماد مغ معتصعة عصنلمةة5 عممسيظ” ,كلهققه قتامغوممق (35) 6548.13 2قط1 غ2 ,2013 ,3 أ#طمتععع8 ,عم ع5 موعورط

-86 ورعلعو8 وعممعبظ عمنومانت" ,سسقطهزن متقرهان لسة متلهناه82 كتامأوممف (36) قلع قط غ3 ,2013 ,9 لإنقتاقتة[ رعء أتحرعة ووعو عاص[ “رووعمامباظ اا معطم

طعموعوعه م1 بوط عارمع2* ,مسصقطمان هتليهلنك قصه كتلهتاه8 قتامغومصق (37) أ.645 ,2013 ,11 لإتقناصة[ بععاطع5 جوعع8 معنم[ “قتمدعوتل/! أمصتدهة

لصصظ ومععمة[ لف "“تاظ صا مأممعع 381 عاعمحا' جمكة معممدة" ,كللقنه8 كنامأومجق (38) 0 11 عمعطاصعبهل8 ,رطونا

.2014 ,ك5 لإمقتصطع8 لتتبعء5 لحة ععقع 1811 "رعمآ وعصمعل مهمو" (39) (40) في محاولة لإظهار التزامها بالمسؤولية الاجتماعية للشركاتء تقدم شركة «جي فور إس» مساعدة مالية لمؤسسة «سفينة العالم» 18/014 عط ره على الخيرية في أثيناء والتي

توفر الدعم للأطفال والأمهات العازبات.

مصعت ومتخدعاء1 ره معمقاط عط لسة سمسمتمصسلدظ8! متلاععء 0ن" ,كتلمقتنه1 قتامأقمجف (41) ,2014 ,20 مم0 عع زووط مومع "رمتصةمع 1/1 لصة قأمقيع تصصد1] م10 قم .أعصاءة زمعمووع« معطااة

-6ة ,2014 ,24 نجلن[ رطمتاهصظ غعمةا "بعتم بوععبت8 عممعوعدظ ومم1' عمعع: 0" (42) ع طامتاعومم عم

غ45 ااءعآ1 عناطن© ملآ ممع عطعنظ عمف طعمعء؟ عط1” رمدتوع طعبع1 وتمسعمظ (43) ,10 26[ ممهقتلههنا0 "بروبوحرمق عماتمسنانوء!!1 15 1 أه

5301

زأسمالية الكوارث

302

حتامعظا أعنطن 7 عط ممع وملبان ه181 مستتمصسم سف“ وعلتعصط؟ للعوبوم1] (44) .2013 ,3 لإكقنتصسهل رأوه8 تلمأوستطمدل3] "تامع أكدهم مه أقتحره

عاتملا بمعل8 ”مس8 وعم 350 ,و00 عمعع02 مق رك مفلسدأفصم1 5م2111 (45) 4 ,28 13 ,وعد 1

-لداصدة بممتأقصسعم)دمدعا' عاطتماتكم1 وتتسسمصمءظ ممعموس8" ,معدقة5 هناوة5 (46) ناه لصة معتسمهمءظ8 عه [ممطءة صملصمآ "بسكتلهغتمقت بودمأملع2 ة قصمزة كلنا.عة.ع1[5.قع10ط غه ,2014 ,3 نزلن بععصعت5 لوعذ

1 ,20 لتتجف مطمدروعاء1' "5216 عمل عمعرو ومعم ممه" جعلصمع لم أعزسموت؟ (47)

مع القدم ان قم وعمتآ 4م11 تطتلنانا ععنوكما مسمعطنة آه ممتكمعننو عمط" (48) ع زوع تتزعطا 24 ,2014 ,28 بإقا8 راع زمر2

مأعع لظ طفهلة م1 وتجدل8] وعده كأمجاه0 طلتكر معوكل] ععععع0" ,كلدم مم1 1زلة (49) 4 ,12 عتناز روع س1 عاعملا بجمهّدر”

دقع اذ بوعل2 “يعصللة 0014 عط قمة برمعغطة علعمطك" ,وستللتك اعتصوط (50) 3 ,18 عصدر

.2012 ,17 لإتقتصطع8 روعحصلة' عاسملا ببعل< "بعوعيه0 لع لانو وم ممعنظ" (51)

4 ,19 تغطماء0 ,روعت ارملا 216 “اعطاق صذ دتتامط 36" ,كأكق فل قمصقه][ (52)

وع226 ام اكلمفددءة 1 ا علعع02 ]و8 واظ عدا" ,مقتلسهطة8 وتمصقللا (53) 14 ,10 عصدز ,اكتاعصظ

-011310 ",10176 ممتكهم نو جاع ومعساظ ممتللزظ 50 ممنوء8 ممعم" بطاتتصسك وعاء11 (54) .0 ,1 أقتاوناف ,تسد

رقكأ800 كه متعتع18 ممقدم.1 تدم اجو عط©ا سدم ونا عنووة" عاعقات زمبولة (55) ,28 نقدك/1

”غ531 ععاط وععععر" علصمهعلام (56)

)57( 14

بقع للعلمة علها8ة 500 مقط عدماة لعدسمه عمععي0 ص توتعاكسسة" ,دعالة عنام (58) 4 ,21 تنوم ممفتلعة م0 #ووعطءتوءي 8 ترد5

,رذ وعطموعئءءع 2 81 نأقاظ "رع ع[ءه/18 لندصصتآ صمتللتك3 وماععء"' ,معجومآ عليدلة (59)

1166.601 غ3 ,2013 ,22 توهل8 روجع [8 معت "رموه عطاآؤه عسنهء م0 مم5“ (60)

كاملا عاج "لمععع 01 ررمعك ساو -وإقارع صا عكلام5 5ل11 لدأعاعه5” ,ممدععللم عنآ (61) 0 22 148339 رقعص 1

الفصل الثالث

.2012 ركناا:ا5 نشل روستلة5) ماقئط5 عتصماعع!' رقلء روع همك ماطدم خصة عع لانتطء 5 عامدكة (1)

2 م.قتط1 (2)

1طمننة 010 ععلمن 0 -اومم عط انتم علد 111؟" رقع؟1 مصتكا قصه جمع11 لعممم (3) .15 1126[ بصمقوال؟ "رقاعه عاده© ممتاأعبسافومععر

اناك يق 1 ,8110 لومم لهة بلاع8 ترزامعظ8 ,وممطعموط ممعءط (4) ,16 لإتقبعاع8] مالا طتناء1' "تنما عله ساوطامظ د20 ند مزمتين سدم ومغقمعم 1161-3108 316 ,2011

الهوامش انه معلوع] ل/!" روع؟1 سه جمع]2 (5) (6) اتهمت شركة «آشبريت» ممارسات مريبة في أعقاب الإعصار كاتريناء حيث كشف مركز أبحاث السياسة الاقتصادية (سى إي بي آر) .0881 أن «تقريرا أصدره الكونغرس الأمريي في العام 2006 يفحص تبديد وإساءة استخدام العقود الفدرالية لاحظ أن شركة «آشيريت» استخدمت طبقات متعددة من المقاولين الفرعيين والذين كانت تدقع مبالغ مالية لكل منهم أثناء تمريرهم للعمل الفعلي إلى غيرهم». ”,11 متتنال 015217 للتزماعة صم عتنوذ 1015356 برعل عسل16 مستا 6 ممعت ]31 ,2010. أنفقت آشبريت عشرات الآلاف من الدولارات على ممارسات الضغط بعد زلزال هايتي» وكان أحد هؤلاء الأعضاء الذي تقاضى أموالا هو رئيس ال موظفين السابق للسيناتور جون .كيري. والذي شارك في النهاية في رعاية تشريع بشأن أعمال الإغاثة في هايتي ”نهآ معلمء ان روع؟1 لسة جعم1ط (7) -ستفاصه) وعلاناه2 عط لصة تانمقط :21000 عط مستصصهدئآ ,لع ةلوط معغمط (8) تتنص: ,(2010 ,مومعل :خام0ممآ) امتعمم ا لإعو2ع0ضرع(آ عطا جره السدمعةق عط لتتة تصماعة !لتسمعو2* ممع لممصية8 ضعاءع8 (9) عا217 حمومع“ ماتتاظ أوغع© :2012 رك «#عطامء0 ب,تامتاهص8 مععمدر لف ,نانة11 ل لإتأكتقه[ بتصبعع5 عغوحلوط عل عسمتغفلبوع8 :ه00 عتاطوط 0) والججمعد طع[ :2012 نا[ به تمطهآ ععسقصمعه© لاقنمت هط نعخص1[ عه عطامع 0 1أنة11آ +م112) أغتقاط صا توعوعمدددآ صمالنتهدقةق عط لة مسمعة 1 تتصوعة2 ,عتاعدممة 2012 ودعتع8 بولطخمهك8 عاعملا طنوء12 معد 155[ صعتاه[ سمتكنمةط1 ممصا الرممعظ8 بختوط مأ موععط أه ممملععرط" (10) ,1510215846011 ما مممععة لمع قفصت لسة صم قتلمقاع 8 بممناقل :تسلاه] روخوع عط 1" 2012 ,27 نع طتسعامء5 ,نأنة11 صا بإعوم مدع لسة ععناقن[ نم1 عامط لاقم1 -آه5 مواعده8 "رانه1ط ص وجة0آ عاعة<ا مغ عاعوظ مسنمععاعة11* ع أو اأصد8 عالمطنولة (11) 015018 غ3 ,2014 ,11 العققل8 رقبعهة ص1 نوز (12) أحد الكتب الرئيسة التي تتناول ثورة العبيد الناجحة في هايتي هو: (1989 عنقاصت؟ المملصمط) مصتطمعة][ عأعه[8 غطا ,وعصصور .1 هآ .0 رامع طرآ تكته1ظ1 "سعنله12 م1 تومه 84111 لع سيوع 105 عط ج30“ روع19 مك1 (13) متطوء.ع151آ- تاتقط غ3 ,2013 ,16 امف 5 بط بقهه51 عط وستتسسةطآ بلمومالة1آ (14) .5014 (15) .7 ,.هتط1 (16) أصعلذوع:2 سقاكخته11 «عصعه8 طختو 12122916 الاعطنة” بتتقتطله0606 ترتدسق (17) 106101537 “رنأنة1آ1 م10 اامنطاعظ علمماولط قلط سممحبنا علتافتعمة لصذناق 8 -صدء[ م0701 ,2011 ,22 لاعتملا الجواط جع[ "ندعل تدرط مع امطنت هده وععسانة2 لدطه1© ,نائدة11 مآ" ,رمدخغصدهة طدمماء10 (18) 31,22 طعمهلة ,روعصسطا' عاسم رتل1 عدم" بمبعل8 "رأندآط مذ عصمع8/ 2 خطون8 10 ععمقطن شا ركتع1 نه عكتتام1 (19) 3 ,22 لإمقتصاع8 قوط ددعا5 10 معاأوونتان5 1081 ,3 أطناودع5 أاصتصدمدة لمصة 0[مطتطععف لدفمدظ (20)

333

رأسمالية الكوارث

14 ,19 لتدجية ,تعمسكا' علدملا بوعا< "نمع ام ومعامطك

"عع نم8 8 وأنالة1] عمنلاعة؟” :10عز5 عل وعع1زه/” بمقتدعية صذه[ (21) أت ,2012 ,12 لإلنز رومع غتتصمم8 قصوة قصاءءع1440

مطمعظ قصدة مصلعع85460 "بومعامطةه العم دوع 1 01 ععة8 لذ لعمومعوصمصنآ انمتا" (22) .615.01 عه طانده طات ا ودماءعم0 غه ,2012 ,8 ترقاة ,معيقن

-لذظ513,5 عط نك معطلا عكلقدوطاموظ وأنانوةط] يعاقة وموعلا 5" ودمص؟ لتقطءن (23) .221.08 26 ,2015 ,12 لإتتقنانية[ ,8121 ”007 رمخ[

طع[هملا معل8 "بممعاورة ملعو ائمو5 5100 والغنة11 ,قتنف .10 سمطاهمو[ (24) 014 ,12 طععماة

"رقع تسنان) متش دمعح 0 طغتبور 6 وسصتاائة8 ,1انق1ط صل“ بمسمصاع صصسة؟ أعقطء 841 (25) 2014 ,28 تع طتدععع1]0 ,فعسلا علدوك؟ موعقر

4 ,23 لقصرة ,قعصسا!' عامملا بولح بورع ام أه اتملقطة5 عط صذ 1غزة21" (26)

"عكلقبو طامدظ 5نه11 عه ودعلا 5" مم1 (27)

+1 أقطا عتسعلامظ8 ومعامطه كه لنه لانامطة اننا“ باموطقزعكلا عانموكة (28) 9 أقتاينتف روعع بارع 5 ص10 مهلم[ عصناطتكا رطنوانت ع84 "نندت مالطعيامء8 تأعمضوعه 36 عاطقللة3 ,2012

8.2 و(2012 غ21 نوملدمة) منطوو مم11 ماعلا 112105 سمله2 مستاميرز (29)

)30( 1530., 2. 7.

"بعلقعع5 001 ورعامط0 نهآ[ دز عام 'ووسمكولد لعانمنا عطة” ملتقهمةت معبسها (31) .2012 ,20 اعطصع ه81 ,طامتاهصمظ ومعععةر آم

2011 ,29 مع طصرعجوخ] بطاعتولا 015 انق ",قوع متمس8 102 مصعم" :2118" (32) .846م65 1121ل 1.5ل3851004518رع تأتقط غ3

20 تع نا تصعوع10 5629166 22655 دعاص[ “11 اموس ودع صلفم8 عم معم0 بناتو21" (33) 511 31 20111

(34) 20127 ,7 لاتقناعة[ راكتتطمدمءظ "رفع ستمسظ8 عمط مصعم 0 أنه ومنل سطع , إن خنوع هايتي وتذللها لواشنطن تُوضحهما القصة التالية حول مارتيلي. في مارس من العام 2012, عقد مؤتمرا صحافيا لعرض جوازات سفره الثمانية في محاولة لإثبات أنه لمم يعد مواطنا أمر يكيا بعد الآنء وهو الأمر الذي يحظره الدستور الهايتي. في ذلك الوقت وقف السفير الأمريكي لدى هايتي, كينيث ميرتينء ليعلن باللغة الكريولية الهايتية أن هذه الجوازات تثبت صلاحية رئاسة مارتيلي. إن حقيقة أنه يُعد من الضروري لسفير أمريكي إثبات صحة أوراق اعتماد زعيم من المفترض أنه انتخب بطريقة دموقراطية لدولة ذات سيادة تقول كل ما تحتاج إلى معرفته عن علاقة هايتي بأمريكا.

3 .1 لإقنتطة[ رقع مسلط ملعملا بوعل “,و20 عصمآ وانخندق" (35)

مماصتات أهقط1 وم أ [عطد علكت» 0011661 نلوعط152 لقة للهده0عد81 اعطةة1 (36) 11 تإلناز رمملغوة؟ (غلت8

5# دوه 15 انهلا" تعنا8 علعلائه2 أاوتاتاعم ووكنوتر» تإتنم (37) -310ة[ ,اولع عق مم06[ "بماأقعمعنم[ مواعءو8 لصة كتمع سم ج00 مواعيم]

070-07 20112 ,12لقة (38) غالبا ما يُستخدّم السيانيد لتسهيل تفكيك جزيئات الذهب أثناء التعدين. إن حادثا وقع في غانا في العام 0 والذي سمم فيه السيانيد إمدادات المياه وقتل الأسماك. والذي

2034

الهوامشس سبيته شركة «نيومونت» جاه اجبوع ك8 وهي أكبر مستثمر في قطاع التعدين في هايتي» يسلط الضوء على الكثير من الأخطار. عنام 26 ,2012 ,15 أمناهددف بمقعتصمعنا2) "بطمس8 0010 كغزوط* وتعصطقتكا امعو لل ل 00 قوع ععام1 ”#صممط اا ج15 عبد ملدمه12 لأظا وعقنتسوعظ للقي 0أهن" نانو2" (39) 11 قلاع تلقط1 )3 ,2012 ,27 نا[ رعن ع5 تعنان صاعظ عععا ه مصعاط مصتصلكلا دع كذ 0610 مم1 طاميظ وتاتمط"* ,مموعظ عصورز (40) 2 ,30 إ3كلة سملل همي "رقع طعن8 معطا رقق27 64أهاع0ققمق "قوع صاقنا +10 ومعم0 اعلا عولط" اأنمط وبرد5 برمحصط 1021" (41) .3 ,16 لإمقنتراع]1 عط مأ جالعامدة] [اعطعنا8 غدع لزوعء2 ؤه مرت عط ممصن وللمخدع مءصتمه أععتهاطا (42) ها محسصقاءع 51 ,5ههنآ صذ مصتاءءتد لقنائصة تدم عتتسمصمعظ8 لأرميلا 1 ععصء مهن 'وعرمهه0آ1 مستدسمعمنآ عطاك #ماقتطة عتصماعع1"* متعللتك5 علموك38 (43) 2010 ,24 طععوالة كوه هعمست "نندت العا عدم وتعصسضو سمملاتدة؟ ,عأمعموء0آ] ولدععلف ,لأمطتطءعق لملممظ (44) ,17 نة طتمعتته1! رقع تملظ عاتملا بوع[! "م5 معقلم ووعاعمه1آ1 "يديره 5غ1آ عماوتل1أوطن5 جرمزة ما 115 ده الوت ومع صعة8آ سممكغتنم” عمست طمعوز (45) 051.60 أةطم1ع 316 ,2012 ,12 اتوصف ئؤوه2 لوطه1[ 0 دنآ مقع" قع نطةم طدهني) غصع صرماءبوع0[ قوع و8 ,كلرمعع]1] عاعها' عمم8 جاتلا" (46) مق غ3 ,2011 ,1 معطصرعءء2آ ,018218 "مصاع أطعاظ مغ 6 015ع ة دمت 115آ عو اعامعع1 مغ لأتقاط مماماءع ب1[هذنا 15آ” ,سمافقصطه[ عله[ (47) .5 21 لإتقناتلة[ ,010 2]3 "”#قتامخ[8411 ععلمكة .12 ,18 تإلد[ جرعناه وواعمه8 "بخطواظ مد0 لم11" ,رمتمملة مطه[ (48) ععلقد0-:205 صل عدم 1للة8 «عاقة ذوعهآ أأنداط صا عصنل سطع" رعماده5 لطدعوطع2آ] (49) 2012 ,23 عمطتصععءة10 رقع س1 عاعملا موعلا ,10م أتاع سوعع007 وسمتاععع1 وعمسستغممت ومع قدم0 لعاكتللعفاظ” بممأققطم[ ععلو[ (50) .تع التطغ طاة ,2011 ,2 عع طصرععع12 ,للنط قط" "بقاع وعاصمن نأنة1؟ للعنامغطا بإعممك83 ,19 بإتقتصطء8 ,1طثان "باع ة صمت أغنهة1 5اع0 لإموم صمت ومملمط عتهجاء8” (51) اع مع 81 ,2010 1خذتا ملصمآ ممتاعدهمامسصمععظ مستمافا مأ عاكة] كه لعمفدععقة عماع دمت" (52) لطع 26 ,2012 ,4 لإمتقنتصهل بالطتان) "ملأتماط صل عق مم0 تلإوا!ء 8 كن غخطع نوسع09 علمباوعلهصآ ملمع ع1 أمقتوونت لعلمعآ" (53) مأ ع2 2011 ,28 ععطصصع ه281 0818 “بلعصتاء510 متقصعظ ممسعا8 سممتكنه1ز -ه1 تاوظ علعفا8 عط صعم20 عسنلوع:8 ,سنوك8 ععلسمدععلف غمة ومامصطهم[ ععلوز (54) اقجة ,0821 بأتداط ص اتلتطةكصدمععفق لمة بوعمععومفموطا' 0نم عسملقوءن أ طمع22 ,2013 عقف عنتاعة نخصه© 2 06 110:6 كمتقتوع 1 مذلة05] أقط]' تأقعوعناذ أرممع8 0من” (55) 6 مع 26 ,21,2011 معطتصعجمل]! باطظن الإعدعقة لمممكوععم0 هه مقطا نوع (56) ذكرت صحيفة «نيويورك تاممز» في تقرير نشرته في أواخر العام 2012 أن الأهداف التي تحددت لهايتي بعد كارثة الزلزال» وكانت ستستعين بمليارات الدولارات التي تَمهْد

5355

رأسمالية الكوارث

بمنحهاء لم تُحقّق إلى حد كبير. صرح مسؤول تنمية إسباني في هايتي للصحيفة بأن: «المشكلة لا تتعلق بمتاحية المال» بل بالقدرة على إنفاقه». وكان هذا يُعزى إلى إخفاقات الحكومة المحلية وإلى عدم قدرة أو عدم استعداد المانحين الأجانب» واللمقاولين الفرعيين» وأمسؤولين الفاسدين لتقديم ما قد وعدوا به. بععل8 "رمطص1' 11320 لهة ذعمه11 1ه]ا ,1131 ماع18 هآ" روقغددمة طوممطء10 2 23 ل#عطصععءع10 ,قع سكا عأعملا. لوصتطعه16 "دمه5461:1 لدعناتله2 2 قعع 12 اأنداط ,صاء11 لصم مصعم أل (57ا 4 ,27 طتعطتدعع»12 رأوه8 01 جعل8 *رسععله:8 الدصمه؟ انوطع مععط للا كعناعط ععلمدوط اعمط" ,جقاده5 طومماء0آ] (58) ,5 نإلن[ رقعصرة!' علزملا “انط صا قصنللتطع]” ,مقغده5 (59) .104 (60) -عاظ والغنواط مسمتقصع1] عمتسم امعسصفصصعط عمتل لظ" ,وعاممطة عستاعبوعةز (61) لإلقنتتته[ ,11625210 أتسقتلة "عكلفدوطامدظ 2010 عط عستجحملاه؟ مومع قط أوعع .115 ه11 1255:0015 لأنة11 “بقوع لأقتاظ 102 معم0" :ناله1" (62) "نغندط من عصنللننطع" رومخده5 (63) 10 (64) (65) سلامة مصانع القرن الحادي والعشرين المستغلة تلعمال مشكوك فيهاء ويمكن أن تكون المساءلة غائية. فبعد حريق مدمر نشب في مصنع في بنغلاديش في العام 2012 وأودى بحياة أكثر من 100 شخص ادعت سلسلة المتاجر الأمريكية العملاقة «وول مارت» أنها كانت تجهل الأوضاع الروعة داخله. "رملصوعة لمقطم[ت عم بعقد5 مذ ديد 3 لع لمع18 عمز8 عقترمتط" روع العم سخ 2 ,6 لاع طصوععع0آ رقع حطة!' علعملآ جع لط, لم5 نهآ مغ 'لنف لعمتنة217 108 أععزوعط اع2 اقرمتاصللن" بعمقعمآ طومدة (66) -2660113 ,2013 ,16 عع ططروعع0آ] رقتصوع02آ مممصصصو0 "أرممع18 تومو ةا نم1 رولا + 1315.01ة 11011016 ,20 #6#طصوععع2آ ,عه اقعة قوعع2 معام[ 27 أموظ سووع لمأكيا8 2م10 وعم© تللم“ (67) 2 ,2011 “تند معصنة اطع" ,جقغدم5 (68) بتأعاة ا 135510015 113311 “رؤوء متقس8 102 برعدرت" :اند“ (69) عطه0 معاأعقمة أغنه1] مععطاءهل؟ مز عاموط لمأمسلم] وعلط ,وعامقط) عمتاعيوعدر (70) ,يك عسداز ,ملدعع1ظ تلسمناة "بوورع ها (71) الوثائق حصل عليها الصحافي مات كينارد لمقصدع*1 813 الذي عمل في السابق لدى صحيفة «فاينانشيال تامز» وعصنلا' لمءسمداك. "تاتقط صذ ومسنل لنسطعا"” رمقغخده5 (72) للةناا "باع زمعط ممنغنم 1لععلد85 11212 11112" بجله2 0 قتأمدامهمم بونداخ3 (73) .5 ,11 بإطتقتتصور[ بلقمعنه[ أععجاة قاء2 15 ,ععلقن0 نط لعمقصةآ ,تمك صذ ععملدط* ,لاأمطتطعة .ن) لمقصمظ (74) 13,2012 لع طتع اع 5 رومع "ا" عأعمل؟ عل« "بلع مم1

3536

الهوامشس

".تلم اتصه) مم1" ,8161 قصة ,لاعظ يوسمقطعصدط (75)

,28 معطووءءء10 ,رصقن ممداة "ملعلنة1 لخ ممعطلة؟ :ند“ ,وعدلمسسصف؟ نسمتا (76) .2010

طة5 عط "ععاعوظ :مسلط أمه ,عاصمعم وصنةلنسسط ,تدك مك“ جعاموظ عمتمعطنوت (77) .5 ,20 لإتقتاراء18

عسوت ل10أعمنةا عط مرو ,علقت ع©ا حعقم وعوعلا عقتط1” ,1 ممطاهصه[ (78) روتانناا رابو7[0 بإعوعمصة2 معأمدمتط 2 لصنطء8 لعا لصة أنه 5396 16 ْ 3 ,11,2013

عكلقناو طامةظط-أومط عع ننم صدامةاتمقسدة1 وق" ,قعطك عللعطعتقة (79) 4 ,2 تعطتصعامة5 ,مناه “10و11

2 ,12 عمقلا ,دسمموع 1 "الإمتمصمعظ نم ومع معط سبرة- عوط" ركسل ه1١‏ غ151" (80)

:)2012 رقعام0 13 ع[ ملعملا بجع81) صما وأسمععتصص!ا مف نعومصمبطظ بصوعرز أعاء8! (81)

وأأكناعف م110-م111 د صذ لمعنه 84 صنح علغنآ ,نانقكة هآ“ ,هقكده5 طورماءعط (82) 11,2012 معطامك0 ,قغسة' علوملا ول8 “لمتمقطت

,22 ععطمء0 بطعصتط معغصددهك "بلعومصد8 أعاءع ولا عمط" نعللتط5 عامدكة (83) .تلع تناع تنام 316 ,2012

مزه 2150 لصة عصتللنسظ 5 831160 ,قنخ غه معنصمطممع هن" ,تتاممدت فمددق1 (84) لعنط!” "عمدطنظ عط عصتدهتمتجصط كعاأمدملط 102 عوهاة غطا وصتااء5 :نانه11 .(2010 ,1 ععطسمعامة5) 31:5 بإلتع ايقن (85) فحم ال «بريكيت» عناونءط, وهو وقود نظيف نسبيا بالمقارنة مع فحم ال «شاركول» (لهمءمقطء). يُنتَجٍ الآن في هايتي ويُستخدم في العديد من المدارس والبيوت في البلاد. "تانهكت صذ مجةلد116 علمالةا وعتعدوهم8 اسه ومعصظ تقامه5” روعه02 مأعتهوط غ3 ,2013 ,4 لترحيف ععتععة ووععط معاصا. -1ةة يمسنونهظ علتط8) 0000 وصامدآ1 كه ممصعاء2 فط1" تتعللتتطء5 عامقاة (86) 02 تك تتام 62 1تتامء ,2013 ,1-3 طعمقل8 رطعصجه معتسصتامت"لكقصه لا

م0 ,2771 ”امع عط لمن" عوع8 صذ عماجئاآ مصمتاتهة” ,مدوءه؟' عثالف (87) 2 ,218عط6

علادملا بوعل #قسناء 1/1 لععمعلذ5 5نة11” ,رطمعوعدك8ة تتعطمظ قصة عطام؟] مصعطلة (88) 2 مق عطصعءع10 ,روعدص 1 1

(89) الصليب الأحمر كان أكبر متسلم لأموال المساعدات لهايتي من المواطنين الأمريكيين» على رغم أن سجله في مجال الشفافية الخاصة بعمله لم يكن مُرضيا إلى حد كبير. فعلى سبيل المثال ادعى في منشور أصدره في العام 5 أنه قد «ساعد 132 ألفا من الهايتيين على العيش في ظل ظروف أكثر أمنا» منذ زلزال العام 2010, بيد أن خبراء هايتي في مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية أبدوا شكوكهم بشأن صحتة:

”لم2 عط 210 غقطة؟ :عصمك 15 لعدتمظ برإعممكلة عط للخ همه كممعلا معط وءءط 115 أعمطءع26 ,2015 ,16 #إمقتاصةل 01821 ”تناندة1ط صا طوناموسمععه 5وهه.

(90) هنائك العديد من المبادرات التي قادها المجتمع والتي تسعى جاهدة إلى تحسين المجتمع لأن الحكومة قد أخفقت في فعل ذلك. فقد قادت منظمة فوكال 1هكا80 غير الحكومية مشروعا في أحد الأحياء الفقيرة في بورت أو برنس» وهو مشروع مارتيسان أصدةد امه لإزالة القمامة هناك وتشجيع إعادة التدوير. وكان القصد من وراء هذه

3237

رأسمالية الكوارث

الفكرة هو أن تبين للمواطنين أنهم يتحملون المسؤولية عن المحافظة على نظافة المنطقة. وفي نهاية المطاف انضمت الدولة إلى هذا المشروع.

(91) حدث هذا على الرغم من وجود طعام أكثر من كاف ومنتج محليا لكي يُقدّم إلى

اللحتاجين. أنامطة لتك 5 تصان!' طاتو؟ بعامعاصط مم نمأاميطآ غقط1' ماع11“ مسله2 سنتاقه] (92) 0 تلن 21 .2012 ,17 طععمماة ,سند عمنتلك1 "ج11 يتضمن انمة1 هذ 2050م «ألّف شفارتز كتابا مؤثرا بعنوان «الصورة الزائفة في هايتي تفاصيل عن كيفية إهدار أغلبية اممعونات الأجنبية. وهو يقول في كتابه هذا: «الأعمال الخيرية يُتلاعب بها لخدمة غايات سياسية. إذ يسمح غياب المساءلة بتشويه المساعدات وتحويلها إلى «شيء يمكن القول بأن ضرره أكثر من نفعه 3 ,(2010 رعوعنة عامهظ8 :300 رصمغدع [عقطن) نأنهة] صا ومع جهك]" متموبجط5 رطام ص1 -ع8 ,13هلة5 “رتكنه11 صذ عع أكةقا0آ 4صة 151005 04 بورمغمنة؟" متاعدسحك 5 برطامصسة” (93) .5410200133 3 ,2013 ,9 مقر -االاع11 تمعتعياه]' أخلد11] عم1 سماط أمتوعظ وععلسهاك1 لعاععاوعء51" ,مصققة تقد (4و) 14 ,6 لمتدحيق ,ومعشتاعظ 'يلد 79 بم ه810 عمطلا وستصصصة2] ,لعو ججاللة1آ1 (95)

الفصل الرابع

"لددهصقانا عافها؟ عكدمدتآ ععلذنآ معصناة «مزما8 معولع [جرمصاءعم4 رون ترم“ (1) .2013 ,26 لإمقتططء8] ,لقممتقكولم

(2) من تقرير كتبه روس جارنو غتتقصصةت 1055 ورابي ناماليو داتلقدصدا؟ عتطاطه2.

53538

0 ,تتقتلة تكسف "رومناممة1 سملا وا عبط لعنصا5 طاببووع0" كل نالهن موعدمر] 1 ,12 نعاما, 1 ,611تزع اتتسصحصبة سما عللتتستهوسه8 (3) .2013 ,15 لإتقتصاء1 روووع]1 لتتسواع81 ,قعده[ اعتمة (4) 214,3 بقتلةاقننة ععلتطنز "بعستضدظ نا ,ملتتقآ عد0 للاكستمعسهظ8 أه وعغزم7؟" (5) مضه 145[ اكستهوناه8 ما صمنأومصم0" ,دهممقتجد1 معاعتة يوده.متلهمصوعع لتطمر 15,4 عأءطصعاصة5 ,رممنلعميات "بأمعوعد5 دنلء16 مقط ععطوتتة' عستلا مسيع لكف 5كسعلزوعءط عللاكصنوينه8 لمصناء8 ع8 مغ لعلمعيع8 «ممتحقم4 ممتلوعتكمسيف غة ,15,2014 عتعطصدعءع 10 ,لءمووعظ ملاط” ,وتعدبه ممصا مسنئومة2 ده مك3 تمه .ققع م0.50 05 صعتءوتتص دهن عللتتستةينده8 عط مزعلم1 80015 غه ععمع لظ عط1” مناء[فقةآ ممتائتت1 ع7 (6) 1101 امف "معناعآ سعم0 وتصمياة أععمق م1 عممومعع8 أتسممأعساعع ن عن 15 2 ,2012 ,26 لتدصم بدا أن مذكرة ل «بي سي إل» من ذلك الوقت تشير إلى بعض التعاطف من قبل أجزاء من حكومة بابوا غينيا الجديدة تجاه جيش بوجانفيل الثوري وقضيته. في النهاية خلصت «بي سي إل» إلى استنتاج مُفاده أن حكومة بابوا غينيا الجديدة «كانت منقسمة على نفسها», .وأن المنجم لم يعد قادرا على العمل وظيفيا مسسومة8 غسمعصصدمكة وصتوط ملمعع8 مممعلة .801" ,عممعمصدلة موؤعماة

الهوامش

#ستصصةة؟” بأأأأدكهآ صمامتى1 2011 ,1 ععطمعامء5 رأمومعظ ودمءمصدل! "رعسصلاة .1 مموفعك2] .للصز 1988-1990 ونوا عللتكمتممسمظ عطك :ملصتالة لصة متمتمعر لإلمغطآ” تتسساممهة! عنما مقعم ممع صمت بقل ومتغصره2 .5 لصة وردام ك3 .141-62 .جم ,(2010 ,عهلع1 غسمظ نمملدمآ) ععتعوعط لقة

-بووع وتنا اعوط طاجده5 عط مذ ءءء ضهادتقع8 لمة معام عنوغة" راع لوققآ سمتامتئ1 (7) -مأسلماة ,2014 ,1 ععطصعامء5 ,وماط فوععط مداه "تصمامتط 0عنمء2آ 2 ممل .طلم ,ؤوع216585,701022 :لب مني أن أدعم كتاب لاسليت الصادر في العام 2014 -صتهعداه8 ده عد/لآ عط ,منصتا" منظ تععامصسظ كه مستومملة عطا ده عستم عاغهاد .(2014 ,مشداظ نصملدم]آ) وسنتمتاة مغ ععمداكاوع8ظ لصه عالت

15 معطب أععمجه© عللأكستفعناه8 مغ غوععط؟ أمعنمعع0 عط1” بنأءاوقهآ سفتاكتت1 (8) 18م ا0تتاعة 34 ,2012 ,23 أنديف جحملة أعف "أقدط م2181006 15

ناماليو هو فقط واحد من الزعماء السابقين لبابوا غينيا الجديدة. وقد أسس بشكل

خاص علاقات وثيقة مع شركات التعدين. كما تربطه علاقات ودية مع «الجامعة الوطنية التي تستضيفه بشكل منتظم بوصفه بانوعء«نمتآ لهده0ج21 مهتلدفعددة «الأسترالية .متحدثا بهللناة] ببع81< صسومعلعهه8 عط مغ عذذا لحان مومع" ,أعاكقهط[ مقتاكتت1 تله .3 لتأقمطاعءه غ3 ,2013 ,28 مقاط

(9) النسخة المدونة من شهادة رئيس شركة «بي سي إل» في العام 1999 أمام البريمان الأسترالي

يمكن العثور عليها بالدخول على:

تات0ع ططة.مكأستاتقط.

كدسمتدععللف معستدت ج35؟ وععو مخصت من :عللحسمتفعده8" ,لأعأدقهآ مقتامةي؟؟ (10)

ممصم 21 ,2013 ,26 'إمقتماء8 راغا عا ممعم "بعصناة معممع8 لذظ صذ تع 01 161

(11) أعطاني كريستيان لاسليت وثائق محكمة أمريكية صادرة في نوفمير 2001 تضمنت

تفاصيل عن الأدلة المقدمة من جون موميس ضد #بىي سي إل». وريو تينتوء وحكومة بابوا غينيا الجديدة.

#طء مدل ,لعومصعةظ 8210 ملآ لصماة عكدء21 دوع ودسمطاصم لدعظ عط 18/111 (12) متهء.5وع1 زه لعذه تعتععهم 26 ,2013

مم71 "رقممتقمع1' عستملكة عللتحتسنتدعسمه8 كاعد قنف عسسف“ اع أنققآ سسمتادتئ1 (13) 0 .قلكلتأة مجاعم غ2 ,2013 ,23 لتدرف ,هللنتداة

علده187] عصتصتلة رم وعدءل وبا عع 500,0005 لنوط وعنتمعلدعم ممتلة خسف" (14) 3 ,2014 ,3 انحرف ,لعقميد8 2210 “ع [[تتمتدعناه8 يده توه

-18 علخ "بامده© طتكمر وأطونظ عسنتصتاة عمقطد م1 وععدصدملصمة عللتتستمعتاه8” (15) .3 ,7 طاعنقآة ,2131 155ل

.1969 ,13 أكتاونلق ,معصدت ومخطصون "ملعععم!8 ع8 )210 أكسا8 عسناطيعم مم0" (16)

-صئط ”مصسوو8 عععناموع1 عط عصنلن8ظ نفعصتن0 بوع]! مسجد2” بمسمكمع1 'إممطتصق (17) .3 ,5 جتقبصطء؟ أقصره1

-ععمقآ ماتعع2 عط جددعده1 ع6 التصصرهت ومتسمقاط لكقنده ة تطتأمطه 0 22165“ (13)

5339

رأسمالية الكوارث 2012 ,10 عقداز مطعغهة/؟ عصتلة وعصند بوعآ8 مناموط "يوستستاك8 علمعة (19) لدى بابوا غينيا الجديدة مناطق شاسعة من الغابات البكر. وقد كانت هذه الدولة مستهدفة من سياسة الأمم المتحدة للبلدان النامية بشأن تقليل الانبعاثات الناجمة عن إزالة وتدهور الغابات6وع202 كمة دمتاهاوءممء10 دمع معدم أسعتحدظ مسعسلع2 دعاكاصناهن) وسامماء1267 مذ )ةل 2مع106 التي قد شهدت في الواقع ما يُسمى «رعاة بقر الكربون» الذين يسافرون إلى مناطق فقيرة في بابوا غينيا الجديدة ويعرضون المال مقابل استخدام الأرض. ومع وجود نظام مالك الأرضء فإنه من المستحيل تفادي الفساد. بينما كان سكان محليون آخرون يتلقون القليل من المال. 2011 ,14 تجلناز رمقلل هقها/1 ببعآ< "ومطابوهن عأقستات عط مم8" كأعصل تت قتزا1 دطمه .هق لتكة نعط 21 في أكتوبر من العام 2012 كشفت هيئة الإذاعة الأسترالية النقاب عن أن شركة قطع أشجار أستراليةء وهي «شركة الأخشاب والشحن والتفريغ اللمستقلة»؛معهمءمء4م1 هه 26 له ومعطدصة1 قد شاركت في الاستيلاء على ما يربو على مليوني هكتار من أراضي بابوا غينيا الجديدة. بما في ذلك الغابات البكرء بعيدا عن أصحابها التقليديين. نأظف "القلضصدهءة5 لهمة 23101 مذ لعتتامتتم1 مصدتلةعاكسف" امعو فقستصعل 2 ,14 ععطماء0) ,ووع لا بالإضافة إلى ذلك كان أحد التطورات الرئيسة في بابوا غينيا الجديدة في العقد الماضي هو توقيع عقود تأجير طويلة الأجل (امتدت غالبا إلى تسعة وتسعين عاما) لأرض عادية إلى الدولة والتي تَؤْجْر بعد ذلك من الباطن لشركات مختلفة من أجل استغلالها. لمده نهم زط علعدط غطعا8 معاعدمة طهعره لسصمةآ غدءع0 ولط“ روعللمفطات ور 71 ه14 ععطمه0 رعهف غط؟ "#تمعصوو0, في غضون السنوات الأخيرة أصبحت بابوا غينيا الجديدة واحدة من أكبر موردي العام لأخشاب الغابات الاستواثية المقطوعة بشكل غير قانونيء وذلك بفضل عقود صينية وأمريكية وكندية وأوروبية والطلب المتزايد من المستهلكين. قستفان) انهم 5عنتسجناقعتمآ1 (1[ق عردة" ,لقتصدمت دمنط لسة كتبيه[ عىغ5 (20) 2107 ع10داعقم "ومتطةعق[مطك5 «مغمعساظ لعومةف قتلدامسة وستلسنامسصوة 3 ,10لعداةز (21) أعطت الصحيفة عدد! من الأمثلة لشركات فازت بعقود لتنفيذ مشاريع كانت تبدو مريبةء من بينها صفقة بقيمة 55 مليون دولار بشأن «تقييم الخدمة العامة في بابوا غينيا الجديدة». نهآ دده وعملاآه0آ ممتلل8 51.81 ص1 عله عدم نه عمم نه معهع5" روايج[ عبعع5 2 ,9 لإتقدصة[ ,(بإعملتر5) طأمودوعاء1' نزلتةآ "بسدمومعط لنة صواء. نشر برنارد كين عصدعك1 لمقدمء5 تحقيقا في العام 2010 تضمن تفاصيل عن الشركات الأسترالية الكبرى التي تحقق أرباحا من المساعدات. وشرح كيف أن واحدة من أغنى عائلات أسترالياء وهي عائلة باكرز 82615 كانت متورطة في هذه العملية. -ظلمن) علكهن سوعظ 7لنة معاعدرهنظ ع0 مممعا منقمءط مطنلا” روسمعدظ جلمعلا .0ع ,زع كلت 2 ,2010 ,13 تولسل جزععافت *بقنة لوطه1ت ما نوهدم لقصه لقص د10 "نمع ع01 مغ معه0 ممتلافدية راونا روتظا ع1“ كمطص!ا وحتحة (22) .1996 عمدلا جتمغتسم1اة ,3 لإمقتاطة[ بقتلةعاقتلف منلله8 "تلع 01" وأعسد© مستصنر[ (23)

0400

الهوامش منذ العام 2001 كانت مؤسسة «أوك تيدي» مملوكة بالكاملء من الناحية النظرية, لشعب بابوا غينيا الجديدة من خلال اتفاقية معيبة يطلق عليها «برنامج التنمية غمعصدمماءبع10 عاطمسصتهاقن5 وعصتديى ببوع2 حنادرهط«المستدامة لبابوا غينيا الجديدة . وكجزء من هذه الاتفاقية حصنت حكومة بابوا غينيا الجديدة؛ .(2871051(01) «توعومءم2 على نحو فعال. شركة «بي إتش بي» عن الكارثة البيئية التي سبيها المنجم.ء بما في ذلك .أمراض مثل السل المتفشي والتي ماتزال تلحق خسائر فادحة في مجتمعات مجاورة ,17 «عطدوعءع1]2 ,لند31 لوطمات ”220016 2 غسامطغته بز81 عط درنة“ وتعلةسقطكت م[ 2012 أحد الأمثلة على الأولويات المنحرفة لبرنامج التنمية المستدامة لبابوا غينيا الجديدة, التي كُشف النقاب عنها في فبراير من العام 2013 كان أن مثات الملايين من الدولارات استثمرت في بناء ميناء بحري عميق في الإقليم الغربي والذي سوف يُستخدم أساسا من قبل شركات تعدين. وقال رئيس الوزراء بيتر أونيل في العام 2013 إن بابوا غينيا الجديدة, وليس صندوقا استثماريا يُّدار من سنغافورة. هي التي سوف تتحكم في كيفية تخصيص أموال برنامج التنمية المستدامة. وانتقد شركة «بي إتش بي» بشدة بسبب محاولاتها الرامية إلى الحفاظ على سيطرتها على الصندوقء» وأعلن أن الحكومة ستتملك منجم «أوك .تيدي» في العام 2014, على الرغم من أن الشركة ستستمر في إدارته -قتتة ونلمقظ "مدعوس09 ومعصنل مقتلم تكسم ده وجحم لعل 03 اسدللا ممعءء 0" (24) ,29 ون[ ,قتلهها انق عنطآ 15 منعطما نمعصندت بعل هنامدط م16 انمق مقتلعاكسف" كاعطة5 عترظ (25) (2009) + مسمناءع5 وعمدن "تعدلم0 جللمع] 227 طاكه وع11' وأعطآ صا واأعمعظ لمتطسكة غه أععممموط” بك للد موممظ (26) 3 ,24 331133599[ ,تتقتلة اكنال .03 ,18 ععطماء0 ,مقئلة عامددة "عصصقط عمنآ عه عمنا تلاط“ بواعتلله0) مووم8 (27) (28) تواجه جزر سليمان أيضا مصالح تعدين جشعة. فقد هددت شركة التعدين اليابانية سوميتومو 05:0غ0:01ا5 بقطع المساعدة الأجنبية للجزيرة ما للم تكسب حقوق استغلال رواسب النيكل. م لنظ ص غ2 قنخ لعمعغوععط1 خسدتتن) ومتسللة عوعصدمو["” ربسممععط10 مسطذه[ 4 ,3 عع طدوععء2آ ,صمنل عمدت "بلوء0آ فلصهاآك1 صمحدم[ه5 صانالا. عه عط "عتمدع]1 لصون فتلةعامتنةخ 2216 ص وعاطناهئ]' عط1” ,ممغتاط اعتموطا (29) 4 ,28 إه1لا +005 عط أسسوععم مغما ععلة1' أأمه10 وعتسمةمطرهن وستمتكاة” ,عطناط مدر8 (30) 4 ,12 تقلا ,لقصمتده[ امع 52 الوا "روجدة بزكدذة ,ماعتائصمن) تواتستتصصرمت فنانية "ععضة 5 'صنطعص 01 06ةأ5 سماد وطعم مهما باك8" ملاظ مسس”طمكة (31) 2 ,2 طعتهاا بطعغة/؟ عسصتلة وعمتو0 معلر (32) تفاصيل هذه الادعاءات ضد دافيونا يمكن العثور عليها بالدخول على: حطوه .دقع ع 0560.01 مودعم 11م (33) في يونيو من العام 2012 وافقت حكومة بوجانفيل المستقلة على اقتراح بشأن خلق سياسة محلية لاستكشاف النفط والغاز من شأنها «حماية مصالح حقوق ملاك الأراضي وا مستثمرين». وكانت شركة الموارد الكندية. مورومبي 1تصمنده84, من أوائل من أعلنوا عن مذكرة تفاهم بخصوص منطقتين جديدتين في بوجانفيل والتي خططت

001

رأسمالية الكوارث

الشركة لإجراء عمليات استكشاف فيهما. «ضقت2107 لإلعاععء ١/7‏ أأعا وععد0 "عل تمتهعمه80 مذ ععوء2 102" ,22 متتق؟1 اعتتموة (34) 018 لع لمععيع غه ,1994 ,وعم

(35) في العام 2013 حذر كاوناء الذي يشغل الآن منصب رئيس المجلس التمثيلي لملاك الموارد

402

قِ بوجانفيل[أعصداه0 #لتتقام فعدمع 1 ورعم09 وععسناموع8 عللتتصنهوبده8, أستراليا من الخروج من بوجانفيل وألا تتبنى مرة أخرى عقلية استعمارية تجاه الإقليم.

:10 ويمتصتك8 صقطا غمةاءمصيصسة 8402 15 امعستصمعتلتمط” بقطدع5]" وموعئء< (36) ,14 ععطتسعامء5 ,طعنه/ة؟ عصنتاة معسصند0 وعلط ماجوط "بعلل تكمتوعسم8 "رقضه صدء]] هذ مهمه" لووء111 غطا عم عمتصصنت عنعللا جطلمك” ,رمطونظ عتلتر (37)

24 ,2 عصناز رمقتلهجافية ,فك لإمقتتااء8 لشف "عقل23 ما ونع ططنا!] 8/11 معحده1 أحموظ ماع بجو3/1" (38) ,15 تع طصرعوول8 الى "ععمعامتلا لدنمعد مه أعف 10 510« وعورنا أعنطن 32151" (39) .2014 ع نه 5أمط5 عط المت معصطمكةا بقع عمتسي بعل8 فنحية2" ,سمقلت! عمتعطلو0 (40) .12312895 غ34 ,2011 ,16 #عناماء0 ,ععابصعة5 ووعوط رعام1 "رعصلقة مع مروت -ضةظ ده كصماواءع10 عجماع6 مم )ةا :اتطقطعة ماصدةا معتماط" ,تقعلناةآ كتتذووم[ق (41) 2 ,8 ععططاماء0 ,ونا 112 قتاع حتى رئيس الدولة المفروض ذاتيا في جزر فيجيء رئيس الوزراء كومودور فراتك بينيماراما أعرب عن الحذر في مارس من العام 2012 مقصنةعمصستصندظ علمةء8 عمل مسصم0 بشأن التوسع في 84 م6 إزاء شركة تعدين أسترالية مقترحة, وهي شركة نيوكرست عملياتها والدخول ف بلاده: وقال: «لقد زرت بوجانفيل ولا أريد أن أرى ما حدث هناك وكان صلبا في موقفه بشأن عدم تجاهل رغبات .«أوهمصهئ2 [يحدث] هنا في ناموسي .ومخاوف ملاك الأراضي المحليين

مصلا" عن طالم؟ قع8109 أقعلة[ ده 014 علقعم5 دعص ممصمل عللتتستههسه8”* (42) 2 ,19 تإلنا[ مقتلةتنكقناف 13016 بعستقة

)43( 14

ماع ل8 متتو "8410 مماعصو2 معترزمع8 ممع[ مخمتك مت“ ,نللدلة تسسلدلاة (44) ,3 1183 رطعنه/م؟ا عسمتلة معصننن

متلق ",ع للعسمتديونه8 مه عوقصو”ط لهامعتسسمعتحتمظ ده لعمعدلةا مكمكا' من" (45) تشاع ص قتلة 22010515 غ3 ,2013 ,2 بره1ة بقتلة دسم

عنستاققق أمصمدن) مغمل1' مت دروك غمعلزوعء2 5أع1[ كنوع سه8" باأععة©) قتستصمع[ (46) .2014 ,8/1322 رقواة1[1 عاتهمجع[18 مقتلد كسم "رعصنقة مسسجمدط عندمع م0 1ل8؟ 116

غ21 قناصة2 "ع5 تصمكله2 15 قطومة2 ععنه إلستماومعطنا* ,عمعلوط عتهاظ (47) ,16 تلطعتة81ة بطعتدتاا عمتلة معصنني

11/2 عصنلا دعصند) بعل8 قنارة2 "بصلطة 81 عمتلامنة عملءع1آ منوعظ8 متمط" (48) 4 ,26 11377

ناو ]و20 ",2110 10 اتدطع8 م1 بجوتاا عطقا 81312 ,ماص من“ اهتدم ععاع2 (49) 1 ,13 بصسقبصطء8 جماع

لإمقتصاع؟ اع مهام -]و20 "بلاعطة مموعة1 تعسمعاء16 34ط” نطف" علعتفدط (50) ,10

الهوامش

إدارة أونيل ملتزمة تماما حيال صناعة التعدين في بابوا غينيا الجديدة: بيد أنها نفذت .القليل من إجراءات الوقاية البيئية ضد ممارسات التعدين السيئة

لم21 مناصة2 “01216 كعتصةمصدم) 60 11لع تن ؤز1ئآ بغط0 قصة لأعطد أه مصتدع * (51) 2 ,25 لإتقتاططع8 رطاعغوللا عستلا وعستن0

(52) في العام 2012 عارضت شركة «شل» وهبي إتش بي» وشركات متعددة الجنسيات أخرى

محاولات لتعزيز قواعد مكافحة الكسب غير المشروع الأمريكية والأوروبية حتى يمكنها إرغام شركات الطاقة على الإفصاح عن الأموال المدفوعة إلى حكومات في الدول التي عملت فيها هذه الشركات. -0538) 0762 دنل1ه11 منصتط' من ومصصلاما لصبظ لطخلدء]؟” ,وموتيعطمظ لتحودط (53) .2008 ,10 ععطتمسعامة5 ,مقتلةفقيدة “روعغط قد كتب على نطاق واسع عن :137:10 .[ .4 .27 الأكاديمي الأسترالي إن. أيه. جي. تيلور :هذا القرار في لتقا صا "رماملا' منة كه مسن قنلاعقاظ عط معن 0ع8 هدوعتم عاون] طم كز -5135 12 890111105 رقلع رمقتصعع160ا معطجعاة5 لصة ,مصتطهم] علعزلة (رملصتومت1 تصملممطآ) متطودع0هع.آ غعطعسامط1' قصة قلصداظ ,معنعع) 502 :ومتاوعكص[ عاطهمتها 2011 ,و16 بآ 2012 ,27 ععطامعامء5 ,عع تتسصداه0 مغخطوناط مقسدآ] هوعمملم1 (54) التواطؤ بين شركات التعدين متعددة الجنسيات والدولة كان واضحا حين اعترفت الشرطة الإندونيسية في العام 2011 بأنها كانت مدرجة على كشف رواتب شركة فريبورت .للتعدين أجممعع1 "رعصنلطا هناصدط أاوع/11 غصمتت عبط إعممك8 غععلم8' لتو« ععتاوط* ,تعقللف درهم]' ,1 تع طصع س1 ,27810 عستصده1؟ بإعملرة ",0غطة1' متك أقصندية عودعاللقطت عللتكستهعنه8 وعجاوع1] امام فملوعممق 05“ (55) م3 ا2 .780102135152113 غ2 ,2011 ,27 وعطماء0 ,قتلةاكسة 3036 -ناه8 عله810 لع ماعط ستماتعظ لصة 5ن1آ عطا مهتلةعامسم محولط" باع 1ذقة.[ سقنقاتت1 (56) 512» تاتتاعوعع0] ,لعدممعظ لط "رمخصل1 معن أمصتوية وملاعف دمدات لل تجتسمتمع حدمت .ققع 1م010 .لع 05 برعم ناتزاة ,2014 لهطه1 الف تأفددلسآ) مامتا من أبامطة طنبطآ” جلونا عط" :علطممتهة سعمتا (57) (2014 بتأامنامصلآ ع0286م02) 0 2760ب ]لاع 1تنطقع601) 'تنان) الامطذ 1181 تلمع تتنعه0] ع1" (58) كدابع :32111656:01 )2 ,2014 ,7 لتدصةف ,كان لصم وصمعام] برأاوعصدحف "روستوططم] اقم الإساصنام0 عط وستمتية “وعومعوطمك؟' مص عععه1 علمقة1' 22[0” نم8 تصقاآ (59) “متىه)5 قطنا بإامععملة ععو8* ,للهمهجطلء14 طامتصمط :2012 ,11 ردكا ,للم 220105 0770363 قتالةقعط 26 ,2014 ,13-19 ععطتوعءع(] عوط وملتتطدة مصتتسصماة بإعسلعرة ”,8210 لهصمناءمدورنط' قة لعدمودط 23[0*“ روسنتاءه2آ متلتطط (60) ,4 ءأطسعامء5 ,11910 كلم قللهاكسية صل لعمعلصسبها كلصيظ 581 معام5 قتمنهانت” وده تمهننآ (61) 10 طعطماه0 ,كلق ومنقه8 قناصية8 صذ ماع84 لومعصنتق8 صذ حصوو8 عط مستوقسملة” ,مانتدءمللط ععماعاة (62) 012 ,3 لإكقتتصة[ طعا عستل8ا معصندي جعل8 متاو "بمعصتدة معاد

003

رأسمائية الكوارث

404

3 ,8 لتنامف طفط رواعوقةف 1ه0(د1/1 ععداء ساودع8 10 ل22" ,لأعجمكء د81 صنمظ (63)

ملقتلهتافتلة "نون طمظ كيدة معلوعآ لهممنوعظ8 د ع8 مون 2ط" رولاع؟1 عه[ (64) 012 ,رك نت طصععع11

عأقصهلص1آ 15 06 مسلة2 م1 وستضما لعمبوعمة ومتكتلهه0* ,قععلة0 صو©7ط (65) 0 ,13 أكتاونتثف ,لتهتدع11 عمتصممل8 بإعصلرةد مس1

و28 لتتجيف ,سفتلة هكسم لمعه 2810 جره لععهللذ2 دم5300" بتاعنللدك سوبحم8 (66) .2010 إلى أستراليا أن لوطى دصدة في العام 2010 شكا وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة, سام أبال .الكثير من أموال المساعدات يُنفق على «مستشارين» أستراليين .23.200 لتتجة مسقتله مييق بمامءع جد جم ممع نو لمعل[ القط"“ ,عاعتللة0 صسدجوم12

-صطعء06آ1 بقللنتداط بوعل] "رووء ستمسظ 101 0001© 15 نف سعط" ماقمو« عتنو[ت (67) 11614111813108.010 26 ,2012 ,0 قط في ديسمبر من العام 2012 أعلنت أستراليا أنها كانت مشاركة في المبادرة التطوعية طون خمة طتسءءة مه وعامتصلط بمفغصساهالبادئ الأمن والحقوق العالية ل «توفير نصائح عملية لشركات التعدين والنفط والغاز بشأن كيفية إدارة الأمن مغطعفن8 بينما تحترم حقوق الإنسان والحيلولة دون نشوب صراع». وكانت شركتا «بي إتش بي» .و«ربو تبنتو» قد وقعتا مسبقا على هذه البادرة ,11 “توطصععع0آ] عقمعاءء 5قع2م نقةن) طاو ععاأمتستاظ دوتعمروط

متت نأاقظل4 "روع صنلا ممتلة هافنم غناه1' سعدرم1] سمعتكف" ,لأءومله)5 معطمةءةة (68) ,1 عع طسع بولك

قلسع نظ ملصعيف ممنغدكتهم[هن-معآ5 1705م سف" ,رعمهعامسدكة مؤاعوكة (69) 27 لمتقتطاء8 ارمع عتامءمتصدل] "موستصلك8 عاطمستدافتة'

لذن عوط لقتنا «رونعصةا" ملسصقاعمظ مسق لصنه رععن8 ضماة علط متحاوة (70) ,10 لإتقناصة روعدصةط' لد مقصاط

الفصل الخامس

أه ععف عغطا ها ممتأممعء تدعم1] دمداة :رمعت مصتز وعلط عط جصعلسممععلف علاعطء ك3 (1) 6-7 بطم و(2012 رقوعء2 مع [8 عانرم؟ جوع[8) ووعصل سناطءم!ه ©

غة ,2014 ,6 نإقلة رطاعخدة! مأخطونط مسمس 'يومدظ لسمنطعط سمتولة ى :115" (2)

.2012 ,30 لإتقتتصة[ لتم بعل “بدن امعحصفة كه عسنهة0 عط علتصصمت مدقم (3)

-0770ضء2ع05 ووعع00ق نغ مومع عنو حرط ما وقعباة دتسرمكتله0" ,أكمآ همترماعالا (4) 2115-0111 غة ,2014 ,10 عصداز كتامطايصا' “عمدت اوعتلء84 همه عصآ

عكتاطم لقدءء5 عوعللم معسه؟186] تضممع ننسط؟ا"' ,معامسط ص[ندة سه عمابجد!' ومتأمدكلة (5) 4 ,9 تعطاماء0 ب,معععسة ونعععة] لف "مدع وممتتوعئع12 أدج

2014 ,12 أترجف ",قلجمعع12 أمععتمة ,متعادرة تامملوم 175 عط كه ممتكممعه ارط" (6) هه .قل رمعع ماوع تتقة.عماطاة

2011 تقرط ,ناراعهة "بصم معنتو لظ غة عامهه] ن باتمعط م10 ممممعط"“ (7)

115 مستتهامةع10 ومعقلنه20 ممكترظ وسمناععاءمسو[5" ومدعةآ طوعوة (8)

01331301103631135-018» 26 ,2014 ,2 :[113 ركشطقع101 تامتسصصمت "بخزرممعه

الهوامش

4فلتاتيفق ,تاناعم "أققء 8 دموع8 غقمعظ-جه] عط عباجةغ5 110" رقعم0[ ملأقنا[ (9) 2014

توق جه 22062 2 مستحهدا!' ممسعاورة عع قنز لمسنصسضت 5" جرع ملنة عام إمقطت (10) 3 ,27 ل طاتطعاصة5 ,تامتلجسظ معععقة[ لذ "#جممقع]

لقتأك كنآ وومتط عطل” ,أعلصوءة ونوط2ة8 0صة ادمع كل؟ علنهاآ ,للف حهد5 (11) بآ ععطمء0 عساو زوع جا»نط وستوم2 لاصة رومعقلعءظ ,لعممتظ عع اصصمت لنت تأنه 1م0197 غ2 ,2010

رقع مطأ1' علعهلا بجعا "رعمقصم م23 لسصة سمكمج لو ترط ,رقممملء” ,تتقتصوبصة]1 ابوط (12) 2 ,21 نا

2 10 00[ 20520110 نامقاعط عتوتتم قتط!' أأصملة؟ا أقطلاا” ,عنقجقا طقعدة (13) «2013050168175.018 ]2 ,2014 ,13 لإمقناقطء] ,قتاتةع01آ المتتتتطزه 0 ”أمظ

4 ,24 تتقا/ة رقع تصتة عأرمل؟ا بععا< "بهل ممأووعء تدعم][ دوعقلا لص“ (14)

"015 ةع1' عتتقاذ بجددة مععل ه84 ععخ قده دده وصموالعط عنولوط* ملعو مع1[ت (15) 1621 غ3 ,2012 ,29 لتميف تعصمع كام

رأ قلع ألم ",نم لأتاءع:18 كلحة0[ بتووضع01 ومةمطزمن) أقمظ مم8" زتعهااء5 طوعوة (16) 6220ل 36 ,2011 ,22 عع تاأصسعامع 5

“,لقا أعع 152 ما ك1 طتتم حرنا قصوع!' متوروء0" ,تممطعطقطقطة5 طعلوعمق (17) 1 ,8 اأقتاظناك رقع تطغ سدم 3معع132[- له

للتقحصسط غ10 وعاصعت طانامة عط كه معزت بحما "نمه عط سمغ مسمتتطمعط” (18) .2008 مقغطعنة]1

قط غة ,2014 بطعته8/ مخطونةا مسد “مسمتاهطم8 حدم ممتتامء2" (19)

4 ,23 عتتنا وتععأتملا بوعل "رعص1 لنة[ كه غبد0 اع" بسقصطططلة)5 طوعدة (20)

رع مداتجدء 21 -وع دسل" "ملمغتدرقن صمقكء2 2105ه8آ عط 15 قصهتعنمامة" رومقطن نإلصات (21) 13 بإوابا

م5312 دأ عملأ[ م026 مغ لصناه8 مسمقاعط عتوحاءط” رخل راعمم0 لتقطعن8 (22) ,18 3/13 بوعصصة' علدملا وعلط

53 تتقط 111 جللمغصع84 ععمقة وعصسة1” 10 م عصرهآ] مممقءط 15" ,قمع .] ععمعظ (23) 4 ,8 الاقم بقعأفعصة منععجةز آلف "ركلة ]أمرقه1آ1

"ملل آتجللمخصعة8 عط له عدمه1] ماعو1 10 مستصمءع8 ممسمئت2 ذنا” عع ةامقاط برطاف (24) تمع أقةء راع :2 ,2014 ,10 لتعمصف زأقوءظ8 ترزانود1

-ماء0 ,28121 الإسناص 5 علكتنآ طاتمر وكتمآ 5006 مستأمقطة5” ,دماتلآتا5 نيمآ (25) 210 36 ,2010 ,229ع86

تبتصسط مممعتعة عبلرا جراء1 وع1ددمصمعظ ومماموط” ,تممكتللن5 تمتها (26) 21 ]2 ,2010 ,28 ععطماء0 ,21211 "وآ

ع6 قوع -2ه180 عستبومع0 1055 غطا' نقمء اصن عط ع8" عع[ «تمتاعتاة (27) ملتوء.قن تاطتاممم 216 2012 ,20 نا[ معتاطن2 معط “أن س1

-تاتاه عط مج110 بمسعاور5 عط ممتصة0 ,اأتمعااء2 علتقسف لصة بمخطامف لنتوط (28) -تععتقعه] عتتتاعع قاعم[ عامسروعظ وعنمةممره© تامعتوط عتوجلوط 01 معزوع 52 لده 2011 ,عغتطتامصآ عنام عع مز :)(0آ ,صمأستطمهة11) وععتاه2 ممؤة

رع أتطلاهم] بإمخله2 ععتاقدز "ررد لععلم1 دامر عصو معتموم صم ممعلعم عنوحلوط" (29)

405

رأسمالية الكوارن

406

1 22 نال

لاتأقدلم1 صمملمط عندرومومكت عط وصنءمط5 عط1” واعلقط!1 تممه (30) 01 ع تامع ]21 201126 ,29 عءطصعده]؟ بأعصع غلم (مسعكورة عط وعسوت

-2215013 عكوخلوط لالباط م عتإووععط وعوزوع رونو صنو2 5 ,رامعخمعة2 1.261[ (31) 014 ,8 تجمكة رأمنلةطم1 عللنوء5 امع سامع جو[

-0610 ,قعده[ #عطلامل8 "ررمت «متسوكلا عط كه سنكلة81 عطا” متعناد8 عسقط5 (32) .1130116101165 غ2 ,2014 ,ت2جعط

1110 خصع/ 1[ صعط] بعاز ععزورظ بوإجوعهر صهع[ صل لإممات[ه50” ريتعتاوظ عصقطة (33) معطتترععع10 تع طصع نهه]8 ,قعمو_[ تعطاه84 (ممموملوط ووعترع رورم

مط مععل لتطت علعم] عنقا معط يلا كل مصة11 أهط؟ 15 قنط1” ,سدمقاعطعة]1 قموط (34) .15 بلمقنصطع] /لمةناصة[ ر5 102[ كع طامك/1 "تدع سمسعصقومت سمغئلن5

-8240166 عمقصنظ] لتنة طعتده]" 8ستلعدمع86 بمسصسعلا< ممتتم مم7 عطر" (35) أ[ ممصم هعتم )2 ,2014 لترديف ,عتتطناكم1 بعناه2 ممنومونكة امع

تمصلل ملاه8 عدم لله رممع<آ] عرو]بة» مقا طه0ب) طهعهة قصة جهدمسمط]' معهمتقى (36) 4 ,6 لذتجة ,قعسة1' علوملا معل< مط ملجمعع1 بوعصسقت

]5 "ماع80 عط دملة عع امصدمنت ةنال 5] صة 5بهم62 105" ,ممتططم8 160 (37) 225.018 31 ,12,2012 معطممعذروعة5

ابيا لقعلع درم مه مصوومل عمنلءه.1" بالقتطعع172 .8 مبطاوه[ له معمدء؟ عوعئ5 (38) ملطهء., طن هم 011015 24 ,2012 ,19 لتعحيف ,طأعتهم كذ صه] ”عمىن1

0م1066 ,مال طاتام!' "رعه2 ه جه1 811 أرس1 كقة لصخطعء8 لمو8“ رووولع11 وتعطت (39) ا 36 ,2013 ,22 رعط

ألةمصتصصم] عمتقظ قطنلوء ورعتمون ممع :00868هط5 عط مذ ومتحنآ"“ (40) -26842111611 غة ,2014 ,19 لإتقتصطع] ,11618 حرم بجعل2 "ووم لوعن مغطونع 6603.01

لظ -ع8 تزه رماب طاموع8 عل [مطء تمده 5 انان" رععوناء11 عنطوورز (41) 12 321013577[ بتقعذقع مطع]" يكتسووع مر

طعا نآ صملمممع أنسص] امعو يمآ وق عدوم أن 15م ممعم 0 عط]”“ م3معهقم/18 «ماترة]" (42) ,6220 طاجوععع10 بكاعع #روصمع]8 "بعوباطف عأقستمة ؤه بممغؤئة1 2 عوك امع روك 2014

رمع عو رق821508 عل أقضز كأمنده0)" ,قلع صعلة7؟ .[ ممأ 1نكق3 لصة للأعطءعءة5 منموك3 (43) 2012 ,11 ععطسعععط ,عنامآن وماوم8 "وعزيا عتاطيم

-803 وصئلتة[ برط قصه841111 عمفلة81 عيم 817216 115] 1107" ,بكس تامتقة (44) 2626.08٠‏ ]2 ,2014 ,11 عصداز مأعصع لم كهه تومن عأطوومامع12 هذ مأتسديع

كموق لممعلع] صذ فأصومع صم" 171106 م80 سه ولعبودمك8 ملمعم (45) 0269[ ع جمعق0 قهعع 1 “باتع سوم مولا8 سه عقناطف ومع مط5 10 لماءء زطن5 2014

11699 "وصسهت مم لعمعاء 12 ارلتصيوع 5 م/م أه عسقطة عط]" بدمع1ج1 .8115 (46) 1 ,4 بمقنططء8 رقع تسصلط عارمتة

أقلة كم نتهمم1[ ععم384 م10 علءمرآ 40 فموام حطها مكلمع مطللا" بوعخمع ممه م20 (47) 2014 ,30 عع طتصعامرء5 رصمتول؟ "لمعتس تمه ممملوط متوطوط (ومز[ 1 دروة]

الهوامنش

صا طاتلاعة] ممصععع(1 لإلتسة؟ بعل8 وعم0 مغ عصدام 18 سماد وعتهء محقف”" (48) ,18 ؟ةطتصع 810 بعقوعاع: 5وعدم وكأعوبضطعل5 طعقوةا سمقمعاء12 "بقمعدع]” رروعلللط ,2014

8 اذم "مناه نوممصم عط كه معن [نطن بإعموع.ا عط1” بصماععء8 صو©ط (49) 4 28 عفتنا[ ممعامع طسق

4 ,20 لإنقتاطة[ رقع مطل ندملا بوعل< “لزوط ع8 أمدك8] سمتكسعاعءطط* (50)

تمع تانانعة "بمأعرمع0) صا ممقمععع10 مطة كاممتونتسص] تقمعط غه وتعصمئتوط* (51) 001 813

الفصل السادس

لإكقناطة[ رقل800 )0 معتبع8 مملصما ”ثع1آ عل3ا إلخلاا مرعطتة؟" باعء81 معتموز (1) 20014 ,9

ستملعظ عوقامطة عكتتوعع8 وأع1ه11 موأك رده صل عنا خبط ومععاعع5 تمسطاومف" (2) 4 17 تزقاا ,انملا نولنددهآ "رماءغده11 :ستلقاععم5

حطه.ط) ملتقائرظ معبامععلة1' عله مم02 عط1 يعاما5 مجهت أمأطممك38 ععوموء0 (3) 3-4 نرم ,(2000 ,رسقالتصعةة8 محل

201 ,11 ةطصععع0آ ,صقنل سمقد2 “بطلوعء نا كه عط" بأمتطدمك8 عودمعءت (4)

7501/41 ممع لإةصنه!' اومن وممقطة [نهك/ة 1021 وسمند لد صضعلمنا" ,عنوعلة معي (5) 4 1 لتتجة ,سفنل مهمهي ج08[ عدن صذ مقفصسه8 دمزا

مهالا ع501 لنهك8 لدبرم8 عط جطاا! مقع نومع ومع مجاة نما“ نر اأمعظ جبده (6) 4 18 «عطسععة 1 ,للف أن ",مدعطت عطا مه عممد1

أقةء 8 'إلنةآ "رق[مه8 غطا ععصقلد8 بصتخاصعن عط ذه وعلد5" ,ممسبجءء8 القتلة (7) 6351 انملع غة ,2011 ,21 بإممتططء]

(8) على الرغم من الدعاية ال مستمرة للخصخصة فإن الحقائق المالية تتحدى الفوائد

المتحققة من بيع أصول عامة. بما في ذلك الشعار ا مسبب للإدمان القائل بأنه لا يجوز أبدا إضاعة أزمة ما. 10 قخطع تسمعء007) :211025ق ةلوط“ وتعللداةا صمت ج86 لسة عوعطللولة؟ طم8 0 تع عصا/اا لممسياسة خدءدن01[ "رماعو لق مقصاط 2160م 2151ا, على سبيل المثال وجد تقرير كتبه الاقتصادي الأسترالي د. نيكولاس جروين 128هط2710 .1 عم أن الإبقاء على ضرائب الطرق في يد القطاع العام قد أفاد دافعي الضرائب أكثر مما إذا كانت بيعت أو أديرت من قبل القطاع الخاص. ”2010 ,15عةطتدع ه11 ,للف 820105 عظف "بولصمط عتلطسط مزاععاء8 م0لوه8 1011. -صطت21059 متنقنل مق 10147آ عط وومعم4 معدت 'واتلمباوعم]آ عيوه8” رجمة]! عأمدلة (9) 212 6627 به هذ عا[ عإرمع2 عمناعه16 ذه ومعطاصصسسةظ وسمتموع مآ" ,طامعتصق8 معن قصقه (10) 2012 ,26 باعطصع ول ,رسممتلممن0 "كلماظ ممع ,با ع هه قل1مطاء كناهاط طسلغتحظ جسماا مه ععأتكا' ئ1ن1] بامعجوط" رمتسمك3 عجهع1اة (11) 4 ,19 عقتال مسمتل مهن "مهف اعم" معط ءالا إعمعية 1109 نذع لآ كلوط روطو[ أقمط0" تواءمطو مقط وتلق (12)

47

رأسمانية الكوارث .2015 20 /قاطف[ مم3 2113103 "الإستمصمء8 ملجملقط5 تأستما لم8 مذ نرق (13) مقابلة مع نعوم تشومسكي: "عمتام0 اعوعتمر؟ "عورد بوعدط-عم0 ه وللمتتمعووظ مم81 دع)ة5 لاعأنمتآ عط 8 ,10 ععطاماء2 رلقمم ل أقصتعتسا. قوع1 قمع عاتن 35 5ع0مع126 ج15 حدم0[0 لهة ددمن2آ1 وسرمطة [امط" واعقاكت مده؟ (14) 3 ,15 لعجف ,صه لقنن "مل عطق5 وستعاآ عه 815 عدمعمده5 وعدماء8 مرمل؟ ستمكلظ بجط/ة؟ا بلصقاك] عتمحلط ماعء/ة وعصسةر[ (15) 4 ,(2014 ,ووعع/ا نوم ضحه.1) ,19 ,16 .ضع ,نط1 (16) +1112 عط عمط وتام 0711 زو عكاأناععو ممدصعع" ,عأوعل2 اميه (17) 2015 ,6 للق قاصة[ مهلل ةن (عستر” (18) ديفيد تيلور سميث طاقتدة 0 1039104 رئيس شركة «جي فور إس» في المملكة المتحدة وبريطانياء تنبأ في العام 2012 بأن أجزاء كبيرة من خدمة الشرطة البريطانية ستّخصخص بحلول العام 2017. عملاه8 ذققل8 واعتلعمط أعلطلن 645" ,تون عقلف لصة «ماتوة" بوع5 و14 2 ,20 ناز سملل مس0 بمسموة و ارط (19) جماعة حقوق الإنسان البريطانية «ريبريف» 216+6مع2 أبلغت الشرطة بشأن عقد شركة «جي فور إس» في غوانتاناموه حيث ادعت أن الشركة يمكن أن تكون مسؤولة من الناحية المالية من التربح من انتهاكات في هذا المرفق للاحتجاز. عع1له2 م 045 راةصردره0 باأسداعع؟ اممررعظ مأماجناع قاع طمتلء8" بمععع© مقط 5 12 لإكقناهة[ بأمعلهعمعلس1 "مبدظ مدممسقتصمدت غتماعم؟! الدجعع 111 15 رعى. (20) في العام 2013 انتقد وزير العدل في الظل الممثل لحزب العمال صادق خان عضو البركان بشدة شركتي «سيركو» و«جي فور إس». ودعا إلى التوسع في تشريع حرية المعلومات ليتضمن القطاع الخاصء وجادل قائلا: «لا يمكننا تحمّل الاعتماد على نفس هذا العدد القليل من الشركات». -3601 ,2014 ,رطعغه؟؟ علتدرمدعمن "تعلقهء2 اجمدجدره© مختصوة 0" رأعدكتام تقتط5 (21) بطع ببج 701:3 اده 5و0 دممهءعتصصص1 لسة ععمونةصصصمدت مسمتعمهط- نتاسف" ,عدرملة كعتاء2 (22) و17 “غ06 ,اصع لصعءمع لصا "مم01 عمره15 عوط وعجدهوع11 عمره1ة من" اعون .2013 عتوحاءظ لمنوعع مامه 0 :مهلا عرمل8 اعع1< علا“ ,خطعتك1؟ وجنات (23) هذ عوصة لاه مملدعماءءمة5 :م1 ععتقوون غه علعهآ وعصفا8ظ عاط عمتموئادرن 21 تعطصة ه81 كمعلدممع0ه1 "عوتقطن علمه] غ1 ععمةة غم مشتصععه رصيق 2013 (24) أغنية الشارة لشركة «جي فور إس» تتضمن سطورا من قبيل: «جي فور إس! تحمي العام. جي فور إس! هكذا يمكن نشر راية الأحلام». رقع حصة]' لمأعسمسط “50 علنقصا عطا :645" معسصصناط للنهت مه 11ئتا موعقكمم (25) .3 ,14 عع طاصسعجوةة -80” رقع 5251 عتاطد2 02 صا عناه0115 أباوطة غأرموع1 ف :5414 بوملقطة عط1” (26) علنا.م 6.01 قمع نمع له50 غ3 ,2012 «معطتمعءع2 ,11 عمتمموعكرظ لمن

408

الهوامش

نم2 ضهقطا ععوكل8 طاممم معتلئصسة امعط 11976 كاسمتمغمظ" كاأمتلاظ بصعمآ (27) 2014 ,17 تكن 813 ,سمتل مم0 ,652096

,31 نتقكة ,فعططة!' عادملا بعل "بملمعوقم والوعامسنة4 عغط1” بمقصمص؟]! لوط (28)

-عا8 معو ومععاعمل؟ :العامة ذه معت غطا جة8 أقععو80 غط1” ركأعده81 اعئائة (29) مصطعء106 اصع لمع جع م1 "نوعط ممص ماعل ععصن ولعملصهاة عمشلا صا للد ذأوععم 900 معط

كأمعطء5 صا مهددع[ ستدتلة 1و0 +5 صللو0ن ومتعصصونت اجون“ ,مج511 دده1 (30) 3 ,11 #عطتوع جما تمستاة "“بسممعودمهات عطا مذ وأاوعط عأوعطعاعن ما

01803 أ مسعأةزة ومنو نوتصصآ كأسمتماضصيظ" ركتجهكا' مهلف لصة لمترذ بععزهظ (31) 4 ,29 ناعطمغاء0 ,صقتلمقن0 "قلوع 18 أرممع8 *13/185

أم اعف ع8 أمع وما هأ لع صئأة مأعقطدهن) كه قلع تملتسا" رطاوعدمة]1 معع0مقظ (32) ,3 ع طماء0 ,تنقأل قتا “ب0152010ه جر 81115

خطعنل؟ د ققصده2 75 مصعواة؟ مومظ :01515 ومنل صظ 20135" رعممه0 عتامقطك (33) 24 ,7 اعطاماء0 ,اأمعلصعمء120 *بلع8 لمختموم :10 مفوسقطة

-86 مسمتلاءنتومصن_ا 15 غدع مستمع ص8 ده 51215 عط1" معممم0 أعلتلفوعظ (34) .2015 ,9 131183 بلتقطاتوع 5184 بنع[2 "روعنزتا عنا0 مم1

“الناةققة عأةدهم001 عط" :1 غموط .11135 غطا زه مسط عط -أ016آ ١1/111‏ عاممعم” (35) 25.028 لهنلع عه ,2012 ,23 لتتجف ,قمعا متلءق8

عطا صذ سمتاموكة لععطاعمآ صمعالط مصصعة لقده كفم عام" جعممه0 علتاتهطة (36) اع طصوع 10 ,تمع لمع معلس][ "باغقنضصمت 85185 لصنوط ممتلازظ عم0 عم] عسوم 4 ,19

بللقتطلقع ]5 بعل "لتطعلظ همه مهاد 07 15 عدصدن عوط غط1” ومعهلاظ صطهوز (37) .0 بك عمط تع بتو 8

بلاختحصطة تمع مماء74 وطن ممن1ام0 صة ععلوعل28 15 عسطتة” ,قاتلا ع0 قصصط (38) 4 ,1 تإلداز ,لتقله!' أتعطدعية سما ",81116 زه

ركعده78 بإالوع 1 ممنغدك نوعاط مم2 معمومعط لمة لتو" علممعطتهوة عمدات (39) 0 مع 0 تع زه غ2 ,2014 ,5 ططاعقة184 تزعوى متوع 1 معم0”

-001” رقاعة ه00 عتأصعن) لامتاصعاء 10 5أعتان]/1 :"جل مامدت ع8 ععون" ,5111165 لنطط (40) ب 01 أعاة لم 7012م 86 ,2014 ,1 ععط معامء5 ,طعقه/8! عتوعمم

-بزقة لعلنة8 102 ممعت غه 'كاأتعقةظ تترمظ أمرعكا" معمل لطن" ملمو؟زه2آ عتصسورز (41) 24 ,27 لتتصف ,صمتل فته "ومعاعءة5 سا

-تامتلوء تعطو؟ ومع امتصتك8 عصاعط ابامع2آ1 وعومصعدظ فممعاءظ «ماءع رركم[ 113" (42) 2012 ,25 «عطمك0 رععلامنز لدعنلع/1 "بمع عالط مسمغدع ه12 لمعلنظ ععقط 10 ملداج .عع تالدع تاعمد أده

ققء5 لمغتم 1105 لعندعء0آ 8000آ وأاجدلا غة سهدمهم1آ] أغممصوةءء" مطعاء 8417 مععم]1 (43) 0 ,8 معطمكه0 ,مسقتل مدت "عجدعة رطو8 عاتووعك

8" ,قهه88! وأأمملا غه بعلدد ععتنه ممع ص0 وأععجه ]اطع لأقنط 7لا ,دهت ومصصطزة (44) 4 ,24 نا[ بك ذه علنظ ,ك4 153010

غنامطة طغبطاة عط مم1 غصدتة و لصة معصضعوط0 عط رمععع5" ,لمعفص ه10 عانتمالا (45) 4 ,18 برقلا ,سقنل مهد "مدعت سمسسانومف 0ه800] واردلا

009

رأسمالية الكوارث

410

ملقنل35نات "“نتناه11 سه م50 2210 ومع صتماء لمملا امه" رطوتعلاء14 معمة! (46) 01ر3 2197نالقة[

هت "0ع لمع7ع11 تتاوطقر][ أمسوعوتاة عجتلاجوت غه علوع5 عنطة” جرعللنة5 انط« (47) نتمقلة تأصدمع 811 لع صنهاء 12" ررع11خ351 تنط2 :2014 ,22 أقتاودنة بطعقه8] عغوجمم -عكهعه طم غ2 طامط ,2014 ,22 «عءطامرععة2آ بمطاععه7ل؟ عتومم مون #بجوط ببمرآ1 كه طاع عو

-116 لقتاتهآ :عنام ممناعة ممتامعاء0آ مسمتكم مع تسصحص[ صا طالوعط لونمعكة" (48) -لدء22601 غة ,2013 ,17 ع«عطصرععع2آ بعموعاعم ووعهم ,ععتاقتار لمعتلء84” ممم كلتا.ع1151166,01ز

-لاألآ قعع م تهاء0آ ممه نونتصطم] زم عمدت لمعنستاكت قغط1 نتلعتدع2 همة لعصنداء 12" (49) -لهء32601ة ,2011 ,22 طاعمهاا عممعاء: ووعدم ,ععتاقن[ لقعنلء84 2111 طاتم ود علداءع 66.0 ]قناز

أمقضوء:2 كه بسمقمعاء0آ1 عغطا عسنقصظ م10 عمدن عط تععوصمطت يسنععمد8“ (50) 166 لدعت غة ,2013 ,23 عولد[ رعموعاء: ووعمم ,ععتاكناز لمعنلء84 "بمعمرميلا ك[تا.ي 0

,51117197015 5م102" 02 تامتكتصعاء0آ مهرم تصصمس] عط" :* ععبطعه]" لسمعع5 غك“ (51) علناوده.عع كنا زلهء22601 26 ,2012 ,22 نرقلا عموعآه: ققعمم رععتأقت[ لوعتلع]/3”

-015آ بإأجع810 ملصتدو2 6,000 بجو2 20 4ع07062 045" ,عدو 51001 سممعوة2 (52) ,5ض عع طاتسعامء5 ,سقنل همهي ",5 دع لصة1؟ لمخامذه83 ععته صوكق3 1ع1[طه

107 '10001 ويستامبهظط" بوعل" ,وعطمنط1 ممصماه5 هه لهرة ممعم ز3ه (53) .2010 ,26 “اع طتععة0آ رهنل مه نان ",مهل سملا] رط وعع 04511

كه لفصعةة!ا قولم!ا حاط واتعتمعة 045" ورماترد!' ممعطتهمك8ة هلصو دتيوعآ لوط (54) ,مق لإتقتاطغطع2 ,رمقلل مقد0 “ومععاعع5 سساترمف لعساعه م علوت لقطاعيآ

مان لإاأسداعء5 045 ,139/101 لماع طاطة81 لصة ,نومآ لانتو تأوع م8 وع0 (55) 1 طتعطه]ه0 ,مقتل ممتي "ععارمرع0آ سقتحامره[ه0 له استومامع!] ععمه لاعقتععةق -1206] "وعتاعة1” 0455 مخضا الطوافصط عسمتطسنقاط هك ملتمعات/؟ا امعطمم8 :2010 .0 ,30 تعطمه0 أمعلسصعم

-لعاءمطة +8100 وأدمدء طنة8 تتسصسز" جنم انط" مجعط و81 ممه طامم8 عمعطمظ (56) 17 #عطصععءع10 ,رصهنل مهن "معخطعدةامصدكة غه لعمدعات فلتتقند0 وتمنوع5 قة 2014

-208) 6[ لاغليل لإتتةصتددمن) عط ,45" ,ممكتللف عاط همة عممأممعكتة1] «ممديزة (57) -1066612 ,مقتل ممت "”#فلصقط 15 ده 0مهه1ا8 112 غ1 5م120 أبر8- معدم لعا 4 ,23مع5

,(2014 ستسساسة) 214 لسصماتع0 "بسن منت مغ عصموع ه19" ,المقتلة:5 00نز موحمة (58) ةمع غ2

مذ صتعأكزة اأملعق8 3 لعدمصدظ8 غقهت دهدع طيك8ا ببتمصتز عغط1" متعططءث8ا وععصوءظ (59) 4 ,20 تع طتوععع 10 ممقتل مقن "ملمتدع12

طمن ض0 ع1" ,قتعا لنحة2 قصة جتماوهة" بمعط و81 ,صةء زقسة02 ره (60) مسقن عقنات :585 اأكتلدعوة مستقان عتتاطة كه لإصسقائ[ وععد2 عممهناع8 برماعهقن ,13 لاصف

الهوامشس

مده 0عصمناء مو513:6-5 عقتاكتاة لصة ع05آ عطل" تعقواطة وسصك نامعان0" (61) بع كاز لدعنلعآ/ة #ودعماءء5 سماتزقة لوتمصعظ تنه ممتتمعاء2آ عط ممتستاط عنام دمعع قن زلوء نلعتط غه ,2008

,0 التعجرف ,كصه ماع ععمظ كه عاساكتامم1 "#قصم نعو أرومء 12 عناوء ز812” ,ع1لز/8 [تط2 (62) فالقه بإاأمعصصف ,عاطةأصدوععهمتآ مصة منامععومة ,لعصته111-1 .2014 -متم© نم5 عتحاعط أرط فلوومصعه لمع عكمظ غه لمتقطععتح0 عاء [صوصدمب .15 1 ,7 بإلجاز بعممعاءع قوعم بلقدمتأقصععته] افع صصق “روعتصوم

بو لععتاطق عمق ومعاءة5 مسساترقة لعلنة؟" بمعععت فلعطاك لمة علتكلي؟؟ غمعطم2 (63) .2008 ,14 تجلدز كسمعفدءمعلص1 "بأمممع8 قيدة ,معتمدم طمن باأمتاعع5 عتو بلط

معط عاروك! ممع صق قاط امعصحره[مطعصتآا ومتكتظ" بممصدعاكئمع0 هتاعسة (64) 2 1 بمقتصطء1] ,رمقتلعمن0 "تطوناعهمة5 قط مذ صتقعع

)65( 11.

وتنا ارم صو لص لعندوطم ممشرفط]' :مممتاءمدك متقأعمع 8" وعلنسظ ععتهوط (66) .5 ,9 لإمقتاصة[ يسمتلعدتي “,3085 [اع1 مام صحدظ ,لاعلا

عم عددهةط ,فقاه ره له عدباهة2 "تسمسانوقة مغصذ بستنتمصظ" ,ممعرهءت سطامز (67) .2013 ,17 عصد[ نومع عع التسصرمن ععتمر

ممه فخدت مغ عنا' قطنوع ممئاعط اه ععطتصول؟ لممعع2" خطعك1ا يعخنات (68) 4 ,31 ععطماء0 بامعغصعمعء لصآ "رعمنة جتمعى 0

-00120) ماصع 1116 غد ععلامنك8 8(7' وطتصمالة وسكا" عم لعصنقك 2 للنطك" (69) 0 طء ونع لمهم غ3 ,2015 ,3 بصسقصطع8 رطاعكوكاا علق

بقع لظم عم عاطصدى5 عأقوهم2ه0) 8 ومأعمقصا] 15 'لنف 1لا" ,قوقم18 سقءتكة (70) 4 ,3 أتنهف ذمنعهام8”

د لمع اس ستده© طعنه عمط وع09 15 ممت لقاتصة0 أقع8 عط1” رمممهلة إبنوط (71) 4 ,8 عونا[ مصةتلعفت0 "20607 عوط ععبجت ع8 17111ا غ1 وعصه مم8 عط

صمو .لصوءطااءوقتت )2 ,2014 ,22 «عطتصععع "نللف ك4 ددع معلة” ,لصوعظ للعمدسا (72)

الفصل السابع

(1) حين زرت جزيرة كريسماس نشرت الصحيفة المحلية «ذي أيلاندر» «علصدلةآ عط1 مقالة

خاصة في صفحتها الأولى تتمحور حول كيفية التنقل حول الحيوانات: «تعد المكنسة أو مجرفة العشب مثالية لتحريك سرطانات البحر من أمام المركبة». وغير ذلك كانت صفحات الجريدة الأخرى التي دُبْست معا مملوءة بمعلومات حول نادي السينماء وبرامج التلفزيون الأسبوعية. و«معلومات للتعامل مع الذكرى السنوية لأساة القارب «سيف 221» 221 /5181». - ,283 وعبهو معلنهنة عالمظعلس]آ مه دععصنلة لسصقاكا ممساعتعطت" تماجها' عونةط (2) بك مع طسعولة رمدتلةن من الصحافيين الأستراليين القلائل الذين استمروا في متابعة واقع مراكز الاحتجاز بيج إن التقارير .هدتلهئدددة «التي تعمل لدى صحيفة «أوستريليان .137101 مهئة2 تيلور العديدة التي كتبتهاء وتضمنت زيارات إلى جزيرة كريسماس ومواقع لراكز احتجاز أخرى: تعرض وجهات نظر ثاقبة حول هذه المرافق المخصخصة. وحين التقينا في بيرث

411

رأسمالية الكوارت

والحكومة المحلية بالتواطؤ على التمرير المتسرع لقانون فاشل وإعادة «بي سي إل» إلى الواجهة مرة أخرى. وم يحصل ملاك الأراضي على حقوق كاملة في أراضيهم. وقال سام كاونا 1210028 صتددء وهو زعيم سابق لحركة المقاومة. إن التشريع صاغه «محامون بيض أثرياء». وم يساعد ريغان في تحسن الأمور حين صرح لإذاعة نيوزيلندا في العام 2014 بأن منجم بانغونا كان الخيار الأفضل للإقليم: رافضا الزراعة بديلا. ومررت حكومة بوجانفيل أخيرا تشريعها الخاص بالتعدين في العام 2015.

أحد زملاء ريغان: سياران أو فيرشيليخ طونهة المع طءعنه8”© صدعدزن. وهو أستاذ في جامعة جريفيث 67ذو19م11آ 21565 كانت لديه صلات مباشرة مع «ريو تينتو» - حيث تلقى مبالغ غير محددة من الدعم امالي من الشركة - في حين أنه قد تعاقد أيضا للعمل لدى «كوفي إنترناشيونال» 1100221قدمع)م1 بإع01): وهي شركة أخرى على صلة وثيقة ب «ريوتينتو»2". وفي الفترة ما بين العامين 2010 و2014 دفع لريغان مبلغا قدره 968120 دولارا لعمله «مستشارا قانونيا». وفقا لما ورد في وثائق رسمية. وكان هذا الرقم أعلى إلى حد بعيد من أي مساعدة حكومية أسترالية لقطاع الزراعة. والتقت كانبيرا بنحو متكرر ممثلين من شركة «ريو تينتو», وحكومة بوجانفيل, وشركة «بي سي إل»» وهي لقاءات زعم مسؤولون أنه «لي تجمع قائمة كهذه وتوفر مستوى التفاصيل المطلوبة [عن عدد الاجتماعات بين الأطراف]» كان هذا يستلزم استثمارا كبيرا للموارد». وفي العامين 2014 و2015 وحدهماء فإن مبلغ أموال المساعدات الأسترالية الذي حصل عليه مستشارون قانونيون ومستشارو المناجم يكشف عن أولويات أستراليا".

وفي محاولة منه لتبرئة الإدارة السابقة لبابوا غينيا الجديدة من أي مسؤولية, صرح موميس في مقابلة مع برنامج «بي إم» 2101 بثته هيئة الإذاعة الأسترالية «أيه في سي» (1830410 480) في مارس من العام 2013: بأن «ريو تينتو» والحكومة الأسترالية تتحملان اللوم لمسؤوليتهما عن الأزمة الأصلية. وقال إنهما «في أثناء سعيهما الحماسي إلى توليد عائد. تجاهلتا تماما طريقة الناس لفعل الأشياء»09.

من الناحية النظرية كان سكان بوجانفيل سيختارون ما إذا كانت تجب إعادة فتح منجم بانجونا من عدمه بمجرد أن يكونوا قد نالوا استقلالهم. بيد أن الموضوع م يكن اختيارا يتمحور حول الاستدامة والتمكين الاقتصاديء. بل كان يرتكزء بدلا

138

الهوامش

رع اصع م 0 سمقتستو! غ2 مداو[ عه 54 2310 قلقعمة" تمانهه1' عوندظ (11) ,30 معطاماء0 ,سقتلةتاقتاف” كُشف عن الظروف المعيشية في جزيرة مانوس في أوائل العام 2013 التي تبين أنها بشعة, حيّث كان لاجئون ينامون في الخارج في الحرارة الحارقة من دون أي حماية من وباء .اطلارياء وهم معرضون لظروف صحية سيئة عطك” روستععكن5 لصة غمع11 رععدءو1 بلصهاكآ دتسمالة رده علا" ,للق وعصماظ 5 13577ائلة[ رعهش

سناططعء] بتتقتلة قلق 12517 10 التمسظ وامتانامة5 سساوقة لف مععطلدكةا عادر (12) 3 2132-3

تت" وكمععط عمقظ ععتاطق لقتدع5” بصمله© أعقطء843 مصة عخرط/18 طوعوة (13) 4 ,30 عوطسعاية5 رللوىع11 مستصدما]8 برعصلترة "رومعماءء5 ممسطانوعف ممسدلة ترط

5 1]كناؤللف ,عقف قط متمجصناة تممط وع21 غآ 20[ لمرو“ ,ممنلل8] مستهممء© (14) 2012

واه دع مدت[ غمط1 لضقاة1 عط ,كنتصدكا مغ عمروءلء5؟" رتعللصقطكت م[ (15) 4 ,16 ععطصووءء27 ,ممتلعمنه بومعاءءة5 مسساترقق مقتلةهافتتة ترجا ععبعمه0]

:10 معنا ع8 مهت بإع 1 5:20 سملأ ممع نصصطة لأعمعصدعا" تمعطه2آ معظ (16) .5 ,7 أتوصرف ,سمناعميت "بلموطاءعة2 عملونا

810 ممع وسمنقمه© وعججو8"” عاعقة؟ تقصقآ لتة تمكلا/ا؟ا معتيقا (17) ,5 تإقاا رحنوالةجاقناق”

لولطخصمقة8 "بلصماةة مممففتعطه تممتعساه5 صوعء© مقتامآا عط" تعممكة 3114[ (18) .2009 ع طاتصعامء5

,قالمع طامتسسمل8 موع] وععاطع 0 مادعا ملوجلوط" روعنجلة عع (19) 00 ,23 ععطصع هل ,281 120165

-كلنث 210111 لسوع6 ممعتمعظ «ماعة صم ومامعاع 12" رضسقعه84 لمقسصدقن5 (20) 2 ,23 جدآلة رمقتلةما

دعم لصقلةآ كنتسمآ/ا دده ععستهماء2 و غوياه11 عنه]3 كاده 0 )1“ راوع187 افقط 841 (21) 4 ,5 عصناز ههيف عطآ" ",اعأه1؟ بأإعصلكزة عقات-5 غ2 أطوتل! 2 سمط 12

,مم1 منتصداة ج10 لعصوئنة لدوط“ وماجة؟ عوندم قصة معطعةطاطم؟] قخصه5 (22) 4 ,8 عع داسعاصء5 ,رمقتلةة]قنام”

سأكلا عط بمدء1129 ذا" لصة فللاظ عز8* مق لكآ متعممع© لصة ععلاناظ معظ (23) .4 ,28 بإممصطء رعق غطآ' "بممغدةء ع7 سمناةموتصصم1 أه

عملاوط-دمئنلاز8 ه 15 ممتغصعاء2 ممنلةوتصصة ممصمل" ,لعطمعحط علءالة (24) 4 ,25 أقناهناتف ,هذل مهقده "كته رأفسف- دوعصتعياظ

(25) بعد فترة وجيزة من تأمين شركة ترانسفيلد عَقدًا بقيمة 1.2 مليار دولار لإدارة مراكز

الاحتجاز في جزيرقٍ ناورو ومانوس, صرحت كيت مانينجز وهقتصصد8 عله رئيسة الشعبة القانونية والمخاطر بالشركة لصحيفة الأسترالي بأنه يجب «توفير الخدمة لطالبي اللجوء بطريقة إنسانية ومحترمة». ثم استطردت في كلامها وشرحت أن قريبا لها قد تمكن من الهرب من القوات النازيةء وهي لهذا السبب تتفهم الحاجة إلى توفير الحماية تلضعفاء المعرضين للخطر. واستمرت الانتهاكات فترة طويلة من بدء إدارة ترانسفيلد لمراكز الاحتجاز. "بطعنده1 مسامةت عمتمة ما 1705 موه عماصع 0 جامتاصعاء 10" ,مداه سعله117 5167

44113

رأسمالية الكوارن

في أواخر العام 2011 أخبرتني أن محرريها في سيدني كان معظمهم راغبين في دعم السماح لها بذلك ومستعدين لتمويل تحقيقاتها وقصصها الإخبارية التي تتناول هذا الموضوعء وذلك على الرغم من أن السياسة التحريرية التي تسلكها الصحيفة: التي تُدار .من قبل ميردوخ» كانت مؤيدة بلسألة التعاقد الخارجي (3) لقد تمكنتُ من الحصول على محاضر اجتماع جماعة «كوميونيتي ريفرنس جروب» 610 16122626 [السسسووردمت في جزيرة كر يسماس في نوفمير من العام 2012 الذي جمع معا كبار مديري «إدارة الهجرة والمواطنة» (دي آي أيه سي). فضلا عن مجموعة من مسؤويي الجزيرة. واعترفت اللجنة بأن إدارة «دي آي أيه سي» قد تركت «بصمة هائلة... وعملت ببساطة على سحب الحياة من الجزيرة والسياحة فيها». وفي أي وقت فإن هنالك ما يتراوح بين 500 و600 من العمال القادمين والمغادرين جوا على جزيرة كريسماس والذين كانوا يعملون لدى شركة «سيركو». و«دي آي أيه سي». والشرطة الفدرالية الأسترالية, إلى جانب اللقاول الطبي الخاص ومقاول خدمات الجمارك. وهو شركة الخدمات الصحية والطبية الدولية لمعنةع84 سه طغلدع11 [مدمفقصععام] حت فوتكةة (4) في مقابلة مع هيئة الإذاعة الأستر الية 860ه في العام 2002 قال جان بيير فونتين -صةء[ عمترعامه] مسعزط, وهو خبير في القانون الدولي بالجامعة الوطنية الأسترالية: «لا يبمكنك التوقيع على معاهدة [اتفاقية للاجئين] وتدير ظهرك بعد ذلك وتقرر أنها لن تنطبق على جزء من أراضيك». وقال رئيس الوزراء في ذلك الوقتء جون هاورد: «لدينا سبب جيد يكمن وراء رغبتنا في فرض ضريبة على هذه الجزر الأخرى. كما أن تردد حزب العمال وعدم حزمهم, وتلصهم وتدافعهم. كل هذا يظهر أنه ضعيف في حماية الحدود». “ولطقمدة] ععرمكة لعنوع 1 كلةكاسف كوم8 كمداا مممتلوصويف قصناءه12 ببنائطم (5) 4 ,8 لإتقنتتنة[ رععة عط" بلامط -106162 ها مستطكتتهمة:! ومعماءء5 بمساجومي» رقكع]18/91 0دتصدت لمة يمك وهم[ (6) 014 ,5 تإهلة ,للدمع1] وستصده؟ برعصلكرة” ,موق 4 ,28 أقناوددث ,لمععاءعءة؟ مويو "151] معاموره8 عط1” ,ممما هدمع (7) عطا ملصفلكة كمساذتمطت نصمتغواه15 5687288101 ,1211203" رض ةلطوناه1 ونان (8) "خا عتغطة أفصندهة 1510 ععم ورمماعءو عنااترمة عمعط/ة؟ غوممه0 لمعتممى 4 ,13 ؟6طم 0 ,سقنةممنن (9) الشيء الذي م يلاحظ في الكثير من الخطب البلاغية حول حملة «إيقاف القوارب» كان قصر النظر في هذه الحملة. فعلى الرغم من أنه فعليا؛ لم تصل قوارب إلى الشواطئ الأسترالية وقت كتابة هذه السطور في العام 5 فإن طالبي لجوء لا حصر لهم مازالوا يموتون في البحر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي أرجاء العامم. وكانت السياسة القاسية التي تنتهجها أستراليا تتركز كلها حول الاستهلاك السيامي المحلي بدلا من المساهمة في خفض العدد المتزايد باستمرار للاجئين الفارين من الصراعات. وقد أبرمت كانبيرا اتفاقيات مع ماليزياء وميانمار. وسريلانكاء وبلدان أخرى «لتعزيز الرقابة على الهجرة والسيطرة على الحدود»ى وهو تعبير مخفف كناية عن منع الأشخاص من الفرار من الاضطهاد. داعا وبو0 02 ونلفعادنتة 8 هملاعاظ 2 'ئئغهم8 عطا وصاممه5” ,وانعغطمط ممم 4 31 عع طصععء2آ ,رسممتوعقن "مسساتوقم مه اقتصوه1ه15 عرو كيز عه [وتنتاصو0 لععءعطعمت مممتممهك! امعة وموية عتلقصع5” بوامعغطه2 وعظ (10) 4 ,5 ععطدوعئءء12 ماشلل قنا0 "مم1 'متعاء56 بمداانوكم

412

الهوامش

"عقمع2 ع اسدكة" ما صمزم ل كلع 0 ممنمام رع تمصا ع5 معتمةم مده" رضلء أامصع8 (33) مععطانهه5 د مز كأمتصم[هم-مع71 :وعععنه لط ممملوط خ5تا“ لمقللد8 مععانظ (34) موتلة كيم أموعءعظه معناو لصة مصمكلئط عنواءط ,لع عازملة 2 مز "لضفآ

.(1994 بقتلمعسة ذوعع2 عباط لاكلة بالمقططاعآ) 5قلمع:1'

عه ماعودة؟ موطتلك] أمعوسسوع8" بععطه12 صعظ لصة أتقصلاء11 سما اسقطق (35) 17 تعطصعءءة2 رممتلعميت "باعق8 معط فلمعة متلعاقنة 25 متمعدط مقاع ,2014

داعو ممقطة ع56 تمعأدع0 لمتغمعاء12 سباترقة صب -متلمئدييف" ملأعصدظ لوط (36)

.5 ,21 لإمقتصهم رصمل تمده "رنتسعلكص] كناماىعء5

(37) لقد غيرتٌ أسماء معظم مصادر هذا الفصل بسبب حساسية المادة وطلب هؤلاء المصادر

عدم الكشف عن هوياتهم.

لءقفاة رععخ قط #قلمفصه5 وجره1اه2 منا-عكلقطة «متغصعاء12" ,لأعقدمه؟ [عمع[ (38) 06 و2

مقط عتمكز عم بمقائام5 ص متعاءء5 تمساترقة 0م00 15ل" ملاعصدم لسوط (39) الاعف" ملأعصدظ ابوط :2014 ,10 ع طمعامء5 ,صقنل مقا "ع1 2 غ2 وند24110 هلامع م2 سمتكهونتصصل صا عماتاهة صذ قطلده84 عذة :ععصصف عط مز عاتا 4 ,10 تعطصعامرع5 ,مسموتل عمدت

عع لأمصه© فلتامطة" ودماعه18 تامتتمعاء2آ1 ممتغوتوتصص!]1" ,لمقملطودها ععجتات (40) 4 ,11 «ءطصطعامء5 بممتلعمنا0 "تعاعتامف شزلة ذزد5 بممعرو8

اء5 مدصتعع2 مماصماء1 وقتلمكسة" بلمقلطعدهآ وجنات لصة سملطة لوطا (41) مقتطءة2 دمغ وتصصطآ لعنطت كتردة رتعكلنا5 كرعاءء5 مسساتركة ععلدك8 10 016و 4 م5 أقكناع نالل ا 0

دعق لأنطه 115 صه بماطعا! عجمالا عماعه12” لزع تق وووتلعكة لصة لاععة؟ لنتوط (42) ,27 ععطووعجول! ,ممتلعمد0 "لصذلة! مممستعتمطك مه لعكاءيه8! عتمت عمتاطظم 2014

طاتمة مغمع ممع معمملط ملومبع8 امعصبءه1]2 متتو موتصصه!ا لعلوعآ" ,م0 ددقةر[ (43) 4 ,12 لأطوععع12 ,ؤوعا! قم "رورماء0] عماصعن) امتامعاء12

عط ”مصسنتمان بإمدزسآ ععونقعظ ععره غطواظآ هذ أمعصتمعع 9ه" ,موماعلع؟ عتمت (44) 4 ,10 تناز رعهمف

طالوع11 لمتسمعاة برط غ11 للداة سمسابرمف" عاتجط/8؟ مهدذ ممه مملعهة أعقطء 841 (45) 4 ,21 أقناوتتة عهم ع5 وأقاءت

.3 ,25 لإمقدصاء8 ميم عط 5لعلدعمع1 ممسسواط مه [اعط“ ,لل12] معصمذظ (46)

(47) نمة حالة حدث فيها ذلك حين تبين أن موظفا كبيرا في شركة «سيركو» قد بعث برسالة

نصية إلى محتجز سابق, جاء فيها: «أنا مشتاق إليك». وصرح حراس داخل مركز الاحتجاز

في جزيرة كريسماس لصحيفة الأسترالي بأنه كان هناك سر مفتوح بشأن «علاقة وثيقة»

كانت تربط بين الاثنين.

تعععطعه م عع" عه لعاعدة عمدت معدعة ناملا وعتاة 1“ وماره1: عوتهط ,28 مءطمعارء5 بسمقتلمتكتة

بيد أنه يبدو أن بعض التصرفات غير اللائقة بشكل جاد قد بقيت كما هي بلا عقاب. ففي

مارس من العام 2011 زعم العديد من طالبي اللجوء أنهم تعرضوا للتهديد باستخدام

415

راسمالية الكوارن

414

29-304 لاعققل/ة ميسقتل نانمم

أ 0050110215 "ما ممع م1" 9 201نان) لاأشساععة” عتلوءءء1 تممطاهم (26) 4 12 لعج ,جها؟ طا5 "ممع ممفصع ع1 لصقاذ] كتاموكز

صطل غبا 5عاعع5 حسسارقة لصهأة] كنتصمكة" ,لعطوعم؟8 علعتلط لمصة معطو معظ (27) طووععع(1 ,سقتلعمةبه "زعملا 2 قعخط]' كه عتم 2 غ2 امعسعمقممك سمائام5 2014

-201ظة معدا م1 جرورم لع[ 03 صمو طعنسحة] عذنا معتمةصصومن)" مستعاممء8 قصل (28) ,28 رع لاأمسعامء5 ,عسل علدما بعل از

.نط1 (29)

أعتعع5 قلمعكء12 العاميصسوت فاجو 8 مومعل 5 بلقصدم قطن -طه18715 برصمى (30) 29 تع طامء 0 جول! طامعط “بمناميى علاقة وسائل الإعلام مع شركة «سيركوه يمكن أن تكون متناقضة. فعلى الرغم من مساندة صحافة ميردوخ للاحتجاز ا مخصخص. في العام 2011, فإن صحيفة «ديلي تيليغراف» التي تصدر في سيدني وصفت كيف عاش كامبل في شقة ثمنها 2.5 مليون دولار تقع في ضاحية غنية من المدينة. وأبدت الصحيفة انزعاجهاء على ما يبدو من حصول «سيركو» على كميات متزايدة من اطال من الحكومة الفدرالية مقابل إدارة مرافق الاحتجاز: «أصحاب القوارب الوحيدون الذين من المحتمل أن يراهم مستر كامبل وهو مسترخ في شقته هم أصحاب اليخوت ومجموعة غهزه2 025ط313]8 الكائنة بضاحية مكماهونز بوينت مع وجود ثمانية مراس مخصصة حصريا لاستخدام .؟عواناك 120601 «ال «موتوركروزر السكان». بيد أن هذا الإسرا اف لم يجعل الصحيفة تتساءل عن عمليات التعاقد الخارجي .ألتي قد جعلت ذلك الإسراف ممكنا "الإمنعسسدا مذ معكارآ لأعطاجحصهن) لأوو© و85 مناصعت صمناصع 2" زو لوطو زهج 2011 ,25 تزقلا؟ ,(لإعملر5) طاموعوعاء]” برلنوم

أعقعاصهت) عا" ,لاعلعه) تصعمكة لصة ,لاعضدظ [إبوم 0686181611[ إامادة (31) كعات 8100| فلآ وعرع5 ممه مععة عم أمعصعجنموع8 أنلسخ و1 بوعرعة طختيو تمه .قل لمعه ,2011 ,9 معطصع ه21 رملغو]8 بعل "ول يقني القيود التي فرضتها «إدارة الهجرة والمواطنة» (دي آي أيه سي) على وصول وسائل الإعلام مراكز الاحتجاز لاتزال مثيرة للقلق. حيث غالبا ما تبقى «خصوصية» طالبي اللجوء سببا يُستخدم لتسويغ ,ئاذا يجب على صحافيي الاتجاه العام السائد. لاسيما هؤلاء الذين يظهرون .على شاشات التلفزيونء أن تخضع لقطاتهم للفحص من جانب مسؤولين قبل إذاعتها ,ك4 لإتقتاصورز ,صفتلة عمسم ”#متطوممقصءح 6 (ع8 8215" وتهاترة]' عوتوط أن القواعد المشددة التي فرضتها «إدارة ههنا:و منائط2 اكتشف الصحافي فيليب دورلنغ الهجرة وحماية الحدود الأسترالية» (دي آي بي بي) بشأن وصول وسائل الإعلام كانت تستند جزئيا إلى تلك القيود شديدة القسوة التي فرضتها المؤسسة العسكرية الأمريكية على .الصحافيين الذين يزورون معتقل خليج غوانتانامو (32) وثائق مسربة من إدوارد سنودين «نافخ الصافرة» لدى وكالة الأمن الوطنيء أثبتت أن هذا كان موقفا مشتركا بالنسبة إلى الدولة في عصر مخصخص؛ حيث كانت الحكومة البريطانية تنظر إلى الصحافيين الاستقصائيين باعتبارهم تهديدا تجب مراقبته من قبل

شركات خاصة تعاقدت معها الحكومة.

012 ,14 طعفهماة ,عيوم عط كعاب لعننمدهآ صمئاءط 115" روصتاءه2 منلقطم,

الهوامش (7) الجامعات عبر الولايات المتحدة قد بدأت إجراء تحقيقات بشراسة أكبر بكثير حول واقع الرأسمالية في موادها الدراسية وتقييم الضرر الذي يمكن أن تسببه.

"بلسقتلة أ أصدت لم1 جنا 115 ,كاترعماعومع0آ بزومأقلط مل“ نعاوسعتتطءد5 بعتتصدء[ .2013 ,6 لتاحيف رقع سخ علوملا بعلا

عقن 01 انم عت 4طة مدع حكتدنا معطا كه متعتمدك/ة مإعصمك8ا عتسمععاعوظ رمة0آ 1أزه5ة5 (8) .2 .(2011 رؤووع22 '11 :[]8 متعانظ 52001 معممنا)

مق طخلدء8] عط غه عرف عطا ص عع أقنازمآ سدعلع حص :ع110دآ عط!' ,أططتة1 أخوك3 (9) ,(2014 ,تنوعة ع8 أعععامة تايمك بم لد)

12 ص مملأط1 (10)

علطتا عط 15 قلطط!' نع1طة أ نامع 1028 لطنة للع ه0150 نواه اوستقطت ونقه (11) 4 ,16 اع طصصععء10 ,صقنل نهنان اباقع سدع ه00 لهعم]آ 01

-16 دامغوه8 "بعتنالع1 ,ولقتاعء 1[عتم1 له بقتلتط تممه دوع 1 عط1* جتواقسمطب تسدولة (12) تع طم 0 عط تدعا ع5 بع زو

عتتزوطآ لددام[ي كه عغصمكعده1 غ2 وتاطتصداء * ,لمقصدع ]1 كدل38 لصد غوم دورط ععمتقات (13) 4 ,12 طتدع ه11 ,رمسقنل جهن "رومع ع5 بان 01 رموس كولمم عورعبع 8 10

11 متهن لإكقطلل05 تعد غطا' بلاعط ص1 النسظ عقتلهعوط ث كتعامة معععطع8 (14) .9 .رز ر(2010 ,تتناهمعظ بوملهما) تعأمققاط ص عمضة أقطا دع

4117

رأسمالية الكوارث

عصا الماشية الكهربائية خلال نقلهم إلى جزيرة كريسماس من مركز فيلاوود. ورفضت «إدارة الهجرة والمواطنة» (دي آي أيه سي) هذا الادعاء. 130 تدا ممت نات 7م2200 01016 10ع11' تمده" رمعامر8 ”0م 1 1وكووهر (48) في نوفمير من العام 2010 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا حول نظام احتجاز المهاجرين في أسترالياء أشار إلى أنه حتى مسؤولي «سيركو» قد شكوا إلى «دي آي أيه س» من استخدام خيام في جزيرة كريسماس لإقامة طالبي اللجوء,. (49) وقت كتابة هذه السطور كان حياة الله خارج مركز الاحتجاز ويعيش في جماعة بالبر الرئيس الأسترالي. -20 نغ لع رمام تنا اتوقم وص مممع8 كاز للمصعون][» بلاععة؟ انندم (50) 0 2 21 ناقلة[ رموتل مدن ”عن 1[ (51) أستراليا ونيوزيلندا دولتان تتبنيان سياسة الخصخصة بحماس. ذكرت صحيفة «وول ستريت» جورنال» بتلهف في أواخر العام 3 أن «حمى الخصخصة» كانت تحول كلتا الدولتين إلى فرص جاذبة للاستثمار بالنسبة إلى مستثمرين عالميين. بلمفلوءخ مولة ,وتلم ممم هذ قمه811110 وعدتم8ه صم نومتلم 1م" رمو سمقتللت .2013 رقء طددع7]07 ملمصصعناه[ أعمنة المت تلتاتناب) غه ومملمعاء12 انط متتو زوة ا تتتورة) وخطو 2 مقصسصداط ممتلةناقنية (52) لإعكا مضه مدعت ممنامم امم ممنامعونصسصس] متامده ما لتقلا ورم مموناة عوط ل ل 111 عه ,2011 كلتهماع]8 مملمعاء 2 عط قومعة ممروعومح 1014 (53) مم1 قنام ع وععسبامدع12 الطصريا1. مصلمع لود » مققة55 مقطاهدده[ (54) قم غط1 "برمعمموة كه 5لمة علط ف اعلمصوع' معقة كاكتايم علمصدعا8 عن 4 1 لطع م11

الخاتمة

.(2014 ع1 11 00 ]) 81027 696 مه سكلف امه0 “10 القطقمسصم (1) | تناع أطسيج م“ 0 هفتطامو) .1 300 ,تصمو[8 .جز صلة 0] ,سونددة .1 مقطه< (2) 2013 ,17 'التقتتطة[ ركع ص1 علوملا بوعل مع اموز عط متجوللا غطا متمطك "دوع مماعوجر[ خله510- كتف رستعل1 أسرمولد» 605١‏ 163لنث (3) بدطؤتلة 1م02 لم1 2013.4 ,6 عصنال رقسمعوط ممصسصره© "أقتوعه (4) رويء الرأسمالية. صفحة 33. (5) وسائل الإعلام الرئيسة نادرا ما تتحدث عن أفراد أو جماعات تتحدى الرأسمالية, لكن هنالك استثناءات. أخبر الاقتصادي ريتشارد وولف 9/0146 4تددن8 برنامج «الدموقراطية الآن!» في مارس من العام 2013 أن ثمة بدائل للرأسمالية يُجِرْب حول العاط. من بينها نموذج موندراجون 1 ف إسيانيا. و10 #عع20 والتعاعدة م لمظ دعورن1 16ه/8ا مقط نع 11 ص دمعتلة امون" ,25 طععهاة ,اوها برعو مصفط ارملا 060 رسورو معط «طاغء 10 ,تلقن مهد "بتعتيزو2 عتووو مرو ته ده وعالا ممتليهنى عط (م) 4 ,56213

416

ببليوغرافيا

ببليوغرافيا .2014 ,عاته لا بجعا ,مامم8 خ01) ,ملوعا 171 أعاز عأومه0 وء178 ,مقلائط ,ععمدوقطف

,8001 أمععمأاط كاه ةامعوعبلا زه أده ميد م1 :برصعددماطة ب 21] ,بجعطتول/ا ,قصدء8 ملإعصللز5 ,عدسمط تسمللمة ]1

كع «مدمدك ,00080 قمقمطن قسة ,سقطامهآ عزميذ بقلملا ,سهممماومظ .200 ,عمطناهوطاعا/! عطاارعك رمذاه كما مز اردق ومازءع3 «متموطءمع رز

5 امهم و80 عأدةأدود1 :د01 وأم عض عرزا جز عاط امتهم ,تانق بممعمعاء مقن مقط 7 ب2ه0قم.آ ,بختنا قطا8100 ,2:م2 رمع

لحكناأقحده810 ,تداك ممطعرا مر من'[آ عطا ستطنابد عن7] عط[ نصعأم عدوا علازارة . .١‏ 12 ,تنه لصطمآ

معالط ,اتسكطاعاتره) الامطه ناملا [[1 :رهزا نم11 كوماط1 23 ,نمو لوط ,عممطه 0 01001 آ ,عقا

.2009 بكاكه لا بجع آلا رمكل0ه80 امتتدا! ,رمعل ع" ورماريدط :أله ,جمنةءط عع لع تاهط0 .2004 بكلر0 لا بج[ رووع؟ا 5م5011 سبع 5 ,ورم ومنعء0) علطم نترم«2 4 :.«1 و10

جاع 8318 ,م20 مع ينوكت 8[ دو آم كيدا زه ء0ؤ3 عأجو2ة 116 وأه11-عبرققق ‏ ابتوط ,نجتوع ا 1 ,علغنامطاع851 .عدا

عه[ علعفاظ ,عابط كاد أات كبا هته وجمو8 علتدثاز 177 عاعشا اعناة 700 ب ,غتتتتامطاع ا

بالأناهمء 8 ,بعسروظ بوعتعءجرق ودره اأتطوارا[د«مهنا :عمتصوسط منمسعظ بعبعاد ,الم 20 هونا بول

ملل عأعه8 ازع ل عرزا مسج «عووبرراظط منورووجمن) :اعدرواط عقونطم2 ,03010آ ر1اء بجعصصمت .2001 رع تلطقل:0:10) ,عسمتطة لطوط تامع ميو

زه اآان) 176 هارت عسرعنطمنا عط كز ترعاععارة 116 «بعدمارة مجع عط ,أأزه/6 53 ,كونآ 201 رع مصبامطاع/1 ,متام هنظ ,ىر

رلإعصلنزة ,دوع21 تإعتاعسدن ,أمعزوم بو آممامطط ع[ [انارتووينه8 186 ,أدحة2 ,رع بوصودا ,2010

)0سا ,001ق 21 ,مانو اكلام زورك «ذ كأعنحم 1 أطوننا لعاعءعصدء لا ل رتسمكةل امتااط 1999

177777171 أمطاما0 كزه كن اكلا ج8001 1276 170/1١‏ ,عتمدع 54 علصوط

401

ببليوغرافيا

برب[جه رومع 0 سعل3 معطا أوديج مع جتن عندسرزات «دموط) زه عأجره1 ,مقتامتتطن) بتتمععدط 1 ,عسولا بجع]! ,وعامه3آ صمتلة اا ,ععمعآه:]1 01

2012 برووع:8 عاط ,«تطعمماماء21آ سعلل 121115 تاودال ,كتتلوط

ما جز مبج!7[[ كلوءأ«عبلا إن 62 58هم810 عط ودامم/لم" تطاممسعقة ,خالا بمعوم] .2010 بعلناه نا بجع[ ,800 ممتلها١‏ ,وارم1! ادق

4 بمع[800 أععاتهسجة1] ,نورماك ادمط6 4 :اك ة[ماادره) ,تتقطلسصة ,ه110

لبععسمط اعمط ك'0أمم17 ع[ كن 1356 77:6 ««واومواءه!8 ,تتصطعوعل ,التطدعة .208 بتتمقتهآ ,111 و "أمعماع5 ,ببق بدوبرعع ع4

2013 اكه بجع | ,مم8 جه تمة1! ,مسنبمبعوء11له8 ع 5[ قرا 171:2 «كن/178 د01[ ب

6[ معستى أأنولط :381/5 عتبرماءع1 ,(.قلة) ماطة2 روعاورمالة لصة عاعدكة ريع النااعد 2012 بشلا بعسناجة؟؟ ,جوع 71ةاتقتتنت1 ,01121

71أت اننوكايل0 مع تدمع |أعاسا لزن لوإعرم7][ أمرعع5 7716 :16ل عر دع 7صزك بتنة! ,عاعمصمطه 2008 بعاعو لا عاذ ,تعأقباطع5 لطة لماك

لماوع اتقط© رعمتطعتاطد2 عع تدكعامه8 ,ناتمط دا بوومن 7 ,.']' لإلطامحط1!” بحام ع5 560200

لمكاسم ةذ ازا ممعاتمطرط م[ زه مك8 183 «وموأس د18[ عاوجمم0م) ,لقا ,8 ,تععملة 08 بعلتو 7لا بجع 31 رووعءط بتزورع بتتطانا العمامن) ,لواعي م1

نوسيترورع) 1" [ 2 عر[ ما اع طلإروره') أوجره «متتباويتضز متام 11:6 ه17 07 2ع171 ب .09 علولا بجع ل بمتمجتعط

ك أا أ التتجرتجرم©) توبمدلك رممصوظ 1186 ١[إء17‏ مذ النا8 وسمومو وععوطع] تتصام5

0 بتلتجرطاءط ,مءاكهئ1 2[ 1# 45 أمذزا .2014 مي[ 800 أععاتقصاتة 11 ,عثلا ا 111 1 ت«أتداصيطط معاا .

اتلطامها/! ,ناتم مز بورع مسرع2] جره اأنتدككار ع7[ مثته كمه[ أتجممه2 راع[ ,رعسئمةرمد 2012 عازه لا" ببح[ رومع 82 بجع زبع ع1

ره طالوء17 معطا زه عو4 عا صذ مءتاعن هزد[ تدع اععسا :عامط 2] ,31311 ,أططئة 1 4 بع ط 51

كل أمطا «من) عنما 76 مجه كمتينو5 عمتصميه! ,وعستناأععاة عاططيا8 :وأمه 07 ٠‏ 2010 ,رعتتنامطاعابا! بعطاره5 ,مومعل ومازوء :18

403

رأسمالية الكوارث

04 بعاده لا بجع]1 ,متبجممعر

17 ,قعله 80 ههات لدم ماعا! ,وسامطط ءط1 ع«مجته وعلط 00024 و3 رلسقدث ,لهممو 4 1214م

قط1 ,مكطججه جوتاطة أنء1!!] جره ه187 عونلاه تعبا :ومسرتعت «مأوجه8 ,اعقطع ناا بعاعمء جعرن

402

.009 ,بلإع صل ,29 وعصعة ووه [مستصمضقت 01 عاباناكم1

0714 و1709 ,اتماكة«مباورك بجا مممامع2 سولق :كمه 7 وا واروعط مع 01 ,لواعذل! ,رمع د11 ,11815013 ,عقتطمتاطن معنو عنة) ,«مسمم 1 بره جع/178 وبلا

00111111 9 كع ناأاوظ علا سه أأنه[] :ممواط] ءطا مستسجموط ,ععاعط ,لعو وواللا 20 مآ ,موعرع/ا

متام مآ رهقت 7 ,مقه811 أمء07 كتين بدع87 10 عل زيوت 4 بدع 09 ,لزع اعطلوا ,2010

نم31 علأكاجا واراطا 12 له 1114| 171:6 «كورمنوجنعم0 71:6 ,اعقطء 811 ,وعم مةاكدت] عاتن لا عا رووعع2 جع10] عسا8ظ ,مماكاممطؤق برذ عره 17 كا متم فر

١0110011نا‏ ,موه .ع1 بوره 7 ون نهآ ,تتمحره[!ه5 ,وعطعن1] .989 ,كلت 7 بتكت ]1 ,عتقاصدلا , مماطمعمل عأمو[8 ع1 8 .نآ .) ,وعطوول

نمث 10 7772و أ أم هك :1 بدعحملط «بر8 امع /!! 1هط؛ عأن+:17 ع8 7176 .181 مسمطاهده[ ,عتم 011لا :117 بهة[لتدعدا! عجمعنوط ,«ماعهئز2ا استطعط تزعرا ممت 11أه7]

بلتلاكودء 8 ,1ك اأماقصم © «عاكهكة مل زه 1815 116 ماع20 عأع ه51 186 ,تصرمة لا بمتعل؟] 07 160110011

4 ,عطقا تعالط ,عنه قلت عطا .عند ورك ةلعااصيمن) :وسصتطاتمع نط جوع00 7815 ب

لم117 11 ,1110 30[ نع بأصووط كداج ممالا معطا نه ع«3ن) 31016 بمنتقتاكاتا1 ,ناك 1.351

,2014 01 6050 ا بقوع مادا ,وتتطثايز ها ععممامزعع ا ممه ء[[ابجرتمعنه80 بره

710ل ونع ]1 لمعنه[ بسو[3 176 مجع طستورعباط إزه عا«اعاء 3 كا ال بر/17 ,الحو ,تتممدا 2ه200مآ ,موع 1١7‏

و8 ,تتم ال« إن «عنامع 721 عام دعبم ) 116 -16ه/5 عمزاصره0) ,ععدمع0 ,أوأطدوكل1 0 ,002مم.ناآ ,وعاوممظ

ع 0710 ع10م نط أوذقا ,|( زه عله7 تعنصوقط 'موبيؤايوا] روع بأمقلوط ه00تام.] ,ع[أطقافده 0 ,ع1 7مصع ]1

المؤلف في سطور

ا صحافي استقصاني أسترالي مستقلء ومنتج أفلام وثائقية. وهو يُصنّف ضمن فئة الصحافيين الجائلين.

كاتب عمود في صحيفة «الغارديان» صدنقعد1ن© عط1' البريطانية؛ وله العديد من الموضوعات والتقارير والتحقيقات وامقالات التي كتبها لهيئة الإذاعة البريطانية :)818 وصحيفة «ذا نيشن» 721260 ع1 وقناة الجزيرة الفضائية, وصحيفة واشنطن بوست 2056 «منعمنطده؟18 الأمريكية. فضلا على العديد من المطبوعات والإصدارات الصحافية الأخرى.

من أبرز مؤلفاته في السنوات الأخيرة. «ثورة المدونات» عصنوعه81 عط" مم1 ودأر باح الملوت» 2زهه12 01 2201565.

شارك في تحرير كتابء «المنعطف اليساري» «,ناآ 1.66: وفي تأليف كتاب «بحق الرب» ععلة5 0005 202.

يعكف حاليا على إنتاج فيلم وثائقي حول كوارث الرأسمالية.

425

رأسمالية الكوارث

هكلت /ا ‏ اتو 11 7ه[ 5 1طه1ة8 إن 156[ 11:6 نءأوموح نرعه|! مره 8/00 ,اعنصةدآ روص نات

2013.

00١‏ 59 به1لة ذنم عاأناعطعة]] ,تجمميع 71 إن 7 «6ج11 186 علصووط ,دماج

004

الإسرائيلي لجنوب لبنان». فضلا على العديد من الدراسات والأبحاث السياسية والاقتصادية المترجمة. وسلسلة روايات من الأدب العالميء: آخرها رواية «الزهرة واللهب» من الأدب الأمريكي.

#ها يعمل حاليا كاتبا صحافيا ومحررا ومترجما مستقلا.

2007

006

المترجم في سطور

أحمد عبد الحميد أحمد

من مواليد القاهرة. جمهورية مصر العربية, 4 أكتوبر 1950.

#ها حاصل على ليسانس الآداب. قسم الصحافة, من جامعة القاهرة في العام 4: ويتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة. إلى جانب إجادته للأمانية. ©ا عضو نقابة الصحافيين المصرية. واتحاد الصحافيين العرب. ومنظمة الصحافيين العالطية منذ يناير 1981.

عمل لا يربو على الأربعين عاما محررا ومترجما وصحافيا لدى وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية, ووكالة أنباء «رويترز». ووكالة الأنباء الأطانية في القاهرة. وصحيفة «العام اليوم» الاقتصادية ال مستقلة. وعدد من الصحف اليومية والمجلات السياسية والاقتصادية المستقلة التي تولى رئاسة تحريرهاء فضلا على عدد من الصحف اليومية في دول الخليج العربية لما يقرب من عشرين عاما.

ا نشرت له العديد من الموضوعات والمقالات والتقارير والتحقيقات الصحافية في الصحف المصرية والخليجية.

#ها صدر له عدد من الكتب المترجمة بالتعاون مع المشروع القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة المصريةء والتي كان آخرها كتاب «الشرق الأوسط

امعاصر: محاولة للفهم». كما صدر له كتاب مترجم بعنوان «الاجتياح

هذا الكتاب: الذي يُعَدَ نتاجا لبيئة ما يعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك. يكشف الوجه القبيح للنظام الرأسمالي الغري. ويُسقط القناع الذي يتخفى وراءه هذا النظام لي يستمر في ممارساته لاستغلال الشعوب الضعيفة في العاط. والاستفادة من المآسي الإنسانية للاجئين والكوارث الطبيعية والحروب والصراعات من أجل التربح: ومواضلة النهب الممنهج لخيرات هذه الشعوب وموارذهاء واستنزاف ثرواتها الطبيعية لمصلحة الحكومات الغربية والشركات المتعددة الجنسيات.

لقد خلفت السياسات الرأسمالية للدؤل الكبرى هآسي وكوارث لشعوب كثير من الدول تحت اسم «تحقيق التنمية وتعزيز الديموقراطية وحقوق الإنئسان. والأعمال الإغاثية»» إذ إن النتانج داتما ما كانت سلبية. وبعيدة عن المخطط له: فضلا على أنها حاولت إظالة أمد هذه الكوارت. ليصبح الأمر أشبه ما يكون بتجارة كبرى. تدر المليارات على الشركات والمقاولين.

في هذا الإطار. وعبر أسفاره التي تتقل فيها بين أفغانستان. وياكستان وهايتي وبابوا غينيا الجديدة والولايات المتحدة وبريطائيا واليونان وأسترالياء يضعُنا مؤّف هذا الكتاب. الضحاق الأسترالي أنتوني لوينشتاين. من خلال نهجه الاستقضاي. آمام حقيقة الواقع الكارفي الذي صنعته الرأسمالية. ويبين كيف ممكن للشركات العملاقة أن تستغل البؤس المنظم في عالم خفيٌ لمراكز الاعتقال المخصخصة. والأمن الخاص العسكري. والترئح هن المساغدات. وضناعات التعدين المدمرة.

ويسلط. الكتات 'الضوء على الشبكات. البرية آلتي تشكلت اللساعدة الشركات على جتني الأرباح من الأزمة الاقتصادية العالمية الآخيرة. كما يحاول مؤلف الكتاب أن يُظهرء من خلال تقاريره هذه. التاريحَ المظلم للشركات المتغددة الجنسيات التي: بمساعدة من وسائل الإعلام والنخب السياسية في الدول المتكوبة. باتت أقوى من الخكومات الوطنية. ليؤكد أنه في القرن الحادي والعشرين أضبح السكان الضعقاء هم السلعٌ الأكثر قيمة في العالم, تستهدفهم الشركات, وتلحق بهم الويلات تحت شعارات براقة.

اصداوات افحلسر مموغوح الى دا عل عؤذقىف

11 )ز! ١")‏ ابل بنذ ازا يف هه بتيرابب